تويت
بديل القنديل
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
اذا كانت الحضارة تسعى منذ انطلاقتها الى (تعديل) في النشاط الانساني من خلال التطور التقني الذي صاحب سريان الالكترون في السلك لتكون الطاقة الكهربائية فان منطق التعديل انقلب الى منطق (البديل) .
النجاح الباهر الذي اذهل المجتمعات كان السبب المباشر في قبول استبدال الانشطة الانسانية فبدلا من الخيول سيارات وقطارات .. بدلا من المعول شفلات ورافعات .. كل شيء يستبدل ولا يعدل
سرى ذلك المسرب التقنى الى الفكر الانساني فاصبح الاستبدال الفكري هو البطاقة الرابحة في يانصيب الدنيا التي بدأت تتلون بالوان وردية جذابة في كل شيء
سريان المذهب الاستبدالي في الفكر الانساني جعل من العقائد في حافة الهاوية ورغم ان الحرب على الكنيسة كان شاملا وخطيرا الان نظرية التعديل العقائدي انحسرت في فكر الثوار ولكن سرعان ما تراجع المتحضرون قليلا ليكتبوا هدنة متميعة مع العقائد
كانت تلك الهدنة املا للعقائديين في هيمنة الفكر العقائدي بمجرد امتصاص الهجمة الشرسة على العقيدة واعادة تنظيم جماهير العقيدة لتقوم قائمة الدين مرة اخرى .
خاب ظن العقائديون فقد تم امتصاص الحشد العقائدي من خلال برامجية الدولة الحديثة واصبحت الوطنية هي البديل الفكري فاصبحت ارجوزة الجماهير في العقيدة الوطنية بدلا من المعتقد الديني .
جواد الوطن كان الاكثر سراعا من جواد المعتقد فقد وحد الوطن بين مختلف المعتقدات على جغرافيته المرسومة على الارض فاصبح الانتساب الوطني يفوق على الانتساب العقائدي فصفق الجمهور بكلتا راحتيه حتى طفح الدم من راحتيه .
تلك اثارة لمن تستهويه الاثارة في تبديل النظم قبل تعديل النظم
اذن لماذا نتباكى على تفرقة العرب !!
لماذا نتباكى على فرقة المسلمين !!
نحن قبلنا بالبديل ... وتلك ثمرة البديل نلتهم منها حتى الثمالة
المصباح الكهربائي هو بديل القنديل فهل يكفي ان يكون القنديل في متحف تراثي ..!!
الحاج عبود الخالدي ـ