دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخرافة وحضارة العصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخرافة وحضارة العصر

    الخرافة وحضارة العصر


    من اجل حضارة اسلامية معاصرة



    افرزت الحضارة التقنية افرازا حمل رغوة شديدة الرغاء في كل مجتمعات الانسان في كوكب الارض وكلما زادت التقنيات كلما زاد رغاء ذلك الافراز تحت مسمى اطلق عليه اسم (الخرافة) .

    كان الافراز الاول هو ردة فعل ضد الكنسية في قلب اوربا والتي سبق لها ان تعاملت مع العلماء الماديين بقساوة شديدة بمحاكمات واعدامات بتهمة (الهرطقة) وهو مصطلح كان يتهم بها العلماء الماديون ... عندما نجحت الثورة دائرة الدائرة على رجال الدين تحت مسميات الشعوذة والخرافات وتعامل معهم الثوار بنفس القساوة بل اشد منها ...

    بدأ العلم بالنهوض وسرت التطبيقات التقنية في المجتمع الاوربي اولا ومن ثم انتقلت الى بقاع الارض كلها وكانت تحمل معها مضامين غير مكتوبة وعناوين ذات بريق ان كل ماضي هو خرافه ونحن نعيش يومنا بنصر يردفه نصر .
    بعد موجة المرحلة الاولى بدأت المجتمعات وكل حسب ثقافته وقوة معتقداته الدينية يضع مرشحات ذاتية لفصل النشاط العالق بالخرافة عن النشاطات الحياتية الاخرى التي تملكت فاعليتها تقنيات العصر ومباديء العلوم الفيزيائية والبايولوجيه والنفسية وقد ساهمت السياسة دورا مهما في تلك المرشحات .

    البيانات الموجزة هذه غير منقوله من رأي في كتاب بل هي حصيلة دراسة شخصية اعتمدت على البيان الشائع والمعروف دون التفاصيل الجزئية لكل مجتمع انساني .

    غالبية المجتمعات الانسانية اهملت مساحة محددة لزج المعتقد الديني فيه وحرصت على حمايته من تهم الخرافة كما حصل في دولة الفاتيكان وما تبعه في مجتمعات الارض كلها ... رغم ان الديانات الاخرى لم تعزل جغرافيا في دوله مثل الفاتيكان الا ان موضوعية التعامل مع الكيان العقائدي نحى نفس المنحى في عملية فصل الدين لاهله والعلم لاهله وقامت هدنه ميدانية بين العلم والاديان عموما . تلك الهدنة هي التي وفرت الحماية للمعتقد الديني ومن مثل تلك الصفات نرصدها على سبيل المثال التوضيحي فمثلا تسمح الادارة الاكاديمية لرجل (سيخي) المعتقد ان يبقي ذقنه الطويل وان يلبس سوار الفولاذ في معصمه الايمن ويضع عمامته الخاصة فوق رأسه وهو استاذ جامعي يحمل اعلى الشهادات العلمية ...

    نفس المنحى سرى في المجتمع الاوربي واستطاع كثير من القساوسة اختراق الاكاديميات العلمية بشهادات علمية وهم بزيهم العقائدي دون معارضه (هدنة الدين والعلم)

    اذا استطعنا ان نضع تعريفا يرضاه الجميع للخرافه سوف لن يكون الرضا عند الجميع مستكملا لشروطه لذلك سنحاول ان نضع للخرافة تعريفا قد يمثل قاسما مشتركا في رضا الاكثرية ويبقى ذلك التعريف خاضعا للحوار وان كان الحوار موفقا يمكن ان تكون للحوار نتيجة في تعريف الخرافة .

    تعريف الخرافة :

    عندما نقول هذا الشيخ (خرف) ذلك يعني ان كلامه لا ينضبط مع العقل المعتاد ... عدم انضباط كلام ذلك الطاعن في السن يعني ان مرابط الكلام عنده غير فاعله ...
    عندما يقول شخص اني استطيع ان ارفع 100 طن وسط جمهور حاشد وذلك الشخص شاب وليس طاعن في السن ... تلك هي خرافة لا تصدق .. لان قدرة الانسان على رفع الاوزان لا تتعدى اجزاء الطن الواحد ... واذا اردنا ان نخلط الوصفين في كلام الطاعن في السن وكلام الشاب سيكون ان كلاهما يشتركان في انفصام الرابطة المعلوماتية وعدم ترابطها ...

    الفهم السائد للخرافة هو : عندما يكون الوصف لا يتطابق مع الحقيقة العلمية او يعارضها عندها تقوم الخرافة مثل حكايات التلبس بالجن او حكايات السحر او حكايات بابا نؤيل او حمل التعاويذ والطلاسم وقراءة الفنجان او الكف .. كل تلك الموصوفات ومثلها كثرة متكاثرة تسقط رويدا رويدا في مجتمعات تستخدم التقنيات ويلاحظ ان مثل (الخرافات) اكثر حضورا في الريف وتقل في اقرب مدينة وتقل في المدينة الاكبر والاكثر تقنية وهكذا حتى تكاد تختفي في المدن الحديثة جدا بتقنيتها ولا تسجل حضورا الا في الحارات الشعبية والاحياء العمالية ذات الطابع القروي .

    سطوري لا تمعن بالوصف ولكنها تربط بين انحسار الخرافة ازاء التقدم التقني ...

    اذن الخرافة في تعريف اولي هي :

    انعدام الترابط العقلاني والعلمي للموصوفات

    ربما يكون هذا التعريف متواضعا مع احترامي البالغ لاي تعريف ورد في بحث او في كتاب او في قول فيلسوف ... سطوري لا تتعامل مع منقولات كلامية ليس تمردا عليها بل بسبب تفردية المعالجة .

    اذا قبلنا قبولا مبدئيا بهذا التعريف فلسوف تكون بين ايدينا مفاجأة كبيرة الا وهي ان :

    العقل خرافه .

    ذلك ليس من نتاج التعريف المساق اعلاه بل من سقوط المادة العلمية في خرافة العقل وضياع علمية العقل ضياعا شبه تام .
    ليس العلم هو المعيار الوحيد في خرافة العقل بل العقلانية تضيع عندما يريد (المنطق العقلاني) ان يضع العقل على طاولة بحث منطقي كلامي

    انه خرافة القرن الحادي والعشرين ...

    (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) (الاسراء:89)

    (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)

    (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (لأعراف:169)

    العقل لم يعرف بنفسه وهو وعاء مقفل لا يعرف لونه او وزنه او ابعاده ولا يمكن ان يكون في حيز مرئي ابدا واعترفت الاكاديميات بظلام العقل فرفعوا شارا (العقل بلا جواب) .. فهو اذن خرافة ...!!!

    اذا كان العقل خرافه فهل تستطيع تقنيات العصر ان تمحقه كما محقت كل الخرافات !!!

    الحاج عبود الخالدي



    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X