دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ

    ان فكرة السيادة قد شهدت تطورا أنطلق من القانون الداخلي بأتجاه القانون الدولي
    فأضحت فكرة مركبة يمكن التعامل معها على كلا الصعيدين
    حيث أن نشأتها كانت في اطار سياسي
    ثم تحولت الى مفهوم قانوني بالتدريج .
    ويعني المفهوم السياسي للسيادة انعتاق الدولة وتحررها
    من كل نوع من أنواع التبعية في مقابل أية سلطة غير سلطتها
    وهذا ما يقابل مفهوم الأستقلال .
    ونتيجة لعجز هذه الفكرة عن أعطاء مفهوم لمحتوى السلطة السياسية للدولة
    فقد أستعان الفقه الوضعي بمفهوم قانوني يعضد الفكرة .
    وتعني السيادة بمقتضاه امتلاك السلطات الحكومية
    وذلك لكي يمكن أنقسام السيادة وتوزيعها
    بحيث يتسنى تقسيم الأعمال الحكومية بين عدد من الهيئات
    وهذا ما يعبر عنه بالسلطات الثلاث
    ( التشريعية والتنفيذية والقضائية )
    كتعبير عن هيئات لسلطة سياسية واحدة
    غير ان الفكر الاسلامي يعطي تفسيرا واضحا للسيادة
    بأن يحصرها بيد رب العالمين .
    وتلغي كل عبودية لغير الله سبحانه ويقصر الولاية والقيمومة
    للتشريع الالهي الذي يستطيع وحده أن ينهض بتنظيم المجتمع الانساني .
    قال تعالى
    {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف4
    ان النظام الاسلامي وسلطة الدولة الاسلامية تنبثق من السيادة المنحصرة في الله تعالى
    وحيث يتساوى الناس جميعا أمام الله تعالى
    عبر تركيز مفهوم التوحيد وعدم الخضوع
    لأي لون من العبودية غير الآلهية
    {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأعراف194
    فالله -عز وجل - وحده هو رب الانسان ومربية وصاحب الحق في تنظيم حياته
    وليس لفرد أو جماعة أن يتحكموا من دون الله
    الذي تنتمي الجماعة البشرية جميعا اليه كمحور أوحد .
    قال تعالى
    {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }يوسف39
    أن الله تعالى هو مصدر السلطات جميعا
    وهذه الحقيقة الكبرى تعتبر أعظم ثورة شنها الأنبياء
    ومارسوها في معركتهم من أجل تحرير الانسان من عبودية الانسان .
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X