دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرح القيود في البرنامج السياسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرح القيود في البرنامج السياسي


    قرح القيود في البرنامج السياسي



    لا شك ان الدولة الحديثة تثخن في قيود مواطنيها حتى في اكثر الدول التي تفتعل الديمقراطية .. لو القينا نظرة على مجتمع ديمقراطي مثل بريطانيا او فرنسا سنرى بوضوح شعارا غير معلن في الصحافة الا انه معلن في التنفيذ يقول (تعال لاقيدك من اجل مصلحتك) الا انه شعار تنفيذي كاذب فمسببات القيد لمصلحة المقيد لا تفي الحقيقة وزنها ولا تمنح القيد شرعيته بل تظهر في ساحة العقل منهجية معتمدة تمارس عملية تقييد الانسان في كل نشاط ومكان وبشكل متزايد متسارع فتثخن القيد سماكة ويزداد تقرحا ويجعل من كثرة الطرق هشيما في احتمالية خروج جماهيري من سطوة القيد وعصيان غير مسيطر عليه مما يدفع المتحكمين بالبشر في اخراج الناس عن المألوف الرصين في غوغاء مبرمجة وخيالات لا تغني يوم الانسان غنى ببرامجيات متقنة تنفق عليها الاممية التي تتحكم بالشعوب ترليونات الاوراق المالية العالية الجودة من خلال الانفاق السخي والمستمر في احتفاليات ماجنة ورياضة لا تغني الانسان المقيد مضامين قيده ومسلسلات خيالية ذات تكاليف باهضة ومهرجانات ذات عناوين مختلفة الا انها صاخبة كما في صراع ثيران او في تلاطم بالطماطم او مسابقات كلاب او سيارات وتنافس في اكل العقارب وفنون وفنون لا يكاد يصدقها عاقل او مجنون تستهلك كثيرا من الاموال والجهد ترعاها (الدولة الحديثة) وهي فروع فرعون الذي انتهك حرمة الانسان تحت حجة (من أجل مصلحتك) وهو يعلم ان (قرح القيود) يولد الانفجار العظيم فيسعى الى قيادة جماهيره المقيدة الى سعادة مفتعلة في غوغاء تنفيذية وفكرية يجعل منها بلسما لقرح القيود لكي لا ينفجر ذوي القيد ويتمرد على قيوده فيتم منحه بمزيد من الحقن التخديرية ليعيش في عالم الضياع في مساحة واسعة من الخيالات تصنعها حقن عقلية في المهرجانات الرياضية والمسلسلات الدرامية والاغاني المصورة ذات التكاليف العالية في الانتاج في غياب تام لاي مردود ربحي متوقع سوى هزيل قليل من بيع بعض المنتجات الدرامية ... تلك المخدرات ليست خيالات صحفية بل واقع ملموس في شوارع مدن تخلو من المارة واسواق تطفيء انوارها من اجل موعد لمسلسل تفاعلي مع الجمهور او لعبة متلفزة ... التلفزيون اصبح اليوم قبلة يستقبلها كل البشر وهي برامجية تحمل اكثر من الف نافذة وبتزايد مستمر مذهل تمنح كل ذي رغبة رغبته في تلقي حقنة من المخدر العقلي حتى ان بعض الافلام الوثائقية العالية التكاليف تبث في قنوات مجانية لترضي فضول الانسان مع عالم الحيوان او مع انشطة لا تخطر على بال وليغترف المواطن ما يتلائم مع عقله ليبلسم فيه قروح قيده لان القروح ان تعاضمت فانها تحطم القيد وتلك مهمة الساسة الذين يجنحون للوداعة في قراراتهم البلسمية ليمنحوها صفتها الشفافية الا ان شفافيتهم كاذبة فهم انما يثخنون القيود ويزيدون منها حتى ثملت الشعوب كذبا حين تمنع السكائر وتكثر المداخن وعوادم السيارات وتتراكم تدخلات الدولة في حرية الافراد حتى تصل الى العلاقة بين الزوج وزوجه والولد واسرته وتفوقها لتشمل القيود سنن التحكم بالمياه والطاقة .

    في احد الدول العربية وجدت قيدا على الناس في قرار شفاف يجبر الناس على غلق محالهم ووقف اعمالهم من اجل اقامة الصلاة لكن بدالة الهواتف النقالة لا تتوقف احتراما للصلاة ...!! السيارات في الشوارع لا تتوقف احتراما للصلاة ..!! ذلك بيان مبين على كذب لعين في رعاية مصلحتك او مصالح الدين لان الله غني عن العالمين ومن يصلي كرها لا صلاة له ... انها قيود تفتعل في كل موطن وفي كل شعوب الارض لتزيد من تبعية البشر لسيادة (القانون) رغم ان القانون تمت صياغته (بأسم الشعب) الا انه تحول الى قيود على الشعب تحت شعار كاذب (من اجل مصلحتك) وتزداد مع تلك التدخلات وسعة في حقن التخدير العقلي من ترفيه وسعادة قصيرة فيها فسحة عقول منفلتة من ازمتها تتنفس من الموسيقى والصخب مجون بشري مخجل حين تضيع سنوات الشباب في دهاليز الضياع وسط رعاية رسمية اممية ... يمنعون الاحداث عن العمل لمخاطره ويسمحون لهم بالجنس وكأن الجنس لا مخاطر فيه من انجاب غير شرعي وامراض جنسية تفتك بالصغار في ايدز وسفلس وامثاله وتزداد القيود فاصبحت الاوطان هي حاوية (الممنوعات) وربما يأتي يوما لتوضع كمامات على الوجوه لتشغيل عداد لتنفس الاوكسجين ويصاحبها بلسم قرح القيود ومهرجانات صخب ووسعة غوغاء في خطة مسيسة في كل بلدان الارض لزيادة خيوط قيادة الجماهير ليكونوا بحق قطعان بشرية (غوييم)
    .


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X