دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أربعون سُنة من سُنن الخلق ....وليس أربعون سَنَة من سنين العمر ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أربعون سُنة من سُنن الخلق ....وليس أربعون سَنَة من سنين العمر ؟؟

    أربعون سُنة من سُنن الخلق ....
    وليس أربعون سَنَة من سنين العمر ؟؟


    التساؤل :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اذا كان لمفهوم ( الاخرة ) دلالات اخرى غير تلك التي درج عليها فهم العامة والخاصة في مفهوم ( وعاء الميعاد بعد الموت ) ،ونحن نتفق معك في ما ذكرته بهذا الشأن .

    كيف نستطيع ان نفرق بين دلاله ( الاخرة ) في الحياة الدنيا و ( الاخرة ) بعد الموت ؟!
    يقول الحق تعالى ( فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخره والله يحب المحسنين) ((ال عمران آية 14

    هل ( ثواب الدنيا ) المشار اليه في نص الاية الكريمة هو نفسه الحياة ( الاخرة )

    مصداقا لقوله تعالى ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) الفرقان :70 ـ71)

    العبد مهما كان عاصيا فاذا تاب وأصلح تاب الله عليه وبدل سيئاته حسنات فتتغير ( آخرته ) في الدنيا من ضلاله الى نور ونجاة .

    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ( الزمر :53)

    اذا نظرنا الى هذه الايات لا نستطيع ان نجزم كيف ستكون آخرة ( الحياة الدنيا ) للإنسان لان باب التوبة مفتوح في أي وقت لمن اصلح النية والعمل .

    فتحت أي سقف تكون تلك ( الحيازة ) في النشاط ( الاخر) لا رجعة فيها؟ هل حين يصل الفساد مرحلة الاجرام مصداقا لقوله تعالى (ولو ترى اذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون) (السجدة :12)

    وما علاقة ( الآربعين ) بذلك السقف ، مصداقا لقوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنه قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين )

    ولا سيما ان عدد ( اربعين ) ذكرا أيضا في عدد من الايات الاخرى نذكر منها آية سيدنا موسى عليه السلام ( واذ واعدنا موسى اربعين ليله ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون) ( البقرة :51) .

    آمل أن لا نكون قد شعبنا خيوط هذه التذكرة او خرجنا عن نطاق ( بيانها ) في آية (لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) ... لفظ ( الحيوان ) الذي سالنا انفسنا مرارا ما معنى حضور هناك ..وكيف تكون الدار ( الاخرة ) لهي الحيوان ... ؟؟


    فشكرا جزيلا لكم ... بارك الله في علمكم وزادكم الله من فضله وعلمه

    سلام عليكم


    sigpic

  • #2
    رد: أربعون سُنة من سُنن الخلق ....وليس أربعون سَنَة من سنين العمر ؟؟


    جوابية : فضيلة الحاج عبود الخالدي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...ومرحبا بتثويراتك الكريمة بموضوعيتها الغنية بفكرها

    في تثويراتك الكريمة نقرأ مسربين :

    الاول : موضوعية الثواب والعقاب في الحجم والنوع والنفاذ

    الثاني : ظرفية الثواب والعقاب ان كان على ارض الحياة او وعاء الموت والظرفية المثورة جائت زمنية ومكانية.



    موضوعية الثواب والعقاب :

    دأب الفكر العقائدي على ثابتة دينية ان العقوبة من جنس العمل وهو تأكيد لما ورد في مواقع متعددة في الذكر الحكيم (وما جزاء سيئة الا سيئة مثلها) و (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل ذرة شرا يره) .... تلك الموضوعية في الثواب والعقاب لن تكون ذات تطابق نوعي كما هي مقاصدنا الحياتية ذلك لان نظم التكوين تمتلك مرابط غير مرئية (ويخلق ما لا تعلمون) وبالتالي فان الثواب والعقاب المرئي في ما يراه الناس لا يحمل قاموسا معرفيا واضحا فلو ان احد الناس اعتدى على جاره بشكل من اشكال العدوان وفي صباح اليوم التالي او بعد حين تعرضت سيارته الخاصة الى حادث سير ادى الى تصدع في جسده وخسائرمادية في سيارته فان العقل البشري غير قادر على ربط ذلك الحدث بصفته (عقوبة) من الله (منظومة خلق الله) تخص ما قام به من اعتداء على جاره فحادث السير حادث منفصل عن فعل الاعتداء جنسا ومكانا وزمنا ... الولوج في علوم الله المثلى تقيم البيان لتلك الروابط وبناء المعارف البشرية في منظومة العقاب ورديفها الثواب في ارض الدنيا وليس حاوية الموت ونقرأ القرءان ليذكرنا

    (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل:69)

    النص واضح ولا يحتاج الى تفكر عميق ففيه دعوة للنظر في علم الكيفية والنظر سيكون حتما للعقوبة ليقيم الرابط مع جرم المجرم ومن خلال تفعيل تلك الدعوة يقوم علم كيفية قيام العقوبة والثواب وتكون مساحة القرءان ذكرى الذاكر بسنن الخلق ونظم التكوين .



    ظرفية الثواب والعقاب :

    وفيها ظرفان وهما ظرف زمني وظرف مكاني فالظرف المكاني في موقع نفاذية الثواب والعقاب وهل هو في الدنيا او عند المعاد بعد الحياة الاولى اما الظرف الزماني فهي المدة الزمنية التي يكون المكلف في فاعلية نفاذ الثواب والعقاب وهنا تظهر موضوعية (التوبة) وموضوعية (اربعين سنه) ... في موضوع الظرف المكاني (ارض الحياة او وعاء المعاد) نقرأ النص الشريف

    (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)

    والنص واضح في رشاد عقل حامل العقل (لنذيقهم بعض الذي عملوا) وليس كله وهنا تقوم ضابطة فكرية منضبطة بنص دستوري ان عقوبة الدنيا تنفذ في جزء من العقوبة وليس كلها اما كلها سيكون في وعاء الموت وفي الثواب يظهر نص (ثواب الدنيا والاخرة) وفيها فهم ان الثواب ثوابين دنيوي وعند المعاد والعقاب عقابين دنيوي وبعد الموت وتلك الضابطة تنضبط في (عقل فطري) اذ لا يمكن ان نتصور ان العقاب او الثواب بعد الموت يأتي عن تعسف الهي بل هو تسوية حسابية مؤكدة
    من تلك النقطة تظهر فاعلية التوبة وطلب المغفرة فان اخذ المجرم نصيبه الدنيوي من العقاب فان التوبة سوف تنفعه في المعاد كما ان ذو التوبة انما اوقف مسلسل المخالفات فامن من عقوبات مضافة فيما بقي له من عمر ... اما تحويل السيئات الى حسنات (تبديل) فتلك تحتاج الى معالجة خاصة نعدك ونعد متابعينا الافاضل بتغطيتها تغطية فكرية تجزي موضوعها

    (وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الاحقاف:15)

    (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (الاحقاف:16)

    لا يخفى على كل مهتم بالمادة العقائدية ان قبول التوبة لغاية اربعين سنة من عمر الانسان وبعدها لا بيان ..!! انما تقيم اختناق فكري وتعارض واضح في نص قرءاني اخر

    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)


    من المؤكد عقلا ان الذين اسرفوا على انفسهم هم المتأخرين في توبتهم ولهم وعد الهي بقبول توبتهم وغفران ذنوبهم ..!! في تلك الخانقة الفكرية يتحرك العقل الفطري ليقيم البيان العقائدي ويتسائل العقل (لماذا اربعين سنة كشرط لقبول التوبة ..؟؟) هل هو تعسف ..؟ ام هو نظام غير معروف للعقل البشري ..؟ من المؤكد في عقل المؤمن ان القرءان لا عوج فيه ومن تلك الصفة يبدأ العقل الفطري مهمة البحث عن العوج في ثناياه ليمسك بالخانقة التي خنقت العقل في مادة عقائدية مهمة تخص توبة الخطاء وكل الناس خطائين ... ونرى ونتفكر في :


    حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة .... النص يصف مراحل نشاط الانسان منذ تكوينته (حملته امه كرها ووضعته كرها) ومن ثم يصف النص مرحلة اخرى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وهي تتعارض مع نص اخر في القرءان

    (وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان:14)


    فاصبحت الخانقة الفكرية مزدوجة ذلك لان عامين + تسعة اشهر فترة الحمل لا تساوي ثلاثين شهرا فالعامين بـ 24 شهر والحمل تسعة اشهر فيكون المجموع ثلاثه وثلاثون شهر وليس ثلاثين شهر ..!! الا ان الاتكاء على الفطرة العقلية (الابراهيمية) تقيم البيان من قرءان مبين فيكون القصد الالهي في حمل مخلوق الانسان ثلاثين شهرا لا يشمل الحمل في الرحم حيث يستطيع الانسان خلال سنتين ونصف (ثلاثين شهر) ان يتزن في مشيته ولا يحتاج الى (الحمل) بل يكون قادرا على المشي دون رقابة او حمل وهو الـ (فصال) فيكون الفصال في عامين هو فصال غذائي (رضاعة) والفصال ثلاثين شهر انما هو فصال فيزيائي (مشي) والقرءان يؤكد ذلك القصد (حتى اذا بلغ اشده) و (بلغ اربعين سنة) ... اربعين سنة من سنن الخلق ولن تكون سنن زمنية في سنوات عمرية بل اربعين (سـُنـّة ً) وهي سنن خلق يستوجب تمحيصها ومعرفتها لكي يكون الانسان مكتملا تكليفيا (وان اعمل صالحا ترضاه) وهي واضحة في اكتمال الانسان لمرحلة التكليف الديني ونرى ان الفكر العقائدي يدرك ان ميقات التكليف الديني يحتاج الى الكمال ووضعوا معيار الاكتمال الجنسي كمعيار ثابت لبديء سنن التكليف (ان اعمل صالحا) ... اليس الاكتمال الجنسي هو (سنة) من اربعين (سنة) تشير الى اكتمال مخلوق الانسان ليكون موصوف بـ (اولئك الذين نتقبل عنهم) ..!! القبول من الله للاعمال موصوف بـ (احسن ما عملوا) أي ان هنلك قبول مختار لاحسن ماعملوا وليس جميعه لانهم في بدايات التكليف ولا تزال التصرفات الطفولية نؤثرة فيهم ولهم اخطاء وهو ما يسميه الناس (طور المراهقة) ولذلك الطور التكويني اعمال خاطئة واعمال صالحة فيتم قبول احسن العمل الصالح و (نتجاوز عن سيئاتهم) ...


    عسى ان يكون الاختناق الفكري قد ارتفع وان النص الشريف يتحدث عن بديء التكليف في كمال اربعين سنة من سنن الخلق في المخلوق فيكون في طور بدايات يقبل منه احسن العمل الصالح ويتجاوز عن سيئاته لانه في طور بدائي مع العقيدة ...

    نعتذر عن طول سطور جوابيتنا املين ان لا نكون قد تطفلنا على ثمين زمني لك وللسادة المتابعين معنا لهذه التثويرات .

    سلام عليكم

    ..........................................

    عن مبحث :
    وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ
    sigpic

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X