دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤية صورة الموت من صورة الحياة !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية صورة الموت من صورة الحياة !!

    رؤية صورة ( الموت ) من صورة ( الحياة )


    تساؤل : الاخ حسين الجابر

    السلام عليكم

    هل هنلك دليل مادي على البعث بعد الموت يذكره القرءان او ان البعث بعد الموت يقوم من ذكرى قرءانية او من بلاغ الرسل حصرا

    معذرة عن سؤالي فهو ليس عدم الايمان بالبعث بل تاكيد لطريقتكم في البحث بان الذكرى من قرءان تنتقل الى ما هو مرئي من ما كتبه الله في خلقه (انه لقرءان كريم في كتاب مكنون)

    احسن الله اليكم
    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

  • #2
    رد: رؤية صورة الموت من صورة الحياة !!

    جوابية : الحاج عبود الخالدي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اذا استطاعت مراشدنا ان تكون قادرة على فرز (كينونة الموت) في رابطها المعروف بين (العقل والجسد) فاننا نستطيع ان ندرك تلك الكينونة ونحن احياء ونراها في ما كتبه الله في الخلق والقرءان يذكرنا


    { اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة الزمر 42)

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
    .. التفكر في تلك (الايات) هو المدخل الى فهم (الموت) من خلال (النوم) عندما ينفصل العقل عن الجسد ومن ثم يعود يرتبط تارة اخرى والنائم يدرك ان عقله قد انفصل عن الجسد الا ان عقله موجود في الاحلام فيدرك عالما مختلفا عن عالمه الذي يحيى فيه عند صحوته وحين يرصد الباحث الـ (متدبر لـ القرءان) فيرى النص الشريف ببصيرة الباحث ان (التي لم تمت في منامها) هي (الانفس الجسدية) الاربع فهي تبقى عاملة عند النوم وفيها نبض الحياة ندركه بوضوح بالغ الا اننا نرى دائما (الموت الكامل) الذي نعرفه يقع في تلك المستويات الاربع في الجسد التي (لم تمت في منامها) الا ان الموت يميتها ويتحول جسد الانسان الى جثة هامدة ولكن عقل الانسان هو الباقي في عالم (المجهول) الذي يبحث عنه الانسان عند الموتى فلا يدركه لانه انتقل الى عالم ءاخر مثلما انتقل الجسد الى عالم ءاخر ايضا الا ان ذلك المجهول ليس بمجهول مطلق فالله يرينا ءاياته في انفسنا وفي الافاق

    { سَنُرِيهِمْ ءايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (سورة فصلت 53)

    فقد سجلت حالات موت سريري اكاديميا حيث تحول جسد الانسان الى جثة هامدة وتوقف نبض القلب وتوقف جهاز فحص كهربائية الدماغ وبرد الجسد الا ان الحياة عادت اليه وعاد العقل اليه تارة اخرى .. الموت اذن هو (موت العقل) وليس موت الجسد ففي حالة مسجلة رسميا في احدى مستشفيات بريطانيا ماتت امرأة (ذات ثراء كبير) موتا سريريا وهي تحت اجهزة الانعاش وفي اعراف الطب ان الميت سريريا يبقى جسده حيا تحت اجهزة انعاش صناعي فيصبرون عليه ثلاثة ايام فان لم يعد العقل الى الجسد فيتم رفع الاجهزة ليحصل (تمام واقعة الموت) في العقل والجسد الا ان ما حصل في المستشفى البريطاني ان ابن المرأة كان من مصلحته قانونا ان تبقى مورثته (امه) حية قانونا فابقى اجهزة الانعاش المكلفة ماليا وكانت بحدود (125000 باون شهريا) لزمن مفتوح في معادلة رابحة هو حسبها بحيث ان ما يذهب من ضريبة تركات عند موتها له ايراد بالنسبة له كوكيل عن المالك يزيد على المبلغ الذي يدفعه للمستشفى شهريا وبقي حال المرأة بزمن مفتوح الا ان المفاجأة ان المرأة عاد لها وعيها وبكامل ذاكرتها بعد عشرة سنوات مما ادى الى ضجة علمية وكان ذلك في بداية ثمانينات القرن الماضي

    الموت السريري يعني (موت الدماغ) و (موت الدماغ) يعني توقف ذبذبات كهربية تصدر من الدماغ فالدماغ يصدر خمسة انواع من الذبذبات تسجل على اجهزة عصرية ولكل ايقاع من تلك الذبذبات فاعلية في العقل وهي كالتالي :

    1 ـ التركيز الفكري في الوعي التام تسجل ذبذبات (كاما) وهي محصورة بين 40 هيرتز الى 80 هيرتز

    2 ـ الوعي المعتاد الروتيني تسجل ذبذبات (بيتا) وهي محصورة بين 13 هيرتز الى 39 هيرتز

    3 ـ حالة الاسترخاء ومقتربات الخلود الى النوم تسجل ذبذبات (ألفا) وهي محصورة بين 8 هيرتز الى 13 هيرتز

    4 ـ المرحلة الاولى والمرحلة الثانية من النوم وبدء الاحلام تسجل ذبذبات (ثيتا) وهي محصورة بين 3 هيرتز الى 8 هيرتز

    5 ـ مرحة النوم العميق (حالة اللاوعي التام) تسجل ذبذبات (دلتا) وهي من صفر الى 3 هرتز

    ذلك ما افاضت به مؤسسة العلم الحديث عن مجسات النوم باجهزة تحسس الكترونية فاذا كان الوعي مفقود تماما والاجهزة لا تسجل شيء حتى في ايقاعات دلتا ولمدة ثلاثة ايام فان ذلك يعني في اعراف الطب هو (موت الدماغ) وقد حصل ذلك واعلن مثل ذلك النوع من الموت (السريري) لمشاهير مثل جون كندي وملك الاردن حسين والرئيس الجزائري بو مدين ورئيس يوغسلافيا تيتو ..

    موت الجسد وعودته مسجلة علميا ومعروفة مجتمعيا وفي ذاكرة كل مجتمع ان هنلك من مات وحيا تارة اخرى وهنلك مشاهدات لقبور ظهر عند فتحها او تهدمها ان الميت قد تحرك في لحده ومات وهو جالس وليس ممدد بالاستدلال من وضعية هيكله العظمي ... فموت الجسد وعودته حالة مرئية وموت العقل وعودته حالة مرئية ايضا

    الازمة تقع في (عنصر الزمن) وليس في البعث بعد الموت فان المرئيات التي تحدثنا عنها في (البعث) شوهدت في زمن نحن نحيا فيه وهو (زمن الفلك) اما (زمن الموت) و (الزمن الوسط الذي يتوسط بين الموت والحياة) فهي عناصر زمنية لا يتسنى للحي ان يكون فيها ليرى (تكوينة البعث) فيها وكيف يحيا الجسد وكيف يحيا العقل في ذينيك العنصرين من الزمن الا ان ذلك الشأن لن يبقى مجهولا مطلقا بين يدي الباحث القرءاني فالباحث بالقرءان يؤمن ان القرءان (كل من عند ربنا) ولفظ (كل) لا تعني (الجمع) بل في علم الحرف القرءاني تعني (حراك الماسكة) اي (مناقلة الماسكة) وهي مناقلة تجري بين (المرئي) و (اللامرئي) وبما ان عنصر الزمن من كينونة الخلق فان الباحث في القرءان يمكنه ان يمسك بتلك المفاصل من خلال التذكرة القرءانية والتذكرة لا تقوم الا حين يكون هنلك (مادة تذكر) فلا يستطيع الفرد ان (يتذكر) اسم ابنه وهو لم ينجب ابنا بعد !! ..

    القرءان (ذي ذكر) وفيه (تصريف) لكل مثل والموت والحياة والبعث هو من كينونة الخلق في مفصل مهم من مفاصل الخلق فتقوم الذكرى العلمية لتربط البحث بمذكرات مودعة في العقل على ان يكون العقل ساجدا لايات الله في القرءان

    ذلك الشأن ليس بغريب على طاولة العلوم المعاصرة فقد اكتشف العلماء امورا لم يكن لها مماسك مرئية مثل (ذرة العنصر) ولم يتوفر عند اكتشافها اجهزة تراها وبعدها اكتشفت اجزائها الثلاث (نيوترون بروتون الكترون) والذرة لا تزال غير مرئية ولا يزال العلم يكتشف اشياء ويثبتها في (ذاكرة العقل) رغم عدم رؤيتها بعين مادية !! هنلك جسيم اسمه (النيوترينو) واطلق عليه (الشبح) لانه (يخترق المادة) ولا يرتد منها كما هي بقية الجسيمات المادية وتم اكتشافه (عقلا) في نهاية ثلاثينات القرن الماضي في عقل احد العلماء وتحدث عنه في مذكراته العلمية الا ان مشاهدته على اجهزة علمية حصل في نهاية سبعينات القرن الماضي في مختبر انشيء في اعمق مناجم افريقيا !!

    بين أيدي المسلمين (قرءان) فهم الاكثر حظا من البشر في التحرك نحو (اللامرئي) وفي موضوعنا عن صورة الفرد بعد موته في القرءان تذكرة

    { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (سورة فصلت 19 - 21)

    في التذكرة الشريفة يؤكد البيان القرءاني العظيم ان بعد الموت يتم اعادة الوصال بين (الجسد والعقل) كما حصل في (عودة) الوصال بين عقل المرأة وجسدها الهامد اكثر من عشر سنين في مشفى بريطاني او في حالات (العودة من الموت) التي نشرت بكثافة في الاعلام العلمي واكثر الايات تدفعنا لـ (التفكر) هو (الانفصال) و (الوصال) بين العقل والجسد في (النوم) و (الصحو) !!

    تركيبة العقل في زمن الموت + تركيبة الجسد في زمن الموت لا يمكن رؤيتها لانها خارج قدرات الاحياء الا ان القرءان يذكرنا بها في اوعية حياتية

    { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } (سورة طه 124 - 126)

    فالعبد حين يختزل (ينسى) ءايات الله فانه يحشر وقد تم اختزال ما اختزله هو من ءايات الله (
    فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) .. كذلك تنسى تعني ان ما يعبث به المكلف في جسده في حياته سيراها كما هو عند موته فمثلا من شرب الكثير من المشروبات الغازية وحصل لديه هشاشة عظام اعتل بها جسده في حياته فهو في الموت معتل بنفس العلة !! فيقوم لدى الباحث مقدرة فهم (صورة الانسان) عند البعث حسب صورته في الحياة

    اذا استطاع العقل البشري ان يسجل تقدما في ما اطلق عليه (السفر عبر الزمن) ويستطيع الانسان ان يسافر الى (الزمن الوسط) الذي يتوسط بين زمن الموت وزمن الحياة فان المسافر ذاك يستطيع ان يجمع بين عقله (الخامس) في صحوته في الزمن الوسط وعقله (السادس) الذي يحيا زمن الموت الا انه يحضر زمن الوسط ايضا ويجتمعان

    { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا } (سورة الكهف 60 - 61)

    في مجمع البحرين (مجمع زمنين) وهما (زمن الفلك) + (زمن الموت) والمجمع ليس (عام شامل) بل هو مختص بـ (مجمع بينهما) ومن ذلك المجمع (فلما بلغا مجمع بينهما) تحصل عملية (اختزال لحوتيهما) اي (حياتهما) حين يقوم (رابط الجمع بينهما) وفي ذلك المجمع الرابط يحتاج فيه (حامل العقل) الى افعال مادية يجريها في زمن الفلك (زمن الحياة) وذلك يعني (وصال الجسد والعقل) فيتعاملان مع (عداد زمن الحياة) بشعبه الثلاث وقد بين المثل الشريف حراكا ماديا لهما في زمن الحياة لـ (غيرهم) قائما في زمنه استقبالا لزمن مستقبلي معلول بعلته مثل خرم سفينة المساكين وقتل غلام لابوين صالحين واصلاح جدار تحته كنز والموارد الثلاث تحركت في (ماضي ذي علة) وهو صلاح الابوين ومساكين البحر ارتبط بـ (حاضر ذي علة) في (خرم سفينة + قتل غلام + اصلاح جدار يريد ان ينقض) وارتبط ايضا بزمن مستقبلي (ملك ياخذ كل سفينة غصبا + غلام سيرهق ابويه طغيانا وظلما + جدار تحته كنز يريد ان ينقض) .. الزمن الماضي + الزمن الحاضر + زمن المستقبل هي ثلاث شعب زمنية شاملة لـ عنصر زمن الفلك ولكل واحد من تلك الشعب علة معلوله بحدثها (وانه لعلم لـ الساعة) .. في المعهد منشورات كثيرة عن عنصر الزمن وهي متاحة لمن يرغب فيها .. تلك المعالجة تبقى في (حاوية الطموح العلمي) قد ينالها باحثين يجعلون القرءان عرش دستوري لابحاثهم وعندها يمكن (رؤية الموت) بعد واقعة الموت في زمنه !! وهم في زمن الفلك !

    نأمل ان تكون تلك المعالجة التذكيرية كافية لقيام قيمومة الذكرى لـ طالبيها وان لم تفي تلك السطور طموح الاخوة المتابعين فان لتلك السطور امتدادا فكريا يمكن ان يضيف الى ما سطر اعلاه سطورا ذات وسعة نافعة باذن الله

    السلام عليكم

    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

    تعليق


    • #3
      رد: رؤية صورة الموت من صورة الحياة !!


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بالأمس القريب توفي زوج احد أرحامنا من ذوي القربى وقمنا بحضور مراسم الدفن والعزاء وفي أثناءها بدأت ذاكرة الموت تنشط بشكل عجيب بكل علامات الإستفهام كيف ولماذا وهل وأين ومتى ليس خوفاً منه وإنما تفكراً في أحواله وغيبه المجهول...وعند عودتي إلى المنزل وفتح الحاسوب لأبدء في إفراغ ما يجول في ذاكرتي من ملاحظات وأسئلة قلت في نفسي لأبدء بتصفح المعهد أولاً ثم أعود للكتابة وعند فتح موقع المعهد إذا بي أرى هذا الموضوع والذي كنت قد قرءته سابقاً وأختزلته من لوح الوعي قد رفع من قبل الإشراف العام وكأنه يقول لي مشكوراً تفضل هذا بعضاً من ما يشغل تفكيرك!!...ولا أعلم حقيقة ما سر هذا التزامن والذي يتكرر معي بشكل ملفت في أكثر من موضوع يخص المعهد تحديداً بين فترة وأخرى!...


      إذ من بين الأمور التي كانت تشغل تفكيري له علاقة بهذا الإقتباس...


      فالعبد حين يختزل (ينسى) ءايات الله فانه يحشر وقد تم اختزال ما اختزله هو من ءايات الله (فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) .. كذلك تنسى تعني ان ما يعبث به المكلف في جسده في حياته سيراها كما هو عند موته فمثلا من شرب الكثير من المشروبات الغازية وحصل لديه هشاشة عظام اعتل بها جسده في حياته فهو في الموت معتل بنفس العلة !! فيقوم لدى الباحث مقدرة فهم (صورة الانسان) عند البعث حسب صورته في الحياة

      لأن ما جاء فيه ينطبق حرفياً على ما حدث مع الزوج المتوفى وهي قصة ليست بالجديدة بل تتكرر بإستمرار في واقعنا المعاش ولكن ذاكرة (خلق الموت) لا تنشط إلا عند القارعة وبعد الواقعة رغم ما يمثله لنا الموت من هاجس وجودي راسخ في الذاكرة ورغم ما نعايشه بشكل يومي من أنواع الموت
      وهو يتدفق على مسامعنا أو على أبصارنا من قريب أو صديق أو في هيئة صور حية فاقعة الألوان وملطخة بالدماء والأشلاء والتي تغذينا بها ءالهة الإعلام إلا أننا ورغم ذلك لا نفكر في رسائله ولا نلقي له بال وسرعان ما ننساه دون أن نستفيد من أي درس من دروسه مع أنه متربص بنا على الدوام وقادم لا محالة وسيأخذنا جميعاً! وهذه هي مشكلتنا الحقيقة مع ذاكرة الموت...لكن لماذا؟ّ!!...بكل بساطة لأننا ورثنا حصانة عقائدية تورثنا الجنة وتُريحنا فكرياً من جهة ولأننا نتجاهل حقيقة الموت ولا نمتلك الإستعداد الكافي لمواجهته من جهة أخرى هذا بالإضافة إلى أننا لا نعلم كيف تم إحيائنا أصلاً!...وسرعان ما ننسى الأمر برمته تحت وطأة مشاغلنا اليومية واهتماماتنا المادية التي نتعلق بها بأنيابنا وأظافرنا معتقدين أنها الضمانة الوحيدة لبقائنا سعداء في هذه الحيوة فننسى كل ما يتعلق بالموت وكأننا باقون للأبد ولأننا نعتقد أنه نازلة لا تنزل إلا على الأخرين فما دام مشهد الموت يقع في ساحة الآخر فهو مجرد خبر عابر أو مشهد إعلامي بعيد نسبياً عنا وواقعة خارجية تخصه وتصف موته وفناءه ولا تتعلق بنا مباشرة وهذا ما قد يجعلنا نشعر بأنه لا يعنينا وبعيد عنا ونحن لسنا من أهدافه أو في مرماه القريب فما دام لا يحل في دارنا ولا بجانبها فهو إذاً بنظرنا قارعة الأخر وليس قارعتنا واقعة الأخر وليست واقعتنا وعذاب الآخر وليس عذابنا...ولكن ما الذي يحدث في حقيقة الأمر وفي واقع الحيوة عندما يحل في دارنا أو بجانبها؟!...أترك الإجابة للقارىء فلكل منا تجربته ولنعد لواقعة الرجل...


      فهذا الرجل والذي قد ناهز الثمانين من عمره رحمه الله رجل أعمال ومعروف في إقليمه وكان نشيط ودائم الحركة ولم يشكو من شيء أبداً ولم يكن يتعطى أي نوع من الأدوية وعنده من الخير والمال والعقار الكثير الكثير وفي نفس الوقت كان ملتزم بمناسكه الدينية وكريم ومعطاء ويساعد المحتاج والفقير ويسارع في العمل الخيري بشكل عام إلا أنه يبدو أن كل ذلك لم يشفع له أو ينجيه من العذاب الأليم...فمنذ ما يقرب من تسع شهور تغير حاله وقل أكله وإشتكى من ألم حول بطنه وبعد عمل الفحوصات والتحاليل المخبرية تم تشخيص حالته بورم سرطاني غير حميد في الأنسجة التي تحيط بالمعدة والكبد وما حولهما...وكنت أنوي الذهاب إليه لزيارته والإطمئنان عليه وإبداء بعضاً من ذاكرة ما تعلمناه في هذا المعهد كبداية أولية وبسيطة لسلك طرق العلاج الأمن إن كان ينشده أو إن كان قد كُتب له إلا أني قد تفاجأت أنه سرعان ما أعد العدة وقرر الذهاب إلى الخارج بضغط من محيطه الاجتماعي رغم توفر نفس الإمكانيات والمنظومة (العلاجية) في إقليمه!. وهناك وعلى مدار ثماني شهور خضع لجلسات علاج بأدوية كيماوية من دون الله وبعد كل جرعة كان الأطباء يوهمونه بتحسن حالته وأن الشفاء قريب وإن لم يتحسن فسيخضع لعمل جراحي لإزالة الورم الخبيث وهو لا يدري أنه أصبح مجرد سلعة إستثمارية...ولعلّ هذه الذاكرة القرءانية تُلخص الأمر بشكل بليغ...

      وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطيكم وما هم بحملين من خطيهم من شىء إنهم لكذبون...وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسءلن يوم القيمة عما كانوا يفترون...

      فبعد أن أدخل في جسده أكثر من (16) جرعة وأنفق عشرات الألاف من الدولارات تيقن أنه لا شفاء له إذ قال له الأطباء أن الورم لم يتوقف نشاطه ونموه وأن العمل الجراحي وهو في هذا العمر لن يعطي نتائج حميدة!!...فقرر العودة لموطنه وعندما عاد بدأت صحته وعافيته تسوء أكثر فأخذ من حوله مجدداً يراسلون المستشفيات الأخرى ضمن محيطه وكلها بعد أن تقوم بالإطلاع على التقارير والصور التي جلبها معه من الخارج كانوا يمتنعون عن إستقباله!...عندها زهد الدنيا وما فيها وإعتزل الناس والتزم غرفته إذ إنتفخت بطنه أكثر وقل كلامه وثقلت حركته وطال نومه وأصبح نصف جسده الأعلى ذا لون أصفر قاتم (قريب من لون الكركم) كما أخبرتنا زوجه (بعد أن كان قبل سفره ورغم حالته المرضية المتقدمة قادر على الحركة والقيام بالأمور المعتادة) ولكن رغم ذلك أخذ يكلم من حوله بالإشارة وبكلمات قليلة أحياناً ويقول لهم لا أريد أطباء أو مستشفيات فقط أحضروا لي مسكنات!...واستمر على هذا الحال أكثر من ثلاثة أسابيع وبالأمس القريب عندما كان القمر بدراً إستوفى أجله وذهب إلى ربه.


      وبعد هذه القارعة بدأت تساؤلات الواقعة بالتداعي والتدفق فتذكرت بشكل تلقائي (اوتوماتيكي) ءايات (الذي خلق الموت والحيوة) ولم أتذكر السورة وتذكرت سورة التكاثر ثم سورة الإنفطار ثم سورة القمر وأخذت أتسائل عن سبب هذا التداعي إلا أنني لم أصل لنتيجة بعد وكي لا يتشعب الموضوع لنرجع لما جاء في الإقتباس ونسأل...فما معنى سيراها كما هو عند موته وهو في الموت معتل بنفس العلّة؟!!...وكيف؟!!...نريد أن نفهم ونعقل أحداث هذه الصورة عن قرب...
      وهل يمكن إسقاط أحداث نوح ودعاءه على مقومات هذه الواقعة (غرق الجسد)؟! حيث أن العبد المستخلف والمسئول عن مقومات جسده لم يستمع لقرءان نوح التنفيذي في وعاء الخلق وهو يدعوه ليغفر له الله وبدل ذلك قام قومه بجعل أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا إستكبارا ولم يزدهم دعاء نوح إلا فرارا!...لذلك حقت عليهم كلمة العذاب..
      ومن جهة أخرى هل من الحكمة أن يقوم العبد عند مرضه بتغذية جسده بمواد محرمة تحت بند المخمصة على أمل الشفاء؟ أم إن لم يهتدي للطب الأمن أو لم يُكتب له الشفاء يصبر ويلقى ربه بما حمل وجناه بيديه ويدع نوح يحمل معه في سفينته ما تبقى من أزواج ءامنة قبل أن يفور التنور وتبدء مشغلات السماء التكوينية بالعمل؟!...
      وإن قام العبد بأحد الخيارين فهل سيخضع عند حسابه لعملية (تعذيب) أو (إعادة تأهيل) في مستوياته الأربع المادية والتي يمثلها جسده أثناء تفسخه إلى أن تعود لحاويتها وذاكرتها الطبيعية في الخلق نتيجة ما إستهلكه من حرمات قاتلة ومميتة وعدم تأمينه ليومه الأخر الخاص بجسده؟!...هذه النقطة بالذات نريد أن نناقشها ونتوسع في روابطها كي نفهم ونرى روابط الموت كيف يتم إستيفائها ونحن أحياء...فكيف نستطيع أن نعقل عملية (التعذيب) هذه والجسد تحت التراب؟!...وما هو السر القرءاني العقلي والعلمي وراء دفن الجسد في التراب؟...إذا علمنا أن أبحاث الطب الشرعي تقول لنا أن الجسد يتحلل بمعدل مرتين أسرع في الماء مقارنة ما إذا كان في العراء وثماني مرات أسرع إذا كان مدفون تحت الأرض وذلك في حالة تساوت جميع العوامل...
      فإذا تفكرنا في هذه العملية وذلك في حالات الموت المعتادة لوجدنا أن عملية التفسخ البيولوجية أو التدمير الذاتي العكسي تمر بأطوار ومراحل عديدة وهي في القبر والذي يمكن تشبيهه برحم أو بمصنع محكم الإغلاق لإعادة تفكيك الروابط الأربعة المادية وإعادتها لروابطها الأولية من جهة وبناء الروابط البديلة من جهة أخرى!...وهي عملية طويلة ومعقدة جداً تلعب فيها العديد من العوامل بدرجات مختلفة في التأثير فيها من درجة حرارة ورطوبة وضغط وحموضة التربة فجزء كبير من الجسد (المائي) يتحول إلى غاز بفعل تلك العوامل وجزء تأكله البكتيريا والحشرات ثم تموت هي الأخرى! (والتي لا أعلم من أين تأتي!) وجزء يبقى في التراب ويختلط معه أما بقايا الهيكل العظمي فتبقى لسنين عديدة قبل أن تتحلل ولكن ما لفت إنتباهي في هذه الدورة وذلك بعد الإطلاع على بعض البحوث التشريحية بدورة التفسخ أن بداية الدورة في الظروف العادية القياسية وبعد إستيفاء أغلب التفاعلات الكيميائية (الأيض الخلوي) المتبقية من زمن الحيوة أي بحدود ثلاث إلى أربع أيام تبدء عادة من (الأمعاء) وهو مكان ملفت للعقل فيه ءايت للسائلين حيث أن هذا الجزء أو المحطة من الجسد هو الذي يتم إمتصاص الغذاء (النعم) من خلاله قبل أن يتم إخراج بقاياه بعد أن مر بأكثر من عملية تحويل والتي يمكن أن نسميها عملية حيازة النعم مما يشير أن ذاكرة الطعام والشراب هي ما يتم إستيفاءها في بداية دورة التفسخ الجسدي بعد أن نرى الجحيم (ثم لتسءلن يومئذ عن النعيم)...فهذا الجزء من الجسد يحتوي على كائنات بكتيريا تعيش معنا ونحن أحياء وما أن نموت حتى تبدء بعملها خارج حدود العقل الذي كان يحكمها...وكي لا نطيل يمكن معرفة المزيد عن مراحل وأطوار تفسخ الجسد من خلال هذا الرابط...

      التغييرات التي تطرأ على جسم الإنسان بعد الموت

      ما أود قوله هو أن عملية (التعذيب) عملية سننية تحدث ضمن رحم الخلق ونظامه وليست عملية ما ورائية خرافية سادية كما وصلنا من خلال سامري الأسلاف فعندما نرى نبتة تتفسخ وهي ذات ثلاث مستويات سنرى أن شكل النبتة يذبل ثم يجف ويتحول معظمه إلى غاز ثم يصبح ما تبقى هباءا منثورا إلا أن ذاكرة النبتة تبقى محفوظة في سجل وكتاب الخلق ومتى ما توفرت الشروط المناسبة لبذرتها الأرضية نبتت من جديد والجسد البشري بالمثل وفي بعض ثقافات الشرق العقائدية يحرق الأتباع جثث موتاهم ظناً منهم أنها تسرع من عملية الإرتقاء والبعث بحرقهم لمراحل التفسخ الجسدية ولكن في إعتقادي أن هذه العملية عبثية وليس لها علاقة بسنن الخلق الفطرية فهي تطيل من زمن البقاء الأرضي ولا تقصره فالكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وسيعاد تركيب أحداث التفسخ الأرضية الخاصة بالعبد بطرق سننية أخرى وسيجدوا ما عملوا حاضرا ف
      علم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموت ولا فى الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتب مبين...لأن مراحل التفسخ لها روابط عقلية في الطور فمشغل (العلمين) أي العقل والمادة مشغل واحد في حاوية الخلق...ولكن كيف ذلك؟!!

      سنجد ان الخلق اجمالا مرتبط بمجمل مفاصله ربطا تكوينيا محكم فكل المخلوقات ترتبط فيما بينها ربطا تكوينيا سواء في تفاعلياتها الحياتية او في ارشيف نشاطها (الذاكرة) فحين يستنشق احدنا جزيئة اوكسجين في الشهيق ومن ثم يطرحها على شكل ثاني اوكسيد الكربون على شكل زفير فتنتقل جزيئة الاوكسجين مع الكربون الى نبتة حية فيقوم النبات باختزال الكربون من جزيئته مع الاوكسجين ويطلق جزيئة الاوكسجين الى الجو تارة اخرى فان تلك الجزيئة من الاوكسجين سوف لن تدخل في جسد الشخص الذي استنشقها اول مرة يقينا بل قد تذهب الى رئة حيوان او انسان في اقصى الارض وذلك يعني ان (حاوية الخلق) مترابطة فيما بينها ونحن اذ رصدنا مربط مادي فمثله لا بد ان يكون هنلك مربط عقلاني ذلك لان العقل والمادة متناظران في الخلق من خلال مشغل الرحمين وهو (الرحمن الرحيم) فما من شيء في عالم المادة الا وله نظير في عالم العقل لان كلا العالمين يمتلكان مشغل واحد في حاوية الخلق
      {
      اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12

      وعلى ذلك نستطيع القول أن عقل العبد بمستوياته الأربع التحتية يبقى مرتبط بأطوار المادة أثناء خضوعها لدورة التفسخ وخروجها من زمن السعي...وإذا أردنا الإقتراب أكثر من هذا رشدا لنرى عملية التأهيل العقلية الخاصة بالمستويات الأربعة كيف تتم إن كان عند الدخول إلى زمن الحيوة أو الخروج منه فما علينا إلا أن نقرىء بشكل متوالي محطات سورة الكهف (فحديث الكهف يقرء بإتجاهين) كما جاء في ذاكرة الإسراء التي تسبق ذاكرة الكهف...

      وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطنا نصيرا

      وفي الكهف نستطيع أن نتابع رحلة العقل حين دخوله وحين خروجه خصوصاً من بداية الأيات رقم (45)...


      واضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلنه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الريح وكان الله على كل شىء مقتدرا


      إلى نهاية الأيات رقم (59)...


      وتلك القرى أهلكنهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا


      ثم متابعة المحطات الثلاثية الخاصة بموسى وفتاه وطرق تأويلها وربطها بمحطات ذي القرنين الثلاثية أيضاً وطرق معالجتها فهو المسئول عن التعذيب وإتخاذ الحسنى ومن ثم متابعة النتائج إلى نهاية السورة...وقد أفاض علينا الحاج عبود جزاه الله عنا كل خير في بحوثه الرصينة بالكثير عن خصائص وروابط المستوى السادس والخامس ولكن تبقى تفاصيل عملية تأهيل المستويات العقلية الأربعة وما إرتبط بها من أعمال حين الدخول أو الخروج من زمن الحيوة تحتاج لشرح وتفصيل موسع بهدي القرءان العظيم والكريم وهذا ما نرجوه منه...

      نأمل ان تكون تلك المعالجة التذكيرية كافية لقيام قيمومة الذكرى لـ طالبيها وان لم تفي تلك السطور طموح الاخوة المتابعين فان لتلك السطور امتدادا فكريا يمكن ان يضيف الى ما سطر اعلاه سطورا ذات وسعة نافعة باذن الله

      فالصورة كما أراها بشكل عام ومجرد قد تكون مفهومة ولكن حين الدخول في تفاصيلها وإرتباطاتها المادية يفقد العقل بوصلته وحساباته...فالعقل بجميع مستوياته لا ينفصل عن مستويات المادة وسعيها في الزمن الأرضي إنما ما يحدث هو فقده للسيطرة والتحكم والمعالجة للروابط التي كانت تمر من خلاله أثناء إهتزاز عصاه أو فتاه ويتحول لتابع ومراقب (مادي) لا صبر له وقليل الخبرة ولا يستطيع أن يحيط بمجريات الأمور أو بما ستؤول إليه وهي تحدث ضمن ثلاث شعب لإنه نسي روابط الحوت...فالمستويات الأعلى للعقل (السادس والخامس) تتوقف أو تختزل روابط ذاكرتها الطورية مؤقتاً (تُنسى) عن المستويات الأدنى حين إهلاك القرى والتي تخضع لدورة تأهيل وتعليم جديدة مرتبطة بالطور يقودها عبد صالح أو ما عبّدناه وصلح من بقايا أعمالنا وينفذها المستوى الخامس بصحبة المستوى السادس التابع والمراقب للصخرة ولكيفية إعادة برمجة دائرة إهتزازها السباعية من جديد بالرحمة...إذ لحظة إهلاك القرى يعلن موسى لفتاه أنه لا يبرح حتى يبلغ مجمع البحرين ولكن أين كان ويكون موسى وفتاه أصلاً؟!!...وأين هو مجمع البحرين في واقعنا؟!!...وكيف ندركه؟!!.


      وفي الختام لا أريد أن يفهم من هذه الذاكرة أنني أقصد محاكمة هذا الرجل والإطلاع على غيب وروابط الإنهيار الخاصة به بالذات وما أكله في بطونه (على المستوى الجسدي) فقد ذهب إلى الذي رحمته وسعت كل شىء وهو أعلم بمن إتقى ومن ضل عن سبيله فله عمله ولنا أعمالنا ولا نسأل عم كانوا يعملون بل هو مثال تتكرر أحداثه بإستمرار ضمن واقعنا المعاش والمشهود كما أسلفت والذي أردت أن أستشهد به كي نحاول أن نحاكم أنفسنا نحن الأحياء قبل أن تأتي أيم الله كيوم الفصل وميقاته الجمعي يوم لا يغنى مولى عن مولى شيءا ولا هم ينصرون وقبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكفرون هم الظلمون ويوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم لذلك علينا أن نحاول أن لا نكون من الذين يصدفون تحت بند الصدفة حين القارعة والواقعة بل أن نكون من ذوي القلوب السليمة ومن أولى الألبب وأولى النهى لنرى عاقبة المجرمين والمكذبين ونحن ننظر ونسير في أرض الرضا فمن يدري قد نكون منهم بأكلنا من شجرت الزقوم والتي هي طعام الأثيم كالمهل يغلى في البطون كغلى الحميم ونحن لا نعلم أن بيوتنا وبطوننا واهنة ونظنها ءامنة ونحن في غفلة عن هذا الذكر وفي ضلال مبين...لذلك نريد أن نعلم علم اليقين (كيف نموت) وتُستوفى مستوياتنا المادية بأمان وننجو من الكرب العظيم قبل أن تلهينا ءالهة التكاثر ونزور المقابر ونشهد عين اليقين مكرهين...ويحق علينا ما جاء في نهاية قول نوح القرءاني...

      رب اغفر لى ولولدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنت ولا تزد الظلمين إلا تبارا
      -----------------------------------------------------------------------
      وللتذكير نقتبس التالي....

      القوم قد هلكت بموجب بيان المثل الشريف الا ان الايات تتحصل عند (اولي النهى) وهم لا يزالوا احياء لذلك يكون الفهم لـ (أولي النهى) انهم الذين يقيمون روابط مع اوليات النهاية فلا ينظرون الى النهاية بصفتها حدث قد حصل صدفة بل يبدأون بالنظر الى اوليات النشاط حتى نهاياتها المشهودة اي يبحثون عن سبب العذاب من جذره المتسبب في
      (عذاب الاخرة اشد وابقى) فيكونون من (أولي النهى) وذلك من تبصرة وتدبر في لسان عربي مبين


      فاعلية احتواء المشغل عند اوائل النشاط ترسم النهاية وهي نهاية بديله عن (الغاية) التي رسمها الناشط فالناشط تصور ان غلته دائمة الا ان (نار جهنم) كانت له لينهار دوامها وتتهدم اركان ما (جمع) ومن ذلك المنطلق الفكري تظهر مخاطر (طريق جهنم) ومخاطر (نار جهنم) فهي ذات اسباب (قد) لا ترى في بداياتها وتكون مظاهرها جميلة جذابة يعشقها الجميع الا انها تظهر كـ حيز فعال (ءاية) عند النهاية حين يتم اعادة النشاط الى اولياته الاولى ونقرأ القرءان فيذكرنا ذكرى كريمة تدعم مراشد الباحث في القرءان فنقرأ

      {
      أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (سورة التوبة 109)


      طريق جهنم جميل جذاب ونهايته إنهيار


      { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } (سورة النمل 69)


      ومن تلك المنهجية التي يحدد مساراتها المكلف نفسه في محيطه هو ليرى (المجرمين) ويحدد (صفة الاجرام فيهم) من خلال (عقوبتهم) التي يراها (عاقبة المجرمين) فمن خلال العقوبة يعرف ان المعاقب هو مجرم فيبحث في اولياته ..!! وهنا بعض ما رصدناه من صفات لـ (نار جهنم) و (طريق جهنم) لـ كيانات انهارت صفاتها وكان الانهيار عقوبة واضحة حسب ما سنبينه في السطور التالية وكيف خسفت الارض بهم وكيف كانت جنتهم خاوية على عروشها !!

      --------------------------------------------------------------------
      جهنم... تعني في علم الحرف القرءاني (مشغل فاعلية احتواء تبادلية الدوام) فهي (مأوى) وهي (مهاد) وهي (محشر) وهي (محيطة بالكافرين) وهي (دار خلد) فيها يخلد الكافرون ذلك لانها تمتلك (مشغل) لـ (فاعلية احتواء) تحتوي افعال العباد السيئة بشكل دائم لترد السوء بالسوء (وما جزاء سيئة الا سيئة مثلها) ومن يعمال مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره

      افعال العباد السيئة تطال نظم الخلق في انشطتهم ولكل نشاط رابط مع منظومة من نظم الخلق فاذا عرفنا ان نظم الخلق تمتلك سبع مستويات (سبع سماوات) فكل فساد يرتبط بسماء من السماوات لها (باب) والباب بتكوينتها تتفعل في قابضين (قابض للدخول) وقابض (للخروج) فمن يدخل (الوعاء الجهنمي) يستطيع الخروج منه بموجب نظم الهية مسطورة في القرءان تحت لفظ (المغفرة).



      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X