دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ !

    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ؟

    من اجل قيام بصيرة عقل في المنهج الإلهي

    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ } (سورة الأَنعام 112 - 113)

    قد يبدو النص الشريف اعلاه متناقضا مع منهج إلهي مؤكد اختصه الله كوظيفة للخلق الذي خلقه

    { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ
    إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (سورة الذاريات 56)

    لا بد ان يكون هنلك منهج يستوجب التبصرة والتحليل على ميزان فكري يجمع بين نصين قرءانيين الاول يخص وظيفة الخلق ليعبد الله ونص اخر يترك اعداء الانبياء يفعلون ما يؤثر بمنهج النبوة (
    جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) والقرءان يؤكد ان وسيلتهم شيطانيه (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ) ومنهجهم مؤتلف (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) فكانت لبنات ما إئتلفوا عليه هو (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) وذلك يعني ان قولهم باطل يغررون به من حولهم ولعل اشهر ظاهرة ظهرت في حياتنا المعاصرة والتي تحمل صفة (زخرف القول) لتغرير الجماهير كانت قد بدأت في الفكر الرأسمالي الذي تصدى له المفكر (فرانسوا فولتير) و (جان جاك روسو) وكذلك الفكر الاشتراكي الذي تصدى له كل من (كارل ماركس) و (فريدريك انجلز) ومن ذلك الزخرف القولي قامت (نظريات) مثل نظرية العقد الاجتماعي لـ روسو والفكر الماركسي الذي نادى بالاشتراكيه لرأس المال وقد تم تغرير الجماهير لتقوم بدعة الاحزاب السياسية كما نرى تطورها وتجذرها في زمننا المعاصر فالحزب بما يعتقد (يفند كل نبوءة) يتنبأ بها من يعارضه فلكل متنبيء بنبأ للخير له عدو من اولئك الشياطين الذين زخرفوا القول في نظرياتهم السياسية

    ذلك المنهج ظهر مبينا بعد قبض المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فتحول تراث الرسول ونبوئته الى مذاهب فكرية مزخرفة القول كما هي المذاهب وذلك ما أكده نص قرءاني مبين

    { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
    أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ } (سورة آل عمران 144)

    من يقرأ التأريخ يعرف ان (زخرف القول) كان حاضرا بعد وفاة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فقد انقسم الجمع المؤمن ليزخرف كل فريق منهم القول فمنهم من نادى بالخلافه لقريش ومنهم من نادى بها لبني هاشم واخرون قالوا انها للمهاجرين واخرون قالوا انها لصحابة الرسول الذين جاهدوا معه وكانت سقيفة (بني ساعده) التي ظهر فيها صراع القول المزخرف !

    عندما جعلنا الاية 144 من ءال عمران مثلا قرءانيا وهي تصف انقلاب مؤهلي حاضرة الاسلام بعد موت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فهي رابط يربطنا بما حصل للاسلام والمسلمين من بناء مذهبي مختلف لدين واحد ونبي واحد وقرءان واحد وتلك الظاهرة تفيد عقلا ان المسلمين كانوا على ناصية استحقاق سالبة نرى سلبيتها منذ العهود الاولى تأريخيا لنصادق على الاستحقاق الالهي السالب في زمننا المعاصر حين نرى الصراع المذهبي في اوج ما وصل اليه وصفته الاكثر قساوة انه اصبح (خارج من بطون كتب الفقه) لينتشر في اروقة الاتصالات الحديثة بشكل يدمر خاطر المسلم كيفما يكون مذهبه !!

    { وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا
    مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } (سورة مريم 36 - 37)

    مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ .... ولعل من يشهد مثل ذلك اليوم في التأريخ او في الحاضر فيجد عظمته في (الاختلاف) العدواني بين المذاهب وكذلك الاختلاف السياسي لوطن واحد لمصير واحد فهو مشهد يوم عظيم لانهم اقترفوا بحق انفسهم ومصيرهم ما هو اسود كالح السواد

    وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ.... النص انما يبين ان ما عقدوا عليه من زخرف القول واعتمدوه لانفسهم كان يحمل في ثنيته عقوبة الهية لم يكونوا ليشعروا بها يوم زخرفوا قولهم المغتر وتحزبوا لان الله سبحانه بين أن (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) وهي تبصرة عقل لــ (يدرك) ان ما فعلوه كان قد صدر من عقولهم هم اي انه كان نتيجة لما تحمله عقولهم وقد اقترفوا ما اقترفوه ليكونوا خارج الاستحقاق الالهي الرحيم

    المثل الشريف اعلاه وان تم ربطه باحداث تأريخية اسلامية الا ان القانون الالهي نافذ سواء في الاسلام او غير الاسلام فالحزب الشيوعي عذب الاحزاب الاخرى حين استلم سلطة في دولة حديثة وقامت بعض الاحزاب الاخرى بتعذيب عناصر الحزب الشيوعي والتأريخ الحديث متخم باحداث مأساوية دارت بين متحزبين يمتلك كل منهم (زخرف القول) ولعل يومنا (المسلح) بسلاح عصري حمل اوسع مظاهر لـ (
    وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) وهو مشمول ايضا بـ (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)

    تلك الادارة الإلهية لو عرفت على بصيره من الناس فان كثيرا من الاختناقات التي اركست الانسان نفسه فيها تتحلل فتكون عبادة الله نقية خالصة لوجهه الكريم الا ان (الغفلة) وهي عدوة الانسان بامتياز مطلق والتي تسببت في الاحداث السالبة في التأريخ وفي الاحداث المعاصرة

    عندما يقرأ الباحث ببصيرته القرءانية تلك القوانين فان (همته) الدعوية الخاصة به تضعف ويصيبها الوهن او قد ينقلب الى الصمت بديلا عن الدعوة لان الامر بيد الله سواء فعلوا الخير او فعلوا الشر ومنه زخرف القول الذي اقترفوا بموجبه ما اقترفوا وعندها يقوم اليأس

    الحاج عبود الخالدي


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X