دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرفق واللين في الخطاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرفق واللين في الخطاب

    من يريد ابلاغ رسالة ما الى الناس
    وخاصة اذا ما كانت الرسالة هي نداء السماء
    ويهدف الى ايجاد الايمان والعلاقة بين الفرد والرسالة السماوية
    فان عليه أن يكون لين القول وسهل الحديث .
    فالحديث ايضا مثل الماديات في الدنيا
    فمنه الناعم ومنه الخشن .
    فاحيانا يأتي الحديث الى الانسان ويصل الى مسامعه
    لينا سهلا بشكل وكأنه (راحة الحلقوم) بالنسبة للبدن
    أي ناعما وملائما ولطيفا
    الى درجة يجذب قلب الانسان اليه
    باي شكل من الأشكال
    واحيانا أخرى يصل الحديث الى مسامع
    الانسان خشنا وصلبا بشكل كما لو
    أن المسامير قد دقت على أطرافه
    حديثا محاطا بالشوك والتحقير والكناية والسخرية
    وخشنا الى درجة التي يتمنى فيها الانسان
    طرده من مسامعه وعدم قبوله .
    وعندما يرسل الله تعالى (موسى) و(هارون)
    عليهما السلام الى محاورة (فرعون)
    ودعوته للحق ويضع في صلب تعليماته لهما
    طريقة الدعوة ومنهجها في قوله تعالى :
    {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }طه44
    رغم ذلك كله فان فرعون لم يهتد ولم يكن من السامعين
    لكنه منهج الأنبياء حتى مع فرعون في الدعوة .
    ويقول القرءان الكريم حول النبي الأكرم
    عليه أفضل الصلاة والسلام
    {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ
    وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
    لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
    وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
    فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ
    إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
    آل عمران159

    نعم فالله تعالى يخاطب النبي الأكرم
    ويذكره بأن نعمة الله ورحمته هي التي جعلت منه
    ذلك الرسول اللين السهل القريب الى الناس
    وأنه لولا هذه الليونه ولولا دفع الخشونة
    عنك يا رسول الله
    لانفض الناس من حولك .
    فمسألة الرفق والليونة عامل مؤثر
    في التبليغ وهداية الناس الى العرفان والايمان.


  • #2
    رد: الرفق واللين في الخطاب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللين في الكلام واجب كل مؤمن سواء كان لاغراض البلاغ الرسالي او لاغراض العلائق المجتمعية وتبقى تلك الصفة هي القاعدة العامة الواجبة في ضرورة الخطاب بحلو الكلام وجميل النعوت وهنلك استثناء عندما يكون المتكلم في غضبة لله فقط حصرا لاغير

    عندما تقوم ثورة غضب عند المتحدث في برنامج الخطاب الرسالي فان الخطاب الديني يستخدم وسيلة بيان الغضب من خلال صيغة الكلام المطروح فيكون غضبه وسيلته في البلاغ اما ليونة القلب فتبقى هي هي ويحدثنا التاريخ عن كثير من الغضب في الخطاب الرسالي وينقل لنا التاريخ عن البليغ المشهور ببلاغته علي بن ابي طالب الذي كان يهاجم القاعدين عن القتال ويصفهم باصعب وصف (يا اشباه الرجال ويا حلم ربات الحجال ... لقد ملئتم قلبي قيحا ...!!) وفي القرءان نسمع

    {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا
    كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5

    {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ
    كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176

    {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ }القلم10

    {مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ }القلم12

    {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ }القلم13

    تلك نماذج من الخطاب الديني الرسالي عندما يتم بيان الغضب في جنب الله عند الخطاب ولن يكون الغضب في جنب المتكلم فان كان الغضب في جنب المتكلم فانها حماقة الا ان الغضبة لله في الكلام هي مناورة المتكلم من اجل البلاغ الرسالي وان ظهر من المتكلم صفات تخصه هو مثل (ملئتم قلبي قيحا) التي قالها علي بن ابي طالب فتلك المالئة بالقيح هي من (غضبة لله) وليس غضبة لعلي

    تبقى ليونة القلب وحلاوة الحديث هي القاعدة العامة في خلق الداعي لله والاستثناء يجب ان يكون محدد الغاية نادر الوجوب ويستوجب على الداعية ان يهاجم الفكر دون حامله فمهاجمة حامل الفكر تزرع البغضاء بين المتحاورين اما مهاجمة الفكر (ان كان فاسدا) فهو حق بل هو تكليف ديني يمارسه بشكل مؤكد كل داعي الى سبيل الله

    سلام عليكم
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: الرفق واللين في الخطاب

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      شكرا كبيرا لك سيدي الجليل لمرورك الكريم
      المحمل بالحكمة وعبق الكلمة الطيبة الهادفة
      ان سيفا مصقولا .. ترى فيه من الليونة ما يشبه
      حركة الوتر وليونته .. لكنه في الوقت ذاته
      يمتلك صلابة وصرامة .

      أن تكون صلبا ومحكم البنية وشجاعا
      ولا تخاف أحدا غير الله
      شيء
      وأن تكون خشنا شيء آخر .
      فالأنبياء وعلى الرغم من كل التواضع
      والنعومة التي كانوا يبدونها
      في أحاديثهم وأخلاقهم وسلوكهم مع الناس
      الا أنهم لم يكونوا على استعداد للتراجع
      أو التنازل قيد أنملة
      عن مبادئهم فهم لا يخافون من شيء
      ولا يخشون أحدا غير الله تعالى .
      {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
      وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }
      الأحزاب39

      ان طرق تبليغ اللأنبياء ومنهجهم
      هي مسألة كون الأنبياء
      لا يمثلون في الواقع الا دور الرسل
      ولا يملكون شيئا عندهم أبدا
      فهم خلق الله ورسله ومبلغو رسالاته
      فلم يأتوا ليوقعوا صكوك الجنة أو النار
      لأحد من الناس
      فلا أحد من الأنبياء يستطيع ضمان
      أي مقدار من الجنة لأحد من الناس
      وعلى الرغم من أنهم كانوا يعرضون
      رسالاتهم بكل يقين واطمئنان
      ولا ينتابهم شك أو تردد
      في أي جزء من الرسالة الا انهم كانوا
      اذا ما سئلوا عواقب الناس ونهاياتهم
      كانوا يكتفون بالقول :
      الله هو العالم وعنده بواطن العلوم
      والله وحده هو العالم
      بعاقبة كل أمرىء الى أين تنتهي .
      شكرا لك مجددا استاذنا الفاضل لحضورك القيم .
      سلام عليكم .

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X