دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقل في الأرض والسماوات السبع

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العقل في الأرض والسماوات السبع

    العقل في الأرض والسماوات السبع

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة

    يبقى سر العقل عصيا على الفكر البشري وتبقى دائرة المعرفة مغلقة ازاء العقل ما لم يقرأ الانسان خارطة الله التي اودعها في قرءانه (بقيته في الارض) .. وتلك ضابطة فكر يجب ان تستنفر العقول ازاء ضمور فكري انساني معرفي واضح لغرض احتواء العقل بكينونته التي خلقها الخالق

    اجمل الله سبحانه وتعالى الخلق في سبع سماوات وارض ولن يشير الله لغيرهن من خلق رغم كثرة المخلوقات واتساع الكون الا ان كل الخلق تم حشره في السماوات السبع والارض وذلك يحتاج الى ذوي الالباب لأدراك تلك الكينونة .

    (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:107)

    (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة:117)

    (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83)

    (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:189)

    (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191)

    وكثيرة هي النصوص التي تؤكد اجمالية الخلق في وعاء (السماوت والارض) وكثيرة هي النصوص التي تمنح السماوات سبع اوعية لا غير ولكن مقاصد الناس ذهبت مع السماوات بصفتها المادية وكأنها بناية من سبع طوابق في نظرة جغرافية مادية للخلق ... اما الارض فانها تقع في مقاصد الناس في الارض التي نمشي عليها (كوكب الارض) ولم تخرج العقول المعاصرة من الاسر العقلاني الذي اسرته النظرية التاريخية في فهم مقاصد الناس في الارض . وبقيت المقاصد التكوينية للارض خفية على الناس بسبب القيد التاريخي لمفهوم الارض .

    عندما يعالج الفكر العقائدي قرءان الله تتضح العثرات الفكرية بسبب ذلك الاسر العقلاني لمفهوم الارض ونجد ذلك واضحا عندما عالج الفقهاء نصا قرءانيا هو :

    (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)

    الله سبحانه جعل لكل شيء محيط يحيط به وهو العلم فما من شيء الا والعلم قد احاط به في سنة تكوين يعلنها الله في قرءانه .

    سبع سماوات ... ومن الارض مثلهن ... فمنهم من ذهب الى وجود سبع ارضين (سبع كرات ارضية) وانما نحن نعرف واحدة منها فقط هي ارضنا والباقي في غيب الله !!!! ... ومنهم من قال في سبع طبقات جيولوجية للارض ومنهم من خلط بين عدة مفاهيم للاقاليم او القارات السبع وكل الاراء انصهرت في المدرك المادي للارض دون ان يكون لفهم لفظ (الارض) صفة عقلانية ...

    القرءان بلسان عربي مبين ... ولا يمكن ان نلغي تلك الصفة وهو للذين يعقلون ولا يمكن التنازل عن العقل في قراءة القرءان ونسلم عقولنا لغيرنا بلا مبرر عقلاني سوى الاتكالية الفكرية التي اعتاد الناس عليها .

    أرض ... لفظ عربي في البناء العربي (المبين) ونلتصق بالفطرة التكوينية لنرى ذلك البناء المبين

    مر ... يمر .. أمر ...

    سرى .. يسري ... أسر ...

    جرى ... يجري ... أجر ...

    سما ... يسمو ... أسم

    رضا .. يرضي ... أرض ...

    بيان هذا البناء العربي (مبين) في العقل ... ولا يحتاج الى مصادقة عقول متخصصة باللغة العربية بل يظهر البيان في العقل من خلال مراقبة اللسان العربي الناطق .. تلك هي حكاية الاستقلال الفكري والبراءة من مستقرات فكرية الزمنا بها انفسنا دون مبرر عقلاني لان العقل حري به ان يتفاعل مع النطق (انا انطق) العربية كما فطرني الله وليس كما علمني لغوي تخصص باللغة واستنسخ افكارا من عقول غير ملزمة لي ولاي باحث مستقل يتفكر بالقرءان .

    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

    وهل العربية فطرها الله فينا ام هي من تعاليم الاجداد وما نطقوا به ..؟؟ انها اثارة في البراءة من كل فكر الزمنا انفسنا به وتركنا فطرت الله التي فطرنا عليها ولا تبديل لخلق الله فينا ..!! ولكن اكثر الناس لا يعلمون فقد احاط الله بكل شيء علما ..

    الرضا هو نشاط عقلاني محض ولا يمكن ان تكون الارض بمادتها وعناصرها مسمى (أرض) كما نسمي شوارع مدينتنا او منطقة جغرافية مثل (عراق او يمن او صين) ... الكرة الارضية هي ارض واحدة من سبع ارضين ثبت الله بيانها (سبع سماوات ومن الارض مثلهن) .. والارض التي نمشي عليها هي واحدة من سبع ارضين عقلانية ففيها (الارض) بما احتوت من عناصر مادية عقلانية (سماء اولى) فتكون الارض فيها هي (كينونة الرضا) بين تلك العناصر (قوانين الكيمياء والفيزياء)...

    في السماء الثانية (سماء الخلية) توجد عقلانية ايضا وفيها فاعلية الرضا (أرض) وتلك سماء شاهد فيها العلماء من الرضا ما يذهل من ايجاب وقبول وكأنها عالم مجتمعي متماسك (بايولوجيا) متناغم يمتلك مساحة من الرضا هي اكبر من سماء المادة (السماء الاولى) ...

    في السماء الثالثة (سماء العضو) توجد عقلانية ايضا وفيها رضا ايضا وشاهد العلماء ما يذهل في العضو من رضا (بايوفيزياء) والعضو يمتلك ايجابا وقبولا خاص به ونمسك بذلك في العلاج الدوائي الذي يوجه الى عضو محدد في الجسد رغم ان الدواء يحل في ساحة الجسد كلها فنرى ادوية للكبد واخرى للمعدة واخرى للمفاصل وهكذا ندرك خصوصية الرضا في كل عضو من اعضاء الجسد ..

    في السماء الرابعة (سماء عقلانية الجسد) توجد عقلانية ايضا وفيها رضا ايضا ويدركه الناس والعلماء (الغرائز) ... فنرى رغبة طلب الذكر من الانثى في موسم التكاثر ونرى الاحساس بالجوع والعطش ونرى قدرات الحيوان في اختيار الغذاء الخاص به ونرى رغبات المرأة الحامل لنوع من الغذاء (وحمة) ونرى كثير من مقومات الرضا في مستوى عقلانية الجسد (سماء رابعة)

    في السماء الخامسة (عقلانية متجسدة) اختص فيها مخلوق الانسان الناطق ويتجلى فيها الرضا باعلى درجات الوضوح والبيان المبين والرضا في تلك العقلانية يمثل الاوج في البيان المعرفي لمنظومة التكوين (ارض) وتتألق السنن الشرعية في مكامن ومفاتيح منسكية لو عرفت لاذهلت العلماء والناس اجمعين ويكفي ان نشير الى (القبلة) التي يوجه المصلون وجوههم شطرها ليعرف الناس ان الله ما ترك سننه في الخلق دون بيان !!! (قد احاط بكل شيء علما) ..

    بيع وشراء ومعاوضة وقبول ورفض حتى في النطق والكلام فان اختيار الناطق للكلمات تتحرك برضا منه وعندما يسمع ايضا فكثير من الكلام يرفضه وكثير من الكلام يقبله !! انها الارض في الرضا في مستوى عقلاني خامس مبين ...

    السماء السادسة (العقلانية المطلقة) فيها عقل وفيها رضا ايضا ونستطيع ان نستدرج مضامين الرضا من تلك السماء الخفية علينا والتي لا تحضر في زمن الصحوة التي تمثل عقلانيتنا بل تستقر في زمن مختلف عن زمن الفلك الذي ندرك مساحته من خلال (الليل والنهار) ... اذا عرفنا ان مستقرات العقل (ارشيف العقل) في تلك السماء (السادسة) فان احدا منا لا يستطيع ان يمارس عملية النسيان بقرار منه أي من (الرضا في المستوى الخامس) وتبقى الذاكرة تفرض نفسها على عقلانية المستوى الخامس رغم انف حائزها العاقل... ذلك لان المستوى السادس لا (يرضى) اختزال الذاكرة وشطب ما يحلو للفرد ان يشطبه من ذاكرته ... ونرى ايضا ما يختزل من الذاكرة دون اذن من العاقل فيجد الشخص ان شيئا قد سقط من ذاكرته دون علمه بل دون موافقته ..!! ... تلك هي سنن خلق نستدرجها عقلانيا الى وعاء عقلاني واعي بين ايدينا (مبين) نعرف من خلاله مضمون الرضا (ارض) في سماء سادسة غير مرئية ... وفي تلك الاثارة العقلية مساحة علم كبرى في العقل العصي على العلم لها مقام اخر بعد حين ..

    نمسك الرضا في السماء السادسة عند النوم وعندما يكون الفرد نائما فانه يفقد صلته (الاياب) مع المستوى الخامس ويفقد النائم قدرته على الايجاب والقبول ولا يستطيع البيع او الشراء او غيره ... فاي ايجاب او قبول يعيد للانسان وعيه ... !! .. وكيف يصحو النائم في وقت يختاره قبل النوم ليصلي الصبح مثلا او للذهاب الى عمله فمن يقوم بصحوته اذا رسخ لدينا ان الاياب منقطع مع المستوى الخامس وان العقل في اجازة زمنية ... انه المستوى السادس الذي يبقى يمتلك ناصية الايجاب والقبول التكويني (ارض) ويبقى الانسان خاضعا بعقلانيته لذلك المستوى العقلي ... نجد ذلك واضحا عندما يستيقظ النائم عند مناداته باسمه فمن الذي يملك الايجاب والقبول في صحوته ...؟ انه المستوى السادس الذي لا ينام لانه مقضي عليه بالموت ولكنه يدفع النائم للصحو بعد استلام ايجاب من احد يطلب صحوة النائم فيربطها بالقبول لاصدار امر بصحوة النائم ... نحن انما نبحث عن دهاليز العقل بموجب ضوابط علم مستحلبة من خارطة الخلق ونتعرف على مفاصل تلك الخارطة في تطبيق ميداني

    في السماء السابعة (عقلانية الطور) .. ايجاب وقبول (ارض) ايضا ورغم ان عقولنا الواعية لا تدرك تلك العقلانية وتفاعلياتها الا ان ذلك لا يعني الغياب المطلق

    المؤمنون قادرون على ولوج ذلك العالم العقلاني الذي يمثل حكومة الله على خلقه بشكل اجمالي تام والمؤمنون يستطيعون ان يقرأوا في تلك العقلانية ما يحتاجونه هم وما يحتاجه الناس . ومعنا نص شريف يدلنا على ذلك :

    (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63)

    ونأخذ منه كما امر الله

    الشيخوخة .. نشاط ظاهر جلي يعرفه الناس يفرض نفسه في حياة الآدميين على مر العصور ... هل سمعتم ان الشيخوخة تأتي برضى الشيخ ..!! بل انها تأتي رغما على المخلوق فكيف تم بناء الرضا الخاص بالشيخوخة ..؟؟

    انه الرضا في المستوى العقلي السابع (حكومة الله) ونحن (نأخذه) بقوة بصفته (رضا جاهز) ولا يمكن الغاء مافيه بل نستذكر ما فيه فقط (واذكروا ما فيه) فقط ... الشيخوخة العصية على العلم هي من مقامات الرضا في المستوى العقلي السابع وبذلك كانت وستكون عصية على العلم وتوجد اشارات قرءانية تؤكد ان قوم نوح استطاعوا اختراق تلك الارض في عنصر الشيخوخة واستطاعوا ان يفسدوا تلك الارض ويعمروا عمرا زمنيا اكثر من سنن الخلق في اختراق تلك المنظومة التي تسببت في هلاكهم الجماعي المسطور في القرءان في مثل نوح عليه السلام ... انهم ارادوا اختراق الرضا (الأرض) في سماء سابعة فهلكوا ... نفس الاثارة حصلت مع ناقة صالح عندما افسد قوم صالح وعاء الرضا (الارض) ومنعوا الناقة من شربها (فساد في الارض) وشرب الناقة المعلوم الذي سنه الله فيهم في مستوى عقلاني حاكم (المستوى السابع) وهو الطور الشريف لذلك لم يدركوا حقيقة دور الناقة فيهم ...

    عندما نرى في المادة الكونية صفة ثابتة مستقرة الا وهي الانكماش عند البرودة والتمدد عند الحرارة ... تلك من مقومات الرضا (ارض) في السماء الاولى الا ان حاكمية الطور الشريف الزمت الماء في الشذوذ عن تلك المقومات في الارض عند درجة محددة (4 مئوي) وبعدها يبدأ قيام رضا جديد من حاكمية الطور الشريف بالتمدد عند البرودة وعدم استمرار التقلص ... ذلك التصرف هو تصرف عقلاني محض رغم اثره الفيزيائي لاننا نقرأ (المؤثر) ولا نقرأ (الاثر) مثل ما يقرأه الماديون .. وعندما نقرأ المؤثر نرى عقلانية المستوى العقلاني السابع (الطور) في علاقة ذلك بالمخلوقات المائية فلو بقي الرضا في المستوى العقلي الاول في تقلص الماء عند البرودة لتسبب ذلك في موت المخلوقات المائية في المناطق الباردة ... لو كان (الثلج) اكثر كثافة من مياه البحر لغرق الى قاع البحر وتجمد السطح مرة اخرى وتستمر العملية حتى يجمد البحر كله في المناطق الباردة وتموت الاسماك وغيرها من المخلوقات الا ان كثافة الثلج تنخفض بسبب التمدد عند البرودة (شذوذ الماء) فيبقى طافيا في سطح البحر ويكون عازلا حراريا عن ما تحته من ماء مما يسمح للمخلوقات المائية بالاستمرار بالعيش ... ذلك النوع من (الايجاب والقبول) يقرأ في الطور الشريف (السماء السابعة) ويقرأ بصفته العقلانية وليس من خلال اثره الفيزيائي ...

    تلك هي الارض (رضا تكويني) وهو فطرة الهية وضعها الله في خلقه (فطر السماوات والارض) وهو في كل مستويات العقل السبع (السماوات السبع) عدا واحدة (الخامسة) اختص بها الانسان في عقلانيته الخامسة ولم يترك ربك مخلوق الانسان سدى بل هداه نجدين اما ان يكون شاكرا طيعا لله واما ان يكون كفورا ...

    الرضا عند الانسان يمتلك مساحة واسعة بسبب امتلاكه لعقلانية خامسة (خليفة في الارض) ...

    (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )(البقرة: من الآية30)

    الاستخلاف ليس في الارض التي نمشي عليها كما يتصور الناس بل ان الاستخلاف في وعاء الرضا (عقل) وهو يقع في المستوى العقلي الخامس الذي استطاع الانسان به ان يصنع ويزرع ويتطور بما يختلف عن بقية المخلوقات (حيازة رضا بقية المخلوقات) فاصبح الانسان يمثل مستوى عقلاني اكثر رفعة من بقية المخلوقات فاستعمرها في وعاء الرضا (في الارض) فكان (خليفة في الارض) ..

    الرضا عند الحيوان يمتلك مساحة اكثر من النبات ومساحة اصغر من الانسان لان الحيوان يمتلك مستوى عقلي رابع والنبات يمتلك مستوى عقلاني ثلاثي اما الانسان (سيد المخلوقات) فهو يمتلك خمسة مستويات عقل واخطرها هو المستوى العقلي الخامس ... النبات يمتلك مساحة رضا اكبر من الخلية واقل من الحيوان لان مخلوق النبات يمتلك مستوى اضافي ثالث ... الخلية تمتلك مساحة اكبر من الرضا على المادة واقل من النبات لانها تمتلك مستوى اضافي (ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن) ... المادة تمتلك ادنى مساحة في الرضا فاستطاع الانسان ان يعبث بها ايما عبث وغرق الانسان المعاصر في صنمية مادية لا حدود لها .. لان :

    العلماء امسكوا بالاثر دون المؤثر فضلوا السبيل رغم النجاحات الكبيرة التي تصور الانسان انها في خدمته ..!!

    تلك هي حكاية السماوات السبع ومن الارض مثلهن ... مجمل الخلق اينما يكون وكيفما يكون ...

    انها اثارات تذكيرية تذكر الانسان بحقيقة التكوين وما كانت ولن تكون رأيا فكريا او نتاجا فكريا بل ذكرى لمن شاء ان يتذكر فهي بين يدي المتفكر بلا رأي مستنسخ او فكر مستورد بل تذكرة قرءانية

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    الوالد الغالي أكرمكم الله تعالى ومبارك علينا تلك إثارتكم،

    إقتباس من قولكم الكريم:

    الاستخلاف ليس في الارض التي نمشي عليها كما يتصور الناس بل ان

    الاستخلاف في وعاء الرضا (عقل) وهو يقع في المستوى العقلي الخامس

    الذي استطاع الانسان به ان يصنع ويزرع ويتطور بما يختلف عن بقية

    المخلوقات (حيازة رضا بقية المخلوقات) فاصبح الانسان يمثل مستوى

    عقلاني اكثر رفعة من بقية المخلوقات فاستعمرها في وعاء الرضا (في الارض) فكان (خليفة في الارض) ..

    الرضا عند الحيوان يمتلك مساحة اكثر من النبات ومساحة اصغر من


    الانسان لان الحيوان يمتلك مستوى عقلي رابع والنبات يمتلك مستوى

    عقلاني ثلاثي اما الانسان (سيد المخلوقات) فهو يمتلك خمسة مستويات

    عقل واخطرها هو المستوى العقلي الخامس ... النبات يمتلك مساحة رضا

    اكبر من الخلية واقل من الحيوان لان مخلوق النبات يمتلك مستوى اضافي

    ثالث ... الخلية تمتلك مساحة اكبر من الرضا على المادة واقل من النبات

    لانها تمتلك مستوى اضافي (ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن) ...

    المادة تمتلك ادنى مساحة في الرضا فاستطاع الانسان ان يعبث بها ايما

    عبث وغرق الانسان المعاصر في صنمية مادية لا حدود لها.


    "إنما هي معادلة خلق قد أفضتم في بيانها فلكم جزيل الثواب من الله"

    سلام عليكم،
    رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
    وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
    إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

    رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ،، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ،، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ،، يَفْقَهُوا قَوْلِي

    تعليق


    • #3
      رد: العقل في الأرض والسماوات السبع
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بارك الله فيكم ، وجزاكم الله عنا كل خير

      نسجل مشاركة للمتابعة ..والرفع من قيمة التذكرة


      كما وُجب تذكير الاخوة الافاضل المتتبعين لدراسات المعهد بمقال :


      في رحاب آية ( وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)

      ونسألكم الدعاء ..سلام عليكم

      .................................................
      سقوط ألآلـِهـَه
      من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

      سقوط ألآلـِهـَه

      تعليق


      • #4
        رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

        السلام عليكم بصراحة منذ دخلت للتمعن في هذا الموضوع وجدت نفسي في دوامة فكرية لا استطيع الخروج منها ولا حتى معرفتها.اختلطت امامي كل المعلومات و لم استطع فهم ما جاء في هذه المواضيع مع الاسف الشديد.ويا ترى هل هناك علاقة للموضوع بمايسمى بالشاكرات السبع؟ .وهل نستطيع ان نفسر رحلة الاسراء و المعراج للرسول عليه الصلاة و السلام بانها لم تكن سوى رحلة عقلية وليست جسمية؟ كما يقولون بالدارجة المغربية : اللي تلف يشد الارض.

        تعليق


        • #5
          رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

          المشاركة الأصلية بواسطة فاطم مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم بصراحة منذ دخلت للتمعن في هذا الموضوع وجدت نفسي في دوامة فكرية لا استطيع الخروج منها ولا حتى معرفتها.اختلطت امامي كل المعلومات و لم استطع فهم ما جاء في هذه المواضيع مع الاسف الشديد.ويا ترى هل هناك علاقة للموضوع بمايسمى بالشاكرات السبع؟ .وهل نستطيع ان نفسر رحلة الاسراء و المعراج للرسول عليه الصلاة و السلام بانها لم تكن سوى رحلة عقلية وليست جسمية؟ كما يقولون بالدارجة المغربية : اللي تلف يشد الارض.

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          اختنا الفاضلة .. التفكر في ءايات الله عباده حسنة (لعلهم يتفكرون)

          حاولي ان تمسكي بتذكرة واحدة فقط تثير اهتمامك في الموضوع وتتركي الباقي قبل ان تختلط بقية المعلومات فلا تقيم ذكرى في العقل وذلك هو منهج تلقي المعرفة فحين يقرأ الشخص كتابا فقهيا سوف لن يكون فقيها في ما قرأ الا ان المداومة على قراءة ملفات فقهية تجعل حامل العقل (يفقه) ما يقرأ عن الدين

          خصوصية البيان القرءاني ان يكون على (مكث)

          {وَقُرْءاناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106

          القرءان يتنزل في العقل البشري بصفته (بيان تذكيري) موصوف على (مكث) والمكث يعني المكوث عند كل سلمة بيان حتى ترسخ ومن ثم يتم العلو الى سلمة بيان اخرى ويتم المكوث (الفكري) فيها ايضا فيتنزل القرءان ببيانه في عقل حامل القرءان كما يتم تنزيل البرامج الالكترونية في الحاسوب والمثل للتوضيح وليس للتطابق التكويني بينهما والله يدعونا لخطابه فالعقل ان لم يتصل بالله اتصالا مباشرا يتصدع

          {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6

          ذلك لان سطورنا تقوم بتأهيل مقومات الذكرى حصرا

          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55

          موضوع الاسراء والمعراج للرسول عليه افضل الصلاة والسلام فيه فيوضات روائية متسعة جدا ولم نجد في القرءان ان هنلك (رحلة) ولم نجد ان هنلك (معراج) كما اننا لم نجد ان (الاسراء) كان مخصصا للرسول عليه افضل الصلاة والسلام حصرا ومثلها حين صلى الرسول عليه افضل الصلاة والسلام اول صلاة في الاسلام لم يختص بها لوحده فكل المسلمين صلوا معه ومن بعده ليومنا هذا ... النص القرءاني الشريف كان (سبحان الذي اسرى بعبده) وبما ان بحوثنا لا تعتمد على الرواية فان (الاسراء) في علوم الله المثلى التي نطرحها هو بناء تكويني يخص المصلين وهو (مادة عقلية) تتفعل في (فاعلية عقلانية) لها اثر مادي لا يزال مجهولا للعلم والمسلمين الا ان علوم الله المثلى ان تفعلت عند حملة القرءان فان مجاهيل كثيرة يمكن ان تكون معروفة بصفتها ءايات بينات .. ننصح بمراجعة الادراج ادناه ...
          بني اسرائيل صفة في التكوين ..


          السلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

            السلام عليكم
            لعل ملف السموت والأرض كان من أوائل المواضيع التي قرأتها لك أخي الحاج في موقع الجمعية منذ ما يقرب من خمس سنوات وذلك عندما كنت أبحث عن ما كتب عنها ضمن ذاكرة أساطير الأولين في شبكة النت...ونفرت منها مباشرة ليس لأن الطرح غريب أو غير مسبوق،ففكرة الطرح موجودة ومجسمة في ذاكرة أكثر من حضارة وخاصة حضارة الشرق وإن كانت بشكل مختلف ومشوه وضبابي...ولكن ما جعلني أنفر هو سبب أرجو أن تسامحني عليه الآن وهو مسمى(الحاج)والذي كنت أحسبه بظني أنه لقب لمن رجع من الحج وأدى مناسكه...لأنه في تلك الفترة وإلى الآن عندي حساسية بالغة لهذه الألقاب(حاج/شيخ/...الخ)وما أرتبط معها من كهانة وتفاصيل الطقوس...وهجرت موقع الجمعية لما يقرب من ثمانية أشهر ثم عدت إليه بعد تلك الفترة وكنت في حينها قد إطلعت عن بحوثك في موقع آخر كنت تنشر به لا أذكر إسمه بالتحديد وذلك قبل أن يتم إفتتاح هذا المعهد...وبدأت رحلة التعرف على قلمك وذاكرتك الرصينة على مكث...وكنت من بداية مشاركاتي في المعهد أتحين الفرصة كي أبدأ مناقشتك في هذا الملف تحديداً ولكن في كل مرة تذهب الذاكرة في غير إتجاه...وها أنا أعود الآن لهذا الموضوع والذي أعتبره من أهم منشورات المعهد ولم يأخذ حقه من الدرس بعد والرفع من قواعده...
            في هذا الطرح أخي الحاج أود أن أشير إلى تلك القضية وأتمنى أن توضحها أكثر ضمن مذكراتك وأعتب عليك كثيرا كثيرا بخصوصها..أي قضية المستويات العقلية الخاصة بالسموت والأرض.. والتي ذكرتني بها عند قولك في إحدى المداخلات...التوراة منزلة على أبعاد المستوى السادس...حسناً..ماذا عن بقية المسميات ومستوياتها...

            الإنجيل في أي مستوى وأبعاد؟
            والقرءان في أي مستوى وأبعاد؟
            والفرقان في أي مستوى وأبعاد؟
            والميزان في أي مستوى وأبعاد؟
            والزبور في أي مستوى وأبعاد؟.
            والأهم ..ما بين يديه في أي مستوى وأبعاد؟.
            مصدقا لما بين يديه...ما هو الذي بين يديه؟!...

            نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام...ءال عمران

            وأنا لا أتكلم عن معاني تلك الكتب الآن والموجود لها مذكرات في بحوث المعهد...بل عن طريقة تكوينها وظهورها أو إنزالها وتنزيلها في المستويات والأهم طريقة ربطها وعقلها بواقعنا المدرك والمعاش... فهناك إنزال إلى...وهناك إنزال على...

            قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون...البقرة
            قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون....ءال عمران

            وغيرها من عربة الإنزال والتنزيل كثير...فانا عن نفسي في حيرة من أمري...هل ما أقرأه من الكتاب الذي بين يدي هو القرءان في ظاهره؟وتوراة في باطنه؟ وإنجيل في نتاءجه؟وزبور في وسيلة قبضه وتفعيله؟...هل عند فتح صحف الكتاب ذي الذكر لأقرأ وأتذكر لما بين يديه...اقرأ وأتذكر التوراة ؟او اقرأ وأتذكر الأنجيل؟ أو أقرأ وأتذكر القرءان؟..ام اتلوهم ام ارتلهم ام ادرسهم وأتذكرهم جميعاً لحظة القراءة والإنزال والتنزيل؟!!...من يسبق من في التكوين والإنزال والتنزيل؟...ومن له أحقية التأويل بداية؟!!...ما الذي أتذكره أولاً بالضبط من كل هذه المسميات؟!!!!..
            لقد نشرت قاعدة بيانات جميلة ورصينة خاصة بموسى الإسم أو المستوى السادس وإن كانت مبثوثة في المواضيع وبين السطور أي ليست مرتبة ضمن سياق بحثي عام ولكنها غطت أغلب مفاصل هذا الإسم في أسواقه...ولكن إلى الآن خارطة إنزال وتنزيل المستويات العقلية الخاصة بالأسماء الأخرى وعلاقتها بالسموت والأرض ككل وما تم طرحه وتقسيطه منها يتسم بالتقسيط البطيء بل البطيء جداً...أي أن فكرتها وروابطها العامة ليست كاملة وواضحة...أعلم منذ بداية مشروعك التذكيري أنك أشرت وتشير وتشكو دوماً من القوم وغفلتهم.. ولكن لا أعلم سبب إصرارك على القوم...كل الإنبياء والصالحين رغم ما لقوه من قومهم لم ينثنوا عن مواصلة تبليغ الدعوة وتقديم ما لديهم من بيانات...وحسبك خاتم النبيين فلقد ءاتى بكتاب لم يشهد له مثيل ضمن ذاكرة قومه إلى الآن..ولم ينتظر أن يصدقوا أو لا يصدقوا ويصادقوا بل قدمه إليهم رغم كرههم له وبلغ ما أنزل إليه وها نحن نقرأ ما كتب وبلغ...أغلب الفلاسفة والعلماء والحكماء قاموا بتمرير ذاكرتهم الفكرية السمعية منها أو البصرية للأجيال اللاحقة وإن كانت ذاكرتهم لم تأخذ نصيبها من الدرس في زمنهم ولكن الواقع يخبرنا الآن أن جهدهم لم يذهب سدى وها هي ذاكرة البعض منهم تقرأ بعد مرور مئات السنين ولم تذهب جفاء لأن ما ينفع الناس يبقى في الأرض حتى ولو بعد حين هذا هو القانون العام للذاكرة..في حين أن القانون الآخر يقول أن من قتل في سبيل الله حي يرزق عند ربه...وهذا دليل آخر أن ما يتركه المرء منا من ذاكرة صالحة ضمن نظم الخلق لا يمكن أن يموت بل يحيى ويربوا...أنا اؤكد لك أن أكثرية القوم في غفلة تامة وهم من الناس الأميين وسيبقون على تلك الحالة حتى ولو قمت بالتذكير بكل مفاصل الكتاب سيكفرون بها...وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين...ليس عليك هداهم...فلا فائدة من الإنتظار والساعة تمضي...أنت عندي اب ابراهيمي صاحب براهين بريئة ومنهج تجريبي ومن الذين ءاتيناهم الكتاب ولك من إسمك نصيب وافر والذي يؤكد أنك حاج حجيت إلى البيت وأستطعت إليه سبيلا...ولكني لا أفهم موقفك وحكمتك...رغم أني اتفهم ان ما تطرحه يعتمد على حاجة الطرف الآخر ومدى تفاعله معك...ولكن هذا الإصرار بدوره يجعل الطرف الآخر يظهر بحاجته بمظهر المستجدي لما عند الحاج عبود...ويضع الحاج عبود ومذكراته بموضع وصورة الكاهن الأمين والوكيل والمصيطرعلى ما وهبه الله من ذاكرة الكتاب(أرجو من الله أن يديمها عليك في طاعته وتكون من الباقيات الصالحات لك) حتى ولو لم يقصد ذلك ...من لا يعرف بواطن قلمك ربما يشكو من هذا الظن...ومن عرفك سيرى العكس ويدعوا لك وينتظر المزيد لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا...

            ومن جهة اخرى وللتوضيح أكثر...أتفهم المستويات كإدراكات وليس كعلاقات...فالعقل البشري عند إدراكه لشىء معين سرعان ما يبحث عم وراء هذا الشىء وكيف تم تركيبه...ونرى نجاح هذا المبدأ في عدة مجالات ميتة أو حية ولعل أهمها عندما درس العقل الجسم البشري...فبتشريحه درس الأعضاء كل على حدة...ثم درس الخلايا المكونة لكل عضو...ثم درس مكونات كل خلية حتى توصل لتركيبة الحمض النووى وتوقف عندها وبدأ العبث بها دون علم ولا كتاب منير..
            فمشكلة مستويات السموت والأرض تتمثل في إنها مؤلفة من الكثير من المكونات التي يسهل فهم سلوك كل مكون فردي منها على نحو معقول ونسبي...لكن يبقى السلوك الجماعي المتداخل عقبة أمام العقل ويضعه في طريق الضلال إن لم يلتمس نورا يربط ذلك السلوك بشكل وقصد وظيفي متكامل...فيمكن أن يكون في بعض الأحيان نظامياً وفي أحيان أخرى عشوائياً أو فوضوياً محيراً بل مدمراً...والسؤال بشكل مختصر...كيف يتجمع السلوك الفردي أو المستوى الأول ليشكل سلوكاً أو مستوى جمعياً أعلى فأعلى؟!...ما الذي يحدث بالضبط عند الإنتقال من مستوى إلى مستوى؟!...الخلية كمثال يمكن أن تحتوي على أكثر من مستوى وليس مستوى ثاني فقط إن نحن درسناها كعضو وليس كخلية!..ربما سنقول نحن أن المسئول عن كل ذلك كما قال الكتاب أنه الله...وغيرنا يقول أنه فقدان وإكتساب أو أكسدة وإختزال طاقة...ولكن وضع المسميات والإشارة إليها لا يفيد بشىء... كيف يتم ذلك؟!!...
            كيف يتسنى لنا فهم مثل هذه المشكلات؟ أو بالأحرى، ما الذي تتسم به تلك المستويات المتشابكة والمعقدة ويجعل من الصعوبة بمكان فهمها في المقام الأول؟...كيف يؤدي الجمع بين مجموعة كبيرة من المكونات في صورة نظام إلى شيء مختلف تمامًا عن مجموعة غير مرتبطة من المكونات؟...كيف تتمكن مجموعات من الكائنات سواء حشرات أو طيور أو أسماك أو خلايا القلب النابضة والناظمة له من مزامنة إيقاعها مثلاً دون مساعدة موصل مركزي؟!!...وكيف تحافظ هذه الكائنات على شكلها ونموها ضمن برنامج الخلق؟...وكيف سأعلم وأتعلم كل هذا في عمر واحد؟؟!...كيف وكيف وكيف إلى متى لا أعلم؟....أعلم أن الموضوع يحتاج صفحات وصفحات من الحوار وإستدراج الذاكرة ولكن سأنتظر المخدر المؤقت لعل مفعوله يُهدأ من تقلبات القلب وينظم من إيقاعه...وأرجوا مرة اخرى أن تعذرني على اتخاذ العجل في البداية...


            تحياتي...

            تعليق


            • #7
              رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

              المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم
              لعل ملف السموت والأرض كان من أوائل المواضيع التي قرأتها لك أخي الحاج في موقع الجمعية منذ ما يقرب من خمس سنوات وذلك عندما كنت أبحث عن ما كتب عنها ضمن ذاكرة أساطير الأولين في شبكة النت...ونفرت منها مباشرة ليس لأن الطرح غريب أو غير مسبوق،ففكرة الطرح موجودة ومجسمة في ذاكرة أكثر من حضارة وخاصة حضارة الشرق وإن كانت بشكل مختلف ومشوه وضبابي...ولكن ما جعلني أنفر هو سبب أرجو أن تسامحني عليه الآن وهو مسمى(الحاج)والذي كنت أحسبه بظني أنه لقب لمن رجع من الحج وأدى مناسكه...لأنه في تلك الفترة وإلى الآن عندي حساسية بالغة لهذه الألقاب(حاج/شيخ/...الخ)وما أرتبط معها من كهانة وتفاصيل الطقوس...وهجرت موقع الجمعية لما يقرب من ثمانية أشهر ثم عدت إليه بعد تلك الفترة وكنت في حينها قد إطلعت عن بحوثك في موقع آخر كنت تنشر به لا أذكر إسمه بالتحديد وذلك قبل أن يتم إفتتاح هذا المعهد...وبدأت رحلة التعرف على قلمك وذاكرتك الرصينة على مكث...وكنت من بداية مشاركاتي في المعهد أتحين الفرصة كي أبدأ مناقشتك في هذا الملف تحديداً ولكن في كل مرة تذهب الذاكرة في غير إتجاه...وها أنا أعود الآن لهذا الموضوع والذي أعتبره من أهم منشورات المعهد ولم يأخذ حقه من الدرس بعد والرفع من قواعده...
              تحياتي...

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              يؤنسنا قلمكم اخي الفاضل فهو في رفعة حوارية ورقي رغبة في البحث والتقصي في أمر الله وأمرنا في المعهد الداعي الى سبل الله النقية وهو مرتبط بامر المسلمين عموما والذي بات يتدنى كلما تقدمت الحضارة شوطا اكبر لذلك سوف نسعى لارضاء رغبتكم في وسعة التعرف على مستويات العقل السبع ولن تكفي سطور معتادة من مشاركة عارضة ولسوف تكون هذه السطور محاولة اولى تستجيب لرغبتكم وهي وان كانت ضمن واجبنا التكليفي الا ان تذكيركم لنا والحوار فيها مقرون بعطاء جزيل من ربنا عسى ربنا ان يهبنا ويهبكم الرشاد فهو ولي الرشاد الوهاب

              موضوع اختيار الاسم واللقب مقرون بصفة (الحاج) هو اسمنا المتعارف عليه بين المجتمع الذي نحيا فيه اما اختيار صفة (الحاج) قامت من أجل فرز حامل النداء عن اي صفة دينية قائمة (شيخ , داعية , امام , سماحة , مفتي , و .. و ) لان منهجنا خارج انشطة تلك العناوين بالقابها , كما كان حرصنا على الابتعاد عن المسميات الاكاديمية بما فيها من أوسمة رسمية ومناصب رسمية او شبه رسمية فكان الاختيار في صفة اسلامية (حاج) وهي صفة يمكن ان يحملها (عبد مملوك) عندما يحج مع مالكه وقد استخدمت الصفة لاغراض الفرز ذلك لان المشروع المنشور يحمل (غرائب الاسرار) على كافة مستويات المعرفة المنتشرة بين الناس سواء في الدين او العلم ومثل ذلك النشاط لا يقوم الا حين يرتبط بمنهج واضح البيان فكان الاسم الذي نكتب به مقرونا بصفة (باحث قرءاني) وكان من الممكن ان نعلن الصفة الثانية غير المسماة (باحث قرءاني) الا ان هنلك فئوية تطلق على نفسها (القرءانيون) وهم يدعون الى هجر سنة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام والاعتماد كليا على القرءان الا انهم يخضعون الى مدرسة التفسير والرواية وتاريخ اللغة ونحن نختلف معهم بشدة حول هجر سنة رسول الله !!!


              لا نخفي خطورة ملف العقل فقد استطاع علماء النهضة (المادة) ان يبتنوا لعقل الانسان جبال من المعرفة المادية النافذة تطبيقا والتي ادخلت ميادين الاستثمار البشري في كل شأن يدخل ضمن النشاط الانساني حيث انتشرت الالة الحديثة انتشارا فاق كل التصورات وملأ اركان كل نشاط بشري حتى في ابسط انشطته واعظمها الا ان الحضارة فشلت فشلا ذريعا في كشف الغطاء عن كينونة العقل وفاعلياته وضوابطه وبقي العقل مجهول كينونة في النظم العلمية وكأنه فأس يهشم جبروت النهضة العلمية ورفعوا شعارا اكاديميا في اكبر اكاديميات الارض قالوا فيه (العقل بلا جواب) وقد جاء ذكر تلك الصفة في القرءان

              { وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا
              لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } (سورة القصص 37 - 39)

              لعلي اطلع إلى إله موسى ... وتعني (نقل علة موسى) في حيازتي والنص فيه استفزاز عربي (لعلي اطلع إلى) وليس لعلي (اطلع على) وقد نحتاج هذه التذكرة في مقام لاحق !! إله موسى او (ألة موسى) لا تزال في مجهول فلو ان فرعون (ملك ظالم) مثلما يقولون فهو يعرف ان الهه هو يعني اله موسى ان كان بشرا مثله الا ان موسى ليس بشر بل هو (وعاء المساس العقلي) اي الرابط الذي يربط المخلوق بالعقل الذي فطره الله في الخلق في اصغر صغيرة (بعوضة ليس تحتها شيء) الى اكبر مجرة في الكون او النقاط السوداء كما يصفون !!

              لفظ (موسى) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية مشغل غالب الربط) وفرعون زماننا يبحث عن (فاعلية المشغل) لانه يعرف (غلبة الربط فيه) فهو (عقل لا ينتزع) من المخلوق ولعل مختبر سويسرا العملاق بالجهد والمال فشل في تسريع المادة لعبور سقف سرعة الضوء لان المادة ترتبط برابط عقلاني (غالب) لا يمكن (اضعاف المشغل) لتضعف (غلبة الربط) الا ان فرعون استطاع ان يستقطب عقل البشر الموسوي (ذبح الابناء) فالعقول البشرية جميعا مستقطبة من قبل فرعون الحضارة في وجه علمي مدروس ونافذ والكل يسعى للحصول على وسام فرعوني فما ان تقوم في العقل صحوة علمية جزئية او مفصلية ترى حاملها يحملها على طبق ذهبي ليسلمها الى فرعون مقابل منصب او وسام او دراهم معدودة تأطرها براءة اختراع مختومة باختام (رسمية) واختام علمية رسمية وهي هي همتان لـ (هامان) الدولة في كل ارجاء الارض الا ان القائم بها هو (عقل موسوي) بشري فطره الله في عقل الانسان

              ذلك العقل يقرأ ما هو (متواري) من العلة الظاهرة مثل عنصري تكوين الماء فالماء ظهر في ما كتبه الله في الخلق (مخلوق مرئي) الا ان علة التكوين خفية (متوارية) يدركها عقل موسوي ومثله بناء العنصر وذراته ومكونات الذرات فهي عناصر ظاهرة الا ان علة التكوين (متوارية) يمكن ان يدركها العقل السادس ذلك لان العقل السادس مرتبط بالطور وهو (المستوى العقلي السابع) وهنا تظهر (فاعلية التشغيل + غلبة الرابط) التي يتمتع بها العقل الانساني السادس فارتباطه بالطور مسطور في القرءان

              { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)

              الا ان الميثاق لم يكن فعالا في زمن الحضارة فاخذوا من الطور (ذكرى) ليس لتقوية العلة في مستقرهم على الارض بل لغرض الطغيان والظلم في الارض بما هو خارج عن رضوان .. اما ءالية اخذ الميثاق فهي ءالية فطرية مودعة في العقل الموسوي ذاته ان يكون (التطبيق العلمي اي (استثمار العلة لـ الخير وليس لـ الشر) مثلما فعل العالم الشهير (نوبل) حين اكتشف التحلل السريع للمادة ليفتح نفقا في الجبل ويختصر مسافة طويلة بين مدينتين تقعان على طرفين متقابلين للجبل الا ان ميثاق (نوبل) الذي انشأ تلك الممارسة انقلب الى صناعة المتفجرات ليقتل البشر بشرا مثله !!

              عقل ... لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (نقل فاعلية نتاج لـ فاعلية ربط متنحية) لذلك استعصت تكوينته على العلم لان (فاعلية الربط) في العقل (متنحية) ويريد فرعون ان يطلع (الى) ذلك الاله الذي يفعـّل العقل !! ... الطفيليات مخلوقات تم التعرف عليها من قبل علماء العصر وهي ذات (عالم بايولوجي) كبير ولكل طفيلي بايولوجي يوجد (مضيف) يعيش عليه متطفلا الا ان العلماء اكتشفوا ان الطفيلي يمتلك (ارشيف معلوماتي عظيم) عن مضيفه وهو انما يتطفل على مضيفه بموجب تلك المعرفة وهي عقلانية وقالوا بها انها مودعة في جينات الطفيلي !! فهي (عملية تنزيل) تنزلت على الطفيلي وهو مخلوق (مستقل) في الخلق الا ان عقلانية المخلوق المضيف له تم تنزيلها في الطفيلي كما يتم (تنزيل) برنامج ما في حاسبة ما او كما يتم تهكير حاسبة او موقع انما يتم (تنزيل) معلوماتي (نافذ) يهكر او يتنزيل برنامج مضاف والمثل لا يتطابق بالتكوين بل يوسع مدارك الفهم فالعقل (يتم تنزيله) والقرءان (نزل على قلب المصطفى) عليه افضل الصلاة والسلام ولفظ (قلب) لا يعني مضخة الدم بل يعني (قبض فاعلية ربط متنحية النقل) فـ (حل القرءان) حلولا في عقلانية المصطفى الشريفة فكان اول من نطق القرءان على الارض !!! وبين لفظي (عقل , قلب) حرفان متشابهان في خارطتهما الحرفية (ق , ل) وهما (عقل ـ قلب) وذلك يعني (نتاج فاعلية ـ ع و قابضة ـ ب مقرونة بفعل ربط متنحي ـ ق وناقل ـ ل) ففي (العقل) نتاج فاعلية بظهور حرف (ع) في خارطة اللفظ الحرفية وفي (القلب) قبض بظهور حرف (ب) في خارطة اللفظ الحرفية لذلك جاء في القرءان لفظ القلب كثيرا ومنه مرض القلوب وسلامة القلوب ومنها (افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها) وغيرها لان القلب قابض والعقل منتج وكليهما من تكوينة (فاعلية ربط متنحية) مع (ناقل) ينقلها ولغرض توضيح البيان نستدرج الى عقولنا كيف تأخذ الحاسبة برنامجا من حاسبة اخرى فالحاسبة التي (تأخذ) البرنامج انما هي تمتلك (قلب) او ما يسمى (hard disk) اما الحاسبة التي تمنح تمتلك (برنامج) يتم بثقه عبر (وصلة) من الحاسبة المانحة نحو الحاسبة التي تأخذ ومثلها (الطور) وفيه (خذوا ما ءاتيناكم) كما يقول العقل صمتا ايتها الحاسبة خذي ما ءاتيناك من برنامج !! ونؤكد ان المثل لا يتطابق بالتكوين بل لغرض تقريب كينونة الطرح فالعقل يتفعل في رحم عقلاني اما الحاسب الالكتروني يتفعل في رحم مادي وفرق كبير بين الرحمين رغم ترابطهما في التكوين

              الامساك بالعقل على طاولة مادية لا يصلح لبيان (العلة) التي قدرها الله سبحانه في كينونة العقل اذ يستوجب التجرد من المادة لبناء ادوات عقلية في عملية الامساك بالعقل اي ان معالجة (ابني لي صرحا من الطين) لن تنفع في كشف مكنونات العقل بل تقيده لان المادة تأتي بعد العقل في نظم الخلق ولا يمكن ان نرتقي من وعاء مادي الى وعاء عقلاني بسبب (فاعلية الربط المتنحية) بين المادة والعقل الا اننا يمكن ان نرصد مظاهر عقلانية في اوعية مادية ولكنها لا تصلح ان تكون (ادوات) توصلنا الى كينونة علة العقل

              وللحديث بقية وفاءا لمطلبكم الكريم وتنفيذا لعهدنا المسطور في المعهد وجزاكم الله خيرا على اثارتكم

              السلام عليكم
              قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

              قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

              تعليق


              • #8
                رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم

                في هذا الطرح أخي الحاج أود أن أشير إلى تلك القضية وأتمنى أن توضحها أكثر ضمن مذكراتك وأعتب عليك كثيرا كثيرا بخصوصها..أي قضية المستويات العقلية الخاصة بالسموت والأرض.. والتي ذكرتني بها عند قولك في إحدى المداخلات...التوراة منزلة على أبعاد المستوى السادس...حسناً..ماذا عن بقية المسميات ومستوياتها...

                الإنجيل في أي مستوى وأبعاد؟
                والقرءان في أي مستوى وأبعاد؟
                والفرقان في أي مستوى وأبعاد؟
                والميزان في أي مستوى وأبعاد؟
                والزبور في أي مستوى وأبعاد؟.
                والأهم ..ما بين يديه في أي مستوى وأبعاد؟.
                مصدقا لما بين يديه...ما هو الذي بين يديه؟!...

                نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام...ءال عمران

                وأنا لا أتكلم عن معاني تلك الكتب الآن والموجود لها مذكرات في بحوث المعهد...بل عن طريقة تكوينها وظهورها أو إنزالها وتنزيلها في المستويات والأهم طريقة ربطها وعقلها بواقعنا المدرك والمعاش... فهناك إنزال إلى...وهناك إنزال على...

                قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون...البقرة
                قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون....ءال عمران

                وغيرها من عربة الإنزال والتنزيل كثير...فانا عن نفسي في حيرة من أمري...هل ما أقرأه من الكتاب الذي بين يدي هو القرءان في ظاهره؟وتوراة في باطنه؟ وإنجيل في نتاءجه؟وزبور في وسيلة قبضه وتفعيله؟...هل عند فتح صحف الكتاب ذي الذكر لأقرأ وأتذكر لما بين يديه...اقرأ وأتذكر التوراة ؟او اقرأ وأتذكر الأنجيل؟ أو أقرأ وأتذكر القرءان؟..ام اتلوهم ام ارتلهم ام ادرسهم وأتذكرهم جميعاً لحظة القراءة والإنزال والتنزيل؟!!...من يسبق من في التكوين والإنزال والتنزيل؟...ومن له أحقية التأويل بداية؟!!...ما الذي أتذكره أولاً بالضبط من كل هذه المسميات؟!!!!..
                لقد نشرت قاعدة بيانات جميلة ورصينة خاصة بموسى الإسم أو المستوى السادس وإن كانت مبثوثة في المواضيع وبين السطور أي ليست مرتبة ضمن سياق بحثي عام ولكنها غطت أغلب مفاصل هذا الإسم في أسواقه...ولكن إلى الآن خارطة إنزال وتنزيل المستويات العقلية الخاصة بالأسماء الأخرى وعلاقتها بالسموت والأرض ككل وما تم طرحه وتقسيطه منها يتسم بالتقسيط البطيء بل البطيء جداً...أي أن فكرتها وروابطها العامة ليست كاملة وواضحة...أعلم منذ بداية مشروعك التذكيري أنك أشرت وتشير وتشكو دوماً من القوم وغفلتهم.. ولكن لا أعلم سبب إصرارك على القوم...كل الإنبياء والصالحين رغم ما لقوه من قومهم لم ينثنوا عن مواصلة تبليغ الدعوة وتقديم ما لديهم من بيانات...وحسبك خاتم النبيين فلقد ءاتى بكتاب لم يشهد له مثيل ضمن ذاكرة قومه إلى الآن..ولم ينتظر أن يصدقوا أو لا يصدقوا ويصادقوا بل قدمه إليهم رغم كرههم له وبلغ ما أنزل إليه وها نحن نقرأ ما كتب وبلغ...أغلب الفلاسفة والعلماء والحكماء قاموا بتمرير ذاكرتهم الفكرية السمعية منها أو البصرية للأجيال اللاحقة وإن كانت ذاكرتهم لم تأخذ نصيبها من الدرس في زمنهم ولكن الواقع يخبرنا الآن أن جهدهم لم يذهب سدى وها هي ذاكرة البعض منهم تقرأ بعد مرور مئات السنين ولم تذهب جفاء لأن ما ينفع الناس يبقى في الأرض حتى ولو بعد حين هذا هو القانون العام للذاكرة..في حين أن القانون الآخر يقول أن من قتل في سبيل الله حي يرزق عند ربه...وهذا دليل آخر أن ما يتركه المرء منا من ذاكرة صالحة ضمن نظم الخلق لا يمكن أن يموت بل يحيى ويربوا...أنا اؤكد لك أن أكثرية القوم في غفلة تامة وهم من الناس الأميين وسيبقون على تلك الحالة حتى ولو قمت بالتذكير بكل مفاصل الكتاب سيكفرون بها...وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين...ليس عليك هداهم...فلا فائدة من الإنتظار والساعة تمضي...أنت عندي اب ابراهيمي صاحب براهين بريئة ومنهج تجريبي ومن الذين ءاتيناهم الكتاب ولك من إسمك نصيب وافر والذي يؤكد أنك حاج حجيت إلى البيت وأستطعت إليه سبيلا...ولكني لا أفهم موقفك وحكمتك...رغم أني اتفهم ان ما تطرحه يعتمد على حاجة الطرف الآخر ومدى تفاعله معك...ولكن هذا الإصرار بدوره يجعل الطرف الآخر يظهر بحاجته بمظهر المستجدي لما عند الحاج عبود...ويضع الحاج عبود ومذكراته بموضع وصورة الكاهن الأمين والوكيل والمصيطرعلى ما وهبه الله من ذاكرة الكتاب(أرجو من الله أن يديمها عليك في طاعته وتكون من الباقيات الصالحات لك) حتى ولو لم يقصد ذلك ...من لا يعرف بواطن قلمك ربما يشكو من هذا الظن...ومن عرفك سيرى العكس ويدعوا لك وينتظر المزيد لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا...

                تحياتي...

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                يسعدنا ويسرنا طرحكم وعتابكم ونشكركم على رقة وصفكم لـ حالنا ومشروعنا الفكري ورغم ان عتابكم علينا مقبول الا ان (ضيق الصدر) هو سنة نبوية صاحبت البلاغ الرسالي في مصدره الاول وهو بين ثنايا عقلانية المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ذلك لان الناس يتدبرون ما جبلوا عليه وما كان عليه ابائهم وان الحديث عن حراك رسالي متجدد سيصطدم بنفس منهج السنة الشريفة في ضيق الصدر وحراجة الموقف الا ان ذلك لا يقوض مشروعنا المطروح في المعهد ونحن مستمرون ما دام لنا حظ في هذه الدنيا .. اما المنهجية التي تعلو قاعدة البيانات فهي لن تكون في (صحوة العقل الاولى) بل تأتي بعد مساحة غير ضيقه من قاعدة البيانات في علوم الله المثلى فلكل نشاط عقلاني صولة (مباديء) تليها حركة فكرية تزحف نحو عمق اختصاصي منهجي وتلك هي صفة كل العلوم المنشورة فكل الانشطة العلمية والفكرية كانت قد بدأت بدايات مبعثرة ومتواضعة واحيانا خاطئة (ليس خطأ في المباديء) بل الخطأ يقع في المسميات او بعض الروابط التفعيلية للمباديء مثل ما قام مضمونا عند اكتشاف الفايروسات فوجدوا انها مخلوقات ترشح من خلال ورق الترشيح البكتيري فسميت بـ (الرواشح) وبعد حين سميت (مركبات بلورية) تتعامل مع الكائن الحي وهي بلا حياة ومن ثم قيل انها تحمل (انصاف حياة) وبعد توسيع دائرة البحث اتضح انها مخلوقات من جزيئة الخلق الاول (دنا) او (رنا) كما يسمونها بالحمض النووي الرايبوزي او الحمض النووي الدايبوزي وهي مسميات غير عربية ولا ندري هل ترجمت للعربية ام لا !! واتضح انها تنتقل من موطن حيواني وتمتلك رابط تفعيلي مع الانسان (عدوى) وان لها عمر زمني ممنهج في تكوينتها !! وكل تلك البيانات جاءت بعد مساحة طويلة من عصر المباديء منذ عام 1935 حين رشحت من مرشحة احد علماء البايولوجيا فتصورها في تصور اول انها خلايا اصغر حجما من الانواع التي تعرف هو على احجامها ومن تلك القاعدة المبدئية بدأ تسلق سلالم علم الرواشح (الفايروسات) بما نراه اليوم كتاب مقروء يقرأه طلبة الجامعات وما قبلها من تلاميذ في الاعدادي او انها اصبحت علما مشاعا بعد انتشار وسيلة الاتصالات على الشبكة الدولية

                عملية التنزيل العقلاني كما روجنا لها في المشاركة السابقة وضربنا لها مثل للتوضيح في تنزيل البرامجية الالكترونية وهنلك تجارب علمية مختبرية قمنا بها وتجارب علمية قام بها علماء ماديين عثروا فيها على موضوع التنزيل العقلاني (عقل ينتقل من عقل لـ عقل) بدون ادوات مادية وقد نشرنا اثنين من بحوثنا في موضوع ماء زمزم وموضوع الجمرات التي تؤخذ من مزدلفة في مناسك الحج

                زمزم في عين حضارية



                اثارات في الجمرات

                كما روجنا للترابط العقلاني في الرابط ادناه :

                الترابط العقلاني في سنن الخلق



                في رحاب آية ( وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)


                يمكن ان نرى الترابط العقلاني كسنة مرئية في الخلق عند مؤهلي القدرات الفائقة (الباراسايكولوجي) فهم يتخاطرون بينهم لمسافات طويلة جدا بدون استخدام اي ادوات مادية وهنلك قدرات بشرية تتناقل البيان من عقل لـ عقل دون وساطة مادية او حتى رابط زمني وهم ذوي قدرات تعلن عن حدث ءاتي وليس حدث قائم او معلومة يحملها عقل وقد خضع بعض من ذوي القدرات تلك الى بحوث علمية مكثفة دون ان يصل الباحثون الى نتائج علمية ثابتة (او ان تلك العلوم احتكرت) ويقال ان البحرية الامريكية تستخدم ذوي القدرات الفائقة عقلا لاستثمارهم في واجبات تلك الكتلة العسكرية الضخمة .. اما رؤية مرابط العقل فطرة (تنزيل العقل) فهو مرئي فكثير من الناس يحوزون معزة صغيرة او خروف صغير او بقرة وليدة في منزل او زريبة دون ان تشارك فصيلتها في يومياتها حتى تنضج ولو لقحت تلقيحا صناعيا وحملت وانجبت تظهر منها تصرفات عقلانية غاية في الدقة وغاية في العقلانية واذا تسائلنا عن مصدر تلك العقلانية فلا جواب الا في (عقل منزل) عليها ولا يهم ان نعرف ان يكون نزول ذلك العقل جينيا عند خلقها في رحم امها او انه منزل عليها عندما حملت او عندما ولدت !!!

                تبقى مسألة فهم التداخل التكليفي بين أوعية (حاويات) وليس مسميات لـ كل من (القرءان) (التوراة) (الانجيل) (الفرقان) (الزبور) (صحف ابراهيم وموسى) (الطور) و (اللوح المحفوظ) وكلها (اركان خلق) وظيفته (تذكير العقل) البشري بمادة معينة تقع في حاجة المخلوق المسمى انسان فالانسان مثلا يستطيع ان يعرف عمر شجرة ما من خلال حساب عدد دوائر اللحاء في ساق الشجرة بعد ان يأخذ مقطعا عرضيا لذلك الساق ... معرفة عمر الشجرة قد لا يهم الانسان الا ان تلك المعرف علمية تعرف عليها الانسان حين عرف ان كل دورة سنوية ينمو لحاء في ساق الشجرة يختلف بالطيف اللوني او نسيج الالياف عن السنة التي سبقته وعن السنة التي تليه .. ذلك تنزيل عقلاني من مجمل تلك الحاويات التي اشار اليها الذكر الحكيم وان نزول مادة محددة من تلك احدى تلك الحاويات لا يعني الغاء دور بقية تلك الاوعية فكلها فعالة الا اننا نتصور انها قراطيس او صحف مكتوبة او الواح من خشب او غيرها من التصورات بل هي (برامجيات عقلانية) تمثل (خامة الخلق) واذا اردنا معرفة كينونتها الوظيفية فعلينا ان نتجرد من كل وصف مادي لها لانها (عقل) وليس (مادة) فالعقل لا يرى بل نتاجه في المادة يرى واذا اردنا ترسيخ تلك الوظائف فلا مناص الا في ترجمة حرفية لتلك المسميات لان (الاسم في القرءان) يعني (الصفة الغالبة) للشيء المسمى وعندها تتفتح مغاليق العقل (بعد سقوط التصورات) المادية لتلك الاوعية ويبقى (التنزيل العقلاني) صفة يمكن قيام ذكراها من القرءان وفهم (أوليات) مرابط التنزيل من خلال نصوص القرءان حصرا لا غير ونسمع القرءان

                { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءايَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة البقرة 259)

                الانسان (العزير) يمتلك ست مستويات عقل واحد مقضي عليه بالموت وهو المستوى العقلي السادس وواحد مرسل الى اجل مسمى ينام ويصحو واربعة مستويات عقلانية يحملها جسد الانسان لا تمت في منامها الا ان الله يتوفى الانفس جميعا عند موتها ... الانسان حين يخلق اول مرة تبدأ (المادة) اي (تراب) او يسمى (طين) مستقطبة تنزيل عقلاني في خلقه الاول فترتفع الى مستوى عقلاني ءاخر بيولوجي (خلية) تتنزل عليها مادة العقل ومن ثم تتشعب الى اعضاء بعد ان تتنزل عقلانية الاعضاء ومن ثم تتنزل عقلانية الكائن الحي وفي مثل العزير يذكرنا ربنا كيف تكون (الرجعة) وهي بتسلسلية معاكسة من الاعلى الى الاسفل وليس كما هو الخلق الاول من السماء الاولى لغاية السماء السادسة ونرى ذلك في رجعة العزير في المثل الشريف فاول ما استدركه العزير من خلال اعادة تنزيل العقل هو مستواه الخامس الذي دخل زمن الفلك ومن ثم في جسده وبقية المستويات العقلية التي يملكها الانسان وهو في المثل الشريف (العزير) فكانت الذكرى الاولى (انظر الى طعامك وشرابك) وهي اشارة ان مستويات العقل عند العزير رجعت بالكامل فاستطاع النظر وبعدها تقوم الذكرى في تسلسلية الرجعة في رجعة الطعام والماء وهو (انظر الى طعامك وشرابك) وهو تنزيل عقلاني ارجع الماء الى حيازة العزير كما كان قبل مئة عام وجاء التنزيل بمعيته في الطعام وهو يشمل ثلاث مستويات عقل (مادة + خلية + عضو) وهو لم يتسنه ولم يتفسخ واذا رجعنا الى تدبر النص فان التفسخ شأن والتبخر شأن ءاخر وذلك يعني ان الماء والطعام لم يبق تلك السنين لم يجف او يتفسخ بل تم ارجاعه الى النقطة التي أمات الله فيها العزير فرجعت حيازة المستويات العقلانية الثلاث لم تتسنه وبعدها رأى فعل ربه الله في نظرة منه الى رجعة الحمار وهو ذو مستويات اربع والنظرة الاخيرة (انظر الى العظام) وهي لا تعني كما هي تصوراتنا لـ العظام التي نعرفها بل هي (مستكملات وسيلة الخلق) اي (حاوية المخلوق المتكاملة) فـ لفظ (عظم) في علم الحرف يعني (مشغل نتاج خارج الحيازة) ومنه العظيم فالملك العظيم هو الذي يستكمل تشغيل مملكته وهي خارج حيازته فالملك العظيم لا يحوز اركان المملكة ولكن ماسكة وسيلته في الملك مستكملة غير منقوصة فهو ملك عظيم واللحم لا يعني كما هي تصوراتنا لـ اللحم البروتيني الذي نأكله بل هي من جذر (لحم) وهو يعني في علم الحرف (مشغل نقل فائق النقل) وهو اللحم الذي يكسو العظام في المخلوقات ذوي اللحم الا ان المقاصد الشريفة بينت (العلة) التكوينية وليس الصورة المادية كما نعرفها في الخلق المصور فالنشوز للعظام يعني الهجر فالمرأة الناشز يعني المرأة التي تهجر زوجها والصوت نشاز يعني غير مقبول عند السامع فالله حين ينشز العظام (مستكملات وسيلة الخلق) اي يتركها تتحلل وتتفسخ وربما يأكلها سباع الطير او سباع البادية الا ان (التحام) تلك المستكملات (نكسوها لحما) تتم في رجعة الميت من خلال تفعيل (حاوية العقل) الخاصة بالمخلوق وهو (البعث) حيث تقوم مقومات البعث من خلال صورة الحياة المرئية جسديا والمرئية فعليا ومن ذلك يظهر ان (العقل) هو الاساس في الخلق وان عملية تنزيله بين المستويات يمتلك نظم خلق يمكن ان تقرأ في حاويات الذكر التي اشار اليها القرءان بصفاتها المسماة باسمها المسطور في القرءان واولها القرءان ومن ابعاد القرءان التكوينية هي (التوراة والانجيل والزبور والفرقان واللوح والالواح وصحف موسى وصحف ابراهيم وموسى) فالقرءان يذكرنا ما هو متواري عن عقولنا فهي (توراة) والقرءان يمنحنا نتاج فاعليات نظم الخلق والنتاج هو (نجل) تلك النظم وهو في الحيازة العقلانية (انجيل) وهنلك (الالواح) والصحف المطهرة وسنن كثيرة شملتها تلك المسميات بصفتها الغالبة من منهج قرءاني والقرءان اذا اعتبرناه (حاوية) فهو حاوية تضم (حاويات) وكلها انزلت (من بعد موسى) وبعد موسى لا يعني ظرف زمني بل يعني ابعاد المستوى العقلي السادس

                { قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ } (سورة الأَحقاف 30)

                كما روجنا فكرا في بداية هذه المشاركة ان لا بد من المباديء علوا الى امهات الايات ولا يمكن البديء بالامهات نزولا الى المباديء ذلك لان قاعدة البيانات الخاصة بعلوم الله المثلى لا تزال في مهد فكري ولا يمكن ان يغنيها باحث واحد كما هو جهدنا بل لا بد من حشد يستمر جيل بعد جيل لتكتمل ماسكة الوسيلة في العقلانية البشرية الراشدة من هدي قرءاني الا ان ذلك لا يجهض الهمة ولا يفتت الرغبة في مواصلة البحث لتوسيع دائرة قاعدة البيانات ذات المبادي الاولية ولا يضيع اجر عامل في هذا المضمار الفكري فهنلك امهات ءايات مفصلية تتحصل بين يدي الباحث يكون قادرا على حيازتها وتفعيلها لصالحه او صالح كيانه الا انها تبقى في دائرة الباحث ولا ينفع نشرها بادق تفاصيلها لانها محضورة على غير المؤمنين فاذا كان كثير من الناس في عقوبة المرض مثلا وهي نار تاكل اجسادهم فلا يمتلك الباحث اذنا من ربه في نشرها ونقرأ في القرءان

                { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ } (سورة الزمر 19)

                فالمرض هو (كلمة عذاب) ونار تأكل المريض وهنا حضر على انقاذ المريض قبل ايمانه وقد يكون في حقبة مرضية لا ينفع معها نفس لم تكن ءامنت من قبل فيكون للمحضور وجوب تكليفي يقرأ من قرءان الله وعلى الباحث في القرءان ان يلتزم به تقربا الى رضوان الله لان الخروج عن رضوان يعني الخروج من التذكرة القرءانية وسقوط العقل في وحل المعرفة القائمة بين الناس الناسين !!! ذلك لا يعني وقف النصيحة بل نستخدمها بعد قراءة (اذن الله) في تقديمها لسائل يسألها عبر نشاط الرسائل الخاصة او البريد الخاص او في العلائق الاجتماعية لان (شفع المعذب) يحتاج الى اذن الهي مكنون في قانون قرءاني

                { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } (سورة النساء 85)

                وفي القرءان شفاء لحملته او قد يكون في القرءان خسران لحملته

                { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (سورة الإسراء 82)

                فالباحث في القرءان مقيد بقيود لا يستطيع الافلات منها الا بمعية طائفة مؤمنة لها صفة (حصرية) تختص برحمة الهية لا يمكن ان يصنعها الباحث لمن يشاء ولا يمكن ان تقاد على اهواء الباحث ورغباته الشخصية

                { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
                وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } (سورة آل عمران 7)

                انزال (ماسكة علة الكتاب) وهي في (انزلنا عليك الكتاب) تقع في صلب (سنة نبوية رسالية) تنتقل الى حامل القرءان الذي يقول (كل من عند ربنا) ولا يقول قال فلان وقال فلان وقال العرب او كان موسى نبي بني اسرائيل واصحاب الرس هم قبيلة كان لها بئر اسمه الرس في حضرموت ..!!! بل (كل من عند ربنا) ولفظ (كل) لا تعني الجمع بل تعني (ماسكة نقل) ترتبط بعملية انزال (ماسكة علة الكتاب تكوينيا) فالقرءان حين يتفعل في الذكر للذاكر يتحول الى (كتاب) اي حينما يقرأ يكون كتابا كتبه الله في الخلق لكي يقرأ

                دلني اخي الفاضل على (ذوي الالباب) فلن يتوقف قلمي في ذكر ءايات الله وهم (جمع) وليسوا افراد ... اما حب القوم فلا يوجد شخص لا يحب اهله وينوي لهم الخير فان وجدهم للشر حائزون ومن الخير نافرون يأسى لهم وعليهم ويضيق صدره بما يقولون وهو ليس تعصب قومي بل هو فطرة خلق من واقع مرئي يراه الانسان في محيطه وحين نرى في شاشات التلفزيون طائرة سقطت وهلك من فيها او نرى خراب نتيجة اعصار في دولة بعيدة ليست من قومنا فان القلب يعتصر عليهم ويقول ان لو كانوا بلا خطيئة لكان حالهم غير ما نراه من اسى فيهم وهم اغراب فهي اذن فطرة عقل بشري يحب ان يرى الخير في الناس ويحب ان يرى للاسلام دولة كريمة يعز بها الاسلام واهله !!

                وللحديث بقية باذن الله

                السلام عليكم
                قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                تعليق


                • #9
                  رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                  المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة

                  ...رغم أني اتفهم ان ما تطرحه يعتمد على حاجة الطرف الآخر ومدى تفاعله معك...ولكن هذا الإصرار بدوره يجعل الطرف الآخر يظهر بحاجته بمظهر المستجدي لما عند الحاج عبود...ويضع الحاج عبود ومذكراته بموضع وصورة الكاهن الأمين والوكيل والمصيطرعلى ما وهبه الله من ذاكرة الكتاب(أرجو من الله أن يديمها عليك في طاعته وتكون من الباقيات الصالحات لك) حتى ولو لم يقصد ذلك ...من لا يعرف بواطن قلمك ربما يشكو من هذا الظن...ومن عرفك سيرى العكس ويدعوا لك وينتظر المزيد لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا...

                  ومن جهة اخرى وللتوضيح أكثر...أتفهم المستويات كإدراكات وليس كعلاقات...فالعقل البشري عند إدراكه لشىء معين سرعان ما يبحث عم وراء هذا الشىء وكيف تم تركيبه...ونرى نجاح هذا المبدأ في عدة مجالات ميتة أو حية ولعل أهمها عندما درس العقل الجسم البشري...فبتشريحه درس الأعضاء كل على حدة...ثم درس الخلايا المكونة لكل عضو...ثم درس مكونات كل خلية حتى توصل لتركيبة الحمض النووى وتوقف عندها وبدأ العبث بها دون علم ولا كتاب منير..
                  فمشكلة مستويات السموت والأرض تتمثل في إنها مؤلفة من الكثير من المكونات التي يسهل فهم سلوك كل مكون فردي منها على نحو معقول ونسبي...لكن يبقى السلوك الجماعي المتداخل عقبة أمام العقل ويضعه في طريق الضلال إن لم يلتمس نورا يربط ذلك السلوك بشكل وقصد وظيفي متكامل...فيمكن أن يكون في بعض الأحيان نظامياً وفي أحيان أخرى عشوائياً أو فوضوياً محيراً بل مدمراً...والسؤال بشكل مختصر...كيف يتجمع السلوك الفردي أو المستوى الأول ليشكل سلوكاً أو مستوى جمعياً أعلى فأعلى؟!...ما الذي يحدث بالضبط عند الإنتقال من مستوى إلى مستوى؟!...الخلية كمثال يمكن أن تحتوي على أكثر من مستوى وليس مستوى ثاني فقط إن نحن درسناها كعضو وليس كخلية!..ربما سنقول نحن أن المسئول عن كل ذلك كما قال الكتاب أنه الله...وغيرنا يقول أنه فقدان وإكتساب أو أكسدة وإختزال طاقة...ولكن وضع المسميات والإشارة إليها لا يفيد بشىء... كيف يتم ذلك؟!!...
                  كيف يتسنى لنا فهم مثل هذه المشكلات؟ أو بالأحرى، ما الذي تتسم به تلك المستويات المتشابكة والمعقدة ويجعل من الصعوبة بمكان فهمها في المقام الأول؟...كيف يؤدي الجمع بين مجموعة كبيرة من المكونات في صورة نظام إلى شيء مختلف تمامًا عن مجموعة غير مرتبطة من المكونات؟...كيف تتمكن مجموعات من الكائنات سواء حشرات أو طيور أو أسماك أو خلايا القلب النابضة والناظمة له من مزامنة إيقاعها مثلاً دون مساعدة موصل مركزي؟!!...وكيف تحافظ هذه الكائنات على شكلها ونموها ضمن برنامج الخلق؟...وكيف سأعلم وأتعلم كل هذا في عمر واحد؟؟!...كيف وكيف وكيف إلى متى لا أعلم؟....أعلم أن الموضوع يحتاج صفحات وصفحات من الحوار وإستدراج الذاكرة ولكن سأنتظر المخدر المؤقت لعل مفعوله يُهدأ من تقلبات القلب وينظم من إيقاعه...وأرجوا مرة اخرى أن تعذرني على اتخاذ العجل في البداية...


                  تحياتي...

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  لك العتبى اخي الفاضل حتى ترضى اما استجداء العلم فانا اول من يستجدي العلم لانه لا يؤتى الا بجهد وجهاد مع اختلاف السبل وءامل ان يكون محتوى العلم بيننا في مداولة علمية تذكيرية وقد استجدينا منكم يوما تذكرة (الفكر الميت) في حوار سابق ضمن موضوع (اليوم اكملت لكم دينكم ـ الميتة) ويشهد الله اننا حين نكتب شيئا مطلوبا منا او غير مطلوب انما نستخدم كامل البيانات التي حملتها ثنايا عقلانيتنا ولا نخفي منها شيئا وكما نوهنا في المشاركة السابقة نمتنع عن (الشفع) لبعض المرضى الذين يراسلونا وذلك من خشية الله والاصرار على البقاء في دائرة رضوان الله وهنلك مفاصل بيانية نخفي فقط تطبيقاتها لانها قد تكون بين ايدي غير امينة فتفسد فيها او ان تكون بين يدي اعداء القرءان فيزداد طغيانهم على حملة القرءان !!

                  لو ان المستويات العقلانية السبع (منفصلة) عن بعضها فصلا تكوينيا يمتلك صفة الاستقلال التفعيلي فيكون بالامكان ان ننتقل من سماء الى سماء اعلى او ادنى فكريا كما يجري عند تشريح اجساد الاحياء لمعرفة كل عضو بشكل مستقل الا ان (العقل) شأن مختلف لا يمكن فصل موضوعيته بين سماء وسماء لانها متنزلة فيما بينها تنزيلا لا يمتلك فواصل يمكن الامساك بها عقلا او مادة فالخلية الانسانية مثلا وان كانت تعمل كخلية في لسان المخلوق او في معدته مثلا فانها تحمل ارشيف الانسان بكامله وترتبط مع السماوات السبع برابط تنزيلي لذلك وجد العلماء ان زراعة خلية من لسان ضفدع تم زرعها في جلده فوجدوا ان تلك الخلية الغت برنامجها الخاص بعضو اللسان وبدأت بتفعيل برنامج مختص بعضو الجلد وذلك يدلل ويؤكد ان الخلية الواحدة في جسم الكائن الحي تمتلك عقلانية الكائن بمجمله مضاف اليه ما يخصها من عقل مودع في الطور الشريف وما تحته رغم انها خلية لا تمتلك غير مستويين للعقل الا انها غير منفصلة عن بقية السماوات السبع وذلك سر عملية (الرفض) التي تجري في الاعضاء المزروعة فالاطباء لا يزرعون عضوا من حيوان لانسان او عضوا لانسان يختلف في الطور عن انسان ءاخر يحتاج الى العضو المزروع ولا تتم الزراعة الا بعد فحص (تطابق الانسجة) اي انهما يمتلكان طورا واحدا في الخلق والا فان عملية الزرع تفشل ولعل تبادل الدم يحتاج الى تطابق عامل الـ (r.h) ولا يمكن نقل الدم من فصيلة حيوان الى فصيلة حيوان ءاخر رغم ان الدم (عضو) في سماء ثالثة الا ان ذلك لا يعني الاستقلالية التامة للعضو في السماء الثالثة بل مرابط السماء الثالثة مع السماوات السبع والارض تبقى فعالة في العضو وتظهر تلك المرابط نسيجيا او عند تحويلها من مخلوق الى مخلوق كما نشر مؤخرا عن استخدامات الخلايا الجذعية التي استخدمت لتعويض الانسجة التالفة في جسد المخلوق وبذلك تكون خامة بايولوجية شاملة لكل اعضاء الجسد , ومثلها في النبات فـ لا يمكن تطعيم برعم من صنف محدد الى صنف مختلف فالحمضيات تتبادل التهجين مع فصيلتها ولا يمكن ان نأتي ببرعم من النفضيات لتطعيم شجرة من صنف الاشجار الدائمة الخضرة الا اننا يمكن ان نصنع منضدة او كرسي باستخدام اخشاب من مصادر متنوعة الاشجار ذلك لان اواصر الرابط العقلاني (الحي) قد توقفت وتحولت المادة الخشبية الى المستوى العقلاني الاول وله استقلالية متجمدة في ذلك المستوى رغم انه من نتاج بايولوجي , وهكذا تتسع دوائر المعرفة في مراقبة (الاثر المادي) لقراءة (المؤثر العقلاني) وهو منهج راسخ لدينا على طاولة علوم الله المثلى وكان ثابتا في تجاربنا على ماء زمزم وعلى حصيات مزدلفة حيث يكون (الظاهر المادي) حافزا لمدارك العقل في ادراك (المؤثر العقلاني) وتلك الممارسة هي ممارسة فطرية فحين نرى رجلا غير منضبط في الحركة والكلام كأن يكلم نفسه بصوت مرتفع وبلا سبب فندرك انه مصاب في عقله وتلك المدركة المادية يمكن ان نعتمدها كحافز لادراك العقل من وعاء مادي ولا يمكن ان تكون (اداة) نرى فيها الفاعلية العقلانية والامساك بها الا بعد تقدم ملحوظ في علوم الله المثلى

                  في تقرير علمي منشور في السبعينات من القرن الماضي كان باحث بايولوجي قد نشر تجربة مذهلة عن وعاء خمائري معروف لديه فقسمه في مرحلة من مراحل نمو البكتيريا الى قسمين معزولين وعندما اضاف هرمون محدد في القسم الاول فظهرت انزيمات محددة هو يعرفها كنتيجة لاضافة هرمونية لاحظ الباحث ان القسم الثاني الذي لم يضيف اليه الهرمون قد انتج الانزيم نفسه الذي نتج في القسم الاول !!! وفي تجربة في اليابان لوحظ ان ادمغة امهات الارانب تسجل ايقاع كهربي عالي الطيف عندما يتم قتل بناتهن بعيد عنهن وكرروا التجربة بعد عزل الامهات في غرفة (فراداي) وهي معزولة عزلا كونيا علميا فظهرت نفس الاعراض وبعد استبدال موقع الامهات بالبنات في غرفة فرداي سجلت الامهات ارتفاعا حادا في كهربية دماغ الامهات وتم اجراء التجربة بوضع الامهات تارة والبنات تارة اخرى في غواصة غاصت في اعمق نقاط بحر الصين فسجلت نفس النتائج بارتفاع كهربائية دماغ الامهات عند قتل البنات دون تسجيل اي سرعة او اي زمن بين تسجيل الظاهرة وقتل البنات اي ان الناقل الذي (تنزل) في عقل الامهات لم يكن مثل (الموج) الذي يحتاج زمن كما يحتاجه الضوء او الموجة الكهرومغناطيسية لذلك فان ادوات مادية لم ترينا المادة الكونية في كينونة (التنزيل) ومثل نفس النتيجة ظهرت عند المتخاطرين عن بعد ولمسافة الاف الاميال فوجدوا ان الزمن صفر بين المرسل والمرسل اليه وذلك الرشاد مدعوم بدراسات اكاديمية منشورة اقامت لدينا مادة علمية في علوم الله المثلى ان عملية (التنزيل العقلاني) تعمل خارج زمن الفلك ولا ترتبط بـ (بلازما الكون المادية) وهي الجاذبية التي تمسك بالكون المادي كله بلا استثناء الا العقل فهو لا يخضع للجاذبية الكونية !!! وان كان يتأثر بها فـ (ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا)

                  سعينا كثيرا الى انشاء مختبر بايولوجي يقوم باجراء تجارب تقوم من وحي علوم الله المثلى وطلبنا لذلك الامر مختصين يعملون معنا باجر مجزي الا ان هنلك نفورا لم نستطع ان ندرك له سببا وقد نشرنا في الجمعية والمعهد ان اي شخص او مجموعة اشخاص يتنبنون مشروعا بحثيا يرتبط بعلوم القرءان وهم في بلدانهم نقوم نحن (قربة الى الله) بتمويله من مالنا الخاص الا ان احدا لم يتصل ولا نمتلك تفسيرا لمثل تلك الظاهرة الا في ان (اذن الله) غير متوفر في مثل تلك المحاولة ونحن نقول (حسبنا الله ونعم الوكيل) وبذلك المطلب كنا (نستجدي العلم) !! كما حاولنا شراء مجهر الكتروني لتعزيز مختبرنا الشخصي رغم ارتفاع ثمنه الباهض لغرض متابعة التغير الجيني وما يتركه من اثر في شكل المخلوق عقلا الا ان الشركات المنتجة طلبت منا وثيقة ترخيص من مؤسسة رسمية على ان تصدق الوثيقة رسميا من قبل سفارة بلد المصنع !!! مثل ذلك الترخيص لا يمكن الحصول عليه الا ضمن مؤسسة حكومية متخصصة بالبحث !! الا ان سبيل الباحث الساعي في رضوان الله لا يمتلك (تكوينيا) بوابة مغلقة مؤصدة حيث تبقى التقارير العلمية المنشورة والتي يمكن تعييرها كـ ادوات مادية لمراقبة العقل ومتغيراته من خلال الحراك الجيني فالتعديل الوراثي الجاري اليوم انما يقوم بتغيير مرابط العقل المتنزلة من مستويات العقل العليا وخصوصا الطور الا ان تلك الممارسة هي (نقض لميثاق) الباحث (المادي) ذلك لان التعديل الجيني يتسبب في عدم توافقية المنتج المعدل وراثيا مع طور الطاعم فيسبب لطاعمه فساد عقلاني يظهر في كثير من الامراض التي يقال انها غير معروفة الاسباب ذلك لان الاسباب المادية لم تؤشر اي مؤشر فاسد لامراض السرطان مثلا وهنلك اضطراب كبير في علوم اسباب السرطان المادية وقد اعترف مؤهلي العلم بذلك العجز حيث صرح مدير المعهد المتخصص لمعالجة السرطان الامريكي وهو اعلى مؤسسة علمية للسرطان في العالم فقال في تصريحه عام 2008 ان العلم لم يستطع ان يوفر مباديء علمية لغرض (الوقاية من السرطان) ذلك لان الاسباب المادية غير منضبطة عند القائلين باسباب السرطان !!! اما العلة التي نراها على طاولة علوم المثلى تكمن في تصدع (وعاء الرضا) وهو ما انشأه الله في توافقية الرضا للمخلوقات في بيئة يتنزل فيها العقل على (قبول جمعي) لكل المخلوقات لان كل مخلوق انما يسبح بنظم الله المنضبطة عقلا ومادة فان اختل رحم المادة في واحد من المخلوقات تغيرت المرابط العقلانية ويحصل ما لا تحمد عاقبته كما نراه ونلمسه في عز الحضارة القائمة وجبروتها ... المستثمر يريد مثلا تفاحة اكبر وشجرة تفاح اكثر انتاجا واكثر مقاومة للبيئة وعلى ذلك يقوم بترقيع جينات برعم لشجرة تفاح فيحصل على مورده الاستثماري وبنجاح ساحق الا ان (تصدع الرضا) في الارض يقع في رحم عقلاني عند الطاعم (مؤثر) ينقلب الى (اثر) مرضي مجهول الاسباب

                  المحاولة التي نسعى لتجربتها لمعرفة (التنزيل العقلاني) في معرفة مسبقة لبضعة ازواج مع زوجاتهم ونفترض ان يكون العدد (10) متزوجين مع ازواجهم وذلك رابط زوجي نحاول ان نرى اثره في ادوات المختبر باختيارنا ومن ثم يقوم مختص بالبايولوجيا بتهيئة خميرة مختبرية معروفة لديه ويقسمها الى10 اقسام مزدوجة حسب عدد الازواج والزوجات بارقام وليس باسماء الزوجات وازواجهن وتوزع بارقامها على الزوجات والازواج عشوائيا وفي قاعتين منفصلتين تفصل الازواج عن الزوجات ... الزوجات يمكسن بالوعاء المختبري بيمينهن والازواج يمسكون بالاوعية الخمائرية بيسارهم ويبدأ الفاحص المختبري باضافة هرمون (معلوم) في وعاء يسار احد الازواج ويفحص الاثر الانزيمي في اوعية النساء وحين يعثر على الانزيم في يمين احدى النساء ستكون النتيجة ان الزوجة التي عثر على الانزيم في وعائها باليمين هي زوجة الشخص الذي وضع الهرمون في وعائه في اليسار ويتم تسقيط المجموعة العشرية للزيجات لغرض مراقبة مسار الرابط العقلاني بين الزوج وزوجه وعلاقة اليمين واليسار في الرابط الزوجي ... ذلك الوصف هو صورة خارطة تنفيذية لمقترح تجربة لم يرى النور بعد لعدم الحصول على كادر متخصص (أمين) يجري تلك التجربة باحترافية عالية وان الشخص الوحيد الذي قاد مختبرنا في التسعينات اضطر للهجرة بسبب ضغوط النظام عليه وحين عاد بعد سقوط النظام سقط قتيلا باغتيال غادر وسط بغداد لانه عالم بايولوجي كبير !!

                  النص الشريف التالي يمنحنا (اذن الهي) في (التذكر) و (السمع) بما هو في الطور (السماء السابعة) ونقرأ

                  { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 93)

                  { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)

                  ومن تلك التذكرة الشريفة فان العقل البشري قادر على معرفة (قاعدة) التنزيل العقلاني بوسيلتين (الاولى عقلانية) وهي التذكرة و (الثانية مادية) في السمع ولم نحصل بعد على بيانات تكفي لتفعيل تلك الوسيلتين بافراد فاعلية كل منهما او بدمج فاعلية التذكرة مع فاعلية السمع للحصول على (مأخذ) اي (وصلة) نستطيع بموجبها ان ننزل برنامج الخلق العقلاني (الطور) بما نحتاجه من حاجات تفي سداد سوء يومنا وما ينتشر فيه من فساد وهنا بدايات تذكيرية

                  { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } (سورة الشعراء 208 - 213)

                  ونتسائل عن ما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون ... انهم عن السمع لمعزولون ..!! فهم ليسوا صم بكم بل ان منهم من (سمع) وقال (سمعنا) وعصينا

                  { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 93)

                  السوء الذي يمر به اقليمنا والمخاوف الشديدة من تدهور خطير وكبير يعرض كياننا والناس حولنا تم رصده منذ قرابة 15 سنة مما جعلنا نجند انفسنا ونمحور جهدنا في البحث عن ادوات النجاة من ذلك السوء فتبعثرت لدينا امهات مطالب كنا ننوي سبر غور القرءان في معرفة مكنونها العلمي الا ان الاولويات منحت الى الخلاص من دائرة السوء التي تم احكامها من قبل الفئة المتحكمة في الارض وهي تستهدف العنصر البشري على هذه الارض بشكل وقح وهمجي لغايات قصوى مما يستنفر الهمة وفي نفس الوقت يقوض بعض الرغبات في الوصول الى اصول مرابط العقل ... نسأل الله ان يمكننا في ما بقي لنا من (قوة) في الوصول الى اصول التنزيل العقلاني ان ربنا بنا رؤوفا رحيما إن كنا مستحقين لخصوصية رحمته

                  السلام عليكم
                  قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                  قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                  تعليق


                  • #10
                    رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                    " وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب " من الاية 7 سورة : ءال عمران

                    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                    تعليق


                    • #11
                      رد: العقل في الأرض والسماوات السبع


                      حقيقة لا أعلم من أين أبدأ أخي الحاج داخل هذا الكم المضغوط والمختصر من البيانات...ولكن سأحاول أن أبين وأبني حاجتي بشكل واضح قدر الإمكان من جهة وأن أتفاعل وما تفضلت به وجاد به قلمك من جهة أخرى...
                      بداية يجب أن أوضح مجال عملي والذي بدوره له تأثير كبير على طريقة تفكيري وإدراكي وعقلي للأمور...وذلك كي تكون خلفية الطرح التي أبني عليها معلومة بالنسبة لك وأساعدك لفهم حاجة محاورك وطريقة تفاعله والكتاب...والتي أوضحت جزء منها في أحدى المداخلات عندما طرحت ثلاث تساؤلات محددة...

                      ما هو الكتب وموضوعه؟.
                      كيف نقرأ الكتب وموضوعه؟.
                      ما هي الغاية من قراءة الكتب وموضوعه ...أي لماذا؟.

                      أعمل في مجال التصميم(مهندس معماري)...وهذا المجال مثله مثل أغلب مجالات التصميم الأخرى يعتمد على عملية التفكير المتوازي المتعدد الأبعاد والذي يحول الكلام أو المعلومات أو المعطيات المحددة مسبقاً إلى صورة عقلية ثم إلى صورة مرئية وصولاً إلى تجسيدها بشكل واقعي ملموس والذي يحتاج بدوره لخيال فعال في تخيل أو تصور الشكل النهائي أولاً لأي بناء يحمل وظيفة معينة أو مجموعة وظائف...وعملية التفكير تلك بشكل عام عند جميع البشر هي فعل تأليف متحرك من الطاقة الموجية الإهتزازية أو الذباب بلسان الكتاب والذي يتم خلقه بشكل متواصل داخل الدماغ على مدار الساعة ويتسم بالخفة والسرعة الخاطفة...على عكس الأفعال والطاقات الأكثف التي تمارس على المادة...فعندما نوجد شيء دائماً ما نوجده بداية على شكل فكرة بسيطة ومجردة...فالنيّة أو الفكرة دائماً ما تسبق فعل الخلق أو الإيجاد أو كما يقال(إنما الأعمال بالنيات)...أظن بأني جائع...هي الفكرة أو الفعل العقلي الذي يسبق فعل الأكل وبالتالي البحث وإعداد المأكل...أريد ثوباً جديداً .. تسبق الذهاب إلى السوق وشراء ثوب...أحتاج عملاً...تسبق إيجاد العمل وهكذا... يكون لدى الفرد منا في البداية حاجة أو فكرة مضمرة داخلياً أو خلق باطن أولاً(والذي بدوره هو الآخر مرتبط بمذكرات!)ومن ثم نبدأ بتحقيقها وإخراجها عن طريق الخلق أو الفعل المادي الظاهر...في مجال التصميم بشكل عام تبقى تلك القاعدة تعمل ولكن بإطار أوسع وأكثر تفصيلا...فالمعمارى مثلاً يقوم بالتصميم عند اعداد مخططات البناء،ومحرر المجلة أو الصحيفة يقوم بالتصميم عند اعداد صفحات الجريدة،والنحات يقوم بالتصميم عندما ينحت تمثال أو قطعة فنية والنجار والحداد وصانع الفخار...الخ...ولكن كل هؤلاء وغيرهم تجمعهم خاصية واحدة وهي أنهم لا يقومون بعملية التصميم أو البناء الا اذا كان هناك نموذج أو تصور مُعد مسبقاً(بنية إفتراضية عقلية)تتناسب وما سيقومون بفعله وعمله أي(ما كنا له مقرنين)...اما اذا قاموا بالفعل التصميمي مباشرة دون وضع تصور مسبق لما سيتوقعونه فى النهاية،فهم عند ذلك في الحقيقة لا يقومون بالتصميم وانما يقومون بعمل فنى إعتباطي(عبث)دون هدف مسبق فمثلهم مثل الطفل وهو يعبث بالمعجون أو بالألوان على لوح الرسم...فالمصمم العاقل والراشد الذي يريد أن يوجد شىء ما يتخيل النتيجة التي يجب أن يحصل عليها كبداية والتي يتحصل عليها من خبرة سابقة...والصورة المجردة لهذه النتيجة تبعث في عقله تباعاً بالتلمس والتجريب بشكل متسلسل ومتفرع...الصورة العقلية لمختلف الأجزاء المؤلفة التي تحقق الوظيفة الكلية من جهة،ثم الصور العقلية للأجزاء نفسها ومركباتها القادرة على أن تقوم بتلك الوظائف الجزئية من جهة أخرى...ونستخلص من ذلك أن العنصر الهام والاوحد في أي عملية تصميم هو محاولة توقع ما سيكون عليه الشئ قبل عمله أو فعله بتحديد ما هو متوقع مسبقاً كعملية عقلية موجهة...فالجهد الفكري والعقلي الذي يبذل للتأويل والتأليف والفهم والربط ضمن تلك المراحل وأجزاءها أثناء خلقها إنما هو إذن حركة من المخطط الحركي للفكر(ءالة التصوير)نحو الصورة التي تنشره والتي كونها العقل بالتوازي...فمتى ما وصل العقل إلى صورة واضحة للمكونات والأجزاء تناسب ما تم وضعه كبنية إفتراضية في البداية حصلت النتيجة وبدأ العمل...فهو تحول مستمر للعلاقات المجردة التي توحي بها الأشياء أثناء تشيئها...وهو ما يمكن أن نختصره بمسمى الخلق بالخيال عن طريق الوحي الموجه...
                      فالخلق بالوحي الموجه إذاً هو حل لمسألة عقلية نبدأها بوحي الفكر والذي يُركبها إبتداءاً بشكل حاوية لها طيف موجي كلي موزون(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)وهي مرتبطة بحزمة من مكونات الخلق تم تسخيرها لنا كما يشرحها لنا الكتاب في سورة النحل وهي سورة عقلية موضوعها ءالية خلق الحل التبادلي وذلك بعقل نظام عالم الأمر دون إستعجال(أتى أمر الله فلا تستعجلوه...)إذ يوجد فيها عدة نقلات لمقومات وعلل خاصة...لقوم(يتفكرون/يعقلون/يذكرون/يؤمنون/...)...لعلكم(تشكرون/تهتدون/تعقلون/...)...نختار منها هذا البلاغ الذي يختصر كل ما قد سلف بلسان عربي مبين...

                      واوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون(68)ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللاً يخرج من بطونه شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون(69)...النحل

                      اتخذى
                      من الجبال بيوتا
                      ومن الشجر
                      ومما يعرشون....أي مشغلات الربط التي تنشأ بين الجبال والشجر....

                      فهل نحن(نحل)مسألة ما إلا بأن نفترض أولاً بأنها محلولة ونقوم بإعداد الحل بأنفسنا بناءا على خبرة سابقة؟!...فالوحي في تعريفه البسيط هو كلام الله وهو عملية تقوم على الربط والمحاكاة لسنن الخلق الحية التي لا تتبدل ولا تتحول وهي تعمل...فنتخيل أولاً مثلاً أعلى أي نتيجة حاصلة(الجبال)ونحاول أن نأخذ منها بشكل تبادلي تراكيب مستقرة وساكنة(بيوتاً)ثم بعد ذلك نحاول بشكل تبادلي أيضاً أن نعلم بأي تركيب من المكونات نصل إلى تلك النتيجة أو المخطط(الشجر)...فنحن ننتقل في قفزة ربوبية واحدة(وأوحى ربك)إلى الحل التبادلي الكامل(النحل)والتي تُؤخذ بدورها من بُنية راسخة(الجبال)أي طبيعية وموجودة في كتاب الخلق،لتخلق بدورها كما قلنا(البنية الإفتراضية)والتي تشكل الهدف والغاية التي علينا أن نحققها ونقطف ثمارها.. وجهد الإبداع أو الإختراع أي(أكل الثمرات)كله يكون بعد ذلك في ملء المسافة التي قفزنا فوقها...والوصول إلى هذه الغاية مرة أخرى لا بالقفز في هذه المرة،بل بإتباع سلسلة الوسائل المتصلة(سبل)التي نتجت من أكل الثمرات...ولكن إدراك الكل بالأجزاء والغاية بالوسائل لا يمكن أن نختصره بصورة جامدة فقط تقفز هكذا دون سابق إنذار،لأن الصورة التي ترينا النتيجة وهي تتحقق ترينا في داخل هذه الصورة نفسها الوسائل التي تحصل بها هذه النتيجة...فلا بد إذن أن نسلم بأننا نتخيل المجموع في شكل(بيت)مأخوذ من جبل ومن ثم مخطط مأخوذ من(شجرة)ومن الجبل والشجرة نصل إلى نظام(عرش)...فنحن نبحث عن الحلول لمشاكلنا التي نواجهها في حياتنا أيا كانت سواء العلمية منها والغير علمية عن طريق التحليل والتركيب وهما يعنيان حرفيا...أن نُحلّل الأشياء عن بعضها و أن نُجمّع الأشياء مع بعضها...وإن كان البعض منا يقوم بتلك العمليتين بشكل غير واعي أو ءآلي دون أن يدخل في التفاصيل ليعلم الكيفية التي جُبل عليها فطرياً...وإستخدام إحدى العمليتان أو كلاههما يعتمد على نوع المشكلة التي بين أيدينا...فنتبنى التحليل عندما يكون هناك بُنية كلية بسيطة أو معقدة ومتداخلة نحاول أن نجزءها إلى مكوناتها الأولية لنتعرف من خلالها إلى طبيعة العلاقات والخصائص والمبادئ التنظيمية التي تحكم الروابط الكامنة والسائدة فيها...ونستخدم التركيب أو التصميم بشكل معاكس للعملية الأولى أي أننا نقوم بالربط والجمع بين الأجزاء المنفصلة المراد حلها وهي مجتمعة لتشكيل كل متماسك جديد أو قديم بغية الوصول لخصائصه ووظائفه وهو يأخذ تلك البنية ...فالحل هو إستبدال تركيبي...بيت....أو إستبدال تحليلي...شجر...يتم أخذه من بنية راسخة...جبل... وهذا لا يعني أنّ المصمم لا يستخدم التحليل ليتوصّل إلى الحلّ النهائي، لكنّ الطّريقة التي يتّبعها المصمم لحل مشكلة ما، تأتي من منظور الهدف النّهائي ونيته(العسل)...فالتحليل والتركيب كطرائق في البحث عن الحل،عمليّتان متلازمتان دائما، فهما تكمّلان بعضهما البعض.فكل عملية تركيب تُبنى على نتائج عملية تحليل سابقة،وكل عملية تحليل تتطلّب عملية تركيب لاحقة،للتحقّق من نتائجها وتصحيح مسارها والغاية أو النية هي التي تحدد من يسبق من...
                      فمنطق التصميم اساساً هو وسيلة للتغلب على التعارض الموجود بين منطق التفكير التحليلى ومنطق التفكير الابداعى.و الصعوبة تكمن فى ان الخيال لا يعمل الا اذا كان حرا فى التنقل بين جميع عناصر المشكلة بحرية و باى ترتيب و فى اى وقت...فى حين ان المنطق التحليلى ينهار أو يتهدم لو ان هناك ادنى تخلي عن الترتيب المنتظم خطوة خطوة لأن التصميم كما قلنا هو إعادة تنظيم حر...و لذلك يجب ان تتيح اى طريقة تصميم للنوعين المختلفين من التفكير الحركة سويا لتحقيق التقدم.والطرق الموجودة أو المتبعة الآن تعتمد على تباعد متعمد بين المنطق و التخيل...المشكلة و الحل...ويعود فشلها الى صعوبة ابقاء هذين النسقين منفصلين فى عقل الانسان.لذلك فالتصميم المنتظم هو اداة لابقاء المنطق و التخيل منفصلين بوسائل خارجية و ليست داخلية. و يتم ذلك بتسجيل عناصر ومعلومات التصميم بطريقة مرتبة خارج الذاكرة...ورحمة ربك خير مما يجمعون..
                      فسبل الحل عند مواجهة أي مشكلة مكنون ضمن بنية مرئية حية تحمل في طياتها البنية العقلية لما يحدث في عالم الفكر ومقوماته...وهذا لا يعني أن النحل المادي أي ما يصنف ضمن فصيلة(الحشرات)ليس داخل بالمعنى بل قلب هذا المثال المرئي بعد دراسة عالمه الميت(جبله وشجره وعرشه)بشكل عقلي حي يؤدي إلى فهم مقومات الفكر الغير مرئية والغير مادية وبالتالي فهم ما يحدث في عالمه وعرشه بالتقابل...فالخطاب وإن كان يفهم منه عند قراءته بإسم بالظاهر النحل المادي إلا أنه في باطنه موجه لبنية العقل وكيفية إيجاده الحلول وهو حي،ومتلقى الخطاب يجب أن يحلل تلك البنية المرئية والفطرية ككل أن أراد أن يصل إلى ءالية عمل علّة التفكر ومن ثم العقل...فـ (وأوحى ربك إلى النحل) تشير بشكل مباشر أن ربك ورب النحل واحد...
                      فإذا وجهنا إدراكنا ببراءة إلى الفطرة كما فعل ويفعل الأب إبراهيم(إني وجهت وجهى للذي فطر السموت والأرض) فسنلاحظ بإنها صيغت بخلاف ذلك على صورة الحياة كخلق .فحينما نجد نحن العقل المغتر بنفسه يعالج جميع الأشياء معالجة ميكانيكية ميتة،نجد الفطرة تنهج في ذلك إذا صح القول منهجاً عضوياً ديناميكياً أي منهج الكل المتصل.فلو إستيقظ وعينا النائم والكامن في الفطرة من نومه،وأتجه إلى الداخل على صورة وعي علمي أو تعليلي بدلاً من أن يتجه إلى الخارج على صورة وعي عملي وجهد نفعي،ولو كنا نعرف كيف نستجوبه،وكان في وسعه أن يجيبنا عن أسئلتنا لكشف لنا الغطاء عن أعمق أسرار الحياة،لأن مهمته مقصورة على مواصلة العمل الذي تقوم به الحياة كخلق لتنظيم المادة وفروعها بحيث يتعذر علينا القول أين ينتهي التنظيم العضوي وأين تبدأ الحياة...(وما قصة موسى وفرعون وبنى اسرءيل إلا تجسيد لقصة الإنسان في بعده وصراعه الداخلي النفسي وهو يتفاعل مع المادة من الخارج)....
                      فإذا رأينا في الجسم الحي آلافاً بل ملايين من الخلايا تعمل معاً في سبيل هدف مشترك وتتوزع العمل فيما بينها،وتعيش كل واحدة منها لنفسها وللخلايا الأخرى في وقت واحد وتحافظ على ذاتها وتؤدي وظيفتها وتتغذى وتتناسل وتجيب عن تهديدات الخطر بردود فعل دفاعية مناسبة دون أدنى تدخل منا أو تحكم...فكيف لا نتصور أن هذه الأعمال التي تقوم بها ما هي إلا أعمال فطرية عقلية تتبع بناء محكم وعضوي من المستويات الربوبية...وإذا رأينا بالتبادل أن نحل الخلية يؤلف مجتمعاً دقيق التنظيم لا يستطيع أي فرد منه أن يعيش وحيداً أكثر من وقت محدود وإن زود بالسكن والغذاء،فمجتمع الحشرات يتصف على العموم بتعدد الأشكال،وتقسيم العمل،وكل فرد من أفراده عاكف ببنيته على الوظيفة التي يقوم بها...كل قد علم صلاته وتسبيحه...فهذه الكائنات وغيرها تستند على كل حال في تنظيمها إلى برنامج مسبق وهو الفطرة أو ما يسمى الغريزة... فكيف لا نعترف بأن خلية النحل في تنظيمها هي في الحقيقة لا بالمجاز كائن حي عضوي واحد أيضاً يوحى إليه،كل نحلة فيه خلية جزئية مرتبطة بالأخرى بروابط غير مرئية.فالقوة المحركة للنحلة(الوحي الحي)لا تختلف إذن عن القوة المحركة للخلية العضوية العقلية وهي تفكر ولا تعدو أن تكون إمتداداً لها... فهما بناءان متطابقان قلباً وقالباً لهم ماسكة وسيلة قبض واحدة أي ربك...
                      ولكن هنا فرق يجب أن نبينه كي لا تختلط الأمور علينا...فكل ما تم ذكره سابقاً عن سبل الحل يمكن أن يكون سهلا وناجحاً إلى حد ما عند تطبيقه على الأشياء المادية الجامدة أو الصلبة والتي تتسم بالثبات والإتصال المحدود بالمحيط ومنتوجاتنا الآن تشهد على ذلك...ولكن عند محاولة تطبيقه على الكائن الحي والمتصل بشكل كامل ودائم بالمحيط أو نظام الفطر هنا تظهر نقطة ضعفه إن لم نقل فضيحته...فالعقل وهو يفكر يتصور صيرورة الحل على مثال سلسلة من الحالات التي تكون كل واحدة منها مجانسة لنفسها وبالتالي غير متغيرة.فلو إسترعى التغير الداخلي لإحدى هذه الحالات إنتباهنا لأسرعنا في تقسيمها إلى سلسلة أخرى من الحالات التي يتألف التبدل الداخلي لتلك الحالة من إجتماعها،فأما أن تكون كل حالة من هذه الحالات الجديدة غير متغيرة ، وأما أن يكون تغيرها الداخلي إذا أثار إنتباهنا منحلاً هو نفسه إلى سلسلة جديدة من الحالات غير المتغيرة،وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية.وهنا أيضاً يقوم التفكير على إعادة التركيب،ومن الطبيعي أن يكون هذا التركيب مؤلفاً من المكونات المعطاة لنا أي المكونات الثابتة بحيث يكون قصارى ما نفعله أن نقلد حركة الصيرورة بتقدمنا غير المحدود في إضافة ورصف المكونات بعضها إلى بعض ، أما إدراك الصيرورة نفسها كإتصال أو سعي حي فإننا كلما توهمنا أننا قابضون عليها غابت وتلاشت عن إدراكنا...فدراسة الجسم البشري على سبيل المثال من الخارج تحتم علينا فهمه على مستوى الأجزاء المادية..أما إذا أردنا فهمه من الداخل فإننا سنستخدم مستوى الخلايا والتي هي الأخرى تتكون من أجزاء مادية أيضاً ..وهكذا من أجزاء إلى مكونات إلى أجزاء مرة أخرى...ولكن ماذا على المستوى العقلي أو الفكري الغير مادي؟...أو ما يسمى علم النفس...فهنا نضل الطريق وتغيب البُنية بأجزاءها ومكوناتها وكأننا أمام خلق آخر، إذ ما الذي يتحكم بتلك الأجزاء الخارجية ومكوناتها الداخلية؟...فهذه النقطة بنظري هي التي يدور حولها كل الكتاب...ولكن قتل الإنسان ما أكفره يضرب لنا مثلاً وينسى خلقه!!...
                      فنحن اليوم نحلل أفضل مما نركّب،وهذا هو لب الموضوع فمنتوجنا على مستوى التحليل لا يتناسب مع منتوجنا على مستوى التصميم أي خط إنتاجنا لا يتناسب مع كمية المعلومات التي بحوزتنا،فمنهج العلم يقوم بتفكيك المادة إلى العناصر المكونة لها ، لكنه ليس بقادر حتى الآن على التتبع الكامل للروابط بين الجزيئات الصغيرة وبين الحقائق الكبيرة التي نلتقي بها يوماً بعد يوم.فالمنهج العلمي يستطيع معرفة تفاصيل التركيب الكيميائي بصورة دقيقة،لكنه لا يستطيع أن يدرك بصورة كاملة كيفية أو علّة إرتباط الوظيفة بالبنية...فالعقل الذي يقود ذلك المنهج وهو يحاول دائماً أن يركب وأن يعيد هذا التركيب بالمعطيات الحاضرة كان لا بد من أن يفلت من إدراكه ما يطرأ على كل لحظة من لحظات الخلق من أمور جديدة.فهو لا يسلم بما لا يمكن التنبؤ به،ويرفض كل إبداع،ولا يرضيه إلا أن يستخرج عن المقدمات المعينة نتيجة معينة وأن يكون تقدير هذه النتيجة مبنياً على تلك المقدمات.إننا نفهم كذلك أن تؤدي إحدى الغايات المعينة إلى إيجاد وسائل معينة موصلة إليها،ولكنا نجد أنفسنا في كلا الحالين أمام معلوم مؤلف من معلوم،لا بل أمام قديم يتكرر.ذلك ما يرتاح له عقلنا.وأياً كان الموضوع فإن عقلنا يعمل فيه التجريد والفصل والحذف حتى يستبدل به عند الإقتضاء معادلاً تقريبياً له تجري فيه الأشياء على هذا المنوال...وإذا فكرنا في الغاية التي يهدف إليها عقلنا لم يدهشنا ذلك لأن السببية التي يبحث عنها ويجدها في كل مكان تعبر عن آلية ما نخلق حيث نركب الكل نفسه من المكونات نفسها تركيباً لا نهاية له ونكرر الحركات نفسها للحصول على النتيجة نفسها.وأرقى أنواع الغائية في نظرنا غائية صناعتنا حيث نعمل وفقاً لذاكرة تخص نموذج معطى لنا سابقاً،أعني نموذجاً قديماً أو مؤلفاً من مكونات ميتة معلومة إنتزعت نزعاً من ذاكرة بناء حي.أما الإختراع بالذات، وهو نقطة الإبتداء في الصناعة نفسها فإن عقلنا لا يستطيع أن يصل إلى إدراكه في أثناء إنبثاقه،أي في ما يتصف به من عدم الإنقسام.وتفسير الإختراع وهو الجديد الذي لا يمكن التنبؤ به ينحصر دائماً في تحليله إلى مكونات معلومة وقديمة مرتبة في نظام مختلف...ومعنى ذلك أن أمام العقل مسلكاً أساسياً من مظاهر رصد الحياة يفلت من بين يديه ويغيب عنه أيضاً كأنه لم يخلق للتفكير في موضوع كهذا ربما عمداً...
                      إن جميع تحليلتنا تؤدي بنا إلى هذه النتيجة.غير أننا لم نكن في حاجة للدخول في مثل هذه التفصيلات الطويلة المتعلقة بآلية العمل والتفكير العقلي لتشخيص مكمن الخلل،بل كنا نستطيع أن نختصر القول وننسى طريقة الإدخال والمعالجة ونكتفي بالنظر إلى المخرجات التي تخرج من بطونه كبلاء مختلف ألوانه وواقع يمكن إدراكه وليس كشفاء.وسنرى أن عقلنا الخارق الذي يتصف بالمهارة البالغة في إيجاد الحلول ومعالجة المادة الصلبة يظهر خراقة شديدة في تناوله للمشاكل والحلول الخاصة بالكائن الحي ذو البناء العضوي المتعدد المستويات.وسواء بحث في حياة الكائن الحي من الناحية المادية أم في حياته من الناحية الفكرية والعقلية فإنه يسلك في درسه وحله لها سبل الصرامة والصلابة والعنف الذي تسلكه أداة لم تعدّ لمثل هذه الإستعمال...فيذهب وهو مفتون بمتعة الكشف أو قوة القارعة من تقسيم الى تقسيم ومن تجزىء الى تجزىء ومن انفصال الى انفصال إلى ما لا نهاية ويظن أنه يحسن الصنع ولكن كشفه لا يزيده إلا خسارة...وفي تاريخ كتابنا المنشور سواءا الصحي منه أو الاجتماعي على سبيل المثال كثير من مثل هذه الأمور التي ندفع ثمنها غالياً إلى الآن والتي إن فكرنا في نتائجها الملموسة وما يخرج من بطونها كما قلنا يصيبنا الخجل مما نقع فيه من أخطاء فادحة ومستمرة. ومن السهل علينا أن نرجع الأصل في هذه الأخطاء إلى إصرارنا على معالجة مشاكل الكائن الحي معالجة المادة الجامدة،وإلى تصورنا كل حقيقة واقعية مهما تكن متصلة على مثال جسم صلب ثابت نهائياً.فنحن لا نرتاح إذاً إلا للمنفصل والساكن والميت . والصفة التي يتميز بها العقل عجزه الغير الطبيعي عن تفهم عضوية الحياة...
                      ربما من هنا ندخل إلى عمق المشكلة الخاصة بفهم مستويات خلق السموات والأرض العقلية وبُنية الكتاب ككل... فتلك المشاكل التي تخرج من البطون وما يترتب عليها من نتائج،تشبه إن لم نقل تماثل المشاكل والنتائج التي خرجت من بطون أغلب الذين تفاعلوا مع هذا الكتاب منذ ظهوره مسطور في صحف والتي يمكن وصفها بالنتائج الكارثية في القراءة والتطبيق... إبتداءاً من إعتبار الكتاب مجموعة من النصوص اللغوية ذات بنية قصصية تتحدث عن وقائع ومناسبات ترجع لشخص وأشخاص ميتون،وليس بإعتباره كتاب خالق حي قيوم ارسل الى خلقه عن طريق خلقه!..وإنتهاءاً إلى الطرق الفكرية والعقلية المستخدمة في المعالجة والتي مارسوا عليه من خلالها شتى أنواع الفصل والحذف والتقدير والإضافة والتخصيص والتعميم..والتي ما زلنا ندفع ثمنها إلى الآن بشكل ربوبي فادح...رغم أن ما يُقرونه ويعتقدونه عكس ذلك إلا أن المنتج النهائي هو الحكم...وكما يقال...من ثمارهم تعرفونهم!...
                      وبغض النظر الآن عن ثمارهم الميتة والمنخنقة...إلا أنه في إعتقادي سبب ظهور تلك المشاكل والنتائج يعود إلى نسيان أو جهل قالب البناء كبنية...وكيفية ترابط القالب وما في داخله من مكونات...فإذا أردنا أن نفهم ونعقل هذا الكتاب وجب علينا فهم بُنيته إبتداءاً وبالنتيجة فهم بُنية الخلق...لأن أحداث الكتاب تدور في السموات والأرض وما بينهما...وهذه البُنية كما يقول الكتاب هي التي تحكم جميع مراحل الخلق أي أنها تشكل قالب بناء وهذا القالب بمكوناته روابطه عضوية وربوبية بالضرورة لأنه موجه لعلّة العقل ومقوماته وهو حي... فمقومات بُنية الكتاب موجهة لقوم يعقلون وعلّة لسانه العربي أي مكوناته موجهة لعلكم تعقلون...ومن يحمل هذه المقومات وعلتها يتسم ببناء عضوي معقد من العلاقات والمستويات المتداخلة سواء العقلية منها أو المادية مبني على قواعد ذلك القالب...فسماء وأرض الكتاب المكنون والعقل إذاً يحملان ويخضعان لنفس البُنية وكينونتها المفطورة ولكن ...لخلق السموت والأرض أكبر من خلق الناس...ففهم بنية هذا القالب بأجزاءه ومستوياته بشكل مجرد حتى ولو كان ضمن بُنية نظرية مبدأية متقدم عندي على فهم ما ينتجه من تعقيد...وهي عندي أشبه بنظرية بنية الكائن الحي التي تمكن من الاستنتاج العلمي في حالة عـلم الحفريات أو الإحـاثـة مثلا...فلو لم يكن لنا نظرية عقلية في بنية الكائن الحي على مستوى الأجزاء لما أمكن أن نستنتج من بعض بقايا الهيكل العظمي مثلا بنية الكائن كلها ومراحل تطوره الممكنة أو الحاصلة...حتى لو أردنا أن نذهب بعيداً في الإستدلال العقلي...فالعقل قادر على كشف القالب العام في أي شيء من خلال صفات عامة تشكل مع الخبرة بُنية يمكن تعميمها وما علم الفراسة إلا مثال صريح على قوة وقدرات إدراك العقل والذي يقوم على سبر أعماق الباطن عن طريق أحوال الظاهر...إن في ذلك لآيت للمتوسمين...تعرفهم بسيماهم...أو كما يقال ..أتقوا فراسة المؤمن...وهذا إن دل فيدل على أن العقل يتبع بُنية حاكمة لكل شيء رغم جهله بها ولكنه يستشفها بغموض أثناء تجربته وإقامته للصلوة أو الصلات...فأهم ما في البنية أنها نسق عقلاني يحدد وحدة الشيء الظاهر أو الباطن وهي القانون الذي يفسره،والنسق العقلاني يكتشف من خلال بنية أجزائها ومفرداتها،والقانون الذي يفسرها هو الروابط والعلاقات بين الأجزاء والمكونات أثناء السعي...وبهذا المعنى فإن الكتاب بمكوناته كما أشرت يمثل نموذجاً لهذا المعنى، بل إن الكتاب نفسه يشير إلى ضرورة اكتشافه من خلال زاوية هذه الرءيا حتى لا نتوه ونقع في الفحشاء والمنكر أثناء الصناعة...

                      اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلوة ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                      ولكن أحياناً أتفهم تلك المشاكل عند الأسلاف أو غيرهم من من تعامل مع الكتاب المسطور...فرغم كم الآيات التي عالجت موضوع خلق السموات والأرض إلا أن طريقة البناء وطبيعة الأجزاء والمكونات ومراحل الربط العقلية بين تلك المستويات تبقى عصية على الفهم رغم بساطة الطرح والتعبير عند القراءة الأولى...وذلك راجع إلى أن أيام أو مراحل خلق السموات والأرض غير مرتبين وغير مفهومين على صعيد عمل الروابط البينية وهي تعمل...ورغم أهمية تلك البنية أيضاً وإحاطتها بمكونات الكتاب إلا أنه لم يفرد لها سور خاصة بإسمها...كسورة السماء مثلاً أو سورة الأرض وإكتفى بإدراج سور لمكوناتها...الشمس القمر الليل النجم...ولم أستطع أن أجد تعليل لذلك...أما تفصيل البناء نفسه فمبثوث في عدة سور وبين السطور...فنقطة البداية مجهولة وغير معللة...فمرة نقرأ أن السموات والأرض كانتا رتقاً ومرة نقرأ خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم إستوى إلى السماء أي أن تسوية السماء جاءت بعد خلق ما في الأرض في حين تأكيده بعد الرتق أن لا خلق حي دون فتق وماء ينزل من السماء،ومرة نقرأ تفصيل لقالب الخلق في سورة فصلت وفيه الأرض تسبق السماء في التكوين في حين أغلب الأسواق يكون ترتيب السموات سابق على الأرض كتلاوة...والكثير الكثير من التعقيد المتداخل والذي يطول ذكره...
                      ففي النهاية نحن نتعامل مع كتاب يحتوى على جملة عمليات عضوية وعقلية متناسقة،عصيَّة على التقسيم من حيث الجوهر، اللهم إلا على نحو تصوري محض،وتؤلف فيما بينها منظومات متكاملة ذاتية التوازن أو فطرية على مستويين اثنين... مستوى العلائق الداخلية القائمة فيها،ومستوى اتصالها بالمنظومات الأخرى جميعاً...وإن كان قيام الكل بوظيفته يمكن أن يكون أمراً بسيطاً،ولكن هذا التضاد بين إتصاف العلق ووصاله بالتعقيد اللانهائي وإتصاف الكل ووظيفته بالبساطة القصوى هو الذي ينبغي بالضبط أن نوجه إليه أنظارنا...فالشيء إذا بدا بسيطاً من جهة ومركباً تركيباً غير محدود ومعقد من جهة أخرى،فإن هذين المظهرين أبعد من أن يكون لهما درجة واحدة من الحقيقة الواقعية.فتكون البساطة حينئذ خاصة بالشيء نفسه كبناء،ويكون التعقيد اللانهائي تابعاً للمناظر التي نلتقطها من الشيء عند دوراننا حوله كروابط...أي متعلقاً على نحو أعم بنظام مختلف من المكونات التي نحاول بها أن نقلده تقليداً صناعياً...
                      أنا عن نفسي في طريقة تفكيري أتبع المنهج الكلي أي أني أحاول أن أفهم بُنية الكتاب ووظيفته أولاً من الخارج دون أن أدخل في تفاصيل الوظيفة...أي أضع الهدف أو العنوان ثم أقوم ببناء خطوات الوصول...واحب لغة الصورة كثيراً وأنفر من لغة الكتابة وان كنت أتبعها مكرهاً لضرورة التواصل...فانا مستمع جيد جداً ولكني متحدث فاشل على مستوى الكلام...لان قلبي يعتمد على تلقي المعلومات ومن ثم تحويلها إلى صورة فكرية عقلية مجردة ثم صورة مرئية أقوم بطباعتها أي رسمها بيدي...ولكن عندما أحاول أن أطبق تلك الطريقة التصميمية والهندسية على خلق السموات والأرض لأصل لنموذج تجريدي مبسط لهيكل أو قالب الخلق العام كي أقوم بدراسته أفشل فشل ذريع لأن عقلي لا يستطيع أن يخلق خيال صوري لمسميات هيكل الخلق وأجزاءه وذلك يرجع من وجهة نظري وبالنسبة لي لعدم وضوح الوظيفة أو الغاية بشكل عام...فلا يكفي أن أتلقى معلومات فقط بل يجب أن أتلقى بالتوازي معها الوظيفة الكلية أيضا كي أستطيع أن أشكل بناء مترابط ومعلل وظيفياً...فماذا أفعل بدراسة أعضاء الإنسان أو أجزاءه ووظائفها إن لم أعلم مسبقا ما هو وظيفته ككل في التكوين العام؟!...وهنا نعود إلى إني جاعل في الأرض خليفة....والتي يسبقها بيان خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم إستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات...وهي دائرة الخلق التي لم أعقلها إلى الآن كبناء لأبدء ببناء ءادم وأكون من أبناءه...وها نحن أيضاً نعود إلى نفس النقطة من جديد...ففهم هذه البنية ومستوياتها يعني فهم للكتاب وأحداثه وطريقة وكيفية حدوثها وبالتالي فهم كيف تم جعل ءادم خليفة...
                      وختاماً إذا كنا سنختصر القول ونجمله...ما هو السبيل للوصول لهذا البناء وفهمه بعلم؟...من أين نبدأ؟...ما هو رتقه وفتقه؟...ما هي أجزاءه الرئيسة؟...ما هي مكونات كل مستوى؟...كيف رفعت السماء؟ وكيف سطحت الأرض؟...ولا أريد أن أطيل أو أكثر من الأسئلة بعد كل تلك الذاكرة...فمهما تنوعت وتشعبت فبنهاية هي متداخلة وكل سؤال مشتق ويبنى من الآخر...ولكن كي أكون صريح وصادق فأنا لست متفائل كثيرا للوصول لتلك البُنية الآن...لأننا حتى لو إدعينا البراءة التي نحاول أن نأوي إليها ونحلم بها ومثلها إبراهيم الإسم والإمام كمنهج في البحث لا تفيد إلا في المساعدة إلى الوصول للوجهة أي تحديد المسار فقط وذلك بإيقاف المغنطة الشركية وتفعيل المغنطة الفطرية...أما ما في نهاية المسار فتُرك مفتوحاً...إنى وجهت وجهى للذي فطر السموت والأرض...وكل ما رأه وجناه من تلك المحطة الليلية التي توقف عندها هو رؤية ما يملكه في داخله من ملكوت السموات والأرض وبدأ على أثرها برفع القواعد من البيت...أما نظام الفطر نفسه فبقي في علم الغيب وحاجة لم تقضى بعد...وها نحن نحاول فقدرنا أن نكمل المسيرة ونحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا لنصبح من أهل البيت ويطهرنا تطهيرا...


                      تحياتي...

                      تعليق


                      • #12
                        رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                        المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة

                        حقيقة لا أعلم من أين أبدأ أخي الحاج داخل هذا الكم المضغوط والمختصر من البيانات...ولكن سأحاول أن أبين وأبني حاجتي بشكل واضح قدر الإمكان من جهة وأن أتفاعل وما تفضلت به وجاد به قلمك من جهة أخرى...
                        بداية يجب أن أوضح مجال عملي والذي بدوره له تأثير كبير على طريقة تفكيري وإدراكي وعقلي للأمور...وذلك كي تكون خلفية الطرح التي أبني عليها معلومة بالنسبة لك وأساعدك لفهم حاجة محاورك وطريقة تفاعله والكتاب...والتي أوضحت جزء منها في أحدى المداخلات عندما طرحت ثلاث تساؤلات محددة...

                        ما هو الكتب وموضوعه؟.
                        كيف نقرأ الكتب وموضوعه؟.
                        ما هي الغاية من قراءة الكتب وموضوعه ...أي لماذا؟.

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        حياك ربي اخي الفاضل ويشهد الله ان حوارك معنا يسعدنا ويضفي على مشروعنا الفكري نكهة طيبة بطيب حواركم

                        موضوع الايجاز (الكم المضغوط والمختصر) هو صفة نكررها في كثير من منشوراتنا وهي هي صفة كل حراك فكري او علمي عند نشأة المباديء فكل نشاط انساني يتفعل في (رحم عقلاني) او في (رحم مادي) لا بد ان يمر في بداية مبدئية فتسمى (مباديء) والمباديء دائما تحتاج الى الصبر فهي بمثابة صناعة نفق في العقل من اجل الوصول الى الحاجة المطلوبة فصبرا على كل مختصر حتى وسعته والله سبحانه يبشر الصابرين

                        موضوع فهم (الكتاب) يتطلب حراكا فكريا لا يمتلك مفصلية محددة الابعاد وقد عرّفنا (الكتاب) بانه (وعاء نفاذية الخلق) وذلك لا يعني ان ذلك الوعاء سيكون منظورا في مساحة فكرية او مادية مبينة بمرابطها ومن اجل توسيع مراشدنا لفهم الكتاب نضع امثلة فطرية بسيطة لتسهيل مهمة بناء الراشدة الفكرية في فهم (الكتاب) ... في مثل فطري بسيط نرى ان (ابتسامة انسان) هي (كتاب) كتبه الله في خلق الانسان فالابتسامة عند الانسان تبدأ وهو حديث الولادة بما يختلف عن بقية المخلوقات وفي نفس الوقت نرى كل نظم الفيزياء بما هو معروف منها وما هو محسوس الا انه غير معروف انه كتاب كتبه الله في الخلق وحين ننتقل الى الكيمياء نرى وسعة ما كتبه الله في خلقه سواء ارتبط بالفيزياء او لم يرتبط ومثله حين نرى الخلق البايولوجي بدءا من الحمض النووي لغاية رؤية مجمل المخلوقات انما هو موصوف بصفة (ما كتبه الله في الخلق) وحين نرى كتابا لمؤلفه في سوق الكتب انما نرى سنن خلق اختص بها الانسان بما ملك من عقل وجسد ورغم ان ما كتبه المؤلف هو (كتاب) يعود الى مؤلفه في التكوين الا انه لا يخرج من ما كتبه الله في الخلق فالمؤلف انما كتب كتابا بما افاء الله على الانسان عقلا وجسدا ليكتب كتابا مهما كان موضوعة فممارسة الكتابة (إنشاء كتاب) هو جذر من جذور ما كتبه الله في الخلق فهو الذي علم الانسان ما لم يعلم وعلمه القلم فألـّف كتابا الا انه كتاب الله .. وحين يتداين شخصان بدين فـ (اكتبوه) وليكتب بينهما كاتب بالعدل وان نشأ كتاب القرض من اثنين (دائن ومدين) الا ان تلك النشأة هي في ما كتبه الله في خلق الانسان فالانسان هو المخلوق الوحيد الذي يمارس عملية الاقتراض فيكون الدين فيكون كتابا مكتوبا يكتبه كاتب عدل !! الا انه كتاب الله

                        لا يمكن ان ينشط عقل او ينشط جسد او ترى عين او تسمع اذن الا في كتاب كتبه الله في الخلق (وما من رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) ومثلها وما تسقط من ورقة وما تحمل الارحام ولا توجد ومضة زمن تمر على مخلوق حي او جماد الا وهي في كتاب مكتوب كتبه الله في الخلق اجمالا وتفصيلا

                        وصف (حاوية الكتاب) وصف لا ينتهي لانه مرتبط بـ (كلمات الله) وهي لا تنفد ان كتبت بمداد من البحر كله ولو جيء بمثله مددا او ان يمده الله بسبعة ابحر مثله ما نفدت كلمات ربي لان (حراك الخلق) بمجمله في كتاب كتبه الله فهو وعاء لا يمتلك مساحة يمكن وصفها بموصوف ثابت لان الخلق (متغير) حسب نشاطه وحراكه

                        لفظ (كتاب) في علم الحرف يعني (قابض ماسكة فاعلية محتوى) فاي (محتوى في الخلق) انما هو (قابض ماسكة) لـ (فاعلية) وهو حراك الخلق اجمالا وتفصيلا من اصغر مرئي علمي وهو الميزون الى اكبر مرئي علمي وهو النقاط السوداء التي تدور المجرات حولها !! وذلك لا يمنع ان نرى كتاب تخصصي في الخلق سواء كان في رحم عقلاني او رحم مادي ففي رحم العقل (كتاب موسى) وهو ما كتبه الله في المستوى العقلي السادس وهنلك (كتاب الفجار) و (كتاب مرقوم) وكل تلك النصوص انما هي (تذكرة) تنشأ في العقل ليقوم من هو (عنده علم الكتاب) الذي جاء في مثل سليمان وهو قمة فكرية نشم ريحها الفكري في (والطور * وكتاب مسطور) فنكون على عتبة صمت لان ما هو قائم في بحوثنا ومنشور في نشرة (المباديء) لا يفي بيان من عنده علم الكتاب ولا يفي الكتاب المسطور فيكون مراحنا الفكري على مساحة ما حملت عقولنا من مباديء في علوم الله المثلى قد تحتاج الى اجيال من الباحثين إن قامت عندهم ذكرى في ما تذروه الافكار فيرتبط جيل فكري مع جيل فكري لاحق ومن بعده جيل ومن بعده جيل فتكون (ذرية فكرية) تصبو الى هدف نبيل لا تحيق به شذرات السوء كما احاطت باجيال (علم المادة) فما كان (نوبل) الذي اكتشف التحلل السريع للمادة (الانفجار) لتكون مشغلات علم قاتلة تقتل الانسان بسلاح ينفجر الا ان ذرية مشغلات علوم المادة غير امينة فـ الاجيال العلمية المعاصرة تناقلت ما ذرأه رواد النهضة من علم مادي على مركب هائج في بحر مائج افسد على البشرية استقرارهم وامانهم فصار انسان اليوم موصوف بوصف وصفناه انه (مجرد عتلة بايولوجية) تخدم عجلة الحضارة وهي تسحق يوما بعد يوم انسانية الانسان

                        ما كانت الكلمات الاخيرة كما تكون الفلسفة او كما يكون النقد اللاذع بل ان حقيقة ما يجري من واقع قاسي يفرض على الباحث في دائرة رضوان الله ان يذرأ ذرية فكرية صالحة يرضاها الله وان يمنع مشغلات بحثه من ذرية وان تنشأ صالحة الا انها ذرية غير امينة سرعان ما تتحول ذرية ظالمة كما في صناعة المتفجرات ومكتشفها (نوبل) وذلك هو ما كتبه الله سبحانه في (الكتاب)

                        { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } (سورة البقرة 124)

                        في النص الشريف بيان مبين يبين ما كتبه الله في منهجية بشرية قائمة بالامس وقائمة اليوم فالصفة الابراهيمية لها (ذرية) وهي ليست ذرية من بشر بل (ذروة ابراهيمية) ذرأها ابراهيم الصفة او يذروها ابراهيم الصفة وفيها كتاب الله ان لا ينال عهده الظالمين وان كانت من ما ذرأ ابراهيم من ابراهيمية فكان للناسين اماما فيذكرهم فيذكرون ومن هو ظالم فليس له عهد من الله وان يذكرونه فلا يذكر لان كتاب الله نافذ

                        { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

                        في السطور (الموجزة ايضا) حاولنا عبور المباديء الا ان محاولتنا غير نافذة لانها ترتبط بما كتبه الله في الخلق ولكل (واقعة) ميقات خاضع لمشيئة الهية لا يمكن تجاوزها او التحكم بها فصبر جميل عل ما هو موجز

                        سنحاول في مشاركات لاحقة تغطية كل ما جاء في مشاركتم الطيبة المنبت والتي سيكون لها ورق وغلة نجني ثمارها وقد يكون بيننا متابعين كرام يجنون ثمار فكر يداوي كل صداع في العقل وينجي طلبة التأمين بنظم الله التي تمسك بها ابراهيم الصفة (اني وجهت وجهي للذي فطر السماوت والارض) ...

                        السلام عليكم
                        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                        تعليق


                        • #13
                          رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                          المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة


                          أعمل في مجال التصميم(مهندس معماري)...وهذا المجال مثله مثل أغلب مجالات التصميم الأخرى يعتمد على عملية التفكير المتوازي المتعدد الأبعاد والذي يحول الكلام أو المعلومات أو المعطيات المحددة مسبقاً إلى صورة عقلية ثم إلى صورة مرئية وصولاً إلى تجسيدها بشكل واقعي ملموس والذي يحتاج بدوره لخيال فعال في تخيل أو تصور الشكل النهائي أولاً لأي بناء يحمل وظيفة معينة أو مجموعة وظائف...وعملية التفكير تلك بشكل عام عند جميع البشر هي فعل تأليف متحرك من الطاقة الموجية الإهتزازية أو الذباب بلسان الكتاب والذي يتم خلقه بشكل متواصل داخل الدماغ على مدار الساعة ويتسم بالخفة والسرعة الخاطفة...على عكس الأفعال والطاقات الأكثف التي تمارس على المادة...فعندما نوجد شيء دائماً ما نوجده بداية على شكل فكرة بسيطة ومجردة...فالنيّة أو الفكرة دائماً ما تسبق فعل الخلق أو الإيجاد أو كما يقال(إنما الأعمال بالنيات)...أظن بأني جائع...هي الفكرة أو الفعل العقلي الذي يسبق فعل الأكل وبالتالي البحث وإعداد المأكل...أريد ثوباً جديداً .. تسبق الذهاب إلى السوق وشراء ثوب...أحتاج عملاً...تسبق إيجاد العمل وهكذا... يكون لدى الفرد منا في البداية حاجة أو فكرة مضمرة داخلياً أو خلق باطن أولاً(والذي بدوره هو الآخر مرتبط بمذكرات!)ومن ثم نبدأ بتحقيقها وإخراجها عن طريق الخلق أو الفعل المادي الظاهر...في مجال التصميم بشكل عام تبقى تلك القاعدة تعمل ولكن بإطار أوسع وأكثر تفصيلا...فالمعمارى مثلاً يقوم بالتصميم عند اعداد مخططات البناء،ومحرر المجلة أو الصحيفة يقوم بالتصميم عند اعداد صفحات الجريدة،والنحات يقوم بالتصميم عندما ينحت تمثال أو قطعة فنية والنجار والحداد وصانع الفخار...الخ...ولكن كل هؤلاء وغيرهم تجمعهم خاصية واحدة وهي أنهم لا يقومون بعملية التصميم أو البناء الا اذا كان هناك نموذج أو تصور مُعد مسبقاً(بنية إفتراضية عقلية)تتناسب وما سيقومون بفعله وعمله أي(ما كنا له مقرنين)...اما اذا قاموا بالفعل التصميمي مباشرة دون وضع تصور مسبق لما سيتوقعونه فى النهاية،فهم عند ذلك في الحقيقة لا يقومون بالتصميم وانما يقومون بعمل فنى إعتباطي(عبث)دون هدف مسبق فمثلهم مثل الطفل وهو يعبث بالمعجون أو بالألوان على لوح الرسم...فالمصمم العاقل والراشد الذي يريد أن يوجد شىء ما يتخيل النتيجة التي يجب أن يحصل عليها كبداية والتي يتحصل عليها من خبرة سابقة...والصورة المجردة لهذه النتيجة تبعث في عقله تباعاً بالتلمس والتجريب بشكل متسلسل ومتفرع...الصورة العقلية لمختلف الأجزاء المؤلفة التي تحقق الوظيفة الكلية من جهة،ثم الصور العقلية للأجزاء نفسها ومركباتها القادرة على أن تقوم بتلك الوظائف الجزئية من جهة أخرى...ونستخلص من ذلك أن العنصر الهام والاوحد في أي عملية تصميم هو محاولة توقع ما سيكون عليه الشئ قبل عمله أو فعله بتحديد ما هو متوقع مسبقاً كعملية عقلية موجهة...فالجهد الفكري والعقلي الذي يبذل للتأويل والتأليف والفهم والربط ضمن تلك المراحل وأجزاءها أثناء خلقها إنما هو إذن حركة من المخطط الحركي للفكر(ءالة التصوير)نحو الصورة التي تنشره والتي كونها العقل بالتوازي...فمتى ما وصل العقل إلى صورة واضحة للمكونات والأجزاء تناسب ما تم وضعه كبنية إفتراضية في البداية حصلت النتيجة وبدأ العمل...فهو تحول مستمر للعلاقات المجردة التي توحي بها الأشياء أثناء تشيئها...وهو ما يمكن أن نختصره بمسمى الخلق بالخيال عن طريق الوحي الموجه...
                          فالخلق بالوحي الموجه إذاً هو حل لمسألة عقلية نبدأها بوحي الفكر والذي يُركبها إبتداءاً بشكل حاوية لها طيف موجي كلي موزون(والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)وهي مرتبطة بحزمة من مكونات الخلق تم تسخيرها لنا كما يشرحها لنا الكتاب في سورة النحل وهي سورة عقلية موضوعها ءالية خلق الحل التبادلي وذلك بعقل نظام عالم الأمر دون إستعجال(أتى أمر الله فلا تستعجلوه...)إذ يوجد فيها عدة نقلات لمقومات وعلل خاصة...لقوم(يتفكرون/يعقلون/يذكرون/يؤمنون/...)...لعلكم(تشكرون/تهتدون/تعقلون/...)...نختار منها هذا البلاغ الذي يختصر كل ما قد سلف بلسان عربي مبين...
                          تحياتي...
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          المعالجة الفكرية الطيبة في مقتبس المشاركة اعلاه وما حملته من بيان صاحبه التوفيق انما هو (فاعلية العقل) في مستويين للعقل هما (موسى وهرون) فـ موسى العقل يؤتى (كتاب)

                          { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا } (سورة مريم 51)

                          { وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } (سورة الأَحقاف 12)

                          فما جاء في معالجتكم الكريمة هو في مفصل من مفاصلة مودع في خلق المستوى العقلي السادس وقد وفقتم ان (ذكرتم موسى في الكتاب) فالمعالجة رسمت خارطتها بقلمكم الكريم وفق ما كتبه الله في خلق العقل السادس فقد (مسستم مشغل العقل) في ما كتبه الله في خلق ذلك الوعاء المخصص لمساس العقل ومنه ينتقل الى وزير موسى وهو هرون (المستوى العقلي الخامس)

                          { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى وَهَرُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ } (سورة الأنبياء 48)

                          ففي الضياء الوارد في النص هو ما تحدثتم به عن (الموج) العقلي .. لفظ (ضياء) في علم الحرفي يعني (مكون خروج حيازه لـ فاعلية حيز) فالفوتونات الضوئية انما هي جسيمات خرجت من حيازة مصدر الضوء اما (فاعلية الحيز) فهي تتحصل عند ارتداد الفوتونات عن الاجسام التي سقطت عليها الفوتونات فـ (يتفعل النظر) في عين المخلوق فالضياء الوارد ذكره في النص الشريف انما يسلط (ضوء عقلي) يسقط على الاشياء فترتد فتكون في وعاء الوزير وهو اخ موسى (هرون) فيكون هنلك (فارقة) تبادلية وهو (فرقان) كسنة من سنن خلق العقل تتنزل على عقلانية الانسان بمستوييها (السادس ثم الخامس) فتحصل التبادلية الضوئية (ضياء) بينهما فتقوم الفارقة في العقل (مدرك تبادلي) وهي تقع حصرا كما روجتم له من (رحم عقلاني) الى تجسيد صوري في (رحم مادي) تحصل تبادلية بينهما

                          { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَءاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } (سورة الصافات 114 - 118)

                          كتاب خلق المستوى العقلي الخامس والسادس خلق بصفة (مستبين) اي ان بيانه يحتاج الى مقومات (قومهما) ولتلك المقومات (نجاة) من اي كرب اي (قبض ماسكة الوسيلة) فهي مثل (ملف الكتروني مغلق) لا يمكن الدخول على قاعدة بياناته لـ تحويره او تعديله فاذا كانت (جينات) البايولوجيا مثلا يمكن اعادة هندستها استثماريا من قبل البشر وعلى رأسهم فرعون زماننا فان ما يقابلها من جينات العقل البشري (الخامس والسادس) محمية بسبيل خلق مقومات ذينيك المستويين للعقل البشري لذلك (كان ويكون) ان علوم العقل (مشغل علة العقل) عصية على كهنة فرعون في اوج زمن التحضر العلمي فـ (العقل بلا جواب) كما قالوا ويقولون !!

                          ما كتبه الله في خلق (مقومات العقل البشري) هو خلق (مستبين) وهو كتاب مأتي لـ موسى وهرون وذلك الكتاب مبني على (فطرة خلق) خلقها الله في عقل البشر لذلك جاء امر ربنا ان (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله) الذي فطر السماوات والارض

                          تلك الوسعة الموجزة جدا ندلو بيانها بحذر شديد وحرج شديد ذلك لانها تحتاج الى متلقين يفقهون مثل تلك المعالجة وبما ان جذور تلك المعالجة غير منتشرة في الناس الا قليلا فان كلامنا يعتبروه ضربا من الجنون ويقلل من شأن مشروعنا الفكري الساعي الى نشر علوم الله المثلى وطرح بياناتها ورميها في (يم فرعون) عسى ان تصيب هدفا يقع في صميم تصميم خلق الله في المنازلة العقلانية بين (موسى وفرعون) وفيها يختفي وزير موسى (المستوى العقلي الخامس) وتتجرد مقومات العقل من المنازلة مع فرعون (اذهب انت وربك فقاتلا !!)

                          نشكركم على اثارتكم ونأمل ان نستكمل معكم مفاصل اخرى من مشاركتكم الكريمة

                          السلام عليكم
                          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                          تعليق


                          • #14
                            رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                            المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة


                            واوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون(68)ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللاً يخرج من بطونه شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون(69)...النحل

                            اتخذى
                            من الجبال بيوتا
                            ومن الشجر
                            ومما يعرشون....أي مشغلات الربط التي تنشأ بين الجبال والشجر....

                            فهل نحن(نحل)مسألة ما إلا بأن نفترض أولاً بأنها محلولة ونقوم بإعداد الحل بأنفسنا بناءا على خبرة سابقة؟!...فالوحي في تعريفه البسيط هو كلام الله وهو عملية تقوم على الربط والمحاكاة لسنن الخلق الحية التي لا تتبدل ولا تتحول وهي تعمل...فنتخيل أولاً مثلاً أعلى أي نتيجة حاصلة(الجبال)ونحاول أن نأخذ منها بشكل تبادلي تراكيب مستقرة وساكنة(بيوتاً)ثم بعد ذلك نحاول بشكل تبادلي أيضاً أن نعلم بأي تركيب من المكونات نصل إلى تلك النتيجة أو المخطط(الشجر)...فنحن ننتقل في قفزة ربوبية واحدة(وأوحى ربك)إلى الحل التبادلي الكامل(النحل)والتي تُؤخذ بدورها من بُنية راسخة(الجبال)أي طبيعية وموجودة في كتاب الخلق،لتخلق بدورها كما قلنا(البنية الإفتراضية)والتي تشكل الهدف والغاية التي علينا أن نحققها ونقطف ثمارها.. وجهد الإبداع أو الإختراع أي(أكل الثمرات)كله يكون بعد ذلك في ملء المسافة التي قفزنا فوقها...والوصول إلى هذه الغاية مرة أخرى لا بالقفز في هذه المرة،بل بإتباع سلسلة الوسائل المتصلة(سبل)التي نتجت من أكل الثمرات...ولكن إدراك الكل بالأجزاء والغاية بالوسائل لا يمكن أن نختصره بصورة جامدة فقط تقفز هكذا دون سابق إنذار،لأن الصورة التي ترينا النتيجة وهي تتحقق ترينا في داخل هذه الصورة نفسها الوسائل التي تحصل بها هذه النتيجة...فلا بد إذن أن نسلم بأننا نتخيل المجموع في شكل(بيت)مأخوذ من جبل ومن ثم مخطط مأخوذ من(شجرة)ومن الجبل والشجرة نصل إلى نظام(عرش)...فنحن نبحث عن الحلول لمشاكلنا التي نواجهها في حياتنا أيا كانت سواء العلمية منها والغير علمية عن طريق التحليل والتركيب وهما يعنيان حرفيا...أن نُحلّل الأشياء عن بعضها و أن نُجمّع الأشياء مع بعضها...وإن كان البعض منا يقوم بتلك العمليتين بشكل غير واعي أو ءآلي دون أن يدخل في التفاصيل ليعلم الكيفية التي جُبل عليها فطرياً...وإستخدام إحدى العمليتان أو كلاههما يعتمد على نوع المشكلة التي بين أيدينا...فنتبنى التحليل عندما يكون هناك بُنية كلية بسيطة أو معقدة ومتداخلة نحاول أن نجزءها إلى مكوناتها الأولية لنتعرف من خلالها إلى طبيعة العلاقات والخصائص والمبادئ التنظيمية التي تحكم الروابط الكامنة والسائدة فيها...ونستخدم التركيب أو التصميم بشكل معاكس للعملية الأولى أي أننا نقوم بالربط والجمع بين الأجزاء المنفصلة المراد حلها وهي مجتمعة لتشكيل كل متماسك جديد أو قديم بغية الوصول لخصائصه ووظائفه وهو يأخذ تلك البنية ...فالحل هو إستبدال تركيبي...بيت....أو إستبدال تحليلي...شجر...يتم أخذه من بنية راسخة...جبل... وهذا لا يعني أنّ المصمم لا يستخدم التحليل ليتوصّل إلى الحلّ النهائي، لكنّ الطّريقة التي يتّبعها المصمم لحل مشكلة ما، تأتي من منظور الهدف النّهائي ونيته(العسل)...فالتحليل والتركيب كطرائق في البحث عن الحل،عمليّتان متلازمتان دائما، فهما تكمّلان بعضهما البعض.فكل عملية تركيب تُبنى على نتائج عملية تحليل سابقة،وكل عملية تحليل تتطلّب عملية تركيب لاحقة،للتحقّق من نتائجها وتصحيح مسارها والغاية أو النية هي التي تحدد من يسبق من...
                            فمنطق التصميم اساساً هو وسيلة للتغلب على التعارض الموجود بين منطق التفكير التحليلى ومنطق التفكير الابداعى.و الصعوبة تكمن فى ان الخيال لا يعمل الا اذا كان حرا فى التنقل بين جميع عناصر المشكلة بحرية و باى ترتيب و فى اى وقت...فى حين ان المنطق التحليلى ينهار أو يتهدم لو ان هناك ادنى تخلي عن الترتيب المنتظم خطوة خطوة لأن التصميم كما قلنا هو إعادة تنظيم حر...و لذلك يجب ان تتيح اى طريقة تصميم للنوعين المختلفين من التفكير الحركة سويا لتحقيق التقدم.والطرق الموجودة أو المتبعة الآن تعتمد على تباعد متعمد بين المنطق و التخيل...المشكلة و الحل...ويعود فشلها الى صعوبة ابقاء هذين النسقين منفصلين فى عقل الانسان.لذلك فالتصميم المنتظم هو اداة لابقاء المنطق و التخيل منفصلين بوسائل خارجية و ليست داخلية. و يتم ذلك بتسجيل عناصر ومعلومات التصميم بطريقة مرتبة خارج الذاكرة...ورحمة ربك خير مما يجمعون..
                            فسبل الحل عند مواجهة أي مشكلة مكنون ضمن بنية مرئية حية تحمل في طياتها البنية العقلية لما يحدث في عالم الفكر ومقوماته...وهذا لا يعني أن النحل المادي أي ما يصنف ضمن فصيلة(الحشرات)ليس داخل بالمعنى بل قلب هذا المثال المرئي بعد دراسة عالمه الميت(جبله وشجره وعرشه)بشكل عقلي حي يؤدي إلى فهم مقومات الفكر الغير مرئية والغير مادية وبالتالي فهم ما يحدث في عالمه وعرشه بالتقابل...فالخطاب وإن كان يفهم منه عند قراءته بإسم بالظاهر النحل المادي إلا أنه في باطنه موجه لبنية العقل وكيفية إيجاده الحلول وهو حي،ومتلقى الخطاب يجب أن يحلل تلك البنية المرئية والفطرية ككل أن أراد أن يصل إلى ءالية عمل علّة التفكر ومن ثم العقل...فـ (وأوحى ربك إلى النحل) تشير بشكل مباشر أن ربك ورب النحل واحد...
                            فإذا وجهنا إدراكنا ببراءة إلى الفطرة كما فعل ويفعل الأب إبراهيم(إني وجهت وجهى للذي فطر السموت والأرض) فسنلاحظ بإنها صيغت بخلاف ذلك على صورة الحياة كخلق .فحينما نجد نحن العقل المغتر بنفسه يعالج جميع الأشياء معالجة ميكانيكية ميتة،نجد الفطرة تنهج في ذلك إذا صح القول منهجاً عضوياً ديناميكياً أي منهج الكل المتصل.فلو إستيقظ وعينا النائم والكامن في الفطرة من نومه،وأتجه إلى الداخل على صورة وعي علمي أو تعليلي بدلاً من أن يتجه إلى الخارج على صورة وعي عملي وجهد نفعي،ولو كنا نعرف كيف نستجوبه،وكان في وسعه أن يجيبنا عن أسئلتنا لكشف لنا الغطاء عن أعمق أسرار الحياة،لأن مهمته مقصورة على مواصلة العمل الذي تقوم به الحياة كخلق لتنظيم المادة وفروعها بحيث يتعذر علينا القول أين ينتهي التنظيم العضوي وأين تبدأ الحياة...(وما قصة موسى وفرعون وبنى اسرءيل إلا تجسيد لقصة الإنسان في بعده وصراعه الداخلي النفسي وهو يتفاعل مع المادة من الخارج)....
                            يتبع
                            تحياتي...
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            عصيان الادمي يؤتى من غاياته

                            { وَعَصَى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } (سورة طه من الاية 121)

                            فهو (يستبدل الفعل) من أجل (الغاية) التي (يبتغيها) فيقع في بديل الحلية فـ (ينحل) ومنه كانت وظيفة الـ (نحل) في الخلق وهي وظيفة كتبت في كتاب (الرحمة) التي كتبها الله على نفسه

                            { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
                            كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة الأَنعام 54)

                            وهو كتاب الخلق لمن يعمل السوء بجهاله ثم تاب و (اصلح) وان عملية الاصلاح تحتاج الى ادوات اودع الله سبحانه في خلقه تلك الادوات لتؤدي وظيفتها لمن هو بحاجة الى الاستغفار بعد توبة ومنها (النحل) الذي (يستبدل الناقل الفائق) فلفظ (ألنحل) في علم الحرف يعني (نقل مكون) لـ (فائقية ناقل) (بديل) وبما ان النحل ينتج الـ (عسل) وهو كتاب مستبين نراه في واقعنا الغذائي فان وظيفة النحل تتحرك في اطار بايولوجي يخص الانسان وهو (طريق الرحمة) التي كتبها الله على نفسه

                            النحل (يسلك سبل ربه) ومن تلك السلوكية التي عجز العلماء المعاصرين عن فهمها بشكل تام وما يحمله النحل من (نظم) كبيرة تختص به دون بقية الحشرات منها نظم اقتصادية واخرى سياسية وغيرها مجتمعية وكلما اكتشف العلماء نظاما للنحل سرعان ما يكتشفوا نظاما ءاخر فيه يمتلك بعدا يزيد من دهشة الباحثين في ذلك المخلوق العجيب الذي (لا يمتلك جملة عصبية) ولا دماغ او اعصاب بل يمتلك (سلوكية) في (المأكل)

                            { ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
                            فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا } (سورة النحل من الاية 69)

                            فهي سلوكية مأكل تنتج نظما كبيرة عظيمة افردت مخلوق النحل عن عشرات الملايين من اصناف الحشرات وجعلته منتجا للعسل في رضا عقل بشري عجيب فالانسان يمتلك عقلانية نافرة من الحشرات واثرها الا انه في رضا مع حشرة النحل وهو يأكل اثرها (العسل) !! فهي ءاية تثور في عقل الباحث ليدرك تركيبة العقل البشري وهو يحيا في بلازما خلق مختلفة الاطوار والانماط الا انها تمتلك توافقية كبرى (وقدر فيها اقواتها) مما يرفع من درجة الايمان (يزيد الذين ءامنوا ايمانا)

                            البناء الفطري للفظ نحل تغني مادة علوم الله المثلى في النحل لان القرءان هو بلسان عربي مبين فاذا اردنا ان نضع لفظ (النحل) على عربة العربية سنرى ان لفظ نحل هو لفظ جذري ويكون في البناء العربي (نحل .. ينحل .. منحل .. نحلة .. نحول .. نحيل .. أنحل .. إنحلال .. و .. و ..) ويمكن ان نجعل لفظ (نحل) من جذر (حل) الا ان عمق البيان في اللسان العربي المبين ترجح استقرار جذر (نحل) وليس (حل) وكذلك في التطبيق رغم اتحاد المقاصد الناطقة بين لفظ (نحل) في وظيفة كونه (حشرة) مع لفظ (نحل) بصفته (حل) ارتبط بنون الجمع المتكلم مثلما يقول بضعة تلاميذ (تعالوا نحل الاسئلة بهدوء) او لفظ الحلول فيقال مثلا (لـ نحتل المكان المناسب ..) او كما جاء في القرءان

                            {
                            وَأتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا } (سورة النساء 4)

                            فلفظ (نحل) يميل الى جذر عربي فلا نستطيع مثلا ان نقول (انحلال) كما نقول (إحلال) فـ الاحلال فيه (حلول) مثلما جاء في القرءان

                            { وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } (سورة البلد 2)

                            فالحلول في الشيء يكون ضديد الانحلال ولا يمكن اعتبار الانحلال كـ (بديل) او (تبادلي) مع الحلول لذلك نحى منهجنا باتجاه الصفة الجذرية للفظ (نحل) فعلى سبيل المثال تكون (نحلة) وهي (حاوية نحل) (حاوية تبادلية لـ ناقل فائق) وذلك الناقل هو (رابط ملك اليمين) فالزوج حين يدفع مهر الزوجة وهو (الصداق) (نحلة) انما يتم نقل ملك يمينه الى ملك يمينها وذلك رابط لـ ناقل تكويني فائق وبعد ان يؤدي الصداق فعله التكويني الناقل في (نحلة) فلا ضير في ان يسترجع الزوج مال الصداق برضا الزوجة ان كان بحاجة اليه لان الناقل الكينوني قد ادى وظيفته في نقل (الارشيف الكوني) لملك اليمين من الزوج الى الزوجة عبر فعالية (نحلة)

                            وبذلك يكون النحل باسمه المسمى في القرءان (الصفة الغالبة لذلك المخلوق) فينقل للانسان عبر مادته (العسل) رابط تكويني يعمل عمل رابط ارشفة تكوين مودعة في نظم الخلق تعيد تأهيل ما تصدع من مرابط بايولوجية في جسد الطاعم ... من خلال دراسة مستفيظة لنظم النحل وجدنا رابط (سلوكي) يسلكه النحل في الاقليم الذي يمارس فيه وظيفته فمن يأكل العسل المنتج من نحل يعيش في اقليمه انما يتفعل اليه رابط كوني مؤرشف كونيا يعالج (نقل مكون) وهو (نفي مكون) ليستبدله بمكون خلق غير متصدع بواسطة الحراك البايولوجي الخلوي في (السماء الثانية) وهو المستوى العقلاني الخلوي ... لا نستغرب من تلك الراشدة لاننا نقرأ ما كتبه الله في الخلق (كتاب الله) في حبة صغيرة من مادة (الجرمانيوم) او في حبة رمل صغيرة جدا من مادة السيلكون كيف تحمل كما هائلا من المكونات الالكترونية وبرامجيات عقلانية مؤرشفة فمثلا يستطيع انسان اليوم ان يؤرشف كل صحف الارض منذ اول صدور لها لغاية اليوم على حبة رمل صغيرة ... العسل هو مادة كونية يصنعها مخلوق النحل الذي ينقل مكون هو اساسا مؤرشف في حاوية وسيلة كونية نافذة في مجمل الخلق

                            { وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } (سورة الطور 1 - 4)

                            فالطور هو وعاء السماء السابعة يمتلك رابط بدلالة حرف الواو في (و الطور) وهو يرتبط بوعاء نفاذية الخلق وهو (و كتاب مسطور) بدلالة حرف الواو في (وكتاب) ويرتبط ذلك برابط (البيت المعمور) بدلالة حرف الواو ايضا (و البيت) وصفة ذلك البيت انه (معمور) فهو مشغل العمران في اي رابط (مـ نحل) من جذوره التكوينية ليكون وسيلة التائبين المستغفرين في خطاياهم البايولوجية في (تعمير) ما يحتاج الى العمران بعد توبة اوقفت مصادر السوء التي حملتها خطاياهم في اجسادهم .. رابط اقليم منتج العسل (النحل) ورابط اقليم طاعم العسل (المستشفي بالعسل) هو (رابط نافذ) ذلك لان الموقع الفلكي للمخلوق يحمل طيف خاص يترابط مع طيف النحل لذلك فان أكل عسل من اقليم غير اقليم الساكن مع النحل لا يمتلك رابط فلكي متوائم فلا تتحصل لدى المريض عملية الاستشفاء وقد يستفيد غذائيا الا انه لا يستفيد استشفائيا ليقوم بتعمير مرابط البايولوجيا المتصدعة عنده والتي هي (علة) قيام المرض لان الله خلق الانسان في احسن تقويم فان (تصدع التقويم) قامت مقومات قيامة المرض وهو الارتداد في سنن الخلق (ثم رددناه اسفل سافلين)

                            لفظ (بيت) في علم الحرف يعني (محتوى حيز مقبوض) او محتوى حيز قبض فيكون للنحل (من الجبال بيوتا) .. مثل ذلك البيان القرءاني لا يقوم اذا تصورنا ان النحل يتخذ من الجبال التي نعرفها بيوتا فهو يتخذ بيوتا في السهول وفي الارض المنبسطة او في سفوح الجبال او الجبال او في صناديق من خشب في مكان يختاره الانسان (مربي النحل) وليس النحل نفسه وذلك يعني ان هنلك (بيان قرءاني) يحتاج الى التدبر والتبصرة وفي راشدة موجزة فالنحل يتخذ من (ما جبل عليه الناس) بيوتا فتكون بيوت النحل في (جبلة) الناس وهو الموقع الفلكي الذي يعيش فيه الناس ومعه صفة (ومن الشجر) و (ومما يعرشون) ... من الشجر لا يعني اشجار النبات حصرا بل يعني اشجار تكوينية ومنها

                            { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى
                            شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى } (سورة طه 120)

                            فهي (شجرة) فيها (ملك) وهنا يظهر (رابط اليمين) في تلك الشجرة التي تخص الحيازة وحين نرصد كتاب الله في تلك الشجرة سنجد ان من يأكل ثمرة العسل من نحل ينتشر في محيطه انما سوف يشارك طاعم العسل ومنتج العسل في رابط تكويني جذري فالنحل ياكل حبوب اللقاح لـ الفواكه والخضر وهي من (زوج واحد) لانها حبوب لقاح منفردة الكروموسوم والانسان ياكل غلة تلك النباتات من (زوجين اثنين) من الفواكه والخضر في اقليمه وهي مصدرية غذائية واحدة فتقوم مقومات رابط اقليمي بين العسل ومن يأكله حتى وان كان النحل قد اكل من زهور نبات لا يأكلها الانسان مثل (البرسيم) او ورد الزينة او غيرها من الاعشاب الاقليمية مما لا يأكله الانسان الا ان تلك النباتات تاكلها الحيوانات ومن ثم يقوم الانسان بـ أكل منتجاتها من بيض المائدة والحليب او يأكل من لحومها وفيها تقوم مقومات رابط مشترك بين ما يأكله النحل وما يأكله الانسان بشكل غير مباشر(بواسطة الانعام) وهو في رشاد فكر موجز عن (ومما يعرشون) فالذي (يعرشه الانسان) ينتقل الى الانسان بشكل غير مباشر عبر ما تنتجه الحيوانات من غلة او من لحم .. لفظ (يعرشون) في علم الحرف يعني (تبادلية حيازة) لـ (رابط نتاج) لـ (فاعليات متعددة متنحية الوسيلة) وهي الفاعليات التي تجري في بطون الحيوانات (متنحية الوسيلة) لتكون (وسط ناقل) ينقل ادوات (الاعمار) عبر اتحاد مصدرية (الازواج) بين مأكل النحل ومأكل الانسان من حبوب لقاح (ثمرات) ذات صنف مفرد الزوجية تتصل باصلها الذي يأكلها الانسان بصفة مزدوجة

                            { وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا
                            وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة الرعد 3)

                            العسل منتج بايولوجي مبني من لبنات (زوج واحد) وهي (حبوب لقاح) تحمل زوجا واحدا من الكروموسومات والانسان اكل من نفس الطيف بشكل مباشر او بشكل غير مباشر من ثمار بـ (زوجين اثنين) فيقوم الرابط التكويني في (ملك اليمين) بين العسل بصفته اداة اعمار لتصدعات الجسد من مادة كونية متوائمة الطيف (ذات ليل واحد ونهار واحد) وهو يعني (اقليم واحد) وفي ذلك لايات لقوم يتفكرون !!!

                            رغم ان العسل هو (اداة مادية) الا ان (فعل الاعمار) يقوم في (رحم عقلاني) وان الارشيف المادي الرابط بين منتج العسل ومن يأكل العسل هو رابط عقلاني يقوم بتأمين رابط مادي من خلال ناقل مأتي من الطور وكتاب مسطور .. مثله مثل (كتاب لمؤلفه) فهو كتاب مادي من قرطاس وحبر الا انه يتفعل في عقل القاريء وليس في مادياته فالقرطاس المخطوط لا ينفع القاريء ماديا بل ينفعه عقلانيا وذلك ما يحصل في (ادوات التعمير) التي يقوم بها العسل من مخلوق يمتلك نظم عقلانية حيرت علماء المادة والقرءان يقول يخرج من بطونها

                            { يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة النحل 69)

                            { وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } (سورة المؤمنون 20 - 21)

                            وفي النص الشريف في الاية 21 من سورة المؤمنون تضع وصفا لـ (الشجرة) التي تخرج من (طور) سيناء وتلك الراشدة تحتها مراشد من علوم الله المثلى وسيقت هنا من اجل التذكير بها في حقائق التكوين وربطها بادوات العقل الباحث في القرءان من اجل قيام المادة العلمية من القرءان

                            وقد نكون على عتبة (مباديء) ترينا كيف تكون وظيفة الخلق في (مناقلة العقل) بين مخلوق ومخلوق في خلق اجمالي خلقه الله بحكمة فائقة ولم يكن من اللاعبين

                            { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ } (سورة الأنبياء 16)

                            لدينا تجارب على نوع من الفطريات تتطفل تحت جلد الانسان وما نفعت معها حزم متكاثرة من الادوية على زمن زاد على عشر سنوات وعندما تم استخدام خليط من العسل مع خميرة الخبز وشيء بسيط من العجين وضعت على الجلد لنصف ساعة وتم تكرار الممارسة لسبعة ايام فكانت النتيجة اختفاء تلك الفطريات نهائيا وكانت مراشدنا للشفاء تلك من خلال قيام (العسل) بتفكيك رابط التطفل بين مخلوق الفطر وخلايا الانسان وهي عملية (تعمير) لتصدع اصاب خلايا الانسان ادى الى قبول خلوي لـ التطفل من قبل تلك الفطريات فظهرت ظاهرة مرضية غير حميدة تم استشفائها بالعسل وهنا نقرأ (كتاب الله) قراءة في رحم (مادي) الا ان مراشدنا رصدت فاعلية في (رحم عقلاني) تخص الطور وكتاب مسطور فالخليط الذي وضع على الجلد المتصدع لمدة نصف ساعة لم يكن (مأكل) ولم ينفذ الى تحت الجلد في زمن قصير بل قام الرابط عبر (ملك اليمين) بين خليط العسل وارشيف التكوين المودع في الكتاب المسطور وفيه البيت المعمور في تذكرة قرءانية ارتبطت بـ (علوم الله المثلى) والتي وردت في (مثل النحل) في القرءان وفي امثال شجرة الخلد وملك لا يبلى ومذكرات متواترة من نصوص قرءانية على مساحة بحث واسعة استمرت عشرات السنين

                            نامل ان نكون قد اوفينا المقتبس حقه في المعالجة الفكرية وللحديث بقية باذن الله مع باقي تذكرتكم الكريمة

                            السلام عليكم
                            قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                            قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                            تعليق


                            • #15
                              رد: العقل في الأرض والسماوات السبع

                              المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة


                              فإذا رأينا في الجسم الحي آلافاً بل ملايين من الخلايا تعمل معاً في سبيل هدف مشترك وتتوزع العمل فيما بينها،وتعيش كل واحدة منها لنفسها وللخلايا الأخرى في وقت واحد وتحافظ على ذاتها وتؤدي وظيفتها وتتغذى وتتناسل وتجيب عن تهديدات الخطر بردود فعل دفاعية مناسبة دون أدنى تدخل منا أو تحكم...فكيف لا نتصور أن هذه الأعمال التي تقوم بها ما هي إلا أعمال فطرية عقلية تتبع بناء محكم وعضوي من المستويات الربوبية...وإذا رأينا بالتبادل أن نحل الخلية يؤلف مجتمعاً دقيق التنظيم لا يستطيع أي فرد منه أن يعيش وحيداً أكثر من وقت محدود وإن زود بالسكن والغذاء،فمجتمع الحشرات يتصف على العموم بتعدد الأشكال،وتقسيم العمل،وكل فرد من أفراده عاكف ببنيته على الوظيفة التي يقوم بها...كل قد علم صلاته وتسبيحه...فهذه الكائنات وغيرها تستند على كل حال في تنظيمها إلى برنامج مسبق وهو الفطرة أو ما يسمى الغريزة... فكيف لا نعترف بأن خلية النحل في تنظيمها هي في الحقيقة لا بالمجاز كائن حي عضوي واحد أيضاً يوحى إليه،كل نحلة فيه خلية جزئية مرتبطة بالأخرى بروابط غير مرئية.فالقوة المحركة للنحلة(الوحي الحي)لا تختلف إذن عن القوة المحركة للخلية العضوية العقلية وهي تفكر ولا تعدو أن تكون إمتداداً لها... فهما بناءان متطابقان قلباً وقالباً لهم ماسكة وسيلة قبض واحدة أي ربك...
                              ولكن هنا فرق يجب أن نبينه كي لا تختلط الأمور علينا...فكل ما تم ذكره سابقاً عن سبل الحل يمكن أن يكون سهلا وناجحاً إلى حد ما عند تطبيقه على الأشياء المادية الجامدة أو الصلبة والتي تتسم بالثبات والإتصال المحدود بالمحيط ومنتوجاتنا الآن تشهد على ذلك...ولكن عند محاولة تطبيقه على الكائن الحي والمتصل بشكل كامل ودائم بالمحيط أو نظام الفطر هنا تظهر نقطة ضعفه إن لم نقل فضيحته...فالعقل وهو يفكر يتصور صيرورة الحل على مثال سلسلة من الحالات التي تكون كل واحدة منها مجانسة لنفسها وبالتالي غير متغيرة.فلو إسترعى التغير الداخلي لإحدى هذه الحالات إنتباهنا لأسرعنا في تقسيمها إلى سلسلة أخرى من الحالات التي يتألف التبدل الداخلي لتلك الحالة من إجتماعها،فأما أن تكون كل حالة من هذه الحالات الجديدة غير متغيرة ، وأما أن يكون تغيرها الداخلي إذا أثار إنتباهنا منحلاً هو نفسه إلى سلسلة جديدة من الحالات غير المتغيرة،وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية.وهنا أيضاً يقوم التفكير على إعادة التركيب،ومن الطبيعي أن يكون هذا التركيب مؤلفاً من المكونات المعطاة لنا أي المكونات الثابتة بحيث يكون قصارى ما نفعله أن نقلد حركة الصيرورة بتقدمنا غير المحدود في إضافة ورصف المكونات بعضها إلى بعض ، أما إدراك الصيرورة نفسها كإتصال أو سعي حي فإننا كلما توهمنا أننا قابضون عليها غابت وتلاشت عن إدراكنا...فدراسة الجسم البشري على سبيل المثال من الخارج تحتم علينا فهمه على مستوى الأجزاء المادية..أما إذا أردنا فهمه من الداخل فإننا سنستخدم مستوى الخلايا والتي هي الأخرى تتكون من أجزاء مادية أيضاً ..وهكذا من أجزاء إلى مكونات إلى أجزاء مرة أخرى...ولكن ماذا على المستوى العقلي أو الفكري الغير مادي؟...أو ما يسمى علم النفس...فهنا نضل الطريق وتغيب البُنية بأجزاءها ومكوناتها وكأننا أمام خلق آخر، إذ ما الذي يتحكم بتلك الأجزاء الخارجية ومكوناتها الداخلية؟...فهذه النقطة بنظري هي التي يدور حولها كل الكتاب...ولكن قتل الإنسان ما أكفره يضرب لنا مثلاً وينسى خلقه!!...
                              فنحن اليوم نحلل أفضل مما نركّب،وهذا هو لب الموضوع فمنتوجنا على مستوى التحليل لا يتناسب مع منتوجنا على مستوى التصميم أي خط إنتاجنا لا يتناسب مع كمية المعلومات التي بحوزتنا،فمنهج العلم يقوم بتفكيك المادة إلى العناصر المكونة لها ، لكنه ليس بقادر حتى الآن على التتبع الكامل للروابط بين الجزيئات الصغيرة وبين الحقائق الكبيرة التي نلتقي بها يوماً بعد يوم.فالمنهج العلمي يستطيع معرفة تفاصيل التركيب الكيميائي بصورة دقيقة،لكنه لا يستطيع أن يدرك بصورة كاملة كيفية أو علّة إرتباط الوظيفة بالبنية...فالعقل الذي يقود ذلك المنهج وهو يحاول دائماً أن يركب وأن يعيد هذا التركيب بالمعطيات الحاضرة كان لا بد من أن يفلت من إدراكه ما يطرأ على كل لحظة من لحظات الخلق من أمور جديدة.فهو لا يسلم بما لا يمكن التنبؤ به،ويرفض كل إبداع،ولا يرضيه إلا أن يستخرج عن المقدمات المعينة نتيجة معينة وأن يكون تقدير هذه النتيجة مبنياً على تلك المقدمات.إننا نفهم كذلك أن تؤدي إحدى الغايات المعينة إلى إيجاد وسائل معينة موصلة إليها،ولكنا نجد أنفسنا في كلا الحالين أمام معلوم مؤلف من معلوم،لا بل أمام قديم يتكرر.ذلك ما يرتاح له عقلنا.وأياً كان الموضوع فإن عقلنا يعمل فيه التجريد والفصل والحذف حتى يستبدل به عند الإقتضاء معادلاً تقريبياً له تجري فيه الأشياء على هذا المنوال...وإذا فكرنا في الغاية التي يهدف إليها عقلنا لم يدهشنا ذلك لأن السببية التي يبحث عنها ويجدها في كل مكان تعبر عن آلية ما نخلق حيث نركب الكل نفسه من المكونات نفسها تركيباً لا نهاية له ونكرر الحركات نفسها للحصول على النتيجة نفسها.وأرقى أنواع الغائية في نظرنا غائية صناعتنا حيث نعمل وفقاً لذاكرة تخص نموذج معطى لنا سابقاً،أعني نموذجاً قديماً أو مؤلفاً من مكونات ميتة معلومة إنتزعت نزعاً من ذاكرة بناء حي.أما الإختراع بالذات، وهو نقطة الإبتداء في الصناعة نفسها فإن عقلنا لا يستطيع أن يصل إلى إدراكه في أثناء إنبثاقه،أي في ما يتصف به من عدم الإنقسام.وتفسير الإختراع وهو الجديد الذي لا يمكن التنبؤ به ينحصر دائماً في تحليله إلى مكونات معلومة وقديمة مرتبة في نظام مختلف...ومعنى ذلك أن أمام العقل مسلكاً أساسياً من مظاهر رصد الحياة يفلت من بين يديه ويغيب عنه أيضاً كأنه لم يخلق للتفكير في موضوع كهذا ربما عمداً...
                              إن جميع تحليلتنا تؤدي بنا إلى هذه النتيجة.غير أننا لم نكن في حاجة للدخول في مثل هذه التفصيلات الطويلة المتعلقة بآلية العمل والتفكير العقلي لتشخيص مكمن الخلل،بل كنا نستطيع أن نختصر القول وننسى طريقة الإدخال والمعالجة ونكتفي بالنظر إلى المخرجات التي تخرج من بطونه كبلاء مختلف ألوانه وواقع يمكن إدراكه وليس كشفاء.وسنرى أن عقلنا الخارق الذي يتصف بالمهارة البالغة في إيجاد الحلول ومعالجة المادة الصلبة يظهر خراقة شديدة في تناوله للمشاكل والحلول الخاصة بالكائن الحي ذو البناء العضوي المتعدد المستويات.وسواء بحث في حياة الكائن الحي من الناحية المادية أم في حياته من الناحية الفكرية والعقلية فإنه يسلك في درسه وحله لها سبل الصرامة والصلابة والعنف الذي تسلكه أداة لم تعدّ لمثل هذه الإستعمال...فيذهب وهو مفتون بمتعة الكشف أو قوة القارعة من تقسيم الى تقسيم ومن تجزىء الى تجزىء ومن انفصال الى انفصال إلى ما لا نهاية ويظن أنه يحسن الصنع ولكن كشفه لا يزيده إلا خسارة...وفي تاريخ كتابنا المنشور سواءا الصحي منه أو الاجتماعي على سبيل المثال كثير من مثل هذه الأمور التي ندفع ثمنها غالياً إلى الآن والتي إن فكرنا في نتائجها الملموسة وما يخرج من بطونها كما قلنا يصيبنا الخجل مما نقع فيه من أخطاء فادحة ومستمرة. ومن السهل علينا أن نرجع الأصل في هذه الأخطاء إلى إصرارنا على معالجة مشاكل الكائن الحي معالجة المادة الجامدة،وإلى تصورنا كل حقيقة واقعية مهما تكن متصلة على مثال جسم صلب ثابت نهائياً.فنحن لا نرتاح إذاً إلا للمنفصل والساكن والميت . والصفة التي يتميز بها العقل عجزه الغير الطبيعي عن تفهم عضوية الحياة...
                              ربما من هنا ندخل إلى عمق المشكلة الخاصة بفهم مستويات خلق السموات والأرض العقلية وبُنية الكتاب ككل... فتلك المشاكل التي تخرج من البطون وما يترتب عليها من نتائج،تشبه إن لم نقل تماثل المشاكل والنتائج التي خرجت من بطون أغلب الذين تفاعلوا مع هذا الكتاب منذ ظهوره مسطور في صحف والتي يمكن وصفها بالنتائج الكارثية في القراءة والتطبيق... إبتداءاً من إعتبار الكتاب مجموعة من النصوص اللغوية ذات بنية قصصية تتحدث عن وقائع ومناسبات ترجع لشخص وأشخاص ميتون،وليس بإعتباره كتاب خالق حي قيوم ارسل الى خلقه عن طريق خلقه!..وإنتهاءاً إلى الطرق الفكرية والعقلية المستخدمة في المعالجة والتي مارسوا عليه من خلالها شتى أنواع الفصل والحذف والتقدير والإضافة والتخصيص والتعميم..والتي ما زلنا ندفع ثمنها إلى الآن بشكل ربوبي فادح...رغم أن ما يُقرونه ويعتقدونه عكس ذلك إلا أن المنتج النهائي هو الحكم...وكما يقال...من ثمارهم تعرفونهم!...
                              وبغض النظر الآن عن ثمارهم الميتة والمنخنقة...إلا أنه في إعتقادي سبب ظهور تلك المشاكل والنتائج يعود إلى نسيان أو جهل قالب البناء كبنية...وكيفية ترابط القالب وما في داخله من مكونات...فإذا أردنا أن نفهم ونعقل هذا الكتاب وجب علينا فهم بُنيته إبتداءاً وبالنتيجة فهم بُنية الخلق...لأن أحداث الكتاب تدور في السموات والأرض وما بينهما...وهذه البُنية كما يقول الكتاب هي التي تحكم جميع مراحل الخلق أي أنها تشكل قالب بناء وهذا القالب بمكوناته روابطه عضوية وربوبية بالضرورة لأنه موجه لعلّة العقل ومقوماته وهو حي... فمقومات بُنية الكتاب موجهة لقوم يعقلون وعلّة لسانه العربي أي مكوناته موجهة لعلكم تعقلون...ومن يحمل هذه المقومات وعلتها يتسم ببناء عضوي معقد من العلاقات والمستويات المتداخلة سواء العقلية منها أو المادية مبني على قواعد ذلك القالب...فسماء وأرض الكتاب المكنون والعقل إذاً يحملان ويخضعان لنفس البُنية وكينونتها المفطورة ولكن ...لخلق السموت والأرض أكبر من خلق الناس...ففهم بنية هذا القالب بأجزاءه ومستوياته بشكل مجرد حتى ولو كان ضمن بُنية نظرية مبدأية متقدم عندي على فهم ما ينتجه من تعقيد...وهي عندي أشبه بنظرية بنية الكائن الحي التي تمكن من الاستنتاج العلمي في حالة عـلم الحفريات أو الإحـاثـة مثلا...فلو لم يكن لنا نظرية عقلية في بنية الكائن الحي على مستوى الأجزاء لما أمكن أن نستنتج من بعض بقايا الهيكل العظمي مثلا بنية الكائن كلها ومراحل تطوره الممكنة أو الحاصلة...حتى لو أردنا أن نذهب بعيداً في الإستدلال العقلي...فالعقل قادر على كشف القالب العام في أي شيء من خلال صفات عامة تشكل مع الخبرة بُنية يمكن تعميمها وما علم الفراسة إلا مثال صريح على قوة وقدرات إدراك العقل والذي يقوم على سبر أعماق الباطن عن طريق أحوال الظاهر...إن في ذلك لآيت للمتوسمين...تعرفهم بسيماهم...أو كما يقال ..أتقوا فراسة المؤمن...وهذا إن دل فيدل على أن العقل يتبع بُنية حاكمة لكل شيء رغم جهله بها ولكنه يستشفها بغموض أثناء تجربته وإقامته للصلوة أو الصلات...فأهم ما في البنية أنها نسق عقلاني يحدد وحدة الشيء الظاهر أو الباطن وهي القانون الذي يفسره،والنسق العقلاني يكتشف من خلال بنية أجزائها ومفرداتها،والقانون الذي يفسرها هو الروابط والعلاقات بين الأجزاء والمكونات أثناء السعي...وبهذا المعنى فإن الكتاب بمكوناته كما أشرت يمثل نموذجاً لهذا المعنى، بل إن الكتاب نفسه يشير إلى ضرورة اكتشافه من خلال زاوية هذه الرءيا حتى لا نتوه ونقع في الفحشاء والمنكر أثناء الصناعة...

                              اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلوة ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                              ولكن أحياناً أتفهم تلك المشاكل عند الأسلاف أو غيرهم من من تعامل مع الكتاب المسطور...فرغم كم الآيات التي عالجت موضوع خلق السموات والأرض إلا أن طريقة البناء وطبيعة الأجزاء والمكونات ومراحل الربط العقلية بين تلك المستويات تبقى عصية على الفهم رغم بساطة الطرح والتعبير عند القراءة الأولى...وذلك راجع إلى أن أيام أو مراحل خلق السموات والأرض غير مرتبين وغير مفهومين على صعيد عمل الروابط البينية وهي تعمل...ورغم أهمية تلك البنية أيضاً وإحاطتها بمكونات الكتاب إلا أنه لم يفرد لها سور خاصة بإسمها...كسورة السماء مثلاً أو سورة الأرض وإكتفى بإدراج سور لمكوناتها...الشمس القمر الليل النجم...ولم أستطع أن أجد تعليل لذلك...أما تفصيل البناء نفسه فمبثوث في عدة سور وبين السطور...فنقطة البداية مجهولة وغير معللة...فمرة نقرأ أن السموات والأرض كانتا رتقاً ومرة نقرأ خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم إستوى إلى السماء أي أن تسوية السماء جاءت بعد خلق ما في الأرض في حين تأكيده بعد الرتق أن لا خلق حي دون فتق وماء ينزل من السماء،ومرة نقرأ تفصيل لقالب الخلق في سورة فصلت وفيه الأرض تسبق السماء في التكوين في حين أغلب الأسواق يكون ترتيب السموات سابق على الأرض كتلاوة...والكثير الكثير من التعقيد المتداخل والذي يطول ذكره...
                              ففي النهاية نحن نتعامل مع كتاب يحتوى على جملة عمليات عضوية وعقلية متناسقة،عصيَّة على التقسيم من حيث الجوهر، اللهم إلا على نحو تصوري محض،وتؤلف فيما بينها منظومات متكاملة ذاتية التوازن أو فطرية على مستويين اثنين... مستوى العلائق الداخلية القائمة فيها،ومستوى اتصالها بالمنظومات الأخرى جميعاً...وإن كان قيام الكل بوظيفته يمكن أن يكون أمراً بسيطاً،ولكن هذا التضاد بين إتصاف العلق ووصاله بالتعقيد اللانهائي وإتصاف الكل ووظيفته بالبساطة القصوى هو الذي ينبغي بالضبط أن نوجه إليه أنظارنا...فالشيء إذا بدا بسيطاً من جهة ومركباً تركيباً غير محدود ومعقد من جهة أخرى،فإن هذين المظهرين أبعد من أن يكون لهما درجة واحدة من الحقيقة الواقعية.فتكون البساطة حينئذ خاصة بالشيء نفسه كبناء،ويكون التعقيد اللانهائي تابعاً للمناظر التي نلتقطها من الشيء عند دوراننا حوله كروابط...أي متعلقاً على نحو أعم بنظام مختلف من المكونات التي نحاول بها أن نقلده تقليداً صناعياً...
                              أنا عن نفسي في طريقة تفكيري أتبع المنهج الكلي أي أني أحاول أن أفهم بُنية الكتاب ووظيفته أولاً من الخارج دون أن أدخل في تفاصيل الوظيفة...أي أضع الهدف أو العنوان ثم أقوم ببناء خطوات الوصول...واحب لغة الصورة كثيراً وأنفر من لغة الكتابة وان كنت أتبعها مكرهاً لضرورة التواصل...فانا مستمع جيد جداً ولكني متحدث فاشل على مستوى الكلام...لان قلبي يعتمد على تلقي المعلومات ومن ثم تحويلها إلى صورة فكرية عقلية مجردة ثم صورة مرئية أقوم بطباعتها أي رسمها بيدي...ولكن عندما أحاول أن أطبق تلك الطريقة التصميمية والهندسية على خلق السموات والأرض لأصل لنموذج تجريدي مبسط لهيكل أو قالب الخلق العام كي أقوم بدراسته أفشل فشل ذريع لأن عقلي لا يستطيع أن يخلق خيال صوري لمسميات هيكل الخلق وأجزاءه وذلك يرجع من وجهة نظري وبالنسبة لي لعدم وضوح الوظيفة أو الغاية بشكل عام...فلا يكفي أن أتلقى معلومات فقط بل يجب أن أتلقى بالتوازي معها الوظيفة الكلية أيضا كي أستطيع أن أشكل بناء مترابط ومعلل وظيفياً...فماذا أفعل بدراسة أعضاء الإنسان أو أجزاءه ووظائفها إن لم أعلم مسبقا ما هو وظيفته ككل في التكوين العام؟!...وهنا نعود إلى إني جاعل في الأرض خليفة....والتي يسبقها بيان خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم إستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات...وهي دائرة الخلق التي لم أعقلها إلى الآن كبناء لأبدء ببناء ءادم وأكون من أبناءه...وها نحن أيضاً نعود إلى نفس النقطة من جديد...ففهم هذه البنية ومستوياتها يعني فهم للكتاب وأحداثه وطريقة وكيفية حدوثها وبالتالي فهم كيف تم جعل ءادم خليفة...
                              وختاماً إذا كنا سنختصر القول ونجمله...ما هو السبيل للوصول لهذا البناء وفهمه بعلم؟...من أين نبدأ؟...ما هو رتقه وفتقه؟...ما هي أجزاءه الرئيسة؟...ما هي مكونات كل مستوى؟...كيف رفعت السماء؟ وكيف سطحت الأرض؟...ولا أريد أن أطيل أو أكثر من الأسئلة بعد كل تلك الذاكرة...فمهما تنوعت وتشعبت فبنهاية هي متداخلة وكل سؤال مشتق ويبنى من الآخر...ولكن كي أكون صريح وصادق فأنا لست متفائل كثيرا للوصول لتلك البُنية الآن...لأننا حتى لو إدعينا البراءة التي نحاول أن نأوي إليها ونحلم بها ومثلها إبراهيم الإسم والإمام كمنهج في البحث لا تفيد إلا في المساعدة إلى الوصول للوجهة أي تحديد المسار فقط وذلك بإيقاف المغنطة الشركية وتفعيل المغنطة الفطرية...أما ما في نهاية المسار فتُرك مفتوحاً...إنى وجهت وجهى للذي فطر السموت والأرض...وكل ما رأه وجناه من تلك المحطة الليلية التي توقف عندها هو رؤية ما يملكه في داخله من ملكوت السموات والأرض وبدأ على أثرها برفع القواعد من البيت...أما نظام الفطر نفسه فبقي في علم الغيب وحاجة لم تقضى بعد...وها نحن نحاول فقدرنا أن نكمل المسيرة ونحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا لنصبح من أهل البيت ويطهرنا تطهيرا...


                              تحياتي...
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              الصراع الفكري المقروء على سطور مشاركتكم الكريمة مبني على الصفة الحميدة وهو قائم على حراك فكري منتج يصلح ان يكون (اداة نجاة) على ان يتجرد من الزمن فقد لمست منكم رغبة في معرفة البداية في نشأة الكتاب ... من خلال البداية يمكن الانتشار نحو النهاية ومثل تلك المحاولة سوف تصطدم بجزيئات لا تنفع حاضر المتفكر فكل شيء في الخلق (الان) هو (بداية) وهو ايضا في (نهاية) مجردا من عنصر الزمن وناخذ مثالا فطريا لمعرفة البداية والنهاية في نشأة الكتاب ونرصد (النار) وهي حاجة انسانية مؤكدة فالانسان لا يستطيع الاستغناء عن النار وهي جزء من ما كتب الله في خلق النار فهي (خلق) قائم بين يدي الانسان (كتاب مأتي) وهنا تبرز وظيفة الانسان التكوينية من خلال (الاستخدام) فان استخدم الانسان نارا في (محلها) حصد خيرها واستفاد منها ومن استخدم نارا في غير محلها فهي (عدو لا يرحم) وتقوم النهاية في خلق قائم بدأ باشعال النار وانتهى بانتهاء حاوية النار على كارثة تحل في المستخدم !!

                              في كل ومضة زمن هنلك خلية تموت وخلية تحيا وانسان يولد وءاخر يموت ودابة تذبح واخرى تولد وارحام تفرغ وارحام تمتليء فالكتاب الذي كتبه الله في الخلق هو كتاب يمتلك ديمومة البداية والنهاية مجردا من عنصر الزمن عندما يكون في رصد علمي ويدخل عنصر الزمن عندما يكون فعلا نافذا يتقادم بالزمن فترتسم مساحته النافذة على عنصر زمني كما في الشيخوخة ومظاهرها , فاذا كانت (الساعة) فينا بصفتها خليط من (كتاب الله صحبة الزمن) فان فهمنا للزمن لا يزال حافة علمية او فطرية (قل الساعة من امر ربي) فاذا اردنا ان نعرف حقائق ما كتبه الله في خلقه (كتاب الله) فاننا نستطيع ان نجرده من الزمن في وعاء (التفكر) اما في وعاء التطبيق والنفاذ فان عنصر الزمن سيكون امرا محتوما لا يمكن التجرد منه ولعل المفارقة التي نتحدث عنها قد تكون ضبابية التركيب بين الزمن والسعي لفهم كتاب الله في اوعية السماوات والارض الا ان الضبابية تزول عندما نمسك بعقولنا (فرضا) خارج وحدات الزمن فلا نسأل (متى نشأت كذا صفه) وكيف ترابطت ومتى تنتهي وكيف تنتهي بل يكفي ان نفهم (الماسكة والمحتوى) في (الكتاب) ولن نقترب من ذلك الفيلسوف الذي انكر وجوده وحين عرف انه ليس خيال بل هو في الوجود فقال (انا افكر اذن انا موجود)

                              الكتاب .. الذي كتبه الله في خلقه هو محتوى فيه ماسكة وفيه ناقل ينقل مكون وهو (مستبين) للعقل البشري فطرة فلو اتينا برجل بدوي لم ير شجرة قائمة واعطيناه منشار وعلمناه قطع الخشب بالمنشار ومن ثم طلبنا منه قطع غصن شجرة فانه سيدرك ان عليه وجوب قطع الغصن وهو متصل بالشجرة والا فهو سيسقط ان قطع الغصن وهو واقف عليه !! واذا اردنا ان نعيد الرصد في سنة خلق اولادنا سنجد اننا لن نبذل جهدا لتعليم اولادنا المشي فهم يمشون فطرة ونحن نفاجأ بهم حين نراهم يتخطون خطواتهم الاولى وهو (فعل ارادي) يقوم به الصغير ويحتاج الى توافقية فيزيائية في مناقلة القدمين ويحتاج الى ميزان فيزيائي يحرك الكثير من العضلات اراديا لغرض المشي الا ان الصغير يمشي في (ما كتبه الله في الخلق) ومثلها حين ينطق كلمات عوجاء ومن ثم يحسنها !! وحين يبكي وحين يبتسم فلن يعلمه الكبار كيف يضحك وكيف يبكي ... يمكننا ان ندرك كل ذلك بمظهره العام قبل ان نتخذ قرارا بمعرفة ما يجري في الخلايا الحية ويمكننا ان نقف عند جدار الخلية لوحده ويمكننا ان ندخل عمقا الى نواة الخلية ويحق لنا ان نقف عند النواة الا ان من حقنا ان نلج الكروموسومات ونعرف كنهها ولا نتوقف وقد نحتاج الى معرفة الجينات وتركيباتها وكل ذلك يقع في كتاب الله (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) وتبقى (حنفية الحنيف) مورد نهل المعرفة حين تكون في الحاجة فالحنفية لا تفتح الا عند الحاجة ولا تغلق الا عند تمام الحاجة ومنها ندرك صلاحيات الانسان في رصد البداية والنهاية من خلال ارادته هو حين يكون في كتاب الله فلكل حاجة بداية تقوم مقوماتها ونهاية تقوم مقوماتها بعد تمامها فبين البديء والنهاية بعد او ابعاد سواء كان من زمن او من كم او من جهد وكل تلك الصفات ستكون محصورة بين قوسين هما (الحاجة) التي تقيمها (الغاية) فاذا كانت الغاية حميدة مرسومة ضمن وظيفة الانسان في ما كتبه الله في الخلق كانت المحصلة حميدة والعكس يصح فالادمي غاوي وءادم عصى ربه فغوى

                              الدين بين الغاية والوسيلة


                              ولغرض ايجاد منهج محدد الابعاد لقراءة (كتاب الله) وفهم السماوات والارض ومرابط التنزيل بينهما فان (الغاية) هي التي تحدد الابعاد التي ترسم طريق (طالب الحاجة) وكل حاجة مهما صغرت او كبرت انما ترتبط بـ (وظيفة المخلوق في سنة الخالق) وهنا تبرز اهمية في معرفة احقية الانسان في غايته ومثل تلك المهمة الفكرية تعتمد على (الفطرة) المجردة من اي نظام متوارث او اي نظام مفتعل مثل (القانون الوضعي) الذي تضعه الدول الحديثة او الرأي المذهبي او العرف القائم فالابراهيمي يتميز بتحديد وظيفته في الخلق من خلال فطرته فهو الموصوف بصفته الكبرى (اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين) فالوجهة الابراهيمية لفطرة خلق السماوات والارض مشروطة بـ الحنفية (حنيفا) ومشروطة ايضا (ليس من المشركين) فلا شراكة نظم من غير الله مع الوجهة الفطرية الابراهيمية على ان تكون حاجة تقيمها (غاية) فمن يريد ان يكون غنيا فان غناه يجب ان يكون (حاجة) تقيمها (غاية) في الغنى فان كانت غايته مثلا هي (العلو في الارض) فان حاجته في الغنى تخرجه من وظيفته في الخلق اما اذا كانت حاجة الغنى عند العبد انه ذو كثرة عيال وماسكة وسيلة رزقه متذبذبة سواء موسمية او في ادواتها فان حاجته للغنى ستكون لامتصاص التذبذب في ماسكته للرزق ولا غاية له في العلو في الارض فيكون قد سعى ضمن وظيفته في الخلق ان يأمن قوته وقوت عياله ويبعد عنهم الفاقة

                              وظيفة الانسان في الخلق تحددها مفاهيم (العبد) فـ (عباد الله) هم (موظفي الخلق) يعملون ويسعون في رضوان خالقهم ومن تلك النقطة تبرز تخصصية كل عبد فالمزارع يبحث عن نظم الخلق وما كتبه الله في خلق الزرع والنجار يختلف عن المزارع فحاجته تقوم في مهنته ومعرفته باصناف الخشب ومعلم الصبيان يختلف فمهمته ترتبط بنظم الله في فطرة علم القلم وهنلك اختلافات جوهرية بين الذكور والاناث فلكل صفة في المخلوق وظيفة

                              { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ
                              مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } (سورة هود 61)

                              وعندما يكون (الرب) (قريب) فان كثيرا من التساؤلات تسقط سقوطا ايجابيا حين يحصل العبد من ربه على اجوبة تدور في خلده لانه (موظف صالح) مستعمر من قبل الله في الارض

                              السلام عليكم
                              قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                              قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                              يعمل...
                              X