دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات بسيطة في فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمات بسيطة في فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين



    كلمات بسيطة في فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين

    بسم الله الرحمن الرحيم


    {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} ... التوبة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    القوم الفاسقين السالف ذكرهم في الآية أعلاه هم الذي رجحوا كفة حبهم لأباءهم و أبناءهم و إخوانهم و أزواجهم و عشيرتهم و أموال اقترفوها و تجارة يخشون كسادها و مساكن يرضونها على كفة حبهم لله الذي بيده ملكوت كل شيء فنسوا أو أنساهم الشيطان أن الله سبحانه و تعالى هو القوي القادر على ان يذهبهم في لمح البصر و يستبدل قوما غيرهم و أن يذهب أحباءهم و ما أحبوا من دون الله و رسوله و الجهاد في سبيله و هو بذل الجهد و المجاهدة في سبيل الله ...



    و على أولئك الفاسقين أن يتربصوا و لأن ذلك التربص لن يطول لأن الله سريع الحساب و لأنه كما يقال في الفيزياء لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار مضاد له في الاتجاه .. فأن مقابل تفضيل الفاسقين لخلق الله على الله سبحانه و تعالى هو إتيان الله بأمره و أمر الله ورد ذكره في القرءان الكريم تحت الوصف ( كن ) و التي تعني استبدال الماسكة من ماسكة إلى ضدها كمثل استبدال ماسكة حلال بماسكة حرام و العكس صحيح يرتكز على طبيعة الموقف الذي يراد استبدال الماسكة لأجله ... و لربما يتبادر سؤال للذهن أن لماذا يا رب تأتي بأمرك ليجيب الله سريعا لأنه سبحانه سريع الجواب في متن الآية ذاتها بقوله تعالى ( و الله لا يهدي القوم الفاسقين )



    جملة ( لا يهدي ) تظهر من ظاهرها أن الله سبحانه و تعالى قد غضب على أولئك الفاسقين فكان عقابه لهم بإنهاء مصادر الهداية عنهم إلا أن المفهوم الصحيح الذي نقرأه بعلم الحرف لتكون ( لا يهدي ) تعني (لا) فاعلية نشاط ـيهدي القوم الفاسقين من خلال هد أو هدم مقوماتهم التي جعلتهم يرجحون حب أحبائهم من خلق الله على حبهم لله و رسوله و الجهاد في سبيله ... و للمعلومة فقط فإن كلمة فسق و منها الفاسقون تعني فاعلية ربط متنحية لفاعلية تستبدل النشاط الغالب و هي ذات وجهين بيانيين إيجابي و سلبي فمن يعمل على تفعيل رابط متنحي لفاعلية تستبدل النشاط الغالب أو الفعال السلبي فإنه يكون فاسقا في فسق إيجابي و العكس صحيح حين يسعى الفاسق في فسق سلبي لاستبدال النشاط الغالب أو الفعل الإيجابي فيرجح متوهما أنه على صواب كفة حبه لخلق الله على حب الله و رسوله و الجهاد في سبيله ...



    في كثير من الأحيان يعتقد الناس أن أفعالهم أو بالأحرى حبهم لما أتاهم الله سبحانه و تعالى من أحباء أبناء و أزواج و أموال و غيرها مما زين للناس في الحياة الدنيا هو حب شرعي مدعوم بمعايير إيمانية كبرى مختومة بختم القرءان الكريم و السنة النبوية الشريفة إلا أن انهيارا ما يصيبهم في كيانهم الذي أحبوه يمكن له أن يفقدهم ثقتهم بالله سبحانه و تعالى أو أن يفقدهم على الأقل ثقتهم بالتعاليم الإسلامية المعروفة ... و هنا و في مثل هذه المواقف لابد أن تظهر حكمة الحكيم الذي يحاول أن يبحث بصدق عن الأسباب التي أدت إلى انهيار كيانه الذي أتاه الله إياه ليحبه عسى أن يهتدي إلى هدي الله سبحانه و تعالى للقوم الفاسقين التي كانت سببا في انهيار كيانه الذي أحب معتقدا بمطابقة كيانه المحبوب لديه للمعايير الإسلامية



    و قد قيل فيما قيل أن الأنبياء و الرسل و الصالحين أكثر الناس بلاءا و هذا صحيح و لكن لماذا ؟ ... لأن الله قد أحبهم و اصطفاهم لحمل رسالة التبليغ أو رسالة الإصلاح فقبض منهم كل نشاط يمكن أن يكون مدخلا لهم لترجيح كفة حب ذلك النشاط المقبوض على كفة حب الله عز و جل



    ولو تأملنا في قصة الغلام الذي قتله العبد الصالح لعرفنا أن قتله كان لدرأ أي تأثير سلبي على رسالة أبويه الإصلاحية فلو بقي الغلام حيا و كبر فإنه بعلم الله سيكون طاغيا و كافرا و سيؤثر حتما على رسالة أبويه الإصلاحية فيرجح الأبوين كفة حبهما لأبنهما و فلذة كبدهما على كفة رسالتهم الإصلاحية ...



    ففي فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين تظهر أمامنا جليا تلك الجزئية من الآية أعلاه (يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) لاستبدال الماسكة الحلال بالماسكة الحرام كما في الميتة المحرمة وفق ماسكتها الطبيعية خارج الاضطرار إلا أن فقه اضطرار المخمصة يحتم على المضطر الإمساك بالحرام بديلا عن ماسكة الحلال و إلا هلك في العذاب المهين ... و البيان القرءاني واضح جدا في متن الآية الثالثة من سورة حاوية مشغل الأداء الفعال ( المائدة ) في ( حرمت عليكم الميتة ) و هي حاوية لحيازة محتوى المشغل ففي المأكل مثلا يكون الحيوان الميت حرام أكله إلا في قيام ضرورة المخمصة إلا أن مفهوم الميتة الأعمق يأخذنا إلى مفاهيم أخرى كالموت مثلا و هو رابط لاحتواء مشغل الحياة ليرتبط الميت بوعاء زمني مختلف عن الوعاء الزمني الذي كان يحي فيه ... و المعلومة الغير صحيحة كإشاعة معلومات كاذبة يقال عنها أنها لا تمت للحقيقة بصلة فهي من جذر مت أي احتوت مشغل الحقيقة فهي حرام تناقلها أو تداولها إلا في حدود اضطرار المخمصة كالإشاعات الكاذبة التي يطلقها المتحاربون في ميدان القتال و الحرب تهدف لاحتواء المعلومة الحقيقة لتكون تلك المعلومة الكاذبة الحرام هي كما تقرأ بين أحرفها مشغلا لوسيلة فائقة على المعتدي تحقق النصر للصادقين الذين اتخذوها من باب فقه المخمصة لاكتمال الدين ... و لو نلاحظ مثل الوالدين مع الأولاد في حرمانهم من أشياء أو ضربهم على أفعال سنجده يصب في مفهوم احتواء مشغل الأولاد و يدخل كذلك تحت العنوان العريض الذي أسميناه فقه المخمصة لاكتمال الدين ...



    في سورة الكهف و في قصة العبد الصالح يظهر أمامنا و بوضوح عالي الدقة ما يمثله فقه المخمصة لاكتمال الدين في أفعال العبد الذي ءاتاه الله رحمة من عنده و علمه سبحانه و تعالى من لدنه علما فخرق السفينة في فعل منافي للمعتاد و منافي للفعل الحلال في أن السفينة التي تخوض عباب البحر لا تخرق و هو فعل حرام في ظاهره إلا أن الهدف منه كان لتشغيل حرية أصحاب السفينة من الملك الغاصب الذي كان وراءهم ... و على نفس المذهب و الشاكلة كان قتل الغلام و إقامة الجدار مبنيا على فقه اطرار المخمصة لاكتمال ..

    المسلمون الربانيون اليوم محاصرون من كل حدب و صوب يحاربهم القريب منهم قبل البعيد و ما أحوجهم اليوم في قيامة فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين لأنه السبيل الوحيد المتبقي نقرأه في مسيرة العبد الصالح للنجاة من هول جحيم بدأت طرقاته تسمع النائمين و الناس الناسين عنها غافلين ...

    السلام عليكم
    نحن لا نفسر القرءان لأنه ببساطة عقل
    ( قر ... ءان )
    لا ( قر ... فات) و لا ( قر ... ءات )


  • #2
    رد: كلمات بسيطة في فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلام عليك يا إبراهيم
    مستوى رائع في التفكير والتأويل، ومن يقرأ النص لا يفرق بينه وبين فكر الحاج عبود.
    فسلام على إبراهيم

    تعليق


    • #3
      رد: كلمات بسيطة في فقه اضطرار المخمصة لاكتمال الدين

      بسم الله

      جزاكم الله خيرا اخوتي الكرام ،

      اذا كانت ( المخمصة ) من الرخص الربانية الاضطرارية التي يمكن ان يلجأ اليها المؤمن حين يضطر ، ولكن بضوابط وحدود حددت بـ ( غير متجانف لاثم ) الاية 3 من سورة المائدة ( فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

      هل نستطيع ان نعتبر اذن ان عالم ( المخمصة ) عالم بقاءه وقيامه ضروري في زمننا الحاضر وا زمنة اخرى اشد تطورا واعوجاجا عن ( الصراط المستقيم ) .

      وكيف لنا ان نحدد عالم او عوالم هذه (المخمصة) داخل ما نراه من عوالمنا المتحضرة ؟!

      هل ركوب السيارات والطائرات - مثلا - من عوالم هذه ( المخمصة ) الاضطرارية !! واذا قبلنا بها كعالم!! سنجد انفسنا وقد قبلنا بما تحتها من عوالم اخرى من صناعات حديدية يتطلبها هذا المجال !!

      بل حتى صناعة (فأس حديدية) او ءالة فلاحية !! ستدفعنا لقبول عالم ( الصناعات ) التي تصنع لنا ادق جزئيات هذه الآلات !! ..والامثلة متعددة .

      وبالتالي وبالتبعية : هل عوالم ( المخمصة ) من سنن التكوين التي لن ينالها ( الغرق او الطوفان ) او ( القارعة ) .

      ام طوفان نوح شمل ايضا كل عوالم ( المخمصة ) ليبدأ الانسان الناجي حياة جديدة شبه بدائية ؟!

      اسئلة محيرة .. ولكنها تزيد من ثقافة ( الايمان ) ومرابط ( الامان ) .

      شكرا لمتابعتكم ،

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X