دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القراءة المفتوحة للنص الشرعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القراءة المفتوحة للنص الشرعي


    القراءة المفتوحة للنص الشرعي



    ما من شك في أنَّ مساحة الجدل والاختلاف في مجال (فهم النص) أوسع وأكبر من مساحة الجدل في مجال (ثبوت النص)، وهو يأخذ صوراً وأشكالاً متعددة، كما أنه متفاوت في درجة الانحراف وحدته، لكن يقفز في مشهد الانحراف في باب الفهم مصطلحان يعدَّان من أكثر المصطلحات حضوراً في معركة الفهم، أحدهما يعبِر عن حالة تاريخية لا تزال قائمة وحاضرة، وهو مصطلح (التأويل)، والآخر يُعبر عن حالة أكثر حداثة، وهو مصطلح (إعادة القراءة).


    والسمة المشتركة للمصطلحين هي القراءة المفتوحة للنص الشرعي بغير ضوابط وقواعد منهجية للفهم، وهي تستخدم اليوم كشبهة تُهدَر من خلالها النصوص الشرعية. فشبهة القراءة المفتوحة للنص الشرعي تعد من أكثر الشبهات حضوراً في الخطاب العلماني العربي على وجه الخصوص، بل يمكن عدها الشبهة المركزية التي يدور عليها هذا الخطاب، وهي تتخذ أشكالاً من التعبير متعددة لكنها تتحد في المضمون، كقولهم مثلاً: (النص مقدس، ولكن فهمه غير مقدس)، أو (عندنا إسلامات متعددة فأيها نطبق!؟)، أو (يجب المحافظة على مسافة بين النص وبين قارئ النص)، أو غير ذلك من التعبيرات.


    ولا تخلو هذه الإطلاقات من قدر من الإجمال أوجد ثغرة يتم من خلالها تسريب المضامين العلمانية. ومحصلة الشبهة النهائية أن الشريعة تكتسب قدسيةً زائفةً نتيجة عدم الإقرار بطبيعتها الحقيقية، إذ هي لا تعدو أن تكون غير قراءة بشرية للوحي، وفعلاً إنسانياً ينتابها ما ينتاب الفعل البشري من الخطأ والصواب، فالشريعة لا تُفَسِّر نفسها بنفسها وانما يفسرها الإنسان، وبمجرد نزول الوحي إلى الناس ومع لحظة قراءتهم له "يتأنسن" (أصبح بشرياً)، وينتقل بفعل التفاعل الإنساني معه من كونه منطوقاً إلهياً إلى كونه مفهوماً بشرياً، ويتحول من طبيعته التنزيلية إلى طبيعة تأويلية، ومن كونه حُكماً لله إلى مجرد حكم لللإنسان.


    يقول فؤاد زكريا (من العلمانيين المصريين، توفي سنة 2010): «لا توجد في عالم البشر مفاضلة بين حكم إلهي وحكم بشري؛ لأن كل حكم يتولاه الإنسان، حتى لو كان يرتكز على شريعة إلهية، سيصبح بالضرورة بشرياً، تنعكس عليه أهواء البشر وتحيزاتهم وأطماعهم وكل جوانب ضعفهم. وهذا معناه أن الاختيار الحقيقي ليس بين حكم الله وحكم الإنسان، وانما بين حكمٍ بشري يزعم أنه ناطق بلسان الوحي الإلهي، وحكمٍ بشري يعترف بأصله الإنساني» الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة149.ويقول نصر حامد أبو زيد (من العلمانيين المصريين، توفي سنة 2010): «الجميع يتحدثون عن "الإسلام"-بألف ولام العهد- دون أن يخامر أحدهم أدنى تردد ويدرك أنه يطرح في الحقيقة فهمه هو للإسلام أو لنصوصه» نقد الخطاب الديني79.ويبيِن أن لحظة تأنسن النص بدأت بلحظة تلقي النبي له، فيقول: «النص منذ لحظة نزوله الأولى- أي مع قرائة النبي له لحظة الوحي- تحول من كونه (نصاً إلهياً) وصار فهماً (نصاً إنسانياً)؛ لأنه تحول من التنزيل إلى التأويل، إن فهم النبي للنص يمثل أولى مراحل حركة النص في تفاعله بالعقل البشري، ولا التفات لمزاعم الخطاب الديني بمطابقة فهم الرسول للدلالة الذاتية للنص، على فرض وجود مثل هذه الدلالة الذاتية. إن مثل هذا الزعم يؤدي إلى نوع من الشرك من حيث يطابق بين المطلق والنسبي، وبين الثابت والمتغير، حيث يطابق بين القصد الإلهي والفهم الإنساني لهذا القصد ولو كان فهم الرسول. انه زعمٌ يؤدي إلى تأليه النبي، أو إلى تقديسه بإخفاء حقيقة كونه بشراً، والتركيز على حقيقة كونه نبياً» نقد الخطاب الديني126.


    وبعيداً عن تفاصيل المشهد المرسوم هنا والتغافل عن حال النبي المعصوم، والذي كان يأتيه الوحي في صورتيه (قرآناً وسنةً) بما يشكِل ضمانةً في مسألة تلقي الوحي وفهمه وتبليغه وإفهامه؛ فإن مكمن الإشكال الرئيس هنا هو في تصوير نصوص الشريعة كأنها مزيج هلامي متشابه لا يتمايز منه شيء عن شيء من جهة البيان والوضوح والقطعية، بل الكل قابل لقراءات متعددة متكاثرة، ومع انفتاح مناهج القراءة الأجنبية وتعددها واستعمالها في فهم النصوص ازدادت هذه القراءات والتفسيرات كماً وتباعدت كيفاً.


    والحق الذي لا محيد عنه أن الوحي فيه المحكم الواضح البين بنفسه الذي هو في غنى عن التأويل والاجتهاد البشري، وفيه ما هو دون ذلك، وقد أوضح الوحي ذاته هذه الطبيعة فيه، فقال تعإلى: ï´؟هُوَ الذِي أنزَلَ عَليْكَ الكِتابَ مِنْهُ آيَاتٌ محكَمَاتٌ هُنَّ أم الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتشَابِهاتٌ ï´¾[آل عمران:7]، فالنص القرآني مشتمل على ثنائية المحكم والمتشابه ،و«المحكمات من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحدٍ؛ والمتشابه منه: ما احتمل من التأويل أوجه اً» تفسير الطبري5/197. وقد قال الطبري كاشفاً عن استغناء بعض المحكم عن جهد التبيين: «وقد استغنى بسماعه عن بياٍن يُبَينه» تفسير الطبري5/201.


    ثم بيَّن أن بعض المحكم تحصَّل على وصف الإحكام لبيان الله تعإلى أو رسوله rعن معناه، فقال: «أو يكون محكماً، وإن كان ذا وجوه وتأويلات وتصرف في معان كثيرة، بالدلالة على المعنى المراد منه إما من بيان الله تعإلى ذكَره عنه، أو بيان رسوله rلأمته، ولن يذهب علمُ ذلك عن علماء الأمة» تفسير الطبري5/201.


    والمقصود التأكيد على بطلان ذاك التصور الذي يحيل النص القرآني كله إلى طبيعة سيالة لا يمكن استثبات معانيه أبداً. فلا يصح أن يصور الوحي بأنه قطعة نصيةٌ من المتشابهات لا يقبل الانضباط التفسيري، بل لابد من فرز أحوال الوحي بالتأكيد على أنَّ منه ما هو بيِن بذاته، ومنه ما يحتاج إلى اجتهاد وتأمل، وعليه فلا يجوز الاعتراض على مبدأ التسليم للنص –تصديقاً أو انقياداً وعملاً -وهدره بدعوى تعدد القرائة بإطلاق، بل ينبغي مراعاة طبيعة المسألة والنص التي وقعت مطالبة التسليم حياله، وتحديد موقع النص من خريطة المحكم والمتشابه.


    والحيد عن هذه الحقيقة الشرعية يجعل من الوحي مجرد قالب لفظي لا قيمة له ولا يوصل إلى معنى محدد، بل يمكن أن يوصل للنتيجة وضدها، ويفسَّر بالشيء ونقيضه، وهي دعوى تخالف المحسوس من شأن هذا الوحي وبيانه ووضوحه، وفيه مكابرة عجيبة، وهو مناقض أيضاً لتمدح القرآن بأنه مبين وبيان وتبيان ونور وهدى وفرقان وكتاب أحكمت آياته، ويلزم منها جعل الكلام القرآني المتكرر عن حاكمية الشريعة وهيمنتها، والرد إلى نصوصها في حال الاختلاف، وبيان الفرق بينها وبين حكم الجاهلية عبثاً لا فائدة منه، وإحالةً إلى معدوم، وأمراً بما لا يطاق، بل يلزم هدر الأدلة الشرعية جميعاً، وعدم التعويل عليها إطلاقاً.


    يقول الإمام الشاطبي منبهاً إلى خطورة إشكالية الاعتراض على دلالات النصوص بمطلق الاحتمالات: «لو جاز الاعتراض على المحتملات لم يبق للشريعة دليلٌ يعتمَد، لورود الاحتمالات وإن ضَعُفَت» الموافقات5/401، ويقول أيضاً: «لو اعتبِرِ مجرد الاحتمال في القول لم يكن لإنزال الكتب ولا لإرسال النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فائدة؛ اذ يلزم أن لا تقوم الحجة على الخلق بالأوامر والنواهي والإخبارات؛ اذ ليست في الأكثر نصوصاً لا تحتمل غير ما قُصِدَ بهِا، لكن ذلك باطل بالإجماع والمعقول، فما يلزم عنه كذلك» الموافقات5/401، ويقول أيضاً: «وأما من تعسف واتبع المحتملات، ورام الغلبة بالمشكلات، وأعرض عن الواضحات، فانه يُخاف عليه التشبه بمن ذم الله في كتابه حيث قال عز وجل: ï´؟فأمَّا الذِينَ في قُلُوِبِهمْ زيغٌ فَيَتبعونَ مَا تشَابهَ مِنْهُ ابتغاءَ الفِتْنَةِ وَابتغاءَ تَأْويلهï´¾ الآية. جعلنا الله ممن رأى الحق حقاً فاتبعه والباطل باطلاً فاجتنبه» المعيار المعرب11/144.


    ومن العجيب حقاً إصرار بعض الناس على جعل الوحي مجرد جسد هلامي لا يمكن إدراك شيءٍ من معانيه على جهة القطع، وجعل كلام الله الذي هو أعظم كلام، وأجلِ كلام، وأبين كلام، وأوضح كلام، الموضوع للهداية، أكثره غموضاً وتضليلاً، ولو تعاملنا مع كلام البشر كهذا التعامل بعزل الفهم المطلق وادعاء أنَّ كل جملة تحتمل معاني متعددةً فكيف ستكون أحوالنا!؟ وأي بابٍ من السفسطة سينفتح علينا!؟ وليت شعري كيف يزعم زاعم أنَّ نصوص الفلاسفة كفولتير وكانت وروسو وهيوم وسارتر، والدساتير والأنظمة الأرضية، وكلام البشر عموما؛ كلها بينة واضحة توصل إلى معانٍ محددة ولا يكون كلام الله ورسوله كذلك!؟


    والخطاب العلماني لم ينتبه إلى مآل القول بنسبية الحق في فهم النص وانعدام القراءة المعيارية الثابتة للوحي، وأنه بذلك أوقع نفسه في إشكالية معرفية عميقة؛ وهي أنه لا يستطيع الإنكار على المخالف مهما كان غالياً أو جافياً، فأتباع داعش مثلاً لهم قراءتُهم للنص الديني، وليس لأحدٍ أن يبادر إلى تخطئتهم ولا الإنكار عليهم! فهل يرضى العلماني صاحب القراءة المفتوحة بذلك؟ فمَن يريد أن يبيح لنفسه حق تفسير القرآن بغير أدواته فإنه ودون أن ينتبه سيعطي هذا الحق أيضاً لمن يقف في الضفة المقابلة له تماماً.


    ومن الملاحظات التي يمكن رصدها على بعض مَن يشوِش على محكم الشريعة بالمتشابه منها، ويشغب على الإسلام باختلاف مذاهبه وتجارب تطبيقه أنه لا يلتزم المنطق ذاته عند محاكمة الفكرة التي ينطلق منها، فالاختلاف في المذاهب الوضعية أعمق وأوسع وأكثر من الاختلاف الحاصل في المشهد الإسلامي، فالليبرالية أيضاً ليست شيئاً واحداً، بل ثمة ليبراليات متعددة في الواقع، وكذا الماركسية والاشتراكية والرأسمالية والشيوعية والديمقراطية .. الخ، كلها ليست في الواقع شيئاً واحداً، وإنما ثمة تطبيقات وتنظيرات مختلفة، وليس القصد هنا الإقرار بالهلامية المطلقة للأفكار والتيارات، وإنما تجلية سياسة الكيل بمكيالين عند محاكمة التشريع الإسلامي مقارنةً بغيره، وما ترتب على هذه السياسة الجائرة من ممانعة لتحكيم الشريعة تحت ذريعة: (أي إسلام نطبق؟) وكأن بقية الأفكار خلوا من تعدد التطبيقات وتباين النظريات، فلماذا لم يكن التعدد هنا مانعاً من المطالبة بالليبرالية أو الديمقراطية أو الاشتراكية .. الخ، وصار مانعاً من المطالبة بتطبيق الشريعة!؟


    ومقتضى الحق والعدل والعقل يقتضي منا أن نقول: ان التباينات الفكرية الواقعة في مذهب فكري محدد لا يلغي القواسم المشتركة الواقعة أيضاً في المذهب ذاته، فكل مذهب له أفكاره المحورية المركزية التي تمثل مُحكَمات المذهب وثوابته، والتي يُعَدُ المنقَلب عليها خارجاً ضرورة عن حد المذهب، فمَن ينادي بإلغاء الحريات مثلاً لا يمكن أن يكون ليبرالياً، ومَن يدعو لإلغاء مرجعية الشعب في الحكم لا يمكن أن يصير ديمقراطياً، وهكذا يقال في الإسلام، فيه منظومة تشريعية تفصيلية مُحكَمة لا يصح الخروج عنها، وتشكِل هذه المنظومة قاسماً شرعياً مُشتركَاً يجب أن يقع التوافق عليها، وتصور هذه المسألة يلغي فكرة الهلامية المطلقة عن التشريع الموهمة عدم إمكانية تفعيل هذه الشريعة على أرض الواقع، بل ثمة قدر منها يتسم بالإحكام والثبات والوضوح، وثمة قدر فيه مجال للنظر والتأمل والاجتهاد ضمن أطر وضوابط شرعية/منهجية.


    ومما ينبغي ملاحظته هنا أنَّ قراءة الوحي ليست عملية عبثية اعتباطية، بل لها ملامح وخصائص ومحددات دقيقة، وتعريض الوحي لمناهج قراءة محدثة على خلاف طريقة أهل العلم خطأ بلا شك، ثم جعل هذه القراءة المحدثة مما يصح التسليم له والإذعان خطأ مضاعف، واذا تأمَّلت في طريقة الكافة من علماء الإسلام وما بذلوه من جهود في تقعيد مسالك فهم النصوص وجدتَ جهوداً عظيمةً في تحرير ضوابط وقواعد فهم الكتاب والسنة، وهي تعد بحق مفخرةً للأمة الإسلامية، وما من شك في أن الحديث عن تفاصيل منهج الاستدلال والفهم الصحيح مما لا تحتمله هذه الورقة، ولكن أعرض لبعض الملامح المهمة لهذه القضية على نحو مختصرٍ جداً:
    أولاً: مما ينبغي مراعاته في قضية فهم الوحي أنَّ أدوات الفهم مبثوثة في الوحي ذاته، فقاعدة الجمع بين النصوص جميعاً وترك تبعيض الوحي مثلاً موجودة في الوحي، وقاعدة درء التعارض المتوهَّم عن الوحي كذلك موجودة، وقل الأمر نفسه في قاعدة المحكم والمتشابه، وفهم الوحي بمقتضى لغة العرب وفق معهود الأميين في عصر الاحتجاج اللغوي، وطلب مراد المتكلم، وفهم النص في ضوء سياقه، وتقديم تفسير الوحي بالوحي، ومتابعة الصحابة؛ كلها قواعد مبثوثة في القرآن والسنة، وجرى عليها عمل الصحابة ومَن بعدهم.


    ثانياً: منهج الفهم الصحيح للنص يتكئ في الجملة على قضيتين رئيسيتين:


    الأولى: علم بأصول الخطاب العربي




    الثانية: معرفة بأقوال السلف الصالح (صحابة وتابعين ومَن تابعهم على نفس منهجهم)


    ثالثاً: ضرورة تبني منهج الصحابة في فهم الوحي، لأن الوحي دلَّ على وجوب لزوم هديهم وطريقتهم وجعل فهمهم معياراً للفهم الصحيح، ولأنهم الجيل الذي عاصر التنزيل وعرف مناسبات القرآن وتلقى عن النبي مباشرة ، ولما حباهم الله من ملكات عقلية ونفسية وروحية، وما كان عندهم من الإحاطة بعلوم اللغة العربية، بل هم معدنها وأصلها، ولما كان لديهم من الديانة الباعثة على طلب الحق والتوفيق لإصابته. وللإمام ابن القيم عبارة يلملم فيها بعضاً من خصائص الصحابة الموجبة لمتابعة هديهم، قال رحمه الله: «ولا ريب أنَّهم كانوا أبرَّ قلوبًا، وأعمق علمًا، وأقلَّ تكلفاً، وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن؛ لما خصَّهم الله تعإلى به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الربِ تعالى؛ فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزةٌ في فطرهم وعقولهم، ولا حاجة بهِم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين، بل قد غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران: أحدهما قال الله تعإلى كذا، وقال رسوله كذا، والثاني معناه كذا وكذا» اعلام الموقعين4/149، وقال الشاطبي مؤكداً ضرورة اتباع الصحابة ذاكراً شيئاً من أسباب ذلك: «أنَّهم عرب، وفرق بين مَن هو عربي الأصل والنحلة، وبين مَن تعرب ...، وأنَّهم شاهدوا من أسباب التكاليف وقرائن أحوالها ما لم يشاهِد مَن بعدَهم ...، فلا بد من القول بأنَّ فهمهم في الشريعة أتم وأحرى بالتقديم» الموافقات4/132


    وفي الختام:

    فإن القول بالقراءة المفتوحة للنص الشرعي هو قولٌ ساقطٌ شرعاً، فالوحي قد حدد قواعد منهجية للفهم، لا يجوز لمن يشتغل في النص الشرعي الخروج عنها، وإلا كان واقعاً في الشقاق، متبعاً غير سبيل المؤمنين، مستحقاً للعقوبة، قال تعإلى: (وَمَن يشَاققِ الرسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبيَّنَ لهُ الْهدَى وَيَتبعْ غيْرَ سَبيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلهِ مَا تَوَلَّى وَنصْلهِ جَهَنمَ وَسَاءتْ مَصيرا ]النساء:115[.



    التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 02-02-2019, 06:46 PM.

  • #2
    رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا أعلم يا شيخ حامد ما الذي تود إيصاله هل هو دفاع عن ذاكرة القرءان المرتبطة بالحي القيوم أم هو دفاع عن الذاكرة المحمولة مع القرءان والمرتبطة بالأموات وما حملوه من أسفار واتخذوه مهجورا!....أتمنى منك أن تعطيني ثمرة بذور منهج الموقعين عن رب العالمين والذي تدعو إليه والتي بذورها خلال أربعة عشر قرن فكما يقال من ثمارهم تعرفونهم!...
    لا أعلم لما الإصرار على السفه والإرتداد على الأعقاب؟!...لماذا إذا رغبت أو أردت أن أكون مسلماً لله مؤمناً به قارىء لكتابه المسطور والمنشور باسماءه الحسنى وباسم ربي الذي خلق يجب أن أكون من المشركين الأموات وأحمل صفة سفيه وأتبع قوم تبع وما ءالف عليه الأباء؟!!..أليس من المحتمل أن الله قد أضل البعض منهم على علم وبالتالي كانوا لا يعقلون شيئا ولا يهتدون؟!...أليست الكثرة مقدوحة في القرءان؟!...

    ثم كيف نوفق بين هذا القول...

    وللإمام ابن القيم عبارة يلملم فيها بعضاً من خصائص الصحابة الموجبة لمتابعة هديهم، قال رحمه الله: «ولا ريب أنَّهم كانوا أبرَّ قلوبًا، وأعمق علمًا، وأقلَّ تكلفاً، وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن؛ لما خصَّهم الله تعإلى به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الربِ تعالى؛ فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزةٌ في فطرهم وعقولهم، ولا حاجة بهِم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين، بل قد غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران: أحدهما قال الله تعإلى كذا، وقال رسوله كذا، والثاني معناه كذا وكذا»
    وبين هذه الأمثلة التي وردت في الوحي الموازي ودلت على عكسه...
    قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟
    قيل وما عسله يا رسول الله ؟
    قيل وما الغرباء؟
    قالوا وما الوهن؟
    قيل وما الهرج؟
    قالوا وما المفردون؟

    غريب امر القوم الأولين الذين لا يفقهون لغة أو لسان أو مقاصد نبيهم...والأغرب أمر فطاحل اللغة (الأعاجم) والأعراب الموقعين عن رب العالمين الذين يدعون ان القرءان نزل بلغتهم واستطاعوا ان يفسروه كاملاً بينما عجز النبي الأمي عن ذلك وأكتفى بالتبليغ!.
    وختاماً إنّه لمن المستهجن للعقول أن تُتخذ ذاكرة القرون الأولى مرجعاُ بينما تصير ذاكرة القرءان متراجعة!...من يصرّون على صلاحية تفاعل ذاكرة تلك القرون مع البلاغ المبين يصرون أيضا من حيث لا يدرون على عدم صلاحيّته...فالنتيجة المترتبة على هذا الإصرار هي أن ذاكرة النّص محدودة مع الأوّلين بينما فهم الأولين عابر للزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض وما عليها !!...

    مجرد وجهة نظر.

    تحياتي



    تعليق


    • #3
      رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

      السلام عليكم
      وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
      وَمَن يشَاققِ الرسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبيَّنَ لهُ الْهدَى وَيَتبعْ غيْرَ سَبيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلهِ مَا تَوَلَّى وَنصْلهِ جَهَنمَ وَسَاءتْ مَصيرا

      وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
      أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
      فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
      ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ
      وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ
      الصحابة الذين تنزل القران بين ظهرانيهم لا يفقهون القران ونحن فطاحل العلم بالقران؟؟؟؟
      الصحابة أهل اللسان العربي لا يفهمون اللسان ونحن نفهمه

      الصحابة الذين نقلوا لنا الدين والقران سفهاء ونحن أصحاب رجاحة العقل
      الصحابة ليس لهم ثمار الا التخلف والرجعية لأنهم أوصلوا الاسلام لكل البشر ودانت لهم رقاب البشر ونحن الآن ما شاء الله سادة الدنيا.
      علي كيالي فهم ما لم يفهمه أبو بكر
      ميزو جاء بما عجز عنه عمر
      البحيرى أبدع بإنكار السنة بينما تخلف عثمان عن فهمها
      مصطفى راشد تفوق على علي أقضى قضاة الأمة
      أحمد عبده ماهر قرأ القران على وجه عجز عنه أبي بن كعب.
      نعم نحن الجهابذة اللوذعيون والصحابة والتابعون ليس فيهم رجل رشيد
      وجهة نظر
      تحياتي

      تعليق


      • #4
        رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        بعيدا عن صفة التشدد في الحوار والذي مرده الى الله وليس لغيره نأمل ان يستمر الحوار بشفافيه مرجوه مرتبطه بصفة جهادية حميدة لغرض الوصول الى الحقيقة القرءانية التي نحمل جميعا وزرها لاننا نحمل القرءان وهو بقية الله في ارضه وجيلنا بحاجة ماسه لبيانه

        نرجو منكم اخي فضيلة الشيخ حامد معالجة النصوص التاليه عقلا وليس رواية خصوصا النصوص المعلمه بلون مختلف كما نرجو الاحتواء الفكري المطروح مع النقاط التالية :

        1 ـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ
        وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (سورة المائدة 101)

        علما ان الاشياء التي منع حاضري زمن الوحي من السؤال عنها هي من الذين ءامنوا (
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) وعلينا ان ندرك النص انه يخص زمن نزول القرءان (حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ) وهو عصر الصحابه دون غيره من حقب الزمن وذلك يقين تدبري من القرءان نفسه .. لماذا منعوا من السؤال ولماذا تسوئهم ؟؟ (عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) هل من جواب عندكم ؟؟ لان الممنوع عن السؤال من مصدر البيان لا يستطيع الجواب لاحقا وتلك بداهة عقل !

        2 ـ اذا كان الصحابة رضي الله عنهم قد فهموا القرءان فلماذا بقيت الغاز القرءان قائمة على مر تأريخه والتي ادت الى اختلاف فقهاء التفسير او تلك التي نأى عنها الصحابة و فقهاء التفسير مثل الحروف المقطعه (غير المرتبطة) اليس تكليفهم بما صرح بمنعه القرءان يحتاج الى تدبر سليم من جيلنا اليوم فالقرءان منعهم من السؤال عن اشياء تسوئهم هم في زمنهم وان بدت لهم بعض اجوبة تساؤلاتهم حين ينزل القرءان وحكمها (عفا الله عنها) فكيف نكلفهم ما اقاله الله عنهم !! هل تلك الاسئلة الممنوعة في القرءان في زمن نزوله مسموح بها اليوم !! اذا قلنا انها ممنوعة اليوم ايضا كما هي ممنوعة في زمن النزول فذلك يعني ان لا فائدة من نزولها !! كيف ترون تلك الاشكاليه اخي الشيخ حامد ؟

        3 ـ هل يمكننا ان نفترض ان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لم يفهم القرءان لذلك لم يفسره وان الصحابة رضي الله عنهم فهموا القرءان وفسروه من بعده !! هل يمكن ان نقبل مثل ذلك الافتراض اخي الشيخ حامد ؟

        4 ـ { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
        أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ } (سورة آل عمران 144)

        هل النص اعلاه (افتراضي) ام انه يمثل حقيقة تاريخية صاحبت عصر الرسالة الاول !! وكيف نتعامل مع النص ؟؟ هل يحق لنا ان نضع قوائم باسماء المسلمين والصحابه الذي عرفهم التاريخ ونبدأ بتمحيص كل واحد منهم بصفته غير مشمول بالنص اعلاه ونحن على بعد اكثر من اربعة عشر قرن !! والاكثر من ذلك عقما هو (هل نمتلك الادوات والوسيله لمعرفة من هم الذين انقلبوا على اعقابهم ؟) وهل يحق لنا ان ننصب مجلس قضاء يقضي بانتخاب نخبة لم يشملها ذلك النص ؟؟ وهل في النص استثناء ؟ كأن يقول النص (كثير منهم انقلبوا) او (قليل منهم انقلبوا) وهل يحق لنا ان نحدد صفة (الانقلاب) ونربطها بـأسباب (حروب الرده) حصرا ؟ .. (
        وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) فمن هم الشاكرون اخي فضيلة الشيخ ؟

        5 ـ { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا
        ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } (سورة يس 69 - 70)

        أ ـ اين نضع نص (
        ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ) في عقولنا ونحن نقرأ القرءان ؟؟ هل نوكلها الى زمن الوحي ونعتزل عن تلك الصفة في حاضرنا هل يحق لنا ذلك اخي الشيخ حامد ونقول ان القرءان ليس مبين لنا وكان مبين لهم !!

        ب ـ هل يحق لنا ان نفترض صفة القرءان (
        لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا) هم الاحياء في زمن الرسول حصرا !! فما فائدة القرءان بعد رسول الله محمد عليه افضل الصلاة والسلام وهل ما انذروا به يساوي ويتطابق ما ينذرنا الله به اليوم في قرءانه مثل ما جاء في النص الشريف

        { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا ءايَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } (سورة القمر 1 - 2)

        قالوا في التاريخ ان القمر (انشق) واختلفوا في زمن انشقاقه وكيفية انشقاقه !! ولكننا نرى القمر اليوم كاملا غير منشق !! كيف نعالج التأريخ وما نراه والله يقول {
        وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ } وباليقين نقطع انه سبحانه لم يسخر الشمس والقمر لقريش فقط وزمن قريش فـ (وسخر لكم) وبتدبر بسيط ندرك انها تعني الخليقة كلها فهل يعني (تاريخيا) ان يومنا فيه (نصف قمر) مسخر لنا والنصف الاخر انشق في التاريخ (المجهول !!) كما قالوا فكيف نفهم هذه الاية من القرءان او نشطبها لان الصحابة رضي الله عنهم لم يخبرونا بمضمونها ؟! اليس ذلك تكليف بما لا يكلفوا به !! اليس ذلك عدوان فكري على فحوى القرءان المبين !! { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءانٌ مُبِينٌ } فهل نتمسك بمدد من الصحابة رضي الله عنهم عدوانا فكريا على صفة (المبين) التي وصفها الله لـ القرءان !!

        ج ـ من هو الذي سينذر الاحياء بعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ؟؟ هل هنلك وكيل لـه لكي ينذر الناس بالقرءان ؟ وهل جيل الرسول عليه افضل والسلام حرر وثيقة او وثائق لـ الانذار كما قاموا بتوثيق القرءان (جمع المصحف) فلماذا لم يجمعوا ما فهموه من انذار القرءان في صحيفة كما جمعوا المصحف ؟؟ هل من جواب ؟؟ بل نادوا بنقيض ذلك ومنعوا كتابة الحديث الشريف او التحدث به لكي لا يختلط مع القرءان ؟؟ هل من جواب على ذلك ؟؟ هل لنا الحق ان نقول ان من يصلي صلاة المنسك يرتبط بالعلة المحمدية الشريفة ؟ وهل يمكننا ان نقول ان من ارتبط بالعلة المحمدية الشريفة انما استن بسنته الشريفة ويمكنه ان يشغل مشغل الانذار القرءاني ؟؟ هل يمكننا ابطال ذلك الرشاد ؟ وكيف ؟ هل لكم ان تسعفونا اخي الشيخ حامد بما يطفيء هذا الفكر جذوته ؟

        د ـ اذا كان الانذار القرءاني بيد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والصحابة من بعده وهم (من جيله) وقبضوا لربهم من بعده فمن سيمارس مهمة الانذار من بعدهم ؟ اليس الناس يتطورون بالوسيلة والاداة والافعال والصفات كما نراها الان بوضوح بالغ فجيل اليوم لا يشبه جيل الامس بالممارسة (الفعل) ولا بالوسيلة ولا بالاداء والادوات فهل كل ما يبتكره الانسان من نظم نحكم عليه بـ (الحلال) من عند انفسنا على قاعدة فتوى لئيمة أليمة اجمع عليها الجمع (اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص) فاصبح الذبح عند صعق الذبيحة بالكهرباء (مباح) لان القرءان او السنة الشريفة لم تحرم الصعق بالكهرباء قبل الذبح !! اليست تلك ازمة مفصلية علينا وعليكم مراجعتها لاننا نعيش اليوم وليس عصر الصحابة رضي الله عنهم

        هـ ـ اذا كان الانذار في جيل المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام قد استكمل انذاره على ايدي الصحابة رضي الله عنهم ومن خلفهم من فقهاء أخذوا منهم فما فائدة استمرار القرءان وقد تحول (الدين الاسلامي) كليا الى (حاوية فقهية) كتبها بشر في جيل محدد ببعده الزمني البعيد عن جيل الحضارة القائم !!

        الحاوية التي كتب بها اقوال الصحابه واحاديث رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام بدأت في منتصف القرن الثاني الهجري اي بعد قرابة 150 سنه لان فتوى الصحابه رضي الله عنهم عدم كتابة الحديث ومنع التحدث به وكان ساريا وخرق في عصر الخليفة العباسي الثاني فهل تلك الفجوة الزمنية (أمينة) في النقل !! تصاحبها فتوى استقرت في زمن الراشدين وما بعدهم وكان يعاقب من يقول الحديث فكيف نحصل على الامن والامان من جمع الحديث بعد مرور 150 سنه من عصر الوحي

        بين ايدينا قضية فسلطين وعمرها اقل من 100 سنه وحقيقتها لا تزال ضائعه وقالوا ما قيل فيها ان السلطان عبد الحميد رفض بيع فلسطين لـ اليهود الا ان المشهور تاريخيا ان سلاطين بني عثمان كانوا يعلنون منصب الوالي لكل الولايات بالمزاد المالي (من يشتري تلك الولاية بسعر سنوي اكبر) وكان المزاد يجري بين اروقة السلاطين بين الباشوات المقربين من اساطين السلطان (مرشحين) الباب العالي وحين تم شراء ولاية بيت المقدس من قبل (باشا مسلم) الا ان الاموال يهوديه المنبع ذلك لان ثمن الشراء اضعاف اضعاف جزية فلسطين المعتاده وحين جاء الوالي الجديد المثخن بالعهد المالي السلطاني المرتفع جدا عبر المزاد فرفع كثيرا من سقف الضرائب بمنطق قيمة العهد السلطاني فضج الناس والمزارعين الا انه كان (والي خجول ورحيم !!!) فـ أهمل الجباية منهم (غض نظر) والاهمال المتعمد في جبايتها كان جزء من خطة سوداء حتى تراكمت وتضخمت وحين جاء والي ءاخر بنفس المنهجية القى القبض على اصحاب المزارع واودعهم السجن لحين اداء الضريبة فاضطر الاهالي ان يفتدوا ذويهم ببيع اراضيهم لتشتريها عائلتان مسيحيتان هاربتان من شرق الاناضول لانها كانت يهودية فتمسيحت ونزل عليهما غضب بني جلدتهم (اليهود) فهاجرتا الى لبنان لغرض محدد الابعاد في ضياع فلسطين !! انه التاريخ عبر الزمن تتم كتابته بما يشتهي السلاطين وذوي النفوذ والمخططات السرية ضد مجتمعات فطرية غافلة !! وهل علينا ان نقدس صحيح البخاري الذي كتب بامر الخليفة العباسي الثاني والمعروف عن اولئك الخلفاء كانوا اسخياء لشاعر يمتدحهم ويقطعون رأس شاعر يهجو احدهم !! المعلومات التي وردت اعلاه عن فلسطين تم استخلاصها من بحث غير مكتوب بكامله بل التقط من شذرات متفرقه من التاريخ المكتوب او على الالسن القريبة من الحدث لان جيل ضياع فلسطين ترك الحقيقة على السن بعض عناصره في زمن قصير نسبيا لم يتخطى السبعين عاما !!

        حاوية التأريخ فقدت ادوات تهذيبها بسبب طول الامد واندثار مداليلها وغفلة الجماهير عن مراكز الحقيقه !!

        6 ـ { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ
        وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (سورة الزمر 36)

        اذا لم يكن الله كافيا عبده وهو هو منزل القرءان وتكوينته الحرفية واللفظية ويعرف كفاية عبده !! فعلينا
        ان نخاف من هم من دونه فالله خلق الصحابه والله سيجزي الشاكرين منهم وليس نحن ولا نعترض او نشك في ايمان الكثير الكثير منهم ولكننا نشك في (قلم التاريخ) اولا , وثانيا نبحث اليوم عن (كفاية الله) لعبده (اليوم) فكفاية الامس للعباد كانت ميسره فكل شيء كان على طبيعته لانه خلق الهي دون مساس بشري كبير عدا بعض الافعال والممارسات من سرقة وزنا وشرب الخمر والقمار والكذب والسفاح واكل اموال اليتيم اما اليوم فالقابض على دينه كالقابض على جمرة من نار فالحرمات اصابت كل شيء حتى الجنين في رحم امه ترعاه مؤسسه حضاريه دوائيه لـ (رعاية الامومة والطفولة) بما لم ينزل الله فيها من امر او سلطان !!

        سيدي الفاضل سادتي المتابعين لهذا الحوار

        نحن في متاهة ظلمات تاريخية كانت او حضارية ولن ينقذنا (بخاري , نيسابوري , ابن ماجه , النسائي , الترمذي , ابو داود او مسلم) ولا غيرهم من اهل اللغة لان الله انطقنا وانطق اباؤنا فهو هو الله الذي انطق عرب الجزيرة انطقنا {
        أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فحين تنطق الجلود والايدي والارجل فلن تنطق الالسن والشفاه بالحق !! فسيباويه والبحتري والفراهيدي وابن جني والزهري والرازي وغيرهم لا نرجع اليهم وباصرار لان الله القائل في اية النطق اعلاه (
        وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فـ الى الله مرجعنا في ما جندنا انفسنا لقيمومة الذكرى من (قرءان) فيه ذكرنا وذكر من قبلنا وذكر من بعدنا ولا نتصور ان الجلود تنطق يوم القيامة بعد الموت فالجلود والايدي والارجل تنطق في الدنيا فذلك وجه شارب الخمر يعلن ان حامل ذلك الوجه شرب كثيرا والايدي المرتعشة تنطق والارجل الخاوية تنطق ولعل مرض (الزهايمر) ينطق الكثير من الحقائق !!

        نحن على يقين ان ما ذكرنا اعلاه من ذكر لن يكون ناجزا في كل من يقرأ هذه القيمومة التذكيرية لان الذكرى لا تقوم بمشيئة كاتب سطورها بل تقوم بمشيئة الهية وتر

        { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

        مؤهلات التقوى والمغفرة عند ربي وليست عندي وما كنت فيكم مشهورا او باحثا للشهرة ولكني خائفا من ربي ان كتمت شيئا من ءاياته المبينه

        { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)

        ومن يريد الرجوع الى ربه بما يرضيه فالله يجزل له العطاء وجاء ذلك بعد ءاية الكتمان اعلاه

        { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
        وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (سورة البقرة 160)

        فاذا كان كتمان ءايات الله حصرا في زمن الصحابة رضي الله عنهم وزمن تابعيهم لانهم مسؤلين عن البيان فـ لماذا جاء نص الاية 160 من سورة البقرة (
        وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) فهل الاية اعلاه مخصصه لمن نزل القرءان في زمنه !!

        فضيلة الشيخ حامد لا نطالبكم ضرورة الاجابه على هذه التذكره والتساؤلات التي حملتها فهي ليست موجهة لشخصكم الكريم حصرا بل هي ليقمومة البيان في زمن الحاجة اليه او قيام سبب الحاجة اليه نتيجة لمتصفحكم هذا فهذه المذكره ما هي الا (رجرجة عقل) اي (تفكر) في قرءان ربنا القائل دحضا لكل ما افتراه التاريخ على قراننا

        { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (سورة محمد 24)

        التأريخ ضيع علينا ايماننا الحق لانه ربطنا برجال من دون الله رغم عدم اعتراضنا على اولئك الرجال الاوفياء لعهد الله ورسوله عليه افضل الصلاة والسلام ولكن الحق الذي نحن بحاجة اليه فوق حقهم فلا نكلفهم تكليفا لم يكلفوا به لان زمنهم ليس حرجا كما هو زمننا فـ نوع الكفر مختلف .. نوع الحرمات مختلف .. نوع الشرك مختلف .. نوع الاصلاح مختلف .. نوع التوبة مختلف .. نوع المغفرة مختلف .. نوع الاستشفاء مختلف .. فاختلاف النوع يعني اختلاف الاداة والوسيله لتقوم عبادة الله مختلفة تماما عن عبادة الاجداد والاختلاف تكويني جوهري


        حين يقرأ مطمئن النفس بالله

        { إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة هود 4)

        ويقرأ {
        أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) فلن يخاف منهم وهم (
        وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) وقد يخاف من كانت نفسه غير مطمئنه بالله فيطمئن بمن دونه وذلك نصيبه من (القرءان المبين) فمن يعدم بيانه وهو من الله بشكل مباشر فله ان يرجع لمن يثق به من دون الله

        من بيانه (قرءانه) فبيان القراءة لا ينفصم عن بيان الايات ولو كان بيانه الحرفي في زمن نزوله مكتملا لقالوا لنا ما معنى (ن)

        { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } (سورة القلم 1)

        وهي ءاية مستقلة وءايات القرءان بينات ولكن عند الذين يؤمنون ان ربهم يكفيهم

        { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ ءايَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ } (سورة الحج 16)

        (من يريد) .. هي ارادة العبد للبيان وليس ارادة الله لان القرءان نزل بـ ءايات بينات للعقل البشري عموما فمن يريد بيان الايات يهديه الله اليها وليس رجال هم من دون الله وان كانوا مؤمنين وان لم يتيسر ذلك فالله اجاز لمن يريد ان يقتدي

        { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ
        قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } (سورة الأَنعام 90)

        من يأخذ اجرا ليقيم مقومات الدين لن يكون مؤهلا لهدي الله لان من شروط الدعوة لله ان تكون بلا اجر وقد جاءت تذكرة { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } عشر مرات في القرءان

        السلام عليكم








        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

          السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

          الاخ المحترم حامد صالح،

          ما فهمت من سطوركم هو قولكم ان كل خروج عن منهج الرسول والصحابة هو امر مرفوض كليا ! فلنحدث عن زمنهم قبل ان نتحدث عن زمننا..

          نعلم جميعا كيف كانت جزيرة العرب قبل قدوم الاسلام، حيث كان عرب الجاهلية يعبدون الهة متعددة وقوى الهية متعددة وكانوا يرمزون لها برموز واصنام مختلفة حيث كان يظنون ان كل اله يرزقهم في الرزق والاخر في الصحة الخ.. وبالطبع تمت تسميته عصر الجاهلية لان كل شيئ كان بجهل..

          عندما جاء محمد رسول الله، جاء ليخرجهم من جهلهم الى علم. يعلموا ما يفعلون عن علم وما هو خير لهم في جميع جوانب الحياة داعيا لعبادة الواحد الاحد ورحمة للعالمين، فدعاهم ليكونوا مسلمين.

          فماذا كان قولهم؟ في بادئ الامر، كان مستهزؤن الا ان سرعان ما بدأ اصحاب رسول الله يزدادون يوما بعد يوم.. فنزلت ءايات تعير سفاهة قريش الذين لا يبصرون ومصرون عن اتباع ما كان عليه ابائهم، ليس لان ذلك اقرب الى الصواب، بل لان ذلك بكل بساطة مغروس في قلوبهم انه يجب ان يكون كذلك وكل شيئ مختلف غير مقبول. فكان اصحاب الرسول ذاك الزمان غرباء عن قومهم ويتعرضون للاذى اذا تحدثوا عن ما في قلوبهم.. الا انهم كانوا مسلمون وظهر لهم الحق فلم يكونوا عنه زاهقون.

          أما زمننا هذا.. نشاهد الكثير والمسلمون او ما يسمون انفسهم مسلمون، يلجؤون الى الالحاد؟ لماذا؟ لماذا لم نرى هذا الكم الكبير من الناس في زمن قبل الحضارة وخصوصا من المسلمين التي تكفر بالله جهرا بل يدعون انهم يمتلكون ادلة لكفرهم.. انا لا ألومهم.. اكثر ما ألوم اولائك الذين يقولون انهم متدينون واقرب الى الله وانهم مؤمنون وعندما تحدثهم يحدثونك بقال فلان.. وعندما ترى.. تراهم من ابعد الناس الى الله في كل جوانب حياتهم.. فالملحدون كفروا بالله لانهم تسائلوا لم يجدوا جوابا اما اولائك المتأسلمون فلا يتسائلون ولا يفكرون..

          فيوم ما سيجد الملحدون طريقهم وخصوصا العالمون منهم فيكونوا اول الساجدين بينما المسلمون في غفلة.. ولمن لا يعرف الدكتور جيفري لانج..

          لكن لماذا حدث ذلك؟ ولماذا قال الرسول في حديث له ان الاسلام جاء غريبا تم سيعود غريبا كما جاء.. فلو قارنا هذا الزمان مع زمن قبل الاسلام، فنجد الناس لا يعرفون عن الله سوى في مناسك وحج.. اما في حياتهم فهم بعيدون كل البعد عن الله. وان سالنا احد الملحدين عن سبب الحاده فسيقول ببساطة ان العلم اليوم برهن ان الدين ما هو الا خيال لا منطق فيه وذلك بسبب ان العلم بين كل شيء وفصل وعندما يتناقش ملحد مع مسلم، تجد الملحد اكثر منطقا وهذه حقيقة ! فهل هي مشكلة الاسلام او ان الاسلام اصبح غريبا فجاة في زمن العلم؟

          قال رسول الله في خطبة الوداع " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله" فلماذا لم يذكر منهج صحابته مثلا لانهم اقرب اليه.. نحن لسنا ضد الصحابة او اي بشر.. ولكن ما دخل رجال عاشوا قرون مضت ولا يعرفوا شيء عن وسائل النقل اليوم، الاضائة، الحكومات، والكثير.. في كل جوانب الحياة.. كل شيء تغير تماما.. فهل سنبقى خلف الستار؟ ستار الاموات؟ خائفون من طرح اسئلة تعيير وتجيب عن حلول لمشاكل المسلمين اليوم؟ هل الصحابة في زمنهم هكذا كان ردهم؟ ام انهم واجهوا مجتمعهم واتبعوا الحق؟ فهي ليست مسئلة اختلاف في الشريعة اكثر من مشكلة ضياع جوهر الدين وطمسه.. فالمؤمنون الحق مؤمنون في اي زمن ولايختلفون في ايمانهم وبصيرتهم.

          اعتذر عن الضعف في التعبير، الا انني آمل ان تصل الفكرة ووجهة النظر.

          السلام عليكم.
          التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 02-05-2019, 06:22 PM.
          اللهم علمني من لدنك علما وهب لي حكمة وحكما وعافني من سخطك وغضبك ومن جميع أنواع البلاء


          تعليق


          • #6
            رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

            السلام عليكم ورحمة الله

            شكرا لجناب حضرتكم على هذا المستوى الرفيع من أدب الحديث الذي يثلج الصدر ويهدئ النفس ويبعث على التفكر والتأمل. وهذا ما عهدناكم عليه.

            أنا أيها الأخ الفاضل لست سلفيا ولا أسعى ولا أدعو لتبني أفهام السلف، ولكن لا بد من إعطاء كل ذي حق حقه. فالصحابة هم سادتنا ولهم حق علينا وندعو لهم (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) وكل ما في الأمر أن هناك فئة من الذين يوصفون بـ(المفكرين الإسلاميين) تبنوا العلمانية وفيهم ليبراليون قد تصدروا الفضائيات وبدأوا يشرقون ويغربون في القران على مبدأ (الهرمينيوطيقا) حتى أصبح الإسلام من وجهة نظرهم (لا إسلام) والبغاء حلال بدليل (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) والخمر حلال بدليل (فاجتنبوه) والمرأة تخرج سافرة بدليل (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) وهكذا فما هو معلوم بالضرورة أصبح مجهولا بالضرورة حتى أن أحدهم قال أن الصلاة لا ركوع فيها ولا سجود لأنه لم يرد في القران مقرونا بإقامة الصلاة.

            فالقراءة المفتوحة للنص عندهم هي قراءة لا ضابط لها سوى الأفكار المسبقة عندهم والتي يريدون لي عنق النصوص حتى تتوافق مع أجنداتهم.

            والملاحظ أيها الإخوة الكرام أن السابقين ومنهم الصحابة لم يتفقوا على فهم معين للنصوص ونحن لا ندعوا لتبني أفهامهم ولكن لتبني المنهج القويم في الفهم ومنهج الصحابة هو منهج قويم أقره الرسول عليه الصلاة والسلام بحيث استطاعوا أن يأخذوا من القران ما احتاجوا إليه. ولم يتوقف قطار الفهم عند محطتهم بل سار في محطات مختلفة حتى وصل إلينا.
            أنا لا أريد أن أجعل من كتب السنة والروايات التاريخية مجالا للخلاف ولكن لا بد من تقدير واحترام كل من كان له دور إيجابي في الثقافة الإسلامية وليس معنى هذا أن نختزل الدين فيهم بل نستفيد منهم بالقدر الذي يخدم حاجتنا.
            بالنسبة لمعالجة النصوص والإحتواء الفكري لما تفضلتم به فسوف أتعرض له تباعا إن شاء الله وأرجو من الإخوة المتحاورين أن يتحلوا بسعة الصدر والنقد البناء وأن يبتعدوا عن الألفاظ المنفرة مثل السفه والإرتداد وما يفهم منه التكفير والوصف بالشرك وأن يكون الحاج عبود الخالدي قدوة لنا في أدب الحديث وحسن الحوار.


            السلام عليكم

            التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 02-05-2019, 06:26 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ.

              1- ليس معنى الآية النهي عن السؤال مطلقا لأن السؤال واجب لمن لا يعلم وقد فرض الله فروضا وحد حدودا لا بد من معرفتها حتى يتسنى للإنسان معرفة ما هو طاعة وما هو معصية كمعرفة العبادات والمناسك والمطعومات والملبوسات والأخلاق والمعاملات وغير ذلك مما يتعلق بالسلوك اليومي.

              2- النهي في الآية عن السؤال عن أشياء مخصوصة عفا الله عنها لأنها إن تبد للسائل فإنها تسوؤه لأن عقله سوف لن يستوعبها أبدا ولن يستطيع تصورها فيستاء منها ومن الممكن أن تؤدي به إلى الكفر. وهذا من الأمور التي خبرناها عمليا من الجيل الذي سبقنا فلم يكن الواحد منهم يستوعب كروية الأرض ودورانها، فكيف لو بدا لجيل الصحابة فكرة وسائل النقل الحديثة وثورة الإتصالات وقوانين الطبيعة والكهرباء والأمواج الصوتية وعلم الجينات والتعديل الوراثي وفساد يأجوج ومأجوج وغير ذلك مما لم يكن إدراكه ممكنا بالنسبة لمقومات حياتهم. قطعا سوف يصيبهم السوء وإن سلموا به فلصدق المخبر.

              3- أنا لم أقل أبدا أن الصحابة قد فهموا مقاصد القرآن كاملا ولم يفسروه كاملا على الوجه المقصود من قبل الله، لأنهم لو استطاعوا ذلك لكان القران لهم خاصة ولم يكن له فائدة للأجيال اللاحقة، ولكنهم أخذوا من القران حاجتهم. ونحن نأخذ من القران حاجتنا بما يتوافق مع عصرنا وجيلنا والمنهج واحد.

              السلام عليكم

              التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 02-05-2019, 06:29 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

                السلام عليكم ؛

                قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ـ يونس 104

                لو نظرنا من حولنا هل هناك من يعبد الله بحق؟ وخاصة من هولاء الذين صدعوا رؤوسنا بموروث اركسنا بالجحيم والنتائج واضحة لا تحتاج من يصادق عليها !!! امراض فقر ذل حروب والقائمه تطول ...... ومن ثم ناتي وتكرار اخطاء الاولين ونحن نقرا بخارطه خلق لا تحتاج الا فطرة قارئها ؟؟ ومن سوء ما اركسنا به لم نرث فقط كتب وتاريخ مزور بل ورثنا اقسى وانكى من ذلك ورثنا جينات متصدعه تغلغلت بداخلنا وفي اولادنا ولا نعلم كيفية الخلاص منها !!!! وها نحن اليوم ندفع ثمنها !!

                في دراسة غير رسميه تفيد الاتي :

                انه خلال العشرات من الاعوام القادمه سوف يتم صرف كل ثروة البلاد العربيه وخاصة دول الخليج فقط لمعالجة البشر من الامراض !! فتاملوا يامؤمنين::!


                سلام عليكم؛



                تعليق


                • #9
                  رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي


                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  ليس هناك تشدد في الحوار أيها الأب الفاضل ولا أبتغي الشقاق والإنشقاق فلكل منا الحق في الدفاع عن ذاكرته بالتي هي أحسن ولكن الشيخ حامد هداه الله قد أصدر فتواه الشرعية في ختام مقالته والتي أسقط من خلالها أي قراءة مفتوحة للنص لا تلتزم بـ (الضوابط الشرعية) التي حددها بعض أباء قوم السامري وقوم تبع وزاد عليها بالوعيد أبعاضاً من جحيم نار الحرائق فتملكني الخوف من وعيده إذ لم أكن أعهده في أقلامه بهذه الشدة فقد أمات عقل القارىء الحي وأحيا عقل القارىء الميت وأمرنا بإتباعه من جهة ونسي الملة الإبراهيمية من جهة أخرى والتي يتبعها كل قارىء للوحي إبتداءا بصاحب الأسوة الحسنة...

                  ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين (123)

                  قل إننى هدىنى ربى إلى صرط مستقيم دينا قيما ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين (161)

                  قل صدق الله فاتبعوا ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين (95)


                  فرددت عليه بوجهة نظرعقلية مبسطة بأمثلة سريعة من بنيان وقواعد الوحي العربي الموازي دون إصدار أي فتوى شرعية فألحق فتواه بتبعيض شرعي لقرءان سورة الواقعة ظنا منه أن السباق إنتهى ولا أمل لنا في جنات النعيم!...
                  ثم صفة السفه لست أنا من إفتراها بل هي قول ثقيل ملقى وراسخ في عمق ذاكرة الدعوة الإبراهيمية وهو يرفع القواعد من البيت ويسلم لرب العالمين ويوصى بها بنيه وعقبه دون أن يوقع عنه!!...

                  ومن يرغب عن ملة إبرهم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفينه فى الدنيا وإنه فى الءاخرة لمن الصلحين (130) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العلمين (131) ووصى بها إبرهم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (132)

                  فـ الحمد لله الحي القيوم أن جعل لـ إبراهيم وءاله في قرءانه لسان صدق عليا بالغ الحجة فقد وسع ربه كل شىء علما لمن يتذكر فتنفعه الذكرى...

                  وحاجه قومه قال أتحجونى فى الله وقد هدىن ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيءا وسع ربى كل شىء علما أفلا تتذكرون (80) وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطنا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون (81)

                  أما عن منهج القرءاة للنص الكوني وعلقه المفتوح باسم الرب الذي خلق فهو مطلب حق يصادق عليه العقل ولا خلاف على ذلك مع فضيلة الشيخ حامد ولكن دون إقصاء ومصادرة أي رأي تحت سلطة الفتوى الشرعية بل بالتذكير ثم التذكير ثم التذكير لتلين القلوب وتخشع وتستطيع أن تقلب مقاصد المنزل بقلب سليم ومن ثم تطمئن دون أن يكون هناك سيطرة ووكالة ممتهنة على العباد وهي التي نفها القرءان عن القارىء الأول فلسنا وكلاء على أحد فرحم الكون وربه يسع الجميع فيجتبي إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب ويمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاءه محظورا فلندعهم يتفاعلون والقرءان كما تفاعل الأقدمون وسلامة المنهج وثماره تظهر عند التطبيق الفعلي إن كانوا مؤمنين وليس الادعاء القولي فإن كان سليم الأداة والفعل وينفع الناس سيمكث في الأرض وتتكفل دابة الأرض بأكل منسأته وإن كان غير ذلك سيذهب جفاء محمل بالحسرة مع التذكير أن ما جاء به العلمانيون وغيرهم ليس نتيجة تفاعلهم والذكر الحكيم بشكل مباشر بل نتيجة تفاعلهم وأسفار ذاكرة التاريخ المحمولة على ظهور القوم بحجة إحياء التراث الإسلامي المنسي والتي إن دققنا فيها سنجد أنها هي هي أحداث وحديث موسى وفرعون الدائم في القرءان وما أرتبط بها من مقومات فلولا ذبح فرعون وءاله لكل بناء عقلي جديد وإحياءه لكل منسي قديم لكنا نجول في كون الله الفسيح دون أن نسفك نقطة دم واحدة ولا أريد أن أطيل ففي النهاية الهداية فردية وستتكفل السنن بعد الغفلة بتمحيص ءايات الحق لنعرفها.

                  وأن أتلوا القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) وقل الحمد لله سيريكم ءايته فتعرفونها وما ربك بغفل عما تعملون (93)

                  تحياتي

                  تعليق


                  • #10
                    رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي



                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    الاخوة الكرام ، الآخ الفاضل حامد صالح والأخ الفاضل احمد محمود

                    حبذا لو يتم التركيز على المداخلة القيمة والرفيعة لفضيلة الحاج عبود الخالدي رفع الله من ميزان حسناته وامده بطول العمر والصحة والعافية ، فهي مداخلة حملت جوابها معها لانهاء ( الجدلية ) التي تضج بها الآن اقلام السلفيين والحداثيين في الحوارات الفضائية والمنابر الاسلامية المتكاثرة .

                    ووجب علينا التذكير هنا بديباجية المعهد والتي اسست من الأول لرسالة المعهد واهدافه ووضعت حدا لهذه الجدلية ، فلطفا وتفضلا منكم قراءة لما علم بلون ( أخضر ) .


                    يتبع ....ديباجة العهد للمعهد الإسلامي للدراسات الإستراتيجية المعاصرة
                    .................................................
                    سقوط ألآلـِهـَه
                    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

                    سقوط ألآلـِهـَه

                    تعليق


                    • #11
                      رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

                      ديباجة العهد للمعهد الإسلامي للدراسات الإستراتيجية المعاصرة


                      بسمه تعالى


                      (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة:286


                      من واقع إسلامي مزقته الحضارة ببريقها والتي جعلت من المسلمين منقادين تابعين غير متبوعين مع دهر من الزمن طال أمده فقست القلوب وضاعت القيم الدينية الحق لتعلو عليها قيم حضارية مستحدثة او قيم مذهبية مقيدة لا تسمح بنمو العقيدة في أرض واقعية الحدث ولا ترضى بهيمنة عقائدية متماسكة في جماهيرها فأصبح ناظور الحق في عنفوان يحرك الوجدان الإسلامي منتفضا على واقع قاسي وهيكلية قاتلة في إسلام متأسلم نسبا على كهنوت مذهبي وقرءان مهجور وعربية قرءان لا يفهمها حامل القرءان الا في تاريخها فاقدة حيويتها في يومها تحمل وعود معدومة النتائج تركن كل شيء الى ما بعد الموت ولا تمتلك فاعلية حاسمة تمنح حملة العقيدة قوة التخلص من السوء المتزايد حتى أصبح كل جيل فينا يرث خيبة جيل سبقه فماتت الهمة بين المسلمين على عتبات هيكلية دينية لا ترضى أن تعيش إلا في وسط هجين مع الهيمنة الحضارية أو في ممارسات تتقمص الأمس على حساب ضياع الأمل

                      يشهد جلينا المعاصر أزمة حادة في تطبيقات النظم الإسلامية في زمن يتعرض فيه المسلمون إلى ضغوط حضارية وضغوط عدوانية من جهات غير إسلامية تتصدر قيادة البشرية في مختلف الأنشطة البشرية بما فيها قيادة الأنشطة العقائدية لأغراض هادفة تسعى إلى تمزيق بقايا الدين وهيكلة أركانه الفعالة ومن تلك الإختناقات القاسية انطلق (المعهد الإسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة) على أمل كبير من مؤسسيه أن يكون المعهد فرصة تجديد ماسكات النصر الذاتي في ممارسة إسلامية تستثمر الإسلام نفسه من أجل النصر ويتعهد المؤسسون ان يكون مسمى المعهد صادقا في نشاط المؤسسين وإدارة المعهد وأعضاء المعهد وأن يتوائم النشاط الفكري مع الهدف بشكل دائم وأن لا يحيد عن العنوان في مصداقية عهد مع الله


                      صفة المسمى (الإسلامي) في عنوان المعهد لن تكون لغرض تمجيد ماضي المسلمين ذلك لان حاجة الأمة الإسلامية هي حاجة قائمة اليوم في طغيان حضاري علمي وتقني مع حضارة الإسلام كمنظومة نشاط بشري واهنة لغاية قصوى وبالتالي فان المجد القديم سوف لن يقيم وسيلة فعالة في درء الهجوم القاسي على المنظومة الإسلامية أو على الإسلام


                      صفة الدراسات الاستراتيجية في عنوان المعهد تتطلب ان تكون الدراسات والمعالجات متصفة بصفة هدف استراتيجي من اجل يوم إسلامي أفضل ... الأهداف الرصينة التي تسعى لرسم خارطة الحلول لا تمتلك مساحات فكرية لاجترار الكلام من عصور ذهبت مع أهلها ولا تقبل تقليب الأفكار غير المجزية في فاعلية الحلول حيث ينطلق المعهد في البحث عن حل معاصر ولن ينشط المعهد في رسم حلول مستوردة من عهود سابقة أو أقوام آخرين بسبب الاختلاف الجوهري بين الإسلام وغيره وبين الأمس واليوم ..

                      المشروع الفكري الذي يتبناه المعهد لا يحمل إلزامية فكرية على الناس وفي نفس الوقت لا يقبل الإلزامية حين تؤتى من المتطرفين الذين لا يحق لهم أن ينصبوا أنفسهم أوصياء على الفكر الإسلامي ومهاجمة المحاولة على أساس منهجي مذهبي أو فكري متعصب فالمعهد يحتظن الفكر المستقل حصرا ولا يخضع لأي روابط مذهبية صدرت فيها قرارات عقائدية من السلف الصالح الذي أصلح يومه وهو غير مسئول عن فساد يومنا ولم يكن السلف الصالح عالما بالغيب ليضع لنا حلولا معاصرة فأصبح لزاما على جيلنا الصابر أن يبحث عن وسيلة معاصرة تولد من موضوعية حضارية تمزق إسلامنا وتعادي عقيدتنا فكان هدف المعهد هو عصرنة المماسك الفعـّالة لإنقاذ المسلمين المعاصرين الذين يبحثون عن حلول تصلح ليومنا المليء بالعدوان وفق موصوفات وليدة في يومنا ولا شأن لنشاط المعهد بمشاكل المسلمين ومعالجاتهم في زمن مضى كما يهدف المعهد إلى مخاطبة الباحثين عن حلول معاصرة ولا يمتلك أهدافا للهيمنة الفكرية على المسلمين الراغبين في التمسك بمنهجيتهم الإسلامية الراهنة فلن ينام أحد في قبر أحد ولا تزر وازرة وزر أخرى

                      مشروع المعهد الفكري مشروع تذكيري يذكر الناس بما يستذكر كتـّاب المعهد من إثارات ومرابط تلزمهم بعدم كتمانها وتذكير الناس بها كما ورد في نص تكليفي قرءاني

                      (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) البقرة:159

                      فمن تقوم عنده التذكرة في قرءان الله وفي منظومة خلق الله وجب عليه التذكير بها والقائم بالتذكير لا يشترط ولا يجزم ان تقوم الذكرى عند كل من يمر على موضوعات المعهد وإثاراته ومعالجاته ذلك لان مفتاح الذكرى ليس بيد المذكر بل هو حصرا بيد الله

                      (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) المدثر:56

                      يؤكد المؤسسون إن تلك المعالجة هي مادة دستورية يتم تنشيط الفكر بموجبها وحين يكون عدم الإلزام الفكري على الآخرين فيما يطرح في المعهد من ذكرى يكون أيضا لزاما على من يريد أن يكون عضوا في هذا المعهد أن لا يشترط فيما لا يصلح للشرط في تذكير الآخر أو مصادقة الآخر على ما ينشر هنا بل تسري فعاليات المعهد التذكيرية تحت عنوان (فمن شاء ذكر ومن شاء هجر) ولا كراهية في طروحات فكرية ومن يسمع القول فيتبع أحسنه فهو مهدي من قبل الله وليس من نشاط المعهد

                      (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) الزمر:18

                      نبتة الكراهية لا تنفع المسلمين وما نفعتهم في ماضيهم وحاضرهم وتبقى الكلمة الودودة رسول العقل فان شاء المرسل إليه قبول الرسالة فهو خير مرتجى وان لم يقبل الرسالة فهو حر متحرر من أي قيد فكري لأن المعهد لا يمتلك أي صفة إلزامية على الناس

                      نأمل أن تكون ديباجة المعهد وثيقة قبول بين رواده وعشاق الحقيقة الباحثين عن وسيلة خلاص معاصرة تنفع يومنا الذي نعيشه حصرا لفك الحصار الفكري التاريخي والحصار الفكري الذي صنعته الحضارة المعاصرة والتي أفقدت المسلمين سلطانهم في منظومتهم الإسلامية


                      المؤسسون
                      ديباجة العهد للمعهد الإسلامي للدراسات الإستراتيجية المعاصرة

                      .................................................
                      سقوط ألآلـِهـَه
                      من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

                      سقوط ألآلـِهـَه

                      تعليق


                      • #12
                        رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

                        من هو الصحابي
                        وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ.
                        اعتبر البعض أن الصحابي هو كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على ذلك. وهذا المفهوم خطأ من وجوه:
                        1- مفهوم الصحبة لا يتحقق بالرؤية وهذا ظاهر جلي فكل يوم نرى أشخاصا ونتعامل معهم في البيع والشراء وحتى المصافحة وإلقاء السلام ومع ذلك فهم ليسوا أصحابا لنا.
                        2- مجرد التوافق الفكري لا يدل على الصحبة فقد أتفق مع فكر شخص قريب أو بعيد وأنا حتى لا أعرفه أو عرفته من خلال وسائل التواصل عبر الانترنت.
                        3- الصحبة في القران جاءت بألفاظ صاحب، صاحبة، أصحاب، صاحبي، تصاحبني، صاحبهما، يصحبون.... وهي كلها تدل على الملازمة الفائقة فمثلا:
                        _وصاحبهما في الدنيا معروفا. أي ملازمة فائقة ولا يمنعك كفرهما من ذلك.
                        _ أصحاب الجنة، أصحاب النار. ملازمة فائقة.
                        _ يا صاحبى السجن. جاءت بعد: فلبث في السجن بضع سنين.
                        _ إذ يقول لصاحبه. جاءت بعد: ثاني اثنين.
                        4 كلمة صحابة من جذر صحب وهي تدل على الفائقية بدلالة حرف الحاء.
                        وعلى ذلك فإن الصحابة هم الذين لازموا النبي عليه الصلاة والسلام بصورة فائقة بحيث تحقق فيهم معنى الصحبة واستقاموا على ذلك. وهم الذين ذكرهم الله في القران، وهم:
                        المهاجرون والأنصار. قال تعالى: لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار. وأصحاب بيعة الرضوان. قال تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة. والسابقون الأولون. قال تعالى: والسابقون الأولون.
                        أما الذين ارتدوا وانقلبوا على أعقابهم فليسوا من الصحابة. قال تعالى: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم.
                        هؤلاء الصحابة هم الذين نقلوا لنا الدين والقران ولو اتهمناهم بالردة أو الانقلاب على الأعقاب لما سلمنا من اتهام الدين والقران بالتحريف والتبدبل. فكلهم عدول واتهامهم يعني اتهام الدين.
                        نحن لسنا في مجلس قضاء حتى نحكم على من انقلب منهم ومن لم ينقلب ولكننا أمام نصوص رفعت التهمة عن طائفة معينة مخصوصة هم الذين تحقق فيهم مفهوم الصحبة وهم غير المنافقين وغير المرتدين وغير الأعراب وغير الفساق وفوق ذلك هم الصحابة بالمعنى المذكور.
                        أرجو أن لا يفهم أحد أن معنى ذلك هو اتباع أفهامهم التفصيلية أو أنهم معصومون لا يخطئون.
                        السلام عليكم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

                          السلام عليكم و رحمة الله

                          اخي الفاضل هل تجد ان تفسير الصحابة و التابعين احسن من تفسير الله ...؟
                          هل تقول بان فهم الصحابة للقرءان احسن من قراءة الله الفطرية التي يقول فيها سبحانه وتعالى فاذا قرءناه فاتبع قرءناه انا علينا بيانه ...؟
                          هل البيان من الله او من الصحابة فهل نقول مثلا للصحابي عليم زدني علما ...؟
                          اليس الله هو العليم الرزاق الغني الذي يقول لشيء كن فيكون فلماذا نذهب الى الصحابة ونترك الله العظيم ...!!
                          هل قرأت الاية التي يقول فيها عز جلاله واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون ...؟
                          ثم لماذا تحاول قتل البناء الحي لاي قراءة كما يفعل فرعون وتقتل القرن بين كتاب الحياة والقرءان ...؟
                          اخي الفاضل هي مجرد تساؤلات وكما قال الاخوة من ثمارهم تعرفهم فنذكر الاية التي يقول فيها الحق سبحانه والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا هنا وجدنا ثمار طيبة وفي المنابر الاخرى لم نجد الا النكد والتنابز والسب والقدف والتكفير وان تسألهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الاولين لكن هنا حينما تسأل الذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا ...
                          واخيرا نقول ان القرءان ضرب لنا الله فيه من كل شيء مثل فابى اكثر الناس الا ان يجادلوا ...
                          وان كلام الله هو اعظم واحسن ما قيل واحسن تفسير واياته بينات ومن قال غير ذلك فحسابه على الله ...
                          السلام عليكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            المصاحبة في القرءان جاءت تعني المرافقة ولا تلتزم طاعة ولا أتباعا من قبل المصاحب لصاحبه ،

                            ونرى أن القرءان يستعمل هذا الاصطلاح في المخالفين والمشككين ولم يصف المتبعين بالصحبة مطلقا بل وصفهم بألفاظ أخرى مثل الذين اتبعوه :

                            ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ال عمران :68

                            ان الأصحاب يختلفون ويخالفون في الرأي : لذلك امر الله سبحانه وتعالى بمصاحبة الوالدين اذا أثرا الشرك ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان :15

                            وحين ذكر موسى (ع) الفتى الذي معه لم يذكره بصيغة المصاحبة بل باسم فتاه للدلالة على تفانيه في طاعته ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) الكهف : 60

                            كما أوضح علاقة موسى (ع) بالمشككين من بني إسرائيل فسماهم أصحاب موسى ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ـ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء :61 – 62

                            وحينما اراد وصف علاقته مع رجلين احدهما مؤمن والأخر كافر فقال ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ) الكهف :37

                            وكذلك محاورة موسى (ع) مع العبد الصالح فانه اذا لم يقدر ان يكون تابعا فانه يرفض ان يكون صاحبا ( قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ) الكهف :76

                            كذلك حين الوصف علاقة بين رجل ضال وجماعة مهتدين حيث سماهم أصحاب ( قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) الانعام :71

                            ف غاية الصاحب امتلاك صاحبه والقيام عليه بالأمر والنهي .

                            ان النبي (صل) يريد القيام عليهم بالأمر والنهي فاذا أطاعوه خرجوا من حد الصحبة الى التابعية فصاروا أتباعا واذا أرادوا القيام عليه بالأمر والنهي والتحكم في أفعاله كانوا أصحاب وبقوا أصحاب لذلك أمره الله بعدم طاعتهم ورفض الانصياع لأهوائهم :

                            ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة :48
                            ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) المائدة :49
                            ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) الجاثية :18

                            ومعلوم ان هذه التأكيدات هي لوجود الأصحاب لان الأعداء لا يعقل ولا يحتمل ان يطعهم النبي (صل) او يتبع أهواءهم انما الحرج والأمر المشكل هو مع الأصحاب .

                            فان قيل ان الأمة أطلقوا لفظ صاحب خلافا لهذا المفهوم وعلى الذين اتبعوا النبي (صلى) وعلى الذين أذوه نقول ان القران الكريم له نظامه اللغوي الخاص فان قالوا كيف استعمله النبي (صلى) لهذا المعنى المخالف للدلالة القرآنية ؟
                            قلنا وأين استعمله مخالفا للدلالة القرآنية ؟ بل العكس تماما فقد استعمله مطابقا للدلالة حينما اخرج البخاري في باب الحوض وبعشرة طرق .

                            عن النبي صل الله عليه وسلم قال انا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول يا رب أصحابي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا!!!!!....


                            فان قلت ورد عنه ايضا (ص) أصحابي كالنجوم بمن اقتديتم فقد أهديتم ، أقول ورد مؤكدا ومتواترا انه (صلى) أمر ان يعرض حديثه على كتاب الله فما وافقه اخذ به وما خالفه ضرب به عرض الحائط وهذه ألفاظه عينها ( أيها الناس لقد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )

                            ولكن اعتاد القوم ان يفضل الصحابي على التابع ورغم أننا نجل صحابة الرسول ( ص ) النجباء يبقى التساؤل قائما.

                            والسلام عليكم
                            التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 02-09-2019, 07:07 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: القراءة المفتوحة للنص الشرعي


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              اود ان اشير الى مقتبس من البيانات التي وردت في موضوع الصاحب والصحبة للحاج الفاضل عبود الخالدي والذي اشار الى ان الصفة
                              الحميدة او الغير الحميدة في الصحبة لا تتربط بالصحبة نفسها بل بــ ( الفاعلية المتنحية الفائقة )



                              المقتبس :

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              الصحبة .. لفظ من جذر (صحب) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (صحب .. يصحب .. صاحب .. إصحب .. صحبة .. أصحاب .. مصحوب .. و .. و .. ) وهو يعني في علم الحرف القرءاني (قبض فاعلية متنحية فائقة) فالصاحبان مثلا كل منهما ينجذب الى (فاعلية متنحية فائقة) في كليهما فيكونان في صحبة وبذلك الرشاد (حين يرسخ) في عقلانية الباحث فان (الصفة الحميدة) و (الصفة غير الحميدة) ستكون متعلقه بـ (الفاعلية المتنحية الفائقة) وليس بالصحبة نفسها فهنالك اصحاب خير وهنلك اصحاب شر فاصحاب رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام كانوا اصحاب خير واصحاب ابو جهل او غيره من الكفار كانوا اصحاب الشر .. الظالم ينجذب لصفه متنحية فائقة في المظلوم فيكونان في صحبة والانجذاب هنا (جذب تكويني) تقوم بتفعيله نظم الهية صارمة فالظالم لا يسلط على المظلوم ما لم يكن المظلوم مستحقا لظلم الظالم حتى في الذين يظلمون انفسهم فذنوبهم هي التي دفعتهم لظلم انفسهم فـ فاعل الشر لا يوفق لفعل الخير حتى في نفسه فيظلم نفسه اما المؤمن فهو في حصن نظم الله لان (الله يدافع عن الذين ءامنوا)

                              { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ } (سورة الذاريات 59)

                              فالصفة المتنحية في الظالم تجاه المظلوم (حمالين ذنوب) هي التي حملت الصفة غير الحميدة ومثلها (صاحبي السجن) فالسجن بحد ذاته صفة غير حميدة وهي صفة متنحية فائقة جعلت الصحبة فيها الزامية .. ومثله نقرأ في القرءان

                              { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا } (سورة الفرقان 24)

                              { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة البقرة 39)

                              واضح من النصوص الشريفة اعلاه ان هنلك صحبة حميدة (اصحاب الجنة) وهنلك صحبة غير حميدة (اصحاب النار) .. اصحاب الجنة انما جذبتهم صفة (الجنة) وهي (فاعلية متنحية فائقة) فهي متنحية لان الجنة تأتي صحبتها بعد العمل الصالح وليس قبله فهي فاعلية متنحية ولا يمكن امتلاكها فور قيام النية مثل تملك شيء ما ومثلها صحبة النار فهي (فاعلية متنحية) تقوم من جمع متراكم من الذنوب كان العبد قد انجذب اليها ففعلها عن نية منه وقبول منه فمن يجبر على المخالفه ليس ءاثم وحين ينجذب العبد لفعل الشر تنتظره (فاعلية متنحية فائقة) هي النار

                              { وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } (سورة الأَنعام 120)

                              { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } (سورة الحجر 43)

                              اما الجنة فهي ايضا (فاعلية متنحية فائقة) يعشقها المؤمنون ويسعون اليها

                              { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } (سورة النساء 124)

                              ( الحاج عبود الخالدي )


                              الصحبة والصاحب
                              التعديل الأخير تم بواسطة الباحثة وديعة عمراني; الساعة 03-03-2019, 06:13 PM.

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                              يعمل...
                              X