دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفطرة والعقيدة (2)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفطرة والعقيدة (2)

    الفطرة والعقيدة (2)





    العالمين المادي واللامادي معروف في المعارف العقلية والعلمية المشهورة والتي باتت حديث العلم والعلماء والناس ولها ترويجات اكاديمية بدأت بعد الموجة الاولى للنهضة العلمية تحت مصطلح (ميتافيزقيا) وهو يعني (ما فوق الطبيعة) وقد سجل روادها من العلماء حضور في اثبات حقيقة اللامرئيات ومن ثم قام حشد فكري وعلمي تحت اسم (السوبر ناتيكيا) وهو يعني (الخوارق) حيث شملت الظواهر الخارقة وكثير من الثوابت التي لم يستطع العلم مسك مضامينها وفي النصف الثاني من القرن الماضي خضعت المنظومة العلمية الى ضغوط كبيرة ازاء ظواهر عقلانية متعددة كالإستبصار والتلباث ولوي الاشياء او تحريكها عن بعد تحت رقابة أكاديمية وبعد تسجيل الهالة الحياتية (هالة كاليريان) التي ثبتت أكاديميا في روسيا قامت ناشطة اكاديمية تحت اسم (علم الباراسايكولوجي) وتم في تلك المرحلة الاعتراف التام بما وراء المادة تحت ناصية ذلك العلم وانتشرت الاكاديميات الباحثة عن ما وراء المادة في كل بقاع العالم الا ان الجهود المضنية تبعثرت ولم تستطع تلك الجهود أن تسجل تقدما ملموسا والشيء الايجابي الذي قدمته أكاديميات الباراسايكولوجي هو ارشفة الظواهر اللامادية فاصبح لما وراء المادة قاموس علمي مأرشف ...

    (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)

    تلك هي فاتحة الكتاب وبتلك الآية تبدأ اول فاعلية معرفية للكتاب (الوعاء التنفيذي للخلق) وهي مستقرات الضرورات الثابتة التي ثبتها الله سبحانه وتعالى واشار في هذه الآية (الحمد لله) والحمد يعني اللاحدود ولا يعني الشكر كما هو مستقر في عقول الناس ويمكن الامساك بتلك الضابطة من رصد (فطرة) العقل فمن يقدم لنا شيئا نقول له (شكرا لك) ولا تنطق عقولنا لفظ (حمدا لك) فالعقل ذو اللسان العربي يرفضها لان التحميد خاص بالله فهو الوحيد الأوحد الذي لا حدود له .. ذلك الله وهو القابض بوسيلة (العالمـَين) وهما (عالم + عالم) .. مادي ولا مادي ... يتناغمان في سر التكوين الذي اودعه الخالق فيهما ... السنة التي فطرها الله في الخلق سنة لا تتبدل كما روجنا وهي ايضا سنة لا تتحول من عالم لعالم ءاخر ونقرأ نص ذلك

    (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(فاطر: من الآية43)

    اللاتحويل في سنن الخلق تعني انها سنة واحدة عندما تكون في العالم المادي او عندما تكون في العالم اللامادي وهذه الضابطة إن رسخت فان منهجية قراءة العقل ستكون ممكنة وتنتهي ازمة العقل المعرفية التي طال امدها على حضارات الانسان جميعها خصوصا العلم المعاصر الذي حاول سبرغور الكون بعيدا وسبر غور نواة الذرة قريبا وهو يبحث عن نشأة التكوين ومصدرية النشيء الا ان الغفلة والضلال جاء نتيجة الابتعاد عن خارطة الخالق التصميمية ... تلك الغفلة معروفة فطريا للجميع فلو أن احد الناس اراد استخراج سيجارة من علبتها فانه سيكون مضطرا لان يخرج السيجارة من الموقع الذي خصصه المصنع لاخراج السيجار مثلها مثل أي شيء وعندما يراد تصيلح السيارة او تصليح أي جهاز يكون لزاما على المصلح ان يهتدي الى خارطة المصمم لكي يستطيع ان يتدخل في ما صنع والا فان متاهة ستصيب من يتدخل بجهاز مصنوع اذا اختلط الامر وهو لابد أن يختلط لفقدانه خارطة المصمم ونرى ذلك بوضوح في عين فطرية عندما نرصد تلك الكاتولوكات التي يرفقها المصنع مع جهازه حيث يضع في تلك الكاتولوكات خارطته التصميمية ونظم التشغيل وعلى من يقتني الجهاز أن يلتزم بتعليمات ونظم المصمم والمصنع ويرى العقل الفطري إن تلك هي سنة تكوينية قام بها الخالق عندما وضع لخلقه كاتولوك (قرءان) ... نحن هنا في (فطرة عقل) نحبو عليها لامساك العقيدة من خلالها كما امرنا الله (فأقم وجهك للدين حنيفا) ...

    نستطيع أن نمسك بمضامين وحدة سنة الله في العقل والمادة (العالمين) من خلال مراصد فطرية بسيطة بل غاية بالبساطة تقرها الفطرة بشكل واضح فنرى أن كثير من الامراض تظهر بعد إزمة عقلية كأمراض الذبحة الصدرية والسكري كما يرى الاطباء والناس إن الانفعالات النفسية (فاعلية عقل) تسبب ارتفاع ضغط الدم ... تلك مراصد فطرية يمسك بها العقل الواعي الذي يقيم وجهته للعقيدة ليعرف كيف هي سنة الله واحدة لا تتبدل ولا تتحول (قيامة دين) .. ونرى ما هو أعمق من ذلك في مراصدنا الفطرية ايضا لـ (الألم) وهو نتيجة لفعل مادي يتعرض له الجسد ولم يستطع العلم لغاية اليوم ان يفسر الالم لانه نتيجة مؤثر مادي على الجسد يظهر في وعاء عقلاني وقد حاول علماء العصر أن يحددوا نقطة البايوفيزياء التي تظهر الالم الا انهم فشلوا جميعا وأقروا أن الألم إحساس عقلي (اثر) ينتج من فعل مادي (مؤثر) ولا يمكن أن يوصف الألم بوصف مرئي ..!!

    تلك الراصدات الفطرية هي بذور عقائدية يتم بذرها فطريا في العقل البشري ليركع ذلك العقل لدين الله (فأقم وجهك) وذلك الدين الذي يحتوي ابسط الاشياء وكبائرها وليس كما يتصور الكثيرون أن الدين هو مناسك صوم وصلاة وأذكار وأوراد وأحكام شرعية فقط فمن قطع ورقة من شجرة دون مبرر قام الدين في وجهه ومن (ظن) في ثنايا عقله شيئا سيئا او حسنا قام الدين (مادة وعقل) فقيامة الدين تشمل العالمين المادي واللامادي في فطرة تكوين تمسكها العقول التي تبحث عن العقيدة في فطرة عقل إنساني والقرءان يمارس صفته المعلنة (ص والقرءان ذي الذكر)

    (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)

    (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:40)

    حنفاء ... فاقم وجهك للدين حنيفا

    ذلك الدين القيم

    ذلك دين القيامة

    حنف ... هو تبادلية الفعل الفائق المنقول تبادليا (علم الحرف القرءاني)

    في مقاصدنا ومعارفنا العربية المستخدمة في يومنا المعاصر هي (حنفية الماء) وهي موجودة فينا لأن الله وعدنا بحفظ الذكر ولم يتركنا معصوبي العيون ومن ثم يلقينا في النار ..!! الحنفية هي التي تبادل الفعل الفائق بين الماء الوارد والماء في الحاجة ومهمتها مهمة نقل تبادلي من المصدر الى المحتاج للماء ولو لم تكن في الانبوب (حنفية) لفقدت الصفة التبادلية مع حاجات الماء ولاندلك الماء جميعا ..!! مثلها الدين يقوم لسداد حاجة وله حنفية تفتح عند الحاجة فيقوم الدين في تلك الحاجة لا محال ... والقيامة فطرية ايضا وعقل الإنسان يمتلكها في تكوينة الخلق التي فطرها الله فيه

    اقامة الوجه للدين حنيفا في عملية تبادلية النقل تبادلية الفعل الفائق ... الورقة في الشجرة لن اقطعها لانها توفر لي ولغيري الاوكسجين وتعادل نسبته في الجو ... الظن السيء في العقل يسبب سوء علاقات بين ذي الظن ومن قامت الظنون ضده .. فالحنفية تبادل الفعل الفائق وليس الفعل الضامر الضار .. ومن تلك المنهجية يقوم الدين (الدين القيم) الذي يتعامل معه العقل الفطري تعامل تبادلي فائق الفعل والنقل عند الحاجة اليه كما تفعل الحنفية فعلها معنا في حاجاتنا للماء ولن يكون الدين مبهم بشكل طقوس ومعتقدات لا تغني ولا تسمن أي مجرد (إعتراف عقائدي) لان ذلك غير منتج كما هم الضالون في ديانات خرافية المصدر والتنفيذ والذين يشكلون نسبة عالية جدا من البشرية منتشرين في ارجاء الارض وهم يتجددون وتتكاثر عقائدهم الفاسدة التي لا تمتلك (حنفية) مثل حركة (الرائليين) ذات الفكر الهمجي في قاموس حضاري حديث ...

    اتحاد العالمين وخضوعهما لمشغل واحد (رب العالمين) هو نصر فكري كبير يضع الانسانية جميعها وبالاخص منهم حملة القرءان أمام فرصة تطبيقات لقراءة خارطة العقل من خلال قرءاة خارطة النشاط المادي بدءا من عقلانية العنصر المادي (المستوى العقلي الاول) ومن ثم عقلانية الخلية (المستوى العقلي الثاني) ومن ثم عقلانية العضو (المستوى العقلي الثالث) ومن ثم عقلانية الكائن الحي (المستوى العقلي الرابع) تلك المستويات العقلانية الأربعة يمكن أن يرى عالمها المادي واستخلاص سنن الخلق منها (أرحامها) ومن ثم تطبيقها على (أرحام) عقلانيتها فتكون بين ايدينا صفة (الرحمان) لـ (عالمان) والقرءان يذكرنا

    (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام:143)

    (وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:144)

    ثمانية أزواج .. لأربعة مستويات ...

    اربعة مرئية .. لها ارحام نشيء

    اربعة لا مادية لها ارحام نشيء

    للذكرين حرم

    للانثيين حرم

    نكتفي بالاشارة التذكيرية التي تحفز العقل إن نفعت ونحجب الباقي من تلك الاثارة لخصوصيات موضوعية لا يمكن نشرها بسبب عدم نشر مؤهلاتها المبدئية واصولها البحثية بعد الا إن الذكرى تمتلك فاعليتها مع المتذكر الساعي الى التهام العلم من مصدرية قرءانية

    قراءة خارطة العقل تعني الكثير في كشف مضامين فطرة الخلق ونشأة التكوين وهي ذات نفع شخصي تخص من يبحث فيها ولا يشترط أن تكون طودا علميا في عروش علمية ومصادق عليها بتواقيع وأختام وفرق علمية ولجان أكاديمية ذلك لأن التكليف القرءاني فردي (فأقم وجهك للدين فطرت الله) ولم يكن الخطاب الشريف جماعي ذلك لأن التعامل مع الفطرة العقلية يتم بشكل فردي محض لان العقل لا ينتقل من كفة ميزان الى كفة ميزان اخرى بنفس الوزن ولا يمكن وضع المادة العقلية في انبوبة اختبار ليراها تلاميذ اكاديميون ..!! انها مهمة فرد مفرد ولا تتجاوز الصفة الفردية وإن سطرها تذكيري التفعيل ولا يرقى الى قيام العلم المكتسب وتلك هي من اسرار الهداية الالهية لان مشغل العقل هو الله ولا إله (ءالة) غيره لتشغيل العقل ولعل المطلعين على الدنا والرنا يعرفون تلك الحقيقة ..

    الذكرى القرءانية لم تفارق فطرتنا التي سطر منها سطور مقروئة ستكون مقرونة بسطور في (العقيدة والفطرة 3)

    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)


    الحاج عبود الخالدي

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X