دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفطرة والعقيدة (5) ثقافة التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفطرة والعقيدة (5) ثقافة التوحيد

    الفطرة والعقيدة (5)
    ثقافة التوحيد
    من أجل معارف عقائدية مستقلة





    ليس من السهل أن ينثني العقل مع ذاته من أجل أن يقيم عقيدة توحيدية راسخة خارج المعارف النقلية إلا إن خالق العقل والكون جميعا هو الذي منح العقل تلك القدرة وأردفها بالاجازة والتذكير

    (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:113)

    و (لعل) هنا في هذا النص الشريف تعني بوضوح إن الذكرى لن تكون تلقائية التفعيل الا من خلال التقوى فمن لا يتقي في صفته كمخلوق ولا يخاف من الخلق من حوله فلن يدرك الخالق والقرءان سوف لن يحدث له ذكرى ... الغور في العقل يمسك بمماسك العقل وما حوله من مرابط في الخلق وهي الفطرة في التنفيذ التي تكون لها قدرة عقلية في معرفة الدين ومن عرف بالعقل حقوقه وواجباته كانت فطرته بين يديه وعرف الله لأنه سيجد ان الدين لله فما من حق او واجب الا ويكون للخالق وتنظيماته حضور في ذلك لأن الخلق مخلوق بنظم وروابط يرى العاقل نفسه فيها ومن يريد الاطمئنان لهذه الراشدة في العقل فالقرءان يذكر عقله فيذكر اذا كان خائفا من وجوده في محيطه الذي هو فيه (من المتقين) اما اذا كان غافلا عن ما يجري له وهو مطمئن ليومه وغده استنادا لطمأنينة المجتمع والناس والعلم وما يقول وكل ما هو فيه مطمئن له فان القرءان لن ينفعه ولن يذكره فالذين أطمأنت قلوبهم لدنياهم وظنوا أنهم يحسنون صنعا فلن تكون لهم ذكرى في فطرة او قرءان ولكن من يبحث عن الطمأنينة (متقي) فانه يسمع القرءان ويتذكر أن له فطرة عقل يمكن أن يقوم بها الدين ففيه وعيد وفيه تحذير وانذار وبشرى .. ونرى نص قرءاني تذكيري يربط الدين بالفطرة
    العقلية :


    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

    وتبدأ عملية الغور عمقا في العقل لنعلم مدى قدرات العقل التكوينية ذلك لأن الوعاء العقلي لا يحتاج الى فحص مختبري او تشريح فسلجي فهو في صحوة العاقل يقينا بلا ريب ... ومن العقل نبدأ في العقل لنتسائل كيف يتفعل العقل في العقل ونرحل بعقولنا الى مصنع للزجاج ينتج اقداح الزجاج ونرى باعيننا ماكنة الاقداح تنتج نسخا كثيرة متلاحقة من الاقداح ينقلها حزام ناقل وهي لا تزال ساخنة فلو أن صاحب المصنع قال لزائره هذا القدح الذي خرج الان من فكي الماكنة هو لك وتستطيع ان تستلمه حين يبرد بعد حين فان الموهوب له سوف لن يستطيع ان يدرك القدح الذي اصبح ملكا له ذلك لان كل الاقداح متطابقة الشكل ولا يستطيع العقل ادراك القدح المتميز بكونه هدية زائر المصنع ... من تلك المعالجة الاختبارية نرى وعسى أن يرى متابعنا الفاضل إن (المختلف) هو الذي يقيم الادراك العقلاني وبغيره يعجز العقل عن الإدراك وتتوقف قدرته المعرفية ... من هذا المثل البسيط استطاعت عقولنا الفطرية أن تدرك أن المدركات لا تقوم ولن تقوم الا من خلال (المختلف) ونستطيع ان نجرب هذه النتيجة في عموم حارات العقل لنعرف حقيقة المدرك العقلاني في (المختلف) الذي يعتبر العنصر الرئيس الذي يحرك العقل فيدرك الاشياء ... كل شيء لا يمكن ادراكه الا من خلال المختلف وعندما يشاهد العقل او يحس بشيء ليس له مختلف فان (العدم) هو المختلف العام للعقل وبذلك ننصح مراجعة إدراجنا (إدراك العدم) تحت الرابط ادناه :

    ادراك العدم

    مدركان لا يملكان (المختلف العام) الا هو (العدم) وهما الذات الالهية الشريفة (الله) والزمن وكلاهما لا يمتلكان مختلف عام في العدم ولا يمكن تصور عدم وجود الخالق لان المخلوق موجود ولا يمكن تصور انعدام الزمن

    الله سبحانه وتعالى ليس له مختلف وليس له ظهير او ولد وليس له شبيه يشاكله لكي يكون له (مختلف) ولا يمكن للعقل أن يتصور عدم وجود الخالق ليكون للعقل القدرة على ادراك كينونة الخالق (الذات الشريفة) فهي لا تدرك من خلال تكوينة العقل وهو عجز تكويني وليس عجز معرفي اي ان زيادة المعارف واتساعها وعمقها لن يوفر للعقل البشري فرصة التعرف على الذات الالهية الشريفة وبالتالي فان اي وصف للذات الشريفة يعتبر هراء كمن يدعي ان له بيتا في الشمس ..!!

    تلك الراصدة العقلانية باتجاه الخالق تعتمد على تفاعلية عقلية فردية تظهر من خلالها فاعلية العقل التكوينية ومن خلالها نستطيع تحديد قدرة العقل على عدم ادراك الخالق كينونة (الذات الشريفة) ومن تلك الحدود في المقدرة التي يمتلكها العقل تقوم نتيجة حتمية إن رصد الذات الالهية فيها عجز تكويني وذلك العجز التكويني ليس نقصا في العقل بل يعني حدود العقل في الإدراك

    (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (لأعراف:143)

    من هذا النص التذكيري تتذكر عقولنا أن الله مشغل يشغل الخلق ويحركه وعندما تجلى للجبل (الكثير المتلازم) يكون الجبل متحركا غير مستقر فهو في الخلق (فإن استقر مكانه) يعني خروجه من تشغيل الخلق فانقلب عند إخراجه من وعاء الخلق فاصبح (دكا) فصعق موسى (العقل) ... هذه التذكرة القرءانية تؤكد لعقولنا إن الخلق مستمر وغير راكد كما يتصوره الناس وأن الله (خلق) السماوات والارض ومجمل الخلق وبعد الخلق اصبح يتحرك تلقائيا بقدراته هو كمخلوق ... الله يمارس خلقه من الازل الى الخلود فهو مشغل الخلق بعد الخلق والجبل لن يستقر مكانه ذلك يعني ان الخلق في عملية تشغيل دائم وصفة الله الدائم تعني الكثير في العقل ولا سكون واستقرار للخلق فالخلق دوامة تشغيل والله لا سنة له ولا نوم في صفات الله ... الخلق في دوامة ذلك ما يقوله العلم فلم يجد العلم شيئا لا حراك فيه (إن استقر الجبل مكانه) سيكون دكا ذلك يعني انه خرج من وعاء الخلق عندما (جلى الله) عن الجبل (تجلى) وهو من مقاصد (الجلاء) وهو لفظ له علاقة بعنصر الزمن ومنه لفظ (أجل) ... عندما يريد العقل مساعدات فكرية في الذكرى فيكون المثل التالي :

    الله هو الخالق المشغل للخلق مثل ما نتصور محرك سيارة وهو شغال ويدور كأنه دوامة تدور فإن قدراتنا العقلية لا تستطيع ان تعرف كينونة التشغيل والمحرك مستمر بالدوران بل لا بد من أن يتوقف المحرك عن الدوران لكي تستطيع عقولنا ان تدرك كينونة تلك الحركة وتفاصيلها (انظر الى الجبل لو استقر مكانه) وبما إنه لن يستقر الا بعد أن يخرج من الخلق ويجلو عنه الله فيكون (دكا) فإن العقل يصعق ولا يستطيع أن يدرك كينونة تلك القوة المشغلة لأن المخلوق في الخلق ولا يمكن وقف الخلق والمخلوق باقيا في الخلق بل سينتهي ويخر ويصعق ويفقد تكوينته واهمها عقل الناظر للذات الالهية الشريفة (أرني انظر اليك) ... ومهما كان الهدف من النظر فالأمر لا يختلف فإن كان للفضول كما يطرحه بعض الصبية من تساؤلات (الله الخالق فمن خلق الله ...؟) أو أن يكون لأغراض علمية مثل الفيزيائي (انشتاين) الذي حاول أن يرى مشغل الفيزياء فصعق في عقله فقال بـ (النسبية) او مثل العالم (هوكنغ) الذي اراد أن يعرف مشغل الزمن فقال في النقاط السوداء والعلم لم يتعرف بعد على النقاط السوداء فقال إن الزمن هناك (البقع السوداء) حيث يكون إما تصفير الزمن او لا نهاية الزمن وفي حقيقة الحال إن العقل البشري العلمي بكماله لا يستطيع أن يتصور المالانهاية لان أي تصور للمالانهاية هي حدود ايضا وبعدها تبدأ رحلة اخرى للمالانهاية مرة اخرى حتى يصعق العقل مرة اخرى ...

    من تلك الرجرجات العقلية في وعي عقلاني متفكر يدرك العاقل إن ثقافة التوحيد تتفاعل مع فطرة العقل الانساني ويستطيع الانسان بعقله ان يدرك التوحيد بصفته التكوينية وليس عن طريق الاعتراف المجرد من المضامين العقلانية بوحدانية الله أي ثقافة التوحيد من خلال الاعتراف بوحدانية الله نقلا .

    هذه الثقافة (التوحيدية) سوف لن تكون بوقا معرفيا عقائديا للتغني بها او لغرض الرد على المشركين والملحدين بل لتلك الثقافة قفزة نوعية تخص علوم التكوين إجمالا وتؤدي الى حل ألغاز عميقة في كل مسطحات العلم وذلك من خلال مذكر قرءاني يذكر العقل

    (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (لأعراف:180)

    تلك التذكرة تؤتي ثمارا علمية في مسطح معرفي رفيع جدا لان ثقافة التوحيد (لا إله إلا الله) تمنح عقول العلماء راسخة مفادها أن كل صفة غالبة فائقة لا بد أن تكون مرتبطة بالله فهي أسماء (صفات غالبة) وهي فائقة (حسنى) فتكون دعوة الله بها عندما يكون العقل قادرا على فهم وحدانية الله وأن لا (إله) غير الله في مجمل الخلق فلا آلة الا هو فتكون دعوة العقل الى الخالق من خلال مخلوقاته (صفات الله الغالبة) ذات الفعل الفائق ومنها تقوم سنن التشغيل فينكشف للانسان كل شيء يقع في حاجاته

    الذين يلحدون في اسمائه ويخفون تلك الصفات الغالبة ورابطها مع الإله الواحد فان لهم جزاء بما الحدوا في تلك الاسماء واللحد هو اخفاء جثة الميت ...

    تلك تذكرة فمن شاء ذكر وما يذكرون الا ان يشاء الله

    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    ِِالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    الاسلام هو التسليم لله وحده ، وهو دين الله من قبل ومن بعد
    وهو الحقيقة البيضاء التي لا شرك فيها
    وهو فوق العصبيات الدينية والعرقية
    وهو الشهادة على الناس والتي ذروتها الجهاد في سبيل الله .
    ( لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر )
    فالانطلاقة الأيمانية يجب أن تكون من حيث الله
    والأعتقاد بأن يوم توفى فيه كل نفس ما عملت.
    ( وذكر الله كثيرا ) وعي التوحيد وتفعيله بأستمرار .
    فالدين هو الجهاد والايمان بالله تعالى والكفر بالشركاء ورفض الانداد
    وعندما نقول : لا اله الا الله ، فأن علينا أن نقول لا للطغاة
    لا للمفسدين
    شكرا لك أستاذنا الجليل على ما أتحفتنا به من اشارات
    وعبر قيمة في الفطرة والتوحيد
    من وحي قرءان ربك المجيد
    ومن الله تعالى الرفعة والتسديد.
    سلام عليكم

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X