اللفظ القرءاني ( هنالك ) : دلالات البعد المكاني في ( القرءان )

[الباحثة وديعة عمراني]

اللفظ القرءاني ( هنالك ) : دلالات البعد المكاني
في ( القرءان )

القرءان ..انه كلام الله .. كل حرف من حروفه يحمل آية عظيمة ..وكل لفظ معجزة ..عحز المشركون عن اتيان ( سورة ) من مثله ..وعجر العرب رغم فصاحة لسانهم عن التشكيك به او التصدي له .. لان القرءان بلسان عربي مبين .. بيانه بيان تتصدع له الجبال من خشية الله ..انه كلام الله ..فلا اله لا الله محمد رسول لله .

حديثنا اليوم عن اللفظ القرءاني ( هنالك ) من وجهة معنى اللفظ داخل دلالات البعد المكاني في القرءان

ما اثارنا كاول نقطة في هذا البيان .. لما لم يحضر لفظ ( هناك ) في القرءان ..بحيث الذي حضر هو لفظ ( هنالك ) في محمل الآيات التي شملت ذلك اللفظ !! لما لا يجوز حضور لفظ ( هناك ) في تلك الآيات ..ولما ثم اضافة حرف ( اللام ) ليكون لفظ ( هنالك ) هو اللفظ الواجب حضوره في بيان مقاصد كلام الله في آياته العظيمة .

كمثال الاية الكريمة من سورة الكهف ( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44))

أسئلة نطرحها ..للتفكر والتدبر ..فيقوم العلم والتعلم .

جزاكم الله كل خير على كل انصات ومتابعة قيمة لكم

والسلام عليكم ورحمة الله

[الحاج عبود الخالدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنالك .. لفظ قرءاني يكتب هنالك ويكتب (هنلك) وتوضع الف صغيرة بعد حرف النون مثل كتابة لفظ (ذلك) ... لفظ (هنا .. هناك) لفظ يستخدم في كلامنا ويراد به (ظرف مكان) او ظرف (زمكان) مثل ما يقال (في زمن الازمات تبتلى الانفس ولا توجد هناك استراحة للنفوس)


(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)

جاءت الاية الكريمة مستقلة البيان في سورة الكهف بعد مثل رجلين لهما جنتان احدهما كان ظالما لنفسه وحين احيط بثمره اصبح يقلب كفيه على ما انفق وما كان له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا والمثل الشريف كان يصف نتيجة لـ (الشرك بالله) فجيء بالولاية لله الحق سبقتها كلمة (هنالك) فيكون القرءان قد بين مقاصد الله في زمنين تكون فيه الولاية (الشكر) و (زمن العقاب) وجاء النص واضحا البيان (خير ثوابا للشكر + خير عقبا للشرك) ويؤكد ذلك المسرب نص اخر

(فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) (لأعراف:119)

وفيه زمنان (الاول) زمن الخسران ـ فغلبوا (الثاني) زمن الصغر ـ صاغرين ....

(هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (يونس:30)

النص يؤكد ان هنلك ارتداد الى الله مولاهم وهو زمن سبقه زمن وكان الزمن الاول (انهم يفترون) وكان الزمن الثاني (ضل عنهم الافتراء) فالمفتريات التي اقاموها هي التي اضلتهم كما هو حال المأكولات المعدلة وراثيا التي اضلت طاعميها وكانت من اصل الافتراء والكذب على الله وعلى الانفس حين يراد من نشاط التعديل الوراثي محاسن التعديل الوراثي وكأن عملية (التعديل) تعني ان (اعوجاج في الخلق) في تلك الثمار فعدلوها وما كانوا صادقين بل عوجوها وهو الافتراء بعينه والسرطان وامثاله هو (ضل عنهم ما كانوا يفترون)

من تلك المعالجات التدبرية للنصوص الشريفة يتضح ان (هنلك) لفظ يراد منه (حاويتين للسعي) اي (زمنين) بموجب مفاهيمنا ولا يوجد لـ (ظرف المكان) حضور في القصد الالهي بل المكان يكون ضمنا في (حاوية السعي) ولا يمكن ان يقوم نشاط بشري في الفراغ المادي بل لا بد ان يكون له مكان (حيز) الا ان المكان ليس جزء من تكوينة الوصف فالرجلان والجنتان في سورة الكهف لهما مكان متزامن مع الحدث الموصوف ولكنه غير ملتصق بالقصد الشريف فالفاعلية الدستورية تقوم اينما كانت الجنتان في مصر او في جزيرة العرب مثلا

لفظ هنالك في علم الحرف هو (ماسكة مستمرة) وهنا يظهر الزمن بالاستمرارية في حاوية السعي وتلك الماسكة المستمرة تكون لـ (ناقل تبادلي) وهو يعني (المؤثر والاثر) يتناقلان الفاعلية تبادليا بشكل (فعال) وهو في وصف (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره * ومن يعمل مثقال ذرة شر يره) ففي تلك الصفة التفعيلية تكون (الولاية لله) فاشار اليها النص الشريف بلفظ (هنالك الولاية لله الحق)
سلام عليك

[الباحثة وديعة عمراني]

رد: اللفظ القرءاني ( هنالك ) : دلالات البعد المكاني في ( القرءان )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شكرا جزيلا لفضيلة الحاج عبود الخالدي

هنالك تعني ماسكة لها استمرارية مع الزمن وسعي الانسان فيه ليمسك جزاء عمله من خير كان او من شر .

السلام عليكم