دنيا لا تدان

[الحاج عبود الخالدي]

دنيا لا تدان

من اجل ان لا ينتحر الفكر على عتبات الحضارة

دنيا ... بهرجها آخاذ يأخذ الالباب ولن يكون لدين الله في ابوابها باب فكل ابواب دنيانا على جهنم مشرعة وابواب رضا الرحمن مؤصدة في دنيا تكالبت على اهلها واثخنت حاجاتهم حاجات فنسينا ربنا فاصبح السير في مسارب دنيانا مضاءة وانحسر النور في مسار الدين وخفت العقل في امر دين لدنيا لا تدان ودين يدان بابخس النعوت ودنيا تنهش اهلها وتزرع البغضاء بين انسانيتها ودين اهلها في ضياع هنا يعبدون البقر وهناك يعبدون البشر وفي اقاصي الارض كفر منتشر وكأن المخلوق لا يعرف الخالق فكانت ابواب العقل مؤصدة ومفاتيح القلوب قد فقدت والاقفال صدأت وذهب الانسان لدنياه ولربه لن يذهب فارباب من بشر كثيرون واسباب اصبحت آلهة للمتألهين في بريق آلي وتقنيات معبودة ودراهم من ورق كأنها وريقات المقامرين والناس لها ساجدون راكعون وفي غفوة عقل عليها يتصارعون ومن اجلها انسانيتهم تضيع فيفقد الاخ اخاه والجار يفقد من جاراه فكثرت الذميمة وانحسرت الحميمة فصارت حميمة الجاهلية بديل رقي فالقبلية صارت وطنية والقمار صار في عملة الوطن وعقول البشر على سيقان نسائهم راقصون وللرذيلة متحضرون وخـُلـْق بشري مفقود في غانية غنية فائقة الغنى من رقصاتها وفرة مال واستاذ جامعي فقير ومن علمه شحة مال ولاعب يلعب الكرة بين اقدامه ملايينه خير من دراهم طبيب وملاكم على حلبة ملاكمة حيوانية يقبض ملايين وجراح طبيب يقبض على سرير الموت حفنة قروش فلم يبق للحق ميزان وانتشر الجهل في اروقة عقل البشر فاصبحت الدنيا لا تدان فالدين انحسر والخلق اندثر فصارت زرائب الابقار ومحطات الدواجن خير من احياء الفقراء وشعوب جياع وبقر متخم وضاعت حضارة الطين واستعلت عمارات الساكنين فكانوا اقرب الى السماء وابعد كثيرا من قوانين السماء وهم خلقوا من طين لكنهم على حضارة الطين متمردين فاصبحوا عتلات في ماكنة حضارية تستبدل غيارها بالجسد حين الوهن ويتحول الانسان في حضارة المتحضرين فيكون اداة ليس فيها حياة الأدميين في دنيا لا تدان يقضمها الزمن ولا خلود لدنيا لا تدان فالله بالغ امره والبشرية لغفوتها استحقاق فامر الله اتي ولماذا تستعجلون فكل مستحق يقبض ما يستحق فحين يدفع العراقيون ضريبة الغثيان في عقولهم من مليونية قتل ومليونية مهجرة يدفع الامريكيون مستحقات ما فعلوه في مليونية سرطانية ومليونية مهجرة من اعاصير مدمرة فليس لحكومة الله منفذ خلاص الا حين يكون للغفوة صحوة حتى حين فانتظروا انا منتظرون فالله لا يخلف الميعاد والبشر وقود افعالهم فمن عمل خيرا يره ومن عمل شرا يره والله حاكم وحكيم ولا يفوته الفوت

الحاج عبود الخالدي