دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حــــكــومــة الله اين تكون

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حــــكــومــة الله اين تكون

    حــــكــومــة الله اين تكون

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة


    من الصعب بل الاصعب كثيرا ان تدرك العقول بيقين مطلق حكومة الله التنفيذية بين الناس وان استطاع بعض المؤمنين ان يدركوا تلك الحكومة من حيث النتاج واثرها في معاقبة المجرمين الا انهم غير قادرين على ادراك تفاصيل تلك الحكومة وانظمتها التنفيذية في خلق الله وتبقى قدرات الانسان كما كانت سابقا تتعامل مع حكومة الله تعاملا اجماليا بل ضبابيا الى حدود قاسية على المدرك العقلي في الوقت الذي لا يمكن ان تتحقق مخافة الله ما لم ينضبط العقل ازاء حكومة الله النافذة

    خفاء النظم التنفيذية لحكومة الله دفع بغالبية المذاهب الاسلامية الى ترسيخ فكرة ارجاء العقاب الى يوم القيامة وراجت فكرة المرجئة في الاسلام بعد حقبة الخلافة الراشدة في صدر الاسلام وتزايد رسوخ فكرة ارجاء العقاب الى ما بعد الموت عند فقهاء الصدر الاول للاسلام وقد لاقت تلك المراشد قبولا جماهيريا واسعا عند الناس ليس فقط بسبب ترويج الفقهاء لها بل ان قبول تلك الفكرة عند الجماهير تطابق مع غفلة الجماهير عن النظم التنفيذية لحكومة الله وبالتالي فان المكلف عندما يخالف الاحكام الشرعية كأن يعتدي على عابر سبيل مثلا وبعدها يتعرض الى ازمة من مرض اوخسارة او اعتداء مماثل عليه فان مراشد العقل عنده لا تستطيع ان تربط بين جرم المكلف والعقوبة التي نزلت فيه ويستطيع المذنب ان يصف العقوبة التي حاقت به بصنوف متعددة من الاوصاف التي تبعد أي رابطة بين جرمه وعقوبة ذلك الجرم فيقول حظ سيء او صدفة سيئة او توفيق سيء او انها امتحان الهي او انها فعل شيطاني او .. او وكل مجتمع في كل حقبة زمنية يمتلك حفنة من المعايير التي تفك الرابطة بين الجرم وعقوبته وبذلك الاتفاق العرفي الذي لا يرقى الى المصدرية الشرعية توارثت الاجيال فكرة تأجيل العقاب الى ما بعد الموت في اسوأ حيود فكري سجلته مسيرة الجماهير الاسلامية عبر مراحلها التاريخية المختلفة

    غض الطرف وغمض العين عن نافذية حكومة الله تدفع بالجمهور الاسلامي نحو الرذيلة خصوصا في فترة الصبا وعدم النضوج الفكري ... نقل عن مجلة مصرية نشرت مذكرات شيخ ازهري ارتد عن دينه واعلن الحاده قائلا (كان يحدثنا شيخنا في الجامع ان من افطر رمضان عمدا فان الملائكة تفعل به كذا وكذا في ليلة افطاره ويضيف انه عندما افطر عمدا في رمضان بقي ينتظر فعل الملائكة في تلك الليلة فان احدا منهم لم يأتي واصبح من ليلته تلك في احسن حال ..) مثل هذه الاعترافات الخطيرة ليست مؤشرا بحثيا يركن اليه او يعتمد في اثارة عقل من يريد ان يصل الى الحقيقة لان الحقيقة تعلن عن نفسها في حيود جماهيري اسلامي كبير فسرعان ما صاحبت الثورة الصناعية ثورة جماهيرية اسلامية في الانسلاخ من النظم الاسلامية الراسخة سواء كان في ازياء المسلمين وازياء نسائهم او في يومياتهم فبعد ان كان حلق الذقن مخالفة لسنة رسول الله اصبح حلق الذقون علامة حضارية تفرق بين المتخلفين والمتحضرين حتى سرت تلك الظاهرة لمشايخ المسلمين في الربع الثالث من القرن الماضي .

    ليس الهدف من هذه المناورة هو تهشيم الفكر المستقر عند السابقين لان تهشيم تلك الافكار الراسخة عندهم لا يعني الفوز بمسك الحقيقة العادلة ولكن الهدف من هذه المناورة الفكرية هو منع ميراث تلك الرواسخ الفكرية العوجاء التي ابعدت جماهير المكلفين عن دائرة مخافة الله حتى وصلت الحال الى اسوأ ما يمكن ان يوصف به حال من الاحوال السيئة فترى المخالف يخاف من مجتمعه كثيرا ولا يخاف الله وذلك بسبب ضمور الحق في معرفة حكومة الله النافذة في خلقه ... ولنجمع شتات عقولنا ونفترض المثل الاجتماعي التالي :

    لو انك سافرت الى المملكة الفلانية وعند تواجدك هنالك اضطررت لتوجيه صفعة لاحد رعايا تلك المملكة عندها ستظهر بين يديك حكومة الملك فلان في طود تنفيذي كبير من شرطة وضباط شرطة وابنية وانظمة ومن بعدها تظهر منظومة قضائية وابنية فارهة ورجال قانون وبعدها سترى منظومة السجن ومبانيها ورجال السجن وسوف ترى رتبا عسكرية كثيرة ونياشين والقاب ومراسيم عديدة وملفات تنظيمة لا حصر لها وقوانين عظيمة لا مساس فيها فلسوف تجد بشكل كبير ان حكومة الملك فلان هي اكبر بكثير جدا من حكومة الله فعندما تقوم بصفعة احد من رعية الله فان حكومة الله لن تظهر بنفاذيتها كما ظهرت حكومة الملك فلان .. كيف يكون الله اكبر اذن ...!!! وكيف تستطيع ان تكبر الله في اليوم عشرات المرات وانت ترى ان غير الله هو اكبر من الله وفي اهم رصد يمكن ان ترصده وهو حكومة الله ....!!!!!!

    هذه المعالجة لا تحتاج مصادقة مؤسسة اكاديمية لغرض ترسيخها بل هي من مستقرات اجتماعية مشهورة وواضحة ويعرفها القاصي عنها والداني منها حتى يمكن ادراكها من قبل اقل العقول البشرية نشاطا واذا اردنا ان نضع مضامين للغفلة الجماعية عن نفاذية حكومة الله ربما يكون المثل التالي مساعدا للعقل الباحث :
    عندما تلتقي مع رجل بدوي في بطن الصحراء وهو يدعوك للبقاء في دياره فتعتذر منه قائلا انك لا بد ان تراجع دائرة المرور لدفع الغرامات وتسعى لاستبدال (سنوية السيارة) فقد انتهت نفاذيتها .... لا يستطيع الرجل البدوي ان يفهم منك شيئا من الكلام الموجه اليه فهو لا يعرف ماهية قوانين المرور او حتى ان للمرور دائرة تتحكم به وهو لا يعرف ان للمرور غرامة وهو لا يستطيع ان يفهم معنى سنوية السيارة لان السنوية عنده تعني سنوية المتوفي وليس لها قانون نفاذية .... الرجل البدوي سوف لن يفهم الكلام ليس لان عقله عاجز عن الفهم !!! بل لانه لا يتعامل مع قانون المرور في الصحراء !!! انها نقطة فهم كبيرة في المستقر العقلي عسى ان يدركها متابعنا الفاضل ..... نحن لا نعرف قوانين الله النافذة فينا ليس لان عقولنا عاجزة عن فهمها بل لاننا لا نتعامل مع تلك القوانين وهجرتها عقولنا هجرا جماعيا ومتوارثا اي ان عملية الهجر نشاط موروث من اجيال سابقة ربما الى عصر الرسالة الشريفة او قبله ... ولكن القرءان معنا يزودنا بقائمة طويلة للعقاب الجماعي لاقوام ورد ذكرهم في القرءان بل لافراد وأولهم ءادم عليه السلام وعقوبة ذا النون الذي ظن ان لن يقدر عليه وقوم نوح وقوم لوط وقوم فرعون واصحاب مدين وكثير من الامثال الفردية والجماعية لاشخاص عوقبوا في دار الدنيا

    (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:55)

    هل يحتاج النص الشريف الى مصادقة مذهبية لفهمه او هل يحتاج النص الشريف الى مفسر معترف به لتفسير قول الله الواضح البيان ام ان فهم القرءان حكرا لعناوين والقاب محددة ولم ينزل بها الله من سلطان

    (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل:69)

    وهل في هذه الاية غير التكليف الشرعي الملزم ... عاقبة المجرمين هي عقوبتهم .. من عقوبتهم يتم استبيان القانون الالهي في سبيل المجرمين ويظهر القانون الشريف ... النداء الالهي شامل عام ولا يمكن تخصيصه لقوم او اشخاص في التأريخ كما يقول المفسرون بل علينا ان نرى عاقبة المجرمين فينا ومن هم حولنا ...
    هذا كان يشرب الخمر علنا ولا يحسب لله وقارا ... كيف كانت عاقبته
    وهذا كان يمتهن السرقة .. كيف كانت عاقبته ومن حوله ممن اكل الحرام والتهم المال المسروق
    هذا كان يعتدي على الناس ... ماذا حل به
    هذا كان يأكل اموال الناس بالربا وبالباطل .. كيف يكون مصيره
    وهذه الغانية .. كيف كانت خاتمتها
    وهذه باغية .. كيف عاقبتها
    وهذا مرتشي .. وهذا فاسق .. وهذا يخسر الميزان .. وهذا يغش في حرفته .. وهذا وهذا وهذا .. كلهم مجرمون حولنا ومعنا نعرف ماضيهم الاجرامي ونتعرف على عاقبتهم فلسوف نرى حكومة الله النافذة فيهم
    منهجية القرءان العظيم تكثر من الامثال لان المثل هو اكثر الاوعية العقلانية وسعة في حمل موضوعية القانون الكامن تحت المثل .. ازاء تلك المنهجية القدسية فان طرح مثل توضيحي قد يرطب اجواء هذه السطور خصوصا ان المثل الذي ساسوقه هو من مجتمع مسلم وان الرصد سوف يكون للعقوبة للتعرف على المجرم ومن ثم التعرف على جرمه ..

    في مدينتي كان يعيش رجل ثري نسبيا ومشهور شهرة واسعة بالزهد والتعبد والتقوى حتى بلغ زهده شهرة متميزة وبعد ان قبض الى ربه تزوجت ابنته الوحيدة من رجل اتضح فيما بعد ان ذلك الزوج فاسق من الدرجة الفائقة مما ادى الى ضياع اموال ذلك الزاهد على موائد القمار وفي شرب الخمر والبغاء وكنت انا قريبا من تلك العائلة لاسمع عن تلك الامور التي ارى من خلالها اختلالا فكريا كبيرا في مراقبة قوانين الله التي تدافع عن الذين امنوا

    (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)

    اين الحفظة الذين وعد بهم الله سبحانه في دستورية قرءانية لا عوج فيها ولماذا فرطوا بحفظ ماله به بعد موته !! ... كيف تضيع اموال ذلك الزاهد وعليها حفظة بنص قرءاني ولكن عطفا على نص اخر

    (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82)

    وعندما يرتبط هذا النص الشريف بنص اخر تتضح الصورة اكثر

    (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(البقرة: من الآية124)

    اذن هنلك ظلم من ذلك الزاهد تم رصده من خلال العقوبة التي رصدت في ضياع ذلك المال على موارد الرذيله .. سرت في الارض وتوجهت الى احد اقارب ذلك الزاهد المقربين منه وشرحت له مضمون الاسطر السابقة بحدود عقلانية ذلك الرجل فاجابني جازما ومنفعلا (من قال لك ان ذلك الزاهد لم يكن ظالما ..؟) فقلت له زهده مشهور فقال لي (لا تعرف حقيقة ظلمه لانه يخفي ذلك بحيلة شرعية ) قلت له كيف فقال لي (كان يتعامل بالربا ..) فقلت له او يعقل ان فلان الزاهد كان مرابيا ..!! قال لي بل اخذ الربا مني ولكن تحت عناوين شرعية فقلت له كيف قال كان كثيرا ما يدعوني الى طلب مساعدته عند حاجتي للمال وفي يوم احتجت الى بعض المال فاقرضني المبلغ الذي اريد ولكنه طلب مني ان ارهن عنده احدى غرف منزلي تحت شعار شرعي (فرهان مقبوضة) وبعد ان قبلت الرهن طلب مني ايجارا شهريا عن تلك الغرفة من المنزل .... ازعجتني معالجته وعندما اشتيكته الى احد اصدقائه فتبسم قائلا انه فعلها معي ايضا ...

    من هذا المثل الميداني يتحقق التكليف الالهي (قل سيروا .... عاقبة المجرمين) وعند رصد (نظر) تلك العاقبة نستبين سبيل المجرمين والقانون الذي يحكمهم ونرى نفاذية حكومة الله بتفاصيلها وعند الامعان والاصرار على هذا المسرب الفكري يتم الوصول الى ادق تفاصيل قوانين حكومة الله ونفاذيتها في الخلق ... وعندما تسائلت عن سبب نزول العقوبة به بعد موته وكيف بقيت امواله محفوظة في حال حياته وضياعها بعد موته وجدت ان حيازته لتلك الاموال كانت لعقوبته ايضا فان اكثر ماله كان عبارة عن مساكن مؤجرة للغير وعندما تفعلت قوانين الدولة في ايجار المساكن اصبح المستأجر سيد الموقف وبدأ المالك (المؤجر) يتعذب بتلك الاموال ولا تسعده فقلت سبحان الله ربي وربه

    عندما تمسك عقولنا بضابطة حاكمية حكومة الله لا نتوقف عند المجرمين في استقراء قوانين الله بل تنقلب المسارب الفكرية لتنضبط في الجانب الاخر من تلك الحكومة النافذة وهو الجانب الايجابي في مثوبة الله الدنيوية ونستقريء القوانين التي تكافيء المؤمنين من خلال مراقبة الثواب وليس العقاب ....
    (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف:79)
    النص الشريف اعلاه في مثل العبد الصالح الذي سعى سعيا ليخرم سفينة تعود لمساكين يعملون في البحر هو مثل يستوجب تشريحه على طاولة الباحث عن الحكومة التنفيذية لله سبحانه ومدى فاعلية تلك الحكومة ودرجة دقتها العالية وعند تشريح هذا المثل سنجد ان فعل خرم السفينة فعل غير مقبول من قبل المساكين انفسهم او من قبل اي مراقب اخر للحدث مثل موسى الذي صاحب العبد الصالح ورأى فعله الذي لم يستطع عليه صبرا ولكن الدستور القرءاني الشريف يؤكد ذلك بشكل حرفي دقيق جدا

    (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19)

    اذن هنلك معادلة فكرية ترتبط مع الحدث بنفاذية من حكومة الله مثلها بمثل ما نفهمه من قوانين الدولة الحديثة فقانون العقوبات مثلا هو (معادلة فكرية) وضعها رجال متخصصون بصياغة القانون وفق معايير التعادل الفكري وتلك المعادلة الفكرية (القانون) مرتبط بالحدث الذي سيحدث لاحقا فلو ان قانون العقوبات قد قرر السجن عشر سنوات لمن يختلس المال العام فان السنين العشر لم تبنى لغرض الانتقام من المختلس بل لبناء معادلة فكرية في ردع الاخرين من الاختلاس في طرف من طرفي المعادلة الفكرية وفي الطرف الاخر لكي يتم اصلاح اخلاق المختلس لغرض عودته الى مجتمعه بعد السنوات العشر وقد اصبح اكثر صلاحية في المشاركة مع مجتمعه ... تلك المعادلة الفكرية المجردة من الحدث تم بناؤها والحدث لم يحدث بعد ... من هذا المثل المستدرج من حيثيات نشاطنا نجد ان نفاذية حكومة السلاطين امتلكت التعادل الفكري قبل الحدث وتلك الاثارة قد تمنح عقولنا القدرة على فهم النصوص الشريفة في كيفية بناء التعادل الفكري في حكومة الله سبحانه ونرى فيها الجانب التنفيذي في عملية خرم السفينة او عملية قتل الغلام ... ذلك الطود الفكري الكبير المسطور في القرءان مهجور من قبل فقهاء المسلمين لانهم يتعاملون مع الامثال القرءانية باعتبارها قصص ذات مضامين معنوية غير قابلة للتطبيق لان العبد الصالح الذي صاحب موسى عليه السلام قد انتهت فاعليته ولكن لو عدنا الى الفكر الاجتماعي الاسلامي سنجد بعض الاشارات الغريبة العجيبة في قصة العبد الصالح باعتباره رجلا لا يزال حيا ولم يدركه الموت وقد وردت كثير من الروايات ان اسمه (الخضر) وهو شخصية روجت لها بعض الروايات الضعيفة ولكنها سرت بين الجماهير الاسلامية باعتبار ان (الخضر) هو رجل كتب له الحياة الطويلة ليمارس عملا كعمل خرم السفينة او امثاله ... ورغم هذه المسارب الغيبية في الفكر الجماهيري الاسلامي نجد ان الفقه الاسلامي عاجز تماما عن احتواء قوانين الله النافذة بتفصيلات نفاذ تلك القوانين بل ان القوانين نفسها غير معروفة بشكل تفصيلي بل ان ما يتحدث عنه الفقهاء هي عموميات شاملة في غضبة الله على المخالفين من عباده وعطاء الله الكريم لاحباء الله وعباده الصالحين اما تفاصيل تلك القوانين بشقيها الايجابي (الثواب) والسلبي (العقاب) بقيت حكومة الله النافذة خفية على جمهور المسلمين مما دفع الكثير منهم الانفلات من الشريعة لعدم مخافتهم منها .
    عندما نرصد النفاذ الايجابي لحكومة الله سيكون الباحث اكثر حركة في عقلانيته لان رصد الثواب المقرون بالدعاء يكون اكثر حضورا في جماهير المسلمين وان الذين يدعون الله فيستجيب لهم ربهم كثرة كثيرة لان الله قد كتب على نفسه الرحمة وعندما يكون الباحث في وعاء القرءان سيجد ان وعاء الثواب مفتوح بشكل كبير في فهم موضوعية الرزق كذلك سيجد الباحث عن حكومة الله ان الله سبحانه قد اجاز للعبد الصالح ان يتمنى ما يشاء ويطلب ما يشاء وبين ايدينا حكاية العشاء الرباني من نص دستوري

    (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (المائدة:114)

    وعندما يوسع الباحث بحثه في وعاء القرءان سيجد الاكثر ايجابية بل سيجد ان العبد الصالح كيفما يكون ذو حظوة كبرى بين يدي ربه فيطلب من ربه طلبات كبرى ايضا

    (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35)

    نحن نراقب الفقرات التنفيذية لمثل هذه المعادلة الفكرية المروجة في القرءان ومن خلال رقابة الفقرات التنفيذية يستطيع الباحث ان يمسك بالنظم التنفيذية لقوانين حكومة الله في شقها الايجابي وعلى الباحث ان يرصد المعادلة الفكرية في النص الدستوري لان النظم التنفيذية لحكومة الله مبنية على تلك المعادلة ويمكن ان نرى ذلك بالوضوح المطلق في النص الدستوري من خلال طلب العبد الصالح في تسوية الموقف بين العبد وربه اولا قبل تقديم الطلب فقال ويجب ان يقول كل عبد صالح (رب اغفر لي) والقول هنا ليس لفظا يقوم العبد الصالح بترديده كما يقال بيت الشعر بل ان القول يعني ربط الصفات التي تخص الذنوب التي استوجب الاستغفار منها وبعد ان يستوعب العبد الصالح طرف المعادلة الاول في الاستغفار المستكمل لشروطه يقوم الطرف الثاني للمعادلة في (هب لي ملكا) وهنا يجب ان تتألق عقلانية العبد الصالح قربا لربه وكلما اقترب كلما زادت الهبة الالهية الشريفة لصفة الله الغالبة (الوهاب) ...

    هذه المعالجة لا تعني ان الثواب سيكون حصريا بوجوب الدعاء من قبل العبد الصالح ونجد في النص الدستوري ان المساكين الذين يعملون في البحر لم يطلبوا من ربهم نجاة سفينتهم لانهم لا يعلمون ان ورائهم ملكا ظالما يأخذ كل سفينة غصبا بحيث نرصد فقرة تنفيذية في حكومة الله ان الثواب يشمل كل ما يصلح حال العبد الصالح حتى اذا استوجب قتل ابنه كما في مثل موسى وصاحبه

    (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) (الكهف:74)

    بناء الفكر الراشد يجب ان يقوم بلبنات قرءانية لان القرءان ليس للغناء بل للتطبيق عسى ان يدرك من يتابع معنا هذه الاثارات ويطلب من ربه

    (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)(الكهف: من الآية10)

    وللرشاد سبيل لن نجده في وعاء فكري الا في القرءان حصرا لانه يهدي للتي هي اقوم
    عندما تظهر قوانين الله النافذة وتسطر كما تسطر القوانين فان الابتلاء سوف لن يكون له حضور في عبادة العباد وتكون الفضيلة لا معنى لها بل تتحول الى خوف مادي كما هي مخافة الناس من سلاطينهم .. تلك حكمة الله ان يكون الابتلاء بمعناه التكويني ويكون الخوف من الله تطوعي اختياري لا جبر فيه .. ولكن الله لم يخفي قوانينه خفاءا مطلقا الا ان العبد يهجرها فتخفى عليه !! ونقرأ في القرءان

    (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ ءادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة:27)

    كيف عرفا ابني ءادم ان القربان قبل من احدهما ..!! ذلك لان قوانين الله النافذة في الثواب والعقاب موجودة بين يدي العبد الا ان العبد غفلها ولم يرقب نفاذها ويتصور تصورات كثيرة الا عقوبة الله فيندب الحظ تارة ويحمل الاخرين مسؤولية ما حل به ولا ينحى منحى الصالحين ليعترف بذنوبه ..!!

    (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) (البقرة:269)

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: حــــكــومــة الله اين تكون

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ان الحق الذي خلق الخلق ..ليس بغافل عن ما خلق ،وان الله ليس بظلام للعبيد
    يقول الحق تعالى ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر:19
    ولكن الذي كفروا.. عن الحق مستكبرين ..
    جزاكم الله بكل خير على هذه التذكرة الايمانية العظيمة
    السلام عليك
    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

    تعليق


    • #3
      رد: حــــكــومــة الله اين تكون

      السلام عليكم

      في وجدان البشر عموما توجد كراهية شديدة لفعل السوء فلا يوجد دين يسمح بالسرقة او الاعتداء على الغير ولا يوجد نظام انساني يسعى لفعل السوء والفساد الا عن غفلة ويمكن ان ندرك تلك الظاهرة في وجدان البشر من خلال نفور الانسان بطبيعته عن النار لانها تكوي جسمه ورغم ان ذلك الوجدان الذي نتحدث عنه واضح بين بني البشر الا ان تسميته بحكومة الله توحي للعاقل ان كل اذى ياتي نتيجة بفعل السوء هو حكومة الهية فمن الذي خلق النار كاوية تكوي الجسم اليس الله سبحانه ومن خلق الامراض في جسم الانسان اليس الله مع العلم ان للامراض قوانين متسلطة على جسم الانسان مثل السرطان والسكري وضغط الدم ومثلها كثير اصبح الانسان على قناعة تامة ان مؤسسات الطب غير قادره على تصحيح مثل تلك الامراض بل حتى الوقاية منها فهي تخترق جبارية الانسان وعنجهيته لانها حكم الهي فهي حكومة وضعها الله


      جزاكم الله خيرا
      كل منطلق لا ينطلق بسم الله فهو من دون الله

      تعليق


      • #4
        رد: حــــكــومــة الله اين تكون

        السلام عليكم تذكره من روائع قلمك معلمنا الفاضل !! نسال الله ان نكون من عباده الصالحين

        (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)

        كيف لنا ان نفهم تطبيق الايه أعلاه وتميز الكره عن الاكراه ؟
        يعني لو كرهت مكان عملي هل ينفع ان أطبق هذه الايه؟او كرهت مسكني ؟

        دمتم بصحه وعافيه ،،

        تعليق


        • #5
          رد: حــــكــومــة الله اين تكون

          المشاركة الأصلية بواسطة الناسك الماسك مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم تذكره من روائع قلمك معلمنا الفاضل !! نسال الله ان نكون من عباده الصالحين

          (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)

          كيف لنا ان نفهم تطبيق الايه أعلاه وتميز الكره عن الاكراه ؟
          يعني لو كرهت مكان عملي هل ينفع ان أطبق هذه الايه؟او كرهت مسكني ؟

          دمتم بصحه وعافيه ،،
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          من اجل الصبر على المكاره قال ربنا (وبشر الصابرين) وان الله مع الصابرين والله يحب الصابرين وقد جاء لفظ الصبر وتخريجاته في القرءان قرابة 95 مره والصبر بتكوينته يكون غير مقبول قبولا مطلقا من قبل الصابر ولعل اوضح صورة لـ الصبر على مكاره (الجوع والعطش) هو منسك الصوم الا ان من وراء الصوم خير كثير في تصليح تصدعات الجسد جينيا فالصوم هو لـ الحفاظ على نسل البشر (كتب عليكم كما كتب على الذين من قبلكم) ..

          الحج ومناسكه الصعبه في جو حار جدا او بارد جدا وسط صحراء مترامية الاطراف في كره على الحاج الا انه خير له .. قتال المعتدي فيه كره الا ان وجوبه من اجل منع المعتدي لمواصلة الاعتداء وذلك خير جاء من الكره

          نسأل الله واياكم ان يفرغ علينا صبرا على المكاره حتى يذهب شرها ويحل الخير في الصابرين على البأساء والضراء

          { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَءاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
          وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (سورة البقرة 177)

          تمييز الكره عن الاكراه لا يمتلك فواصل متخصصة بذلك الفصل فاي كراهة يمكننا الخروج منها فهو امر حسن الا اذا كان هنلك مانع من الخروج من صفة الاكراه فعلى المكلف ان يزيل ذلك المانع وان لم يقدر فعليه الصبر على ان لا يخالف امر الله مخالفة عمدية لا مبرر لها لانه مكره ولـ الضرورة احكامها

          من يكره عمله فعليه ان يبحث عن البديل قدر استطاعته وان لم يستطع فعليه ان يخفف نتوءات الاحتقان التي تسبب الكراهة وان كرهنا المسكن فتغييره افضل او رفع اسباب الكراهة ان امكن ذلك وتلك الممارسات تحتاج الى الصبر

          السلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            رد: حــــكــومــة الله اين تكون

            بسم الله

            تجليات من حكومة الله

            ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )

            (
            ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).

            السلام عليكم

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
            يعمل...
            X