دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التراث المذهبي ومنهج اليقين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التراث المذهبي ومنهج اليقين

    التراث المذهبي ومنهج اليقين
    من أجل تراث عقائدي موحد


    لا يخفى أن الأسلام منقسم فكريا الى مذاهب متعددة ولكل مذهب مسرب فكري محدد ومبرمج برنامجا لا يقبل التبديل او التحويل إلا في الجزئيات ولعل التراث المذهبي المعـّرف لدى جمهوره يتصف بصفة البحث عن اليقين في المورد الشرعي وهو الاصل في ظهور لفظ (مذهب) عند اهل الفقه حيث يكون المذهب هو (مسرب فكري) يراد منه اليقين العقلاني بالثابتة الشرعية سواء كان الفكر في تفسير القرءان او في نقل الحديث ومن ثم قبوله او تضعيفه وكل تلك الجهود الفكرية تصب في رافد واحد هو (اليقين) المرتجى من تلك المسارب الفكرية ...

    الوصول الى اليقين هو الهدف المذهبي الرئيس وذلك الهدف ليس وليد الزمن ونشاط المسلمين في اسلامهم بل كان الهدف يمثل نقطة البداية المذهبية التي اعتمدت في الحقبة الزمنية التي راجت فيها المسارب الفكرية المذهبية واصبح منهج فقهاء ربيع الفقه في الثلث الاول من عمر الدولة العباسية اما القفهاء الذين تفقهوا في الدين بعدهم فكانوا تابعين للرعيل الفقهي الاول الذي بلور الفكر المذهبي وجعل من مدارسه تمتك منهجية راسخة وحاول بعض الفقهاء المتأخرين تصحيح بعض المسارات الفكرية الا انهم حوربوا ووجهت اليهم اتهامات قاسية كما هو الموقف من الغزالي رحمه الله وغيره ورغم ان الافكار الفقهية التي سجلت خروجا على المنهجية المذهبية شكلت محاولات الافلات من المسارب المذهبية شبه المقفلة الا انها ترتقي نفس العروة المذهبية الباحثة عن اليقين .. فكان .. ويكون .. ويبقى .. هدف الفكر الاسلامي هو الوصول الى اليقين .

    الحقيقة لها وجه واحد لا محال وعندما تتعدد المسارب الموصلة الى الحقيقية ليقوم اليقين الحق فان بداهة العقل تشترط ان دائرة اليقين تتصف بنفس الصفة التي تحركت المسارب الفكرية باتجاهها ... لكن واقع الحال المذهبي افرز غير ذلك فاصبح اليقين متقلب بين المذاهب مما يدلل ان اليقين المذهبي مصاب باللايقين وهي الازمة الحقيقية في الاختلاف المذهبي الذي يوصل الى الشقاق والاعتداء المتبادل بين بعض المذاهب فكريا في تفسيق الاخر ومجتمعيا في النعرات الطائفية المستمرة على طول تاريخ المذاهب ...

    اذن تقوم ضابطة فكر اسلامية معاصرة بعد اكثر من 14 قرن من عمر الاسلام ان المسلمين يحتاجون الى اليقين وينسابون في مساربهم الفكرية المذهبية من اجل اليقين وقناعاتهم بيقينهم المذهبي هو الذي جعلهم فرق اسلامية واختفاء الفرقة الاسلامية الواحدة ..! .. هذه الاثارة الفكرية تنضبط في عقل المسلم وتمتلك حلا قرءانيا رائعا وكبيرا الا ان المسلمين هجروا تلك الضابطة القرءانية

    (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر:18)

    ذلك الهجر ليس عمدا فقط بل بسبب الأسلمة الموروثة فابناء المذهب يتوارثون الفكر المذهبي ويرفضون سماع بقية القول وان سمعوه لا يبحثون عن احسنه لان كل حزب متحزب فرح بما يقول في المختلف ولا يقبل الاقوال المختلفة الاخرى فاصبح الفكر الاسلامي الموروث لا يبحث عن اليقين بل يبحث عن تراث وإرث موروث من الاباء وماتت في العقول المسلمة رغبة البحث عن اليقين المطلق واصبح اطلاق اليقين عند السابقين أما مسلم اليوم فهو تابع تراثي وكأن مسؤولية السابقين عن القيقين الحق كان حصرا في وجدانهم اما مسلم اليوم فيرمي المسؤولية على اكتاف السابقين ويتعامل مع يقين جاهز مغلف باغفلة تاريخية براقة لها حضور وجداني بين يدي المسلم المعاصر فبمجرد ذكر قول لاحد الفقهاء في بطن التاريخ فذلك يعني اليقين بعينه ولا يمكن مجادلة الاموات في ما استقر في يقينهم العقلي وتبقى البطاقة الاسلامية تدور في ارشيف الماضي لغرض الحصول على يقين جاهز غير قابل للتشريح في الزمن المعاصر .

    اليقين العقلي هو جوهرة العقل الآدمي وعنوان آدمية الانسان وبالتالي فان المخلوق البشري يمتلك بطاقة عقلانية مطلقة في التعامل مع اليقين وتبدأ فطرت البحث عن اليقين مع بدايات التمييز في مرحلة الطفولة وتبدأ تساؤلات الطفل المميز تكثر وهو يحتاج الى العون الفكري لغرض الوصول الى اليقين الا ان المجتمع لا يمنح ذلك المخلوق الفطري حقه في مسك اليقين بل يتم تلقيمه اليقين الجاهز فينتقل يقين الاهل ارثا موروثا للآدمي الفطري الذي يمتلك عقلا بريئا من أي متراكمات ... وعند بلوغ الصبي مرحلة التكليف يكون الاكثر تمردا او الاكثر التصاقا باليقين الموروث وحسب منهجية الاسرة التربوية فالاسرة التي لا تبثق المادة الدينية بشكل مكثف يحصل في ابنائها التمرد الحاد على نظم الدين والاسر التي تبثق المادة الدينية في يومياتها يحصل في ابنائها التصاقا بالمادة الدينية ولكن اليقين يبقى متأرجحا بين التصديق واللاتصديق حتى يرى الشاب ان عقله غارق في اليقين المستقر بين اهله والذين يمثلون له (المثل الاعلى) في الفكر الديني وتبدأ عملية التقمص العقائدي ... اعداء الاسلام يعرفون تلك النقطة معرفة علمية فاستطاعوا ان يضعوا لها برامجية (التطرف بالدين) لامتصاص الشباب من اجل هدف بعيد المراصد كما نرى اليوم في زماننا كيف يستخدم التطرف الديني للامعان بتمزيق المسلمين مذهبيا ..!! كما يستخدم التطرف الديني لتوريط ذوي الدماء الساخنة في ساحات ميدانية في تفجير او اختطاف تكون نتيجته مزيدا من القسر ضد الاسلام تحت مسمى (الارهاب) ويمنح اعداء الاسلام هراوات لا انسانية ضد المجتمع الاسلامي اينما يكون كما شاهد التاريخ المعاصر صورة بشعة كالتي كانت في عصور الظلام في سجن (غوانتينامو) او احتلال ارض اسلامية واسقاط هيكليتها الحكومية والتحكم بمصير الناس بهمجية مطلقة ..!! كل تلك الموصوفات جاءت من خلال استثمار التطرف الديني عند كثير من الشباب الذين ورثوا المذهبية ارثا وتعاملوا مع اليقين الديني بصفته يقينا موروثا لا رجعة فيه ..!!

    (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثـية:20)

    (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)

    ولكن الاختلاف في الكتاب كان ولا يزال منبع اليقين الاول يوم قامت المذاهب ولعل الرصد الحق للاختلاف التفسيري يجعل من الباحث في منظومة الاسلام قادرا على فرز مكامن الاختلاف ومركزيتها .. فكانت ... وتكون ... ولسوف تبقى ... في الرواية فالرواية هي مصدر الاختلاف التفسيري وهي مصدر الاختلاف في السنة الشريفة وان الاجماع الذي يتحدث عنه الفقهاء هو اجماع دبلوماسي لا يمت للحقيقة بشيء فقد تعلمنا من بطون الفقه المذهبية كيف كان الاختلاف وكيف يكون وهو لا يزال يورث المزيد من الاختلاف مما ضيع على المسلمين وحدتهم فاصبحوا عصائب متناحرة وكل عصبة تتعصب لمسربها وتقاتل من اجله وان وجدنا وفاقا اسلاميا بين المسلمين وتراحم بينهم فهو مبني على فطرة انسانية محض فطرها الله في البشر في (قبول الاخر) اما لو خرجت مراصدنا من الوفاق المجتمعي المسلم الى بطون الفقه ومدارس المذاهب فلسوف نرى ان الاجماع الاسلامي الشامل معدوم تماما وان الوفاق في بضعة مسائل شرعية لا يعني اجماع اسلامي او وحدة اسلامية مفتعلة ...

    من هنا تقوم في عقلانية البحث الاسلامي الحاجة لان تقوم مدرسة معاصرة تعيد تعيير الرواية وفق ضوابط قرءانية تستحلب من القرءان نفسه ولا يسمح باستنساخ اليقين الروائي نسخا من عقول من سبقنا لانهم اختلفوا وان الاصرار على اتباعهم يعني الاصرار على اختلافهم وفي تلك مسؤولية نتحملها نحن وهم منها براء ...

    قيام معايير اليوم لتعيير الرواية هو مطلب اسلامي توحيدي جهادي يقع في رقبة كل مسلم فرد ان يوصل عقله الى اليقين دون ان يتقمص السابقين سواء في منهجهم الفكري او في وسيلتهم فان كانت الرواية وسيلتهم وهي اساس اختلافهم فان معايير توثيق الرواية ايضا خضعت لمنهجيتهم ولا يمكن الدخول الى حلبة الصراع اليقيني روائيا بل يستوجب الاستقلال المنهجي لغرض استحلاب المعايير من القرءان لان القرءان دستور كل رواية وردت عن السلف الصالح ولا يمكن ان نتصور ان السلف الصالح قد خالف القرءان فيما ابدى من الحق في ناشطة وتصرف او في قول او وصية في الشرع اذا لا بد للراوية ان تخضع لتعيير القرءان وبالتالي نحصل على معيار متفق عليه مسبقا بين جميع المسلمين ونتخلص من اليقين الموروث الى يقين قائم بين اضلع المسلمين

    انها اثارة في عقل عسى ان ترى لها مسارب في عقول اخرى

    الحاج عبود الخالدي

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: التراث المذهبي ومنهج اليقين

    السلام عليكم ورحمة الله

    "انها اثارة في عقل عسى ان ترى لها مسارب في عقول اخرى"

    لقد أصبحت لها ضرورة زمنية الان ..

    السلام عليكم
    sigpic

    تعليق


    • #3
      رد: التراث المذهبي ومنهج اليقين


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مقتبس :
      من هنا تقوم في عقلانية البحث الاسلامي الحاجة لان تقوم مدرسة معاصرة تعيد تعيير الرواية وفق ضوابط قرءانية تستحلب من القرءان نفسه ولا يسمح باستنساخ اليقين الروائي نسخا من عقول من سبقنا لانهم اختلفوا وان الاصرار على اتباعهم يعني الاصرار على اختلافهم وفي تلك مسؤولية نتحملها نحن وهم منها براء ...

      نعم ، صدقتكم فــ :
      : صحوة المسلمين لا تقوم الا حين ينسلخ المسلمون من مذاهبهم ويصهروا فكرهم في قرءانهم

      .................................................
      سقوط ألآلـِهـَه
      من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

      سقوط ألآلـِهـَه

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X