دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى



    دراسة ( الفهم التاريخى ) والاشكالية بقلم / طارق فايز العجاوى

    ان البحث فى التاريخ بكل ابعاد هذا العلم يحتم بالضرورة وجود المادة التاريخية وايضا التزام نهج معين وواضح المعالم فى البحث فى صلب التاريخ وتحديد المواضيع بصنفها ونوعها وقيمتها العلمية وهذا مدعاة لسبر غور الاشكال المتولد عن الطرح لتحديد مستوى المفهوم لدى المطلع او الباحث او القارىء كل هذه الامور متوقفة قطعا على مستوى ومؤهلات الباحث الذى تناول المادة التاريخية بالتحليل والبحث .
    الواضح ان فهم الماضى وتصوره بالصورة التى كان عليها صعب ومتعذر نظرا لطبيعة المعرفة التاريخية التى تضعها ضمن اطار محدد وهذا الفهم هو واقعا نسبى يتفاوت من شخص لاخر وهذا بالضرورة يتولد عنه مستوى فى الفهم سواء على الصعيد الموضوعى او الشكلى بكافة ابعاده وعليه فان تحرى الموضوعية فى التزامنا وجدلية الحركة التاريخية هى المحدد للبحث فيها او التعبير عنها _ الواقعة التاريخية _ وبالتالى ظهور المادة التاريخية على ضوء المعطيات التىتخص ذات الباحث .

    اذن ليس بالامر السهل تحرى الواقعة التاريخية وعلينا توخى اقصى درجات الحرص والحذر من اؤلئك الذين قد يقلبون الحقائق ويزوروها قصدا ام جهلا فالباحث فى التاريخ يجب ان يكون ثقة ومحايد وموضوعى وقوى لا يتنازل بالاغراء بكل صوره او بالتهديد والوعيد الذى يمكن ان يمارس عليه وكثر اؤلئك الضحايا الذين اسهموا وللاسف فى قلب الحقائق وتشويهها او اولئك الذين دسوا السم بالدسم قاصدين مع سبق الاصرار الاساءة للتاريخ وتشويهه بثمن بخس فخسروا انفسهم قبل خسارة احترام الناس لهم فمنهم من اغرى بالمال ومنهم من اغرى بالجاه والسلطة ولكن الحق بين وهو اولى بالاتباع فقد تصدت لهم اقلام وسيوف هدفها الذود عن الحق والحقيقة واعادة الامور الى نصابها .
    حقيقة الواقعة التاريخية تتميز بكونها فعلا منفردا لا يقبل المعاينة او النظر فيها من طرف الباحث فهى حتما ظاهرة تحدث مرة واحدة فى ذات الزمان والمكان والظرف لا تعيد نفسها ولا تتكرر وغير خاضعة جكما للملاحظة او التجربة المباشرة فكل علمنا عنها باعتبارها مصدر غير كامل وغير مباشر نستطيع استخلاصه من سجلات مدونة او بقايا اثار مادية ملموسة او روايات تصلنا بطريق التناقل على الالسن بمعنى اخر شفاهة وعلى الاعم والارجح تصبح عرضه للضياع او التلف او التزوير وهذا بالضرورة يتعذر معه بالحكم والقطع تطبيق التعميم او القياس او التعداد اذن نملك نحن ازاء هذه الواقعة التاريخية فقط الملاحظة غير المباشرة ولم يتجاوز عندها مستوى التعميم او الفرضية خاصة فيما هو متعلق بملء تلك الفجوات او النواقص فى فهمنا ومعرفتنا للاحداث التاريخية ومعاينتها .

    واذا سلمنا بان مواصفات الواقعة التاريخية شيئا متعذرا لذات الطبيعة اى طبيعة الحادثة التاريخية فان ذلك يجعل لزاما علينا فى تحديد النص التاريخى ان نضع نصب اعيننا ابعاد الحركة التاريخية لكى لا تتحول دراستنا للنص التاريخى الى عرض اشبه ما يكون للقصة وبالتالى لا ياخذ بعين الاعتبار ذلك التفاعل الانسانى مع البيئة التى حصلت وحدثت بها وذلك من خلال استجابته لحاجاته وتجاوبه مع متطلبات عصره .

    بالمجمل يجب ان نبعد عن السرد التاريخى صفة الجمود والثبات التى قد تصور الاحداث التاريخية مجرد مشهد جامد لا حياة فيه .
    فالفعل الانسانى بصفته نبضا حيا لسلوك الافراد وحياة الشعوب فى التفاعل بكل ما يحيط بهم من مظاهر وحتى الطارىء منها يتصور ويتحقق من خلال جدلية الواقعة التاريخى على اعتبار انها بالمجمل حصيلة تفاعل عناصر ثلاث لا رابع لها :
    ** الانسان وهو الصانع الحقيقى للحدث .
    ** البيئة وهى مسرح الحدث .
    ** الزمن وهو الوعاء الذى تتحقق فيه الواقعة التاريخية وهو بالفعل ذو اثر فعال فى صناعة الاحداث .

    وانا اقول فى الحقيقة التاريخية انها حكما نسبية وذلك نظرا لطبيعتها التى لا تكرر نفسها وتصلنا من خلال بقايا ملموسة مادية او ما هو مكتوب من التسجيلات او الشفوى المتناقل على السنة الناس وهى رغم اتصافها بالاصالة ورغم تناولنا لها بالبحث والتمحيص تظل قطعا عاجزة عن اخبارنا عما كان يدور فعلا بالصورة الحقيقية فى تلك الحقبة بجميع ابعادها ودلالاتها وجوانبها .

    لذلك قولنا ان الحقيقة التاريخية الشاملة التامة حكما متعذرة ولا يمكن ان نعلم ما كان يدور فى تلك الحقبة بحذافيره لذلك قلنا ان الاحاطة بجميع ابعاد المعرفة التاريخية والتعرف على اسبابها وظروفها امرا نسبيا _ نقطة غاية فى الاهمية والمتابعة _ .
    يتضح لنا وبشكل جلى ان هناك فرقا بين الاعمال التى تمت فى الماضى وبين رواية تلك الاعمال او المنجزات رغم سعى المنهج التاريخى لمعرفة ادق تفاصيل الحادثة او الواقعة التاريخية .
    اذن رسم صورة عن ما دار فى الماضى يتدخل فى تشكيلها المؤرخ وبما دار فى ذهنه ورسم عن تلك الحقبة التى يبحث فيها .
    فذات الباحث او المؤرخ وظروفه وشروطه الزمانية والمكانية تؤثر قطعا فى تصوير الحادثة او الواقعة التاريخية .

    وانا اعتقد جازما ان وضعه النفسى ومزاجه له ايضا دور فاعل وفعال فى سرد الاحداث او نقل ما وصل لعلمه وكيفية معالجتها رغم انه قد يبذل قصارى جهده لتصوير الواقع بادق التفاصيل فى كل ما يحيط به له شديد الاثر اى على نفسية المؤرخ .
    وفى هذا دلالة قطعية بان الحقيقة التاريخية امرا مستحيلا لان مقاربتها للماضى نسبى لان المصادر المتناولة والمنهج المتبع للتقصى مهما بلغ فهو قاصر حتى ونحن نتوخى اقصى درجات الحذر فالوثائق مهما بلغت من الدقة لا يمكن لها نقلنا لما حدث فعلا باى حقبة من الزمن .
    والى الجزء الثانى باذنه تعالىوانا اقول ان المعرفة التامة فى التاريخ غير موجودة وهذا بنظر الممعن والمنعم والدارس الذى غايته الحق والحقيقة وبنظرى اجمل وسائل المقاربة كقولنا الثابت فى العلم التجريبي الذي لا يدع مجالا للشك وقولنا بالعلم القائم الذي نعرفه كما هو بمعنى لم يتم إثباته بالبرهان والتجربة. وعليه فإن الموضوعية المجردة في دراسة التاريخ هي التعذر بعينه لارتباطها بالشروط الإنسانية المحكومة بقدرة الإنسان وحالته وظروفه وشروطه المعيشية _حبذا لو أدركنا ذلك_ لذلك إمكانية تحقق الموضوعية المجردة والالتزام بالأمانة في البحث التاريخي أمرا مستحيلا بل متعذر وهذا مثبت وثابت.
    لاننا كما اشرنا سابقا ان الموضوعية فى التاريخ نسبية مع اخذنا بكافة الاحتياطات ومهما توخينا الحيطة والحذر والتزمنا الحياد فالمزاج الشخصى للباحث ودوافعه وشروط حياته بظرفيها الزمانى والمكانى تنعكس على ما يسرده من وقائع تخص الحقيقة التاريخية شانها شان كافة العلوم بقضها وقضيضها وبسببها ومسببها وبعلتها ومعلوها .

    وقولى انه يتوجب على كاتب النص التاريخى ان يتجنب الاهداف والغايات بشقيها الاخلاقى والتربوى وعدم ميله لاعتقاده او بالاحرى لهدفه الايديولوجى او ميله السياسى او الاجتماعى او اغراضه وميوله وان يتجنب التعرض لاى نوع من الضغوط التى بدورها تجعله ينحرف بالنص التاريخى عن الحق والحقيقة التى يهدف لها فالحياد والتجرد تجعله اقرب الى الحقيقة فى سرده للواقعة التاريخية فالدلالة والقيم فى نفس الباحث والتوجهات الفكرية والمفاهيم الفلسفية لها جل الاثر فى السرد التاريخى لذلك نجد ان الرابط قوى ومتين جدا بين المضمون التاريخى والمفهوم الفلسفى .
    حبذا لو ادركنا واخذنا بعين الاعتبار المنظور الفلسفى بعمقه المتعلق بتطور الاحداث عند بحثنا فى الوقائع التاريخية لان المهتم او المشتغل بالفلسفة يحلل الافكار والتعليل لها على ضوء الخلفية التاريخية فيجب ان يعى ذلك تماما .

    وعليه ايضا ان ياخذ بمبداء السببية والعلة ومعلولها فى تفسيره للاحداث .
    والحذر من تبنى مبداء السببية او الانسياق وراء المدارس المهتمة بتفسير الاحداث والوقائع التاريخية حتى لا يقع ضحية الفكرة المسبقة او يعالجها بالعموم والاجمال او يلزمها بالتعميم والتبسيط فيجنح الى التخمين والحدس وهذا بحد ذاته كارثة اى باحث فاعتماد السببية فى دراسة الوقائع التاريخية تهتم بتفسير احداث الماضي و تحليلها و تحديد العوامل التى احدثتها بمعنى ربط السبب بالمسبب وهى احدى نواحى المعرفة فى كافة العلوم .
    ومن علماء ودارسى التاريخ من اخذ ب ( الواحدية ) فى تفسير التاريخ ومضمونها تعبير الباحث عن ميوله الذاتية او فكره المسبق وهذا يجعله يرى الاحداث من منظوره الخاص ومدى قناعته بها.
    *وهناك الصيرورة التاريخية وهي قائمة على التوجهات الفكرية المفسرة للتاريخ على اعتبار أن التاريخ في حد ذاته نظر لمواصفات الحادثة التاريخية.
    *ومنهم من التزم التوجه الديني وهذا يعتمد على فكرة الغيبية ويلتزم العيناية الإلاهية المتحكمة في مصير الأنسان.
    *التوجه التحرري وهي داعية إلى التحرر من قيود التقاليد وتؤمن بسيادة وأعمال العقل في دراسة التاريخ.
    *التوجه العقلي ويعتمد على التحليل النظري ويحاول عقلنة حركية التاريخ بتجاوز البحث في مظاهر الأحداث إلى محولة فهم دوافعها الكامنة.
    دراسة ورؤية فكرية بنظر مراقب لما يدور نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا و الاخرة.

    ***الكاتب و الباحث طارق فايز العجاوي.



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • #2
    رد: دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مجهود فكري طيب اخي الفاضل

    ويسرنا ان نكون مشاركين معكم في تقليب الفكر مع المادة التاريخية ومن خلال بحوثنا القرءانية وجدنا ان الباحث في التاريخ لا يستطيع ان يكون حياديا لان التاريخ مضطرب بشكل كبير يمكن وصفه بانه (سلة اضداد) لا يمكن اتخاذ موقف الحياد منها او الخلوص الى ضديد اوحد لاعتناقه كثابتة تاريخية ..!!

    على سبيل المثال لو اخذنا المشهور المشهور من التاريخ (السهل) في موقع بيت المقدس في فلسطين وحين تعتنق تلك المادة التاريخية الشاخصة في موقعها لغاية يومنا المعاصر فهنلك من عاش في التاريخ وهو يشكك في موقع بيت المقدس ويقول ان نبوة موسى عليه السلام كانت في جزيرة العرب ولن تكون في مصر او فلسطين ..!! وان بيت المقدس القائم اليوم ليس هو المقصود وصفه في القرءان ... ومثل تلك الاضداد تجعل الباحث في التاريخ متورطا في حيادية مفترضة الا انها حقيقة لا تمتلك الحياد

    عندما يتجرد البحث عن الاضداد ويسعى الباحث الى ان يكون (قطبا عقليا) يستقطب المادة التاريخية لعقله فقط دون ان يشارك العقل شريكا ءاخر سواء كان من تاريخ او من فكر بشري فان الباحث يستطيع ان (يستشف) من التاريخ (شفاءا للعقل) عندما يكون العقل مبتلى بحزمة من التساؤلات ..!! الطرح هو (فطري) وهو لا يمتلك منهج معروف الا ان سوق المثل قد يمنح الطرح منهجا فطريا ايضا ينتقل من عقل لعقل بلا حدود ... مثال ..

    يكثر التاريخ الاسلامي ان عمر وعلي كانا يلبسان المرقعات زهدا منهما ..!! حين تكون تلك المادة التاريخية بين يدي باحث معاصر فانه سيتسائل عن زهد الزاهدين في ءاية قرءانية ويعجب ان عمر وعلي لم يقرءا تلك الاية

    {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32

    فهل عمر وعلي حرما زينة الله التي اخرج لعباده ..!!

    {يَا بَنِي ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31

    فهل المرقعات زينة في المسجد وهما يمثلان امارة المسلمين ..!!

    فان كذبنا رواية المرقعات فهي مصيبة

    وان صدقنا رواية المرقعات فالمصيبة اعظم

    ذلك لان لبس المرقعات وهما المتوليين لبيت مال المسلمين يعني انهما يعلنان برائتهما من اي تلاعب ببيت المال وذلك يعني ان المنافقين الذين ذكرهم الله بوفرة كبيرة في الايات المدنية هم انفسهم موجودون في زمن الخلافة الراشدة وكانوا يتهمون مراكز الخلافة بالفساد الاداري لبيت المال مما جعلهم يلبسون المرقعات

    لم اجد في التاريخ (على قدر بحثي فيه) مادة تاريخية لا تمتلك ضدها ضديد ..!!

    فالباحث في التاريخ اما ان يكون (منحازا) او ان يكون (صامتا) لا يتكلم وان تكلم فسوف لن يرضى عنه كل الذين يمجدون التاريخ ويعتبرونه اصل تقدم الامم ..!!

    تلك تجربتي

    سلام عليكم
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى

      الاخ الفاضل
      فى ردك جميل الاضافة لم خطت اليمين
      تضاف سطورك لكى تزيد الموضوع ثراء وفائدة
      اسعدنى المرور
      بارك الله فيك وامدك من لدنه بالصحة والعافية

      تعليق


      • #4
        رد: دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى

        اشكركم من الاعماق
        فى ردكم اضافة تثرى الموضوع
        حبذا لو اضيفت
        مرة اخرى اسعدنى المرور

        تعليق


        • #5
          رد: دراسة ( الفهم التاريخى والاشكالية ) - الباحث / طارق فايز العجاوى

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }
          محمد10

          {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِي مِن قَبْلِهِم كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
          غافر82

          {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَة فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَة وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ*أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوب يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَ لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج45 -46
          {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ *إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
          ق36-37

          من مجموع هذه الايات الكريمة
          يتبلور المفهوم القرءاني على أن الساحة التاريخية
          لها سنن ولها ضوابط
          كما يكون هناك سنن وضوابط لكل
          الساحات الكونية الأخرى
          وهذا المفهوم القرءاني يعتبر فتحا عظيما للقرءان الكريم لأننا في حدود ما نعلم نجد أن
          القرءان الكريم أول كتاب عرفه الانسان
          أكد على هذا المفهوم وكشف عنه وأصر عليه
          وقاوم بكل ما لديه من وسائل الأقناع والتفهيم
          قاوم النظرة العفوية أو النظرة الغيبية الأستسلامية
          لتفسير الاحداث
          الانسان الاعتيادي كان يفسر احداث التاريخ
          بوصفها كومة متراكمة من الاحداث يفسرها
          على اساس الصدفة تارة
          وعلى اساس القضاء والقدر والاستسلام
          لأمر الله سبحانه وتعالى تارة أخرى
          القرءان الكريم قاوم هذه النظرة العفوية
          وقام هذه النظرة الاستسلامية
          ونبه العقل البشري الى أن هذه الساحة
          لها سننها ولها قوانينها
          وبدأت أبحاث متنوعة حول فهم التاريخ
          وفهم سنن التاريخ
          ونشأت على هذا الاساس أتجاهات
          مثالية ومادية ومتوسطة
          ومدارس متعددة
          كل واحدة منها تحاول أن تحدد
          نواميس التاريخ وقد تكون المادية التاريخية
          أشهر هذه المدارس واوسعها تغلغلا
          وأكثرها تاثيرا في التاريخ نفسه.
          سلام عليكم .


          التعديل الأخير تم بواسطة ; الساعة 05-20-2012, 02:52 PM.

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X