دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وحدات القياس في القرآن

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحدات القياس في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله،

    كنت قد قرأت منذ فترة رؤية الأخ الحاج عبود الخالدي في معنى الكيل والميزان في سورة المطففين من خلال هذا الشريط :

    بين الفجر والتفجير علم قرءاني يقرأ


    ماذا عن بقية الألفاظ التي توحي بأنها وحدات قياس كذراع وصاع وقنطار... ؟ هل فهي فعلا وحدات قياس (كما هو متعارف عليه في أحكام العبادات و المعاملات) أم أن لها مفهوماً آخر ضمن "علم الحرف القرآني" ؟ لا أعلم إن تمت مناقشة هذه الألفاظ من قبل في أحد المواضيع فإن لم يكن ذلك فلنجعل هذا الشريط باباً اولياً للمناقشة.


    جاء ذكر الذراع من المقاييس في قوله تعالى: سورة الحاقة الآية 32 (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ).

    وجاء ذكر الصاع من المكاييل في قوله تعالى: سورة يوسف الآية 72 (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ) .

    جاء ذكر المثقال بمعنى الوزن فقال تعالى: سورة سبأ الآية 3 (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ) وقال تعالى: سورة الزلزلة الآية 7 (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) وقال تعالى: سورة الأنبياء الآية 47 (وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) .

    جاء ذكر القنطار من الموازين في قوله تعالى: سورة النساء الآية 20 (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا) وفي قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 75 (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) .


    جاء ذكر الدينار من الموازين في قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 75 (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) .

    جاء ذكر الدرهم من الموازين في قوله تعالى: سورة يوسف الآية 20 (فشروْه بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ) .


  • #2
    رد: وحدات القياس في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    مباركة تثويرتكم الفكرية اخي الفاضل فالله سبحانه ضرب لنا الامثال في القرءان لعلنا نتفكر .... لفظ (لعلنا) لا تعني (التمني) كما هي مقاصدنا الدارجة بل تعني (العلة) التي نحتاجها عند تصريف المثل

    (1) الدينار و الدرهم

    هنلك اختلاف جوهري بين نظم (المقاييس) التي نستخدمها ونظم مقاييس التكوين (الكم)

    {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ }فصلت10

    لذلك فان المقاييس اليت نتصورها لا تنضبط في مخلوقات الله ولا تثبت ثباتا مطلقا كما يتصور الانسان انها تنضبط بين ايدينا ففي شجرة التفاح الواحدة (مثلا) سنجد احجام مختلفة من التفاح ونجد في اوراقها واغصانها نفس الصفة ولو رصدنا جسم الانسان سنجد الاختلاف مبينا بين الناس فوظيفة القياس في نظم التكوين تختلف عن وظيفة القياس التي يسعى اليها الانسان في كيل المكاييل وتحديد ثوابت ظواهر الخلق فحين يكتشف العلماء ظاهرة الحرارة مثلا في كثير من المخلوقات ويضعون لها قياس مفترض (درجة مئوية) فان الحيوانات غير متحدة في ثابت حراري واحد فالطيور تختلف عن اللبونات واللبونات تختلف عن الحيوانات المائية والبرمائية والنبات رغم ان نظام البايولوجيا يمتلك ثوابت عامة تظهر مع أي خلية في أي مخلوق من خلق الله

    هنلك مقاييس مفترضة وضعها الانسان مثل المتر الطولي والقدم والاوقية والكيلوغرام ودرجات الحرارة المئوية او الفهرنهايت او مقاييس القوى مثل الحصان او نيوتن او وحدات مقاييس التيار الكهربائي وغيرها كثير الا انها مقاييس مفترضة لا تمتلك ثباتا مطلقا بل تمتلك ثباتا نسبيا فالمتر مثلا والذي يمثل ثابت طولي مصنوع من معدن الحديد الا ان التمدد والتقلص الحراري (الطقس) يغير من طول المتر فما كان من الذين صنعوا (اول مقياس للمتر) في فرنسا ان يضعوه في صندوق ثابت الحرارة بتقنيات تكييف دائمة في احد متاحف فرنسا لان العقل البشري عموما ومنهم صناع المتر الطولي الاول يعلمون ان المقاييس التي يعتمدونها افتراضا لا تمتلك ثابت مطلق الا انهم قبلوا بالثابت النسبي لتصريف حاجاتهم من تلك المقاييس ومثلها كافة المقاييس المستخدمة افتراضا في التطبيقات الحضارية

    الدينار والدرهم لا يمثل وحدة قياس (تكوينية) بل هو مقياس افتراضي الا ان اسمه في القرءان يعني وظيفة الدينار والدرهم وليس قيمته التبادلية كما سنرى ... ولعلنا سوف لن نبذل جهدا فكريا في تلك الضابطة التي ترسم وصفا لـ (الدرهم) فهو (اسم) وليس (مقياس) فالدرهم الاماراتي مثلا لا يساوي بقيمته السلعية الدرهم المغربي قياسا بـ (الكم السلعي) الذي يمثل حاجة تبادل الانسان السلعية والخدمية كما ان درهم الامس لا يساوي درهم اليوم الا ان (صفة الدرهم) هي التي جعلها الله في تكوينة الخلق كوسيلة لـ (التبادل السلعي بين الناس) فالدرهم صفة تكوينية مبنية في عقل الانسان وقد كذب الذين قالوا ان الانسان القديم لم يكن يعرف العملة فـعقل انسان اليوم لا يختلف عن عقل انسان الامس (لا تبديل لخلق الله) والذي نراه من اختلاف بين الاجيال هو اختلاف (ماسكات الوسيلة) فلو استطعنا (فرضا) ان نعيد حياة انسان قديم لحاضرنا فان عقله سيتفهم مجمل تطبيقاتنا الحضارية والعلمية ذلك لان العقل الانساني (خامة موحدة) وهو (من نفس واحدة)

    {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }النحل78

    فـ (الدرهم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل تكويني يديم مناقلة وسيلة منقلبة المسار) فهو (كيان) وهو يـ (يديم مناقلة وسيلة منقلبة المسار) وتلك الوسيلة المنقلبة المسار هي (التبادل السلعي او تبادل المنفعة) يقوم الدرهم بصفته (كيان يعرفه العقل البشري ويقبله) ليكون مشغل لـ (تبادل الحيازة) بين الناس كما هي عقود البيع والشراء والرهن والاجارة وتبادل المنفعة الاخرى وهي تخص نظم (تبادل الحيازة) فيكون الدرهم هو وسيلة الانسان في تبادل الحيازة اي (التبادل السلعي) او غير السلعي فهو عموما يقوم بتشغيل (نظم الانفاق) سواء كانت لقضاء الحاجات او لاعمال الخير والاعمال المهنية كالصناعة والتجارة والزراعة فهو (مشغل تكويني دائم) لتغطية ما كتبه الله في خليقة الانسان من حاجات تبادلية الصفة ينقلب مسارها من الحداد الى النجار الى الخياط وغيرهم يتبادلون الحاجات فيما بينهم

    دينار ... لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة منقلبة المسار لاستبدال حيز) وهي تخص (سريان الحيازة) ايضا مثله مثل الدرهم فهو لفظ يبين وظيفة تغطي حاجات البشر (حصرا) في تبادل الاموال فالدينار يمتلك وظيفتان حسب النص القرءاني فهو من جهة يصلح لتبادل الحيازة ويصلح للائتمان المالي كما بين القرءان وظيفته بشكل مبين

    {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران75

    وظيفة الدينار كما وردت في القرءان تخص تبادل الاموال مثل (القروض) او (الارث) او (الامانات) او (الانفاق في سبيل الله) او (نحلة الزواج) وهو مهر الزوجة وكل انواع التبادل المالي (غير السلعي) الا ان الناس استخدموا الدينار في مجمل نظم الانفاق بصفته (اسم عملة) وليس بوظيفته التكوينية وقيمة تلك (العملة) المسماة دينار لا تمتلك (حاوية قياس ثابتة) بين الناس او في الاقاليم او عند تواتر الاجيال

    ان يكتب لنا ربنا التوفيق في الذكرى فلسوف نتابع معكم بقية الالفاظ الدالة على (القياس) مثل .. صواع ... قنطار ... ذراع ... مثقال .. حبة .. ذرة ... وهنلك الفاظ اخرى لها وظيفة قوى او موصوفات للكم مثل بقرة .. بعوضة وهي من (بعض) ... الضأن .. المعز .. الابل .. البقر ...

    الصفات التي وردت في القرءان والتي تزحف على مقاصدنا بصفتها (مقاييس) يمكن ان نرصدها في الارقام الموصوفة وظيفيا في القرءان كما في ءاية الكهف و (الرقيم) وفي سورة الانعام (ثمانية ازواج) ومثلها تسعة عشر , لواحة للبشر وجنة عرضها السماوات والارض و .. و .. وكل مفصل من مفاصل خارطة الخلق يمتلك موصوفات (اقواتها) الا ان تلك الاقوات لن تكون كما هي مقاصدنا (مقاييس) تثبت بثابت افتراضي مثل (سرعة الضوء) فالضوء انما يؤدي وظيفته جسيميا وفق تلك الظاهرة الا ان العلماء الماديين حاولوا تثبيته على ثابت زمني وافترضوا ان سرعة الضوء مرهونة بذلك الثابت الزمني فكانت (مقاييسهم) في (ضلال بعيد)

    الموضوع المطروح في مشاركتكم الكريمة يمثل اكبر مفتاح من مفاتيح علوم الله المثلى حين تكون في التطبيق ورغم ان حملة القرءان لم ينفروا الى تلك العلوم بل نفروا منها فان سطورنا لا تزيد حجما عن (التذكير) وليس التطبيق عسى ربنا ان يضفي على عصبة من حملة القرءان ليتفقهوا في القرءان ويتعاملون مع مكنونات بياناته التي لا تقوم ما لم يدل الله عليها فهي (علوم الله المثلى) التي تبقى مجرد عنوان خالي من التفعيل

    {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55

    السلام عليكم
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: وحدات القياس في القرآن

      السلام عليكم ورحمة الله،

      شكراً على إبداء نظرتكم حول الدينار والدرهم، وفي إنتظار مفاهيم بقية الالفاظ.

      أعتقد
      أيضاً أن الموضوع المطروح يمكن أن يلقي الضوء على عديد المواضيع الأخرى، وما عرضي له إلا لتصوري أن المقاييس المطلقة والثابتة موجودة في القرآن وتنتظر من يخرجها... هذه المقاييس التي حاول الإنسان منذ الأزل أن يضبطها حسب الوسائل المتاحة له.

      آخر المقاييس الطولية كان في تحديد المتر الذي عرف تعريفات عديدة منذ نشأته في محاولة لضبطه بالإعتماد على ثابت كوني، كما هو حال بقية وحدات القياس في الحرارة والزمن والكتلة والكهرباء... فالمتر يعرف حالياً بالنظر إلى سرعة الضوء في الفراغ، والثانية تعرف بالنظر إلى ذبذبات خاصة في ذرة السيسيوم. هناك محاولات لإعادة تعريف جميع المقاييس في النظام الحالي بالإعتماد فقط على ما ثبت لدينا بأنه ثوابت فيزيائية كسرعة الضوء وثابت بلانك وثابت أفوجادرو والشحنة الكهربائية للالكترون. قد تكون هذه الثوابت افتراضية وهناك ثوابت أخرى مازلنا لم نصل إليها، فهل من الممكن أن تكن الثوابت الحقيقية أعداد مطلقة ليست الثوابت الحالية إلا تجليات لها ؟ وهل من الممكن أن تكون الحروف المقطعة ال-14 في القرآن وحدات قياس كونية من خلالها تفهم بقية العلوم ؟


      فيما يخص الدينار والدرهم، فقد اعتبرها القدامى وحدات قياس مالية تضبط بها المعاملات المالية والتجارية، ماذا لو كان الأمر كذلك ولكن القيمة التي يجب أن تسند إليها ليست تلك التي أعطيت لها من قبل ولكن هي قيمة مرتبطة بثابت أخر تكويني علينا أن نحدده طبقاً لثوابت جديدة ؟ فكون الدرهم (مشغل تكويني) والدينار (وسيلة تكوينية) يعني أنه هناك نظام داخلي خاص لهذه العلاقات التبادلية مازال لم يعرف و لم يفهم بعد. ولو أن بعض الدراسات الحالية لفهم الأسواق العالمية تقترح إستبدال النظرة العامة المتداولة بنظرة جديدة تعتمد على ما يسمى بالهندسة "الكسرية".

      تعليق


      • #4
        رد: وحدات القياس في القرآن

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        احسنتم اخي الفاضل فيما افضتم في مشاركتكم الكريمة ... اثرتم فيها المقتبس الجميل التالي :

        (
        قد تكون هذه الثوابت افتراضية وهناك ثوابت أخرى مازلنا لم نصل إليها، فهل من الممكن أن تكن الثوابت الحقيقية أعداد مطلقة ليست الثوابت الحالية إلا تجليات لها ؟) ...

        وان كانت بعض وحدات القياس المعاصرة تحت وصف (تجليات) لـ (اختصاصيون في العلم) الا ان الباحث قد يجد كثيرا من وحدات القياس هي ادنى بكثير من التجليات تلك مثل الوحدات التي الصقت باسماء علماء اكتشفوا شيئا من مفاصل خلق الله مثل وحدات (جول .. نيوتن .. تيسلا .. واط .. و .. و ..)

        اذا كان هنلك رابط مكتشف بين حقيقة كونية معينة ووحدة قياس معاصرة مثلما جاء في مشاركتكم الكريمة فان تلك الصفة لا تخلو من مصادفة يتم استثمارها ضمن ايدلوجية علمية معاصرة تحاول منح المادة العلمية صفة علمية رغم انها لا تساوي اكثر من (تجليات) تجلت لدى مؤسسي تلك الوحدات ... ان تطابق طول السيف مع طول عصا فان ذلك لا يعني (اتحاد وظيفي بين العصا والسيف) ..!! ...

        من المؤكد ان القرءان يحمل ثوابت تضع لـ (الكم) و (النوع) معيار يمكن تداوله في الشأن العلمي والشأن التطبيقي الا ان الناس يتعاملون مع القرءان وكأنه (نص سردي) دون التعمق بنصوصه وعمل البصيرة والتدبر لتلك النصوص ونسمع القرءان في واحدة من اشارات وحدة القياس كما قد نتصورها في مقاصدنا ونسوقها كمثال لوحدة قياس (اجر العمل)

        {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105

        من النص اعلاه يتضح ان (اجر العمل) خاضع للرؤيا (فسيرى) وهو المعيار المركزي الظاهر من بيان القرءان سواء كان في (الكم) او (النوع) ذلك لان الكم والنوع هما عنصران اساسيان من عناصر العمل فيكون الاجر المدفوع عن العمل خاضع لمعيار (كمي ونوعي) الا ان الحضارة المعاصرة جعلت معيار العمل مبني بدرجة مركزية على (ثابت زمني) وفق نظام الراتب الشهري او الاجر اليومي او الاجر بالساعة فصار عنصر العمل يمتلك معيار زمني وهو مركز (بناء الاجر) ويلتحق به (الكم والنوع) التحاقا جانبيا فـ معلم المدرسة الابتدائية يتقاضى راتبا اقل من مدرس التعليم الثانوي وهو ايضا اقل من راتب الاستاذ الجامعي الا ان مركز وحدة بناء الاجر هو (اجر شهري) كما ان محفزات زيادة الرواتب تخضع لعنصر الزمن حيث يتصاعد الراتب على معيار سنين الخدمة , اما بقية المعايير في حسابات الرواتب الوظيفية او اجور العمل اليومي مرتبطة بالمهارات والفنون المهنية بشكل عارض وهي لا تمتلك معايير بل تمتلك ما هو مجهض للمعيار الحق المعلن في النص الشريف وهو المعيار الحق من عند ربنا الا ان مراكب البشر الباطلة تظهر عندما يتم اخضاع (وحدة تسعيرعنصر العمل) الى ميزان (العرض والطلب) وهو ميزان باطل يدمر الامم ويجعل عنصر العمل موطئا للتهري والانهيار ولعل موجات الاضرابات العمالية وانتفاضات الشعوب الجائعة ظاهرة صاحبت بناء الدولة الحديثة منذ نشأتها في جمهورية فرنسا الاولى لغاية اليوم والسبب يكمن في بطلان معايير وحدة حساب اجر العمل وموازينه سواء كان فيما تختص به الحكومات وموظفيها او ما يختص بالقطاع الخاص وموظفيه وعماله حيث وحدة قياس اجر العمل تحولت الى ريشة وسط عواصف سياسية مع قدرات الحكومات على تثبيت قيمة الصرف السلعي لعملاتها الورقية وقدرة التلاعب بها فتحولت المجتمعات البشرية الى قطعان بشرية تتحكم بها فئوية متسلطة على طموحات الناس في كل بقاع الارض ولعل المكننة الفائقة الانتاج التي تصاعدت خلال العقود الثلاث الماضية مع ما صاحبها من زيادة كبيرة في التعداد السكاني جعلت (العرض والطلب) لتحديد وحدة قياس اجر العمل مضيعة للوجدان الانساني وسط زحمة حضارية احتلت فيها الالة محل الانسان فبدلا من ان يسعد الانسان الا انه صار اسير تقنيات عزلته وحلت محله مما جعل من عرض العمل اكثر بكثير من طلبه فانكفأت الحضارة على اهلها ..!!

        على نفس الضلال تم تثبيت ثوابت غير مستقرة الثبات وفي مجمل تطبيقات الحضارة المعاصرة فكل شيء تطبيقي معاصر يزعمون انه مبني على (ثابت) الا ان جيل او جيلين تاليين من العلماء يكتشفون ان تلك الثوابت كانت غير ثابتة ويقومون ببناء ثوابت بديلة الا انها تنهار ايضا في زمن لاحق على ايدي جيل ءاخر من العلماء .... المجتمع الاسلامي فقد اسلاميته بشكل كبير حيث جعل من التطبيقات المعاصرة (ركن) من اركان حياته اليومية ظنا منهم ان ثوابت الحضارة المعاصرة هي ثابتة يقينا مثل الاستخدام المفرط للادوية الكيميائية المبنية على معايير حيوانية حيث تبدأ اللبنة الاولى للدواء تجريبيا على الحيوان ليكون المعيار الاول في نشأة تلك العقاقير والناس يفرطون في استخدام الادوية ولكل دواء مضاعفات يعترف بها منتجوا ذلك الدواء وما خفي من مضاعفات لا يعرفها الربحيون او يعرفونها ويخفونها من اجل استثماراتهم لهي اعظم بكثير من تلك المضاعفات المعلنة ..!! ... قد يتبادر الى الذهن ان كلامنا قد تحول من وعاء العلم القرءاني الى وعاء صحفي !! الا ان الحقيقة التي قد لا يراها الا المختصون هي ان كل شيء بلا استثناء يخضع الى المعايير الامريكية الفيدرالية او البريطانية حتى ولو كان زرار قميص او عود تنظيف الاسنان او كاسة لبن او تربية حيوان ومعلفه او نبتة زرع وسقياها او ام حامل وجنينها فكل زاوية من زوايا حياتنا اليومية هنلك قاموس لمعايير تلك الزاوية فقد (ملئت ظلما وجورا) فلكل شيء معيار حضاري جعلوه ثابتا الا انه غير ثابت والناس يصدقون ذلك بمصادقة تكاد تكون مطلقة الا انهم يدفعون ثمنا غاليا

        سنفي بوعدنا باذن الله لـ تفصيل بقية الالفاظ القرءانية التي قد توحي بوحدة قياس

        2 ـ الـ قنطار

        {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ
        وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14

        قالوا في القنطار انه (جلد بقرة مسلوخ ومدبوغ) وقال ءاخرون (جلد شاة) وقال غيرهم (جلد بعير) وهو جلد مدبوغ لذبيحة غير مبقورة البطن حيث يستطيع الجزار سلخ البدنة بطريقة الخلع دون ان يقطع بسكينته من الجلد شيئا سوى موقع الذبح والارجل الاربع وموقع الذيل فيكون الجلد على شكل كيس بعد غلق منافذ الارجل والرقبة وكان ذلك النوع من الممارسة يوفر للناس اوعية خزن منها قطع الذهب والفضة او تستخدم تلك الاوعية لخزن السمن او لنقل الماء بوعاء طري سهل الحمل على الدواب ويسمى (قربة) لانها تقرب الماء لـ طالبيه ... اللسان العربي المبين هو خامة اساس للخطاب القرءاني فلفظ (قنطار) من جذر (قنطر) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (قنطر .. يقنطر .. قنطار .. مقنطر .. قنطرة ... و .. و .. ) .. لفظ (قنطرة) لا يزال يستخدم بصفته معبر لعبور ترعة ماء او جدول ماء وكانوا يستخدمون جذوع النخل الطويلة برصفها جنب بعض متعامدة مع مجرى الماء لتكون قنطرة عبور للسابلة والدواب وهي ممارسة مشهورة واسمها لا يزال في حافظات الذكر في العقل البشري ...

        لفظ (قنطر) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة فاعلية رابط متنحي لـ نافذية بديلة) ... عبور مجرى الماء يعني (تفعيل رابط متنحي) وهو متنحي في حافة مجرى الماء عند حافة الجهة الاخرى وعملية عبور مجرى الماء تتم تكوينيا اما بطريقة (القفز) او بطريقة (السباحة) او بطريقة (ركوب زورق) الا ان نفاذية (القنطرة) ستكون (تنفيذ ممارسة بديلة) عن الطرق التكوينية الثلاث اعلاه بل ستكون لتأمين (فاعلية ربط متنحية) فـ حافة النهر او مجرى الماء الذي يكون في حاجة طالب الحاجة متنحي عنه في الطرف الاخر من حافة المجرى والوصل اليه يحتاج الى (فعل رابط) يربطه باستخدام القنطرة في المثل المساق اعلاه .. تلك السطور وان كانت مبنية على علم الحرف القرءاني الا ان تطابقها مع لفظ (قنطر ... قنطرة) يمنح الباحث الطمأنينة في مراشده الفكرية

        فـ القنطار هو ذلك الفعل البديل النافذ للارتباط بفعل رابط متنحي وكان ذلك الشأن معروفا بشكل كبير في الزمن الماضي ومنه بقايا في الزمن الحاضر فكان الشخص حين يسافر يبلغ جاره او صديقه على مكامن مخزن النقود او المواد العزيزة وهي غالبا ما تكون مخفية (متنحية) وهي تحتاج الى (تفعيل رابط متنحي) وممارسة بديلة للوصول اليها فحين يتم تأمين تلك الوسيلة النافذة وهي (بديل) عن الممارسات المعتادة لانها (خفية) فان من يخونها ويستخدمها لصالحه انما يخون امانة القنطار الذي اؤتمن عليه (وهو المعبر الى شهوات دنيوية ورغبات غير اصولية) ... مثلها في زمننا ما يطلق عليه (اسرار العمل) فالعاملين عليها لا يحق لهم افشاء اسرار العمل مقابل ثمن او غلا ً برب العمل وعند افشائها يخضع العامل لعقوبة القانون العقابي بالحبس او الغرامة ... قناطير مقنطرة ... هي جمع قنطار الا انها تمتلك (مشغل) فهنلك اسرار لم تعد اسرار بل تم انتشار خفائها فهي (كانت متنحية) فالقصد القرءاني الشريف اختص بالقناطير المقنطرة اي القناطير الشغالة وهي تعني في مقاصد الله الشريفة (تلك الخبرات التي توصل الانسان الى الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث) فكل تلك الاصناف من الحيازة تحتاج الى (خبرة) ليمارسها الانسان اما حب الشهوات والنساء والبنين فهي لا تحتاج الى خبرات فجائت في النص خارج وصف (القناطير المقنطرة) ... السر (المنتج) يحتاج الى (معبر) بياني للوصول اليه مثله مثل جرف النهر في الطرف الاخر يحتاج الى قنطرة للعبور

        اذن لفظ (قنطار) لا يتصل باي وصف من صفات (وحدات القياس) الكمي او النوعي بل هو لفظ دال على تفعيل روابط مع الاشياء الخفية على الانسان او (المتنحية) عنه والتي تحتاج الى (وسائل تبادلية) او (وسائل بديلة) عند (التنفيذ)

        السلام عليكم
        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: وحدات القياس في القرآن

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          3 ـ الذرع والذراع

          عرف الذراع بين الناس كوحدة لقياس الطول وهو في مقاصد الناس معدل طول ذراع الشخص المعتاد وهو المسافة بين السبابة والانف عندما تكون يد الذارع مستقيمة وهي طوليا اقل من المتر الذي نعرفه في ايامنا بقليل ويقال ان الذراع يساوي 90 سم وقد جاء ذكر الذراع في القرءان في النص الشريف التالي

          {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ
          ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ }الحاقة32

          {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }الكهف18

          واضح من النص الشريف ان لفظ (ذرع) منه الذراع الذي قيل فيه انه (وحدة لقياس الطول) كما كان راسخا بين الناس قديما وحديثا الا ان انعطافة تدبرية لنصوص القرءان ترينا وظيفة اللفظ (ذرع) لا تعني وحدة قياس كما في النصوص الشريفة التالية

          {وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ
          وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ }العنكبوت33

          {وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ
          وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ }هود77

          وبما ان منهجنا يعتمد على خامة الخطاب القرءاني (لسان عربي مبين) فان اتحاد الجذر العربي بين (ذرع , ذراع) يمنحنا تذكرة البيان القرءاني فما هو معنى لفظ (ذرع) في علم الحرف القرءاني ... انه يعني (نتاج سريان حيازة وسيله) ... فعندما يراد معرفة طول شيء ما فان ذراع الانسان يتحول الى ثابت طولي وسوف يكون (منتجا) لـ (سريان حيازة) (وسيلة القياس) في الطول ... وعندما ضاق لوط (ذرعا) بضيوفه فان (نتاج وسيلة الضيوف) وهم الملائكة كانت ضيقه بخصوص (سريان حيازة وسيلة الضيوف) فهي ليس وحدة قياس بل تعني ان (نتاج سريان فاعلية وسيلة الملائكة) احرجت لوط وذلك الحرج واضح في نص المثل القرءاني

          كما ان ذراعي الكلب المبسوطتان في مثل اصحاب الكهف لا علاقة لهما بوحدة القياس اما السلسلة التي ذرعها سبعون ذراعا تغل من اوتي كتابه بشماله فهو في (نتاج فاعلية تسري حيازة وسيله) فافعال حامل كتابه بشماله كانت سببا في ان تسري حيازته في سلسلة (ذرعها سبعين) فهي دائمة الحيازة مستمرة بشكل متوالي كما هي السلسلة التي نعرفها ... ظهور لفظ (سبعين) يحتاج الى تذكرة مستقلة تخص (معاني الارقام) وليس عددها ..!! فلفظ (سبع) تعني فيما تعني عدد 7 وفي نفس الوقت تعني حيوان اسمه (سبع) وهنلك حرمة في الاية 3 من سورة المائدة (وما أكل السبع) فنضرة الى ميسرة لحين نشر موضوع معاني الارقام خارج وظيفتها العددية ... الراشدة الفكرية المحمولة على هذه السطور والتي تخص عدم اتصال المقاصد الشريفة بـ طول السلسلة فالنص الشريف لم يحدد صفة طول السلسة (ذرعها سبعون ذراعا) ففهمت على انها وحدة طول بسبعين ذراع وهو يتتنافى مع مقاصد القرءان كما يستقر في عقل الباحث ذلك الرشاد لان (طول السلسلة) لاي شخص تحت التعذيب لا تعني شيئا يلقي حكمة او تذكرة في عقل حامل القرءان المطلوب منه ان (يعقل النص) حين يتدبره ..!! فان كان طول السلسلة اقل او اكثر من سبعين او ان لا تكون هنلك اي سلسلة كاداة من ادوات العذاب فلا ضرورة لطول السلسلة في قانون الهي مسطور في القرءان فهو ليس قانون تصنيعي او لغرض بناء شيء ما ليكون القانون الالهي مصحوبا بطول محدد وترشيد تلك المعالجة الفكرية يؤكد ان المقاصد الشريفة تبني قانون عام على متدبر القرءان ان يستبصر به فيتذكر ان هنلك قانون عقابي مرتد من افعال المعذب

          من تلك الرجرجة العقلية الموجزة فان (الذرع) يمكن ان يكون اي خشبة او عصا يمكن ان يكون (نتاج فاعليتها في الحساب) (تسري حيازة وسيلة معرفة الطول) فحين تستكمل وسيلة طالب الذرعة باي قياس بين يديه فهو (ذراع) مهما كان طوله الثابت الا ان تداول مقياس معروف بين الناس ينفع عند الحاجة الى التبادل السلعي فصانع الحبل وبائعه ومشتريه (مثلا) حين يتفقون يحتاجون الى ثابت طولي يتعاملون به كوحدة للقياس وهو (ذرع) ومنه (ذراع) ... فالذراع هو وسيلة قياس ومن يضيق ذرعا بشيء يعني ان (مقياس تحمله) قد امتلأ يعني ان (نتاج الفاعلية الذي يسري الحيازة) قد وصل الاوج (ضاق بهم ذرعا) وهو نفسه (نتاج فاعلية تسري حيازة الوسيلة) بين صانع الحبل وبائعه ومشتري الحبل فيستخدمون الذرع الثابت لتسري فاعلياتهم بين الناس فالبزاز يبيع بالذراع وصانع القماش يبيع على البزاز بالذراع والبزاز يبيع على الزبون بالذراع كيفما يكون طول الذراع على ان يكون ثابتا في تعامل الناس فيكون الذراع (نتاج) لـ (سريان حيازة وسيلة)

          ذلك هو لفظ (ذرع , ذراع) في نص القرءان قام في العقل بعد تدبر النصوص بوسيلة اللسان العربي المبين وعقلانية النص والتبصرة فيه لتقوم مقومات التذكرة في قرءان كريم ذي ذكر

          للحديث بقية

          السلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            رد: وحدات القياس في القرآن

            السلام عليكم ورحمة الله،

            من المؤكد ان القرءان يحمل ثوابت تضع لـ (الكم) و (النوع) معيار يمكن تداوله في الشأن العلمي والشأن التطبيقي الا ان الناس يتعاملون مع القرءان وكأنه (نص سردي) دون التعمق بنصوصه وعمل البصيرة والتدبر لتلك النصوص ونسمع القرءان في واحدة من اشارات وحدة القياس كما قد نتصورها في مقاصدنا ونسوقها كمثال لوحدة قياس (اجر العمل)


            أرى أن الحضارة المعاصرة تستند إلى معايير كمية أكثر منه إلى معايير نوعية، سواء في أجر العمل أو في أي نشاط فكري أو تطبيقي آخر. ولعل هذا يعود إلى صعوبة تحديد معايير ثابتة للنوع والكيفية، فانصبت الجهود على تحديد المعايير الثابتة لكم الأشياء. فإن كان في القرآن إخبار عن هذه المعايير النوعية فماهي ؟ أو بالأحرى، ماهي المقاييس التي يمكن أن نعتمد عليها في تقييم كيف الأشياء ؟
            ماهي المقاييس البديلة التي يمكن تصورها مثلاً في (أجر العمل) ؟ وما المقصود بالرؤية هنا ؟

            بالنسبة إلى القنطار، فإن المثال في آل عمران 14 شبه واضح. ولكن لدي سؤال بسيط في هذه الآية : لماذا تخصيص الذهب والفضة بالذكر هنا ؟ فمن المعروف أن الذهب والفضة المتداولين إرتبطا تاريخياً بالقنطار كوحدة قياس للحجم وللوزن.
            ثم إنه في هذه الآية وردت لفظة القنطار مقترنة بالكلمات التي تليها عبر لفظة (من) فماهو الرابط المتنحي في آية آل عمران 75 مثلاً حيث وردت لفظة قنطارمجردة ؟

            حسب معلوماتي المتواضعة عن تاريخ الذراع كوحدة قياس، فلعل أطول ذراع استعملت كان طولها يقارب 72 سم بمقياسنا الحالي. ولكن لم أفهم جيداً مفهوم الذراع ربما لعدم إستيعابي لمفهوم (سريان حيازة). فهل يمكن شرح هذا المفهوم أكثر ؟
            هل الذراع في نهاية الأمر يعبر عن الوسيلة المادية لقياس الذرع (بدخول الألف على هذه اللفظة) ؟


            وشكراً.

            تعليق


            • #7
              رد: وحدات القياس في القرآن

              مشكورين على الطرح المتميز ...
              طلب من الإخوة موافاتي ...بأهم كتاب ..يحوي دراسة قرآنية عن المقاييس ... وشكرا مسبقا ....

              تعليق


              • #8
                رد: وحدات القياس في القرآن

                المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم ورحمة الله،



                أرى أن الحضارة المعاصرة تستند إلى معايير كمية أكثر منه إلى معايير نوعية، سواء في أجر العمل أو في أي نشاط فكري أو تطبيقي آخر. ولعل هذا يعود إلى صعوبة تحديد معايير ثابتة للنوع والكيفية، فانصبت الجهود على تحديد المعايير الثابتة لكم الأشياء. فإن كان في القرآن إخبار عن هذه المعايير النوعية فماهي ؟ أو بالأحرى، ماهي المقاييس التي يمكن أن نعتمد عليها في تقييم كيف الأشياء ؟
                ماهي المقاييس البديلة التي يمكن تصورها مثلاً في (أجر العمل) ؟ وما المقصود بالرؤية هنا ؟

                بالنسبة إلى القنطار، فإن المثال في آل عمران 14 شبه واضح. ولكن لدي سؤال بسيط في هذه الآية : لماذا تخصيص الذهب والفضة بالذكر هنا ؟ فمن المعروف أن الذهب والفضة المتداولين إرتبطا تاريخياً بالقنطار كوحدة قياس للحجم وللوزن.
                ثم إنه في هذه الآية وردت لفظة القنطار مقترنة بالكلمات التي تليها عبر لفظة (من) فماهو الرابط المتنحي في آية آل عمران 75 مثلاً حيث وردت لفظة قنطارمجردة ؟

                حسب معلوماتي المتواضعة عن تاريخ الذراع كوحدة قياس، فلعل أطول ذراع استعملت كان طولها يقارب 72 سم بمقياسنا الحالي. ولكن لم أفهم جيداً مفهوم الذراع ربما لعدم إستيعابي لمفهوم (سريان حيازة). فهل يمكن شرح هذا المفهوم أكثر ؟
                هل الذراع في نهاية الأمر يعبر عن الوسيلة المادية لقياس الذرع (بدخول الألف على هذه اللفظة) ؟


                وشكراً.


                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                كم العمل لا يخضع الى ثابت محدد وتلك هي تكوينة عنصر العمل في الخلق وهي خصوصية خاصة بالانسان دون سواه من المخلوقات فهنلك مثلا حيوانات عاملة في حرث او تدوير ساقية او تحريك عربات فاجر تلك المخلوقات يكون اشباع جوعها وسقيا عطشها اما الانسان فهو مختلف ويمكن ان نرى مختلفه في معيار الرقيق فهم بشر مثلنا الا انهم مملوكين لغيرهم ولا اجر لهم الا ان اجرهم التكويني ان يأكلوا من اوسط ما ياكل مالكيهم ويلبسوا اوسط ما يلبس السيد وينام في ما ينام السيد فمن كان غنيا وملابس مولاه رثة حقيرة فان مجتمعه لا يرحمه بلسعات اللوم فهنلك نظم اجتماعية فطرية تحمي تلك الفئة من العبيد سواء في المأكل او الملبس او اي مظلمة وقد نرى مثلها (كنظام مجتمعي) لا يزال قائما فمن يحرم اولاده من غناه فان المجتمع يقف ضده وحين يشاهد الناس احد مالكي حيوان كالحمار او غيره يضرب حيوانه بعنف فان كثيرا ممن يرى ذلك الموقف يعنف الحاوي للحيوان على فعله القاسي مع حيوانه فكيف كان المجتمع القديم مع من يظلم عبيده في تجويعهم وهو قادر على اطعامهم

                {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ
                فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة89

                النص الشريف يبين قانون الهي يرسم علة معيار متحرك (الكم) الا انه يحدد صفة مبينة في نظم (الانفاق) على (المساكين) ومنهم الرقيق فهم في (مسكنة) عند مولاهم ومعيار الانفاق عليهم يكون في موصوف الكم بــ اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم ومن ذلك المعيار يقوم الثابت العادل المتغير الكم مع متغيرات (الكم المجتمع البشري) وهو قانون مستحلب من القرءان ... نستزيد من البيان بذكرى من المعالجة التالية :

                الرقيق هم من عنصر بشري مثلنا الا ان ظروف طارئة او ظروف مستديمة جعلت منهم عناصر خارج المسؤولية التي تستوعب متطلبات الحياة وبالتالي فهم يحتاجون الى ان ينقلوا ما يحملون من وزر المسؤولية لمتطلبات حياتهم من (مأكل وملبس ومسكن) الى عناصر بشرية قادرة عليها فقام الرقيق كنتيجة حتمية لكوارث طبيعية كانتشار الاوبئة او الزلازل او الحروب او الفقر الشديد الذي يدفع الابوين لبيع ابنائهم الصغار خوفا عليهم من الموت جوعا او الانحراف خلقيا ... اذا وضعنا ذلك الوصف المستحلب من هذه المعالجة الفكرية في ميزان فكري عن (رق دائم) في الرق (المماليك) فان الكفة الاخرى من الميزان سترينا عنصر بشري كالرقيق الا انه في (رق مؤقت) وهم الاجراء (طبقة العمال) سواء كانوا باجر الساعة او اليوم او الشهر او السنة فهم مشمولين بـ (جوهر نظام الرق) من حيث التكوين فخضعوا الى (رب العمل) كما يخضع المملوك لسيده ولو ساعة من نهار وبذلك ينطبق عليهم المعيار الثابت و (المتغير الكم) حيث يوجب القانون الالهي ان يكون اجرهم يساوي (وسط نفقات متطلبات حياة الناس) في البلد الذي قام فيه عقد العمل بالاجر .... في كل اقليم يعرف الناس متطلبات تكاليف العيش التي ينفقها العنصر البشري على (اهليهم) وليس (اهلهم) وذلك يعني (حيز التاهيل) لعائلة مكونة من زوج وزوجة ومجموعة اطفال يحددها عرف الناس في ذلك الاقليم فيكون اجر العامل كافيا لسد الحاجة الحياتية للعنصر البشري (الخارج عن تحمل مسؤولية الانتاج) لحسابه وعلى ذمته فيكون الحل بموجب نظم الانخراط في عنصر العمل باجر ... ذلك هو موجز عن النظام المستحلب من القرءان لتحديد اجر العمل في اقليم محدد الصفات في نظم الانفاق (المستوى المعاشي في الاقليم) ... من المؤكد ان التجمعات البشرية غير موحدة في المستوى الاقتصادي حيث توجد فوارق اقتصادية بين المدن الكبيرة والوسط والصغيرة كما توجد اختلافات بين الاقاليم الزراعية واخرى صناعية او حرفية كما تختلف (الوسطية الاقتصادية) بين مفاصل مجتمعية تعيش في مجتمع واحد فطبقة عمال البناء يعيشون في وسط مختلف عن طبقة الممهتنين بالتجارة او بحرفة صياغة الذهب او مهنة خياطة الملابس فلكل فئوية مجتمعية (مستوى معاشي) يعرفه المجتمع عرفانا تطبيقيا ظاهرا للعيان ولا يمكن توحيد كل الاطيفاف المجتمعية بمختلف مستوياتها الى (معامل ثابت الكم) فلكل (طائفة من النشطاء في عنصر العمل) مستوى معاشي محدد الابعاد ماليا فتكون الوسطية معيارا مبينا

                اذن المعيار الثابت لتحديد اجر العمل تقوم مقوماته ضمن المحيط البشري بخصوصيته في الانفاق على ان يحصل الاجير على متوسط معدل الانفاق في ذلك المحيط ضمن الفئة العمالية التي اختارها الاجير ليكون ارباب عمل تلك الطائفة مسؤولين عن توفير متطلبات العمل لغير القادرين على تحمل وزر تلك المتطلبات ...

                المقصود بالرؤيا (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) تندرج تحت سنة الهية في الخلق ... البشر هم المستخلفين على تلك السنة (اني جاعل في الارض خليفة) فالعمل يخضع لرقابة رب العمل وعلى ضوء تلك الرؤيا التي تقوم في مقعد ربوبي كما هو رب العمل + المشرف على العمل من قبل رب العمل كذلك يسهم بفعل رقابة العامل عمال مثله وهم المساهمين الاخرين في عنصر العمل الذي حدده رب العمل حيث (سيرون عمل العامل) فـ للكادح الشريف في واجبه اجر متميز سواء كان اجرا ماديا او رقيا في موقع العمل وللمخالف السيء في عمله عقاب او اشباه العقاب اي ان عنصر العمل يحدده (رب العمل) كما او نوعا ولا يحق للعامل ان يخالف تعليمات رب العمل وسوف يكون رب العمل عليه (رقيبا) ويسهم في الرقابة من هو في منصب المبلغ بتعليمات العمل (رئيس العمال) او (رسول رب العمل) وكذلك يسهم في الرقابة مجموعة العاملين الذين يسهمون بالانتاج فان اساء احد العاملين فسوف تظهر الاساءة في نتاج العمل الاجمالي مما يجعل بقية العاملين رقباء على العامل بصفتهم التكوينة التي تربطهم بعنصر العمل ... تلك المعالجة كانت قائمة في المجتمع الاسلامي لغاية منتصف القرن الماضي الا انها تحللت تدريجيا وحلت محلها نظم العمل التي شرعت الدولة الحديثة سننها بدلا عن سنن الله وفي كثير من القوانين كانت الحكومات (ندا لله) فضاع العمل والعامل في ممارستين تدميريتين

                الاولى : التدخل المباشر للدولة في قوانين العمل تحت حجة باطلة (حماية طبقة العمال) الا ان تحتها منهج خفي اوصل الدولة الحديثة الى مقام (انا ربكم الاعلى) و (ما علمت لكم من إله غيري) فالحكومات في كل ارجاء الارض تدخلت في انشطة البشر وافقدتهم حريتهم وما كانت وثيقة حقوق الانسان لالغاء الرق والعبودية الا ليتحول كل البشر الى عبودية مبرمجة تحت مسميات وطنية فالناس في كل مكان عبيد لحكوماتها (عبادة القوانين الرسمية) فالقانون في التطبيق واجب ملزم ومن يخالفها يعاقب من قبل الدولة اما قوانين الله فهي اختيارية في التطبيق ومن يخالفها لا تتنزل عليه عقوبة حكومية ..!!

                الثانية : هي ممارسة تلعن الاولى وتكشف زيف الادعاء الحكومي بحماية العمال وذلك من خلال تطوير التقنيات بشكل مذهل ومتسارع وبدعم حكومي مبالغ فيه من خلال فتح ميزانيات مالية ضخمة من اجل مكننة الانتاج الاسرع في الزرع او الصنع او البناء وغيرها حيث احتلت الالة مساحات واسعة من ضرورات الطبقة العاملة مما قلل من حاجة البشرية لليد العاملة عموما فظهر الفقر الشديد في اكثر امم الارض زحمة بشرية حتى في الامم التي تدعي المدنية والتحضر ففي اوربا فقر شديد الا ان الاعلام المبرمج يخفي تلك الحقائق وفي امريكا التي تدعي المثالية في الحكم الا ان كل مدينة كبيرة تعيش بجنبها احياء لا يمتلك الفرد الامريكي فيها مساحة اكثر من قامته لينام فيها

                ما يجري اليوم من ثوابت لـ (اجر العمل) يخضع لـ معيار كمي ورقي مالي (العملة الوطنية) وتلك الوسيلة ما هي الا نهب وسلب رسمي لجهود الامم من خلال تمييع قيمة العملة الورقية في التبادل السلعي الاساسي فـ (قيمة العملات) تتدهور بشكل مستمر وبموجب منهج واضح مهما بالغت الحكومات في اخفائه الا ان الفكر المستقل يدرك ان تدهور القيمة الفعلية للعملات الوطنية هو برنامج اممي حتى في اكثر الدول التي تدعي الديمقراطية او تدعي المثالية في رعاية شعوبها
                الا ان اسنان الذئب لا تغطيها ثياب الخراف ..!!

                اجر العمل اليومي في اعراف المسلمين قبل الغزو الفكري الحضاري كان يعتمد على (كم يكفي لعائلة العامل لتعيش بكرامة) فلا يقف اجر العامل عند بضعة دراهم او دنانير بل كان العامل ياخذ من رب العمل ما يغطي نفقات عياله وبقيت تلك الصفة في المجتمع الاسلامي لغاية الخمسينات من القرن الماضي وكنت قد شهدت تلك الصفة في المجتمع المسلم الذي كنت اعيش فيه وكان العامل (احيانا) يحصل على منفعة اكثر من رب العمل نفسه وحين يسأله احد لماذا لا تغلق دكانك اذا كان لا يدر عليك بمنفعة مجزية ..؟؟ او لماذا لا تغير اختصاص دكانك او مهنتك اذا كان ايراد منفعتها ضعيفا ..؟؟ فكان الجواب ان ذلك الدكان او تلك المهنة تسد حاجة كذا عائلة ولا يمكن اغلاق تلك الوسيلة وكنت شاهدا على بعض من تلك الحالات ... ما ان استعرت قوانين العمل وظن كثير من العمال ان الدولة تحميهم حتى تمرد العمال على ارباب العمل وتراجع (الالتزام الوجداني) الذي كان مستقرا في (رب العمل) تجاه عمال مصنعه او مشغله او دكانه ..!! وحلت الكارثة لتكون اقاليم المسلمين بمن فيها من بشر الى بشر تابع لحضارة غربية الا ان طبول التفاخر الوطني حاولت تمييع تلك الحقيقة فيكتبون على سلعياتهم (صناعة وطنية) الا انها ليست وطنية ابدا بل هي من خامات اجنبية ومكننة اجنبية ..!! ومواصفات اجنبية فيدرالية او بريطانية ولا يمتلك المسلمون اي ناصية انتاجية مستقلة الا بقايا من صناعات حرفية قديمة لا تزال مظاهرها متأصلة كهوية مجتمعية .... التفاخر الوطني مرض اصاب المواطنين فيتصورون وكأن الاوطان مباركة تنشر بركتها على مواطنيها كما ينشر الله بركاته على المؤمنين ..!! المواطنون ينشدون نشيدا وطنيا مع كل ما هو وطني الا ان مواطنيها تحت رق اممي خطير

                تلك هي معالجتنا المستحلبة من قرءان ربنا على طاولة علوم الله المثلى نامل ان يكون لها ذكرى تذكر من يمر هنا فالذكرى تنفع المؤمنين

                وللحديث بقية في (المثقال) والذهب والفضة

                السلام عليكم
                قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                يعمل...
                X