دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوصف الفكري للفضيلة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوصف الفكري للفضيلة

    الوصف الفكري للفضيلة
    من اجل حضارة اسلامية معاصرة


    كثير من الناس ... بل كل الناس يضعون مراصدهم للفضيلة في تصرفات الفضيل وبالتالي تكون الفضيلة في صفات العمل الصالح الذي يفرق الفضيلة عن ضديدها في عمل الرذيلة ... ومن هذا المعتقد تقوم ثقافة الفضيلة والرذيلة من خلال معايير تعير الاعمال فتفرزها الى صنفين متضادين بموجب تلك المعايير .

    عندما يكون العقل في دائرة الايمان ويمتلك ثقافة اسلامية قرءانية لا بد ان يكون الفضلاء عنده هم من نزلاء الجنة ذلك نتاج ثقافة ايمانية اسلامية باعتبار ان هدف المسلم هو رضا الله عنه ونتيجة رضا الله تكون جنة الله التي وعد عباده , والجنة هي حكرا للفضلاء وبالتالي يرى الفضيلة من خلال صفات افعالهم وتلك النقطة كانت جوهرة من جواهر العقل في الالتصاق الكبير بين مسلمي اليوم ومسلموا الامس من الصالحين حتى وصل كثير من مسلمي زماننا الى استنساخ صفات السلف الصالح لقناعتهم الفائقة ان فعل الفضلاء هو الفضيلة بعينها وهو تخريج عقلاني غير مكتمل وذلك لان الافعال وحدها لا تفي بالغرض بل يجب ان تسبقها صفة عقلانية يؤتى بها الله حيث سنرى ان القرءان يذكرنا بذلك

    عندما تكون ثقافة المسلم قرءانية فان القرءان يفعل فعله في العقل ليذكر عقل الآدمي بشؤون عقلانية لا يمكن لها ان تقوم الا من خلال الصفة التذكيرية للقرءان لان القرءان (ذي الذكر) فيتذكر حامل القرءان وقد تنفعه الذكرى

    (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ *اِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الشعراء:90)

    في هذا النص الشريف وضع الله صفة (إتيان الله بقلب سليم) وتحت هذا الوصف معايير عقلية ولا توجد مواصفات لافعال اولئك الناس الذين أزلفت لهم الجنة .... القلب السليم هو الاصل في الفعل الفضيل بموجب ذكرى في قرءان ومنها نتذكر كثيرا من الذين يتقمصون الفعل الفضيل في المنسك او الملبس او المستحبات ولكن عندما تطلع عليهم تجد ان قلوبهم غير سليمة فترى فيها كثيرا من الصفات لا تتوافق مع الفعل الفضيل الذي يتقمصونه وهذه الذاكرة تمتلك حضورا حيا عند كثير من الناس عندما يقتربون من ذوي العمل الفضيل فيجدون انهم لا يملكون قلوبا سليمة فترى فيهم من يحمل الغل والحقد على الاخرين لسبب تافه وترى فيهم من يظلم زوجته او اولاده او ترى فيه بخل حاد او .. او ... وكثيرة هي الصفات السيئة التي لا تظهر الا بالاقتراب من صاحب العمل الفضيل وكل انسان عاشر مجتمعه له تجاربه الخاصة في هذا الميدان والقرءان يدفعنا للذكرى فنتذكر صفات قلوب اولئك الفضلاء وعندما نعرض تلك الصفات على القرءان سنرى انهم لا يتصفون بصفة الفائزين بالجنة الالهية لان قلوبهم ليست سليمة وان الله اشترط ان (يأتون الله بقلب سليم) ...

    من تلك الرجرجة الفكرية يتضح للمتفكر في القرءان ان اصل البلاء هو القلب وسلامته من مدنسات الدنيا ومن اجل ذلك وردت شريعتنا السمحاء مؤكدة النوايا قبل الافعال لان النوايا هي (عقل) والافعال نتيجة لفاعلية العقل وعندما (ينقلب) نتاج العقل الى فعل يكون الفعل موصوفا بصفات الفضيلة او ضديدها .

    العقل يسبق الفعل في ثابتة عقلانية ترقى الى بديهة تثبت في وعاء الفكر ... العقل هو قائد الافعال ... فالافعال يتم تعييرها بالعقل قبل (انقلابها) الى فعل وهو القصد الالهي الشريف في لفظ (قلب) ومن المؤكد ان (القلب السليم) لا يمكن ان يكون سليم بعضلاته واليافه ووظيفته في ضخ الدم بل ذلك (القلب) الذي يقلب النتاج العقلي الى فعل يتصف بصفة الفعل المادي الفضيل ان كان (القلب سليم) وبصفة الفعل الرذيل عندما يكون (القلب غير سليم) ...

    سلم ... سليم ... سلام ... إسلام ... أسلم ... مسلم ... فيكون من تلك العربة العربية ان المسلم هو (مشغل السلم) مثلها (شغل ... مشغل) ووزنها (فعل .. مفعل) ...

    (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:112)

    (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (البقرة:131)

    (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ)(آل عمران: من الآية20)

    (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء:125)

    وعند ربط تلك النصوص الشريفة في مرابط العقل (تفكر) مع نص شريف اخر هو (من أتى الله بقلب سليم) ... ستكون معرفة الاسلام كدين مبني على نتيجة فطرية يعرفها كل مخلوق اسمه انسان في العمل الفضيل والعمل الرذيل

    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

    الفطرة الانسانية هي عقل محض ... ذلك العقل يتفكر ... بعد التفكر يفعل فعلا ... قيام الدين في ترابطية بين الفطرة العقلية والفعل ... تظهر الفضيلة ويكون الفاعل من الفضلاء وبالتالي يتصف بصفة (أسلم وجهه لله وهو محسن) فيكون ذو (قلب سليم) فتزلف له الجنة ويكون في رعاية الهية مستديمة

    في هذه الاثارة العقلانية تنحسر المهمة التثويرية في وصف الفعل الفضيل بسلامة النوايا وهو الاسلام فتكون النتيجة أن :


    الفضيلة أسلمة الافعال


    والأسلمة تكون


    من يأتي الله بفعل سليم من عقل سليم


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تذكرة رفيعة ... كريمة ...نافعة ..باذن الله تعالى ، ارى ان الآية الكريمة (اِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) قد جمعت كل صفات الفضيلة ، ان تعامل الناس يقلب سليم .. أي بقلب يحب السلام والخير لهم ، والسلام قد جمع هنا كل الفضيلة .. السعي الى الخير وكره الظلم ... وتذكير الناس بمنفعة .. وحبة الخير لهم ... تلك هي قمم الفضيلة ... وأساس التقوى .

    ولقد جاء في الحديث الشريف ما يواكب ذات المعنى : يقول صلى الله عليه وسلم: « لا تدخلوا الجنّة حتى تُؤمنوا ولا تُؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم » [رواه مسلم].

    والكثير يظن ان معنى افشاء السلام .. هو تحية الاخ لاخيه بقوله ( السلام عليكم ورحمة الله ) .. طبعا السلام اللفظي هو سلام واجب تحية اسلام لاخيك المسلم .. ابتداء السلام سنة ورده واجب، وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: « تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف » .

    فافشاء السلام المقصود به في الحديث الشريف هو السعي في الارض بالخير والعدل .. والامتناع عن الظلم .. والجور والبغي والعدوان

    تلك الصفة هي صفة المهتدون ، والحديث الشريف (لا تدخلوا الجنّة حتى تُؤمنوا ولا تُؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم » .. يذكرنا بالآية الكريمة ...

    يقول الحق تعالى
    (الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون ) الانعام (آية:82)

    المهتدون هم من يأتون الله بقلب سليم .. اذ من المستحيل ان يجتمع في قلب المهتدي

    السلام ... والظلم !!

    أو ان تجتمع صفة الفضيلة مع الحقد والكره والسعي بالشر بين الخلق !!

    فاللهم انعم على عبادك بنعمة الايمان .. واجعلهم من المسلمين الآمنين المهتدين.

    سلام عليكم
    sigpic

    تعليق


    • #3


      أضيف قولي لقول الأخت الفاضله وديعه عمراني أن بوركت أخي لتذكرة تنفع المؤمنين...

      لعل القلوب الطيبه هبة من الله لأصحابها كما الأيمان (انك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء (الآيه)..القلوب السليمه التي تجعل من الأنسان أن يحرم نفسه من لقمة ليعطيها لجائع أو يتيم أو أسير كما فعل سيدنا علي بن أبي طالب فنزلت بحقه آيه...أو لربما تأتي القلوب السليمه بالتربية والتهذيب وخشية الله وطمعا بمرضاته...فتعتاد على عمل الفضيله...


      سلام عليك

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        بوركت الاقلام الطاهرة في قول معروف مع تذكرة تذكرنا باوامر ربنا ونواهيه التي انزلها ربنا رحمة بنا

        اخي الاكرم ابو محمد

        الباحثة الفاضلة وديعة عمراني

        لنفشي السلام بين الناس ونقول لهم ان الاغذية الصناعية هي (ميتة) فحافظوا على سلام اجسادكم فيكون للسلام افشاء بين الناس ... نبحث عن خائنة تخون اجساد البشر ونعلنها للناس لان الخائنة خفية وتحتاج الى افشاء كما يتم افشاء السر

        وجدت امرأة لم تنجب بعد ثلاث سنين من زواجها دون ظهور اي سبب علمي ... قالت لها احدى الطبيبات انت تحتاجين الى (محفزات هرمونية) فجاءت تستشيرنا في ذلك الامر فقلت لها هنلك (اله واحد) يرزق الناس البنين والبنات ... الهرمونات ستكون سوءا عليك وعلى وليدك ... اتق الله وابحثي عن علاج طبيعي للانجاب ... احسست اني افشيت السلام في تلك النصيحة

        شكرا كبيرا لحضوركم الثري

        سلام عليكم
        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: الوصف الفكري للفضيلة

          بسم الله

          الفضيلة أسلمة الافعال

          والأسلمة تكون


          من يأتي الله بفعل سليم من عقل سليم


          جزاك الله عنا كل خير ، صدقت فهو الوصف الصادق للفضيلة المقرون بالفعل والقول السليم ...هذا هو ( الاسلم ) الذي جاءت به الرسالة السماوية الشريفة .

          السلام عليكم ورحمة الله

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X