ما معنى (( اذهبوا فانتم الطلقاء )) ؟؟

[الاشراف العام]

استفسارات الزوار و الاخوة :ــــــــ

في متابعة لاستفسارات الاخوة ، نضع الساعة بين يدي الاخ الكريم ( فضيلة الحاج عبود الخالدي ) استفسار عن معنى الحديث ( اذهبوا فانتم الطلقاء )

نص السؤال :

سيدي المحترم ، بعد التحية والسلام

نود معرفة أصل هذا الحديث (وعند بن إسحاق بإسناد حسن عن صفية بنت شيبة قالت لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها ثم وقف على باب الكعبة فخطب قال بن إسحاق وحدثني بعض أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فذكر الحديث وفيه ثم قال يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء ثم جلس فقام علي فقال أجمع لنا الحجابة والسقاية فذكره ))

في ما جاء في خصوصية ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) ،وسؤالي الاول عن صحة هذا الحديث من عدمه ، وما معنى ( الطلقاء ) ولما جاءت ( اسم معرف ) بحضور الالف و اللام ؟ ولم تاتي صياغة الجملة بلفظ ( طلقاء ) فقط ، هل لحضور ( الآلف ن واللام ) خصوصية فارقة في معرفة سر هذا الحديث ، وسر اللفظ عموما .

ولما مثلا لم يكن هناك حضور لمؤسسة ( سجنية ) سجن .. في عهد الرسول الكريم ، كما نراها الان كمؤسسة تؤدب الخارجين عن القانون والمجرمين وغير ذلك ؟

شكرا لكم سيدي الفاضل ، واعذر لي جهلي ان بدا لكم الموضوع غريبا ، فمعرفتي بالفقه وامور الدين معرف مسلم عادي .

وتقبلوا كل التقدير والاحترام

[الحاج عبود الخالدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا توجد نظم يقينية ثابتة تحدد صحة الرواية (اي روايه) بشكل (مطلق) بل تقوم بديلها نظم صحة الرواية ومنها الحديث بشكل (نسبي) وليس (مطلق) ومن خلال الصفة النسبية يحصل شيء من الاطمئنان لحديث ما ويتم رفعه الى درجة الصحة افتراضا عدا الاثر النبوي الشريف الذي يتصف بالصفة المادية وهي (الافعال) المنقوله نقلا ماديا وليس قولا منقولا مثل منسك الصلاة والحج ورسم القرءان والذبح والوضوء وكثير من السنن النبوية نقلت على شكل فعل مادي منقول عبر الاجيال وليس قولا تناقلته الاجيال (رواية) فيكون النقل المادي ذو صفة يقينية (مطلقة) والنقل الروائي ذو صفة يقينية نسبية وبسبب تلك (النسبية) قام الخلاف بين المسلمين على شكل مسارب مذهبية ولكل مذهب متقلبات بين التصديق والتكذيب للرواية وعلى اثرها اصبح الخلاف المذهبي سمة من سمات الفكر العقائدي الاسلامي

اذهبوا فانتم الطلقاء ... حديث مشهور شهرة واسعة وهو عن رواية مروية عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبالتالي فان الحديث يتمتع بصحة نسبية لانه لا يحمل صفة مادية كالصلاة والحج وغيرها من المنقولات المادية عن النبي .

تعيير مثل تلك الصفات الروائية سوف لن يكون مستحيلا بل يستوجب ان يكون طالب المعرفة مستقلا غير متشنجا لفئوية اسلامية على ان يكون طالبا للمعرفة من هرمية عقائدية تسمو فوق المستقرات المذهبية ومنهجيتها وتلك (السامية) التي يمكن امساك اليقين فيها هي رسالة الله الى البشرية وهي حصرا في قرءان الله الذي فيه تصريف لكل مثل فما من ناشطة ينشط بها الانسان الا وفي القرءان مثلها ..
انتم (الطلقاء) وما كانت (انتم طلقاء) وذلك يعني ان (طلقاء) معرفه للعقول بالالف واللام التي تؤكد ان الصفة معروفة بين الناس وعندما ينعطف الفكر نحو فعل (الطلاق) الذي نعرفه فان عملية الـ (طلاق) تعني تفكيك رابط الزوجية بين زوجين مرتبطين برابط وحين يتم الطلاق يقوم الفراق ... فاهل مكة ما اسلموا يقينا بل تأسلموا ونقرأ القرءان وفيه معيار التعيير

(قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:14)


ورغم ان تلك الصفة قاسية على اهل مكه يوم الفتح فهي قاسية على المسلمين جميعا فكثير من الاسماء اللامعة في التراث الاسلامي هم من (الطلقاء) الا ان طالب المعرفة (المستقل) لا يقبل ان يتشارك المزاج الديني مع الحقيقة الدينية فليكن لقساوة الامر هرما علويا الا انه لا يصل الى قساوة موقف ابراهيم عليه السلام مع ابيه ازر وهنلك مواقف اسلامية كثيرة في بدر وغيرها تم فصل مزاجية المسلم في رحمه من اجل قيام الدين مع وجه الحقيقة الاوحد في ان يكون للحق مستقر واحد لا يتلاعب به وجدان طالب الحق ...

اكثر الصفات قساوة نراها في اقرب الناس للنبي عليه افضل الصلاة والسلام الا وهو (ابو لهب) فقد جاء في القرءان فيه (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد:1)
(مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (المسد:2)
(سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ) (المسد:3)
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (المسد:4)
(فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (المسد:5)

تلك الايات هي قرءانية في صفة (ص والقرءان ذي الذكر) تذكرنا ان اقرب الناس للنبي (عم النبي) في قدح كبير وان ذلك الرجل وان اعلن اسلامه كذبا فهو في (تباب اليد) فوسيلته (يده) في باب مغلق ولا يمكن ان ينال توفيق الاسلام ايمانا وكان يمكن له ان ينطق الشهادتين مراءا وكذبا ليقوض القرءان فيما اختصه الا ان تباب يده (وسيلته) كانت وعدا تذكيريا قبل موته ان لا يوفق حتى لاسلام كاذب في حين يعلم المسلمون ان ابواب التوبة مفتوحة بين يدي الله ما دام الانسان حي يتنفس الا ان الله اغلق (باب) توبة ابا لهب في (تباب) وسيلته حتى وان كانت كاذبة فكان جيل ابو لهب (طلقاء) بعده من الاسلام كما يذكرنا القرءان حال ابو لهب الذي مات قبل الفتح ونحن نعلم ان الدين لا اكراه فيه وفتح مكة كان عسكريا وفيه اكراه ولا يمكن ان يكون المسلم تحت الاكراه مسلما حقيقيا بل يمكن ان يكون متأسلما تحت وطأة احتلال مكة وتهشيم الاصنام فيها ورفع الاسلام في بيتها المحرم لاداء مناسك مركزية في الدين الاسلامي وليس لغرض تأسلم سكان مكة فهم في صفة (الاطلاق) في منشأ رابطهم مع الدين لان الدين لا اكراه فيه والقرءان يذكرنا بصفتهم في نص مبين

(وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:99) ان لم نتخذ القرءان بصفته (مذكرا) فان التعامل مع حراك الاباء والاجداد لمعرفة حقيقة حراكهم يعتبر ضربا من ضروب الظنون لان القرءان يذكرنا اننا لا نملك القدرة على الرجوع اليهم في حراكهم

(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (يّـس:31) ولكن قيام الذكرى من قرءان ربنا يمنحنا القدرة على مسك صفات حراك السابقين من خلال الموضوعية التي يذكرنا بها القرءان حصرا ولا يمكننا ان نوسع الدائرة المعرفية لاكثر من موضوعية التذكرة القرءانية لاننا سنقع يقينا في ريب الروايات ومنها يقوم الريب وما يبنى على الريب ما هو الا (ظن) وقد تكون بعض الظنون اثما (ان بعض الظن اثم) حتى ولو كان الظن ايجابيا حين نصف احدا منهم بصفة القرب الى الله وهو في حقيقته من صنف حراك ابو لهب ..!! ونرى مثل تلك المعالجة في :

الايات القرءانية التي نزلت في المدينة تتصف بصفة كثرة طعن المنافقين ووصف حراكهم حول رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وتصف السوء الذي كانوا عليه الا ان (المنافقين) كصفة ثبتها القرءان اختفت بعد قبض الرسول ولم يصف لنا التاريخ الاسلامي اي صفة للمنافقين وحراكهم ..!! اين ذهبوا ..؟؟ فهل القرءان كان في وصفهم المتكاثر في نصوصه يشير الى ان المنافقين سيحسنون اسلامهم بعد موت النبي ام ان التاريخ اخفى افعالهم ..؟؟ ونقرأ في القرءان ما يسبب صداعا فكريا مؤلما

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)

اما السجن فهو ممارسة بشرية ما انزل الله بها من سلطان ولا يوجد في المنظومة العقائدية اي اشارة لحاكمية السجن بصفته (حق) بل جاء السجن ليوسف عليه السلام بصفته ممارسة ظالمة تعرض لها يوسف من سلطوية ظالمة ... لا توجد في الاحكام الشرعية اي اشارة الى أحقية ممارسة نظام السجن فهو بدعة ابتدعتها نظم بشرية تسلطية ... كل مخالفة في الاسلام لها عقوبة دنيوية يمارسها الحاكم الشرعي او اي مكلف مؤمن في جلد ورجم وقطع رأس وقطع يد وصوم او اطعام كفارة ولا يوجد اي اشارة لعقوبة في ممارسة سجن المخالف ..!! .. ننصح بمراجعة ادراجنا

السجن بين العقل والقضبان



نأمل ان تكون الاجابة مرضية رغم قساوتها

السلام عليكم

[الحاج قيس النزال]

انها دعوة للعفو عند المقدره....وعسى الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم...فلطالما تفرق جمع الكفار حول أوثانهم وقادتهم فليفتح الأسلام بابه لأستقبالهم وهذا ماحدث...عفا الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام عن هند...التي قتلت عمه الحمزه رضوان الله عليه..فيالقلبه الكبير ..تخلى عن ثأره الشخصي امام عدالة الأسلام...ولو أن العراقيين اقتدوا بأفعال الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام بالتسامح ونسيان الماضي لما جرت الدماء أنهارا سيتبعها أنهار أخرى من الدماء بين ثار وانتقام...

سلام عليكم

[أسامة ألراوي]

رد: ما معنى (( اذهبوا فانتم الطلقاء )) ؟؟

اخي الكريم صاحب الموضوع شيخنا الكريم الاخوة الباحثين, ان اكذوبة الطلقاء واكذوبة ابو لهب عم الرسول تتلخص فيما يلي.

1- لم تفتح مكة بقوة السلاح ابدا والدليل على ذلك قوله تعالى (( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا )).

ثم يأتي الفتح من الحق جل وعلا بقوله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ( 1 ) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ( 2 ) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ( 3 ) - النصر )) ومن هذا الاخبار يتبين لنا بأن النصر والفتح لم يكن عن طريق السيف والقتال ولكن كان بهداية من الله تعالى للناس بالايمان بما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم والاخبار واضح وصريح لان الله تعالى لم يذكر القتال فيه اما اذا كان الفتح والطلقاء قد بني على اساس الروايات والقصص فهذا لاسند ولا دليل عليه لانه مخالف لصريح القرآن.

2- اما بالنسبة لابي لهب فأقسم غير حانث بقسمي بأنه لم يكن لنبينا محمد عم كنيته ابو لهب ولم يكن ابو لهب عم لنبينا محمد عليه وعلى اله الصلاة والسلام ولكنها فرية افتراها اعداء نبينا محمد لينالوا منه حتى اصبحنا نردد ونطعن وننال من نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم وسأثبت وبالدليل القاطع الذي لايقبل الشك بانه لم يكن هناك عم لنبينا الكريم اسمه ابو لهب والله من وراء القصد.

[الاشراف العام]

رد: ما معنى (( اذهبوا فانتم الطلقاء )) ؟؟

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أسامة الراوي
قد ينفع هذا ( الادراج ) في معرفة من يكون أبو ( لهب ) في القرءان ...
تساؤل :ما هو المسد " لماذا يسمي الله سورة كاملة بالمسد!!
افادة طيبة باذن الله
السلام عليك