تويت
إكسير العقل ج 4
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
المجتمع العربي في مكة وما حولها قبل الرسالة المحمدية الشريفة وصف بالبلاغة والدهاء واستطاع ذلك المجتمع ان يكون عاصمة جزيرة العرب .
المجتمع المكي ومجتمع جزيرة العرب اتصف برخص العقل في مختلف ميادين النشاط الانساني ... اقتصاديا .. فقد كان ذو اقتصاد متهريء وكان الجياع اكثر من الشبعى في وصف قاسي يصفه التاريخ
العرف السائد في العلائق التنظيمية لم يرقى الى مستويات الحد الادنى في القبول الانساني فرغم التآلف القبلي فان الغزو كان .. شرفا للغزاة .. وكان التآلف القبلي طبيعة مفروضة وليس مكتسبة بسبب غياب الامن الفردي وضياع أي نوع من انواع السلطة .
ناهيك عن التردي العقلي في موضوع عبادة الاصنام التي كثر عددها وتنوع شكلها ومضمونها في منحدارات فكرية دنيا .. اله من تمر .. واله من خشب .. واله من عقيق ... ومسميات قبلية للالهة مما يدل على تدني عقلي كبير .
الانقلاب الذي حصل بعد عشر سنوات من الرسالة المحمدية الشريفة كان وصفا لا يصدق ونتاجا يعبر سقف الذهول ... بالقدر المتدني لعقولهم انقلب في وصف ايجابي واذا بالواهنين عقلا ينقلبون الى الاعلون عقلا في تحدي عقلاني لم يشهد له التاريخ مثيلا ولم تحدثنا حتى الاساطير بمثله .
الراصدة المثلى في ذلك الانقلاب انه انفجر انفجارا ضخما دون ان تسانده قوة او يتبناه امبراطور بجنده ... ذلك دليل قاطع وحاسم ان إكسيرا عقلانيا تفعل في ذلك المجتمع فقلب الميزان ،ونحن باحثون عن ذلك الاكسير ...
يحدثنا التاريخ عن اثر القرءان في نفوس واهني العقل فيذهلون منه ... يؤمنون انه كلام فوق طاقة البشر .. فعل القرءان فعله المؤثر فيهم
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164)
فهو ... الكتاب ... وتعلم الحكمة .. من رسول امين
هو .. هو .. إكسير العقل
الكتاب والسنة بين ايدينا .. !! فهل من جديد !!
ذلك ما سنراه في الشوط الخامس من رحلتنا
الحاج عبود الخالدي
تعليق