دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقائق غير مرئية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقائق غير مرئية

    حقائق غير مرئية


    من اجل حضارة اسلامية علمية معاصرة


    (1)
    الـــعـــقـــــل


    العقل : حقيقة غير مرئيــــــة رغم انوف العقلاء
    العقل : مصطلح اختص به النشاط الانساني واستقرت الحضارات البشرية على ثابتة مفادها ان الانسان هو حيوان عاقل وان صفة العقل لصيقة بالأنسان دون غيره من المخلوقات وقد استقرت تلك الثابتة ردحا طويلا من الزمن ولكنها تغيرت مؤخرا .
    العقل بلا جواب ... شعار اكاديمي رفع في عاصمة صناعة العلم امريكا ... هذا الشعار لم يكن شعارا سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا بل هو شعار علمي محض ملزم لكل الباحثين عن الحقائق المادية لانه صادر من عرش اكاديمي كبير لا يضاهى ولا يناقش الا في حاضرته هو وفي ذلك الرصد بؤرة فكرية تقوض أي محاولة للبحث العلمي خارج الاكاديميات العلمية المعترف بها تحت خيمة الدولة الحديثة (الصفة الرسمية للنشاط الاكاديمي) ... فالعلماء الاكاديميون لا يقبلون النقاشات الصحفية او الاثارات الكلامية ولا يقبل النقاش عندهم الا عندما يرقى الى حاضرة اكاديمية موازية للنتاج الاكاديمي (حرم جامعي) ... السبب يمتلك وضوحا اجباريا وليس رأيا لكاتب او صحفي لانه بداهة عقل ملزمة للحكيم العاقل الا وهي ارتباط النتاج الاكاديمكي بسلطوية الدولة على جماهيرها فللدولة سلطوية علمية مستوحاة من الهيكلية الاكاديمية نفسها فلو ان احد الاشخاص برع في علوم الطب واخترق بعلمه علماء الطب كلهم بعبقرية علمية طبية فذة فانه سوف لن يسمح لذلك العبقري بممارسة مهنة التطبيب ولا تعترف أي جهة علمية بطروحاته العلمية الا اذا كانت اكاديمية الطب قد منحت ذلك العبقري شهادة علمية والشهادة العلمية لا يحق لطالبها ان يقوم بزراعة افكاره العلمية خارج الحرم الجامعي ومن ثم يأتي بها الى صروح العلم ليقول تعالوا صادقوا على اعلمية هذه النتاجات الفكرية الفذة بل ان افكارالعبقري وطروحاته مهما بلغ بها الطول العلمي تبقى مجرد افكار لايسمح بتطبيقها وعلى ذلك العبقري ان يتخطى منهجية الصرح الاكاديمي سلمة سلمة حتى يرقى الى منزلة تسمح له بطرح طروحاته ويشترط لتلك الطروحات ان تتطابق مع الرواسخ العلمية الثابتة في تلك المنظومة الاكاديمية والا فان الطروحات الجديدة ستكون مرفوضة اذا تعارضت مع راسخات علمية سابقة ... سلطوية الدولة تكون فاعلة بعد مصادقة الاكاديميات العلمية , الاكاديميات العلمية سبق وان حصلت على مصادقة الدولة الحديثة فلا تقوم اكاديمية علمية الا والدولة تكون قد صادقت بشكل مسبق على قيامها بموجب نظم صارمة ... هذا الترابط جعل من القول الاكاديمي سهم نافذ في جسد الجماهير كيفما تكون واينما تكون وتعتبر الوثيقة الرسمية التي تصدر من جهة علمية رسمية في دولة ما نافذة في اية دولة في العالم بعد تصديقات روتينية (دبلوماسية) اما موضوعية الوثيقة الرسمية فهي رسمية رغم انوف الجماهير وتحمل صفة الرسمية في كل بقاع الارض .
    هذه الضابطة الفكرية ليست ارهاصة فكر تطرح على سطور هذه المحاولة بل هي حقائق ميدان يعرفها القاصي من الحقيقة العلمية والداني منها لانها مشهورة شهرة واسعة . وهي ليست تشخيصا لمنقصة تداعبها هذه السطور بل هي قضية لمنهجية علم تتكسر على حافاته يوما بعد يوم امال الجماهير في النجاة من كوارث طبيعية وامراض قاتلة وتدهور اخلاقي لبني البشر يطرد مع اطراد التطور الحضاري .
    من تلك الضابطة الفكرية المهمة تقوم عند المتابع والماسك عقلا بها ان العقل مصطلح ضائع في اروقة الاكاديميات بل العقل هو كيان ضائع وسط زحمة علمية فالعقل :
    لا شكل له ... لا وزن له .. لا حيز له .. لا لون .. لا طعم .. لا طول .. ولا عرض .. ولا رائحة .. ولا يمتلك صفة طاقوية معروفة او شكلا موجيا معروفا او اشعاعا ماديا معروفا ولا يمكن وضعه في قمقم او يمكن استنساخه او اعارته او بيعه او شرائه ولا يمكن تسجيل تفاعلياته على اجهزة مادية بشكل مباشر ... فعزموا امرهم وقالوا ... العقل بلا جواب ... ولكن الاكثر نكاية بالجماهير هو ان احدا لايحق له ان يقول قولا فوق قولهم وعلى الجميع ان يعترف رغما عنه ان (العقل بلا جواب) لانه قول اكاديمي ملزم وذلك ينطبق على كل نتاج علمي يصدر من اروقة العلم الرسمية.
    كل مخلوق على الارض استطاع ان يعرف الانسان بهويته .. الماء والهواء وعناصر الارض والحيوانات والحشرات والجراثيم استطاع الانسان ان يقرأ مكوناتها وان يتعرف عليها لان تلك المخلوقات بتكوينها تكون صالحة للتعريف بنفسها الا العقل فهولا يتصف بنفس الصفات التكوينية فهو غير قادر على ان يعرف نفسه حتى لحائزه ... انه (العقل) حقيقة غير مرئية لان العقل بلا جواب .
    هذا الظلام القاتم للعقل اصبح لغزا حضاريا بل حافة علمية لاهل العلم فاصبح العقل يتحدى المختبرات في زمن النهضة العلمية المتألقة ورغم ان محاولات الانسان لمعرفة العقل لم تكن حديثة فهي محاولات قديمة سعى اليها علماء الاغريق وتناقلت الاجيال عبر حضاراتها انشطة معلنة ومكثفة لمعرفة العقل ومكامنه ...
    بذلت المدرسة الحديثة خلال اكثر من قرنين من الزمن جهدا مكثفا ومحاولات متكررة في برنامج العلوم البيايولوجية والنفسية والبيئية وهندسة الوراثة لكي تتعرف على صفة ثابتة للعقل ليكون للعقل تعريفا اوليا الا ان تلك المحاولات فشلت جميعها بدءا من النظرية البايولوجية العتيقة للعالم الطبيب (لومبروزو) مرورا بعلم الفسلجة الدماغية الذي تألق به العالم الجراح (بافلوف) مرورا بالفكر الذي طرحه (فرويد) عن تقسيمات الانا والعقل الباطن والعقل الظاهر ونظرية الكبت ومحاولات مدرسة التحليل النفسي ومدرسة علم النفس التجريبي حتى اثخن العلماء محاولاتهم بالبحث عن العقل في الخلية وفي جيناتها وقالوا بالهندسة الوراثية ليصلوا الى مكامن العقل وقماقمه داخل جينات الخلية وتصوروا ان العباقرة يمكن استنساخهم من خلية واحدة من اجسادهم الا ان تلك التجارب فشلت وبقي العقل بلا جواب حتى زمن سطر هذه السطور ونحن في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ولا يزال الباحثون عن العقل في نفق مظلم ... مراجعة تلك المدارس العلمية مراجعة مستفيضة لا تغني هذه السطور سوى قدرة هذه المحاولة على تهشيم تلك الافكار وبما ان تلك الافكار محطمة ومهشمة تماما من قبل رجالات العلم انفسهم فان الخوض في منهجية تلك المدارس وموضوعية النتاج العلمي فيها او الصادر منها منقلب على نفسه دون ان يكون لهذه السطور حاجة لدحضها جميعا فالعنوان الاكاديمي المطلق ان (العقل بلا جواب) يكفي ليكون معولا قد حطم تلك المحاولات بشكل مسبق بل حتى سخر منها . هذه المحاولة ليست اجهاضا للجهد العلمي السابق بل لوصف نتاجات المحاولات العلمية السابقة وليس ذلك بجديد فتلاميذ فرويد هم انفسهم الذين هاجموا نظرية فرويد واشهرهم تلميذه المباشر (ادلر) وكذلك تلاميذ (بافلوف) عالم الفسلجة الدماغية الشهير هم انفسهم دحضوا افكار معلمهم ولعل الركون الى العلوم الباراسايكولجية كان السهم النافذ الذي نفذ في جسد المنظومة العلمية . لقد استعرت بدايات نهضة العلم حربا على العلوم الروحانية والعقائدية واتهمتها بالتخلف الفكري والصقت صفات الاحتيال والشعوذة لمروجي العلوم الروحانية ومنهم رجال دين الا ان الاعتراف بالباراسيكولوجي (القدرات العقلية الفائقة) يعتبر تراجعا كبيرا في المنظومة العلمية وقد لوحظ بوضوح في النصف الثاني من القرن العشرين احتضان علمي لذوي القدرات العقلية الفائقة التي اذهلت العلماء واخرست السنتهم الطويلة حول العقل وقد مهدت لذلك الاحتضان العلمي الاكاديمي انشطة فكرية حملها اكاديميون كبار تحت عناوين علوم (الميتافيزيقيا) وعلوم (السوبر ناتيكيا) والتي راجت في اوربا في النصف الاول من القرن العشرين وشكلت تلك الانشطة بداية الاعتراف الاكاديمي بفشل الجهود المادية والنفسية لمعرفة العقل مما دفع بالمنظومة العلمية الى بناء صروح اكاديميات العلوم الباراسايكولوجية والتي لم تسجل نجاحا ملحوظا او تقدما ملموسا بعد اكثر من ربع قرن من تفعيلها مما رسخ بشكل اكبر الشعار الامريكي المشهور (العقل بلا جواب) .
    المدرسة العلمية المثقلة بهموم العقل والتي عجزت عن معرفة جزء من جزء من بعض فعاليات العقل مثل فعالية النوم حيث لم تستطع فرق البحث العلمي عن النوم ومختبراتها العملاقة ان تضع وصفا علميا واضحا ومستقرا لحالة النوم عند الانسان في الوقت الذي كشفت فرق علمية اخرى ان الخلية الواحدة كمخلوق مستقل او مرتبط بمخلوق متعدد الخلايا تمتلك عقلا مستقلا فهي عاقلة ايضا وان العقل الخلوي يمتلك قدرة عقلانية غير مفهومة وغير مسيطر عليها واكثر تلك الاعترافات وضوحا في ساحات العلم هو جنون الخلية في مرض السرطان حتى وصف السرطان تحت عنوان (الجنون الخلوي) .
    في خضم مجهولية العقل الاكبر وهو عقل الانسان والتورط العلمي الكبير في مجهولية العقل الخلوي خصوصا السرطاني (المجنون) تعلن امريكا في بدايات تسعينات القرن الماضي ان (المادة عاقلة) ورغم ان تلك الثابتة العلمية لم تكن مفاجئة حيث اظهر المجهر (المكبر) الالكتروني في بدايات تشغيله في ستينات القرن الماضي ان ذرات الحديد في قطعة حديدية تحت المجهر الالكتروني تقفز من مكانها الى مكان مختار ولم يكن قفزا عشوائيا , لم يكن احد من العلماء يستطيع ان يمنح عقله تصورا يؤكد ان المادة (الجماد) هي مخلوق عاقل ايضا .. وتزداد العقدة تعقيدا عندما يقول العلم كلمته معترفا بعقل العضو الواحد في جسد المخلوق فالعين لها عقلها والجلد له عقله والقلب له عقله وقد استطاع علماء الهندسة الوراثية ان يفسروا تلك الظاهرة قائلين بان الخلية الواحدة في جسد المخلوق تمتلك البرنامج الكامل لذلك المخلوق وان تلك الخلايا عندما تكون في عضو من اعضاء الجسد تلغي ذلك البرنامج الشامل للمخلوق وتقوم بالعمل على برنامج العضو الذي تعيش فيه فقط وعندما تكون خلية ما في عضو من الجسد كأن تكون خلية في اللسان فانها تعمل بعقلانية اللسان وعندما يتم نقلها الى العين او أي عضو اخر فانها سوف تخضع لعقلانية ذلك العضو ... ولكن... من المسيطر على ذلك العقل سواء كان في المادة (الجماد) او في العضو او في جسد المخلوق بشكل كامل ..؟؟ واذا اراد العلماء ان يتنازلوا عن هدفهم في مسك المسيطر العقلاني (المشغل) أي (آلة العقل) فان ما تحت ذلك المشغل العقلاني مجهولية كبرى وقد تغلقت العقول العلمية ازاء ابسط تساؤل عقلاني عندما تسأل أي شاعر كيف تقول الشعر ؟؟ او عندما نتسائل لماذا ننام ؟؟ واصعب المصاعب لماذا تصاب الخلية بالجنون وكيف ..؟ .. لتكون المستعمرة السرطانية قاتلة..؟؟... ولعل اكثر العقد تعقيدا عندما يريد العلماء التعامل مع مفهوم (الذكاء) لمعرفة حقيقته ومثل ذلك العقم العلمي يصيب موضوع الشيخوخة عند الكائن الحي , لا جواب بل ظلام مضاف الى الظلمة الحالكة .
    من ذلك الظلام الدامس تظهر حقيقة تمثل ثقل ذلك الظلام وهي في مجهولية العقل سواء كان في المادة او في الخلية او العضو او في الكائن الحي عموما او في شاعرية الشاعر (عقل الانسان) وتلك المجهولية لم تكن حصرا في العقل الانساني بل هي شاملة لكل وعاء العقل اينما يكون .. هذه الحقيقة يغض العلم الطرف عنها لان العقل بلا جواب فالعقل حافة علمية لا يمكن الاقتراب منها ... واذا كانت بعض التفاعليات العقلانية يمكن رؤيتها مختبريا دون معرفة اسرارها مثل تفاعليات عقلانية النوم التي تترك مؤثرات هرمونية وبايوفيزيائية في جسد النائم حيث وجد العلماء كثرة تتكاثر من الاسرار والمجاهيل واصبح المجهول الواحد يتصف بصفة توليد مجاهيل لا حصر لها .
    من التفاعليات العقلانية التي لا يمكن مراقبتها مختبريا ولا يمكن التعامل معها ماديا على الاطلاق هو فاعلية الذكاء الانساني والاصعب منه نظام الشيخوخة , ولعل الذكاء الانساني لفظا لا يمكن ان يكون له تعريفا واضحا ويستخدمه الناس او العلماء كمؤشر لفاعلية عقلانية دون معرفة كينونته الحقيقية وربما تكون العبقرية وهي (ذكاء مفرط) والتي يحوزها عبقري ما عصية على العبقري نفسه ليكون الذكاء حالة واهية لا تمتلك معايير يقينية اما المعايير التي وضعتها مدرسة التحليل النفسي للذكاء فما هي الا مشاريع بحث لم تنجز اي تقدم يذكر , وعنصر الشيخوخة الذي يمسكه العلماء سريريا يبقى يتحدى العلم بشكل يومي وعلى مدار الساعة واصبح وكان ويكون لطمة علمية بوجه فريق استنساخ النعجة (دوللي) التي ورثت الشيخوخة من امها الناسخة لها حيث كان عمر الوليد المستنسخ يساوي عمر الام التي نسخت منها فتقطعت السنة علماء الاستنساخ التي طالت كثيرا بعد النجاح الاولي لاستنساخ النعجة حيث خرست الاصوات العلمية تلك وخجلت حتى من اعلان فشل الاستنساخ فقام رجل سياسي (الرئيس الامريكي) باعلان فشل الاستنساخ لان الترابط بين الدولة والعلم الزم رجل سياسي (غير علمي) بالحفاظ على هيبة العلم ليعلن سياسيا فشل الاستنساخ . !!! .. اشتمل اعلان الرئيس الامريكي على ان الاستنساخ البشري قد يسبب اضطرابات عقلية خطيرة غير مسيطر عليها للبشر المستنسخ وقد سبق الرئيس الامريكي ببضع سنين محافظ احدى الولايات الامريكية الذي طالب بوقف عملية الاستنساخ في احد المعاهد العلمية الرسمية في ولايته قائلا ربما سينتج لنا هذا المعهد مخلوقا ماردا يدمر كل شيء في وقت قد نفقد السيطرة عليه .
    لقد نقل عن احد الفلاسفة المشهورين قولا مأثورا قال فيه (انا افكر اذن انا موجود) ولعل ذلك الفيلسوف الفذ (ديكارت) الملقب بلقب (ابو العلوم) قد ادرك ان العقل لا يستطيع ان يمسك نفسه فالعقل اذن غير قادر على التعريف بنفسه فكان ويكون حقيقة غير مرئية .
    عندما استطاع العلماء السيطرة على تشغيل جسد الانسان بالتقنيات الحديثة (اجهزة الانعاش) كانوا عاجزين عن اعادة العقل الغائب الى صاحبه واصبحت الثوابت الاكاديمية تؤكد ان فقدان الوعي لمدة ثلاثة ايام يعني الموت حتما ولكن الجسد يمكن ان يستمر لسنين طويلة مع غياب عقل الانسان رغم ذلك حصل تحديا علميا مضافا عندما سجلت سريريا اكثر من حالة تحت رقابة العلماء عودة العقل الغائب بعد اكثر من عشر سنوات لجسد خاضع لاجهزة الانعاش الميكانيكية ... لم يستطع جهد علمي ان يصف مكمن العقل فقد سقطت اقوى الثوابت العلمية التي تقول ان العقل في القشرة المخية حيث تدهورت تلك الثوابت في الربع الاخير من القرن الماضي وتراجع العلماء عن ثوابتهم التي اقرتها مدرسة علم الانسجة في فسلجة الدماغ وسقطت نظرية (دواعي الاستجابة) التي صورت ان القشرة المخية مبنية عليه ولا تزال مدرسة الهندسة الوراثية تراوح في مكانها دون ان تقدم للبشرية نتاجات حاسمة عن العقل في قماقمه المفترضة الان وهي جينات الخلية في المخلوق ... عجزت بحوث عديدة ومكثفة من معرفة ابسط الحقائق عن النوم والجدير بالانتباه والملاحظة ان بحوث النوم زادت من قائمة التساؤلات وكثرت المجاهيل مع كل بحث قام به العلماء عن النوم . لقد حاول العلماء جاهدون لمعرفة المادة المنومة ليحصلوا على عقار منوم ففشلوا في انتاج ذلك العقار الذي يدفع الانسان للنوم ويجب التفريق بين النوم والغيبوبة او حالة التخدير فالنائم يستيقظ عندما تناديه باسمه اما النائم تحت تأثير المهدئات او المواد التخديرية فهو يفقد ملكة اليقظة لحين انتهاء فاعلية المخدر في جسده اما النائم فانه يمتلك تلك الملكة بشكلها التكويني .
    في تجربة علمية تحت اشراف فريق من العلماء على مستوى علمي رفيع اجبر احد المتطوعين على ابقائه في حالة صحو دون نوم لمدة اقتربت من احد عشر يوما الا انه بدأ يفقد عقلانيته (رصانته العقلية) مما اضطر العلماء الى انهاء التجربة بمؤتمر قصير ولكنه حال ما بدأ يتكلم في المؤتمر حتى عادت اليه رصانته وسط استغراب اذهل العلماء المشرفين على تجربته ليبقى النوم يتحدى العلم الذي اثخن الجماهير بسلطوية قاتلة كما نراه اليوم من تقنيات علمية (نتاج علمي) يستخدم وسيلة القتل الجماعي المدمر دمارا هائلا والذي سيطر على نشاط الارض في اغلب بقاع الارض وسط فوز علمي يتبجح به العلم والعلماء وعندما يتبجحون بنتاج علمي دوائي او جهاز تقني يخرسون عن تطويرهم لاسلحة القتل والفتك ببني البشر وما زرعت عبوة ناسفة ولا تفجرت سيارة ملغومة الا وعائديتها العلمية وزرا يحمله العلماء في كل بقعة من بقاع الارض التي تسيطر عليه الدولة الحديثة دون استثناء شبر مربع واحد .
    اذن عندما يقول علماء النهضة المعاصرة بل المعاصرة جدا ان (العقل بلا جواب) فذلك يعني في بديهة عقل ان العقول الباحثة عن العقل اما ان تكون في (غفلة) او ان تكون في (ضلال) وكلا الوصفان قاسيان على حضارة تبحث عن مخلوق عاقل في الكون في الوقت الذي لا تمتلك تعريفا ثابتا للعقل ...!!! اليس نحن امام حقيقة غير مرئية ...؟؟؟!!!
    كيف تبحث عن درهم وانت لا تمتلك مواصفات الدرهم ..؟ اليست تلك بداهة عقل ..؟ كيف تتشدق عروش علمية عملاقة ببحوث عن مخلوقات عاقلة في ارجاء الكون والعقل لا يزال بلا جواب .. انه ليس تساؤل لاظهار منقصة جهد علمي بل ان التساؤل يمكن ان يكون مرصدا نرصد من خلاله الحقيقة غير المرئية التي تسعى لترسيخها سطورنا الثائرة لاجبار العقول على ولوج القرءان لمعرفة العقل من خلاله ... انه اذا ليس هجوم على جهد يتصف بالرصانة العلمية بل ان المحاولة تستهدف منهجية العلم وليس العلم نفسه .. تلك حقيقة قرءانية قبل ان تكون رأيا يقول به ساطر السطور والحقيقة القرءانية لا بد ان يكون لها حضورا اجباريا يلزم الباحثين عن الحق والحقيقة خصوصا اذا كان وعاء الحق غير مرئي وبين أيدينا سنة ابراهيم عليه السلام الذي قال (رب ارني كيف تحيي الموتى) وهو طلب الكيفية لحقيقة غير مرئية .. المعاد وعاء حق راسخ في الفكر العقائدي الاسلامي وهو ركن من اركان الايمان ولكن (كيف ...؟) سألها ابراهيم عليه السلام وطلبها من ربه وفي القرءان منهج استقراء تلك الحقائق ولم يكن القرءان مجموعة قصصية لمؤلف اسمه الله دون ان يترك اثرا منهجيا في العقل لنرى وترى البشرية كلها من خلال القرءان حقائق غير مرئية وبين أيدينا قرءان الله (ولو ان قرءانا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى) .. الرعد ... فهل الله يتمنى ان لو ان قرءانا ... ام انها اشارة قدس لحقائق غير مرئية لو اجتمع اهل الارض جميعا ولاجيال العلم كلها فان علوم الله لا تقوم عندهم الا بدلالة الله عليها .
    في ظلمة العقل وصروح العلم لا بد ان يكون لدستورية القرءان العلمية حضورا اجباريا ولو انزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا ولكن القرءان نزل على بشر لم يخشع ولم يتدبر الحق بين يديه (افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها) .. سورة محمد .... ولكن لمن تلك الدعوة ... ؟؟ هل هي لعلماء منظمة ناسا الامريكية ..؟ ام لاكاديمية العلوم الفرنسية ..؟ انها لن تكون الا لوارثي القرءان حصرا ... فمن ورث الكتاب ؟؟!!... مسلموا ما بعد عصر الرسالة ..؟ ام اليهود ...؟ واي يهود ..؟ يهود موسى ..؟ او يهود ما بعد موسى ..؟ او النصارى ..؟ واي نصارى ..؟ نصارى عيسى ..؟ او نصارى ما بعد عيسى ..؟
    لا يستطيع احد ان يكلم السابقين ويناقشهم او يحاورهم فيما اشتملت عليه افكارهم ولكن المعاصرين هم المخاطبون بكلمات تصدر في زماننا ولكن المعاصرين لايسمعون شيئا الا في اروقتهم التي صمموها واحكموا تصميمها ليتحاورا فيما بينهم فقط فهم لا يسمعون حديثنا وان سمعوه فلسوف يضعون اصابعهم في اذانهم .
    القرءان يخاطب كل جيل من اجيال البشر وتلك بداهة عقل تلزم الحكيم العاقل لان تحتها (افلا تعقلون) وهو للناس كافة .. ونتسائل هل نزل القرءان فينا ...؟ الجواب بداهة كلا .. نحن وارثون له .. نعم .. فهل المخاطبون بالقرءان هم حصرا مسلمي زماننا ..؟ كلا بل هو للناس كافة ولكن التكليف (الحجة) يقع على حملة القرءان (وارثوه) في كل زمان يلى حقبة التنزيل ... كل جيل مكلف بالقرءان بحسب ما تمليه عليه حاجته من القرءان وكل جيل هو المخاطب بالقرءان بقدر ما يحمله من علم وحاجة البشر العلمية لتلك الحقبة التي يعيش فيها بني البشر حتى قيام الساعة ونهاية برنامج البشرية في الارض .
    النص القرءاني الذي صدر في عصر الرسالة الاول (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر) لن يتفعل في ذلك الجيل لانهم لا علم لهم بقوانين الجاذبية بين الاجرام السماوية فهم لا يحتاجون فاعلية قوى الجذب بين الاجرام علميا ولكن جيلنا عرفها وعليه ان يربط بين الشمس والليل والنهار والقمر ليعرف تمام خارطة الخلق الصادرة من الخالق في قرءانه والتي لا تزال منقوصة في ساحات العلم المعاصر الباحث عن الساعة البايولوجية في جسد المخلوق (مثلا) والتي لم يعثر عليها بعد ..!!! وان عثر عليها فلسوف يتعرف العلم على لغز النوم وعندها سيعرف العلماء ما هي نتائج سابقية النهار على الليل لتكون الساعة التي يبحثون عنها .
    التساؤل الملزم لعقل الحكيم الباحث عن الحق يتبلور بشكل اكثر قربا من الحقيقة وهو في (وهل للعقل جوابا في القرءان) .. انها مناظرة الحق والباطل كما يتصورها الباحث لاول مرة او قد يضنها قبل مضغها فكريا .
    المناظرة بين الحق والباطل لا تكون ولن تكون لان الحق يزهق الباطل ويمحقه فالتناظر بين الحق والباطل يسقط في بديهية عقل ملزمة اما تشدق حاملي الباطل بوصفهم الكاذب بانهم حملة حق فيكون الحق يقابله حق في المناظرة ولكن احدهما باطل والثاني حق ولا بد للحق ان يزهق الباطل لان الباطل كان زهوقا بكينونته التكوينية (كان زهوقا) ... اذا اردنا ان نقول ان القرءان يقول ان للعقل جواب فان المناورة سوف لن تكون مناظرة بين اكاديميات العصر والقرءان بل ان القرءان سوف يمحق باطل المسرفين وان زهوق الباطل يعني اندثار بنيانه وسقوط ثوابته رغم ان بعض تلك الثوابت سلبية وتظهر السلبية الموصوفة في مجهولية العقل (العقل بلا جواب) وبالتالي فان العقل سوف لن يرى قرءانيا بناظور اكاديمي لان الاكاديميات لا تعترف بالكتب السماوية كمصدر من مصادر العلم فكلام نيوتن وكلام انشتاين قد يكون دستورا علميا اما ما يقوله القرءان فليس دستورا علميا صالحا للتشريح على طاولة علم اكاديمي .. فلو كان للقرءان حضورا لعكفت الاكاديميات والمنظمات الباحثة عن مخلوقات عاقلة في الكون في برامجية بحث عن مخلوقات الجان والملائكة وتلك المخلوقات تسجل حضورا واضحا ومتكررا في المتن القرءاني الشريف ..!!!! ..اذا كانت مرابط تلك الاكاديميات غير اسلامية فما بال علماء مسلمون تخرجوا من تلك الاكاديميات وقد تقطعت بهم السبل مع قرءانهم وظلوا يرددون ما تقوله اكاديمياتهم دون ان يتمكنوا من الخروج من دائرة المعايير الاكاديمية لينشروا بساطا يمكن للقرءان ان يسجل حضورا بحثيا عليه . بل الاكثر من ذلك قساوة ذهبوا بالعقيدة لربطها بالمنظومة الاكاديمية وبعض الدول الان تطالب بقوانين تمنع المفتي العقائدي من الافتاء الا تحت مظلة اكاديمية واصبح عرفا معروفا في ايامنا صفات لم يكن لها حضور عقائدي سابق
    فذلك فضيلة الدكتور فلان !!!
    وهذا سماحة الدكتور فلان !!!
    وبذلك التصقت النياشين الاكاديمية برجال العقيدة في يومنا المعاصر وهي سابقة سبقت وسيف نفذ في جسد العقيدة وهو تفعيل غير مباشر لهيكلة العقيدة بهيكلية اكاديمة وتلك الهيكلية ان لم تنفث سمومها في ايامنا المعاصرة فسوف تكون شديدة السم في اجيال لاحقة كما حصل لعلماء التلمود وعلماء اللاهوت .
    اذن القرءان يجيب على العقل ولكن بنواظير قرءانية ايضا وهذا يعني ان الخارج من مجهولية العقل في المدرسة المادية سيدخل مجهولية اخرى للعقل في المدرسة العقائدية .. لو ان قرءانا :
    لو ان قرءانا قريء على بساط بحث خاص بالقرءان فانه يحتاج الى باحثين لهم خصوصيتهم وتلك الخصوصية تنحسر في اعترافهم المطلق بدستورية العلم القرءاني فيكون للبحث منهج ذي معايير منضبطة انضباطا مختلفا عن المعايير الاكاديمية المثبتة في اكاديميات العلم .
    عملية استرجاع ذاكرة قتيل من بني اسرائيل لمعرفة قاتله تحتاج الى انضباط منهجي خاص وهو جهد لماسكات عقل محض
    منهجية قرءانا يكلم به الموتى ... منهجية تعامل مطلق مع العقل وهو برنامج بحث لا وجود له في اكاديميات علمية حتى تلك الصروح الباراسايكولوجية التي انتشرت حديثا .. اصحاب الكهف ونومتهم الطويلة ....يوسف ورؤياه وقميصه الذي القاه على وجه ابيه ليعود بصيرا .. ضوابط للعقل .. ولسوف يدرك الباحث ان النص القرءاني يتعامل مع العقل بحزم نتاج وغلة انتاجية علمية وليس لبيان قصة في التاريخ الغابر ... بساط علم ..
    ليس العقل كوعاء او كيان في الخلق يرى في النواظير القرءانية المقترحة اعلاه حصرا ولكن تلك النواظير في مثل بقرة بني اسرائيل واصحاب الكهف ما هي الا عناوين لها حضور فاعل في عقلانية قاريء القرءان على ان لا يكون على القلوب اقفال فلا يفقه القرءان ويبقى القرءان اغنية يتغنى بها ذوي الاصوات الرخيمة .. هذه الاثارة الفكرية سوف تنقل مشروعنا الفكري هذا الى حقيقة اخرى لا ترى الا وهي حقيقة القرءان

    *****
    ملحق به (القرءان) حقيقه غير مرئيه
    التعديل الأخير تم بواسطة الحاج عبود الخالدي; الساعة 11-02-2010, 04:32 PM.
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    (2)

    القرءان


    حقيقة غير مرئيــــة

    القرءان حقيقة غير مرئية عنوان خطير او قد يكون رأيا متطرفا ولكنها حقيقة واقع حال لمأساة عقائدية ليكون القرءان وعاء حق بين ايدينا ولكن لا يراه احد ...

    تعريف القرءان : هو كلام الله المنزل على محمد عليه افضل الصلاة والسلام

    التعريف اعلاه يمثل القاسم المشترك الاكبر للفكر العقائدي الاسلامي ولا يختلف عليه لكل من قال انا مسلم وتحت أي مذهب كان ومن المهم جدا التأكيد على ان النص القرءاني غير مختلف عليه بين المذاهب وان اختلاف القراءات هي في النطق (لي السان) وليس بالنص الحرفي حيث ينقل رجال التأريخ سبع قراءات للقرءان وعند تحليل تلك القراءات سيجد الباحث عن الحق ان الاختلاف هو في (نغمة القول) وليس في نص القرءان

    ثبوت التعريف لا يمنح المسلمين القدرة على مسك حقيقة القرءان واذا اراد الراصد الباحث ان يتمسك بضابطة واحدة فقط فانه يقوض أي قول يدحض صفة التطرف في عنواننا المتطرف (القرءان حقيقة غير مرئية) ولعل الراصد الباحث في الحقيقة القرءانية لا يحتاج الى الجد والجهد الكبير بل يكفي ان يقول ايها المسلمون ما هي حقيقة الحروف المقطعة في بعض سور القرءان ..؟

    يجمع المفسرون ان علمها عند الله ... اين العرب اذن الذين نزل القرءان بلسانهم ولماذا خرست السنتهم ولم يعرفوا حقيقة الحروف المقطعة في القرءان وهل القرءان حاوية كلام لا يفهمه عرب الرساله ...؟ اذن من الذي يتوجب عليه ان يفهم القرءان ..؟ الاعاجم .. ام غيرهم ...؟ او عرب ما بعد الرساله ..؟ او ان للقرءان خفايا اخفيت بفعل فاعل ..؟ فكيف يكون للناس كافة اذن ..؟

    يقول المؤرخون ان القرءان نزل على لسان العرب .. اين لسانهم في الحروف المقطعة ..؟ هل كان من سنن العرب الكلامية ان يقولوا كلاما متقطع الحروف ..؟ اذا كانت الحروف المقطعة لوحدها ليست من سنن العرب الكلامية فلا يمكن ان يقال ان القرءان قد نزل على لسان العرب بل ان جزء منه لم يكن على لسان العرب وهذا يقين لا ريب فيه وهنا تتكسر ثوابت ورثناها اكدت ان القرءان قد نزل على لسان العرب والعرب انفسهم عجزوا عن فهم حروف القرءان المقطعة فاصبحت الحقيقة بين ايدينا ولكنا غير قادرين على رؤيتها .

    المؤرخون العرب قالوا ان كثيرا من الالفاظ القرءانية قرءانية محض مثل لفظ (أعجمي) ولفظ (سجين) ولم يكن لها وجود في لسان العرب وغيرها كثير .. المؤرخون انفسهم قالوا ان القرءان فيه الفاظ غير عربية مثل (فردوس) ومثل (اباريق) وحملوا القرءان اكثر من سبعين لفظا لايعترف به العرب في عربيتهم ... اذن تتهشم بين ايدينا ثابتة موروثة قيل فيها ان القرءان قد نزل بلسان العرب وما ارخت العربية ووثقت الفاظها الا في القرن الثالث الهجري في اول كتاب لتاريخ الالفاظ العربية للخليل الفراهيدي (العين) وهو تاريخ مرسل ولا يحمل سلسلة الناقلين الرواة بشكل يتطابق مع معايير المدرسة العقائدية نفسها فاصبح كتاب العين وما لحق به من كتب وثقت لسان العرب منقطع تاريخيا بفترة زمنية قاسية تفرض الريب والظن على بساط علمي يتجرد من الظن والريب . القرءان كان عربيا بموجب انضباط لغوي قرءاني وليس بانضباط لغوي تأريخي وفي ذلك المفصل المهم جدا نرى في سورة القيامة ما هو بيان مبين (لا تحرك به لسانك لتعجل به) ولسانه من لسان قومه بنص قرءاني (وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه) وبعد ان منع من تحريك القرءان بلسان قومه فاصبح لسانه قرءانيا فاصبح تيسير القرءان بلسان القرءان بين يدي الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وذلك نتاج علمي قرءاني تصدت له جمعية علوم القرءان يدحض ثابتة موروثة افادت ان القرءان نزل بلسان عرب الرسالة , ولكنه موصوف (بلسان عربي مبين) وبيان ذلك اللسان يؤتى من القرءان نفسه وليس من مصدر تاريخي منقطع عن زمن الرسالة بدهر طويل ولا يمتلك معايير المدرسة الفقهية نفسها لان وثائق اللفظ العربي سيقت دون سلسلة تاريخ رواتها واعتمدت على (قال العرب) ولم تعتمد التسلسل الروائي المنشود قال فلان عن فلان عن فلان لغاية المصدر .

    التركيز على الحروف المقطعة ليس اختيارا لنقطة ضعف في مدرسة التفسير بل مدرسة التفسير كلها ضعيفة وكل حزب بما لديهم فرحون لذلك فان حقيقة القرءان اصبحت غير مرئية عندما يريد الباحث ان يحتضن مدرسة التفسير بكاملها ويجعلها في سلة واحدة ليكون باحثا في الفكر الاسلامي وليس باحثا مذهبيا موصوف بكونه فرح بما بين يديه فقط ولو اراد الباحث ان يجتزء جزء يسير من جزء من مدرسة التفسير ليكون تحت مجهر فكري مكبر سيجد مثلا في نص قرءاني (وعلى الاعراف رجال) اكثر من ثمانية عشر قولا تفسيريا منقولا عن الرعيل الملاصق للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بعضها ضديد بعض ولكن لا احد من المفسرين يعالج ذلك الاختلاف الخطير لان كل من يتصدى للتفسير يعتمد على رواته المعتمدين عنده فقط ولا يظهر عنده الاختلاف بشكل حاد وخطير ولكن الباحث عندما يجمع كل الروايات في سلة واحدة ويرى ان بعضها يدحض بعض اخر منها يصبح من العسير عليه ان ياخذ ببعضها ويهمل رويات اخرى لان معايير الصحيح منها والفاسد منها ايضا يخضع الى ضوابط غير منضبطة ومضطربة اضطرابا شديدا ..عندما يريد ان يجمع الباحث معايير صحة الرواة فانها مبنية على ضوابط ضنية غير يقينية وتلك الضوابط اقرها رجال من اجيال بعد الرعيل الاول للرسالة وبفارق زمني يقرب من قرنين من الزمن , يضاف الى ذلك فان المفسر انما يروي ما ورد اليه من الرواية ولا يستطيع ان يحاور السابقين ليسأل سؤالا علميا فلا احد من المفسرين عالج النص السابق ليقول لماذا على الاعراف رجال فقط دون النساء وما هي تلك الاعراف وكينونتها التي تختص بالرجال فقط وهل النساء لا اعراف لهن ..!!!

    لعل من العدل في الكلام ان يكون القول عدلا لنتسائل ما هي موضوعية الرؤيا التي تقصدها هذه السطور عندما تعالج حقيقة (غير مرئية) ...؟

    سوف لن نحتاج الى جهد لغوي لنشرح ما المقصود بالرؤيا فقد قالها ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى فهي رؤيا عقلانية لمعرفة الكيفية التي يتم فيها احياء الموتى وتلك الرؤيا العقلية اجاب الله عليها في النص الشريف قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك وفي ذلك تصرف مادي واضح وبالتالي يكون الفهم الدقيق المستحلب من القرءان حصرا لفعل (الرؤيا) هو تفعيل العقل والمادة ليقوم فعل الرؤيا وهو ما يسمى عند اهل الكلام (علم الكيفية) ويسمى عند اهل العلم المادي (ربط السبب بالمسبب ) وذلك الربط هو المفتاح الاول الذي دفع بالمدرسة المادية للنهوض والذي نادى به ما سموه ابو العلوم الفيلسوف (ديكارت) الذي اوجب (ربط العلاقة السببية) بين الظاهرة ونتاجها والعلاقة السببية هي الان عرش العالم الاكاديمي فاي ظاهرة لها نتاج مادي لا بد ان يمسك العالم الاكاديمي بالعلاقة السببية بينهما ليقوم العلم تحت عنوان (حقيقة ثابتة) والرابطة السببية هي مرصد العالم (عقله) وهي عرشه الذي يتربع عليه وعندما يعجز العلماء عن رصد الظاهرة او يعجزون عن ربط الظاهرة بالسبب يقولون انها (نظرية علمية) فهي قابلة للدحض وتبقى النظرية (نظر) سارية الثبات لحين دحضها (علميا) مثل ظاهرة المد والجزر البحري وربطها بجاذبية القمر حيث يعجز العلماء عن ربط ظاهرة المد والجزر بالقمر وفق المعايير العلمية فقالوا (بنظرية) الترابط بين ظاهرة المد والجزر مع القمر لان معدلات المد والجزر البحري تتأثر بموقع القمر مع الارض وتبقى تلك النظرية ثابتة قائمة (علميا) لحين تمكن العلماء من دحضها عند قيام الرابط الحقيقي لظاهرة المد والجزر او تحويلها الى ثابتة علمية (حقيقة ثابتة) لتتحول من (نظر) الى (رؤيا) حيث تكون تحت نشاط (ارني انظر اليك) حيث يرى العالم رابطة السبب (المد والجزر) بالمسبب (القمر) ويبقى مقعد العالم شاغرا ما دامت الرابطة السببية بين المد البحري والقمر غير مرئية ... هذه الرؤيا الرابطة بين المادة والعقل وشروط (ديكارت) العلمية اسقطت بشكل كارثي ثوابت المدرسة العقائدية فلا احد يستطيع ان (يرى) حقائق مناسك الصلاة والحج والوضوء والذبح وغيرها من النظم العقائدية فلا احد يستطيع ان يبين السبب المادي للوقوف في عرفة في يوم التاسع من ذي الحج حيث يختفي علم (السبب والمسبب) وبذلك يختفي علم (الكيفية) ونحتاج الى ابراهيم او الى اسماعيل جديد بل الى ابراهيم واسماعيل معاصر ليقول (ربنا ارنا مناسكنا) وهو قول لاسماعيل عليه السلام في القرءان وبما ان القرءان حقيقة غير مرئية فيبقى قول ابراهيم وقول اسماعيل في الدستور القرءاني انما هي قصة قدسية يرويها كتاب قدسي وتصبح بحق (حقيقة غير مرئية) ... هل يستطيع احد ان يجعل من صلاة الصبح اربع ركعات ..؟ اذن لماذا هي ركعتان فقط ..!!! تلك اثارات عقلانية وليست اسئلة عقلانية ومن خلالها نرصد ان العقيدة كلها هي حقائق غير مرئية وبما ان القرءان هو تاج العقيدة وثابتها الذي لا يرقى اليه الاختلاف (لا ريب فيه) فاصبح القرءان هو اكثر الحقائق غير المرئية قساوة واكثر الفكر تطرفا هو عندما يكون فقهاء الامة غير قادرين على رؤية الحقيقة القرءانية لانهم لا يرون القرءان بعيونهم بل يرون القرءان بعيون السابقين من جهابذة الفكر الاسلامي وكأن الوصف السائد لعقائدي زماننا انهم حاصلين على توكيل صريح ونيابة مطلقة في نقل تفاعليات عقول السابقين لتكون عقول المعاصرين من المتصدين للفكر العقائدي ليس اكثر من عقول باحثة في التاريخ وليس كل التاريخ بل تاريخ المذهب الذي تربع العقائدي على منبره.

    الفقيه في حاضرنا ما هو الا مؤرخ يعتمد مجموعة ممن كتبوا له التاريخ الاسلامي وتلك هي المذهبية بعينها والتي بنيت على (اختلفوا فاورثونا مختلفاتهم) وكل منبر عقائدي انما يروج للمباديء العقائدية التي تتصف بمصدريتها التاريخية ليس اكثر ولا جديد .

    هذه الظاهرة (القرءان حقيقة غير مرئية) افقدت الاجيال المعاصرة القدرة على احتضان القرءان والتعامل معه تعاملا دستوريا باعتباره وعاءا علميا (تسير به الجبال وتقطع به الارض ويكلم به الموتى) وربما هذا البيان القرءاني ينفع فقط عندما يتغنى به صوت قاريء جميل يدغدغ المشاعر الاسلامية المرهفة حزنا على الاسلام بل حزنا على القرءان الذي يتبول عليه البعض لاستفزاز المشاعر الاسلامية امام كاميرات حديثة ومعاصرة ليرى المسلمون وهم في منازلهم على فضائيات معاصرة رسوما كارتيرية للقرءان او لرسول الانسانية وتمتليء الصدور حسرات والقرءان يبقى حقيقة مجهولة التفعيل ...

    اين التطرف اذن ...؟ هل في سطور هذه المحاولة ..؟ ام في عقول المسلمين التي تغنت بالقرءان وهجرت حقيقته ..؟؟ عقولنا هي المتطرفة على هامش الحقيقة ولم يتصدى للقرءان علماء حقيقيون يرون الحقيقة من خلاله وليس من تراث فكري مسطور سطره اناس ما كلفهم الله ان يقولوا اكثر مما كانوا يعلمون ... الم يكن رسول الله فيهم ..؟؟ لم لم ينقلوا لنا حقيقة الحروف المقطعة في القرءان ..؟؟ اذن انهم لم يكونوا ولا كانوا مكلفين بنقل فهم القرءان لاجيال لاحقة فلو كان رعيل الرسالة مسؤولا عن نقل (الفهم) القرءاني لاجيالنا فان عجزهم عن نقل حقيقة الحروف المقطعة ورسول الله فيهم دليل ساطع على اننا وبغفلة منا نطلب منهم ما هو في غير اختصاصهم او تكليفهم , ايمكن ان يقبل اللبيب العاقل ان قرءان الله منقوص يكمله منهج التفسير وهو الموصوف بان اياته مفصلات مبينات بينات وهو كتاب مبين لاريب فيه , انها معادلة فكر لا بد ان تقوم عند كل حامل للقرءان (مسلم) ... والا فان المسلمين يحملون القرءان ولا يفقهون منه شيئا الا اللمم الذي لاينفع يومنا المعاصر رغم انه كان شديد النفع لمن سبقنا وان تشدق المسلمين بوجوب فهم القرءان من خلال اسلافهم افقدهم فاعلية فهم القرءان فاصبح حقيقة غير مرئية وهو بين ايديهم ... ما كان في دنيا السابقين ليس كما هو في دنيا اليوم ولم يكونوا بحاجة للقرءان اكثر مما علموا منه او تعلموا منه ولكنا اليوم حملنا اوزارا لم يكن لها السابقون حملة فاصبحنا في حاجة لقرءاننا اكثر من حاجاتهم لقرءانهم .

    قالها خاتم النبيين عليه افضل الصلاة والسلام اني تركت فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي ... اين نحن من كتاب الله ؟؟... حقيقة غير مرئية !! ... اين نحن من سنة رسوله ؟؟... حقيقة غير مرئية ايضا !! ... لماذا نطوف حول الكعبة وهي سنة رسالية .. لا احد يعرف ولغاية يومنا المعاصر , بل ما هي الكعبة اساسا لنعرف لماذا نطوف حولها بل لماذا نوجه وجوهنا شطرها عند كل صلاة ..؟؟ واذا عرفنا لماذا نطوف حولها نعرف لماذا نطوف سبع طوافات باتجاه يعاكس عقارب الساعة , الاولون قبلوها وفعلوها في حياتهم لانهم لا يحتاجون الى سببها وكان سببها عندهم انها من سنة ابراهيم عليه السلام في الحج ولكنا اليوم نحمل وزرا كبيرا في السبب والمسبب ويستهان اليوم بنبينا ويستهجن بسنته الشريفة على مرأى ومسمع المسلمين كلهم والمسلمون انما يجيبون على تلك الاستهجانات بعبوات ناسفة او ردود قاتلة ولا يملكون الرد العلمي المبرمج بل لا يملكون الا تاريخا فقط رغم ان القرءان بين ايديهم ولكنه حقيقة غير مرئية

    اذا كان الاجداد قد قبلوا بتفسيرهم لطواف الحج باعتمادها كسنة ابراهيمية فان الوزر الذي نحمله في زماننا يتطلب ان نعرف اسباب ومسببات السنة الابراهيمة كلها وليس الطواف بالكعبة فقط لغرض ان يكون منسك الحج حقيقة مرئية كما هي حقائق زماننا بين ايدينا ومن خلفنا .. يضاف الى ذلك ما اكده نص دستوري قرءاني يفيد ويؤكد ان البيان الذي ظهر في زمن تنزيل القرءان معفي عنه وساقط وتأكيد النص الشريف مرتبط بكينونة القرءان ذات العنصر الزمني الطويل وما استوجب بيانه اثناء تنزيله يكون غير ملزم لطول عمر القرءان بين الاجيال فما ظهر من بيان اثناء التنزيل غير ملزم لاجيال تليه

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (101) سورة المائدة

    حاكمية هذا النص الشريف غائبة تماما من مدرسة التفسير وتفسر الاية باعتبار العفو عن السائل وليس العفو عن البيان بحيث اعتمد التفسير على اسباب النزول بشكل كبير ولما كانت اسباب النزول والاسئلة المقدمة لرسول الله اظهرت بيان لكثير من ايات القرءان في زمن نزوله وان النص الشريف قائم حاليا بين ايدينا فهو يمثل لاريب مطلق في حاكمية النص مما يسقط الزاما ما ورد من بيانات قرءانية في زمن نزول القرءان وهي فترة نزول الوحي والتي غطت حياة النبوة للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وكان فيها لزاما ان يحدث الناس حسب عقولهم .. وبما ان هذه السطور لا بد ان تكون موجزة فان عملية ترويج وسيلة البحث عن البيان البديل الذي يحل محل البيان المعفي عنه بموجب النص الشريف قد تكون في محاولات اخرى وهي مدرجة في صفحات جمعية علوم القرءان بشكل مباديء اولية الا ان اشارة موجزة عن ما ورد في سورة القيامة لا بد ان يترك اثرا منهجيا في عقل متابعنا الفاضل يؤكد ان بيان القرءان في القرءان نفسه وليس في وعاء تأريخي او روائي او في عبقرية متفكر يتفكر بالقرءان

    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرءانَهُ* فَإِذَا قَرَءنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرءانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (16 ـ 19) سورة القيامة

    في الضابطة القرءانية الثابتة في سورة القيامة يتم تأكيد مطلق ان بيان القرءان في القرءان (اتبع قرءانه) وان الله قد تكفل بشكل مطلق عملية بيان القرءان (ثم ان علينا بيانه) وبذلك يكون بيان القرءان من اختصاص الهي ولا يمكن ان يكون بوسيلة راوي تنقل لنا بيان قام في زمن نزول القرءان ونمسك باليقين نصا يسقط ذلك البيان الروائي وان كان صادقا (وان تبد لكم حين ينزل القرءان) عفا الله عنها ..!! قد لا تحتاج سطورنا الى دليل مصادق عليه من قبل جهات قطاعية مختصة بالعقيدة بل يكفي ان يكون القرءان بين ايدينا ولا يصلح ليكون دستورا فاعلا في عقولنا وتبقى مركزية الحروف المقطعة المجهولة البيان تدحض كل من يقول ان القرءان مفهوم في عقول حملته

    ان لا نرقى لمجريات يومنا قصور منا ندفع ثمنه بسخرية يسخرها منا الماديون بين الحين والحين , ومن الامور الخطيرة جدا والتي يدفع المسلمون ثمنها غاليا الان هو التطرف الحاصل عند الكثير من المسلمين الذين يحاولون الرد على الهجمة الحضارية التي تستهدف حضارة الاسلام بطريقة العنف والحرب في الوقت الذي تمتلك فيه منظومة العقيدة سبل الرد الحضاري العلمي ودحض الباطل وتهشيم ثوابته بلا عنف بل بوسيلة رسالية مؤكدة الا ان وعاء تلك الوسيلة غير مرئي ولا يمتلك المسلمون وسيلة مثلى للتعامل مع دستورهم ...

    الطواف بالبيت يبقى فعلا لا جواب له كما هو العقل بلا جواب ... اذا كان ابراهيم يسأل عن كيفية احياء الموتى فهل السؤال عن كيفية الحج حرام ..؟ او انه تطرف فكري ..؟؟ ... اذا كان اسماعيل يطلب من ربه ان يرى مناسكه فهل كان طلبه فوق العقل ..؟ وهل يمكن ان ينقل لنا القرءان تفاعلية عقلانية لنبي مثل اسماعيل وهي فوق العقل (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:128)
    واذا كانت رؤية المناسك كما نراها اليوم فاليوم المعاصر ونحن فيه لا نرى تلك المناسك كما يراها الاباء فالاباء كانوا يرون (مثلا) ان الارض مركز الكون واليوم نرى ان الارض تابع للشمس ضمن مجموعة (شمسية) فهل يحق لنا ان نرى الاشياء التي بين ايدينا وفي صلب انشطتنا كلها بعين العلم لا بعين الاباء وفي نفس الوقت نجبر انفسنا على ان نرى مناسكنا بعيون ابائنا ..؟؟!! انها معادلة فكر وعلينا ان نقول عدلا ... اذن سننتقل الى حقيقة اخرى غير مرئية الا وهي السنة النبوية الشريفة

    ملحق بها (السنة النبوية الشريفة) حقيقه غير مرئيه
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      (3)

      السنة النبوية الشريفة


      السنة النبوية الشريفة حقيقة غير مرئية

      السنة النبوية الشريفة : هي الافعال التي قام بها رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام .

      تعريف منضغط موجز يرضي كل المختلفين وحديث رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام يندرج تحت افعاله الشريفة فالقول (الحديث) فعل كأي فعل في مدركات العقل .

      من المشهور جدا ان رواة الحديث قد اختلفوا في رواية الحديث الشريف وبوجوه متعددة منها الاختلاف بمتنه او بتفسيره او بسلسلة رواته واوجه اخرى وخطيرة شملت انفراد فئة مذهبية بحديث لا يعترف به مذهب او مذاهب اخرى وعلى ذلك تقام احكام او تلغى احكام لتعارضها مع احاديث اخرى يعترف بها جانب مذهبي اخر وقد حملوا الحديث الشريف ريبا قاسيا وكان ذلك الاختلاف في روايته ومتنه سببا مباشرا في فرقة المسلمين الى مذاهب مختلفة رغم اليقين المطلق في حكمة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وانه لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى اليه من ربه وقد علمه شديد القوى ... ولكن ... الا يعلم المسلمون ان الحديث قد تم توثيقه كتابة في منتصف القرن الثاني الهجري .. !!! وان اكثر من قرن ونصف القرن بقي الحديث على السنة الناس دون وثيقة ..؟ الباحث عن اليقين هو باحث عن الحقيقة لا محال وبالتالي فان اليقين الذي يعني اللاريب يجب ان يكون ملاصقا لكل مهمة بحث يرتجى منه رؤية الحقيقة .

      يمكن ان يتمنطق الباحث واي باحث بمنطق اللاريب في اي نقطة يرتضيها هو لبحثه ولكنه سوف لن يكون عادلا لان اللاريب الذي يقتنع به بين يديه يجب ان يمتلك قدرة التحول الى بديهية عقل ملزمة له في يومه المعاصر ولا يحق للباحث ان يرث صفة اللاريب من السابقين ولا يمكن ان تكون ثابتة اللاريب ثابتة تأريخية دون ان تترك اثرا ماديا يقع في حيازة الباحث عن اليقين يضاف اليه ان مقومات اليقين ومعاييره اختلفت بين الاجيال وتقلبت وتصدعت تصدعا كبيرا واليقين الذي كان بين يدي الناس في جيل معين لا يشترط له ان يقوم في اجيال اخرى ونرى مثل ذلك في معايير قيام العلم عند السابقين فقد كان من مصادر العلم الثابتة في فقه العلم ان العلم يؤتى بالخبر الصادق اما اليوم فان ثوابت قيام العلم انقلبت الى الوثيقة المادية في الخبر الصادق ولا يركن الى النقل اللفظي للثابتة العلمية ولا يعتمد اللفظ كوثيقة علمية كما كانت تعتمد في الماضي فاصبحت للوثيقة المكتوبة دورا رائدا على حساب أي خبر غير موثق فالخبر الصادق في يومنا بحاجة الى وثيقة (اثر) ليكون فاعلا في مصدرية العلم , حتى الشهادة اللفظية في عصرنا لا يؤخذ بها ما لم يكون الشاهد قد شاهد بيانات الواقعة بشكل مباشر ولا تقبل الشهادة ان لم تكن شهادة ميدان الحدث المباشر.

      اذا كانت الاجيال السابقة تستخدم خضاب الحناء باعتمادها سنة نبوية شريفة وبيقين استخدامها لانها سنة نبوية بخبر صادق ولانها عادة مستخدمة بين جماهير المسلمين فيكون من الصعب في زماننا المعاصر استخدام خضاب الحناء لانها سنة شبه مهجورة وليس لانها عادة الغيت في الجيل المعاصر بل لان المسلمين لا يملكون ضرورتها (كينونة الاستخدام) الا من خلال مؤشر تاريخي فقط واذا توفرت مرابط ضرورتها من مؤشر علمي معاصر فان وجود بدائل كثيرة قد تكون اسهل استخداما واكثر يقينا في برنامج ربط السبب بالمسبب بسبب وسعة البنود المعرفية فيكون اليقين الذي يحتاجه العقائدي المسلم لغرض احياء سنة استخدام الخضاب مجددا تحتاج الى اطلاق اليقين في استخدام تلك المادة وربط اسبابها بمسبباتها (منفعة الاستخدام) ربطا علميا يمثل لغة العصر في المأكل والمشرب وتسري تلك المعالجة حتى في الزواج الشرعي حيث يعلق الايجاب والقبول بين الخطيبين على نتائج التطابق التبادلي لفصيلة الدم بين الخطيب وخطيبته عند ظهور نتيجة الفحص المختبري لدمهما وذلك يفتح امامهما خيار فسخ الخطبة او القبول بالاضرار التي تصاحب عملية الانجاب والسبب هو ليس في ضرورة ترسيخ السنة الشريفة باستخدام الخضاب او الحكم الشرعي كالزواج وفق ترجمة علمية معاصرة بل لان الريب قد اصاب رواية الحديث فاصبح من الصعب ان يجري المكلف مفاضلة بين الريب واللاريب في وعاء واحد لتكون حاجاته الدنيوية مثل الخضاب بالحناء او الزواج الناجح من الناحية البايولوجية وذلك ليس بغريب في زماننا فنجد (مثلا) الكثير من رجال العقيدة لهم قدسية رفيعة المقام وفي نفس الوقت سلموا اجسادهم لاطباء معاصرين للاستشفاء من مرض ما ولا احد يسأل اين صفة الله الشافي واين الرقيا التى يرقى بها المريض والقرءان فيه{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة الإسراء .. الاستشفاء بنظام الرقيا سطر بسطور كثيفة في الفكر الاسلامي الا انها لاتمثل يقينا للمستشفي بها مما يدفعه الى دائرة يقين الطب المعاصر ليكون (تقيا) يتقي خطر ما الم فيه من مرض ولكن تقواه تكون في دائرة اخرى ..!!!



      لنضرب مثلا في مسرب فكري اخر ... لو ان فقيها عقائديا قال فتوى مفادها (استخدام اقراص الاسبرين للمرأة الحامل بدعة) وبالتالي فقد حرم على اولات الحمل استخدام اقراص الاسبرين ونتيجة لتلك (الفتوى) فان نسبة ما من اولات الحمل يمتنعن عن استخدام اقراص الاسبرين فترة الحمل وربما تكون النسبة منخفضة ولكن ذلك الفقيه العقائدي لو اثبت علميا ان اقراص الاسبرين للمرأة الحامل سوف تسبب في ضعف قدرات المولود العقلية لان العقاقير سوف تغير في سنة خلق الجنين الالهية وهو تدخل ضار في قوانين الخلق في مفصل واضح وثابت من مفاصل التكوين وان اثباتات علمية ملزمة صاحبت نتاجه ... ماذا سيحدث عند الجمهور ..؟؟ سوف تمتنع المرأة الحامل عن استخدام اقراص الاسبرين طواعية (لعلهم يحذرون) وتكون المرأة الحامل اكثر (تقوى) من تلك التي تعاملت مع نظرية (البدعة) لان الخطر على جنينها اصبح (لا ريب فيه) ولن يكون الامتناع مبنيا على نظام الحلال والحرام الروائي بل على نظام الصالح وغير الصالح كما في الزمن المعاصر .

      اذا اراد الباحث ان يضع الفكر الاسلامي بكامله على طاولته البحثية فان عمله سيكون مثل عمل المستشرقين الذين درسوا تراث الاسلام وكل واحد منهم خرج على قومه بنتاجات لا تتطابق مع الاخرين ممن امتهنوا دراسة التاريخ الاسلامي لان كل باحث مستشرق رأى ما لم يراه غيره فكان جهدهم (المستشرقون) جهدا تنظيميا غير مثمر الا ليحصل اولئك الدارسون لتراثنا على مقاعد مرموقة ليس اكثر وربما دس بعضا منهم مؤثرات مضافة من الاختلاف .

      الباحث في مشروعنا لا يمكن ان يتصف بالاستقلالية فهو مسلم والمستشرقين لا يمكن وصفهم بالاستقلالية لانهم من حضارات اخرى وبالتالي فان الباحث عليه ان يتخذ لنفسه مقعدا غير موصوف بالاستقلالية الا عندما تكون في الفكر المذهبي فيكون غير مستقل فكريا وعليه ان يبقي على هويته المسلمة دون المذهبية والتي يجب ان تتصف بالاستقلالية لتصاحب بنود بحثه كيفما يتقلب البحث بين يديه .

      هذه الصفة الاسلامية ذات الشيوع العام وليس الاستقلال المحض سوف تدفع بالباحث لان يهيء لنفسه رف علوي يحرص على قدسيته ليصفف عليه كل صنوف الفكر الاسلامي ويحافظ على قدسية ذلك الرف ليضع عليه الحديث وكل ما روي عن رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام لانه عاجز عن ربط صفة اللاريب فيه وذلك لاختلاف روايته بشكل قاسي ... الباحث في هذه المحاولة سيضع التراث النبوي الشريف في حاوية قدس ولا يستحضر شيئا منها على طاولته القدسية عدا خمس مفردات من سنة المصطفى حصرا وردت الى جيلنا بفعل جماهير اجيال المسلمين فعلا مرئيا وليس بلسانهم وروايتهم وهي حصرا في :

      1-منسك الوضوء

      2-منسك الصلاة

      3-منسك الحج

      4-منسك الصوم

      5-منسك الذبح

      خمس مناسك اسلامية متواترة الفعل وليس القول وصلت الينا مع بعض يسير من المختلفات ويستطيع الباحث ان يهمل المختلفات في بحثه ليتعامل مع ما اتفق عليه كل المسلمين في كل اجيالهم في المنسك الواحد دون استثناء وهي مهمة يسيرة وليست عسيرة .

      خمس مناسك لانراها .... انها الاثارة التي تحملها هذه المحاولة .. الحاوية القدسية للحديث وبقية السنة الشريفة سوف لن تتصدع وسوف لن تتضرر بل سوف لن تكون على طاولة الباحث .. ولعل ماسكة فكرية اكثر نفعا يتمسك بها الباحث عن الحقيقة عندما يكون وجها لوجه مع القرءان والمنسك دون ان يضيف الى طاولته البحثية مختلفات موروثة تسبب اجهاض محاولته او قد تصيبها بالعقم اذا وصل الاختلاف الى ضرورة جمع ضديدين من المختلفات الروائية .

      واهم ما يتوجب تأكيده في هذه المحاولة هو ان الحديث الشريف والرواية في رفها القدسي ستكون غير فعالة عندما يكون الباحث في بحثه فقط وذلك يعني ان هذه السطور لا تعني هجر الحديث والرواية ووقف التعامل معها بل الدعوة فقط الى عدم استخدامها في البحث عن الحقيقة ولا يتعدى ذلك الى نشاط الباحث اليومي في عباداته ونسكه وتقربه الى ربه وعمل مستحبات الاعمال التي وردت في سنة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام والابتعاد عن مكروهات الاعمال كما اوصى نبي الرحمة وان لايكون الباحث بعيدا عن سنة رسول الله في مجمل اعماله عدا طاولته البحثية فقط فانها يجب ان تخلو من أي ريب.

      واهم ما يمكن ان اضعه بين يدي الراغب في تفعيل هذه الاثارة في عقله ما هو منقول عن المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ان ما جاءكم مني اعرضوه على العقل والقرءان .. العقل يحتاج الى رؤيا والقرءان يحتاج الى تثوير فقد قالها خاتم النببين عليه افضل الصلاة والسلام من اراد العلم فليثور في القرءان فبين العقل والثورة في القرءان نرى المنسك في حاضرنا وندعوا الله ربنا ... ان ... ربنا ارنا مناسكنا

      خمس مناسك لا ترى واكثرها شهرة وحيوية هو منسك الذبح وهو ركن جوهري من اركان حاجة انسان اليوم المعاصر في الغذاء وهو يسجل في عصرنا ازمة كبيرة بسبب تداخل سكن المسلمين باعداد كبيرة في ديار غير اسلامية ويتبعه سبب كبير ايضا الا وهو انتقال لحوم الحيوانات المذبوحة عبر مساحات شاسعة من الارض ومن دول غير اسلامية رغم تواجد طائفة اسلامية فيها مما يجعل حاجة مسلمي اليوم اكثر حيوية من حاجات امسهم عندما كان يتم الذبح في قرية تستهلك اللحوم يوما بيوم ويتعامل الانسان مع سوق صغير لمدينة وان كبرت فهي صغيرة في اعراف ايامنا والناس بعضهم يعرف بعض والطمأنينة بينهم قائمة لانضباط منسك الذبح في زمنهم اليومي ومساحة ارض في حيازتهم في مدينتهم ولا تنقل اللحوم المذبوحة بين المدن لانها سريعة التفسخ وتلك المقومات كانت عالية لمستهلكي الغذاء من اللحوم ناهيك عن قلة استخدام اللحوم في الازمنة المنصرمة مقارنة بما تنتجه حقول التربية المعاصرة من كميات هائلة من اللحوم .

      اختيار منسك الذبح على هذه السطور المعنونة بعنوان (حقائق غير مرئية) له ما يبرره لان منسك الذبح غير مختلف عليه او فيه ويمثل منسكا معروفا وراسخا لاجيال المسلمين كافة وهو الان هوية مهمة من خصوصية المسلم عندما يكون في بلد غير اسلامي فكيف بنا اذا علمنا ان هذا المنسك الوارد الينا من السنة الشريفة هو حقيقة كبيرة وتكبر كثيرا في زماننا الا انها غير مرئية ..! عندما قالها اسماعيل عليه السلام (وارنا مناسكنا) فهل كان يريد من ربه ان يكون ذبيحا لابيه ابراهيم عليه السلام ليقول الله لابراهيم :

      (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات:104 ـ 107)

      عناصر المثل القرءاني الشريف هما ابراهيم (الذابح) واسماعيل (المذبوح) وان هنلك لابراهيم رؤيا وتلك (الرؤيا) كانت صادقة وان اسماعيل قد يتعرض الى بلاء ولكنه موصوف بصفة (مبين) وقد طلب رؤية مناسكه وهو يرى ان يذبح ليرى ابراهيم فعل الذبح ويرى اسماعيل فعل المذبوح وتم الفداء بذبح عظيم ... الربط بين الذابح والمذبوح موجز منضغط لعناوين علمية من علوم القرءان في موضوعية الذبح .

      سوف لن نعالج موضوعية الذبح علميا لان للبحث العلمي شروط منضبطة تتصدى لها جميعة علوم القرءان ولكن الاثارة هي اثارة فكرية يراد منها الترويج الى عموميات يمكن ان تكون ازرارا لتشغيل منظومة فكرية علمية كبيرة في معالجة موضوعية يتوقف فيها الفكر الاسلامي وهو لا يمتلك أي تفعيل معاصر حيث انحسرت فاعلية الفكر الاسلامي في كتب تاريخية واراء مذهبية تدور في دائرة منغلقة غير منفتحة على عالم معاصر لا يغادر كل صغيرة وكبيرة حتى (يراها) ونحن مسلمون لا نزال (نرى) الحقائق بعيون اجدادنا السابقين ولا نزال نتعامل مع انشطة تفرضها المناسك ونحن معصوبي الاعين .

      لو قمنا بالتجربة الفكرية التالية سوف يتوضح مراد سطورنا:

      لو اخذنا ذبيحتين تجريبتين (الاولى) ذبحت وفق المنسك .. و .. (الثانية ) قتلت قتلا ... وذهبنا بهما الى مختبرات الارض كلها لنقول لرواد تلك المختبرات العلمية الرسمية ان (ايها العلماء اعلمونا أي الذبيحتين صالحة للاستهلاك الغذائي) والجواب سيكون حتما مبني على ثوابت مادية في خلو الذبيحتين او تلوثهما بالجراثيم الضارة ونوعيتها والسماحات المثبتة في المعايير الدولية لقبولها او رفضها وتصدر شهادة العلماء في المختبر (رؤيا) تحت المجهر تحدد (صلاحية) ذلك للغذاء من (عدم صلاحيته) باسباب معتمدة في كل المختبرات ولو ندور الارض كلها ولكن تلك المختبرات سوف لن ترى الرابطة بين الذابح والمذبوح كما يربطها المنسك....

      ولو اخذنا الذبيحتين الى المجمع العلمي الاسلامي الفلاني او الفلاني وقلنا لهم ان (ايهاالعلماء افتـونـا ـ اعلمونا ـ أي الذبيحتين صالحة للاستهلاك الغذائي ـ حلال او حرام) فماذا نتوقع ان يكون الجواب ...؟؟ سيكون الجواب مبنيا على بحث في الماضي وليس بحث في الحاضر كما فعل علماء المختبر ... سيتركون الذبيحتين ويبحثون في ماضيهما.

      هل الذبيحتان كانتا ملكا صحيحا غير مغصوب او ذي شبهة ..؟ هل كان الذابح مسلم ..؟ هل كان مميزا او دون سن التمييز ..؟ هل كان المالك قد اذن للذابح بالذبح ..؟ هل كان قد استقبل القبلة ..؟ هل كان قد ذكر اسم الله على الذبيحة اثناء الذبح .. ؟؟ هل كان قد قطع الاوتاد الاربعة دفعة واحدة ..؟ .. هل كان .. وهل كانت .. وكله بيان ماض .. اما بيان حاضر .. فلا وجود له ... فلو قلت لهم ايها العلماء انا حائز الان فقط لهاتين الذبيحتين (لحوم مستوردة) ولا اعرف ماضيهما واني اشك بان احداها غير اسلامية الذبح فاعلموني حلالها من حرامها ..؟ فلا جواب .. ولا قدرة على الجواب لان الماضي بكينونته لن يكون حاضرا بين يدي علماء العقيدة...

      لو تفحصنا التجربة الفكرية اعلاه لوجدنا ان العقائدي باسئلته عن الماضي انما يريد بيان عن الذابح والمذبوح وبينهما ربط رابط وهي عملية الذبح ... البيان مبني على صفات الذابح وصفات المذبوح وتلك هي الحقيقة التي لا ترى ولا يمتلك العقائدي قدرة رؤية (الربط الرابط) بين الذابح والذبيحة فهي حقيقة غير مرئية (لا رؤيا حاضرة فيها) الا بالبحث في الماضي وهو الشرخ الكبير الذي فرق بين علماء المختبر وعلماء العقيدة فجعل علماء المختبر يرون الحقيقة في حاضرهم (بين ايديهم) وعلماء العقيدة لا يرون الحقيقة الا في وعاء الماضي (من خلفهم)... الربط الجدلي المربوط انفا انما هي مطارق فكر يراد منها لحلحة العقل من مستقره المقولب ليكون بين يدي العالم العقائدي وسيلة للرؤيا في الحاضر وليس في الماضي لان مقومات الرؤيا في الماضي تدخل الراغب الذي يرغب في مسك الحقيقة ان يكون في دائرة الريب والشك اما الحاضر بين يدي ماسك الحقيقة فان اليقين هو سيد الموقف وهو الوسيلة الحاسمة في حيازة الحقيقة . وبما ان العلاقة الرابطة بين الذابح والمذبوح والقبلة واسم الله كلها مرابط عقلانية وبما ان العقل بلا جواب فان المرابط العقلانية لا ترى ايضا في مختبرات حديثة جدا ولا يمكن رصد غير ميكانيكية الذبح فقط .

      مسك الحقيقة من خلال برنامج ممنهج في القرءان بشكل دستوري واضح يضع الباحث في دائرة الحكمة وهو انما يبحث عن المنهج الموصل الى اليقين سنرى في النص

      (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (يّـس:31)

      المعادلة الفكرية التي يروج اليها الذكر المبارك في النص الشريف اعلاه هو مفتاح وسيله للعالم العقائدي وان من هلك لا رجعة اليه وان على العالم العقائدي ان يفعل ما بين يديه (حاضره) ليرى منسكا واحدا فقط يكون مفتاح وسيله في منسك حقيقة غير مرئية (الذبح) .. المعالجة الفكرية للنص القرءاني تدفع الباحث الى استحلاب برنامج البحث من مصدر قرءاني ايضا وليس رؤية الحقيقة فقط .

      ماذا يجري في الذبح ..؟ ما هي ضرورته التكوينية ..؟ ما هو دوره في منسك الحج ..؟ ما هو نتاج ذلك المنسك وغلته ..؟ لماذا اراد ابراهيم ان يذبح اسماعيل ..؟ وهل في سنن الاولين ان يقدم الاباء قربانا الى الله في ذبح اولادهم ..؟ وهل يقبل العقل ان يقوم رسول رسالي بذبح ابنه قربة الى الله ..؟ وهل يمكن ان يكون الذبح لغرض غير الاكل والطعام ..؟ هل يمكن ان يقدم احد المؤمنين ذبيحا يتقرب به الى الله والذبيح لا يؤكل ..؟الله لن ينال دمائها او لحومها ولكنها تقوى منكم فكيف تكون ..؟ وعندما يتقي الانسان شر السارق فهل تقيته من السارق هي نفسها التقوى المرجوة في الذبح ..؟ فماذا سيتقي الذابح ..؟ ما هي حقيقة فرعون الذي يذبح ابناء بني اسرائيل ..؟؟ هل يذبحهم كما تذبح الشاة ..؟ ولماذا يقوم فرعون بذبح الابناء دون ان يشير النص الى ذبح الاباء ..؟ ولماذا يربط النص ذبح الابناء مع استحياء النساء ..؟ اليس النساء فيهن ابناء ايضا ..؟ وما هو الاستحياء الذي ارتبط بذبح الابناء ...؟ وهل الذبح لبني اسرائيل دون غيرهم ..؟؟ ولماذا ..؟ وهل استحياء النساء لبني اسرائيل حصرا ..؟؟ وهل فرعون وتر لا يتكرر ولماذا ..؟ وهل يمكن ان يكون فرعون الذابح للابناء صفة يتصف بها غير فرعون مصر ذو الاهرامات ..؟ ... وماهي حكاية ذبح بقرة بني اسرائيل ...؟ هل هي عملية ذبح بقرة من نفس فصيلة ابقارنا التي نذبحها ..؟ وهل يمكن تكرار تجربة بني اسرائيل في ذبح البقرة لنضرب بعضها بمقتول مجهول قاتله لنعرف من قتله .. كيف يتم احياء ذاكرة المقتول بعملية الذبح ..؟ الا يحق للعالم العقائدي ان يكون له مختبر يرى فيه الحقائق ..؟؟ الم يجري ابراهيم تجربة الطيور ويقطعها ومن ثم يحيها ..؟ الم يصنع عيسى طيرا من طين فينفخ فيه ليكون طيرا ..؟ ام هي حكايات يحكيها القرءان ...؟ وما المنفعة من تلك الحكايات ..؟ تساؤلات لو استمرت فانها ستملأ اكبر حاوية يمكن ان يتصورها حاوي ...

      نحن لا نعلم عن الذبح سوى ميكانيكيته باستخدام السكين والغرض منه هو لغرض توفير الطعام من اللحوم فهل كان ذبح اسماعيل لنفس الغرض وهل كان ذبح البقرة لبني اسرائيل لنفس الغرض وهل فرعون يذبح الابناء لغرض الاكل والطعام ..؟؟ ماذا وراء تلك الامثلة القرءانية ...!!! تساؤلات ليس لها مختصين للاجابة ...

      راجت في الاونة الاخيرة شائعات مفادها ان فريقا علميا اكاديميا من المسلمين استطاع ان يثبت ان اللحوم المذبوحة ذبحا اسلاميا لا تسمح بتلوث بكتيري محدد مقارنة بلحوم غير مذبوحة على نظام المنسك الاسلامي ... رغم عدم اطلاعنا على ذلك البحث ولكن النتاج الذي شاع عنه يكفي لمعرفة منهجية البحث المرتبط بمنهجية البحوث المعاصرة وهو (رصد جرثومي وبكتيري) أي ان الناظور ناظور اكاديمي ولكن مراشد الباحث القرءاني لا بد ان تكون اكثر شمولية واكثر طموحا لان منسك الذبح مرتبط باحياء ذاكرة قتيل بني اسرائيل والذبح هو حاجة من حاجات منسك الحج وذبح ابراهيم لاسماعيل لم يكن لغرض الغذاء بل لاغراض اخرى ولا علاقة للجراثيم بتلك الامثال القرءانية وبالتالي فان الرصد البكتيري الناتج من عملية الذبح يكون او يكون نتاجا عارضا وان كينونة الذبح تحمل تحتها مضامين علم عقلانية وذلك مؤكد من الترابط بين النصوص الشريفة والمناسك التي بين ايدينا وهذا الانضباط الفكري مرتبط بضابطة اخرى روج لها في بداية هذه الصفحة مفادها ان الحبو على العلوم القرءانية لا يمكن ان تتفعل في اروقة العلوم المادية المجردة من المرابط العقائدية وضربنا مثلا لموضوع البحث عن الملائكة والجان كمخلوقات عاقلة في الكون ورأينا ان لا يمكن للمرابط العقائدية ان تكون وسيلة باحث مادي في مختبرات علم معاصرة وكذلك العقائدي لا يستطيع ان يواكب التطور العلمي الحاصل ما لم يكون له مختبر تخصصي يرى في مجهره العلمي حقيقة خارطة الخالق ليقرأ القرءان باعتباره دستور الخلق الاجمالي ويرى ما لا يراه الماديون الا ان مراصده ستكون في خارطة الخالق وليس في خارطة المخلوق .

      العلوم المعاصرة تقرأ علومها في خارطة افتراضية هي حصرا تقع في المخلوق نفسه ولعل الراصد لمنهج العلوم الحديثة التي تقرأ حيثيات القشرة المخية نزولا للحامض النووي في نواة الخلية الواحدة للمخلوق فتكون تلك هي خارطة المخلوق لذلك عجزت منظومة العلم عن قراءة منظومة الشيخوخة ولم تستطع المختبرات المتطورة ان تشاهد نظام الشيخوخة رغم انها تقرأ بتفصيل كبير خارطة المخلوق ولم تعرف لحد اليوم ميكانيكية الشيخوخة واين يكمن المشغل المفعل لذلك النظام الذي ينهي حياة المخلوق ولا يمنحه قدرة التحكم بعنصر الاستمرار او اطالة الامد .

      كما عجزت منظومة العلم كثيرا عن قراءة خارطة السرطان وذلك لانها تقرأ خارطة الخلية كمخلوق ولم تستطع المجاميع العلمية ان تقرأ خارطة الخالق التي يقول دستورها ان عيسى عليه السلام كان يبريء الاكمه والابرص ويصنع من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا .. اين الحامض النووي واين نواة الخلية في تلك الخارطة ..؟ حقيقة لا يمكن للعالم المادي ان يراها بل الانكى من ذلك يسخر منها واكثر ما يمكن ان يتعامل معها هي كونها حكاية قدسية لا مجال للتعامل معها في مختبره المتطور جدا جدا .

      منهج العلم الحديث يتصدع ايضا عندما يتعامل مع المادة كمخلوق وهو يرى عناصر المادة وهي في الخلق دون ان تكون له قدرة القراءة في خارطة الخالق التكوينية فالعلماء يعلمون ويدركون بنواظير علمية رصينة ان الماء يشذ عن بقية المواد الكونية عند انخفاض حرارته دون اربع درجات مئوية وبدلا من ان يستمر بالتقلص كلما تنخفض درجة الحرارة الا ان الماء يبدأ بالتمدد ويطرد تمدده كلما انخفضت درجات الحرارة وهذه الظاهرة هي التي مكنت المخلوقات المائية من الاستمرار والعيش تحت الجليد في المحيطات الباردة لان الجليد المتجمد يكون قد تمدد حجمه بفعل انخفاض الحرارة فانخفضت كثافته فاصبح طافيا في الماء وليس مغمورا فيه مما جعله يطفو على سطح الماء ليكون عازلا حراريا لما تحته من ماء ليسمح باستمرار الحياة للمخلوقات المائية . شذوذ الماء عن القاعدة العامة للمادة الكونية لا يعرف سببه التكويني لحد الان ويعتبر من حافات العلم لان علماء المادة لا يعرفون الماء باكثر مما عرف به الماء نفسه من انه مزيج من الهيدروجين والاوكسجين لانهم لا يقدرون على قراءة خارطة الخالق فالزموا انفسهم بخارطة المخلوق

      الرابط بين السبب والمسبب والتي كانت عرش العالم الاكاديمي ستكون نفسها عرش العالم العقائدي ولكن العقائدي سوف يربط بين السبب والمسبب ليس كما يربطها العالم الاكاديمي والفرق بينهما هو (رؤيا) العالم العقائدي لخارطة الخالق وليس خارطة المخلوق (ملكوت السموات والارض) ... تلك هي اجازة ابراهيم عليه السلام (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض) وهي سنة ابراهيمية ومن يرغب عن ملة ابراهيم فهو سفيه ويبقى وعاء العقل هو الظلام ذو المرتبة العليا التي تحجب رؤيا العلماء الماديين لخارطة الخالق (افلا تعقلون) .

      لعل ترشيد فكر الباحث العقائدي ترشيدا قرءانيا يظهر ملامح اكثر وضوحا في معرفة العقل كحقيقة غير مرئية ليرى من خلاله (قراءة) مفردات خارطة الخالق في (قرءان) .. (وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون) من سورة العنكبوت وتلك الرابطة العقلانية التي تضع للعقل حضورا في وعاء العلم ( يعقلها العالمون) ليكون اول ما يكون ان يكون العالم القرءاني قد فك تماما لغز العقل فانه سوف يرى منسك الذبح وغيره من المناسك .



      عندما يراد التفريق بين خارطة الخالق وخارطة المخلوق سوف يتألق عقل الباحث في رؤية منسك الذبح الخفي لانه في خارطة الخالق حصريا لذلك فان علماء العقيدة عندما يتعاملون مع ميكانيكية الذبح انما يرصدون خارطة المخلوق فقط وعند البحث عن صفات الذابح الاسلامية وشرط القبلة يكون الربط مع خارطة الخالق وليس خارطة المخلوق ولكن مرابط القبلة لا تزال غير معروفة وذكر اسم الله لا يزال غير معروف بفاعليته وبالتالي فان رصد عملية الذبح تقع في دائرة المخلوق (ميكانيكية الذبح) الا ان البحث عن مرابط المخلوق في خارطة الخالق سوف تري الباحث حقيقة شرط القبلة وذكر اسم الله في عملية الذبح .

      لا يمكن تكوينيا ان تقرأ خارطة أي مخلوق ما لم يكون ذلك المخلوق بتكوينته جزء من خارطة الخالق الاجمالية ومهما بلغ الفكر العلمي من رفعة وتكاملا وما احتوى من تقنيات تذهل العقول فان منهجية العلم تبقى في دائرة المخلوق منقوصة في الجزء الذي يرتبط به المخلوق بالخلق الاجمالي وتلك الرابطة التي تربط المخلوق بمجمل الخلق لا يمكن ان ترى الا من خلال خارطة الخالق ولا وجود لخارطة الخالق على الارض غير قرءان خاتمة الرسالات وفيه (ملكوت السموات والارض) وهو الجزء المفقود في علوم العصر .

      المعالجة التالية تصف عمومية الاشكالية العلمية القائمة سواء في المخلوقات التي تمتلك دورة حياتية او الكون الاجمالي باجرامه وشموسه ومجراته ...

      تحدث علماء بدايات النهضة عن فراغ مطلق بين الاجرام والكواكب الا ان التطورات التي صاحبت الاكتشافات النووية وما صاحبها من اكتشافات للموجة الكهرومغناطيسية جعل من العلماء حيارى في اطلاق صفة الفراغ الكوني المطلق ... شملت الحيرة الفراغ النووي للذرة الواحدة نفسها حيث تشير التقارير العلمية الى ان اكثر من 90% من حيزالذرة عبارة عن فراغ .. استلام الموجات الراديوية والضوء من الاجرام السماوية دفع بالعلماء الى معالجة الكيفية التي تنتقل فيها جسيمات المادة ضوئية كانت (فوتونات) او موجية في فراغ مطلق ؟؟ واصبح من المفروغ منه علميا في السنين المتقدمة من نهضة العلم القبول بالفراغ المطلق الذي يفصل بين مجرات الكون واجرامه ... ماذا اذن في ذلك الفراغ ..؟ منهم من اطلق عليه لفظ (الاثير) ومنهم من اسماه باسم (بلازما الكون) ومنهم من قال (عجينة الكون) ولكنه غير معروف الكينونة .

      ذلك الفراغ الذي يشكل حافة علمية معاصرة قد لا يستهوي جماهير البشر ولكنه يستهوي العلماء لانه حافة علمية بل لغز علمي خلفه الغاز كبيرة لا مجال لسردها بل يكفي ايصال الفكرة لمتابع غيور على قرءان الله الذي يمنح الباحث وسيلة معرفية ليتعرف على عجينة الكون ومن ورائها اسرار كونية عظمى ولكن ... لمن تقال المعرفة ..؟؟ لعلماء لا يسمعون صوتا الا في حرمهم العلمي ..؟؟ ام لعلماء لا يرون من العقيدة حاضرها بل متمسكين بماضيها ...؟ فاصبح بنيان العلم هشا ولكنه يمتلك بريقا أخاذا اخذ الابصار بما فيها ابصار المسلمين .



      عندما وعدنا متابعنا الفاضل في هذه الصفحة ان ندرج نتاجات من علم القرءان دون تفاصيلها فان اهم ما يمكن ايجازه عن نتاج بحوثنا عن فاعلية الذبح هو انه (استقطاب عقل الذبيحة) وهي قدرة كينونية لصقت بمخلوق الانسان حصرا دون غيره وهي سر كون الانسان خليفة الله في الارض فالله سبحانه القادر على استقطاب العقل اجمالا (شفط العقل) او (امتصاصه) او (سحبه) او (حيازته) وقبضه ، والانسان في استخلافه لله على الارض خلق تكوينيا بقدرته على استقطاب عقل الذبيحة فهو المخلوق الوحيد الذي يمارس عملية الذبح ... الشاة النافقة موتا او خنقا يبقى عقلها في حيازتها حتى تتفسخ وتتحلل اما الشاة المذبوحة ذبحا اصوليا فانها خالية من عقل جسدها وبالتالي تكون مادة بروتينية غذائية خالية من صنف محدد من صنوف العقل التي يجب الأتقاء منها كما نتقي شر السارق وذلك الصنف المستقطب يعتبر ضارا لعقلانية جسد الانسان عندما يكون لصيقا بالمادة الغذائية التي تدخل جوفه ... اللحوم غير المذبوحة تحوي صنفا عقلانيا ضارا بالانسان (حرام) واللحوم المذبوحة ذبحا صحيحا اصوليا خالية من تلك العلقة العقلانية الضارة (حلال) .

      النتاج المسطور اعلاه ما هو الا عنوان فقط لطود علمي واسع وكبير وهو يمثل بين يدي المسلمين حقيقة غير مرئية بكل مقاييس الرؤيا العقلانية ...

      لا يشترط لمستهلكي اللحوم ان يكونوا ضالعين بعلمية الذبح علميا كما لا يشترط لمستخدمي اقراص الاسبرين ان يكونوا ضالعين بعلوم الطب كما لا يشترط لمستخدمي اجهزة الهاتف ان يكونوا ضالعين بعلوم الكهرباء والموجة الكهرومغناطيسية .. الحقيقة العلمية يجب ان يتصدى لها (طائفة) من الناس يختصون بتلك العلوم وليس جمهور المسلمين جميعهم وتبقى تلك الطائفة (المتفقهة في الدين) رجال علم يحذرون جماهير المسلمين اذا رجعوا اليهم لعل اولئك الناس يحذرون تلك المخاطر .

      {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (122) سورة التوبة

      وضوح بالغ في النص ..

      * وما كان المؤمنون لينفروا كافة

      * بل نفر من كل فرقة

      * من اولئك الانفار ... ستقوم طائفة

      * مهمة تلك الطائفة ... التفقه في الدين

      * واجبها .. انذار قومهم

      * النتيجة ... لعلهم يحذرون

      * الشرط ... اذا رجعوا اليهم

      وهذا الشرط تأكيد لنص دستوري اخر (لا اكراه في الدين) فلن تكون تلك الطائفة كما هم علماء العصر وفرقهم العلمية الذين يفرضون علومهم في التطبيق على جماهير الناس ولن تكون تلك الطائفة العلمية كما هم بعضا من عقائديي زماننا يلزمون الناس بفتاويهم ويكفرون من لا يعمل بها ويقتلون الاخرين من اجل ذلك وكل ذو مذهب يريد ان يتمذهب الناس كلهم على مذهبه ... ذلك يعني ان طائفة علماء القرءان سوف لن يكون لهم أي سلطوية على احد ولن يكون لهم أي سلطان سوى سلطان العلم فمن شاء (حذر) ومن شاء (كفر) وهذه الصفة هي صفة رسالية لصيقة بالمنهج الرسالي الشريف

      { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45) سورة ق

      {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} (22) سورة الغاشية .

      عدم الاكراه في الدين ليس موضوع هذه المحاولة ولكن لذلك الترشيد الرسالي الشريف حضور يلزم الباحث في موضوعيته البحثية لان منهجية البحث القرءاني لا تتجزأ كما تتجزأ الثوابت العلمية المعاصرة وتتحول العلوم الى ممالك وكيانات قطاعية تفرض فرضا اجباريا على الجماهير من خلال سلطوية تنفيذية لتكون كلمة حق لوسيلة باطلة . وعدم الاكراه في الدين تحته شعارات علمية كبيرة ترتبط بكل غلة لنتاج علمي قرءاني فلو ان منسك الذبح الاسلامي (لو ان قرءانا) اظهر للناس ثوابت منسك الذبح في رؤيا حاضرة حضورا علميا فان الاديان غير الاسلامية سوف تتشدق بالذبح الاسلامي لا لكونهم مسلمين بل لخوفهم من سرطان داهم او امراض عصرية لا حلول لها وبذلك يرتفع في الاسلام شعار كبير وعريض جدا ان الاسلام منصور بكينونته وهو لا يحتاج الى جماعات مسلحة لنصرته فمن كان مسلما فهو منصور بكينونة الاسلام . فمن اكل لحوما ذبحت ذبحا اصوليا فقد امن من سرطان وضغط دم او سكري

      افراغ عقلانية المذبوح عبر جسد الذابح حقيقة غير مرئية ولا يمكن ان ترى بنواظير اكاديمية معاصرة الا اذا تربع العقائدي على عرش الرابطة التي تربط الذابح بالمذبوح وفي هذه البؤرة الفكرية سيرى العقائدي كيف يذبح الابناء وما هي حقيقة ذلك الذبح وكيف يذبح ابراهيم ابنه اسماعيل لغرض غير غذائي ولعل انعطافة بسيطة على ذبح فرعون لابناء بني اسرائيل اذ انها لا تعني قتلهم لان فرعون لم يعرف منسك الذبح اساسا وان العملية ليست في ميكانيكية الذبح بل في استقطاب عقول الابناء الذين يذهبون كل يوم الى مدارسهم وكلياتهم ويشاهدون افلام الرسوم المتحركة ومن ورائها مساس خلق ينفذ في الخالق لنرى الصفة الفرعونية في زماننا فيكون فرعون زماننا هو ليس رمسيس الاول او الثاني بل في صفة يتمنطق بها المتصف بصفة فرعون ليكون القرءان قائما فينا وان تحت الامثال القرءانية تستقرأ قوانين خارطة الخالق مقروئة من قرءان الخالق

      {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} (89) سورة الإسراء .

      اذا كان الذبح منسكا غير مرئي فكل المناسك الخمس التي روجت لها هذه الأثارة تبقى غير مرئية حتى يتصدى لها علماء باحثين عن الحقيقة في دائرة (اللاريب) ولن يجد العقائدي وعاءا يقينيا غير مشوب بالريب الا القرءان

      {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (2) سورة البقرة

      ومن المتقين هو ذلك المتقي شر السارق ونرى التقوى بناظور قرءاني لتكون التقوى هي التقية من خطر آتي سواء كانت في عبودية الله لاتقاء عقابه او عندما يتقي صاحب الدار شر السارق .

      القرءان هو الاثر الذي وثق في زمن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام كتابة مرسومة رسما حرفيا وجمعت تلك الكتابات بعده بزمن قصير وليس بقرن ونصف من الزمن كما هو توثيق الحديث اما المناسك فقد وثقت فعلا ماديا منظورا لا قولا مسموعا والقرءان حرفا مرسوما لا قولا مسموعا ايضا .

      واذا ارادت سطورنا ان تمعن كثيرا في عرضها طولا وعمقا فان مراجعة النص الشريف التالي قد تسمن هذه الصفحات بالتساؤل الكبير

      {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } (96 ـ 97 ) سورة آل عمران

      اين تلك الآيات الموصوفة بصفة (بينات) واين بيانها وما هي حقيقة مصلى ابراهيم عليه السلام ..؟ اهي حقيقة تأريخية فقط ..؟ واذا كان ذلك المصلى موقع تاريخي مجرد فلماذا الامر الالهي (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) ..؟ ونراقب النص بعقول الزمت نفسها على (التفكر) في وعاء قرءاني محض اذا كان في البيت آيات (بينات) فهل ينقلب الفهم في ان يكون بيانها في التاريخ وليس في البيت نفسه ..؟؟ هل هو عجز اسلامي .. !ام خنوع الفكر الاسلامي ..! او ضعف في (تفكر) المسلمين ..؟؟

      من الضابطة الفكرية التي يلزم الباحث نفسه ان ينضبط بها في وعاء قرءاني يجد ان المناسك الخمس هي بحر علم واسع لو شاء الناس لنهلوا منه ما خفي عليهم ولازدان العلم بتاج البشرية الا وهو العقل الذي وصفه العقلاء انه بلا جواب ويكون نتاج ما نحبو عليه ان الحقيقة لا ترى ولن ترى الا اذا دلنا الله عليها ودليلنا الالهي الرسالي وبلا بديل هو (ذلك الكتاب) الذي يجمع بين القرءان والسنة الشريفة فيكون الرف العلوي القدسي الذي رفع في خزانة قدس انما هو خزانة علم كبرى مؤجلة التفعيل وليست عاجلة ولكن كلا (بل تحبون العاجلة) والبديء سيكون بالمناسك لانها (بلا ريب) ومنها نحبو في تراث رسول الرحمة لنعرف المزيد والمزيد ليقول المسلمون للساخرين منهم هذا ما كنتم منه تسخرون فيقولون (يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) .
      الحاج عبود الخالدي
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X