دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيطان والانسان والنسيان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيطان والانسان والنسيان

    الشيطان والانسان والنسيان

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة

    الفكر العقائدي على طول زمنه لم يقدم وصفا دقيقا للشيطان وبقي الشيطان يتقلب في الفكر العقائدي دون الامساك بتكوينته ومعرفة حقيقته في مجمل صفاته التي وصفها القرءان في عدائه للبشرية وفي نزغه بين الناس وفي فتنته للناس ... وكيف يكون معبودا من قبل الناس



    كانت لنا اكثر محاولة تذكيرية منشورة وصفت الشيطان بكينونته بانه ما كان مخلوقا مستقلا ولن يكون بل هو صفة تلتصق بالمخلوق مثل صفات الغثيان والهذيان وقد اوجزنا صفته المركزية في (فاعليات الخروج على سنن الخلق) وهي فاعليات لها نفاذية تنفذ فوق او تحت نظم الخلق ويقوم بها كثير من الناس فتكون تحت اسم صفة الشيطان .

    وفي راصدة مهمة من مراصدنا القرءانية لصفة الشيطان هي (نسيان الذكر) وهي صفة خطيرة تدفع كثير من الناس الى الابتعاد عن العمل الصالح بسبب نسيان الفطرة الالهية التي فطر الله الناس عليها ..

    (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19)

    ولقد روجنا بشكل موجز لصفة النسيان في عدة مواضيع منشورة فالنسيان هو (اختزال للعقل) وهي محاولة منشورة تحت عنوان (ما ننسخ من اية او ننسها) ... والنسيان بصفته يختزل العقل يتطابق مع مفاهيمنا للنسيان والعنوان هو ذو صفة تذكيرية فمن ينسى شيئا كمعلومة علمية او حدث معين انما يكون قد تعرض الى اختزال معلوماتي (بيان) في وعاء العقل ..

    استحواذ الشيطان يدل في رصد اولي الى تصاعد وتكاثر وتواصل الفاعليات الخارجة على سنن الخلق وقد نرى ذلك بشكل واضح في المجرمين العتاة وفي صنوف البغاء وقد نجده في التحضر اللاديني الفائق وفي الالحاد الثقافي وصنوفه كثيرة في زماننا

    حزب الشيطان هم المجاميع التي اتفقت على خارجة عن سنن الخلق وروجوا لها واحتظنوا افكار فاعلياتهم فهم (حزب) متحزب في صفة شيطانية ..!! وما اكثرهم في زماننا ..!!

    الخروج على سنن الخلق في عارضة من الافعال قد يوصف بصفة (نزغ شيطاني) او (مس شيطاني) او (طائف شيطاني) اما الامعان بالفاعليات الخارجة على سنن الخلق فانها عبودية شيطانية (عبادة شيطان) تسبب في اختزال ذاكرة الانسان وتختفي عند الشخص أي ذاكرة الهية فطرها الله فيه ..

    نؤكد ان الغريزة هي غير الفطرة فالغريزة تخص الجسد الانساني وهي تقع حصرا في المستوى العقلي الرابع ونراها عند الحيوان ايضا .. اما الفطرة فهي من خصوصيات الانسان وتقع حصرا في المستوى العقلي الخامس ومخازنها في المستوى السادس للعقل ...

    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

    فالفطرة تخص الدين والدين في خصوصية بشرية وهي بعيدة كل البعد عن مضامين الغريزة التي نراها في الحيوان والانسان .

    سقوط الذكرى (نسيان) وهو يصيب الشخص الفعال في الصفة الشيطانية وبذلك يفقد الانسان أي فرصة لاصلاح نفسه مع ربه

    (انَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (لأعراف:201)

    وهذا الوصف يختلف عن الذين استحوذ عليهم الشيطان فاولئك قد ختم الله على قلوبهم وضاعت عليهم فرصة الذكرى وفي الذكرى عودة للصلاح

    (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:7)

    فالمتقين يملكون قدرة التذكر حين يمسهم طائف من الفاعليات الخارجة عن سنن الخلق (الشيطان) فهم (مبصرون) اما الذين استحوذ عليهم الشيطان فانهم (على ابصارهم غشاوة) ...

    البراءة تربط الانسان بفطرته وتزيد من نوره (رابطة الصفات) لان مخازن الذاكرة هي المستوى العقلي السادس كما اوجزنا لذلك المرشد الفكري في مدونات سابقة (العقل والسماوات السبع) .. كل ذاكرة يمتلكها الانسان الفرد ولكل حدث يمر به فان مخازنها في المستوى السادس والانسان لا يستطيع ان يمحو شيئا من ذاكرته ابدا لانها لن تكون في حيازته العقلية (العقل الخامس) بل هي في مستوى عقلي اخر لا يهيمن عليه الانسان (المستوى العقلي السادس) .. كذلك اودع الله في المستوى السادس (الاسماء كلها) فما من صفة غالبة في الخلق الا وهي مودعة في ذلك المستوى فمن تطابقت افعاله مع سنن الخلق فان الذكرى تكون بين يديه وبيسر وبسهولة ... بمجرد قيام السبب تحل الذكرى في عقل المؤمن .. والقرءان هو (مذكر) أي مشغل الذكرى فهو سبب الاتصال بالفطرة التي فطرها الله في الانسان ومن تلك الصفة الفعالة عند قاريء القرءان يكون القرءان (يهدي للتي اقوم)

    الخروج المتكرر من سنن الخلق (شيطنة) تميت وتقضي على أي سبب لاسترجاع الذكرى التكوينية التي فطرها الله في عقل الانسان ... فكم قاري للقرءان والقرءان يلعنه لان شيطنته الملعونة لا تقيم سبب الذكرى القرءاني فيه لان الشيطنة قد اختزلت من الذاكرة فطرته فلا يستطيع المتشيطن ان يتذكر ذكرا رحمانيا .

    نجد ذلك واضحا في الخارجين كثيرا على سنن الخلق من المجرمين العتاة او من المنغمسين في الرذيلة حيث تنقطع عنهم سبل العودة لانقطاع التواصل العقلاني الذي يذكرهم بالله والعودة الى طريقه وقد اورد الله في القرءان مثل ابا لهب في توضيح تلك الضابطة العلمية

    (َتبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد)

    ابو لهب شخصية معروفة نزل فيه قدح في القرءان وهو سيد من اسياد قريش والعرب ... لو استطاع ذلك المقدوح ان يقول الشهادتين كذبا كما قالها كثيرون من جيله فان ذلك يكفي لتهشيم القرءان وهو لا يزال في مهد نزوله ... قول الشهادتين كذبا يتسبب في تكذيب القرءان وسقوط حاكميته التبليغية لان اسلام ابا لهب سيكون دليل عدم دقة القرءان ..!! ولكن ابا لهب فقد وسيلته في التذكر ولم يستطع ان يناور بتلك المناورة فقد انساه الشيطان ذكره كما لو قلنا (انساه الغثيان حافظة نقوده) ... لان القرءان بتكوينته لن يكون سببا في التذكر للمتشيطن فهو لا يهدي للتي هي اقوم من هو مثل ابي لهب ..

    (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً)(الاسراء: من الآية46)

    انقطاع الذكرى هو نسيان وهو معروف في انشطتنا المعتادة مع النسيان في بداهة عقل حيث النسيان هو انقطاع للذكرى لان وعاء الذكرى مختزل من العقل

    عندما يخرج الانسان بفاعلياته من سنن الخلق فانه يفقد الكثير ويمكن ان نرصد ذلك ماديا فمن يريد ان يدخل البحر فانه لا يستطيع ان يستمر في تنفسه لانه سيغرق ولا يستطيع ان يتنفس الا ان (يسبح) لكي يتطابق مع سنن الخلق ويتناغم معها في اختلاف الكثافة بين جسده وكثافة الماء وهو هو نفسه فعل التسبيح كالسباحة في فعل يتطابق مع سنن الخلق نراه ونمسكه في الوعاء المادي ونفتقد مماسكه في الوعاء اللامادي وبالتالي تكون الشيطنة في الخروج من سنن الخلق عندما يضع الانسان نفسه متحكما بها وليس محكوما بها ...

    ان يكون الانسان محكوما بسنن الخلق (مسبحا) لخالقها فانه سوف لن يقوم بتعديلات وراثية يغير فيها خلق الله ولن يزيد نسبة ثاني اوكسيد الكربون في مشربه (مثلا) .. ولن .. ولن .. وتلك امثال لا تنتهي في زمننا الغارق بخروجه عن سنن الخلق !!

    ان يكون الانسان متحكما بسنن الخلق (شيطان) فانه سيكون عدوا لنفسه وبالتالي يقوم بتعديلات وراثية ويزيد من وينقص ثوابت سنها الله واحكم تناغميتها وما اكثر المتحكمين بسنن الخلق في زماننا ..!

    تلك الافعال الخارجة تسبب غرق الانسان في سوء فاعلياته الشيطانية ... وهي نفسها عندما تكون في العالم اللاصوري في العبودية لخالقه وتنفيذ اوامره التي بلغ بها عباده عن طريق الرسل لانها نظم غير مرئية (اسماء) أي صفات غالبة وتحتاج الى التذكير بها وان مسببات التذكير تقوم بواسطة برنامج التبليغ الرسالي

    (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) (الغاشية:21)

    من ذلك الطرح الموجز يظهر في العقل نتاج لا ريب فيه ان (الشيطان عدو الانسان) وبشكل مبين .. وان كثيرا من الناس (يتبعون خطوات الشيطان) وان كثيرا من الناس (يعبدون الشيطان) وبتلك الافعال تنقطع العلاقة بين العبد وربه بسبب النسيان الذي يحل في ساحة المتشيطن العقلية ويفقد ذلك المتشيطن جزءا تكوينيا من عقله (اختزال العقل) ويفقد التواصل مع فطرته فيكون :

    مثل ريشة في مهب رياح

    اما ان تسقط في روضة وبستان ومن ثم يجرفها ريح اخر

    واما تسقط في بحر اسن ومن ثم يجرفها ريح اخر

    او تبقى عالقة في مهب الريح .. ليس لها قرار .. وفي كل الموصوفات الثلاث اعلاه فهي ريشة (ليس لها قرار)

    (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (ابراهيم:26)

    الصالحون في وصف ضديد

    (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (ابراهيم:24)

    ونؤكد ما قلنا في ادراج سابق (الشجرة الملعونة في القرءان) ان الشجرة تعني (حاوية فاعليات وسيلة )

    والشيطان (فاعليات نافذة)

    فان كانت الفاعليات متطابقة مع سنن الخلق فهي (وسائل) شجرة طيبة اصلها ثابت في الارض (وعاء الرضا)

    وان كانت الفاعليات خارجة على سنن الخلق فتلك (وسائل) شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض (وعاء الرضا)

    ذلك هو الشيطان ... عدو الانسان ... يتسبب في النسيان ... كشجرة (ريشة) في مهب ريح ما لها من قرار او استقرار

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: الشيطان والانسان والنسيان

    السلام عليكم وبركاته شيخنا الجليل ...
    قراءة تدبرية هامة .. ونسجل مشاركة للمتابعة على - مكث - باذن الله ، فجزاكم الله كل خير
    السلام عليكم
    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X