دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وثنيات و الناس لها عابدون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وثنيات و الناس لها عابدون

    تحية واحترام

    تتكاثر الوثنيات التي يعبدها الناس في زمن التحضر فقد وجدت قومي يمرحون في الشوارع ويطلقون عيارات النار بكثافة في الهواء ابتهاجا بمعبودهم الذي حقق نصرا اوليا في مسابقات (كاس اسيا) فذلك الكأس تعبده الشعوب الاسيوية وليس لاعبي الكرة فقط فكل الناس له يعبدون وما الكأس الا وثن رقيع لا يسمع ولا يبصر ولا يرد قولا الا انه معبود جماهيري

    ليس كأس الرياضة هو الوثن الاوحد الذي تعبده الجماهير فهنلك اوثان اكثر وثنية فذلك كأس الاوسكار وذلك كأس مصارع وكأس اولمبي وشهادة اكاديمية يعبدها الاكاديمي والناس وكل الناس لتلك الاوثان عابدين سواء كانوا مساهمين في انشطة تلك الكؤوس او انهم يجعلون لها وقارا بينهم وحين تحاورهم فكريا ستجد ان ثقافتهم في تلك الاوثان ثقافة العابدين لها فيجعلون لها وقارا وكأنها ازرار ثقافية تضع الامم في صف الامم المتمدنة !! الا ساء ما يحكمون

    في حديث لي مع احد الاقرباء وهو يحمل حزمة من مثل تلك الاوسمة والكؤوس والشهادات الرسمية كان يقول انها مداد حياة العصر وهي بلسم النجاح وشرف الفرد في امته وهي معيار الامم وبعد حين اصيب ذلك القريب بمرض السرطان فذهبت لعيادته فوجدته واهنا مستلقيا على سرير الموت في غرفة استقبال منزله وكانت تلك الغرفة مليئة بتلك الكؤوس والاوسمة والشهادات التي اعتز بها وهو يعبدها الا انها لم تنصره في يومه السرطاني الاسود فحين استقر مجلسي معه وهو يئن من شدة الالم ذكرته بالحديث الذي جرى معه حول تلك الاوسمة والتي كان يتصورها مداد العصر وبلسم النجاح ويدافع عن عبوديته لها فانتصب في فراشه وهو يصرخ مستدعيا احد اولاده ليطلب منه نزع كل تلك الاوسمة والكؤوس ليرميها في الزبالة !! عجبت من امره الا انه اردف غضبته تلك قائلا اظن اني فعلت ما كان يجب ان افعله قبل ان يكون السرطان !! اشفقت عليه الا ان ساعة توبته قد ازفت ولو افتدى مليء الارض ذهبا من عذاب يومه لما استطاع ان يخفف العذاب وعاد هو الى صراخه وعدت الى منزلي لاجد ان في منزلي كثيرا من تلك الاوثان ورغم انها اقل وثنية الا ان شكلها الوثني ظاهر في مضمونها فناديت احد اولادي وطلبت منه ان يزيل شهادتي الجامعية التي كانت تزين جدار صالة الاستقبال كما طلبت منه ان يزيل كثيرا من الرموز المعبودة التي كنت اتصورها ذات وقار في النفوس الا اني اكتشفت ان رمزيتها ما هي الا اهواء لا تغني الخير خيرا ولا تكشف من الضر شيئا بل هي معبودة الغافلين عنها

    الاوثان المعاصرة ادخلت ضمن ثقافة حضارية يلتهم الناس رحيقها فيعبدون اوثانا لا حصر لها وقد تكون العملة الورقية هي اكثر تلك الاوثان انتشارا وعبودية والله يقول (اقتلوهم حيث ثقفتموهم) فلا يكفي ان يقر الانسان الفرد بوثنية كأس كروي او خارطة وطن الا ان الفرد يجب ان يقتل ثقافة الوثنية القائمة فينا فليبدأ بنفسه ومن ثم اهل بيته ومن هو عشير له حتى يفوز العبد بعبودية ربه فينجو من شر منتشر

    الناس يتخذون سبيل الغي فيتخذونه سبيلا وان تدعهم للرشد لا يتخذونه سبيلا ... الله اقل وقارا من كأس اممي لكرة تدحرجها اقدام الصبيان

    احترامي

    sigpic

    من لا أمان منه ـ لا إيمان له
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 2 زوار)
يعمل...
X