دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رب ضارة نافعة .. هل هو كلام حق ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رب ضارة نافعة .. هل هو كلام حق ؟


    السلام عليكم

    يكثر الحديث في مجالس الناس عن بعض الظواهر السيئة التي تصيب بعض الناس او كثير منهم ويقال فيها (رب ضارة نافعة) فاذا كانت ضارة كيف ستكون نافعة وما الحكمة من ان يكون الضرر مدخلا للمنفعة وقد احتدم نقاش في ذلك الموضوع مع بعض الزملاء منهم يؤيدون ذلك القول واخرين يرفضونه ويبدو ان القول منقول من لسان العرب اي انه مثل عربي قديم فهل لذلك المثل تعيير في علوم القرءان

    السلام عليكم

  • #2
    رد: رب ضارة نافعة .. هل هو كلام حق ؟


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (رب ضارة نافعة ورب نافعة ضارة) هو كلام مأثور منقول عبر تاريخ المتكلمين ويبدو ان ذلك الكلام هو ترجمة لبيان قرءاني

    { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
    وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 216)

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
    فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } (سورة النساء 19)

    كراهة الشيء تؤتى حين يحس الكاره ضررا في الشيء والنافع محبوب عند حملة العقل والقرءان يبين ان (ميزان العقل) في (الكراهة والحب) يجب ان يخضع لمعيار الحكمة ولا ينقلب الحب والكره على الهوى (الاهواء)

    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
    وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } (سورة المائدة 77)

    تذكرة القرءان تدعو الى ترك الاهواء وما يستهوي الشخص الى بناء تصرفاته في وعاء (الحق) لان العقل البشري عقل يميز الضار من النافع بحكمة عقلانية متميزة وذلك من نص شريف

    { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } (سورة القيامة 14 - 15)

    وكل حامل عقل يستطيع ان يقوم بتعيير ما (يكره) و ما (يحب) بمعيار ايماني عندما يكون العبد ساعيا لمرضاة الله خصوصا في زمننا الحضاري ففي كثير من الاشياء المحبوبة (منفعة ظاهرة) في (مأكل او مشرب او ملبس او مسكن او مهنة او اي تصرف) حضاري بدءا من حبة اسبرين انتهاءا لركوب الطائرة وجميعها ذات منفعة ظاهرة وهي محبوبة سواء كانت حيازة لشيء او تصرفات لاشياء مثل متابعة المسلسلات التلفزونية والافلام او الاهتمام بالعاب الكترونية او كرة قدم الا انها اشياء محبوبة ظاهرة ولكنها باطنة السوء واذا اردنا تعيير الكلام المأثور (رب ضارة نافعة) فان الحكمة العقلية الفطرية توجب علينا ان نردف ذلك القول بقول مثله الا انه ضديد في محتواه فنقول و (رب نافعة ضارة) فنحصل على ميزان فكري يوزن (الضار) و (النافع) لمعرفة (الحق) في ذلك القول فهو اذن كلام حق اذا استكمل

    رب ضارة نافعة ورب نافعة ضارة


    المكروه والمحبوب كمعيار يجب ان يتقدم على معيار الضار والنافع ذلك لان المكروه والمحبوب هو الذي يحدد مسار الفكر في تحديد الضار والنافع فشارب الخمر يحب شرب الخمر والمؤمن يكره شرب الخمر وكثير من البخلاء يكرهون تزكية اموالهم وهكذا نرى ان التمسك بالضار والنافع وتعييره يتعلق بكبح جماح المحبوب والمكروه اولا ووزنه وزنا حكيما لانه يحمل (الهوى) ومن تبع هواه فقد ضل وتردى

    { فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا
    وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى } (سورة طه 16)

    بعد تسوية (المحبوب والكروه) في العقل ومعرفة الحق في المحبوب والحق في المكروه يتجه حامل العقل الى تعيير الضار والنافع واهم معيار يجب ان يراه في الضار او في النافع هو (معيار الزمن) فلا ينظر الى منفعة ءانية بل يرى المنفعة الدائمة وليست المؤقتة فشارب الخمر يستفيد من منفعة ءانية فيحصل على استراحة عقل من جرعة خمر الا ان صحة جسده تتدهور عبر الزمن !! ومثله كثير من الممارسات الحضارية النافعة بمظهرها الضارة بعد زمن من استخدامها كما نراه ونلمسه من الامراض العصرية المتزايدة

    علينا ان نقلب ميزان تلك المقولة لنكون اكثر حذرا في زمننا المعاصر

    رب نافعة ضارة ورب ضارة نافعة

    السلام عليكم


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X