دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف



    صورة

    رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف



    -1-

    مقدمة وتمهيد


    لا يوجد ما هو أكثر متعة عند الإطلاع على أحداث وبحوث الظواهر الكونية ليراها الباحث منا فجاءة حين قراءة القرءان وتدبره كرءيا (عقلية) تُنسج أحداثها في داخله بومضة زمن كلمح البصر ليس هناك نشوة أكبر بالنسبة له إلا أن هذا الإنعكاس الداخلي والذي كان يعتقد أنه منفصل عنه ليس إلا بداية الإنعكاس العام الذي سيضيء الباحث نفسه فيسعى إلى تكوين ذاته وإعطاء حجة لحياته ومعنى لوجوده وواضح أنه لا يستطيع أن يعطي هذا المعنى بمفرده فهذه المتعة سرعان ما تتحول إلى شعور بالعجب والإنبهار والناتج من وحي خفي يتلقاه كل ذي عقل ويقول له تواضع فلن تعرف كل شيء فهو شعور يجمع بين الرغبة في المعرفة وإدراك المرىء بأنه ليس في وسعه أن يعرف أو يعلم كل شيء هو دهشة دائمة إن لم تُكبت أو تُخدر هو شعور يسلم بالعلم والمنطق ثم لا يلبث أن يتعداهما وينساهما...ففي دخيلة كل منا شعور بالغبطة وتسليم بالأشياء التي نستطيع أن نعرفها ونعالجها فعقلنا يريد أن يحيط بكل شيء ولكنه يدرك أنه لا يستطيع إلى ذلك سبيلا هذه هي المفارقة!...إذ ينبغي للمعرفة أن تعرف حدودها فهناك نوعين مختلفين من الحدود المفروضة على المعرفة البشرية أما الأول فهو نوع يفرضه البشر أنفسهم وأما الثاني فأصيل في تركيب العقل وصلته بالكون الذي نعيش فيه وهي حدود ملكاتنا العقلية وقدرات حواسنا على الرصد والتحليل والإدراك...فالعقل البشري قد أعلن في البداية وجود حواجز وفواصل مطلقة في هذا العالم ثم حاول سواء عن طريق الحدس والتعيين المباشر أو سواء عن طريق التفكير والإستدلال والتجربة أن يتجاوز في معرفته تلك الحواجز وهذه الفواصل فربط بالفكر ما كان يظنه مجزءا أو منفصلاً في الوجود وكانت النتيجة صراعاً دائماً تنتصر فيه الوحدة أحياناً وبصعوبة فيصبح الواحد وما يحتويه من أجزاء لغزاً غامضاً وتنتصر الكثرة أحياناً أخرى فتظهر التساؤلات عن أين توجد روابط هذه الكثرة ومن يتحكم بها وكيف ولماذا تحدث؟!...وتربو الأسئلة وتزداد صعوبتها والحاجة في الإجابة عليها مما يعكس مدى قلّة المعرفة التي توصلنا إليها بالمقارنة بما نجهل وحتى هذه المعرفة المتاحة يتم التشكيك في صحتها دوماً وبشكل مستمر!...ولكن بين الوحدة والكثرة بقي لغز العقل نفسه بلا جواب كيف نشأ أو كيف يُنشأ ومن أين يأتي وإلى أين يذهب؟!...

    من تلك المقدمة المختصرة جداً وتلك التساؤلات القديمة الجديدة تظهر لنا الصعوبة في تناول موضوع العقل خاصة عندما ترتبط بمحاولة تأليف أو كتابة بحث عن ماهية أو ما هو العقل وطريقة إصطناعه ذلك لأن هذه المنظومة بالتحديد هي التي تدخل في إطار كتابة هذا البحث أثناء وقبل وبعد كتابته...فكيف يمكن للمرىء أن ينأى بنفسه عن هذه المنظومة في وقت تكون فيه أداته ذاتها التي يستخدمها في البحث هي موضع الدرس نفسه؟!!...

    ومن جهة أخرى إذا تجاوزنا تلك الصعوبة سرعان ما تظهر لنا صعوبة أخرى وهي صعوبة توصيل الأفكار ونتائجها الجديدة حين القراءة ومدى تقبلها من قبل الطرف الأخر فأن تكتشف وتكتب لنفسك شيء وأن تحاول أن تبينه للأخر شيء ءاخر تماما فمن الممكن عقلياً إمتصاص الأفكار السطحية أو التقليدية وما تحمله من مفردات تعبيرية أما فيما يتعلق بالأفكار المثيرة والتي تتطلب من الناس إعادة قراءة وتنظيم قوانين وصورة الكون في ذاكرتهم أو خيالهم فإنها تثيرعداوات مريرة حتى من أقرب الناس ولعل مسيرة الأنبياء في القرءان وخصوصاً صاحب الملة الإبراهيمية أوضح مثال على ذلك!...فمعظم الباحثين والقارءين لقرءان الكتاب ضمن ذاكرة ميتة مسبقة ومشبعة بالتجسيد العجول وبما ألقاه السامري يجدون صعوبة هائلة في تقبل أبسط الحقائق إذا أرغمتهم بالدليل على الإقرار بخطأ ذاكرة المفاهيم التي إعتادوا أن يشروحها لغيرهم بسعادة والتي لقنوها لهم بيقين وتتداخل ونسيج حياتهم خيطاً خيطاً...فـ لقوم تُبع أو للبشر بشكل عام عادة معروفة على مر العصور ألا وهي تعميم ما يألفونه تحت شعار المنطق البديهي وهذا ما ألفنا عليه ءاباءنا ورفض ما غير ذلك من الأفكار المخالفة بدعوى ما سمعنا بهذا في الأولين أو في الملة الأخرة إن هذا إلا إختلاق...فعلى ذلك على المرىء أن لا يتعجل برفض أفكار البحث لمجرد عدم تقبل عقله لها مرحلياً وهي نصيحة لا أحسب من تعود التواضع أما عظمة الكون وخالقه بحاجة اليها وأن يتذكر دائماً أن...لو كان البحر مداد لكلمت ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمت ربى ولو جئنا بمثله مددا...

    ورغم تلك الصعوبات سنحاول فمجرد الدخول إلى كهف العقل المجهول وإضاءة بعض ظلماته يعتبر إنجاز في حياة أي واحد منا ولكن قبل أي شيء ما هو العقل وما هو منشأه التكويني ليس لنا إليه سبيل الأن إذ ذاكرتنا الفطرية مشوهة ومعوقة أو لنقل أنها في طور الإصلاح...أما كيف يتم إنشاء العقل (إصطناعه) وكيف يعمل وتضبط إعداداته وروابط سعيه في جميع مستوياته السماوية قبل أو أثناء تمثيلها في المستويات الأرضية الدنيا والمرتبطة بدورها بالمراحل الزوجية لخلق وموت وحياة الخليفة وكل ما (يتولد) من هذه الزوجية خلال سعيه (مع التأكيد أن قبل وبعد لا علاقة لها بطريقة إدراكنا أو وعينا للزمن التسلسلي التعاقبي)...هذا ما سنتحدث عنه في هذا البحث ونحاول أن نجيب عليه وذلك بالربط بينه وبين كامل موضوع سورة قرءانية تحمل مسمى الكهف ومن خلالها سنحاول أن نتعرف على ماهية الكهف وما هي الأحداث التي تحدث في داخله وكيف ومتى تحدث والتي يمكن مقدماً أن نختصرها بهذا التساؤلات...


    كيف يرتبط عقل العالم الميت بعقل العالم الحي ضمن وعاء عقلي وبيولوجي واحد؟!...وكيف يتم تنظيم أو توقيت هذا الترابط؟!...وكيف يتم إدراك الزمن من خلال هذا الترابط؟!...

    وكان من المفتروض ذكر مثال مطول كمقدمة تُعقل من خلاله محطات البحث وتشكل سياق واضح له تساعد القارىء على فهم مفاصله ولكن لضرورات طارئة تم تأجيل المثال لنهاية البحث ليكون كخلاصة تطبيقية له وعوضا عن ذلك سنضرب للقارىء الفاضل مثال سريع ليقترب رشدا مما نحن مقبلين عليه فلو نظرنا إلى الجسد البشري سنجد أن أساس عمله يعتمد على إيقاعات دورية تنظم سعيه فهناك الإيقاعات الكبيرة كـ النوم واليقظة والسير والأكل والشرب والهضم وغيرها الكثير من إيقاعات وإنفعالات عقلية كالخوف والغضب والحزن والفرح وهناك إيقاعات متوسطة كالتنفس وإيقاعات قصيرة كنبض القلب وإيقاعات قصيرة للغاية كالتفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الخلايا وما هو أعمق من ذلك كإيقاعات إنقسام الحمض النووي وإنتاج الخلايا الجديدة إذ تمتلك كل واحدة من هذه العمليات مؤقتها الخاص والمرتبط بدوره بما فوقه من مؤقتات...فلو نظرنا لنشاط الحمض النووي سنرى أنه يتحكم بإيقاعات سعي مادية بعيدة المدى بدءا من نمو الأعضاء وإستوائها إلى نشوء أسنان الطفل والعوامل الأخرى المرتبطة بالبلوغ إلى أحداث أبعد تتعلق بالعوامل الوراثية مثل الصلع وسن اليأس وبداية مرض مزمن يتطلب سنوات للتطور...فكيف يتمكن جسدنا والحاوي لتلك الجينات من ضبط إيقاع هذا السعي والذي يشمل مقاييس زمن قصيرة للغاية مثل مللي ثانية أي جزء من الألف (وهو الزمن الذي يتطلبه حدوث تفاعل كيميائي داخل خلية ما) وعلى إمتداد سبعين سنة كمتوسط للعمر أو ربما أكثر...فأمر هذه الكيفية لا يزال لغزاً بالنسبة لنا وللكثيرين كـ خلفاء في الأرض ولكن قرءان الكهف بأحداثه يبين لنا بشكل عقلي كيف يتم ذلك!.

    لذلك علينا أن نكون على وعي تام أن أحداث الكهف وحوارته بل أحداث القرءان ككل هي ليست حوارات شفوية بل حوارات عقل (قولية) مسطورة بلسان عربى مبين لها تمثيل مادي في مكنون الكتاب المنشور والذي يحدث ما فيه كله دفعة واحدة وفي ترابط تام ولذلك أزعم أن هذه الأحداث لن تُعقل ما لم نعقل ميقات موسى الثلاثي المزدوج بجميع مقوماته وهي أحداث متزامنة في الأن أو الحاضر الدائم وليست متعاقبة فيه وإن كانت القراءة الأولية توحي بالتعاقب ولكننا لن نعرج على الميقات فهذا يعني فهم قرءان الكتاب كاملا بل سنكتفي بما تيسر منه والإشارة اليه بذاكرة عابرة لعلها تحدث لنا ذكرى في أقلام لاحقة.

    فما اكتشفته ان الميقات مربوط بكل احداث قرءان الكتاب ولا يغادر صغيرة او كبيرة الا احصاها...فهذا الميقات هو الذي أوصلني لسورة الكهف وأحد الأسباب الرئيسة التي دعتني لدخولها فقد كنت احضر لبحث متواضع يبين كيف نلتقي نحن والقرءان على أرضية مشتركة أي كيف نتلقى القرءان نحن الآن وكيف تلقاه الحامل الأول صلوات الله عليه وذلك عن طريق فهم وعقل ءالية عمل ما أسميته (خوارزمية السموت والأرض) وقد قطعت فيه شوطاً من عدة أشواط وأنا أسير بمعية بنى اسرءيل وفي هذا السير تفرع البحث كثيراً وظهرت عثرات وفجوات ما زالت لم تملء أو تردم إلى الآن بفعل ما في نفسي وبفعل حرج السؤال وإرهاق الحاج عبود تارة وبفعل لعل الله يحدث بعد ذلك امرا رغم أن الحاج عبود جزاه الله عنا كل خير لم يقصر ففي كل مرة يجزل العطاء ويمدنا بالذكرى النافعة إلى ان وصلت الى محطة وانا اتبع موسى في سيره لم اعد احتمل الوقوف فيها لكثرة تشعبها ولهول الاسقاطات التي تحتويها ولا يمكن لبشر واحد أن يعالجها وتملكني شعور باليأس والضياع والتشتت بكل معنى الكلمة رغم إمتلاء ذاكرتي ببيانات ومعلومات كثيرة ولكن لم أكن أعلم كيف أرتبها وأربطها معاً...فلقد أعياني حقيقة ميقات موسى كي أقلب بعضاً من محطاته وأربط القليل من أحداثه ولا يكاد المرىء يظن أنه قد بدأ يفهم استبراقات البرق وحُلله الخضر حتى يأتيه الرعد بصوته وءاياته فيصعقه ويشحنه من جديد ويقول له إقرأ وأبدأ وأعد فلم تعقل الميقات بعد أو تظن أن تقول ءامنت ولم تُفتن!...

    ولكن ما بعد العسر إلا اليسر إذ فجأة أخذت صورة الأحداث تترابط وتبزغ شيئاُ فشيئاً (وهي صورة لا تزال تعذبني بمرواغتها) فمن خلال ثلاث مكونات مادية جامدة وحاضرة أغلب الأحيان في بدايات كل قصة موسوية (جبل/صخرة/حجر) بدأت مخططات البناء العقلية تتشكل بناءا على فروع شجرتها القرءانية والتي أصبحت بالنسبة لي كبوصلة ثلاثية التوجيه إلى أن تطابقت مؤشراتها وإجتمعت أصول فروعها في الكهف معلنة بداية رحلة الكشف وإنشراح الصدر وتيسير الأمر!...وأخص بالذكر محطة الجبل فهو علامة الميقات أو التوقيت إذ يعتبر صفة مفصلية في قصص موسى وينبني عليه جميع أحداثه وقلة من القراء توقف عنده لينظر كيف يستقر بالرءيا رغم أنه هو محطة الوصول وسر العلة الأعلى وتجميع فرقان ءاياته سيمكننا من فهم علة موسى كـ كتاب وإسم لنرى ءايات ربه الكبرى ولذلك على القارىء أن يتحلى بالصبر الجميل فالرحلة طويلة وشاقة ولن تُعقل أولى محطات الكهف إلا حين الوصول لاحداث مجمع البحرين!...

    ولعل القارىء الكريم يلتمس لي العذر بعدم إدراج الكيفية التي أدت لعقل شجرة تلك المخططات الأن في البحث وربما في المسودة الثانية نذكر بعضاً منها وذلك لضرورة معالجتها وتقليمها بشكل جيد أولا ولعدم إكتمال مراشد البحث ثانياً إذ ما زلنا في بداية الهدي ولكن سأشير لنقطة أساسية تهم كل باحث في قرءان الكتاب إذ هذه المخططات نفسها التي تشكلت والتي بدونها ما كنت لأجرؤ على سلوك هذا الطريق سرعان ما أدت إلى إكتشافات أجبرتني على تغييرها أو التعديل عليها أو لنقل على تقليمها إذ هذه المخططات تتطور في الوقت الذي يتطور فيه المخطط العام العقلي بحيث أن جميع هذه الحوادث التي تؤلف خلايا وجسم الموضوع القرءاني (المراد بحثه) وكل تغيير في التفاصيل يمكن أن يكون لها إنعكاس على مجموع التركيب ككل وكلما إستطعنا ربط مجموعة أكبر من الأحداث كلما تغير فهمنا للحدث موضع البحث ولكننا لن نستطيع قط التوصل إلى فهم كامل له لأن الأحداث كما أسلفنا تنشأ معاً في تواقت وبشكل تزامني حين قضاء الأجل والأجل المسمى لذلك ينبغي علينا أن نميز الفوارق بين الحقيقة النظرية المكتشفة حين القرءاة والتعليل أو التفسير الذي يبينها فعمل كل باحث عن الحقيقة يشمل ناحيتين إحداهما الكشف عن الحقائق والثانية وضع صورة عقلية أو نظرية تفسر الحقائق مجتمعة مع حقائق أخرى معروفة أو تم التوصل لإكتشافها وتربطها معاً ضمن سياق واحد ولكن علينا أن نعي وندرك أيضا أن كل تفسير إنما هو تفسير لا يدوم فليس هناك تفسير نهائي ما دام خلق الكون في تغير مستمر فكلما حاولنا أن نأتي بمثل نفسر من خلاله مجموع الحقائق إلا جاء القرءان بالحق وأحسن تفسيرا...لذلك على الباحث أن لا يحسب نفسه عالماً بما أنتجه من فكر مرحلي بل على العكس يمكن أن يستمر في القراءة ويحاول الوصول إلى أحسن تفسير وتأويل رغم أنه يعلم أنه متورط في عملية إنتاج دلالة لا يمكنه السيطرة عليها بشكل كامل فهي عملية حية وفي حالة عمل دائم حتى في اللحظات التي يقوم فيها الباحث بإنتاج أفضل صياغاته وأوضح كشوفاته.

    وقبل أن أختم هذا التمهيد سيلاحظ القارىء الفاضل خلال البحث حضور ملفت ومكثف لمذكرات الحاج عبود والتي سنقتبس منها تارة ونُحيل إليها تارة ونبني عليها تارة أخرى وستصاحبنا وترافقنا في أغلب محطات هذه الرحلة العقلية إذ ستوفر لنا مرابط رصينة تعيننا أثناء التذكر وتختصر علينا الكثير والكثير من البيان فما نحن مقبلين عليه مبني على قاعدة بيانات هذه المذكرات لذلك أرجوا أن لا تُفهم هذه الإقتباسات على أنها هروب أو فرار من عدم تحمل المسئولية ورميها على كاهل الغير بل على العكس فالإقتباسات والتي سيتم الإستشهاد بها من وجهة نظري أراها ترتكز على مخزون هائل من الذاكرة المعاشة ويكمن خلفها منهج فطري رصين قائم على صحبة ذاكرة القرءان لأكثر من عقد والمقرون بتلك الذاكرة ذي الذكر وليست مجرد نتاج معارف منقولة دون أن ننسى بعضاً من الجانب التطبيقي الذي قام ويقوم به الحاج عبود لذلك سيعاد توظيف تلك الإقتباسات داخل بنيان وسياق مقصود عقلياً يساعد القارىء على ربط البيان دون أن يشتته.

    ونقطة أخيرة ففي بحثنا لا نسعى لـ إقناع الأخر بل تذكيره بما تحمله ذاكرة القرءان من ذكر فيه ذكرنا فحق المرىء في البحث هو غير حقه في الإقناع فمن شاء ذكر ومن شاء هجر ونفر وإرادة الله ومشيئته أكبر من الجميع لذلك ما سأنشره ما هو إلا جهاد في سبيل الله الهدف منه اظهار شهادة لما في قرءان الكتاب من بيان وما تيسر منه وعدم كتمه عن الناس من جهة ورد الجميل باحسن منه واكراما للحاج عبود ومواساة له في مسيرته التذكرية من جهة أخرى وانه ليس وحيد على طاولة البحث فهناك من يتلقف ويدرس ما يبثه من بيان مذكر...وعلينا أن لا ننسى في نفس الوقت أن تاريخ البشر يثبت أن العقل غلب دائماً أولئك الذين يحاولون أن يقيدوه أو يسجنوه أو يقضوا عليه بذاكرة محددة وقد بذلت هذه المحاولة مرة بعد مرة وأخفقت في كل مرة وستستمر وسوف تخفق وسيظهر دين الحق وءاياته وكلماته في الأفاق و الأنفس ولو كره الكافرون والمشركون ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون...

    نؤكد ان المعالجة التالية لا تندرج تحت انشطة الفكر التفسيرية فجهدنا الفكري لا يفسر القرءان بل جهدنا انما يطرح معالجة تذكيرية تنتقل من عقل لـ عقل على شكل (ذكرى) فيها دعوة لسبيل الله ولن تكون على شكل (معرفة مكتسبة) والفرق بين الوصفين يكمن في ان النشاط التفسيري قد يشرح حالة روائية كانت سببا في نزول الاية وانها تخص قوما كاليهود او الكفار ومنها تستقى (عبرة) يؤرشفها طالب المعرفة في كيانه العقلي الا ان اقامة الذكرى تؤتى من خلال تطبيق النص على حالة مرئية تعيش مع حامل القرءان لتتحول الذكرى الى دستور عقلاني مرتبط بـ (الذكر الحكيم) يتفعل مع المتذكر في حالات كثيرة وليس حالة واحدة او بضعة حالات لها وصف معرفي مكتسب من اهل التفسير بل تنتقل الذكرى الى مجمل الحالات المرئية وتتفعل يوم قراءة القرءان فيعالجها عقل المتذكر استنادا الى دستورية قائمة في عقله نافذة بين يديه .. تلك هي مهمتنا في الدعوة لسبيل وفيها امر تكليفي ملزم ولن تكون تبادل معرفي منجمد الابعاد !!

    الملفات المرفقة

  • #2
    رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نقف لكم وقفة احترام وننحني لكم انحنائة تقدير على ما جاد به قلمكم الرشيد ونغبط انفسنا حين نشعر ان المعهد سيكون فيه رجال عاهدوا الله { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ } ونحن نعيش زمن التحزب في كل شيء ونحتاج لامثال قلمكم الحر في استمرار هذا المد العلمي الغريب على الناس وعندما يأتي وعد الله { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } نشعر بالطمأنينه كلما نرى لهذا المعهد اعمدة تحمي سقفه من السقوط بعدنا

    مساهمة منا في وصف عام لـ ءاية الكهف فهي :

    قانون عقل : { فَقَالُوا رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }

    قانون فيزياء الفلك : { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ }


    قانون يخص القوى : { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }

    قانون عضوي في النوم والشيخوخه : { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }

    قانون يخص عنصر الزمن :{ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ }{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا }

    ءاية الكهف تحمل مرابط مهمه مع خلق الانسان (الكلب) { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } و (الورق){ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ }

    رياضيات رقمية : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءايَاتِنَا عَجَبًا } { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ }

    العجب :
    كَانُوا مِنْ ءايَاتِنَا عَجَبًا .. لفظ عجب في علم الحرف تعني (قابض نتاج فاعلية احتواء) فهي ءاية ان تفعلت على مسطح علمي تقبض نتاجات فاعله لاحتواء القوانين اعلاه (عقل .. فيزياء .. فلك .. فيزياء قوى .. بايوفيزياء عضويه .. النوم والزمن .. وظيفة الكلب والعملة الورقية .. ورياضيات رقميه لتطبيقات القوى )

    نتمنى لكم التوفيق الالهي في البحر الذي ابحرتم به { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }


    السلام عليكم


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

      -2-
      نسيج ذاكرة الكهف

      يمكن أن يكون الكهف كما هو في الخيال العقلي بشقيه التراثي والعقائدي خاص بسبعة فتية مسيحيين فروا من قومهم ويمكن أن يكون كما كتب أحد الباحثين عبارة عن رحلة في الفضاء تجري في المستقبل كما هي أفلام هوليود ولكننا لن نمشي مع هذه الأقلام أو نبني عليها بل سنبقى مع رحلة الخلق الخاصة بالنفس الواحدة والتي أحد منتاجتها الإنسن وعقله...ولذلك وقبل أن نبدأ يجب أن ننوه ونذكر مرة أخرى إلى طعام ونوع المائدة التي سنقوم بتهيئتها لرحلتنا فهي لن تكون مائدة للوعظ والعبر او لعقيدة معجزات قوم تُبع أو السمر الفكري وغيره من مقاصد لا تُسمن ولا تُغني من جوع فلا حاجة لنا في هذا الطعام وهذا الزاد بل ستكون مائدة لعلق العقل وربه الذي خلق أي أنها ستكون حصراً رحلة في الخلق وصناعة العقل كما أسلفنا وكما هو عهد هذا المعهد وإمامه...ولن نتناول أحداث سورة الكهف كما جرت العادة بتقسيمها إلى أحداث متفرقة ليس بينها رابط ولكننا سنأخذها نفس واحد وسنتناولها بمحطات يربط بينها القارىء (أي قارىء) والمقصود بهذه الأحداث والمراد أن يبخع نفسه على ءاثارهم كما فعل القارىء الأول والذي نرجوا أن نكون على خطاه...


      في رحلتنا هذه نحتاج إلى ثلاثة أشياء الذاكرة والعقل والبراءة...فالذاكرة تُمكن القارىء من الإحتفاظ بجميع أسواق العناصر المهمة وعدم نسيانها عند التأويل والعقل المرتبط بالفكر والتدبر والتبصر والفهم يُمكنه من إدراك نوعية العلاقات القائمة بين العناصر ذاتها وما تحمله من بيانات والبراءة المرتبطة بالإعتزال التي تقودنا للملكوت ومن ثم الهداية لمكنون خلق النفس الواحدة ضمن المنهج والملة الإبراهيمية...


      وأن أتلوا القرءان فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) النمل


      ورد اسم موسى 136 مرة وورد لفظ ابراهيم 69 مرة وتلك الكثافة في القرءان ترتبط بكثافة ذكر فرعون الذي ورد في القرءان 74 مره مما يجعل من تلك الصفات في الخلق اهمية كبيرة لدى الباحث القرءاني في معرفة تكوينة خلق العقل البشري قبل ان يبحث عن تكوينة الجسد البشري ذلك لان العقل قبل المادة في سنن التكوين وبما ان العقل هو مقود الجسد فان معرفة تكوينة ابراهيم العقلانية تتقدم سبل البحث في خلق الله وسبله وهنا وصف الهي لابراهيم (العقل)

      {
      وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة البقرة 130(


      أحداث برنامج إصطناع العقل يمكن تلخيصها وقلبها ضمن ثلاث مستويات..


      المستوى الأول يقرأ تحت ذاكرة مستوى تخليق النفس الواحدة ووهب الحيوة لها...

      المستوى الثاني يقرأ تحت ذاكرة مستوى موت النفس واسترجاع ذاكرة الحيوة منها...

      المستوى الثالث يقرأ تحت ذاكرة مستوى زوجية الموت والحيوة...

      وكل من تلك القراءات يمتلك ستة مراحل لسبع مستويات مجتمعة ومتداخلة وتحدث تسويتها وقيامتها في ومضة زمن وبشكل دائم في المستوى السابع تُشكل بمجملها برنامج خلق الإنسان وسعيه الذي سوف يرى...
      فمن أراد أن يقرأ الكهف وهو في بحر زمن الفلك له ذلك ولكن عليه أن يعي إرتباطات عمله التي دخلت في زمن الموت ومن أراد أن يقرأ الكهف في بحر زمن الموت له ذلك وعليه أن يعي إرتباطاته الباقية من عمله في زمن الفلك ومن أراد أن يقرأ الكهف وهو في الأمة الوسط ويكون شهيداً على الناس في زمن مجمع البحرين فله ذلك ولكن عليه أن يجد عبده الصالح...فالكهف في أي زمن سعي تريد أن تقرأه يعطيك الهدي فهو محيط برنامج الإصلاح إن كان بشير أو نذير ولكن عليك أن تتلوا ما اوحي اليك من كتاب ربك والذي انزل على عبدك بالحمد...

      قراءتنا تنحو نحو ذاكرة المستوى الأول وان كانت لا مناص تعرج على بقية ذاكرة المستويات فالأمر كله متداخل ومتشابك ومترابط ومتواقت ولكننا سنحاول قدر الإمكان البقاء في ذاكرة المستوى الأول وأبعاده الربوبية فهو الأساس التبادلي في قراءة علق الـ إنس وإنس...


      بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسن من علق (2) العلق


      ولا بد قبل الولوج لأحداث الكهف أن نفهم ونعقل الزمن ومشتقاته فهو الأس الأعلى لـ العلق وهنا ذاكرة وفي داخلها حزمة روابط لأبحاث مكثفة تفي الذكرى حقها...


      الزمان وذاكرة الخلق


      في هذه الرحلة الخاصة سنعرج على أكثر من سورة لنربط ونرتل ذاكرتها كي نرى الأحداث من بعيد ونحن نأوي إلى الكهف وبطبيعة الحال لن نستطيع أن ندخل الكهف لنؤمن بحديثه ومحطاته دون أن نفهم معنى إسمه فبدون تعليم صفته أو علّته الغالبة ستبقى غايتنا مقبوضة بالغيب ولن نلتمس نور الهدي فإسم السورة هو عنوان موضوعها العضوي ودليلها المكثف وتمثيل تجريدي شامل لها إذ
      يتيح للقارىء الباحث انتقاء اطار مرجعي لتأويل البيانات التي يحويها هذا الموضوع ويقدم له سياقاً يسهل الترسيخ في الذاكرة واسترجاع تلك البيانات ومن ثم ربطها ضمن نواة عقلية واحدة...ولتعليم صفته لا بد لنا من نسج خيوط لذاكرة تُعيننا على التعليم وهذه الذاكرة ليست من خارج قرءان الكتاب بل من داخله وضمن قوانينه كي لا نقع في الفحشاء والمنكر ونحن ننسج ونقيم روابط صلاتها لنعلل ونحسن الصنعة...


      واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلمته ولن تجد من دونه ملتحدا (27) الكهف


      وفي العنكبوت نفس الأمر....


      اتل ما أوحى إليك من الكتب وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
      (45) العنكبوت


      فالتلاوة هي فعل إحتواء الناقل أي فهم وإستيعاب معامل وصلة الربط والذي يبدأ من مستوى الأية (الحرف) إلى مستوى الكلمة إلى مستوى الجملة إلى مستوى السورة إلى مستوى القرءان إلى أن تقشعر ثم تلين جلودنا وقلوبنا لذكر الله وتتشكل عندنا وسيلة محتوى هذا الناقل أي (رتل)...


      ما هو : الفرق بين (تلاوة ) الآيات و (ترتيل ) الايات


      فلا بد إذاً من العودة لما أوحى إلينا من قرءان الكتب قبل أن يتم إنزاله في الكهف...فكل ما في الكهف يتلو الإسراء وما قبله وكل ما في الإسراء يتلو النحل وما قبله وكل ما في النحل يتلو الحجر وما قبله وهكذا إلى أن نقيم صلوة ذاكرة كل السور ككل وهذا يحتاج لطائفة ذات ذاكرة قوية وهمّة عالية وجهاد في الربط والتتبع ورمي الأقلام والسطور لذلك لن ندخل سورة الإسراء لنقف عند كل ذاكرة أو كل ءاية وءايات ولكننا سنكتفي بالقليل من التلاوة والترتيل لعقل ذاكرتها وسنقف عند محطات معينة قليلة تُذكرنا بموضوعها والذي جعل من سورة الكهف تال لها دون أن ندعي الإحاطة بكل مفاصل عللها وأحداث أخبارها إذ في ذاكرة سورة الإسراء بلاغ مبين...


      ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا (36) الإسراء


      ومن أهم المذكرات التي عالجت بعض من ذاكرة سورة الإسراء موضوع....


      بني اسرائيل صفة في التكوين ..


      وأيضاً جميع مذكرات مسلسل...


      العقل والسماوات السبع (7-1)...


      ومذكرات مفهوم (النفس) والتي تمت معالجتها في بحوث كثيرة في المعهد ومن أهمها موضوع...


      رؤى تطبيقية في مفهوم النفس


      هذا بالإضافة لفهم معنى المسجد الحرام والمسجد الأقصا والكعبة ومكة وغيرها من مسميات وصفات إرتبطت بأحداث هذه الرحلة وهنا ذاكرة مختصرة...


      اما (بطن مكة) فهو لا يعني (حوض مكة حصرا) بل يعني (باطن) صفة (مكة) وهو لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (حاوية تشغيل ماسكة) وهي تمتلك (رابط) بين (المسجد الحرام) و (المسجد الاقصى) وهما موقعين يمثلان (قطبا العقل
      )

      قــطـبـا الـعـقــل

      مسار الاسراء (بناء الاسراء) يمر عبر القطبين التكوينين في موقعين اختصهما الله بخصوصية خلق كما اختص (القطب الشمالي والقطب الجنوبي) لـ (السحاب) وهي الجاذبية التي عرفت في الزمن المعاصر ومثلها لـ العقل قطبان احدهما ايمن والاخر (ايسر) ومن الايسر (اسراء) تكويني فسبحان الذي اسرى بعبده (العقل) من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى مثلما اسرى بعبده (قوى الجذب) من القطب الشمالي نحو القطب الجنوبي لذلك تكون وجوهنا شطر المسجد الحرام اينما نكون في صلاة او ذبح لان في الذبح يستقطب عقل الذبيحة ليكون جسمها غذاء بروتيني خالي من اي علقة عقلية تؤثر في طاعمها ..
      فعل الاسراء هو فعل غير مرئي (باطني) وهو في (بطن) (حاوية تحويه) هي (مكة) ومنها لفظ (مكاء)
      {
      وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } (سورة الأَنْفال 35)


      فالإسراء رحلة حيوة قطبا النفس الواحدة وهي قابضة بما يعبدها لتترقى بالتسبيح بُرءية عقلية وهذا الإسراء تسبيحاً لا يمكن أن يتم دون حمد فهو يحدث داخله...وهي رحلة خاصة لمن يبنى الإسراء أي بني إسرءيل (أهل الكتاب) ذرية من حملنا مع نوح والذين يبنون الاسراء أثناء اسراء العبد تسبيحاً بشكل تكويني أو كما هو مبرمج له...وعربة الذرية يمكن الإمساك بها بهذه الذاكرة...


      ذكر في القرءان لفظ (بني اسرائيل) قرابة 40 مرة

      لفظ (بنو اسرائيل) ورد في القرءان مرة واحدة
      لفظ (اسرائيل) ورد في القرءان في موقعين فقط في ءاية (ما حرم اسرائيل على نفسه) والثاني في

      {
      أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءايَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } (سورة مريم 58)

      فالقرءان فصل بين ذرية ابراهيم وذرية اسرائيل في النص اعلاه وفي نص ءاخر

      {
      وَتِلْكَ حُجَّتُنَا ءاتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)
      وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ ءابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (سورة الأَنعام 83 - 87)

      في تسلسل الـ (ذرية) الوارد في النص اعلاه لم يذكر اسرائيل بصفته من ذرية ابراهيم وقيل فيه ان اسحاق هو اسرائيل رجما بالغيب وقال ءاخرون ان يعقوب هو اسرائيل الا ان (بيان النص) وضع عيسى بصفته من (ذرية ابراهيم) والقرءان يبين لنا ان عيسى ليس له اب !! رجرجة الفكر في تلك البيانات يتبين ان القصد الالهي ليس في (ذرية النسب) بل في (ذرية الصفة) حين ترتبط بالعنصر البشري

      { وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (سورة المؤمنون 79)

      في منطقنا نرى بوضوح كبير كيف ابن النجار يكون نجارا وكيف ابن البناء يكون بناءا فهي ليست (ذرية جينات) بل هي (ذرية صفة) ندركها بعقولنا ونراها باعيننا .. لفظ (ذرأ) في علم الحرف القرءاني يعني (مكون سريان حيازة وسيله) واذا ثبت عند الباحث ان (الوسيلة) هي (خلق) فـ الانسان لا يخلق وسيله بل يمسك بها فلكل وسيلة (ماسكات) خلقها الله في خلق الوسيلة

      {
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (سورة المائدة 35)

      فيكون الترشيد الحرفي لـ لفظ (ذر) هو (وسيلة سريان حيازة) وتلك يمكن ان تكون في (الجينات) وفي غير الجينات فالمهنية التي تنتقل من الاب لابنه هي (سنة خلق) ومنها (ذروة) ونحن نفهمها (حالة قصوى في سريان الحيازة) في كل شيء فـ الذروة من جذر (ذر) ويمكن ان ندرك المقاصد الشريفة المبينة بلسان عربي مبين ولعل اكبر دليل قاطع في القرءان في ما ورد فيه ان (عيسى) من ذرية (ابراهيم) وهو ابن امه



      والتسبيح والإيتاء أيضا هو تزامني وليس تسلسلي أو تتابعي فاثناء الإسراء مربوط بإتيان الكتاب لموسى وجعله هدى لبنى اسرءيل فهو من ذرية (عقلانية) نوح ومعه أسماء أخرى أُنعم عليهم...


      ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمن وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين (84) الأنعام


      فموسى هو الذي تم إتيانه الكتاب وتسع ءايات في أسواق هذه السورة من بعد أو أبعاد إهلاك القرون الأولى...


      ولقد ءاتينا موسى الكتب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون (43) القصص


      وبصائر للناس الناسين من بنى إسرءيل وهم المذكورين في نهاية الإسراء والمرتبطين بـ ءايات موسى التسع أي المحتوى التكويني للحيز الذي يسعى فيه موسى من خلاله...


      ولقد ءاتينا موسى تسع ءايت بينت فسئل بنى إسرءيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنى لأظنك يموسى مسحورا (101) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموت والأرض بصائر وإنى لأظنك يفرعون مثبورا (102) الإسراء

      { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ } (سورة القصص 43 - 44)

      النص الشريف يبين مفصل من مفاصل الحراك العقلي الممنهج خلقا الهيا عند بني ءادم ففي الاية الشريفة تذكير ان البيان فيه (بصائر للناس) وهم الناسين ليبصروا ويتذكروا وفيه هدى ورحمه (لعلهم يتذكرون) ولفظ لعلهم تعني (مشغل علتهم) التي في حيازتهم لـ يتذكروا فالكتاب (مأتي) بشكل تكويني (خلق) يؤتى لموسى العقل (المستوى العقلي السادس) وهو وعاء خلق مؤهل للتذكره وحين يحتاج العقل لتذكرة في شيء محدد او مشغل علة بحاجته انما يتم هلاك الاقترانات السابقه والهلاك يكون سنة عقل فطر عليها الانسان تكوينيا كما سنرى (مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى) فعندما يكون العقل البشري مع ما ءاتاه الله من الكتاب (برامجية الخلق) فان اي مشغل علة (من قبل) مقترنة معه (تهلك) لتقوم مقترنات (من بعد) ومثل هذا نراه مشهودا في العقل البشري عموما فحين صنع الانسان الالة كان يريد ان يوفر حاجاته من السلع بكثرة لـ تخرجه من خانقة الشح في الانتاج اليدوي (مقترنات علة ـ من قبل) فـ هلكت بين يديه مقترنات تنفيذية كثيرة كانت مستقرة عند الناس فهجرها الانسان بعد الالة الصناعية ففي النسيج مثلا هلكت المقرونات ومشغلات علة الصناعة اليديويه وكان الهلاك عباره عن قرار في كينونة العقل البشري ومن ذلك الهلاك المفترض قام العقل الانساني بصناعة ءالة للغزل والنسيج لتهلك بين يديه طرق الغزل والنسيج القديمه لان العقل البشري الموسوي ادرك فاعلية الالة في النسيج فغير كل شيء والذي حصل للنساجين عند التحول نحو الاله كان ضمن وصف (هذا بصائر للناس) فابصروا مشغلات علة مختلفة عن المشغلات القديمه لعلل الغزل والنسيج اليدوي وفي ما حصل من تطور مختلف في صناعة الغزل والنسيج كان حتما في صالح الناس فالملبس كان عزيز جدا يتوارثه الناس بينهم لقلته الا ان تلك البصائر كانت لـ الانسان (هدى ورحمة) فتيسر القماش وحصل رفاه في الملبس مشهود في اجيال النهضة الصناعية الاولى وما بعدها


      وهي تبدأ من ذرية من حملنا مع نوح والمعاد تأهيلها فزمن العقل (الفلك) يصنع صناعة والقائم على هذه الصنعة هو نوح وهي تتم بالأعين والوحي أو روابط الحي ويكون كل طرف مسخر للأخر أي طرف نوح ومن ءامن معه وطرف الملأ من قومه الذين ظلموا أي المغرقون ثم إحسان للوالدين والمرتبط بدوره (بدعوة نوح لوالديه ولمن دخل بيته مؤمناً) لانهم هم الذين ساعدوا في توليد هذه الذرية المحمولة في البحر بقيادة موسى فهو القابض بالعباد جميعاً حين الإسراء بحراً وإغراق فرعون وجنده وهم سبب الأسر...


      ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى (77) طه


      وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون (52) الشعراء


      فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون (23) الدخان


      ءاية الليل ..وبناة الاسراء


      والذي يُشكل بمجمله رابط وحيز الأمر التكويني الساري الذي طلب تيسيره من ربه...


      قال رب اشرح لى صدرى (25) ويسر لى أمرى (26) طه


      والذي يتبعه سياق منة أخرى جاء فيه (ولتصنع على عينى)...(وأصطنعتك لنفسى) والمرتبط بدوره (تزامنياً) بصناعة الفلك بالأعين من قبل نوح!.


      فعندما ترتبط صفة (عبده) بقابض بقصد النقل أو التوجيه (إلى) فهي حصراً بصفة (سبحن)...أي أن التسبيح يكون بقبض صفة (عبده) والذي بدوره مربوط بفعل إيتاء موسى الكتاب...

      بسم الله الرحمن الرحيم سبحن الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذى بركنا حوله لنريه من ءايتنا إنه هو السميع البصير (1)وءاتينا موسى الكتب وجعلنه هدى لبنى إسرءيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا (2) الإسراء


      ولكن ذرية من ... ذرية اسرائيل .. لانه مسريّ به فهو اسرائيل ... وكل عبد مؤمن يسري بفيضه اليسار من المسجد الحرام للمسجد الاقصى يستمر بتلك الفاعلية وعندما يتوفاه الله يتوقف ذلك الاسراء ولن نسمع في القرءان ان الاموات يقيمون الصلاة لان ذلك الحيز يكون (ذرية) متروك ...


      وهذا الإيتاء هو لقضاء وتيسير أمر موسى...


      وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشهدين (44) القصص


      وفي الإسراء هو قضاء لأمرين...قضاء أمر يخص بنى إسرءيل وهو فساد يقع في فاعلية تبادل حيز أرض الكتاب الذي تم إتيانه للموسى حين الإسراء...


      وقضينا إلى بنى إسرءيل فى الكتب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا (4) الإسراء


      وقضاء أمر يخص ربك أنت الحامل لتلك الذرية والذي سيبنى الإسراء عن طريق عبادته والإحسان لمولداتك...


      وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالولدين إحسنا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (23) الإسراء


      فالصورة الأولى هي صورة الإسراء بشكل عام في التكوين والصورة الأخرى هي صورة الإسراء الخاص لمن سيبني الإسراء ويرى ءاياته...فالقضاء هنا هو قضاء موجه للنقل وليس قضاء علّة (وقضينا على بنى إسرءيل) ووكيلا لها بيان في نهاية السورة كما أن بداية الاسراء لها ارتباط بنهاية النحل كما أسلفنا...


      قضينا ... القضاء هو مبادلة نقل الفعل الرابط للحيز الذي خرج من الحيازة ... عندما يقضي القاضي بسجن اللص فان القاضي سـ (يقضي) باستبدال تناقلي للفعل الرابط مع حدث السرقة (تعويض المسروق) من مال السارق لان المال المسروق (الذي خرج من حيازة المسروق) اصبح في حيازة اخرى فيكون الاستبدال .. اما السجن فهو ليس من سنن القضاء الالهي
      عندما تفوتنا الصلاة فـ (نقضيها) ونصليها (قضاءا) وذلك يعني اننا استبدلنا المناقلة للفعل الرابط للصلاة من ميقاتها الى ميقات اخر...عندما يقضي الله امرا فانه يستبدل ناقل الفعل الرابط الذي خرج من حيز الحيازة بفاعلية ربط اخرى

      (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) (الاسراء:4)
      (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) (الحجر:66)

      تلك هي بايجاز كبير مقاصد العقل لتلك الالفاظ وقد استدرجت على هذه السطور وفق منهجية علم الحرف


      فـكل ما يسبح سباحة تبادلية بواسطة عبده سيتم نقله ليرى من ءايتنا وسيكون هو السميع البصير على نفسه في هذه الرحلة وبتلك الواسطة...فـ سبحن الذي أسرى بعبده ليس خطاب تنزيه للخالق بل هو خطاب يخص عقل كل واحد منا يريد أن يسبح سباحة تبادلية...فموسى (الصفة) يسر بعباد الله الأحياء وحياً تكوينياً بواسطة (سبحن) والفاعل هو الذي تبادل السبح وليس موسى...فموسى هو المسئول عن الفاعلية التبادلية لعبادة الله وإقامة صلوة الذكرى بواسطة عبدالله ...


      فاعبدنى واقم الصلوة لذكرى (14) طه


      وبعبده تبدأ من عيسى إذ ءادم هبط ونسي وليس له عزم وينتظر الكلمات لذلك بعبده تدل على عيسى الصفة (كلمة الله) فمثله عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب فهو عبدالله الحى الذي ءاته الكتاب وجعله مباركا ورفعه إليه...
      فموسى يسري بعباد الله أي (مجمل روابط العقل الفاعلة) بواسطة عبدالله عيسى أبن أخت هرون وهذا هو محتوى قوله التكويني والمبارك أينما كان...


      قال إنى عبد الله ءاتىنى الكتب وجعلنى نبيا (30) وجعلنى مباركا أين ما كنت وأوصنى بالصلوة والزكوة ما دمت حيا (31) وبرا بولدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا (32) مريم


      فالعبد وسيلة لقلب مسار النتاج المقبوض أي هو وصلة تحتاج مكون
      أو فاعلية ربط متنحية لقيام الذكرى والتي يمثلها موسى الصفة (فأعبدني وأقم الصلوة لذكري) والتي نجدها تظهر في الكهف كما سنرى حين الإرتداد على الأثار من قبل موسى وفتاه (فوجدا عبدا من عبادنا)...أماعند ترتيل علّة صفة (على عبده) في الكتاب بهذا الرسم تحديداً نرى أنها ترتبط بثلاث صفات (الحمد لله/تبارك الذى/هو الذى) والمرتبطة بدورها بعربة ثلاث أفعال (أنزل/نزل/ينزل)...


      بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا (1) الكهف


      بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا (1) الفرقان


      هو الذى ينزل على عبده ءايت بينت ليخرجكم من الظلمت إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم (9) الحديد


      فالعبد في نظم التكوين هو الذي يقلب نتاج القابض لمولاه أو لـ الله أو لـ الرحمن حسب الصفة التي يُعبّدها وعلى ذلك عليه من يسري بعبده تسبيحاً أن لا يتخذ من دونه وكيلا فهو الذي وكله بذلك ليسبح ضمن قوانينه الأمينة...وعباد الله لهم صفات وأسماء كثيرة في كتابه منهم المخلصين ومنهم المؤمنين ومنهم المرسلين كل حسب وظيفته وسورة الصافات تذكر لنا بعضاً منهم وطريقة صفهم أو تبادلهم لمحتوى فاعلية الصفات...


      ففي الاسراء بنى اسرءيل يفسدون في الأرض مرتين أي يتبادلون فاعلية حيز السيادة مرتين أي يحتوون المرور لهذه السيادة بشكل مزدوج وهذه السيادة التبادلية تتم في الكتب أي وعاء نفاذية الخلق...فالله لا يقضي بالفساد بمعناه السائد بمقاصدنا وانما الفساد في الّسان العربي المبين هو فاعلية تبادل الـ سد أي قلب مسار فاعلية الغلبة أي أنه حاجز إرتداد للصفة الفاعلة وله حكم ووصية...


      الفساد في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا .. الفساد في الارض هو فساد تكويني في (الرضا) ويحدث مرتين ونتيجته ان يكون (علو في الارض) والعلياء الكبيرة في الرضا تعني (علو علة) وهي ستكون (علتان) وليس علة واحدة علة تخص المرة الاولى وعلة تخص المرة الاخرى وصفتهما (الكبر) ... ذلك الوصف هو وصف علمي فالله لا يقضي بـ (الفساد) لان (له الاسماء الحسنى) وان التذكرة القرءانية خاصة في منسك الصلاة وفيها


      { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } (سورة العنْكبوت 45)

      الفحشاء التي تكتنف الجسد له فساد في الجسد من خلال الغبار النيوتروني الذي يسبب الفساد في الجسد نتيجة حراك الارض في فلكها مع الشمس وهي مغنط كبير ضخم يؤثر في محيط الانسان وهو فساد (الاولى) .. هنلك وصف اخر للفساد في الجسد هو (المنكر) وهي جسيمات نووية لا يعرفها الجسد (مستحدثة) من خلال اقتراب جرم او نيزك او خسوف او كسوف او بسبب تدخلات صناعية وموجة ولا يستطيع الجسد التعامل معها لانها غير مؤرشفة في عقلانية جسد الانسان فهي (منكرة) في عقلانية الجسد وهي المرة الثانية من الفساد في الرضا بين الجسد ومحيطه في عجينة الكون المغنطية التي تحيط به وهو اجتماع العلتين (لتعلن علوا) يتصف بصفة الكبر في الكم

      فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

      ذلك الوصف العلمي يحتاج الى قاعدة بيانات مضافة على ما هو منشور في المعهد ونعد بنشره في ميقات يأذن به الله سبحانه لانه من امهات علوم العقل والصلاة وعجينة الخلق (بحر قوى الجب) ويحتاج الى تأمين قاعدة بيان في لفظ (العباد) و (الديار) و (الاموال ) و (البنين) ومعرفة (وعد الله كيف يكون مفعولا) وتلك البيانات ستكون ان اذن الله بقيام ذكراها سلمة بحث متقدم في علوم الصلاة المنسكية
      .

      وهنا ذاكرة لمعالجة أخرى لـ لسان عربة السد...


      المسد هو من لفظ (سد) والسد هو المانع لسريان فاعلية الصفة فيكون (المسد) المفعل لصفة المنع مثله (قص) فيكون (المقص) هو المفعل لفعل القص فيكون في الفهم
      (في جيدها حبل من مسد) في جيدها حبل والحبل هو لمنعها من تفعيل صفتها ... نجد ذلك واضحا عندما يوضع الحبل في رقبة الدابة لربطها فيكون الحبل (مسد) لها لان الدابة تتحرك وتعبث بما حولها ولغرض منع فاعلية سريان صفتها تلك فتربط بحبل ويكون طول الحبل هو (المسد) الذي يسمح لها بالحركة على قدر طوله الذي حدده مسبقا راعي تلك الدابة.


      ولن نضيف الكثير على تلك الذاكرة ونكتفي بالإشارة إلى أن الـ فساد في الكتاب لا يعني فقط صفة تعطل الشىء وخروجه عن وظيفته فهذه تعتبر النتيجة العقلية لنهاية الحدث بل هو قصد لـ صفة تصف سيادة أو غلبة فاعلية على فاعلية أخرى في التكوين بشكل تبادلي وليس شرط أن تكون مقدوحة بل يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية وفي بنى اسرءيل تم قضاءها لتسود مرتين في الأرض تحديداً أثناء الإسراء وإيتاء الكتاب لموسى...وإذا تتبعنا عربة فسد في الكتاب سنرى أهم إرتباط يظهر من خلاله البيان...


      ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموت والأرض ومن فيهن بل أتينهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون (71) المؤمنون


      السماء هي دائرة الصفات الغالبة وهي سبع سماوات ذات غلبة في نشاطها فان تفعلت الغلبة في كل سماء ولم تخضع لعنصري الرضا فان الرضا سوف يمحق (سقوط السماء على الارض) ولن يكون لوعاء الرضا (الارض) فاعلية تذكر لان الله احكم الخلق وامسك زمام الامر ولم يستقيل من منصبه كخالق ويجعل منظومة الخلق تعمل بشكل تلقائي (اوتوماتيكي) بل بيده ملكوت كل شيء فلو ان السماء الثانية (الخلية) تفعلت في غالبيتها فان الارض كلها ستكون خميرة ويسقط الرضا عند بقية المخلوقات ولو ان كل بذرة تبذر وتكون شجرة في المستوى الثالث لاصبحت الارض كلها شجر وفقدت بقية المخلوقات وعاء الرضا ولو ان حيامن الذكور لقحت كل بيوض الاناث في المستوى العقلي الرابع فان الارض ستكون كلها مخلوقات من الدم الحار ومات الشجر واختل الاوكسجين وسقط الرضا .. ولو ان العقل البشري طغى في المستوى الخامس واستطاع ان ينفذ الى اقطار السماوات والارض فان طغيانه سيحرق الحرث والنسل ويسقط وعاء الرضا (الارض) ولكن الله احكم الامر وامسك به

      (
      اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)


      والله القائل (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله ان الله لا يخلف الميعاد) لان الذين صنعوا انما صنعوا تقنيات ستكون قارعة عليهم كما نرى بوضوح في زماننا فان استشرت القارعة فان وعاء الرضا يسقط فتكون السماء قد سقطت على الارض في احتباس حراي (سماء اولى) وفي فايروسات وسرطانات (سماء ثانية) وفي تعديل وراثي للنباتات وامراض عضوية في القلب والكبد والكلى (سماء ثالثة) وفي امراض دم وسكري (سماء رابعة) وفي امراض نفسية (زايهايمر) وهي سماء خامسة .. وفي كل تلك اصناف القارعة يكون فيها سقوط جزئي من تلك السماوات على الارض فيتصدع الرضا فتكون القارعة والله وعد ان (يمسك السماء ان تقع على الارض) وبالتالي تكون القارعة تصيبهم حتى يأتي وعد الله والله لا يخلف الميعاد وحلم الله هنا لعقوبتهم عسى ان يغيروا ما بانفسهم فيصلح حالهم وتلك هي منهجية الهية في خلقه (حليم) ...

      ولنا أن نتخيل ما يحدث في السماء الأولى فلو كان الصدأ ينخر الحديد خلال ثوان وكان الأوكسجين يتحد مع الهيدروجين فى كل الأحوال ولو كانت العناصر الكيميائية والجزيئات الموجودة تتفاعل مع بعضها البعض في كل لحظة بدون أية عوائق لأصبحت الأرض في فوضى كيميائية شاملة...
      فنظام السموت والأرض (العقلي والمادي) هو نظام محكم ومقدر وموزون لا (تسود) فيه صفة أو خاصية أو فاعلية على فاعلية أخرى إلا بالحق...فالله هو الحق وهو الرحمن وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وهو الذي يمسك بهما أن تزولا وإلا لطغت فعالية على أخرى ومن ثم فسد نظام الفطر بمن فيه بأكمله ومن أجل ذلك تمت كتابة ذاكرة في سورة المائدة خاصة بعلّة بنى إسرءيل...


      من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرءيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينت ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون (32) المائدة


      وتم إدراجها من ضمن حزمة وصايا ووحي من الحكمة في الإسراء فقتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض كلاهما نفس العقل...


      ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطنا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا (33) الإسراء


      فسورة الإسراء تبين صورة من الصورة الكاملة لما تم إيتاءه لبنى إسرءيل


      ولقد ءاتينا بنى إسرءيل الكتب والحكم والنبوة ورزقنهم من الطيبت وفضلنهم على العلمين (16) الجاثية


      فهي قرءان وسبحن للذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا أي قرءان قطبا العقل (الحى) وهو يُسبّح تبادلياً...فكثرة ورود صفة (القرءان) في أسواقها يُعيننا على فهم مفاصل هذه الرحلة النفسية حين دخولنا الكهف...


      إن هذا القرءان يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصلحت أن لهم أجرا كبيرا (9) الإسراء


      ويمكن أن نُلخص ذلك القضاء لبنى اسرءيل بصناعة عقل صفة (إنسن)...فسيادة المرة الأولى في مكونات الرضى تكون النظام التكويني لمخلوق الإنسن في الرحم (الجنين) وفي المرة الأخرى تكون النظام التكويني الإختياري للحيازة والسيادة خارج الرحم والتي يمكن أن تكون سلبية فيصبح بنى اسرءيل من المفسدين بسبب الطمع ونقض العهد والميثاق والتعدي على تلك النظم التكوينية المقضية لهم بقتل النفس واستبدالها بفاعلية غلبة أخرى...


      انسان ... في علم الحرف تعني .. (تبادلية تكوينية لفعل تبادلي غالب) ...ففي الغلبة التبادلية الاولى (انس) تكون النظم التكوينية لمخلوق الانسان وفي الغلبة التبادلية الثانية تكون النظم الاختيارية لمخلوق الانسان

      تعليق


      • #4
        رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف


        -3-
        الكهف ويوم القيامة


        بعد تلك الجولة السريعة في ذاكرة سورة الإسراء والتي لم ننتهي منها بعد نستطيع الأن أن ندخل سورة الكهف ونرى موضوعها والمبني على تلك الذاكرة...فأنا وكل قارىء قد خرجنا من المسجد الأقصا في رحلة الإسراء والتي إبتدأت بعد البسملة بـ سبحن الذي أسرى بعبده ودخلنا الكهف بعد البسملة بـ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب...وفي الحقيقة نحن لم نخرج من الاسراء بل نتابع ما تم إحكامه في محطته النهائية ضمن مستوى أعلى يحمل صفة الكهف...

        وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا (111) الإسراء

        وفي بداية الدخول لسور سورة الكهف نحن نقرأ قول من قالوا...


        بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا (1) الكهف


        فما تم إنهاءه في الإسراء تم إنزاله في الكهف وكأن سورة الإسراء منحنى بياني أو موجي لصورة وبرنامج الخلق (العقلي) متجه من الأعلى إلى الأسفل وفي الكهف يتم عكس إتجاه الموج للأعلى مرة أخرى...فتكون نهاية الإسراء تقابل بداية الكهف ونهاية الكهف تقابل بداية الإسراء...فالرحلة هي رحلة تعبيد لصناعة روابط العقل (الحى) مرة أخرى من دون توقف فالسنن تسير ولا تتبدل ولا تتحول والعقل يُعبد روابط ذاكرة هذه السنن بالحمد أثناء السبح التبادلي...


        وقلنا من بعده لبنى إسرءيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الءاخرة جئنا بكم لفيفا (104) وبالحق أنزلنه وبالحق نزل وما أرسلنك إلا مبشرا ونذيرا (105) الإسراء


        في الكهف أنت تشهد أول مرحلة في يوم قيامتك والمُقام سبحاً بناءا على نتيجة قيامة إسراء والديك فهو يشكل بوابة الدخول لبرنامج التكوين الجنيني الرحمي وقد حانت اللحظة التي ستشهد بها اسراءك بنفس الالية أي نفس واحد ولكن بالعكس...


        أولم يروا أن الله الذى خلق السموت والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظلمون إلا كفورا (99) الإسراء


        فأنا وأنت نتيجة إسراء وحاوية قيامة والدينا فوالديك (مولداتك) كل واحد منهما أسرى في سبع سموات ضمن ثلاث مراحل سعي وأنت في الكهف سيتم عزل روابطك تلك بإنزال الكتاب على عبده الذي سيكون قيماً على منتج إسراء الوالدين الأرضي دون عوج...


        ويمكن إيجاز الصورة بهذا المشهد الخالد...

        ووصينا الإنسن بولديه إحسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصله ثلثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى ولدى وأن أعمل صلحا ترضىه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين (15) الأحقاف


        أما المشهد المقابل فيظهر بعد السياق السابق في هذا القول...


        والذى قال لولديه أف لكما أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك ءامن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أسطير الأولين (17) الأحقاف


        فأحداث هذا الجزء نفس واحد ابتداءا من سورة الإسراء حتى إعادة الإنطلاق الثاني لموسى والعبد...فيجب أن نعلم اننا نقرأ كتابنا لنمسك بعلّة حسابنا النافذة هذا هو الاسراء...فالكتاب الذي تقرءه لأول مرة وتتفاجئ بما فيه رغم أنك أنت مؤلفه هو كتابك يوم القيامة على نفسك فأحسن تأليفه كي تعلم علّة حسابه ولا تتفاجىء وتلقي بأعذارك يوم الحساب
        يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...ولعل هذا المقطع يُلخص لنا محطة أخرى من ذاكرة الإسراء...


        اقرأ كتبك
        كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (14) الإسراء


        القيامة ... في القرءان هي من فعل ( القيام ) وهو مسك الوسيلة.. ( يوم ) هو وحدة زمنية .. وردت في الذكر الشريف على نوعين ..الاول يشير الى وحدة الزمن المعدودة .... الثاني يشير الى نوع الزمن ...
        خلق السموات والارض في ستة ايام .. وهي الانواع الستة للزمن .. انواع الزمن غير معروفة في النظم المعرفية للحضارة الانسانية بقديمها وحديثها .. القرءان العظيم يوضح تلك النظم بحكمة الخبير المقتدر ليجيب على كل تساؤل ( علمي ) كان.. او... يكون.. ويشكل حافة علمية او عقم علمي قديم او حديث (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89) .. الخلود .. سواء في الجنة او في النار يعني ان يكون الزمن في المالانهاية ...


        ونذكر مرة أخرى...


        رؤى تطبيقية في مفهوم النفس


        يوم القيامة في ثقافة الدين


        رؤية صورة ( الموت ) من صورة ( الحياة )


        فـ فاعلية حيز يوم القيامة التبادلي (أيان) له ثلاث علامات متتالية الإنسان تكوينياً يسأل عنها يوم قيامته والقرءان بهديه يُعلّمها...


        يسئل أيان يوم القيمة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجمع الشمس والقمر (9) القيامة


        الشمس والقمر في معارف الناس هي جرمان سماويان الا اننا حين نقرأ القرءان بتدبر فكري وتبصرة عقلية سنجد ان تلك المعرفة ناقصة فالشمس والقمر لا يعني ذينيك الجرمين حصرا ونسمع

        { وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } (سورة القيامة 9)

        ولكننا نقرأ في القرءان

        {
        وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } (سورة يس 38 - 40)

        فكيف يجتمع الشمس والقمر والقرءان يقول ان للشمس (مستقر) تجري اليه والقمر عاد كالعرجون القديم ولا الشمس تدرك القمر فكيف يجتمعان ... من تلك الاثارة يعتصر الفكر عصارته التثويرية ويدرك ان الشمس والقمر (مكونان) في الخلق وهما (سنة) ليست فقط في الشمس والقمر المعروفين بل في كينونة خلق اجمالي حتى نصل الى الشحنات (السالبة) و (الموجبة) فالجسيمات ذات الطاقة هي حتما (شمس) والشحنات المستلمة للطاقة هي (قمر) ففي الكهرباء تيار التغذية الطاقوية هو الشمس والتيار الراجع هو القمر

        وجعل القمر فيهن نورا والشمس سراجا

        النور هو (وسيلة رابطة) وهو بعينه القمر فالنور (الضوء) حين يصطدم بالاشياء ترتد منها فوتونات ضوئية يدركها البصر ومثله القمر فهو لا ينتج نور بل (فيه نور) وارد من الشمس

        السراج .. من (سراج) وهو (فاعلية احتواء غالب) لـ (فاعلية وسيلة) فالشحنات السالبة (طاقة) وتلك الطاقة لها قمر مثلها مثل القطب المغنطي الشمالي (شمس) لانه طاقوي المغنط والقطب المغنطي الجنوبي (قمر) لانه وسيلة تشغيلية للقطب الشمالي فهما (شمس وقمر) فلا القطب الشمالي يدرك القطب الجنوبي انما يبحث عن (مستقر له) ومستقره يكون في القطب الجنوبي

        من تلك المعالجة التدبرية للنصوص الشريفة في ما كتبه الله في الخلق وباجازة وترخيص قرءاني (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) يتضح ان الشمس والقمر هما صفات مرئية في المادة حتى في العقل ففي وعاء الرضا (الايجاب) هو (شمس) لانه مصدر تفعيل الرضا مثلما يفتح احد الاشخاص دكانا يبيع فيه سلعته فهو انما يقيم (ايجاب) لعقد رضائي في (ارض الرضا) وحين يكون (القبول) من المشتري يكون القمر ... وحين تنتهي حياة الانسان فكل ما فعله من (ايجاب) ومن (قبول) يجتمعان (جمع الشمس والقمر)

        {
        وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } (سورة القيامة 9 - 13)

        من المؤكد ان مثل تلك المعالجات ما كان لها (ادوات) لتحضر في زمن السابقين فبقي (الشمس والقمر) في مفاهيم الناس هما جرمان في السماء اما حين تكشفت الاغطية عن نظم الله وعرفت وسيلة كل من الشمس والقمر علميا ولو على قدر محدود فان النظرة الفكرية لـ (الشمس والقمر) تتحول الى منظر مرئي في كينونة خلق الله


        فثلاث علامات متتالية الربط تتبادل الفاعلية عند قبض الصر المربوط والمقبوض بتوقف القمرعن إستقبال النور والمربوط بجمع الشمس والقمر...فالبرق يخطف ويذهب بالأبصار ويعلن اقتراب الساعة لينشق قمرك عندها يقول الإنسن تكوينياً أين مكون الحيز التبادلي؟...أين مشغل الوسيلة التبادلية؟...وهو الذي يمكن أن نسميه اللازمن الفلكي وقديماً قال أحد العارفين...الشمس والقمر بحسبان فيمضيان ويستأنفان ويُظهران أعيان الأكوان فيحدث لهذا الجريان الماضي والمستقبل والأن لنجد ما عملنا حاضرا ويتنزل الخطاب على ما تُعطيه الالحان فطائفة لهم الشمس وطائفة لهم الهلال...


        يقول الإنسن يومئذ أين المفر (10) القيامة


        ويأتي الجواب...


        كلا لا وزر (11) إلى ربك يومئذ المستقر (12) ينبؤا الإنسن يومئذ بما قدم وأخر (13) القيامة


        أنت ميت الآن أيها الإنسان وليس لك (فلك) أو وسيلة سعي تتحكم بإختيارتك التبادلية فوزيرك قد عُطلت أو نقلت وسيلته ورابطه وفي طريقك إلى الإحياء وربك هو القائد الى مشغل احتواء سقر لا تستعجل فسيجعل منك الزوجين الذكر والإنثى...فمشغل هرونك منقول ومخسوف ومربوط مع مشغل موساك وهذا اليوم هو حيز تنبؤك للصورة الكاملة لعملك بما قدمت وأخرت منه...أنه يوم صر حاوية جميع أحداث ربك وتأويلها...


        بل الإنسن على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15) القيامة


        هل أتاك حديث الغاشية أيها الإنسان...هذا هو اليوم الذي يُقبض به نشاط ناقلك...
        إنه يوم بلوغ التراقي لنفسك عندما يبعث الفتية بأحدهم بورقهم هذه..إنه يوم ما تظنه الفراق بين موسى والعبد...إنه يوم لف ساقك بساق هرونك لترجعون لربكم وتكونون العلق وتخلقون وتُسوون ليُجعل منكم الزوجين وتمرون باليم وتحيون من جديد..اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى...فهذا هو قولهما النافذ المستمر...


        الذى جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزوجا من نبات شتى (53) طه


        فيوم قيامتك هو يوم اسراءك لا تستعجل فكل ما شارك في رحلتك هو علّة جمعه وقرءانه ثم علّة بيانه...فكل قرءان مكونات كتابك المنشور ستجمع وتربط ثم تأتي مرحلة البيان التي ستضع كل قرء وكل قرن في محله لا تستعجل سيجعل منك الذكر والأنثى...فما ستعيشه في هذه الحيوة هي مكونات طور كتابك المنشور...


        وكل إنسن ألزمنه طئره فى عنقه ونخرج له يوم القيمة كتبا يلقىه منشورا (13) الإسراء


        فأصبر لحكم ربك ولا تحرك به لسانك لتعجل به...


        إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة فى الحيوة الدنيا وكذلك نجزى المفترين (152) الأعراف


        تعليق


        • #5
          رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف


          -4-
          الكهف وإنزال الكتاب


          بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا (1)


          الحمد لـ ألله ... لفظ (حمد) في علم الحرف يعني (منقلب مسار فائق التشغيل) وفي منطقنا يعني اللاحدود فالله سبحانه خلق الاشياء كلها ومنها ينقلب مسارها لاشياء اخرى واخرى واخرى بلا محدوديه وظيفيه او محدوديه صفة .. الارض تنبت ويأكل من نباتها الانسان والحيوان ومن خبثها تقوم حياة اخرى لوظائف خلق اخرى فالخلق مستمر بديمومة لا محدوده كذلك يستمر الله في الخلق


          الفرق بين الحمد والتسبيح وبين التسبيح بالحمد


          الفرق بين لفظي نزل وأنزل


          انزل تعني كما نسميه الأن (download) أي تحميل وتهيئة نسخة كاملة من نظام التشغيل الكوني فبرنامج العقل المجمل دائم التفعيل ولا تحده حدود ويبقى يقلب نشاطه الفطري (الموكل له) لمولاه الخالق والمرتبط بوعاء نفاذية الخلق كما أنزل عليه دون عوج أما العوج نفسه يحدث لاحقاً في طريقة السعي والإستخدام من قبل من يقومون به...فمشغل رابط ناقل الإنزال (ولم) منفي عنه من أن يُجعل لناقله المستمر (له) غاية تحتوي حيز علّة الإنزال لتميد به (عوجا) ففاعلية العوج صفة مادية لحيز البغي من قبل من يصدون عن سبيل الله ضمن أربع فئات...أهل الكتاب والظالمين والكافرون والكافرين (ويبغونها عوجا) ومن جهة أخرى صفة لرءية الجبال عندما ينسفها ربي فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا...


          انزل على عبده
          ...

          { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا } (سورة الكهف 1)

          وهنا تكون النازلة (نقل مفعل وسيلة المكون) خاصة بـ العلة الفعالة (على) وهي مختصة بـ الكتاب اي (ما كتبه الله في منظومة خلقه) فيعرف (العبد) مفعل وسيلة العلة (التبادلية) فصنع وزرع وبنى المنازل والقصور واقام تقنيات يعجز الوصف عن نجاح نفاذيتها الفائقة في حاجات الناس لان الله انزل على عبده الكتاب اي (نقل له مفعل وسيلة تبادلية الحاجات) فـ علة الاشياء مودعة في (كتاب الله) لا عوج فيها بل الاعوجاج في استخدامها ومنها ضياع الحقيقة في (صبغة الله) لتطغى عليها (صبغة غير الله) ولكن الله القائل (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) ومن ذلك يتضح بشكل (مبين) ان هنلك (صبغة) (منزلة الينا) ونحن عبيد الله


          هذا الانزال الدائم للكتاب وظيفته الثلاثية قائمة ومبينة بهذا المتواليات المترابطة...


          قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه
          ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصلحت أن لهم أجرا حسنا (2) مكثين فيه أبدا (3) وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا (4) ما لهم به من علم ولا لءابائهم كبرت كلمة تخرج من أفوههم إن يقولون إلا كذبا (5)


          وحتماً الإنذار والتبشير القرءاني لمن كان (عبده) حيا في زمن الفلك أو في طور الإحياء والمرتبط بدوره بالوعد الأول المذكور في الإسراء...


          فإذا جاء وعد أولىهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان وعدا مفعولا (5) الإسراء


          وهنا لينذر بأساً شديدا من لدنه أي أن حيز الإنذار منقول أثناء الإنزال وله صفة غلبة قابض تكويني شديد تمنع سريان سنن الخلق من العوج أثناء انزال الكتاب على العبد لذلك فمحتواه القائم في الحيز لم يفعل أو ينشط بعد أي (تنزيل الكتاب) وهو مربوط بالتبشير الخاص بالمؤمنين الموصوفين بالذين يعملون الصلحت...والإنذار الثاني حيزه خاص لمن قالوا أتخذ الله ولدا أي ان الله الخالق ليس في حاجة لأن يربط نفسه بناقل منقلب المسار ويتخذ ولدا كي يبقى ذكره مستمر فهو الله الرحمن الرحيم لم يلد ولم يولد سبحانه انما امره أذا قضى امرا ان يقول له كن فيكون...


          البائس ... لفظ من جذر (بأس) وهي الشدة او من لفظ (بئس) من القدح المذؤوم وكلا اللفظين يدلان على (غلبة قابض تكويني) ... بئس ما يفعلون يعني غلبة قابض تكويني وهو القابض الذي يقبض سريان سنن الخلق فـ (يوقفها) اي ان القابض سيمنع سريان فاعلية سنن الخلق وبذلك يكون مقدوحا اما (البأس) الذي نعرفه بصفة ممدوحة فمن كان ذو بأس انما امتلك قوة او صلادة كالحديد مثلا فيكون ذلك البائس (الصلد) بحاجة الى اطوار لينة في بنيته الجسدية لان صلادته توقف سريان فاعليات هو بحاجة اليها عند تأدية تلك المناسك الموصوفة (لهم فيها منافع)
          ...


          ولد
          ... ولدان ... لفظ ولد من جذر (لد) وهو في البناء العربي الفطري( لد .. يلد .. ولد .. لدا .. لدود .. لدى .. لدي .. لدن .. ولدا .. ولدن .. ولدان .. و.. و ... و ... و ..) .. لفظ (لد) في علم الحرف القرءاني يعني (منقلب مسار ناقل) وفي لفظ (ولد) يكون القصد العقلي في اولياته هو (منقلب سريان رابط منقول) وهو ما يحمله قصد العقل في الولد المولود والاولاد فهي مقاصد تعني (انقلاب سريان رابط) وهو رابط تكويني في (الحمض النووي) وهو يتصف بصفة (منقول) ينتقل من الابوين الى (وليد) يولد من انتقال رابطيهما في خلق جديد هو (المولود) ففي لفظ (ولدان) يكون القصد العقلي ان هنلك (تبادلية رابط) فلفظ ولدان في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية رابط يفعل ناقل منقلب المسار) ..


          فالعقل إذاً لا يمكن ان يُتخذ ولدا من الله فهو أصلا مصطنع لنفسه من ما خلق فكيف يتخذه ولدا يا من تظنون انكم تحسنون صنعا فما هي إلا أحداث إنزال سارية بالحمد لتؤدي وظائف تكوينية كما جاء في سورة الإسراء...


          فالذين قالوا إتخذ الله ولدا (المنذرين) قولهم ناتج من إنزال الكتاب على عبده بالحمد لله والذي هو بالمحصلة (كتاب الله) وهم أيضاً الذين إتخذوا ءايته ورسله هزوا وما يؤيد هذه الرءية ما جاء في نهاية ذاكرة أسواق الكهف من بيان...

          أفحسب
          الذين كفروا أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء إنا أعتدنا جهنم للكفرين نزلا (102) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعملا (103) الذين ضل سعيهم فى الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (104) أولئك الذين كفروا بءايت ربهم ولقائه فحبطت أعملهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا (105) ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا ءايتى ورسلى هزوا (106)


          لأنهم يظنون أن بإنزال الكتب على عبده يكون قد إتخذ ولدا والحق هو ما تم ذكره في مريم...


          إن كل من فى السموت والأرض إلا ءاتى الرحمن عبدا (93) مريم


          فـ قرءان الإسراء كما أسلفنا يشكل محتوى كتاب السبح المزدوج الذي تم بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا وفي أثناء السبح انزل على عبده بـ الحمد لله...فما لهم به من علم لا تعود على الله فقط بل على الكيفية التي إنزال بها الكتاب على عبده والتي أدت لقولهم أن الله اتخذ ولدا...


          فتلك المتواليات وكيفية عملها لن يعقل عمق بيانها حتى نمشي في أسواق السورة لأن روابطها موزعة على كامل محطاتها لذلك ءاتى الخطاب مباشرة للقارىء يهيئه لكيفية التعامل وتبادل الفاعلية مع هذا الإنزال...

          فلعلك بخع نفسك على ءاثرهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6)


          فأنت أيها القارىء لقرءان كتاب الأحداث لا تنسى نفسك فالحديث كله لك فتبادل فاعلية الربط بينهم وأمسك بعلّة نفسك ونتاج قابض فاعلية السريان (بخع) وعلّة ءاثرهم أسفا إن لم يؤمنوا بحيز هذا الحديث فهذا الحديث دائم السريان في حيز أي حدث أرضي وهو دعوة لمراجعة كل حساباتك وعدم الإكتفاء بالعمل الصالح فقط بل دعوة لعمل الأحسن فهذا القرءان يهدي للتي هي أقوم...


          لفظ (بخع) في علم الحرف يعني (نتاج فاعلية قبض ساري الفاعليه) فـ عدم الايمان
          (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ) و (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) هي (نتاج لـ فاعلية قبض) وهي (سارية الفعل) تكوينيا فيهم ان لا يؤمنوا ولا بد ان تكون سارية فيك ايها القائم بالتبليغ (فذلك قدرهم ان لا يكونوا مؤمنين) فليس كل نداء يسمعونه منك يؤمنوا به فـ اعتل بعلة البخع وهي في لفظ (لعلك) وعليك تثبيتها في نفسك فـ بيان الاية الاوسع يعني ان (عدم الايمان) هو استحقاقهم وعليك بخغ نفسك اي تقويم قناعة نفسية عندك انهم لن يؤمنوا بهذا الحديث وان لن يكونوا مؤمنين !!


          في منطقنا نستخدم لفظ (بخ) حين يراد منه وصف تحويل السائل الى رذاذ فيقال له (بخ الماء) ويستخدم نفس اللفظ عندما يوصف باثق البنزين داخل حجرة خلط الهواء بالبنزين فيسمى ذلك الوصف (بخاخ) .. وفي لسان العرب يقال (بخ لك يا فلان على ما أتاك) وحين يكون اللفظ (بخع) يكون القصد وراء الحروف المستخدمه مع غياب منطق النطق

          لفظ (بخع) في علم الحرف القرءاني يعني (نتاج قبض سريان فاعليه)

          لفظ (بخس) في علم الحرف يعني (غلبة قبض سريان فاعليه)

          الفارقه بين الصفتين ان بخس الاشياء هو التقليل من صفة فاعليتها لان الصفة فيها قبض غالب عند بخسها والتقليل من ثمنها او من اهميتها اما البخع فهو نتاج مقبوض لفاعلية سارية وهو في القرءان عندما (لا يكونوا مؤمنين) وفي نص ءاخر جاء عندما لم يؤمنوا بالحديث الرسالي

          { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا } (سورة الكهف 6)

          فعملية بخع النفس نتيجة لـ قبض سريان فاعلية الامان او الايمان بالحديث الرسالي فيضيق الصدر ويحصل (بخع النفس) وحين يدرك حامل البلاغ سنن الله يخف الاحتقان النفسي وجاء وصف علة ذلك في النص التالي

          { وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } (سورة الشعراء 5)

          فهو ان لم يؤمنوا (يبقون بلا امان) سواء بالبلاغ الرسالي او بالحديث فانه نتيجة لموقعهم التكويني مع ذلك البلاغ وذلك الامان هو نصيبهم بما كسبت ايديهم فيقوم الاعراض اي (معارضة) الذكر المحدث وجاء في القرءان ما يربط لفظ (باخع) ببدائل لفظة تحمل نفس المقاصد من حيث الطيف العام

          {
          وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } (سورة الحجر 97 - 98)

          وطلب التسبيح بحمد الله يعني دعوة للرسول عليه افضل الصلاة والسلام والمستن بسنته الشريفة ان يرى حكم المعارضين لذلك الحدث الرسالي بانهم في استحقاق لما هم فيه وما يؤكد ذلك الرشاد الفكري النص الشريف التالي

          {
          لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ءايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } (سورة الشعراء 3 - 4)

          وذلك يعني سبب ضيق النفس هو من منهج الهي متين ان لا يؤمنوا بهذا الحديث فاذا عرف الداعي الى الله ان عدم ايمانهم هو حكم الله وليس قصور منه فينتهي ضيق الصدر من تلك الصفة في عدم امانهم ويعتبره (نتيجة مقبوضة لسريان فاعلية) هي فيهم فينتهي بخع النفس


          فالأثر هو وسيلة تكوينية لمنطلق الفعاليات أو العلامات المتبقية والتي تصف علّة الفعل السابق فيكون إن لم يؤمنوا هو بديل تكويني غالب لأثارهم عن طريق بخع نفسك أسفا وهي صفة من عربة يوسف الصفة الذي يتنبأ عقلياً بـ الرءيا أي (عن طريق حيازة وسيلة المكون العقلية) برحم الحدث الأرضي قبل حدوث فاعلياته مادياً أي أنه تنبأ عقلي أثناء فاعلية تكوين روابطه في رحم العقل وليس أثناء فاعلية تكوين روابطه في رحم المادة...


          يوسف لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية حيازه غالبة الربط) وهو من جذر (سف) ويكون في البناء الفطري
          (سف .. يسف .. سوف .. يوسف .. ساف ... و .. و .. و ..)

          سف .. يسف .. يوسف ... مثله في البناء العربي (قد .. يقد .. يوقد) (رد .. يرد ... يورد) (جد .. يجد .. يوجد) (غل .. يغل .. يوغل) (سع .. يسع .. يوسع)

          جذر الصفة تحت مقاصد (سف) وهو (تبادلية غالبة) فاينما تكون التبادلية غالبة في نظم الخلق يكون لها رابط مع المثل اليوسفي كليا او جزئيا وخارطة الحرف تحدد ذلك الرابط وهو ان تكون الغلبة التبادلية ذات (رابط حيازه) وهنا يتم (قرن) مثل يوسف مع تنبؤ المستقبل فالحاضر والمستقبل يتبادلان الغلبة فاليوم (الحاضر غالب) والمستقبل سوف يستبدل غلبة اليوم بغلبة الغد الاتي وذلك الترشيد من فهم (اليوم الاخر) الذي روج له الخطاب القرءاني كثيرا ... تلك الغلبة من (حاضر) تستبدل في (المستقبل) وهي من دستور قرءاني (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره) (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ... تلك الغلبة التبادلية (يحوز) رابطها الموصوف بـ (يوسف) .. ذلك هو عنوان المثل اليوسفي ومنه تقوم عملية الـ (قرن) بين المثل وتطبيقات الاحياء في زمن قراءة القرءان



          لفظ .. سف .. يعني في علم الحرف القرءاني (تبادلية فعل غالب) اي ان الفعل التبادلي انما يتبادل (الاغلب) اي الاكثر غلبة فهو في سف ولذلك اللفظ استخدام لا يزال قائما في اقليمنا او في بعض الاقاليم الناطقة بالعربية فحين يخرج احدهم من تجمع للناس يقال له (سف َّ) وهي يعني (فضل الخروج بصمت) وهو يعني ان الذي سف استبدل غلبة وجوده بين الجمع بغلبة اغلب الا وهي الخروج من جمعهم ذلك لانه حين حضر الجمع حضره بصفته الغالبة التي غلبت عدم حضوره الا انه استبدلها بالاغلب منها حين (سف) فخرج

          وسف .. هو في عملية ربط استبدال الاغلب بالاغلب مع رابط يربطه فلفظ (وسف) نستخدمه تحت لفظ (الاسف) فالمتأسف انما استبدل غلبة ما قام به بغلبة اخرى تغلب ما قام به فيكون متأسف فيكون تبادل الفاعلية في الرابط وعربيته الفصيحة (وسف)

          يوسف ... هو (حائز الوسف) وهو لا يعني التأسف بل يعني ان الفعل التبادلي سيكون في (الحيازة) وليس في (غلبة الصفة) فـ يوسف حائز يتبادل ما (سف) برابطه اي ان يوسف لا يتأسف بل يتبادل حيازة رابط الغلبة اي ان اسفه لا يكون تبادليا بل تبادليته تخص (حيازة الرابط الغالب) وبما ان الصفة المطروحة على هذه السطور تحتاج الى الترطيب لغرض ابتلاعها في بلعوم العقل فنكون مع صفة يوسفية وهي في وعاء عقل يوسفي

          {
          قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }يوسف37


          وهنا سوف تلين الاسطر مع النص الشريف لتكون طرية على العقل فـ يسوف له علم مسبق بما سيحدث (لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله) فهو يتبادل المعلومة من (اوليات عقله) ليربطها مع حاضر بين يديه (يأتيكما طعام) فهو رابط مع حاضر (غالب) يستبدل بـ (تأويله) وهو رابط غالب ايضا فاتى به يوسف من اولياته العلمية مما علمه ربه قبل ان يكون ليستحضره في حاضر مرئي وهو لم يحدث بعد (قبل ان يأتيكما) وهو (فاعلية حيازة) لـ (رابط غالب) فحيازة الرابط الغالب هو في معرفة ما يأتي من الحاضر بربطه باوليات سابقة العلم ... وذلك ما يمارسه كثير من المستبصرين في علوم البارسايكولوجي او بعض العرافين وقارئي الكف والفنجان او قراء الابراج او العاملين بالتنجيم وامثالهم سواء كانوا صادقين او مشعوذين فتلك هي صفتهم وهنلك ممارسات فطرية يسميها الناس بـ (الحدس) او (الحاسة السادسة) او (التوقع) ولتلك الممارسات حضور علمي كما في المثل ادناه

          فـ الأثر والاثار صفات تحدث في حيز الأرض وهي نفسها صفة الاعثار والذي هو نتاج مكون الأثر كما سنرى لاحقاً...


          أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وءاثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق (21) غافر


          ففي الإسراء


          قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا (107) الإسراء


          وفي الكهف....


          فلعلك بخع نفسك على ءاثرهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6) الكهف


          فحيز هذا الحدث (إنزال الكتاب) ومنطلق فعالياته المراد بخع نفسك له أسفا إن لم يؤمنوا به أو بإستمراريته هو ما سيتم ذكره مباشرة....


          إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا (7) وإنا لجعلون ما عليها صعيدا جرزا (8)


          أي أن كل مشغل فاعلية على الأرض هو زينة مجعولة لها وهو جُعل ذو حاوية موزونة لـ نبل مشغلهم المستمر للذين ءامنوا وعملوا الصالحت والذين قالوا اتخذ الله ولدا والذي يرتبط بدوره بجعل أخر خاص بعلّة الأرض نفسها وليس ما على عليها فـالـ بل و البلاء هو حركة أو نشاط نقل القابض...


          ولنبلوكم .. لفظ متجذر في اللسان العربي المبين في جذر (بل) وهو يعني (نقل القابضة) او حركة القابضة فنقول (ما ركب السيارة بــل ركب الدراجة) حيث كانت قابضة الراكب (سيارة) الا انها نقلت الى (الدراجة) فيكون فهمنا لـ نبلوكم هي عملية حراك لـ القابضة لغرض (تعليم) المجاهدين منكم وبعد ان يصل الباحث الى قبض غايته فيتوقف حراك القابضة ويستقر في (ماسكة) يمسكها الباحث المجاهد وبعدها يتحول الى (حراك قابضة) الخبرة وهي من (ونبلوا اخباركم)
          ..


          فالأرض وأي أرض إن كانت منظورة في ذرة أو أبعاض خلية أو عضو أو في كوكب هي صورة لصفات جماعية ونظام بيئي معقد من الروابط التبادلية المتزنة والتي نظنها ساكنة ولا تبيد أبدا في صورتها الخارجية السريعة الحركة والغير محسوسة إلا أنه يكمن خلف هذه الصورة في عمقها الداخلي في حال أبطأنا أو أوقفنا زمن أو سعي مشهد الأحداث (كما هو القرءان) علّة ومشغل فعال لا يفتر وغاية في الدقة يتحكم بسريان علّة تلك الروابط وهو المجعول لتلك الفئات إذ يعتمد إدركنا لتلك الروابط التبادلية الفعالة على طريقة إحساسنا بالزمن لمراقبة تلك السيرورات فالأرض بعد مرحلة الخلق وجعل الخليفة (هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ...) لها كما يسمى فيزيائياً نشاط إشعاعي طبيعي أو فطري موزون أي حالة مستقرة من الإشعاع الصادر عنها وذلك نتيجة فاعلية مشغل العلّة المجعول زينة لها والمقدر تقدير في أربعة أيام سواء للسائلين والمبين في أحداث يوسف الموصوفة أنها ءايت للسائلين...فالبروتون والنيترون والإلكترون وما تحتهم على سبيل المثال يشكلون زينة الذرة أي حاوية وزنها (الكتلة) وما يجعل هذه الذرة موزونة هي طبيعة الشحنة وعدد الجسيمات المكونة لها والتفاعلات التي تمر بها (المثقال)...فمفهوم الوزن الذري هو أمر أساسي في علم الكيمياء لأن معظم التفاعلات الكيميائية تجري وفقا لعلاقات عددية بسيطة بين الذرات وغالباً ما يكاد يكون من المستحيل حساب ذرات العنصر المعني بشكل مباشر ولذلك يقوم الكيميائيين بقياس وزن المواد المارة في التفاعل ومن ثم المواد الناتجة عنه وبعدها يصلون إلى استنتاجاتهم من خلال الحسابات التي تنطوي على الأوزان الذرية...وعلينا أن نعقل أن ما يحدث في الأرض هو إنعكاس لما يحدث في السماء (
          وهو الذى خلق السموت والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ...) فـ ما على الأرض هو لنبلوهم أيهم أحسن عملا ضمن زوجية في التكوين والحيازة (الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملا...) وهي مقومات الرضى المجعولة أو حالة الحيوة الأرضية الدنيا والمستقرة (المال والبنون) كما تبينه تلاوة الأيات في أسواق السورة لاحقاً والتي يقابلها السماء الدنيا المزينة بزينة الكواكب...أي أن هذا الجعل هو الذي أعطى للأرض زينتها والمرتبط بوظيفتها وذلك لما لها من مكونات نفسية خاصة بالـ مستقر والمستودع أي لا بد أن تكون مهيئة لإحتواء مكونات تلك الزينة والحفاظ عليها وإلا مدت ورجت والقت ما فيها وتخلت وهي الخصائص أو الصفات القرءانية المضادة لمكوناتها حين ذهاب جعل الزينة وظهور برنامج العوج!...وننوه إلى ضرورة عقل عربة المال والبنون بعيدا عن عجلة المقاصد المادية المتعارف عليها...


          أما جعل ما عليها صعيدا جرزا فهو يأتي بيانه باخر السورة عندما نقرن بين الأحداث ونفرزها ونبني عليها ومن ثم نتنبأ بالأخسرين أعمالا...وهي مقومات الرضى أو الحالة الأرضية المثارة والتي تُعيد ترتيب الحالة الأولى المستقرة صعيدا جرزا
          أي سيتم إثارة هذه المكونات الأرضية كي تصعد بمفعل وسيلة جر وذلك حينما يقترب الوعد الحق وينقضي الأجل المسمىوهو نفس ءالية نقص الأرض من أطرافها...فأحسن هو بلاء لأحد المؤمنين من مجموعة الذين ءامنوا وعملوا الصلحت وبالأخسرين هم اخسر واخسر من مجموعة الذين قالوا اتخذ الله ولدا وقالوا كذبا هم قالوا عملياً وليس شفوياً فواقعهم أو سيرورة عملهم القرءان ينقله إلينا قولاً مقترناً وذلك بناء على حال الفتية ومقوماتهم وطريقة اللبث والإعثار والبعث إلى المدينة فإن كان أحسن عملا سيكون بث الإشعاع للأعلى أما العكس فهو إشعاع مرتد لاسفل سافلين...


          ونقطة أخرى يجب إضافتها بشكل مختصر فمن غايات هذه الإثارة للأرض وجعل ما عليها صعيدا جرزا هو سوق الماء لها وهي ما تُشير إليه أسواق حاوية السجدة أي ما نسمية حاوية التجديد الغالب لنظم التكوين في الخلق..


          أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعمهم وأنفسهم أفلا يبصرون (27) السجدة


          والمرتبط بدوره بذاكرة تفصيلية أخرى تبين كيفية سوق الماء وسلوكه ينابيع في الأرض فيخرج على أثره زرع مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطما وهو طور لوني لنظام الفطر والذي له علاقة بما أفتري على الله كذبا أي أن الله كي تبقى طاقة نوره مستمرة يتخذ ولدا...


          ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينبيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألونه ثم يهيج فترىه مصفرا ثم يجعله حطما إن فى ذلك لذكرى لأولى الألبب (21) الزمر


          وتلك الصورة لها علاقة بـ المثلين المضروبين لأحداث الفتية المقدرة في سورة الكهف واضرب لهم مثلا رجلين.../ واضرب لهم مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلنه من السماء...


          فهذه العملية هي عملية بناء (تجميعي) من الأدنى صعودا إلى الأعلى...فالصعيد هو حيز صعود ما عليها من نتاج بواسطة إرسال حسباناً من السماء أي هو ترقي محسوب بدقة وله إحصاء وعدة وبمعنى ءاخر هو الخلاصة أو النتاج المتبقى من حيز الفعل...ولعل ما أنزل في يونس يقرب لنا مثل الحيوة الدنيا...

          إنما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلنه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعم حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قدرون عليها أتىها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الءايت لقوم يتفكرون
          (24) يونس


          وإذا أردنا التأويل أكثر سنجد أن (صعيداً) هو إرتباط الفعل المتنحي بـ عيداً...و عيداً هو صفة لطلب تكوين وإنزال وتشغيل مائدة من السماء للحواريون من قبل رب عيسى ابن مريم...وعند إرتباطه بالحيز التكويني أي الفعل المتنحي (ص) سيُخرج قرءان ذاكرة كل أحداث الحوار الفائق الترابط من قبل حواريون عيسى ابن مريم والمرتبط بحيازة أربعة أفعال إرادية...


          وإذ أوحيت إلى الحوارين أن ءامنوا بى وبرسولى قالوا ءامنا واشهد بأننا مسلمون (111) إذ قال الحواريون يعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين (112) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشهدين (113) قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وءاخرنا وءاية منك وارزقنا وأنت خير الرزقين (114) قال الله إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العلمين (115) المائدة


          فالـ عيد هو عودة الشىء ونتاجه لمبدأه وحيزه من جديد والذي يحتوى تكوين وإرتداد هذا الفعل هي المائدة (لأولنا واءاخرنا) والمسئول عنها هو العبد عبد الله والذي يقلب مسار النتاج لسيده ومولاه!!...


          عاد .. لفظ من (عد .. عاد .. يعود
          .. عيد .. و ... و ... ) وهو يعني (عودة الشيء) فقوم عاد هم يعيدون شيئا ما والى اي صفة فعل (مرتد) يرتد ... ولو دققنا فكريا في (الموجة الكهرومغناطيسية) والتي هي سبب انفلات جسيمي خطير يخرج منها فالذين يفعلونها يمتلكون صفة (ارتداد نتاج) تلك الموجة وفيها (تردد) يعرفة ذوي الاختصاص يرتد مرتان فمرة من المرسل ومرة من المرسل اليه حين يعيد تحميل الموجة المحملة الى مرسلها وهو (التهاتف) او الاتصال اللاسلكي فهو الموجة الكهرومغناطيسية (المعادة) من قبل قوم (عاد) فالموجة الكهرومغناطيسية صنعت من اجل الاتصال رغم ان لها استخدامات اخرى الا ان كل استخدامات الموجة الكهرومغناطيسية في غير الاتصالات ما هي الا حواشي غير مهمة بقدر ما هو مهم من صفة الاتصال المرسل اليه (يعيد) ارسال الى المرسل وينقلب المرسل الى مرسل اليه تارة اخرى فهي عمل ارتدادي بين اثنين يتراسلان عبر الموجة الكهرومغناطيسية في تلك الصفة تظهر الجسيمات الذرية المقيدة بحقل مغناطيسي ينتشر في الاجواء ويغزو الماء المعقم الخالي من ناقة الله فيفعل السوء فعله في الدمدمة التي يقع بها قوم ثمود (شاربي الماء) من فعل قوم عاد (مستخدمي الموج الكهرومغناطيسي) فكانت بحق تذكرة من قرءان في (عاد وثمود) وليس (ثمود وعاد) فالفعل الذي يزيد سوء عقر ناقة الله هو فعل قوم عاد


          وستتبين مسببات إدراج تلك الذاكرة لاحقاً ولكن لنبقى في الذاكرة التي بين يدينا الأن...فالله لم يتخذ ولدا لأن المسيح عيسى ابن مريم هو رسول الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه...


          يأهل الكتب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقىها إلى مريم وروح منه فءامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله وحد سبحنه أن يكون له ولد له ما فى السموت وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا (171) النساء


          وفي فاطر نرى كيف (يصعد) الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه!!..


          من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح يرفعه والذين يمكرون السيءات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور (10) فاطر


          فعيسى هو الذي سيرفع إلى الله بما عمل ويعمل من الصالحت...


          إذ قال الله يعيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيمة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون (55) ءال عمران


          من هنا تبدأ ذاكرة أحداث حساب محتوى المشغل التكويني لأصحاب الكهف والرقيم والذين يمثلون أحداث جعل علّة الأرض تلك وكل أحداثهم موجودة في هذه المتواليات وما بعدها يعتبر بيان تفصيلي لها وتصريف عقلي تمثيلي بالحق...


          أم حسبت أن أصحب الكهف والرقيم كانوا من ءايتنا عجبا (9) إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) فضربنا على ءاذانهم فى الكهف سنين عددا (11) ثم بعثنهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا (12)


          أم حسبت...هو خطاب يحمل مقاصد التذكير لوعي القارىء الغافل عن هذه الأحداث والمراد منه أن يبخع نفسه على ءاثارهم وذلك لتشغيل مكون ذاكرة الحسبة التي تخص صفات أصحب الكهف والرقيم فقيام الذكرى هو المقصود وليس مقاصد العجب فقط وفي القرءان الكثير من الصفات والتي إرتبطت بعربة (أصحب) فهناك...أصحب الميمنة /أصحب المشئمة /أصحب اليمين /أصحب الشمال /أصحب الجنة/أصحب النار/أصحب الجحيم/(أصحب مدين)/أصحب الأيكة/أصحب الحجر/أصحب الصرط السوى/أصحب الرس/(أصحب موسى)/(أصحب السفينة)/أصحب السعير/أصحب القرية/أصحب القبور/أصحب الأخدود/أصحب الفيل...فلكل صحبة هناك صفة مقبوضة تخصها يبينها السياق...


          الصاحب والصحبة ندركها في تطبيقاتنا للصاحب انها ائتلاف فكري (صديق) او ائتلاف مهني او ائتلاف (وظيفي او حرفي) او جغرافي او ائتلاف (سكن) جغرافي او صحبة سفر او غيرها من الصفات التي تقيم ذلك الائتلاف المؤدي الى الصحبة فالواقعة لا تقوم تكوينيا ما لم تتشارك الصحبة في النشاط فتكون النتيجة هي عبارة عن إئتلاف حدث ومن ورائه مفعلين له (ازواج) ولهم صحبة تكوينية والصحبة قد تكون صحبة صفات وليست صحبة افراد بشخوصهم فالرياح حين تنشط انما تتسبب في سقوط جدار مثلا يكون سببا في موت احد المارين بجنبه فاشتداد الرياح هي صفة فعالة إئتلفت مع احداث في صفات فيزيائية فعالة في الجدار مع فاعلية مرور شخص بجانب الجدار في زمن السقوط (لا قبله ولا بعده) فاكتملت اركان الواقعة من خلال صحبة مؤتلفة ... تلك مراشد فطرية يمكن ان تنتقل من عقل لعقل بيسر ونرى حرفية النص في لفظ (اصحاب) فهو من لفظ (صحب ... يصحب
          .. اصحاب ... ) فلفظ صحب يعني في علم الحرف القرءاني (قبض فاعلية متنحية فائقة) وصفة القبض في الصحبة تعني الائتلاف فالاصحاب انما يقبضون صفة تؤلف بينهم وتلك الصفة هي متنحية خارج مهنيتهم فالنجارون مثلا يحملون (يقبضون) صفة النجارة وهي صفة غير تكوينية لا تظهر في صحبتهم فهي (متنحية) الا انها سبب الصحبة فحين يلتقي صاحبان (نجاران مثلا) فلا يشترط ان تكون صحبتهما حصرية عندما يمارسان فعل النجر لان فعل النجر حين يكون سببا للصحبة الا انه يكون متنحي عن تفعيل صفة الصحبة رغم عدم ظهور فعل النجر في ائتلافهم الا ان افعالهم المتنحية تمتلك صفة النجر فيكونون نجارون وتكون فاعلياتهم متنحية عن كياناتهم الفعلية حين يأتلفون فهم لا يتصاحبون في فعل النجارة حصريا بل يتصاحبون فيما ائتلفوا عليه في مهنية النجارة فيهم وتلك الصفة تكون (فائقة) اي انها (سبب الصحبة) في ائتلافهم فيكونون اصحاب


          الصحبة والصاحب


          فـ حسب منهج تبديل الأيات أو (الحروف) والمذكور في النحل وإن كان الحاج عبود لم يذكره صراحة في مذكراته وإكتفى بالإشارة إليه بين السطور ولكن لا مانع أن نبني عليه الأن بشكل مبدئي حتى وإن لم نحط بسننه وطريقة نسخه...


          وإذا بدلنا ءاية مكان ءاية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (101) النحل


          وعليه فتعتبر (أصحب) من عربة (صبح/أصبح) وهو فائقية فاعلية متنحية القبض وعندما ينتقل القابض نقلة تبادلية واحدة يصبح (أصحب) وهو قابض تكويني فائق لفاعلية متنحية والتي تتحدد بناءاً على الصفة التي إرتبط أو إقترن بها...


          وفي تلك الأيات التي بين أيدينا والتي نحاول أن نخرج قروء فاعلية ذاكرتها المتنحية (ص) والمرتبطة بـ والقرءان ذي الذكر تظهر صفتين معاً وبينهما رابط (الكهف والرقيم) ويتحتم علينا هنا أن نبدأ بذكر صفة الكهف إذ هذا أول ظهور له في السياق كي نعين القارىء لتكوين نواة عقلية تربطه بمقاصد الباحث ويمكن كبداية أن نستعين بصفاته المادية ونربطها بالصفات العقلية...فالكهف المادي هو (حجرة) أو تجويف (صخري) غازي في (جبل) والتي بمجملها تعتبر صفات ضمن مكونات الأرض وهذه الصفات الثلاثية يرتبط معها موسى أثناء سيره فمن يتابع احدث موسى في القرءان سيجد أن هناك (ثلاث) مكونات نعتبرها بعقلنا مادية جامدة حاضرة ومرتبطة بقصصه بقوة وهي (جبل/صخرة/حجر) وكل مكون أو صفة خاصة بمحطة محددة في قصصه ومسيره...

          فالمكون الأول خاص بسؤال الرءية...

          والمكون الثاني خاص به وبفتاه...

          والمكون الثالث خاص بطلب السقيا من قومه...

          وكلها يمكن تلخيصها بصفة الكهف فهو يحمل جميع خصائص هذه الصفات أو المسميات...فهو ءاخر مرحلة في إسراءك اليلي والعقلي عندما كان وما زال يُصنع من ذرية من حمل مع نوح وابنه الذي يريد أن (يأوي لجبل) يعصمه من أمر الله!...ونذكر مرة أخرى دون الإسراء لن نفهم الكهف وما بعده من أبعاد (مريمية) ففي الإسراء نتعلم كيف يسبح العبد في التكوين والمرتبط بإيتاء موسى الكتاب من ذرية من حملنا مع نوح وهو المستوى السادس من أواصر عقلنا تسبيحاً وفي الكهف سنتعلم كيف أنزل قرءان الإسراء كتابا على عبده ولم يجعل له عوجا حمداً وفي مريم نتعلم كيفية المرور وإحياء العبد عن طريق ذكر رحمت ربك عبده زكريا!...إذا عقلنا هذا الربط الثلاثي سندرك معنى ووظيفة الكهف الوسطية دون عناء...


          أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون (51) العنكبوت


          وفي الكهف...


          وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى خاوية على عروشها ويقول يليتنى لم أشرك بربى أحدا
          (42) الكهف


          فالكهف من عربته (كفيه/يكفهم/كفى\كافة) وإنتقلت الفاء نقلة تبادلية واحدة لتأخذ مكان الهاء وتصبح كف مستمر بنزع المشغل عنه (ننسها) فهو ماسك تبادلي أي يعطي ويأخذ ولا يعطي حتى يأخذ ومن أهم صفاته المذكورة أنه حيز يحدث في فجوته التقليب وعندما ترتبط الهاء في وسطه (ما ننسخ) يصبح ماسك دائم التبادل النافذ أي يعطي ويأخذ بشكل مستمر في أي محطة من الحساب فينذر ويبشر وانت تقرأ كتابك (فكفى) بنفسك اليوم عليك حسيبا...


          وهذه ذاكرة مختصرة تبين ما نريد قوله...


          لفظ (الكهف) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعليه تتبادل مكون) لـ (ديمومة نشاط ماسكه) وهذا الرشاد الحرفي لا ينطبق على العقل (حصرا) بل يرتبط بمرابط فطرة العقل فالعقل عموما اينما يكون في ماده او خليه او نبته او حيوان او انسان لا يمتلك (مكون مستقل) بل يمتلك (مكون تبادلي) فـ العقل له رابطان اساسيان (يسار ويمين
          ) وهما (قطبا العقل) ونفس الشيء لـ (قطبا المادة) وهما شمال وجنوب وهما قطبا المغنط الارضي والكوني وكل صغيرة وكبيرة تخضع له .. فـ الكهف هو مفصل دستوري لمجمل الخلق (ملكوت السماوات والارض)

          تلك المرابط هي التي تمتلك صفة (فاعلية تبادل مكون) لـ (ديمومة ماسكة) .. فالكهف هو مرابط العقل بكينونته في الخلق وهي من (فطرة خلق السماوات والارض) ومن تلك الفاعلية التبادلية قامت العلوم في الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا ليس بروابط مع عقلانية الانسان فحسب بل روابط مع عقلانية مجمل الخلق الخاص بـ (ملكوت السموات والارض) .. لفظ الكهف لا يخص (العقل) فقط بل يحمل (دستور شامل) يتصف بصفة (الامان والهدي) عقلا سواء كان ذا مماسك عقلية او مادية او انشطة تنشط في المخلوقات بشكل مطلق .


          فكهف الفتية هو كهف لصناعة مستويات العقل السماوية والخاصة بالأرض عن طريق فعل الجعل وليس فعل الخلق!!...فـ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها مربوط ربطاً بـ وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا..فهي حالتين لفاعلية مشغل علّة الأرض مرتبطة معاً بشكل تزامني وليست مرحلة تتبع مرحلة...فأحداث أصحب الكهف والرقيم مرتبطة بهذين الجعلين و (أى) الحزبين (الحيز التكويني) مرتبط بالزينة وأحسن عملا وصعيدا جرزا وفاعلية مشغل علّة الأرض هو مسرح الأحداث فخلق الأرض كما أسلفنا قد تم وسنشهد أحداث الجعل...هذا الجعل سيترتب عليه شيئين إثنين بناءا على المقومات فإما أن تحافظ الأرض على زينتها وتربوا نباتا من كل شىء موزون وطاهروإما أن تفسد هذه المنظومة ويكون قولها شططا نتيجة الدعوة من دونه إلهاً...


          أما صفة الرقيم المربوطة بالكهف فيمكن الإمساك بها من خلال هذه الذاكرة...


          لفظ (رقم) في علم الحرف القرءاني يعني (مشغل وسيلة فاعلية ربط متنحية) وذلك الترشيد المستحلب من علم الحرف (مقاصد كل حرف في العقل والقرءان) فان تطبيق ذلك الرشاد الفكري على (رقم الهاتف) مثلا سيمنحنا (خارطة منطق) الهدف منها الاطمئنان و (اليقين) ان تلك الراشدة الفكرية (حق) فتقوم الـ (حقيقة) بين يدي الباحث فيكون رقم الهاتف هو (مشغل وسيله) وتلك الوسيلة نعرفها هي (الاتصال) سواء كان سلكي او لا سلكي كذلك يكون رقم الهاتف متصف بصفة (فاعلية ربط متنحية) وهي حق وحقيقة فصوت المتكلم في الهاتف هو ليس نفسه والاتصال يتم عبر (البداله) وهي متنحية عن (صاحب الرقم) ومتنحية ايضا عن (المتصل به) الا ان رقم الهاتف هو
          (المشغل الذي شغل فعل فاعلية الربط المتنحية في البدالة ولو شاهدنا هاتف معروض للبيع (مثلا) فنسأل بائع الهاتف (هل هذا الهاتف رقيم ..؟؟ فيقول مثلا نعم انه رقيم ..!!) وذلك لسان عربي مبين يحمل بيان ان للهاتف رقم مرتبط بالبدالة...ومثلها في منطق الناطقين :
          رقم الدار او رقم الشقة او رقم الشارع حيث يكون (الرقم) هو (مشغل) لـ (وسيلة) لـ (فاعلية ربط) متنحية عن الدار او الشقة او الشارع بل (ترتبط) بفعل (تنظيمي) في سجلات تنظيمية هي التي وضعت للشوارع والبيوت والشقق ارقام فالرقم هو (مشغل وسيلة تنظيمية) ومثلها رقم بطاقة النفوس المدنية فهي تقوم بـ (تشغيل وظيفة تنظيمية اجتماعية) حيث رقم البطاقة يمتلك فاعلية ربط متنحية في سجلات رسمية في دائرة التسجيل


          تساؤل عن وظيفة ( الرقم ) في القرءان


          ولكن سنزيد ونوسع قليلاً في عربة تلك التذكرة بأن نقول أن (الرقيم) صفة لتشغيل الـ رُقى في حيز وهي من عربة (ق/رق/راق/بورقكم/التراقى/لرقيك/...) والحيز هو في كتاب وصفته مرقوم...فالكهف كما أسلفنا هو فاعلية تبادل لـ ماسكة مستمرة والمربوطة بحيز مشغل الرقـ يم...ومحتوى الرق هو طور منشور يقيناً في السماء وما جاء في الإسراء يوكد هذا القلم...


          أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتبا نقرؤه قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا (93) الإسراء


          وأيضا في عمق التأويل يمكن إعتبار عربة الرقيم مكونة من مقطعين أو مفصلين (الر) و (قيم)...المفصل الأول يُعتبر كتاب أحكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وهو الكتاب الذي انزل على عبده بالحمد أما المفصل الثاني يعتبر كتاب قيماً عليه فهو وسيلة تقوم على تفصيل الأمر في الحيز بشكل متصل ومتتالي لا عوج فيه لينذر ويبشر إي أن الرقيم يمتلك القدرة على الحفظ الداخلي بنفسه فالكتب المرقوم هو الكتب الذي يشغل ويحكم نفسه بنفسه في ءالية حفظه الداخلية وهو يشبه الوظائف البيولوجيا داخل جسمنا أو ما نسميه البرمجة الإلكترونية الآن لنظام ما...فـاقتران الكتاب بالقرءان شرط لازم واذا عرفنا ان (الكتاب) يعني الوعاء التنفيذي لمنظومة الخلق فان العقل الحامل للقرءان سيدرك الزامية المنهج الموصل الى اعادة القرءان الى اولياته (تأويله) في حيز الكتاب المكنون...


          فالفتية هم من يقبضون الأثر عندما يتبادلون الفاعلية مع صفات تلك الصحبة والمرتبطة ببعض أي الكهف والرقيم...فهم مكونات وروابط العقل الأولية والنشطة الخاصة بالأرض أن صح القول والتي سيتم برمجة معالجها من جديد (إعادة تأهيل ومن ثم بناء) في كل ومضة زمن عندما يأوا إلى الكهف في رحلة الإرتداد والرجوع بعد أن شاركوا في حدث سابق وهو جعل ما على الأرض زينة لها وأثناء هذه البرمجة ستصاحبهم مقومات تكوينية ضمن حيز فعال لا تنقضي عجائبه وحسبته...


          وهنا يجب أن نذكر مقاربة سريعة فبين الفتية والفتنة مقاصد مشتركة إلا في مقصد واحد (ي/ن)...ففي جعل ما على الأرض (موضع الإبتلاء) هم فتنة وفي جعل ما عليها هم فتية...أما في عمق التكوين هم حيز فعال ففي الكهف تُصنع روابط علّة الزينة وفي الرقيم تُصنع روابط علّة الترقي...وهو علم أي مشغل علّة نجده في هذه المذكرات المقتبسة من عدة سور...


          واعلموا أنما أمولكم وأولدكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم (28) الأنفال


          لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كرهون (48) التوبة


          فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين (85) يونس


          كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون (35) الأنبياء


          ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والءاخرة ذلك هو الخسران المبين (11) الحج


          فأصحاب الكهف والرقيم هم المكونات الفاعلة التي تصاحب الصفتين أي فاعلية تبادلية الماسكة المستمرة والمربوطة بحيز مشغل الرق أي الـ (يم)...ومن هنا تبدأ أحداث الكهف ويظهر كأسم وصفة كما أسلفنا فكل منا سيصنع ويبرمج أحداث كهفه الإرتداية بناءا على عمله المبني على الجُعلين السابقين ويبدأ مشغل حسبة أحداث الفتية وهي حسبة تخص القارىء والذي يقرأ الأحداث ويتنقل بينها بعدسة الذين يقصون لنا الأحداث ويسبحون بحمده فأنا وكل قارئ المقصودين بهذا الحديث ويجب أن نقيم علّة الأحداث ونتداخل مع الفتية وأى الحزبين ونواكب التطورات في كل المراحل بعين ثاقبة كي لا تغيب عن بصرنا أي تفصيلة فأي خلل في التقاط ذاكرة الأحداث سيجعلنا عند الإبصار من الفئة الثالثة فلا تكن من مكونات الناس الناسين وتحسب هذه الأيات عجبا بل هي أحداث وحي لرجل منا في عمق تكويننا وإن بقي مكونها عجبا فالكافرون يقولون إن هذا لسحر مبين!...


          أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين ءامنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكفرون إن هذا لسحر مبين (2) يونس


          أما مقاصد عربة الأية والأيات فهي...


          (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:16)


          الاية في الفهم هي (حيز فعال) والله سبحانه يؤكد ان كل (حيز فعال) عندما يفعله الخالق في العقل سيكون ذو نتاج (ان في خلق) .. أي ان (يعقل العاقل) أي يفهم العاقل كل حيز فعال ويجب ان يتم ربطه في العقل بصفة (الخلق) ..عندما يتم ذلك يتفعل العقل فيكون بصفة (يعقل .. يعقلون)

          اذا لم يرتبط تفعيل العقل بين الحيز الفعال (آية) والخلق فان عملية العقل وتفعيله لن تتم وان تبادلية الفكر سوف تقع في احد النجدين (فجور ... تقوى) أي ان النتاج العقلي سوف ينحسر ويقوم مقامه فعل تبادلي في (النفس)... ذلك يعني ان العاقل عندما يفعل عقله بايات الله سيربطها بالخالق والا فان النفس امارة بالسوء فيقول (داروين) ان تلك الايات هي من فعل الطبيعة وفي ركبه يسير كثير من الناس اذن تفعيل العقل (يعقلون) يجب ان يكون في منظومة (خلق) أي خلق السماوات والارض وما يجري من تفعيل في حيز الدواب واحياء الارض بعد موتها وتصريف الرياح..


          ومقاصد عجبا تظهر في هذه الذاكرة...


          ءاية عجبا ... فالعجب في مقاصدنا هو ما يقترب من قصد الشيء الغريب المبهر وكما جاء في مشاركتك الكريمة فان العجب والانبهار والغربة تزول بعد حين وتتحول الظاهرة (الاية) الى شيء (معتاد) الا ان خصوصية القرءان دستورية الوصف فان الاية (عجبا) تبقى عجبا وان عرفت


          عجبا ... لفظ في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية نتاج يقبض فاعلية الاحتواء) وليس (احتواء الماسكة) اي ان الاية تبقى (مجهولة التفعيل) يعني (الكيفية التي تفعلت بها الاية) فالقابضة هي قابضة موقفة تتوقف فيها المعارف من ادراك (فاعلية الاحتواء) التي عليها الاية الخاصة باصحاب الكهف والرقيم

          ذلك الترشيد هو الذي نراه في كل شيء عجيب يذهب عنه العجب بعد حين عندما يتم فناء القابضة الفكرية لـ (فاعلية الاحتواء) كما في الاجهزة الحديثة التي تم التعرف على بنيتها التفعيلية (فاعلية الاحتواء) وذهب العجب مع المعرفة بها الا ءاية اصحاب الكهف فان فاعليتها تبقى عجب اذا ما كتب للناس معرفة تشغيلها وفق قانون زمني


          مع التذكير أن صفة (عجبا) تظهر لنا مرة أخرى في أحداث موسى وفتاه التزامنية عندما يرتدا على ءاثارهم قصصا لحظة ايوائهم إلى الصخرة ونسيان ذكر الحوت من قبل فتاه وإتخاذه سبيله في البحر عجبا...فالقرءان وءاياته كله عجبا وليس فقط ءايات أصحاب الكهف والرقيم فهو ساري في كل مفاصل التكوين وفرعون العقل والأرض دائماً ما يصف موسى بالساحر العليم وما أتى به سحر مبين نتيجة هذا العجب الذي يقبض نتاج فاعلية الإحتواء...


          وتظهر كينونة عجب الأيات تلك لحظة إرتباطها بشكل تزامني بمنقلب سريان حيازة التكوين لإيواء الفتية إلى الكهف فـ (إذ) ليس كما يقال ظرف أو اسم لزمن ماضي أو لما يستقبل من زمان فقط بل هو الذي يصور لنا بدأ الأحداث وكيفية تشغيل محتوى حسبتها وقبض ءايات العجب فيها أثناء مضيها أو سعيها في الزمن الفلكي...

          إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
          (10)


          الايواء مطلب أو حاجة للنجاة أو العصمة من فعل أو أمر مؤقت (سنني) إلى أن ترجع الأمور لحالتها الطبيعية وفعل الإيواء لحظة الدخول (إلى الكهف) يدل على أن الفتية في حالة يُتم أو عدم إتمام لحاجتهم وكأنهم كانوا في مرحلة أو مهمة لم تكتمل بعد أو لنقل إكتمل أجلها أو أنها توقفت لسبب ما ووجدوا أنفسهم كما نقول بين ليلة وضحها دون مأوى (مثل ما حدث مع موسى وفتاه) مما يدل على أنهم قد فقدوا مكون الرضى الخاص بهم فاليُتم في الضحى (ألم يجدك يتيما فءاوى) فهم إذاً كما أسلفنا في حاجة لإتمام شيئين من ربهم بعد جعل ما على الأرض صعيدا جرزا وهي الدعوة التي يدعون بها وهم بحاجتها (رحمة مأتية وتهيئة من أمرهم رشدا) وتهيئة الأمر بدوره وتأنيسه هو الذي تدور حوله الأحداث كافة...ففي النساء نرى صورة اليتامى عندما نبتليهم إلى أن نأنس منهم رشدا...


          وابتلوا اليتمى حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أمولهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أمولهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6) النساء


          وهي صورة سنتحدث عنها لاحقاً في نهاية البحث وسنرى مدى عمق إرتباطها فيما نحن فيه من حديث...
          ويجب أن نلاحظ في السياق أن ليس كل أمر الفتية تم طلب تهيئته رشدا حين سريان فاعلية الإيواء إلى الكهف (وهئ لنا أمرنا رشدا) وإنما تشغيل وتهيئة جزء تبادلي منه (وهئ لنا من أمرنا رشدا) فهم حصراً للذي ءامن وعمل صلحاً سيتيسر أمره ومن ثم يهيئ له من أمره مرفقا وسيجعل منهم..

          وجعلنهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرت وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لنا عبدين (73) الأنبياء


          وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بءايتنا يوقنون (24) السجدة


          فأصحب الكهف والرقيم هم مشغلات تكوينية موجودة في بُنيتنا العقلية بشكل تكويني تعمل في الخلفية أي في عالم الغيب والشهادة أي كما وصفه الأب الحاج عبود عالم غائب العلّة مشهود الحدث...فـ (لما و بما) كلاهما مشغل فعال إلا أن الفرق يكمن بين الناقل وبين القابض...


          فضربنا على ءاذانهم فى الكهف سنين عددا (11)


          فاعلية تبادل الضرب هي فاعلية عقلية تحدث في الكهف بعد أن أوو إليه ويمكن أن نمسك مبدأيا بمقاصد الضرب من خلال هذه الذاكرة...


          ضرب المثل هو (ضرب عقلاني) فهو ليس ضرب فيزيائي او ضرب رقمي رياضي ويراد منه تفعيل العقل من اجل فهم حالة حراك عقلاني من اثر مادي
          (ضرب العقل بالمادة) الا ان المثل يربط الاثر المادي بمؤثره العقلاني حيث تتم عملية (ضرب الاثر بالمؤثر) من اجل قبض (الخارج من حيازة) عملية الضرب مثلما جاء في المثل الشريف (اضربوه ببعضها) من اجل اخراج ما كانوا يكتمون وكذلك ورد الضرب في مواقع قرءانية كثيرة وكان واضحا فيها هو (ضرب الاثر بالمؤثر) لغرض تذكيري عقلاني كما تستخرج مساحة المستطيل بضرب الطول بالعرض ... ونقرأ

          {
          وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } (سورة النحل 112)

          الاثر المادي هو (مذاق لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) وحين ضرب الله المثل عرفنا (المؤثر العقلاني) وهو (الكفر بانعم الله) والكفر بانعم الله له ايضا (رحم مادي) فالكفر بالنعم وان كان فعال في رحم مادي الا ان هنلك (رحم عقلاني) قام بتحريكه وهو (فاعلية الكفر) التي تبدأ في العقل وتنتقل الى المادة فكان ضرب المثل يعني (ضرب رحم العقل بالرحم المادي) وبالعكس



          { يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ } ما هو الضرب وكيف ؟
          !


          فالـ ءاذان هي للسمع وهو جعل تكويني يتكون نتيجة السير في الأرض (أو ءاذان يسمعون بها) فعلّة الأذان هي السمع والذي يحدث نتيجة إهتزاز رنيني بين المرسل والمستقبل والضرب على ءاذان الفتية (على ءاذانهم) يعني الضرب على سريان حيازة مكونات علّة حاجتهم المطلوبة من ربهم بفاعلية ربط بديلة دائمة فهم طلبوا حاجتهم الربوبية (ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا ) وتم ربط فاعلية إستبدالها أو تبادلها الربوبي بفعل خروج الحيازة (ربنا/فضربنا) ولاحقاً بنفاذية (وربطنا) فالضرب على علّة الأذان هو عملية تبادلية داخل مصفوفة فكل فرد يأخذ دور الأخر وكأنها إعادة مغنطة وحيز فاعلية التبادل هو في الكهف...


          لفظ الـ (أذن) في علم الحرف القرءاني يعني
          (تبادلية تكوينية سارية الحيازة) ولو طبقنا هذا التخريج على الاذن البشرية لوجدنا دقة الرشاد في خارطة الحرف القرءاني فالاذن تمتلك (تبادلية تكوينية) بين مصدر الصوت (اهتزاز) وطبلة الاذن (اهتزاز ايضا) وتلك التبادلية تمتلك (فاعلية حيازة سارية) فالصوت حين ينطلق من مصدره تسمعه كل اذن تتبادل الاهتزاز معه رضي السامع ام لم يرضى لان صفة تلك التبادلية التكوينية انها (فاعلية سارية الحيازة) ... تلك هي نفسها وبدقة متناهية (نظم الخلق) فنظم الخلق هي فاعليات فيزيائية او كيميائية او حياتية او عقلية ذات(تبادلية تكوينية) مع المخلوق فان انقطعت تلاشى المخلوق وتلك الصفة التبادلية بين (نظم الخلق) و (المخلوق) تمتلك (فاعلية سارية الحيازة) وعلى سبيل المثال نرى ان كلما التقى سالب وموجب وحرارة وبرودة وماء وبذر كلما تفعلت صفة (التبادل التكويني) وكانت (فاعليتها سارية الحيازة) في المخلوق بشكل تلقائي دون ماكنة تشغيل او تدخل بشري وبما ان نظم الخلق جميعا هي نظم الله ولا إله الا الله ولا خالق الا الله فان تلك الصفات التبادلية ذات الفعالية السارية الحيازة تكون بـ (أذن الله) فهي قوانين الله التبادلية الصفة ذات الفاعلية السارية الحيازة في حيزها وهو المخلوق وتسري باذن الله


          أذن وأذان والله يأذن في فطرة عقل ناطق


          وسنين عددا هي إعدادات حيز سنن الضرب على ءاذانهم وليست مدة الّبث في الكهف والتي تم ذكرها في نهاية القص (ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً) وعددا هي صفة إحصاء كل شيء عند إبلاغ محتوى الرسالات والإحاطة بما لديهم وعلينا أن نتذكر أن إبرهيم الصفة هو الذي يؤذن في الناس بالحج ليأتوه رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل (فج عميق) ولكي يؤذن لا بد من نفي فاعلية الشرك وتطهير البيت للطائفين والقائمين والركع السجود...


          ثم بعثنهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا (12)


          إذن الضرب على ءاذانهم ليس حجب أو منع أو عزل بل هو فعل بديل لحاجتهم حين أو أثناء سريان حيازة تكوين الأيواء إلى الكهف (إذ أوى) وهذا الفعل البديل غايته تشغيل منطلق الفعاليات المتعددة (ثم) المؤدية إلى البعث والذي هو منطلق فعاليات قابض النتاج أي (ع) أي من كان يقبض أو يكبح النتاج ستطلق فاعلياته بشكل دائم والذي ينقلنا بدوره إلى مشغل علّة فاعلية تكوين حيز الحزبين (أى) وأمدا هي مكون مدا فاعلية ناقل الـ بث أي النقطة الفاعلة في التكوين التي ينقلب عندها مسار المشغل فغاية تشغيل منطلق فعاليات البعث هي إحصاء أقصا مدا تكويني للبث المترابط (الصاعد) من قبل فاعلية مكون حيز الحزبين...


          وبمعنى أخر بعث الفتية بعد الضرب على ءاذانهم سيتم من خلاله نقل مشغل العلّة (لنعلم) الخاص بفاعلية الحيز التكويني للحزبين (أى) والذي يبين بدوره لما لبثوا أمدا إحصاءاً...فهو تعليم لـ (أى) الحزبين وليس تعليم للحزبين كأفراد أو أشخاص فالموضوع الأم يدور (كانوا من ءايتنا عجبا) ولاحقا (تلك من ءايت الله) فلنعلم ليس كما نقول لنعرف فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتب مبين...فـ اى الحزبين هم الذين سيتم نقل مشغل علّتهم وليس كما نقول لنعلم أي واحد من الحزبين فالحزبين وظيفتهم تم بيانها وصحبتها التكوينية لصفتين بينهما رابط هما الكهف والرقيم...والـ (أى) هو الحيز التكويني لتلك الصفتين والذي سيبين لما لبثوا أمدا بناءا على حيز عملهم الكمي المنقول بالبلاء لـ (
          أيـ كم) أحسن عملا أثناء الجعل الأول...فحيز البلاء والعمل هم الـ (أى) والفتية هم عوامل مساعدة مصاحبة في إنجاز أحسن عملا أو الأخسرين عملا وعلّة الأثر الباقي الداخل في الجعل الأخر...فهناك أى خاص بالكهف وأى خاص بالرقيم وبينهم رابط...

          هؤلاء الـ أى عند إيواء الفتية إلى الكهف بعد إعتزالهم (وعد الله حق) وبعد البعث وإعثار علّتهم الدائمة (الساعة لا ريب فيها) سيحزبون الفتية أثناء صحبتهم للكهف والرقيم إلى ثلاث مجموعات زوجية بناءاً على لحظة تنازع الأمر الناشئ بين الفتية أثناء بعث أحدهم بورقهم هذه إلى المدينة (مرحلة التهيئة) كما سنرى...فالفتية في شوق ورجاء للقاء ربهم وهم محصورون في فجوة الكهف كل مجموعة فيها قول ينقل لنا فاعلية الربط المتنحية لقرءانهم المتجدد وهو يكتب قبل تفعيله وتنفيذه في وعاء نفاذية الخلق الذي تم إنزاله بالحمد على عبده...
          فالحزب ءاتلاف لمرابط عقلية أي أنه قبض فائق لمفعل الوسيلة...وقول الـ أى هو قول تحزيبي لقرءان الفتية أثناء تنفيذه (لما لبثوا أمدا ) فالحزبين كما يقال لا ناقة لهم ولا جمل فيما يقوم به قومهم في حيزهم فهم وظيفتهم محددة في الخلق أي الصحبة التكوينية (أصحب) ولكن الذين يقومون بالحيز التكويني الخاص بالحزبين هم من يوظفون ما يقوم به الحزبين سننياً إما ضمن سنن الحق (حزب الله) وإما أن يتخذوا من دونه ءالهة ودون أن يأتوا عليها بسلطان مبين (حزب الشيطان)...

          حزب
          ... لفظ يستخدمه اللسان العربي الناطق عندما يكون هنلك مجموعة من (حملة العقل) يحملون رشادا عقليا موحدا وقد وضعت اكثر القوانين الوضعية في مختلف دول العالم حدا ادنى لاتحاد العقول على رشاد واحد بـ خمسين حامل عقل يحق لهم (تأسيس حزب) مسمى بمسمى يعتبره المؤسسون انه الرشاد الاعلى لما اتحدوا عليه من وحدة عقلانية فقالوا مثلا (الحزب الديمقراطي) واخر (حزب العدالة والتنمية) ومثلها كثير تؤكد اتحاد (رشاد عقلاني) مشترك بين مجموعة من حملة العقل البشري

          من تلك الرجرجة الفطرية البسيطة لمفهوم الحزب يتضح ان (حزب الشيطان) هم حملة العقل الذين اتفقوا على راشدة عقلية شيطانية (خارجة عن سنن الخلق) تمثل الصفة الشيطانية المتحدة بين مجموعة بشرية تحمل عقل (متحد) في راشدة عقل تعبد الشيطان (الناشطات الخارجات على سنن الخلق) فكانت التسمية القرءانية بلسان عربي مبين (حزب الشيطان)


          فهذا الضرب هو سنة تكوينة وليس حدث عابر أي أنه يحدث في كل علّة أرضية عند الجعل الأول لما ما على الأرض أي الزينة (الكهف) وعند نقله لجعل ءاخر لما عليها (الرقيم)...وهو نتيجة لذاكرة سابقة في الإسراء كما أسلفنا أي ذرية من حملنا مع نوح...فالحزب ينتج عن تقطيع وتفعيل وسائل الأمر الواحد من جهة ونتيجة لتفريق الدين لمن كانوا شيعاً من جهة أخرى وكل حزب بما لديهم فرحون وهم يأتون نتيجة تكذيب مجموعة من الرسل ثم إنشاء قرون من الذين كذبوا ثم جعلهم (أحاديث) بعد إرسال الرسل تترا وإتيان موسى الكتاب...وهو ما يعلل لنا طلب تهيئة من أمرهم رشدا في رحلتهم...


          إذن مرة أخرى نحن أمام فتية تم الضرب على ءاذانهم في الكهف ثم بعثهم وهذا الضرب غايته تشغيل منطلق فاعليتهم المتعددة والذي يؤدي إلى تحزيبهم إلى حزبين ومن خلال فاعلية حيزهم التكويني (أى) يتم تعليم مكون إحصاء لما لبثوا أمدا أي أقصا مدا تكويني لنقل فاعلية البث المترابط (الطول الموجي) بكل ما يحمله من بيانات وأحداث وذلك بشكل إحصائي والذي يحدث في وعاء نفاذية الخلق أي الكتاب الذي أنزل على عبده...


          ووضع الكتب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يويلتنا مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصىها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا (49)


          أي أن مكون حيز الحزبين الإحصائي يكون فعال بعد البعث أو أثناء التحضير ليوم القيامة وقبل وضع الكتب ويجدوا ما عملوا في الماضي حاضراً...والذي يمكن إختصاره بيوم التنبؤ بحاوية جميع الأعمال المنسية أو المختزلة والتي أحصاها الله...


          يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصىه الله ونسوه والله على كل شىء شهيد (6) المجادلة


          فالإحصاء يسبق فاعلية الإعداد في التكوين المريمي حينما يأتي كل من في السموت والأرض الرحمن عبدا...


          إن كل من فى السموت والأرض إلا ءاتى الرحمن عبدا (93) لقد أحصىهم وعدهم عدا (94) وكلهم ءاتيه يوم القيمة فردا (95) مريم


          ويعود السياق مرة أخرى ليفصّل الأيات وعلّة بخعك لنفسك ويؤكد على أن حيز الحديث هو لك أيها القارىء أنه قص حيز علّتك أنت عن طريق نبأهم بالحق أي أن علّتك هي المقصودة وداخلة من ضمن صورة نبأهم التكويني الدائم المقبوض بالحق...


          نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدنهم هدى (13)


          فالقص هو تنحية الرابط الفائض عن طريق فعل متنحي أيضاً وعندما يتم إستبداله بشىء يصبح بمعنى النقص أي أخذ شيء من شيء بغية تعديل المكيال والميزان على سبيل المثال وحيز هذا النقص يحدث في أطراف الأرض بشكل تبادلي دائم وله رءية...


          أولم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب (41) الرعد


          نقص الارض من أطرافها


          وهذا النقص يتم إنقاصه من ثلاث صفات مترابطة موجودة في الأرض ومن غاياته أيضاً البلاء بمعنى نقل القابضة كما تم تذكيرنا سابقاً...


          ولنبلونكم
          بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأمول والأنفس والثمرت وبشر الصبرين (155) البقرة


          ومنه أيضاً...


          ولقد أخذنا ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرت لعلهم يذكرون (130) الأعراف


          ومن يقوم بتعليم محتوى هذا العمل وحفظه جاء ذكرهم في سورة ( ق) أي سورة فاعلية الربط المتنحية في كتاب الخلق والمرتبطة بالقرءان المجيد...


          قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتب حفيظ (4) ق


          وهم من قالوا في بداية الإسراء وفي بداية الكهف وقالوا في سورة البقرة وءال عمران وغيرها من سور (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) والذين هم في حقيقة كينونتهم يستنسخون أعمالنا فهدف الإسراء هو إقصاء روابطك العقلية المتنحية من المسجد الحرام وتوجيهها إلى المسجد الأقصا بواسطة عبد الله كي ترى من ءايتنا وتصبح أنت السميع البصير على نفسك وذلك إن حققت شروط الإسراء العشر وفي نهاية أحداث الفتية يذكرنا قرءان الكهف مرة أخرى بهدف هذا الغيب ولكن بشكل مقلوب...أبصر به وأسمع!!...فأنت في الكهف تشهد أحداث المسجد الأقصا ولذلك تبصر ثم تسمع لأن ءاذان الفتية تم ضرب علّتها في الكهف سنين عددا...


          لفظ (قص) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية متنحية لـ فاعلية ربط متنحية) ومنها مثلا فعل (الاقصاء) فهو فعل لـ التنحية وفي نفس الوقت يقوم بتفعيل رابط متنحي فاذا قلنا مثلا (تم اقصاء الوزير) فهو يعني انه كان وزير واصبح (اقصا) عن الوزر وكذلك رابطه مع الوزارة تم تنحيته اي ان الفاعلية المتنحية تقوم بفعل رابط متنحي ايضا


          والنبأ هو صورة الحدث بكامل تفاصيله...فلا نبأ قبل الحدث...


          نبأ
          : هو تكوينة نقل تبادلي القبض ... فحين يكون الحدث فان تكوينة النبأ تقوم في العقل وهي نقلة اولى (من الحدث للعقل) وعندما يتم التبليغ بـ (النبأ) تقوم النقلة الثانية (من العقل للسامع) فيقوم السامع بـ (قبض) تفاصيل الحدث فيكون نبأ مقبوض في عقل مستقبل النبأ فان لم ينتقل النبأ نقلته الثانية (من عقل الشاهد لعقل السامع) يكون (سر) ولن يكون نبأ


          النبأ هو (صورة الحدث) بمجمل تفاصيله وتلك راشدة فطرية يمتلكها كل ناطق فالنبأ له (مستقر) بلا حراك وهو (سكينة) لا حراك فيها وسوف تعلمون لا تعني وسوف (تعرفون) فلفظ تعلمون في علوم الله المثلى يعني (تمتلكون مشغل علة مستقر النبأ) وتلك هي ءاية ملك طالوت فهو يعرف الحدث قبل حدوثه فيقوم بتصحيح مسار الحدث على ناصية برنامج حكومي الهي كما جاء في مثله في القرءان

          النبأ هو (خبر الحادثه) فالحادث بعد تنحيه في عنصر الزمن يتحول ماضي الا ان (نبأ الحدث) يبقى ساريا فاسموا ناقلي الاخبار انها (وكالات الانباء) والقرءان يبين لنا ان (لكل نبأ مستقر) والمستقر هو يقينا (محتوى لـ ماسكة تلك الافعال المتنحية عن زمن حدوثها) فهي في (مستقر) يمكن تشغيل علته (وسوف تعلمون) وفي القرءان بيانات كثيره تؤكد ان كل صغيرة وكل كبيرة لها حضور (نافذ) لاحق !! ونقرأ

          يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ



          تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } (سورة آل عمران 30)


          الصورة والصوت حين ينقلب مسارها (خارج الحدث) يكون بطبيعته التكوينية انه كينونة (النبأ) فلا نبأ قبل الحدث بل النبأ بعد الحدث دائما وتلك فطرة عقل محض .. لفظ (نبأ) في علم الحرف يعني (مكون بديل القبض) فمن (يعلم النبأ) يكون مكون النبأ لديه بديل القبض لـ الحدث فحين نسمع او نرى بالصورة نبأ حدث في مكان ما يكون النبأ بديلا قابضا لـ الحدث وبتلك الكينونة نعرف (الحدث الرسالي الشريف) من مصدره بلا رواة وبلا مختلف فيكون (العلم والاسلام) صنوان لا يفترقان رغم قساوة الاختلاف في يومنا المعاصر وفي القرءان علوم تحتاج الى مؤمنين بالحق الكامن في القرءان

          فهو حدث وحديث يحدث بشكل دائم ومتجدد وهنا تم إستبدال ذاكرة قصه عليك بهيئة نبأ أي بهيئة قابض تبادلي لمشغلهم الدائم فيما يخص زينتك أنت الأرضية من الأعمال فمن سجل ذاكرة الحدث وأثره ليس الفتية بل من نسخه لذلك في نهاية القص يطلب منه أن (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا) لأن ربك سوف يعطيك فترضى فلا تستعجل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون لذلك لا يعلم عدتهم إلا قليل بسبب إتخاذ القوم العجل وموسى في الميقات!!...

          وطريقة تبادل القص تكون بالحق أي بفاعلية ربط متنحية فائقة فـ الحق هو الصفة التي تمتلك رابط فائق مع نظم التكوين أي هو صفة الثبات لـ نظم الخلق...وإذا أردنا معرفة هذه الطريقة فالأعراف تعرفها لنا بـ الوزن...

          فلنقصن عليهم
          بعلم وما كنا غائبين (7) والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موزينه فأولئك هم المفلحون (8) ومن خفت موزينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بءايتنا يظلمون (9) الأعراف


          وهي هي أحداث زلزلة و قارعة الأرض إذا زلزلة زلزالها واخرجت أثقالها وقال الإنسن ما لها يومئذ تحدث أخبارها....فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره وثقلت موازينه وهو في عيشة راضية ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وخفت موازينه وأمه هاوية...فوزن الأعمال إن كانت صالحة أو فاسدة هو المعيار ولا يظلم ربك مثقال ذرة ولا يظلم ربك أحدا حين وضع الكتاب...


          قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السموت ولا فى الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير (22) سبأ


          فغاية تبادلية القص هي لتفعيل وتشغيل حيز نبأهم الدائم عليك أي كي تمسك بنتاج علتك عن طريق قص نبأهم عليك بالحق فهي أحداث حدثت وتحدث بشكل دائم وقد مررت بها وغائبة عن وعيك ونحن ننبأك بها عن طريق تبادلية القص لنذكرك بالمشغل التكويني لمحتوى الحسبة كي تقترب من ذلك رشدا واتبع ما يوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلمته وتمسك بعلتك وصبّر نفسك ولا تتعدى على محتوى التبليغ فانت بشير ونذير ولست بوكيل على أحد والله بالغ أمره...


          قبض الظل


          وقبل أن نكمل علينا أن نسأل إبتداءا عن ماهية الفتية؟...وكيف ومتى ظهروا؟...وأين كانوا قبل ايواءهم الى الكهف؟...


          الفتية كقلم مبدئي (لم يكتمل بعد) هم حاوية لفاعلية تبادلة لحيازة محتوى وهم حاوية هرون الأرضية النشطة والمتبقية من روابط زوجية أحداث سابقة في الأرض بعد أن كانت زينة لها لبلاء من أحسن عملا وأصبح ما عليها صعيدا جرزا بفعل إثارتها (عّلة روابط بنى إسرءيل) أي من يبنون الإسراء...أو هم علّة روابط ءاثار أو مخلفات حاوية الخليفة السابق (مفعل العد/عاد) والذي كان مستخلف في الأرض وورث ما فيها من زينة وأتخذ من سهولها قصوراً ومن الجبال بيوتاً (ذرية من حملنا مع نوح) أي الروابط الزوجية والتكوينية للأنعام...


          أي هم حاوية لتوليفة نشطة من الفاعلية التبادلية ويمكن إعتبارهم الجسيمات الأولية الفطرية للعقل والتي تنشط في الحيز...وبمعنى ءاخر هم حاوية نشطة لفاعلية روابط عقلية بديلة لا تشيخ مهما طال العمر أو قصر في حاوية السعي تبقى هذه الحاوية فتية وفي أوج نشاطها والذي يشيخ هو مولدهم المرتبطين به وعلى ذلك يستطيع المرء من خلال حاويتهم التنبأ بالأحداث بعد أن يقضى أمرها من خلال الأثار المتبقية التي كانوا يرتبطون بها أثناء سعيهم أو نشاطهم الأرضي والعالم بحيز تلك الحاوية (علّة خزائن الأرض) بُغية التنبأ بالحدث بعد أن يقضى أمره هو يوسف الصديق الحفيظ العليم (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان) وعندما ينتهي (قضى الأمر الذي فيه تستفتيان) وذلك عن طريق تقنية الرءيا والتي حازها بفعل ءاباءه إبراهيم وإسحق وهي إتمام نعمة ءال يعقوب فاي رءية طاهرة وبريئة في الكتاب لا بد أن تبدأ بـ إبراهيم فهو الصفة التي من خلالها نستطيع أن نرى ملكوت السموت والأرض لنكون من الموقنين...

          وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموت والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا (14)


          التقليب مستمر ودائم ولكن علّته هي المربوطة لحظة سريان قيامهم وقولهم وليست قلوبهم هي التي ربطت...ولكن كيف ربطت علّة قلوبهم؟!!...الفتية في عملية دعوة أي إستدعاء أثناء الربط على قلوبهم نتيجة جعل ما عليها صعيدا جرزا فلكل منهم قلب ودورة دموية خاص به مثل علّة القلب المادي (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ولكل قلب أُذونين (أيمن وأيسر) تم الضرب عليهما...فعملية الربط هي عملية توحيد مسار الهدي وتوجيهه وجعله موحد المرابط فما يحدث لقلب واحد يحدث لبقية القلوب أي ما يمكن أن نُسميه مغنطة علّة الروابط...فالربط إذاً عملية أخذ وقص تبادلي لتهذيب أطراف الأرض بهدف (الإصلاح) لجعلها ضمن مسار محدد التوجيه وهذا القص لنبأهم والربط على قلوبهم والضرب على ءاذانهم هو علّتي أنا وعلّة كل قارىء والعمل الصالح هو المتبقي لكل منا والفيصل في علّة ربط القلوب...فالفتية لهم قلوب وليس قلب واحد والقلوب في ذاكرة الكتاب كصفة هي لعلّة العقل وللكسب والغل والزيغ والريبة والختم والتأليف والإطمئنان وغيرها الكثير من صفات عقلية تنبئنا بما في القلوب حين إنزال سورة...فبين العقل والقلب عربة لسانية مبينة فالقلب هو جوهر الإنسان كله وليس الدماغ فقط...


          عقل ... لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (نقل فاعلية نتاج لـ فاعلية ربط متنحية) لذلك استعصت تكوينته على العلم لان (فاعلية الربط) في العقل (متنحية) ويريد فرعون ان يطلع (الى) ذلك الاله الذي يفعـّل العقل !! ... الطفيليات مخلوقات تم التعرف عليها من قبل علماء العصر وهي ذات (عالم بايولوجي) كبير ولكل طفيلي بايولوجي يوجد (مضيف) يعيش عليه متطفلا الا ان العلماء اكتشفوا ان الطفيلي يمتلك (ارشيف معلوماتي عظيم) عن مضيفه وهو انما يتطفل على مضيفه بموجب تلك المعرفة وهي عقلانية وقالوا بها انها مودعة في جينات الطفيلي !! فهي (عملية تنزيل) تنزلت على الطفيلي وهو مخلوق (مستقل) في الخلق الا ان عقلانية المخلوق المضيف له تم تنزيلها في الطفيلي كما يتم (تنزيل) برنامج ما في حاسبة ما او كما يتم تهكير حاسبة او موقع انما يتم (تنزيل) معلوماتي (نافذ) يهكر او يتنزيل برنامج مضاف والمثل لا يتطابق بالتكوين بل يوسع مدارك الفهم فالعقل (يتم تنزيله) والقرءان (نزل على قلب المصطفى) عليه افضل الصلاة والسلام


          ولفظ (قلب) لا يعني مضخة الدم بل يعني (قبض فاعلية ربط متنحية النقل) فـ (حل القرءان) حلولا في عقلانية المصطفى الشريفة فكان اول من نطق القرءان على الارض !!! وبين لفظي (عقل , قلب) حرفان متشابهان في خارطتهما الحرفية (ق , ل) وهما (عقل ـ قلب) وذلك يعني (نتاج فاعلية ـ ع و قابضة ـ ب مقرونة بفعل ربط متنحي ـ ق وناقل ـ ل) ففي (العقل) نتاج فاعلية بظهور حرف (ع) في خارطة اللفظ الحرفية وفي (القلب) قبض بظهور حرف (ب) في خارطة اللفظ الحرفية لذلك جاء في القرءان لفظ القلب كثيرا ومنه مرض القلوب وسلامة القلوب ومنها (افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها) وغيرها لان القلب قابض والعقل منتج وكليهما من تكوينة (فاعلية ربط متنحية) مع (ناقل) ينقلها ولغرض توضيح البيان نستدرج الى عقولنا كيف تأخذ الحاسبة برنامجا من حاسبة اخرى فالحاسبة التي (تأخذ) البرنامج انما هي تمتلك (قلب) او ما يسمى
          (hard disk) اما الحاسبة التي تمنح تمتلك (برنامج) يتم بثقه عبر (وصلة) من الحاسبة المانحة نحو الحاسبة التي تأخذ ومثلها (الطور) وفيه (خذوا ما ءاتيناكم) كما يقول العقل صمتا ايتها الحاسبة خذي ما ءاتيناك من برنامج !! ونؤكد ان المثل لا يتطابق بالتكوين بل لغرض تقريب كينونة الطرح فالعقل يتفعل في رحم عقلاني اما الحاسب الالكتروني يتفعل في رحم مادي وفرق كبير بين الرحمين رغم ترابطهما في التكوين


          ولإتمام هذا العمل وتوجيه هذه القلوب وصفها بشكل مرصوص ضمن ترتيب معين ومسار ومستوى محدد لا بد من الربط عند كل مرحلة أو محطة كما يقال على قلب رجل واحد...فالأمر يشبه على سبيل المثال عدة أفراد يقرءون أو يكتبون كلماتهم وحروفهم بشكل مختلف فواحد من اليمين إلى الشمال وءاخر من الشمال إلى اليمين وءاخر من الأعلى إلى الأسفل وهكذا ولتوحيد هؤلاء الأفراد يجب تهيئتهم ضمن سنة ناظمة واحدة ولكن مع الحفاظ على الحالة الفردية أو (الكينونة) لكل قلب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...


          أما الرب والـ ءاله فيمكن الإمساك بصفتهم من خلال هذا الذاكرة...


          رب : هو( وسيلة قبض ) عندما يكون الله هو الذي يخاطبنا وعندما نريد دعوته نقول يارب فنحن نريد حيازة فاعلية قبض الوسيلة وهي ستكون مادية مثل المال والزواج والامن وغيرها من الامور الملموسة كأن تكون مثلا في رب الشفاء وحين يكون العبد يشكوا من ألم في معدته فهو سيدعوا رب الشفاء والله سيكون رب كل شيء فهو الله الواحد الأحد عقلا في عقل أي شيء
          ...

          أله : هو (فعل تكويني لناقل دائم) والفعل التكويني سيكون للجميع أن يأخدوا منه وينقلوا ما يشاؤون من ديمومة الطمأنينة والجهد فلا نقول مثلا نجاهد في سبيل الرب بل نقول نجاهد في سبيل الله وهو سيكون المعنى لكل شيء والله عز وجل لا تأخده سنة النوم والنسيان فهو الله يقوم بتفعيل تكوينة نقل نستعين بها وننقلها دائما


          صفات الخالق ترتبط بمقاصد الحرف (الله) سبحانه اما صفات الرابط بين الخالق والمخلوق فتكون تحت صفة (الرب) فـ علة الخالق اختصت بلفظ (الله) اما علة نشاط العبد فهي في (رب) مع علة (المربوب) بخصوصية العبد في نشاطه

          {
          إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } (سورة فصلت 30)

          { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (سورة الأَحقاف 13)

          فالله هو الخالق وهو الرب الا ان لكل مسمى علة يعتل بها المخلوق ففي كل ومضة فكر تقول (ربي) فهو (الله) ويمكن ان نقرأ النص التالي فندرك رابط علة الخالق بالمخلوق تحت صفة الرب

          { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } (سورة الشعراء 62)

          { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } (سورة الصافات 99)

          فتلك الخصوصية وردت تحت لفظ (ربي) ورغم ان الله رب موسى وغير موسى ورب ابراهيم وغير ابراهيم الا ان منطلق الهدي من الله صارت (ربي) فاختصت العلة بالمخلوق بمعية ربه هو او بما ذهب الى ربه فتخصص اللفظ الشريف بـ (الرب) وليس (الله) لارتباط العله بتصرفات المخلوق وليس في نشأة الخلق وانظمته المفطوره ونقرأ

          {
          وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } (سورة الزخرف 26 - 28)

          فالذي فطر ابراهيم وابراهيميته هو رب ابراهيم وهو (الله)مع العبد الذي قام بتفعيل الصفة الابراهيميه (انني بريء مما تعبدون) فكان الله بمعية ابراهيم ليهديه (ذاهب الى ربي سيهدين) فـ رب ابراهيم المعلول بعلته الابراهيميه وليس الله فاطر كل شيء


          هم ءامنوا بربهم وزدناهم هدى..أي أن مسارهم تم تأمينه بأيمانهم أولاً عن طريق ربهم ثم رُبطت الزيادة بالهدى...


          إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت يهديهم ربهم بإيمنهم تجرى من تحتهم الأنهر فى جنت النعيم (9) دعوىهم فيها سبحنك اللهم وتحيتهم فيها سلم وءاخر دعوىهم أن الحمد لله رب العلمين (10) يونس


          فالفتية في أمان تام وزيادة هدى لأن الله هو المؤمن وبالتالي سننه أمينة طائعة مسالمة والسياق سيبين لنا كيفية هذه الزيادة ولكن التأمين أولاً وأخيراً شرط أساسي للزيادة ولا نخشى الناس....فالزيادة ترتيل لفهم حيز العلّة الدائمة أثناء القيام باليل (أو زد عليه ورتل القرءان ترتيلا)...


          الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمنا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضون الله والله ذو فضل عظيم (174) ءال عمران


          وفي مريم...


          ويزيد الله
          الذين اهتدوا هدى والبقيت الصلحت خير عند ربك ثوابا وخير مردا (76) مريم


          ففعل الربط النافذ (وربطنا) ما زال مربوط بما قبله من تأمين قابضهم الربوبي وزيادة هدى فما زال الوصف داخل ضمن مشغلهم التبادلي المستمر (انهم) وعند هذا الربط بدأ سريان حيازة قيامهم وقولهم التكويني وفائدة هذا الربط تُربط مع فؤاد أم موسى عندما أصبح فارغاً لتكون من المؤمنين...


          وأصبح فؤاد أم موسى فرغا إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين (10) القصص


          وقولهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموت والأرض يُربط مع قول رسول فرعون موسى وهرون فهما رسول رب العلمين أي رب السموت والأرض وما بينهما...فالفتية يقولون من خلال موسى أي روابط وأواصر المستوى العقلي السادس والذي تنشأ وتُحسب روابطه الأمية الدنيوية من جديد...


          قال فرعون وما رب العلمين (23) قال رب السموت والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (24) الشعراء


          لأن الحدث كما أسلفنا هو حدث جعل ما على الأرض زينة لها ولجعل ما عليها صعيداً جرزا...فلابد من رابط يربط ذاكرته بفرعون فهو الأله والرب الأعلى للأرض في ذاكرة الكتاب وموسى في هذا الحدث هو الأعلى أي مكون العلّة الفاعلة...


          وهنا تظهر صفة التأليه في فرعون
          ... رب وإله ... الإله هو الذي يقيم السنن العامة في ديمومة الحياة الشاملة من بشر وحيوان وزرع وبيئة ويسطرها في قوانين مسنونة ... الرب هو الذي يربي مفاصل الخلق وكل مخلوق فيقيم السنن الشخصية للبشر وللحيوان وللزرع والبيئة ويسطرها في سنن مسنونة


          فموسى أو تحديداً ذاكرة المستوى السادس ترافق الفتية في رحلة إيواءهم إلى الكهف فهو المختص بنفي أي دعوة إله من دون الله وتقويم صلتها ونقلها لذكر الله كما أسلفنا (اعبدنى وأقم الصلوة لذكرى) والأحداث أحداث إنزال الكتاب على عبده لينذر ويبشر وينذر أي أنها نبأ بالحق سيطابق أحداث الواقع والذي سيستقر في أحداث ثلاث شعب إنزال تزامنية متواقتة...إذ أن عدم نفيهم لدعوة إله من دونه سيؤدي إلى قولهم شططا أثناء نفاذيتهم في أقطار السموت والأرض...فهم ينذرون إبتداءاً بواسطة المستوى السادس أن ربهم هو رب السموت والأرض لن ندعوا من دونه إلها فهو المكون لناقلهم المستمر وأي ناقل خارج هذا القول تُعتبر صفة سريانه التكويني شططا...والسياق إن كنا سنجمله ونخصصه بشكل قلم مبدئي سنقول أنه يُحدد كيف يُصنع ويُعد ويُربط المستوى السادس (موسى) مع بقية المستويات الأرضية تارة أخرى وهي المرحلة التي يمكن أن نُطلق عليها مرحلة المرور في اليم (مريم)...


          رب السموت والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبدته هل تعلم له سميا (65) ويقول الإنسن أءذا ما مت لسوف أخرج حيا (66) مريم


          ومهما تعددت إتجاهات الفتية إلا أن وجهتهم الربوبية موجهة حين الربط على قلوبهم نحو رب السموت والأرض فربط علّة قلوبهم (وليس قلوبهم) يجعل من عقلانية الفتية عبداً واحداً وكل لا ينقسم وأيا كانت الخصائص الجماعية لهذا الكل فإن منشأها الرحم العقلي المفطور على هذا الفعل المنزل في الرحم المادي الأرضي فقول الفتية هو قول تكويني يصف ويبين وظيفتهم العبادية في مجمل برنامج الخلق والجعل الخلافي والمُنشأ من ذرية قوم ءاخرين والذي يبدأ من المستوى الأول أي (ءادم) عن طريق ربهم رب السموت والأرض...أما قومهم فهذه الذاكرة تبين لمن ديمومة ولاءهم...


          هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه ءالهة لولا يأتون عليهم بسلطن بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا (15)


          الفتية أثناء سريان حيازتهم التكوينية يبينون لنا سبب الضرب المبطن وفي نفس الوقت يشيرون لصفة قومهم الثابتة (هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه ءالهة ) وأن هناك خلل على هيئة إنذار يتوجب إصلاحه (لولا يأتون عليهم بسلطن بين) وإذا لم يتم إصلاحه (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) لأن السلطان يجب أن يكون مبين وليس بين أي أن يرتبط بمشغل تبادلي يُظهر بياناته في كل محطة أو مستوى ربوبي...فهم لحظة قيامهم موزعين في مستويات ربوبية السموت والأرض وكل منهم له مستوى طاقة مربوط ومعلول بالأخر وتم تأمينه بشكل كامل وزيادة على ذلك هدى وهو طاقة الإقتران التكويني (القرءان) والمربوط ببينات من الهدى والفرقان والمنزل في شهر رمضان فهو الذي يهدي للتي هي أقوم ولا يتعدون طاقة هذه المستويات أي أقطار السموت والأرض إلا بإذن الله وبسلطان والمأتي من موسى وهرون ومعه الكتاب والفرقان..


          فقومهم بدل أن يقوموا بالفتية أثناء قيامهم وقولهم ربنا رب السموت والأرض (والتي توصف كوظيفة دعوة) فبدل أن يقوموا ويقوموا هذه الدعوة اتخذوا من دونه ءالهة...
          فالفتية في حالة قيام ربوبي تكويني لنقل الفاعلية التبادلية لمقاصدهم وحاجتهم المترابطة (قاموا فقالوا) والتي تُشير إلى أن هناك تبادلية ناقل أو نشاط (لن) ينفون من خلاله دعوة من دونه إلها أي فاعلية تكوين دائمة النقل أما قومهم أثناء ربوبية الفتية وإنزال الكتاب على عبده اتخذوا من دونه ءالهة فبدل أن يأخذوا ما أتيناهم بقوة من الكتاب كما هو أمر (يحيى) ويقوموا بوظيفة الدعوة اتخذوا ءالهة من دون رب الفتية كحاوية لفاعلية بديلة له (ولا نعلم السبب الأن!!) ولا بد لقيام هذه الوظيفة وأي وظيفة في الخلق من قوم...إذن الفتية ليسوا وحدهم في رحلتهم بل لهم قوم أو مقومات يشيرون إليهم بـ هؤلاء...ولكن من هم هؤلاء؟!!...هؤلاء لهم ولاءات وأولويات متعددة دائمة وهم أنتم الذين يبنون الإسراء (بنى اسرءيل) أي محتوى مكونات نفس كل واحد منا (علتك)...

          هأنتم هؤلاء


          هأنتم أولاء


          السياق متصل ولكن العنوان تغير فإذا رجعنا قليلاً لما قبل الكهف سنجد هذا البيان الخاص بإنزال محتوى السعي أي الأيات التسع المأتية لموسى وهو يسبح اسم ربه الأعلى في الإسراء لعلنا نصطل...


          ولقد ءاتينا موسى تسع ءايت بينت فسءل بنى إسرءيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنى لأظنك يموسى مسحورا (101) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموت والأرض بصائر وإنى لأظنك يفرعون مثبورا (102) الإسراء


          فالفتية يشكلون حيز وحاوية إنزال للفاعلية التبادلية الخاصة بأيات موسى التسع المأتية له أثناء الإسراء بعباده ومجيئه لبنى اسرءيل وهم في الكهف يشكلون محتوى أحداث وقرءان الأعمال المتبقية لبنى اسرءيل نتيجة مجيء موسى بعد إنزال الكتاب على عبده بالحمد في الإسراء فمنهم الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ومنهم من قال إتخذ الله ولدا...الفئة الأولى لم تقل ءامنا بأفواهها بل ءامنت قلبياً وعملت وتعمل الصالحات أي فعلت وأصلحت أما الفئة الثانية قالت بأفواهها ولم تفعل بعد وفي طور الفعل (منذرين)...لم تقلون ما لا تفعلون...وءاذت الله ورسوله موسى بما أرسل به من ءايات وبقولوهم على الله ما لا يعلمون وما لهم به من علم ولا لأبائهم...وهذا قولوهم عند فاعلية الغلبة لحيازة تبادلية الربط في التكوين (يونس)...


          قالوا اتخذ الله ولدا
          سبحنه هو الغنى له ما فى السموت وما فى الأرض إن عندكم من سلطن بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون (68) قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون (69) متع فى الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون (70) يونس


          ولهم وصف في حاوية تكوين المادة (المائدة) يصف محتوى كبر الكلمة التي تخرج من أفواههم...


          يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسرعون فى الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفوههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمعون للكذب سمعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيءا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الءاخرة عذاب عظيم (41) المائدة


          وبعد تلك الأيات مباشرة يظهر لنا الرابط بين فلعلك بخع نفسك على ءاثرهم وبين وقفينا علىءاثرهم بعيسى ابن مريم...


          وقفينا على ءاثرهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التورىة وءاتينه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التورىة وهدى وموعظة للمتقين (46) المائدة


          فالحمد لله الذى أنزل على عبده الكتب يشمل حتماً التورة والإنجيل وفيهما حاكمية على ما بينهما من مستويات إلا أن ما بين يدينا يعتبر مصدقاً ومهمينا عليه...والقول على الله ما لا تعلمون من جهة أخرى والذي يربط بـ (ما لهم به من علم) يعتبر من ما حرمه ربى...


          قل إنما حرم ربى
          الفوحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (33) الأعراف


          ومن ذاكرة قولهم شططا يجب أن نتوقف كي نوفي البيان بعض الحق ونختم ذاكرة أحداث ومحيط الفتية قبل أن يدخلنا القرءان مرة أخرى في تفاصيله وذلك بأن ننوه إلى أمر بالغ الأهمية وله علاقة مباشرة وبشكل تفصيلي أعمق في ما نحن فيه من حديث كنت أرى أن لا أدخله في معالجة ذاكرة الأحداث الآن رغم أهميته القصوى ويحتاج صفحات من الذكر وقرءانه وذلك كي لا نتوه في عمق تفاصيل الهدي ونسأل عن أشياء إن تبد لنا تسؤنا نتائجها ولم يعفو عنها الله بعد فنحن كما قلنا في مسودة أولى لعقل برنامج الأحداث إلا أنه يجب ذكر بعض من تفاصيله ليقترب من أسلم ويتحرى من أمره رشدا...

          تعليق


          • #6
            رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

            المشاركة الأصلية بواسطة الحاج عبود الخالدي مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            نقف لكم وقفة احترام وننحني لكم انحنائة تقدير على ما جاد به قلمكم الرشيد ونغبط انفسنا حين نشعر ان المعهد سيكون فيه رجال عاهدوا الله { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ } ونحن نعيش زمن التحزب في كل شيء ونحتاج لامثال قلمكم الحر في استمرار هذا المد العلمي الغريب على الناس وعندما يأتي وعد الله { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } نشعر بالطمأنينه كلما نرى لهذا المعهد اعمدة تحمي سقفه من السقوط بعدنا

            مساهمة منا في وصف عام لـ ءاية الكهف فهي :

            قانون عقل : { فَقَالُوا رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }

            قانون فيزياء الفلك : { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ }


            قانون يخص القوى : { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }

            قانون عضوي في النوم والشيخوخه : { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ }

            قانون يخص عنصر الزمن :{ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ }{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا }

            ءاية الكهف تحمل مرابط مهمه مع خلق الانسان (الكلب) { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } و (الورق){ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ }

            رياضيات رقمية : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءايَاتِنَا عَجَبًا } { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ }

            العجب :
            كَانُوا مِنْ ءايَاتِنَا عَجَبًا .. لفظ عجب في علم الحرف تعني (قابض نتاج فاعلية احتواء) فهي ءاية ان تفعلت على مسطح علمي تقبض نتاجات فاعله لاحتواء القوانين اعلاه (عقل .. فيزياء .. فلك .. فيزياء قوى .. بايوفيزياء عضويه .. النوم والزمن .. وظيفة الكلب والعملة الورقية .. ورياضيات رقميه لتطبيقات القوى )

            نتمنى لكم التوفيق الالهي في البحر الذي ابحرتم به { وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }


            السلام عليكم


            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            قد يتواضع قلمنا خجلا وما نكتب امام رفيع اقلامكم وما تسطرون من علم قرءاني رفيع وكذا مع جل الاخوة في المعهد ( احمد محمود .. ادواي المصطفى .... اسعد المبارك .. ) وغيرهم من الاخوة بارك الله فيهم وفي جهودهم.

            ونود ان نتقدم هنا بالشكر الجزيل للاخ احمد محمود ، واننا لنقف اما ما يسطر من كتب وفكر بكل احترام وتقدير بقراءات متانية على مكث .

            لا اريد ان اعيد بالذاكرة الى ما سبق و كتب في موضوع ( اهل الكهف ) بادراجات وحوارات سابقة ، اذ القيت صورة حالية لما ذكره فضيلة الحاج الخالدي من محاور رئيسية لهذه السورة . ونحن نعلم ان اسم اي سورة انما هو رؤية ( تكوينية ) لمفاصل واحداث السورة باكملها .

            فاذا كانت السورة ابتدأت باهل الكهف والرقيم وبيّنت محاور مفصلية في هذا الشان من قوانين العقل الى.. قوانين الفيزياء الى قوانين الفلك الى القوانين الفلك والزمن والبيولوجيا .

            اليس من حقنا ان نتسائل ان هذه القوانين كلها هي المفاصل التي تتحرك عليها باقي ءايات السورة ، اي هي البوابة الى الامثلة القرءانية الاخرى التي حضرت في نفس السورة !! وهي :

            - اصحاب الجنة : قانون الزمن والبيولجيا ، البايوفيزياء

            موسى والعبد الصالح : قانون العقل والزمن ،وظيفة الكلب والعملة الورقية.

            ذو القرنين : قانون القوى وعلوم الفيزياء والفلك ،وتطبيقات فلكية رقمية .

            ومن اراد الدخول الى علمية العوالم اعلاه وفهم العوالم الغائبة فيها فهما علميا قرءانيا ، فبوابة هذا الامر هو في مسك ءاية ( العجب ) اي : قبض نتاجات فاعله لاحتواء القوانين اعلاه المسطرة في ( فتية اهل الكهف والرقيم ) اي قبض مؤهلات هذه الفتوة .

            السلام عليكم
            sigpic

            تعليق


            • #7
              رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

              السلام عليكم ورحمة ربي وبركاته وبعد
              نبارك بحفاوة بالغة مسعى ءخينا ءلءكرم ءحمد محمود لتناوله المكرم لسورة ءلكهف ونسءل ءلله تعالى ءن يعينه ولا يعين عليه وءن ينصره وءن ييسر ءلهدى ءليه
              وءرجوا رجاء خاصا لكل من يقدر على مد ءلعون لأخينا الفاضل ءحمد محمود عن طريق تحديد ءدق لمساراته كي تؤتى أكلها وتصب في نهر واحد فمثلا الحوراء ذات العمار وديعة عمراني حفظها ءلله تعالى تدلي بدلوها خاصة في ايات الكتاب المتعلقة بخفايا مافي السموة و ءلءرض وهكذا كل من يصل إليه ءخونا ءحمد محمود في طريقه ويقدر على أي إفادة ءن يضيفها بعد تنسيق وتشذيب معه لتخرج لنا في ءزكى طعاما وليتلطف وكل هذا تحت نظر فضيلة مولانا العالم الرباني الحاج عبود الخالدي سلام ربي عليه
              لنتحد جميعا فنحن ءليوم في كهف واحد ءمام عالم خارجي يحكمه فرعون الدجال
              السلام عليكم ورحمة ربي وبركاته
              لاتستبدلو ولاية ءلله تعالى بالولايات الجاهلية

              تعليق


              • #8
                رد: رحلة اصطناع العقل في فجوة الكهف

                -5-
                الجن وقرءان الفتية

                إذا حاولنا الدخول إلى لب الأحداث وتأويلها سنجد قول الفتية يرتبط بالقول التكويني لنفر من الجن عندما يستمعون القرءان فنحن في حقيقة الأمر نستمع لقرءان ونبأ الفتية المقصوص عليك أو على القارىء بالحق قبل التعشير مع المستويات الخمس الإنسية والمنزل من بعد أو أبعاد موسى!!...وعلينا ونحن نتبادل فاعلية الإستعاذة أثناء قراءت محتواه أن نستمع له وننصت كي نمسك بعلّة وروابط رحمنا كي لا نكون من الغافلين...

                وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (204) واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والءاصال ولا تكن من الغفلين (205) إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون (206) الأعراف


                الانصات لصوت القرءان


                وسورة الجن تعتبر مشهد تفصيلي وبياني كامل لـ ءايات قرءان وأثر الأحداث المسموع بشكل عميق قبل الإيواء وأثناءه وبعده من قبل من يتبادل فاعلية الإحتواء في التكوين (الجن)...


                حوار يبحث في مخلوق الجان


                فالعلاقة القرءانية بين الجن وموسى (المستوى السادس) علاقة مبينة....


                وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان
                فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين (29) الأحقاف


                فنفرا من الجن يستمعون القرءان ويتبادلون فاعلية مشغله ليقوموا بتحضيره أو إعداده بشكل دائم في الزمن الحاضر (أي أنه يؤثر فيهم وظيفياً) ونتيجة هذا التبادل ينتج قول مترابط صفته الإنصات أي أن محتوى الإستماع تم تنظيمه وتحول إلى محتوى نص تكويني أي برنامج تنفيذي وظيفي يحتاج لأن تقضى أحكامه في وعاء نفاذية الخلق

                والذي يكون محتواه مصادق لما بين يدي موسى أي أن موسى هو المتحكم أو المؤثر ونفرا من الجن هم من يظهر عليهم محتوى الأثر كـ كتاب تنفيذي يحتاج إلى إيجاب وهو ما نقرءه مباشرة في نفس السياق فإستماع القرءان تحول إلى سماع كتاب انزل من بعد موسى...


                قالوا يقومنا إنا سمعنا كتبا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم (30) يقومنا أجيبوا داعى الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك فى ضلل مبين (32) الأحقاف


                وما أنزل من أبعاد موسى عيسى الصفة مسئول عنه فهما يشكلان مصفوفة لصف واحد في التكوين وحين العرض على ربك...


                أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين (184) أولم ينظروا فى ملكوت السموت والأرض وما خلق الله من شىء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأى حديث بعده يؤمنون (185) من يضلل الله فلا هادى له ويذرهم فى طغينهم يعمهون (186) يسءلونك عن الساعة أيان مرسىها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموت والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسءلونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون (187) قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون (188) الأعراف


                وفي ترتيب سور القرءان نرى أن الجن بسورته يتلوا ما جاء في قرءان سورة نوح ونحن نتلوا في الكهف قرءان ذرية من حملنا مع نوح أثناء قرءان التسبيح في الإسراء وإيتاء الكتاب لموسى فأصحاب الكهف والرقيم تكوين مترابط من فاعلية الأيت العجب (كانوا من ءايتنا عجبا) ونفر من الجن (صفة محددة نفرت من الجن) سمعوا قرءانا عجبا قبل أن يُقضى بفعل التحضير والإنصات أي قبل تحوله إلى طور الكتاب التنفيذي ونقله لقومهم فتلك الأيات هي قرءان يقينا وهو الذي يهدي إلى الرشد ويتم الإيمان به ولن يشركوا بربهم أحدا...وقيام الفتية هو قيام تكويني لطور الإحياء لمن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى (فلنحيينه حيوة طيبة) أي التحضير لصفة عبدالله عيسى عندما يقوم ويدعوا ربه...


                من عمل صلحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
                فلنحيينه حيوة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97) فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطن الرجيم (98) إنه ليس له سلطن على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون (99) إنما سلطنه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون (100) النحل


                فهؤلاء القوم إذاً والذين يقومون بالفتية أثناء قيامهم وقولهم الربوبي يشكلون مقومات (حيز) معشر الجن والإنس مع ملاحظة صفة (حيز) فليس المقصود الجن والإنس بل (حيز) الجن والإنس الذي يقوم بحيازة وتشغيل صفة العشر بينهم أثناء نفاذيتهم في أقطار السموت والأرض بشكل أزواج (إن لبثتم إلا عشرا)...


                يمعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموت والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطن (33) الرحمن


                وكي تتعاشر هذه الزوجية الخماسية لتنفذ في أقطار السموت والأرض وتربوا أي في حدود مكونات كل مستوى (نشاط العبادة) والتي تشبه القاطرة المحددة المسار لا بد لها من سلطان...ولكن ما هو السلطان؟...


                من النص الشريف يتضح ان النفاذ من اقطار السماوات والارض خارج سنة الله الذي انشأنا من الارض واستعمرنا فيها الا ان الاجازة التكوينية تسمح بالنفاذ من اقطار السماوات والارض مع شرط الـ (سلطان) فما هو السلطان


                لفظ (سلطان) في علم الحرف القرءاني يعني (استبدال غلبة) لـ (فاعلية ناقل نافذ) اي فاعلية نشاط نافذ .. مثلا نستخدم الكرسي لـ (الجلوس) وتلك هي غلبته النافذة فاذا احتجنا ان نمسك بشيء مرتفع نستدبل (غلبة صفة الكرسي في الجلوس) ونستخدمه لغلبة اخرى نافذة ايضا فيه لـ مرتفع نقف عليه لحاجة نحتاجها

                السلطان الحاكم يستخدم نفس الصفة حين يستبدل (غلبة الناس) النافذة في شؤونهم ليستخدمها في (التسلط) على شؤنهم من اجل تنظيمها اذا كان عادلا !!

                النفاذ من اقطار السماوات والارض تحتاج الى (استبدال غلبة السماوات والارض) وهو شأن يخالف سنن الخلق لاننا مستعمرين من قبل الله في الارض الا ان (قيام الحاجة) تمنح المكلف (العبد) ان يستبدل غلبة سنن الخلق في (نفاذية أمينة) له ولـ حاجته وذلك نراه في مثل الكرسي عندما نستخدمه للوقوف عليه وليس الجلوس فيتوجب ان يكون (أمين) في نفاذية مرابطه ولا يعرض المستخدم له الى الضرر اما كيفية النفاذ من اقطار السماوات والارض فهو يحتاج الى سلمة بحث متخصص لا يزال في رحم مشروعنا الفكري ونشره يرتبط بمشيئة الله وميقاته


                ما معنى ( النفاذ من اقطار السموات والآرض )؟!


                وهؤلاء مقومات معشرهم لم يؤتوا على ءالهتهم بسلطان مبين أثناء سريان قيام وقول الفتية التكويني الربوبي بل سلطان بين لذلك إعتزلوهم أي إعتزلوا ما جنوا شططا...أي إعتزلوا حيز الجن والإنس فالشطط هو سفاهة عقل تنتج (خلل أو عوج في الكيل والميزان) وهو قول سفيه الجن على الله شططا والذي يظهر في عربته نسخ فعل النفاذية (ط) بشكل متصل ومتتالي مزدوج مما يدل على نفاذية فاعلية الصفة إذا دعوا من دونه إلها...ومثلها في الكتاب (عد/عددا...بر/بررا...شر/شررا...فج/فججا...) فعلّة الله أو نظام الخلق مبينة لأن السلطان في الكتاب متعلق بما يتم إنزاله وتنزيله من الله وبإذنه أي من نظام سنن الحق فهو الذي يجب أن يُتخذ وكيلا حين إيتاء موسى الكتاب وجعله هدى لبنى إسرءيل وباقي السلطنة في الكتاب تفاصيل ومن يحاول أن يتخذ وكالة غير تلك أثناء إسراءه بعبده ليستبدل الغلبة النافذة في أقطار السموت والأرض ليزنى ويعبث ويبذر ويفسد في ميزانها ليدخل ويخرج على هواه فلا يجد من دونه وكيلا يكيل له رابط الوزن الذي لم يوفيه ويحوزه بالقسطاس المستقيم وبالتالي لن يُجعل له سلطانا نصيرا...


                القاسط والمقسط في ثقافة الدين


                فمحتوى خلق الجن والإنس هو محتوى مخصص ومنقول تكوينياً بشكل تبادلي فعال للعبادة...


                وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56) الذاريات


                وكل زوجية من تلك الصفات تحتوي زوج (ذكر/انثى) يكمل ويتمم زوجه الأخر فهي زوجية تكاملية وسورة الرحمن تصف لنا هذه الزوجية المعشرة في خمس مستويات مهتزة بين الموت والحيوة بقيادة هرون في زمن الفلك وبقيادة موسى في زمن الموت وبقيادة أحد العباد في زمن المجمع...وعلى سبيل المثال في التفاعلات البيولوجية داخل الجسم نرى أن ءالية الهدم والبناء متكاملتان وليست متضادتان كـ عملية الشهيق والزفير والتغذية والإخراج...فالتكامل هنا لاستمرار الحياة بشكل سليم ما لم يحدث طارئ يغلب وظيفة عضو على ما يكمله من أعضاء نتيجة مرض فيحدث الخلل والفساد...والخلل فى تكامل الزوجية يحدث حتى بين أزواج البشر على المستوى العقلي و ويؤدى الى الطلاق والطلاق هو حل لاستبدال تلك الزوجية ولكن له شروط تظهر من خلال سورته في التكوين...


                ويمكن ان نمسك بفاعلية المعشر بين انسان وانسان وكيف يكون منتجا كما بين الزوج وزوجه في الانجاب وكما في (الحوار) فالحوار هو (معشر) منتج لان الله قد وضع في نفاذ سننه النافذة صفة العشرية (عليها تسعة عشر ـ لواحة للبشر) ففي اي تبادلية عقلانية بين البشر يكون احدهما (عشر) والثاني (تسع) فان اخذ ذو التسع من العشر فاصبح من كان ذو العشر تسعا وتحول ذو التسع الى عشرا وهكذا هي (تسعة عشر) ومنها يقوم معشر في الحوار وفي غيره


                وهنا ذاكرة معتبرة تبين وظيفة هذه الزوجية...


                احتواء (الماسكة التبادلية) بين الجان والانسان قائمة تبادليا في الاحتواء وليس في (ماسكة الوسيلة) لان الانسان (يمسك بماسكة الوسيله) فهو يتفرد عن بقية المخلوقات والجان (يتبادل فاعلية احتواء الوسيلة) ولا يمسك ماسكة الوسيلة كالانسان فالعلاقة الترابطية بين مخلوق الجان والانسان تقع في ان (الجان يحتوي فاعلية الانسان) كما هو فعل (الجنين في رحم امه) فالجنين لا يمتلك (ماسكة وسيلة) بل يمتلك (حيازة فاعلية احتواء وسيلة امه) فالجنين لا يتنفس ولكنه يحتوي الاوكسجين الذي تمسكه الام في الرئتين والجنين يحتويه من خلال عملية تبادلية عبر الدم ... الجان لا يمتلك ماسكة بل يمتلك (تبادلية احتواء فاعلية) والانسان يتبادل معه تلك التبادلية الاحتوائية وهو ما يحصل مع الجنين في رحم الام فالام سوف (تحتوي ثاني اوكسيد الكربون) الذي يبثقه الجنين فالام لا تمسك ثاني اوكسيد الكربون كما يجري في الرئتين بل تحتويه تبادليا مع جنينها عبر الدم ايضا ومثل تلك الصفة تتكرر مع كل فائض يصدر من الجنين ... سوف لن نبتعد كثيرا عندما نرصد (الرابط) الذي يربطنا مع مخلوق الجان عندما نرصد الجنين وامه التي يسميها الناس (معشرة) اي انها امرأة حامل


                وهذا الذي يبرر انتقال الطاقة بشكل ازواج معشرة والتي يشير اليها القرءان بحيز معشر الجن والانس وتشير إليها أيضاً أبحاث أهل الكتاب الخاصة بما يسمونها الموصلات الفائقة في فيزياء الجسيمات (من كل زوج بهيج) والتي لها علاقة بطريقة بعث الفتية كما سنرى لاحقاً...وكأن الجن طاقة كهربائية (نار) والإنس طاقة مغناطيسية (صلصل) فالجن ذو شحنة سالبة غالبة والإنس ذو شحنة موجبة غالبة وكل منهما زوج (ذكر/أنثى) ولكن قطبيته أو شحنته الغالبة هي الفيصل فالجن يتنافر فيما بينه والإنس يتنافر فيما بينه وكي تعمل هذه المستويات لا بد أن تتزاوج طوعا أو كرها!...


                بما ان الجن مخلوق طاقوي فانه لا يشكل طائفة ولا يشكل جمع لان الطاقة لا تجتمع بل (تنفر) من خلال محصلة القوى جمع القوى يقوم في القوى المستقرة (بلا حراك) وحين تنطلق القوة في مسارها (طاقة) فانها لا تقبل الجمع مع غيرها ففي حركية القوى تكون الطاقة ولها صفة النفور حتى حين تكون لها محصلة من خلال تأثير بعضها ببعض


                الجان بين كتاب الخلق والقرءان


                فالعبادة يشترك في نقلها محتوى خلق الجن والإنس بواسطة الملئكة...وعندما يعوذ رجال من الإنس برجال من الجن (نواقل) تفتر طاقتهم فيزيدونهم رهقا لأجل تعويض هذا النقص أو الزيادة في النشاط وهو رهق تبادلي لكلا زوج الطرفين لأنهم إتخذوا من دونه ءالهة لأن العوذ أي سريان حيازة نتاج الربط يكون بالله وبالرحمن حصراً وبأسمائه الحسنى والذي يأتيه كل من في السموت والأرض عبدا...وفاعلية الربط المتنحية كان من المفروض ان لا تكون مستمرة لأنها مرتبطة بقرءان مجيد (إقتران تكويني تبادلي متجدد) فان استمرت بفعل العجل وغيره حصل الرهق...


                الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : كيف تكون ؟


                ونقطة أخرى نعقلها من قول نفر من الجن وهي أن طاقتهم لطيفة ومتعادلة وموزونة كمياً فهي لا تقبل الزيادة لأن محتوى علّة جد ربهم لم يتخذ صاحبة ولا ولدا فهي تزيد أو تقل عددياً من الإنس كي تُبقي على كم التفاعل في حدوده إلا أن طاقة التفاعل الأرضية تبقى موزونة...


                التلاعب بالنظم التكوينية في مأكل او مشرب او في بلازما الحياة (بيئة) انما تزيد مخلوق الجان رهقا وحين يكون الجنون الخلوي في السرطان او في اضطراب البنكرياس او في اختلال نسبة الكولسترول وغيرها من امراض العصر ليس من جنة المعشار الذي ما بلغوه بل من ارتداد تكويني لنظم الخلق فبعد ان خلقها الانسان في احسن تقويم ارتدت بفعل الانسان الى اسفل سافلين فكانوا بين يدي عذاب شديد


                وعلى سبيل المثال من يقوم بأخذ منشطات من دون الله ليمارس فعلا ما كالجري مثلا أو رفع الاثقال كي يرفع من طاقته ويفوز في السباق فهو يعوذ برجال من الجن كي تعينه على صنع بروتينات أو أنزيمات مثلا ولكن ستزيده رهقا لاحقاً بما إستمتع وكون من متاع غلبة التشغيل لأن طاقة الجن أي تبادل فاعلية الإحتواء محددة كمياً في سعيها ضمن مستوياتها الخمس والتي ترتبط بمستويات الإنس...ونتيجة العوذ هو شيط حتماً لأنه يغير من طاقة التفاعل ووزنها وطريقة توزيعها في كل مستوى وبالتالي سعيها إلا أن الإستعانة بالجن ضمن سنن ونظام الخلق الحق يؤتي ثمار طيبة وسليمة وهو الفعل الذي يقوم به سليمان حين الحشر بهدف (التوزيع) السليم لروابط تلك الطاقة الزوجية المجندة...


                وحشر لسليمن جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون (17) النمل


                فمن يستعين بمنشطات طبيعية (تطعيم) ليقوم بفعل صالح فهو سليماني الصفة أي أن فعله وأداته سليمة وبالتالي صالحة...فالفعل الصالح هو أداة العمل الصالح إلا أن له ءالية سريان زوجية ثلاثية مترابطة والله يحب المحسنين...


                ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصلحت جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصلحت ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين(93) المائدة


                عندما نتوسع قليلا لفهم ذلك الرابط الزمني سنجده يتصف بصفة (مفعل وسيلة الخلق) فلو تباطأ الالكترون في خلية من خلايا الجسم فان خللا تكوينيا سيحدث في ذلك المخلوق ولو تعرض الانسان الى مزيد من الالكترونات (تيار كهربي عالي الفولتية) فان الخلايا الجسدية سوف تدمر وتنهي حياة المخلوق كما ان تجريد الذرة من الكتروناتها عنوة يسبب مشاكل اشعاعية وكل تلك الصفات لها (رابط زمني) واحد مع كل الخلق الا انه في حقيقته (مفعل وسيلة الخلق) بشكل موحد لا يختلف من مخلوق لمخلوق ءاخر
                فكل شيء مخلوق جعل له الخالق قدرا في قوته (الكم) وهو (كيل) (مكال) في حيزه فيكون (ميكال) وعندما يتم التلاعب في ذلك الميكال انما يكون المتلاعب عدوا للأقوات التي قدرها الله ولعل زمننا المعاصر قد اسرف كثيرا في تلك الاقوات من خلال التلاعب بـ (مقدرات) كل شيء في الزرع والحيوان والانسان فهنلك تدخل كبير في (الكم الهرموني) وفي (كم التركيب الغذائي) حيث اسهمت الحضارة كثيرا في تغيير مستقرات (الميكال) الالهي للمخلوقات وهي عملية تغيير اصيبت بها المخلوقات ومنها الانسان لاغراض استثمارية ربحية كما في المحفزات الهرمونية او الاسمدة الكيميائية التركيبية او الاعلاف المركزة بمواد غير عضوية وكذلك نرصد العداء للميكال الالهي لاغراض دنيوية كالمنشطات التي يتناولها كثير من المتحضرين (فيجارا) كما ان المشروبات الغازية كمثل نسوقه في تلاعب الكم والتي انتشرت بافراط في الزمن الحضاري ما هو الا تلاعب في ميزان نسبة الغازات الذائبة في السوائل حيث يتم حقن المزيد من غاز ثاني اوكسيد الكربون في المشروبات الغازية مما يضر كثيرا بـ (مقدرات) ثابتة والتي قدرها الله وكال الله لها ميكال ثابت فتدخلت التطبيقات الحضارية في ذلك الميكال في صفة تتصف بالعداء مع المكاييل الطبيعية التي كالها الله في منظومة الخلق

                المشروبات الغازية فيها مس شيطاني

                كما ان التلاعب بالجينات (الهندسة الوراثية) وما يطلق عليه (التعديل الوراثي) انما عداء لما كاله الله وهو عملية تدمير للمشغل الكمي (ميكال) والذي ضع الله له قدرات مقدرة كما بينه النص الشريف

                الكيل الذي كاله الله في مجمل خلقه يمتلك (مشغل تكويني) فان زاد اونقص انما يكون عداءا سافرا على نظم الخلق الثابتة ثباتا لا يتبدل ولا يتحول لانها سنة الهية في مشغل الكيل (مشغل الكم) ومثل تلك الصفة معروفة بوضوح بالغ في علم الكيمياء فالكيمياء تعمل بدقة متناهية في (مشغل الكم) فلو رصدنا الاوكسجين بذرة واحدة والهيدروجين بذرتين في تكوينة جزئية الماء لعرفنا ان تلك الصفة (الكمية) تمتلك مشغل تكويني يخص التكافوء التبادلي بين عنصري الهيدروجين والاوكسجين وذلك التكافوء يرتبط بتكوينة تلك العناصر التي قدر الله لها اقواتها في الوزن الذري والعدد الذري وعدد مدارات الالكترونات في العنصر المادي ومثل ذلك المشغل ينتقل بالتبعية الى الوعاء الخلوي (البايولوجي) وينتقل ايضا الى اعضاء المخلوق ومن ثم الى جسده فهو (ميكال منقول تكوينيا) فان التلاعب بميكال البايولوجيا انما هو تلاعب بمشغل الكيل الذي كاله الله في خلقه وان حصل فساد في وعاء الرضا البايولوجي فان الفساد سينتقل الى العضو والجسد وكامل كيان المخلوق وهنا نرى ان (عداء الله) عندما يكون في الفاعلية الاولى تليه فاعليات متعاقبة في عداء الملائكة وهي (مكائن الله) ويليها عداء الرسل الالهية ويليها عداء الجبر الالهي في نظمه ومن ثم ينتقل الى عداء المقدرات الالهية (الميكال)

                التلاعب بكينونة الكم (مشغل الكيل) انما يتسبب في فساد الرضا البايولوجي ويؤدي الى فساد منظومة الرضا في الوعاء الخلوي ويدمر الانسان والحيوان والنبات ويسلب المخلوقات سلامة الرضا فيكون (فساد الارض بعد اصلاحها)


                فالجن هو الصفة التي تقف خلف المرض بشتى أنواعه ليس بسببه (فليس له سلطان على العباد المؤمنون) ولكن بسبب سلطانه على الإنس الغير مؤمن والذي يتلاعب بطاقته والتعوذ به مما يؤدي إلى إستكثاره وبالتالي إرهاقه...لأنهم لا يدرون أشر اريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا (وهو فعل يأجوج ومأجوج) فأنا وكل قارىء يخلق ما يجني لما قدمه لنفسه فالجان خلق من قبل أي من قبول ومن ماذا؟ من نار السموم أي أنه مخلوق طاقوي فعال في نشاطه وعندما تنزع منه الفاعلية يصبح صفة للجني أي (جن) ويتحول إلى حاوية (جنة) تحتوي فاعلية الإنسن ومن ثم جنات سواء في الدنيا أو في الأخرة وذلك بفعل تعشيره بزوج الإنس عندما يسير موسى بأهله بعد أحداث مدين ونكاحه لأحدى الإمرءتين بنات شعيب ذي الثلاث شعب والذي يستأجره ليعلم قومه الكيل والميزان! ويقوم بتأنيس النار عندما تتراكم في جانب الطور لتصبح جن قابل للمعاشرة والتأهيل...


                الجن مخلوق مادي طاقوي يمتلك مستوى عقلي خامس وهو يعيش زمن الفلك والانسان مثله الا في فارقة واحدة وهي ان الانسان مخلوق مادي يمتلك خمس مستويات عقل في زمن الفلك + مستوى عقلي سادس خارج الزمن الفلكي ومن خلال تلك الصفة فان الانسان له معاد بعد الموت والجن ليس له معاد بعد الموت اما (وعاء الموت) فهو وعاء حاكم لكل المخلوقات فلا دوام الا لله


                فالخروج من عنصر الزمن خروجان

                الاول : خروج من زمن الفلك بعده معاد ءاخر ... وهو يخص الانسان ذو المستوى العقلي السادس

                الثاني : خروج من زمن الفلك بصورة (فناء) ولن يكون بعده معاد ومنه مخلوق الجان فثوابه وعقابه يؤتى اليه في دورته في زمن الفلك ليس كالانسان الذي له ثواب وعقاب دنيوي وثواب وعقاب بعد الموت اما عقاب الدنيا فهو بعض من عقاب الاخرة اي ان العقوبة بعد الموت اشد واقوى

                {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41

                فالفساد الظاهر هو بعض من عقوبة (ما كسبت ايدي الناس) والغرض منه هو لغرض دعوتهم للرجعة الى ربهم اي انه مجس يعلن ان من وراء الفساد مخالفة للسنن اما حجم العقوبة الاوفى يكون بعد الموت وبما يختلف عن مخلوق الجان الذي ينال ثوابه وعقابه وهو في زمن الفلك ... بما انه مخلوق طاقوي فانه في زمن الفلك فهو ليس في سجن زمني كما هو الانسان بل هو في تكوينة مادية زمنية


                فالفتية بقيامهم وقولهم يقيمون الروابط مع نفر من (الجن) أي مع تبادلية فاعلية الإحتواء وليس مع (الجان الفعال) فالجن هو الروابط المتبقية من الأثار والتي تحتوي فاعلية الفعل بعد أن تم فعله أو عمله (إنقضاء الأمر) وفقد إنسه أو قرينه من المستوى الخامس المقابل له إلا أنهم يبقون مرتبطون مع المستوى السادس ومعه تسع ءايت بينت منزلة من رب السموت والأرض بصائر إلا أن فرعون الذي إحتوى مشغل تلك العلّة (علمت) يظنه ساحر ومشغل فعال لروابط السحر (مسحورا) لإن قوم موسى اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان!!!...


                قولنا الفصل في وصف مخلوق الجان هو الذي يرفع التناقض في عدد المستويات الخاصة بمخلوق الجان وتكون بحقيقتها التكوينية ست مستويات (في زمن الموت) الا ان المستوى السادس منفصل عن المستويات الخمس في زمن الحياة فهي مخلوقات لا تحشر بعد الموت لان المستوى العقلي السادس لمخلوق الجان سوف يلتحق بالانسان ويتحول الى (كتاب ناطق) قد سجل (ارشيف الانسان) البايولوجي بكامله ذلك لان المستوى العقلي السادس لذلك المخلوق يعمل عمل (الارشفة) للمستويات الخمس (المادية) التي تحيا زمن الحياة (زمن الفلك الدوار) ولكن تلك الارشفة ليست له بل هي للانسان الا انها من صنع الجان فـ (الجان يقيم مقومات ارشفتها) ... هذه البيانات سوف لن تغني حاجة متابعنا الفاضل حتى عندما يصادق على ما نقول فتلك (معرفة مكتسبة) وهي لا تنفع لبناء لبنات الحقيقة بل تنفع للاطلاع على الحقيقة وحين تتحول الى راسخة (عقل) فان ماسكات العقل سوف تزداد وسعة للوصول الى مركز فكري لا تراجع منه


                فالفتية هم حاوية لفاعلية تبادلية لحيازة محتوى يتم من خلال نفر من الجن هذه الحاوية تتفعل فيها صفات حسب فاعلية روابط الإحتواء التي يسعون فيها ويحضرونها فـ منهم نفر ومنهم رجال (نواقل) ومنهم صالحون ومنهم مسلمون ومنهم قسطون ومنهم عفريت (منظم) ومنهم شياطين ومنهم جنود ومنهم إبليس والذي يأبى السجود...


                عفريت من الجن ... لفظ عفريت هو لفظ عربي قرءاني غير مستخدم عربيا رغم ان هنلك مجازات كلامية فيه الا ان لفظ عفريت في علم الحرف القرءاني يعني (حاوية نتاج حيازة تفعل تبادلية وسيله) فالجان يمتلك (حاوية) ومن خلالها يكون ذو صفة (تبادلي الفعل الاحتوائي) فكل حاوي يمتلك حاويه وفي تلك الحاوية (جمع) ما يحوي الحاوي الا ان الجمع لن يكون (نتاج + نتاج + نتاج ...) بل يكون حاوية تتفعل في تبادل الوسيله ومثل تلك الحاوية يعرفها مهندسوا الطاقة الكهربائية ولها (مدخل ومخرج) وتسمى عند اهل الاختصاص (متسعة) وهي حاوية تستلم التراكم الالكتروني من مدخل ليخرج من مخرج والغرض منها ليس لتجميع الطاقة الكهربائية بل لغرض تنظيم شدة التيار الكهربي فـ (عفريت الجن) لم يكن (مجمع طاقوي) بل (منظم طاقوي) يمتلك قوة (واني عليه لقوي امين)


                فحاوية الفتية الخماسية من جهة الجن ما زالت فعالة ولكن من جهة الإنس فقدت ذاكرة المستوى الخامس (هرون) وترتبط فقط بذاكرة المستويات الأربعة الإنسية لتستوفي نشاطها وتجر ما تبقى من أعمال يسرا إلى موسى ومن ثم الطور...فهي سقر لوحة للبشر علتها تسعة عشر (تسعة بموسى وألواحه وعشر عندما يرسل هرون) والويل لمن لم تكن نفسه ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ولم يكن من المؤمنين فيما أنعم الله عليه من الأنعام...


                فلا نسيان عند الموت (ووجدوا ما عملوا حاضرا) وتلك اشارة علمية لعلوم العقل تفيد ان المستوى العقلي الخامس يبقى في ترابط محدد مع عناصر المادة في عنصر الزمن (دابة الارض تأكل منسأته) الا ان تلك المرابط تؤكل من قبل اوعية الرضا المادية (عناصر المادة) في (حاوية زمن) وتلك الصفة يدركها الانسان فطرة حيث توجد كثير من التصورات تتحدث عن بقاء الروح في المحيط الذي يتركه الشخص عند الموت واكثر الاقاويل شهرة هي (اربعين يوما) وهي (اربعينية الميت) الا ان تلك الحاوية الزمنية (اربعين يوما) يكون فيها الميت على ترابط مع محيطه الذي تركه لا تمتلك رابطا رصينا مع خارطة الخلق (القرءان) ونرى في القرءان مدة زمنية غير الاربعين يوما كما سنرى ذلك
                ... عندما تبدأ الروابط المادية (ملك اليمين) تتفكك بعد الموت نرصدها مع مرابط الانسان بالقطب العقلي الخامس حيث تأكلها اوعية الرضا بانتقال (ملكية اليمين) من الميت الى ورثته وفي تلك الصفة (منسأة) تكوينية اي ان ذلك الفعل التكويني هو (اختزال تكويني) تتحلل بموجبه الروابط المادية بين الميت وممتلكاته الشخصية فتعرف الجن ان (المعشر) قد فقد عشريته وفي تلك الصفة يتعرض مخلوق الجان الى عذاب مهين ...


                وكتلخيص ءاخر لكل ما سبق نقول أن الفتية هم توليفة نشطة من روابط السموت والأرض السباعية (جنود الجن والإنس والطير...و...و...) والمرتبطة اقتراناُ بروابط الحاوية القرءانية للكتاب الذي أنزل على عبده بالحمد لله (والتي ستتحول لكتاب نافذ عندما يتم تصريف نفر من الجن ليستمعوا له ويحضروه وينصتوا) هذه الحاوية (التبشيرية والإنذارية) والمخلوقة من صلصل من حمأ مسنون تخص ذاكرة مستويات أنفس (هرون) الخماسية (والمتبقية منه والحاملة لكل عمله) بعد أن خرج من زمن الفلك لتخور روابطه الصلصالية والفخارية بفعل دابة الأرض والتي إما أن تكون أداتها وفعلها سليمانية وبالتالي صالحة من الصالحين ومن المحسنيين وإما العكس وفي كلا الأحوال سيتم إلحاق هذه الروابط بزمن أنفس المستوى السادس (موسى) ليتم تحضيرها وإعادتها مرة أخرى بالمعاد والبعث والإخراج بعد أن يتم جُعل ما على أرضهم صعيداً جرزا ويتم سوق الماء لها والتي تكون أيضاً بيمين موسى (عصا موسى) قبل أن يبعث أو يرسل ويلقها وتصبح كأنها جان والتي تفقد إهتزازها في الزمن الوسط بين حيز زمن الموت وحيز زمن الحيوة (لا يموت فيها ولا يحيى) بفعل فقدانها للموقومات التي تربطها بمعشرها وزوجها الإنسي الخماسي المستويات أيضاً لذلك موسى في أحد محطات الكهف ينقل قوله التكويني لمحتوى فتاه الدائم النشاط بأنه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا وذلك بفعل سريان حيازة رابط إهلك القرى الذي يسبق قول موسى بالتلاوة (وإذ قال موسى)...وهم في حركة دائمة في برنامج الخلق لا ينامون كما تشير إليهم صفتهم أي في حالة فتيّة نشطة...تفتر (من الفر واللف) وتتغير مغنطتهم وترتيب وظائفهم وطاقتهم في فاعلية الإحتواء بين المستويات الخمس نعم بفعل الكذب والظلم والشرك والبغي والعوج وإتخاذ ءالهة من دون الله والعوذ والقول الشطط (التي يكمن خلفها إبليس وذريته) ولكن لا ينامون ولا يموتون بل يأخذون صفة الرقود...وكل هذا موجود في الصحف الأولى لبرنامج الخلق صحف إبرهيم وموسى عندما تسبح اسم ربك الأعلى...ولذلك يطلبون من ربهم أن يهيىء لهم من أمرهم رشدا كي يستمع نفر من الجن لقرءانهم وأحاديثهم ويقوموا بوظيفتهم العبادية دون عوج حين الإيواء وإنزال الكتاب...والذين بدورهم أي الجن لا يدرون أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا فهم كما قلنا يستمعوا له ويحضروه وينصتوا ولكن دون إرادة منهم تحدد وتتحكم في تكوين الشر أو الرشد فحاوية الفتية ومقوماتها هي من ستحدد من سيعمل وكيف يعمل معشر حيز الجن والإنس في التكوين العبادي وذلك بناءاً على طاقة البعث والمربوطة بالإعثار...


                فالفتية ينفون الدعوة من دونه إلها ويوكدون ضمنياً وحدة السنن...


                وإلهكم إله وحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163) البقرة


                وهؤلاء قومهم إتخذوا من دون ربهم (الرحمن) ءالهة رحيمة من صفة الرحيم ليكونوا لهم عزا...


                واتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا (81) مريم


                وادعوا في الكهف أن الله اتخذ ولدا وفي مريم والأنبياء أن الرحمن إتخذ ولدا وهم في الحقيقة عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون...


                وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحنه بل عباد مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون(27) مريم


                والكل إلا ءاتى الرحمن عبدا...


                إن كل من فى السموت والأرض إلا ءاتى الرحمن عبدا (93) مريم


                وكينونة هؤلاء العباد ملئكة...


                وجعلوا الملئكة الذين هم عبد الرحمن إنثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهدتهم ويسءلون (19) الزخرف


                فالعبد كما ذكرنا سابقاً مهمته و (رسالته) في الخلق محددة وهي أن يقوم ويعمل بأمر سيده ومولاه وينفذ قوله دون عوج وتردد ولا زيادة ولا نقصان ولا حتى خيرة وهو ما فعله (ابن مريم) بقوله (إن الله هو ربى وربكم) والموصوف مثله المضروب (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها) وهذا قوله في المائدة بعد أن تم إنزاله حسب طلب الحواريون...


                وإذ قال الله يعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحنك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علم الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد (117) المائدة


                حين نضاهي الالفاظ مع وظائف اللفظ المرتبطة بمقاصد العقل البشري الناطق وحين يكون لبناء العربية في لسان عربي مبين تذكرة محفوظة في العقول الناطقة فيكون فعل الشيطنة هو في تصرفات اي (أنشطة بشرية) خرجت عن سنن الخلق التي اعتمدها الخالق في ما كتبه لـ مخلوقاته كمنظومة هي (أساس الخلق) وهو (كتاب الله) وهو ما كتبه الله للخليقة اجمالا وهي تقع حصريا تحت صفة (عباد الله) فمن خضع لنظم الخلق التي قدرها الله لخلقه كان بلا ريب (عبدا لله) سواء كان بشرا او نبتة او خلية او ذرة اوكسجين فكل ذلك الخلق هو (عباد الله) والكل يسبح بحمده ومثل تلك الصفة نعرفها بوضوح في صفة (العبيد) وهم (الرقيق) حين يأتمرون فيطبقون نظاما يضعه السيد المالك ولا يتمردون عليه فتكون (العبادة) من قبلهم في خضوعهم لمنظومة السيد المالك ومثلها عبادة الله فهي تقع حصرا في تطبيق منظومته التي صرّف مقاديرها بين مخلوقاته


                فمشكلة خلق عبد الله (عيسى) من قبل مريم (وأمها) والمتعوذة بالرحمن مشكلة فعوضاً على أن يكون في كينونته ءاية للناس ورحمة وأمرا مقضيا يقولون إتخذ الله ولدا في حين أنه قد بين لنا سريان وقضاء الأمر التكويني...


                ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون(35) مريم


                وقومهم كانوا يعبدون الجن أي فاعلية الإحتواء التبادلية ظناً منهم أنهم ملئكة والتي تقف خلف الأسباب وتوفر سبل الأمان...


                ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون (40) قالوا سبحنك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون (41) سبأ


                فبعث أواصر المستوى السادس أي موسى يأتي بعد سلسلة طويلة من قص ذاكرة أهل القرى وأنبائهم عليك بعد أن جاءتهم رسلهم بالبينات في سورة الأعراف والمطلوب فيها النظر لكيفية فاعلية الـ كن المختصة بعقبة المفسدين والذين شغلوا الفساد وعبثوا بالميزان..


                ثم بعثنا من بعدهم موسى بءايتنا إلى فرعون وملإيه فظلموا بها فانظر كيف كان عقبة المفسدين (103) الأعراف


                فلكي تسبح اسم ربك الأعلى وتسبح سباحة تبادلية وتسري بعبدك من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا يجب أن تبقى مع أبعاد موسى والمبعوث بالأيات فهو الأعلى والذي سيوصلك للسموت العلا بما كلمه الله تكليما وءاته الكتاب وسلطانا مبينا...


                يسءلك أهل الكتب أن تنزل عليهم كتبا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينت فعفونا عن ذلك وءاتينا موسى سلطنا مبينا(153) النساء


                وعندما يرسل معه هرون تكون روابط الغلبة...


                قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما بءايتنا أنتما ومن اتبعكما الغلبون (35) القصص


                وفي المؤمنون...


                ثم أرسلنا موسى وأخاه هرون بءايتنا وسلطن مبين (45) المؤمنون


                فقومهم أثناء نفي الفتية للدعوة من دونه إلها اتخذوا من سنن ربهم الربوبية الدانية والدائمة ءالهة أي تبادلوا مشغل السنن الدانية (من دونه) وأتخذوا منها حاوية تكوينية دائمة لفاعلية النقل (ءالهة) بفعل فرعون وءاله...وكأنهم رضوا بزينة الحيوة الدنيا في حين أن الأمر مؤقت وزينة مجعولة لما ما على الأرض لبلاء من أحسن عملا وليست بدائمة بل مرتبطة بمحطة أخرى وهي جعل ما عليها صعيدا جرزا...فكيف يأتون بالسلطان وموسى المذكر بءايت الله وأيامه ليس هذا مستواه ولا سلطانه المبين بل هو يحاول أن يلفت إنتباههم بما ما لهم به من علم ولا لأبائهم وعما وجدوا عليه ءابائهم ويفهمهم ويشرح لهم صدره وأمر الأرض وما عليها ليخرجهم من الظلمات إلى النور ولدرجات أعلى من الرضى وأن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده الصالحون ولكنهم شرحوا بالكفر صدراً وكذبوا وأبوا وأستحلوا الضلالة على الهدى بما افتروه فواعدهم (يوم الزينة) حسب طلبهم وأنذرهم ضمن ذاكرة نفاذية السنن الدائمة (طه)...


                قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى (61) طه


                فالذين يفترون على الله الكذب هم الذين لا يؤمنون بأياته المرسلة بموسى وأخاه هرون وهذا وصفهم في النحل...


                إن الذين لا يؤمنون بءايت الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم (104) إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بءايت الله وأولئك هم الكذبون (105) النحل


                وفي المائدة يظهر ما افتروه كذباً ونفاه الله من محتوى المادة الرباعي التكوين والمجعول...


                ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون (103) المائدة


                كما أن تشغيل الإفتراء مرتبط بعاد وأخاهم هود فهم المفترون في تغيير الإله والتي تأتي ذاكرتهم بعد أنباء الغيب التي حدثت مع نوح والتي يُمكن إعتبارها ذاكرة خلفية لأحداث الإسراء والكهف بشكل عام وأحداث خاصة لإحصاء لما لبثوا الفتية أمدا حين الضرب على ءاذانهم في الكهف سنين عددا...


                تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العقبة للمتقين (49) وإلى عاد أخاهم هودا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون (50) هود


                فالإفتراء هو زعم ولكن دون دليل عليه أي انه زعم عام أي تعميم مأخذ على قضية ما كالذي يحدث عند عملية إحصاء ظاهرة ما ومن ثم تعميم بيانتها...


                ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون (62) ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهنكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون (63) القصص


                وهذه ذاكرة مختصرة لمقاصد عربة الإفتراء...


                الافتراء .. هو لفظ قليل الاستخدام في تخريجات منطق الناس وهو من جذر عربي (فتر) ويراد منه (هبوط فاعلية) او خفوتها فنقول (ماء فاتر) يعني انه قليل الحرارة وحين نقول (فترة زمن) فهي تعني (ليس الزمن كله) بل جزء منه وحين نقول (فتور في القوة الشرائية) فهو يعني قلة البيع مقياسا بما قبل الفتور ..


                والذاكرة التي تربط كل ذلك يمكن تلخيصها بهذه القصاصة من سورة القصص...


                وقالت امرأت فرعون قرت عين لى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون (9) القصص


                نكاد ونحن في بداية أحداث الكهف أن نقرأ من خلاله جل ذاكرة سور القرءان ولا عجب في ذلك فنحن نحاول أن نصل من كل هذا التحليل والربط إلى بنية عقلية فوقية تجريدية (التأويل) نستطيع من خلالها قراءة الصورة الكاملة أو المحتوى الربوبي وتمثيل ذاكرته بشكل نفسي واحد
                (واذكر ربك فى نفسك)...فجميع روابط أحدث موسى وحديثه إن لم نكن نبالغ حاضرة ومحبوكة حبكا في الكهف بشكل غريب عجيب يصعب شرحه والإحاطة بخبره وبيانه ويدعو للدهشة ومن ثم التواضع بما نملك من علم قليل وفقير ولكننا نحاول أن نقدح الذاكرة بالذاكرة ونردف البيان تلو البيان ليومض لنا النور ويسعى بين أيدينا وبأيماننا لمحاولة ربط أرتال ذاكرة القرءان المضغوطة رغم صعوبة وثقل القول الملقى وعسر المهمة إلا إن مع العسر يسرا...فالقراءة باسم ربك الذي خلق تربطنا بالكثير من روابط العلق والتي تتقاطع فيما نحن فيه من أحداث إلا أننا نكتفي الأن بما تم إدراجه والوصول إليه من ذاكرة الكتاب الخاصة بموسى بكرم الرب ونترك البقية لمن يريد أن يبحث ويقرأ بعد أن تكتمل مقومات الذكرى عنده ونكمل تلاوة الهدي...


                ان ما ذكرناه في هذه المعالجة هو لمنح متابعنا الكريم فرصة التعرف على اهمية النصوص القرءانية في علوم الله المثلى وان الباحث حين يرصد بؤرة بحثية محددة في علوم القرءان يكون مجبرا على التوسع في البيانات الاخرى ليكون متكئا على قاعدة بيانات قرءانية لا تخطيء (لا ريب فيها) وفيها (عبادة اليقين)


                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                يعمل...
                X