المشاركة الأصلية بواسطة سهل المروان
مشاهدة المشاركة
التراكيب اللفظية هي صلاحية عقل الناطق في منظومة خلق النطق وبما ان الرابط هو رابط مع منظومة خلق (وسيله في الخلق) فان عملية التركيب اللفظي تخضع الى (ضوابط) مؤكدة الا ان تلك الضوابط لا تعني انها يمكن ان تتحول الى قاعدة بيانات معرفية وتلك الراشدة يمكن ان نمسكها في فشل اي محاولة لتعليم مخلوق القرد (مثلا) على ان يكون ناطقا رغم ان القرد يمتلك لسانا وشفتين ويمتلك حنجرة يستطيع التحكم باوتارها ليصدر اصواتا لفظية ومن ذلك المثل المفترض يتضح ان قواعد النطق لصيقة بمنظومة عقلانية تتفعل في رحم عقلي وتنتقل الى رحم مادي ولا يمكن ان يكون لها قاعدة بيانات ملزمة كما فعل اللغويون في تثبيت قواعد النطق والزموا فيها انفسهم وما التزموا فيها لان النطق يمتلك مرابط عقلية لا سلطان عليها فعلى سبيل المثال يقول قائل (سانتظرك في منزلي) الا ان الاخر يقول (سانتظرك في بيتي) ففي مثل تلك الاختيارات اللفظية لا يوجد الزام لفظي يقيم قاعدة مبنية خارج الفطرة فالفطرة الناطقة (منظومة خلق النطق) هي التي تمتلك قاعدة التنظيم ولا يستطيع العقل ان (يعرف العقل) فالعقل هو المخلوق الوحيد الذي لا يعرف بنفسه مثل المخلوقات المادية فذرة الهايدروجين مثلا تقوم بتعريف نفسها للعقل فيظهر عددها الذري ووزنها الذري وعدد مدارات الالكترون وغيرها من المعارف التي تعلنها ذرة الهايدروجين او ذرة الحديد وهي مرئية في رحم مادي فعال اما الرحم العقلاني فيكون العقل صامتا ازاء نفسه فالشاعر لا يعرف كيف ينتقي الالفاظ وكيف يركب الكلام الموزون ليقول شعرا ..!!
عندما تتوائم فطرة جمع من الناس على مسمى مركب من لفظين ويستحسن استخدامه فان ذلك دليل على ان ذلك اللفظ المركب قد حاز على مرابط تكوينية مع فطرة النطق كمنظومة خلق والا فان توأمة العقول لا تتحصل حين يكون تلكوء في قبول اللفظ المركب ومثل تلك الراشدة هي نفسها حين تكون في العقل الصامت الذي لا يعرف عن نفسه الا ان العقل يمكن ادراكه عقلا ومثله ضوابط تركيب لفظين في لفظ واحد حيث سيكون الادراك من حيث النتيجة كما ندرك عقولنا من حيث النتيجة لا من حيث التفاصيل المكونة لتلك النتيجة ... اذن هنلك توأمة قبول بين الناس على اللفظ المركب وليس هنلك (من يتفق مع من) ومثل تلك الصفة معروفة في اعراف الناطقين ويطلقون عليها لفظ (مصطلح) اي ان الناطقين (تصالحوا) على تسمية صفة من الصفات في مصطلح يراد منه حصرا قصدا عقليا وعلى سبيل المثال التوضيحي نسمع مصطلح (طفيلي) فهو من لفظ (طفل) له صفة (التطفل) على ذويه او امه او ابويه ومثله المخلوق الذي يتطفل على (المضيف له) فقام (المصطلح اللفظي) عند اتحاد الصفة بين الطفل والطفيلي فتم التصالح غير المكتوب وغير المعلن ان لفظ (طفيلي) هو في المخلوق غير القادر على اود نفسه فيتطفل (كالطفل) على مضيفه ..
(الاقلمة) هي سمة من سمات الالفاظ والالفاظ المركبة والمصطلحات اللفظية فلكل اقليم توأمة ناطقة يتصالح عليها الناس بموجب مرابطهم مع منظومة الخلق الناطق فتكون الالفاظ (المستساغة) ذات صفة اقليمية يتم فيها توأمة عقلية بين اهلها ومثل تلك الظاهرة معروفة في (اختلاف اللهجات المحلية) حتى ان اهل الاقليم الواحد يلمسون اختلاف اللهجة بين مدينة ومدينة رغم انها في اقليم واحد
من تلك المساحة الفكرية الموجزة يتضح ان المنطق الذي يقوم بتركيب لفظين في لفظ واحد يخضع الى ضوابط تكوينية متنحية عن معارف الناس الا ان نتائجها واضحة مبينة وللموضوع متسعات علمية سوف تقوم في مقامات لها عناوين تندرج على طاولة علوم الله المثلى
سلام عليكم
اترك تعليق: