في رحاب آية ( (يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) ..

[الاشراف العام]

في رحاب آية ( (يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) ..

حوار اجري مع ( فضيلة الحاج عبود الخالدي ) على ضوء التفكر في آيات الله في قوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار)

( منقول اليكم لتعميم الفائدة )

[الحاج عبود الخالدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار)

ثلاث ايات مستقلات واستقلال الاية يعني في العلم القرءاني ان كل ءاية مكتملة الفاعلية

الاية الاولى : الخطاب موجه الى الانسان ... اي انه خطاب مطلق عام

غرك .. هو لفظ من الغر والغرور

الغر في العلم القرءاني تعني : وسيلة فعل متنحي الحيازة ... وهي نفسها عند الغرور فالشخص المغرور هو انما يمتلك وسيلة متنحية الحيازة سواء كان بالكبرياء وهو ليس من اهله (وسيلة متنحية) او الغرور بعقلانيته الفذة مثلا وهي وسيلة متنحية الحيازة عنه او عندما نرى الغرور معروف في المغتر فهي صفة يضعها المغتر في نفسه وهي لسيت عنده اساسا (متنحية) فيكون مغرورا ..

حرف الكاف دائما يفيد صفة المسك والحيازة .. كتابك .. تعني ان الكتاب في حيازتك المالية او الفكرية ... شاهدتك .. تعني ان فعل المشاهدة قد حاز رؤيتك .. فكل حرف كاف يدل على (المسك) وذلك التخريج من فطرة عربية بسيطة

فاذا كان (الغر) يعني وسيلة متنحية الحيازة اضيف اليها حرف الكاف دليل حيازتها (مسكها) فان معنى (غرك) تعني ان (يا ايها الانسان) ما امسكت وسيلة متنحية بربك

اي ان وسائل ربك غير متنحية بل مبينة واضحة .. اي انها ذات بيان مادي وعقلاني فاي وسيلة في الانسان هي غير متنحية (غير خفية) بل واضحة (ما غرك بربك الكريم)

ترتبط تلك الفاعلية الواضحة البينة في الانسان في (الذي خلقك) ...

فسواك ... التسوية والمساواة تعني عدم التناقض والتنافر (5×2= 10) فتكون علامة (يساوي) تعني عدم التناقض بين (2×5) و الرقم (10) .. وتلك ايضا من معالجة عقلانية فطرية مع لفظ التسوية والمساواة (فسواك) وحرف الكاف هي ماسكة في الانسان اي ان عدم التناقض والتنافر في الانسان موجودة في خلقه (خلقك)

نحن نعرف ان لفظ الانسان يعني في القصد هو الأءدمي الذي يعيش على الارض وقد اكتفى الفكر الاسلامي بتلك المدركة العقلية فعندما نقول انسان ندرك انه مخلوق بشري ولكن العلم القرءاني لا يترك الاسم دون معرفة صفة التكوين من خلال الاسم اي ان الباحث القرءاني لا يكتفي بادراك صورة الانسان البشري الذي يخاطبه الله بل ينصرف البحث الى كينونة الاسم في الانسان ومثل هذا البيان يحتاج الى جهد فكري مستقل وبحث مستقل لمعرفة كينونة الصفة في لفظ (انسان) ولكن ذلك لا يمنع ان نضع لمسة اولية عن معنى الاسم (انسان) ومنها نقول بايجاز شديد ان الانسان يمتلك صفة المدركات بنوعيها المصورة وغير المصورة .. حيث يمتلك الانسان دون الحيوان نوعين من العقل يظهران في فصي الدماغ الاول (مادي) وهو مدركات المادة (المصورة) التي يمكن ان تكون لها صورة مثل الكتاب والجبل والقلم والسيارة وغيرها .. والثانية مدركات غير صورية ولا يمكن ان يكون لها صورة في العقل مثل الحب والغضب والايمان والحقيقة والجمال وغيرها كثير .. هما عالمان الاول مصور والاخر غير مصور والله رب العالمين الصوري وغير الصوري ... هنا (اثارة) .. لقد اوجز ربك تلك الصفة الفريدة للانسان بان (علمه الاسماء كلها) فالاسم ليس له صورة يمكن تصويرها في العقل فهو اساس المدركات اللاصورية وقد اختصها الله بالانسان وحتى الملائكة لا تدرك ذلك وقد عجزت عن معرفة اسم ءادم في حين ادرك ءادم اسماء الملائكة وهي من صفاتها وهي مدركات عقلية غير صورية .. تلك هي اشارات موجزة في اثارات لا بد منها لوضع مسلك عقلي منضبط مع الايات الشريفة الثلاث في خطاب الانسان لانها ايات ترسم حقائق التكوين الانساني

فعدلك ... عدلك هو لفظ من (العدل) وهو رابط في لسان عربي مبين وهو من صفة قرءانية (بلسان عربي مبين) وبيانه لصيق مع لسانه العربي

العدل في العلم القرءاني كنتاج دون تفاصيل هو (منتوج منقلب المسار) ونجده في فهمنا عند (تعادل كفتا الميزان) .. فعندما تتعادل الكفتان في الميزان فان الوزن في الكفة الاولى هو (نتاج قوى الجذب عليه) فينقلب سريانه الى الكفة الثانية فيكون التعادل .. (تلك اثارة موجزة جدا)

اذن هنلك تسوية (فسواك) وهنلك (تعادل) وهما العالمان في الصورة وفي اللاصورة التي يتصف بها الانسان دون الحيوان لان الحيوان لا يمتلك العالم اللامصور ويمتلك عالم الصورة فقط ..

في اي صورة ... أي من لفظ (ءاية) وهو حيز فعال ... وصورة الانسان هي تكوينته المادية المتكونة من اربع سماوات كما اوردنا اثاراتها في المستويات العقلية الاربعة في معرض الايات المفصلات (سر العقل والسماوات السبع 1 ـ 7 ) تحت الرابط

سر العقل والسماوات السبع ـ السماء الأولى


... تلك الصورة والتفاصيل التكوينية المادية تشكلت وفق منهج الهي محبوك وحاكم وهو حيز فعال وفاعليته (مصور + لا مصور ) ويساوي انسان

ما شاء ركبك .. ركبك هي من لفظ (ركب) والركوب هو وسيلة مسك لقبض شيء وهو التنقل اي ان الركوب ليس للوقوف بل للنقل والحركة ..

اذن الانسان متحرك في عالم الصورة وعالم اللاصورة حيث يتحرك في اربع سماوات مادية (صورية) وفي الجانب اللامصور يتحرك في سمائين (الخامسة والسادسة) فيكون الانسان في مجمل خلقه يتحرك في ست سماوات والسماء السابعة هي الحكومة الالهية كما تم نشره كاثارات تذكيرية في مسلسل (سر العقل والسماوات السبع) في معرض الايات المفصلات

هذه الايات المستقلات الثلاث تصف جانبا من الخلق ولا ننسى ان القرءان فرقان فهو مفرق في مجاميع من الايات عند جمعها وترتيبها (تلاوتها) وجعلها ءاية تلي ءاية فيكون قيام العلم القرءاني وبذلك فان الباحث لا يحتاج الى الرد على ما يقول داروين بل سيكون حظ داروين هو السخرية والاعراض .. طبعا ليس داروين لوحده بل من سار في ركابه معه ..!!

اؤكد علي اننا لا نفسر القرءان بل نثور العقل في القرءان فلا يؤخذ ما نقول نسخا عقلانيا بل ان ما نقوله هو تذكرة (اثارة) لتثور في عقلانية المتابع حقيقة الانسان ومعنا النص الشريف (فكر بالقرءان) وهو من (لعلهم يتفكرون) وبين يدينا فطرة عربية + قرءان بلسان عربي مبين

عقولنا في حيازتنا (تعقلون) لا نتنازل عنها والقرءان بين ايدينا بلسان عربي مبين .. وصفة القرءان انه (مبين) فلن نكفر ببيانه هو اي (القرءان) ونبحث عن بيان من لسان بشر ..ولا تؤخذ البيان من هذه السطور بل يؤخذ البيان من القرءان فهو الذي يهدي للتي هي اقوم فهذه السطور اثارات للتذكير وليس للبيان لانه قرءان ... مبين ...مبين .. !!!
سلام عليكم