دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفطرة والعقل (4) .. التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفطرة والعقل (4) .. التوحيد

    الفطرة والعقل (4) .. التوحيد



    من أجل نهضة عقائدية معاصرة




    عندما تترسخ بين يدي طلاب الحقيقة إن العقل البشري يحمل مفاتيح عقائدية مركزية وأن الرسالات السماوية هي لإغراض تذكير الإنسان وليس لغرض بناء عقائدي مولود من العقل البشري بل راسخ بالعقل فيكون إزاء ذلك أن العقل الانساني لا بد عليه أن يبحث في ثنايا العقل ليصل الى المادة العقائدية وتلك منهجية نافذة في حضارتنا المادية ومعروفة حد الثمالة فيها ونجدها في بحث الانسان في مكنونات المادة فتم التعرف على تصاميم الخالق في المادة بشكل واسع وإن ما بقي من حافات علمية يحتاج الى تذكير رسالي والتذكير الرسالي محفوظ في قرءان الله من خلال ربط العقل بالقرءان فمثلما نجد صفة القرءان

    (ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)

    سوف نجد ما يمنحنا اللاريب المنشود في تلك الذاكرة (عقل فطري)

    (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)

    فتكون عملية الحفظ عملية تكوينية مرتبطة بالتصميم الالهي للخلق وكلنا يعرف بفطرته المطلقة ما هو (الذكر) فهو عملية عقلانية محض فلا يمكن أن يكون الذكر في غير العقل ولا يمكن أن يكون القرءان ذي الذكر لغير العقل البشري وبالتالي فان عملية تلاحم تكويني بين العقل والخلق تجري من خلال قيام سبب الذكرى (تذكير) ويكون الوعاء الفعال لتلك الفاعلية هو العقل البشري حصرا ولن يكون في اجرام سماوية او قوانين فيزيائية او بايولوجية كما هي غفلة علماء العصر الذين امعنوا في دراسة الأثر دون الإمساك بالمؤثر الا وهو الخالق حصرا فلا إله إلا الله وذلك يعني في فطرة عقل بشري أن لا توجد (آلة) غير (آلة) واحدة تحرك الكون والخلق وهو الله حصرا وهذه الصفة لا تعني الإعتراف بالله وبناء الفكر التوحيدي له (ما وقر في القلب) نقلا فقط بل ترتقي الهمة العقلية البشرية الى مرتبة تذكيرية اعلى لفطرة العقل فاذا كانت هنلك عدة مصادر لتشغيل الكون فإن تناغمية الكون سوف تفتقد ويحصل (التشغيل المستقل) لكل آلة تشغل موضع من مواضع الخلق ومثل هذه التذكرة يرعاها قرءان يذكرنا

    (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (المؤمنون:91)

    فتلك الآلة التي شغلت الماء خلقا (فطرت الماء) لم تكن في معزل عن الآلة التي خلقت الحيوانات المائية فجعلت الماء يشذ عن طبيعة المادة الكونية اجمالا ويبدأ بالتمدد بديلا عن التقلص عندما تقل درجة حرارة الماء عن 4 مئوي وبالتالي فان حجم الماء المتمدد سوف يزيد على حجم الماء غير المتمدد ومنه تكون قوانين الفيزياء حاكمة في طفو الماء المتمدد فو سطح الماء المتقلص الذي حرارته تزيد فوق 4 مئوي ومنه يطفو الجليد في مسطحات الماء الباردة ويحصل حاجز عازل بين الاجواء الباردة والماء فيكون تحت سقف الجليد (الماء المنجمد) وذلك العزل الحراري يمنع من تجمد قاع المسطحات المائية وينحسر التجمد في السقف وبذلك السبب التكويني تقوم حياة مستمرة للمخلوقات المائية ولو تصور عقلنا الفطري غير ذلك في خصوصية الماء فإن ذلك يعني نفوق كافة المخلوقات المائية في المناطق الباردة شمال وجنوب الكرة الارضية ذلك لو أن الماء لم يتمدد عند الانجماد ويبقى بنفس سنن المواد الاخرى (التقلص بالبرودة) فان الجليد سيتجمع في اسفل المحيطات ويتراكم ويتراكم حتى ينجمد المسطح المائي بكامله ..!! ... ولو تصورت فطرتنا العقلية إن حرارة الشمس يمكن ان ترفع حرارة الارض في المنطقة المنجمدة بتصميم اخر غير التصميم الحالي لكي لا تنجمد المحيطات الشمالية في الشتاء فذلك يعني ارتفاع شديد في حرارة خط الاستواء يسبب في هلاك المخلوقات فيها ... نحن نرى الان في فطرة العقل مصمم واحد للخلق في شمس وماء ومخلوقات ونرى بفطرة العقل ايضا ان لا يمكن ان يكون لكل فقرة من تلك الفقرات التكوينية مشغل منفصل عن الاخر (عدة آلهة) بل هو مشغل واحد تصادق عليه عقولنا التي لو تنازلنا عنها او جزء منها سنفقد صفة جوهرية في كياننا الذاتي كبشر عاقل يمتاز عن بقية المخلوقات بعقللانية يدركها ويتعامل معها بدقة متناهية .

    هنلك فقرة تذكيرية خطيرة ومهمة وردت في القرءان الا ان التراث العقائدي حمّلها محامل فكرية ومعالجات كانت فعالة في زمنها السابق أما اليوم فهي مصدر شقاق في الفكر الاسلامي ومصدر حيرة وهي تنحى منحى ادراجنا العنيد مع فطرة العقل وقيام العقيدة من خلال تلك الفطرة ونرى تلك المعالجة التذكيرية على ناصية حرج فكري وحذر شديد

    (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (لأعراف:180)

    يومنا ليس كأمسنا يقينا وبمصادقة فطرة عقل لن تهون ... اسماء الله جعلوها كما نسمي انفسنا او نسمي الاشياء باسمائها ورغم ذلك فإن ما ذهب اليه الاسبقون من اسماء الله الحسنى هي نفسها ما استذكرنا بها القرءان وهي صفات الله الحسنى سواء كانت اسماء كما نعرفها في المؤمن المهيمن الجبار العزيز المتكبر ولا نفهم دقائق تكوينتها الا ان صفات الله الحسنى (الفائقة) هي مجمل خلق الله فهي الاثر والله المؤثر فيها وهي صفات الآلة التي تشغلها أي ان الخلق يعلن عن صفات المشغل (الله) وتلك نتيجة من عقل مفطور في مخلوق بشري ولن تكون رأيا وليدا من عقل فما دام هنلك خلق فيكون الخالق والخلق ومنه المخلوق يمثل صفات الخالق الفائقة مثلما تكون صفات النجار فيما صنع من نجارة هي السمة (الاسم) الذي يخلفه النجار لانه خلق الدولاب او الكرسي فنرى صفات النجار من خلال ما صنع ونرى صفات الله من خلال مخلوقاته ... ولو قلبنا صفة (الحسنى) في العقل والتي تعني قمة ما خلق ستكون هي المادة الكونية وعناصرها الـ 99 عنصر التي تمثل الخلق اجمالا سواء في الاجرام السماوية والكون والخلية والعضو في النبات والحيوان والانسان وفي كل شيء تدركه عقولنا بما فيها عقولنا ايضا فهي العالم اللامادي (العقلي) الذي يشغل الله تكوينته في الخلق وعلى الدوام بلا انقطاع طاريء او غير طاريء لان المشغل للخلق (دائم) وهي الصفة التي ادركها ابراهيم عليه السلام في معالجته الفطرية فقال (لا احب الافلين) من هنا تقوم في العقل قائمة كما قامت في عقل ابراهيم ... وهي ... اذا كان الخلق قائم والخالق قائم فهل يستعصي على العقل ان يرى حقائق تخص الخالق في المخلوق ... الا يمكن ان (ندعو) الله بصفاته الغالبة الفائقة (أسماء الله الحسنى) وأكثر غلبة في حامل العقل من دم ولحم وعظم وهي عناصر مادية تناغمت من خلال مشغل واحد (إله واحد) قام بربطها وتشغيلها وفق نظم تدل دلالة واضحة على إن المشغل المادي لكيان حامل العقل هو مشغل واحد والعلماء الماديين هم اكثر من غيرهم معرفة بنظم التشغيل ويذهلون دوما من تناغميتها وانضباطها وذلك تأكيد تذكيري لـ (إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ) ومن الممكن ان نرى بعضا من مشاهير من العلماء تحولت عقولهم نحو الجانب العقائدي بعد أن عجزت عقولهم عن لملمة مجموعة مشغلين (عدة آلهة) لمنظومة الكون مثل انشتاين وستيفن هوكنغ وغيرهم ..

    ثقافة التوحيد ثقافة مبتورة في العقل العقائدي عموما حيث تقوم ثقافة التوحيد وفق منطق الاعتراف بالخالق الواحد (ما وقر في القلب) وهي في أن (لا إله إلا الله) وتلك الراسخة تؤتى مستنسخة من رأي الآباء وليس لها ثقافة تكوين في العقل الا من خلال تثوير فطرة العقل كما ثورها ابراهيم عليه السلام القائل بعد رحلته في العقل

    (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79)

    الوجه هو حاوية المجسات كما روجنا له في ادراجات سابقة كما هي وجوهنا التي نعرفها والتي تتجمع فيها مجسات الحواس في الشم والسمع والبصر والذوق واللمس واهمها (اللمس) في صفات وجه الآدميين حيت تكون سحنات الوجه المعبرة عن مؤثرات عقلانية كالفرح والحزن والتأمل والبهتة والتعجب وغيرها من الصفات التي يحتويها الوجه ... وجهت وجهي ... وجهت مجساتي العقلانية للذي (فطر) السماوات والارض حنيفا .. وعرفنا في الادراجات السابقة الفطر وحنيفا وعلينا ان نعي حقيقة الفطرة العقلية التي يمكن ان تقيم الدين في عقولنا مع وسيلة تذكيرية في قرءان يقرأ فتكون الذكرى عسى ان تنفع الذكر

    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)


    الحاج عبود الخالدي

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة استاذنا الجليل الحاج عبود الخالدي
    العقل هو الحجة البالغة بين الله تقدست اسماؤه وبين خلقه
    فهو تعالى أودع في ضمير الانسان نورا يستطيع به
    أن يميز الحق عن الباطل
    وهو يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقل .
    أن توحيد الله تعالى في الأرض والذي يعني
    اقامة حكمه في الأرض ، وحذف الأنداد ، وتحطيم الأصنام
    وتجاوز الطغاة .
    والتوحيد هو اساس الدين
    وان الدين الذي اتخذه المؤمنون الأوائل
    وسيلة لتحرير الشعوب من طغاتها
    ووسيله لتحكيم الحق والعداله
    واليوم عندما ندعو الناس الى الأسلام
    والناس يوجهون أنظارهم بدقة الى أعمالنا
    وواقعنا المتردي البعيد عن الأسلام
    أن حديث الدين هو حديث العمل والتطبيق
    كما هو حديث النظرية والأيمان عمل كله
    والقول بعض ذلك العمل .
    بوركتم السلام عليكم

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X