دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكراهية سنة خلق في التكوين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكراهية سنة خلق في التكوين

    الكراهية سنة خلق في التكوين

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء:19)

    (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216)

    الكراهية قناة من قنوات العقل البشري حصرا لا يشاركه فيها مخلوق اخر فالحيوان لا يعرف الكراهية وان لاحظنا في الحيوان رفضا لشيء في مأكل او حجر فهو لا يتصف بالكراهية بل يتصف بعدم تطابقه من غريزة الحيوان اما الكراهية عند البشر فهي صفة حصرية فيه لانه يمتلك مستوى عقلي خامس (عقل الروح المتجسدة) وفي ذلك المستوى العقلاني تقع الكراهية حيث ان الحيوان لا يمتلك ذلك المستوى العقلاني ...

    عندما نمعن في مراصد العقل التحليلية سنجد ان سنن الخلق قد رسخت كثير من الكراهية في الانسان وقد اكد ذلك النص القرءاني في واحد من مفاتيح علم العقل الخفية على حضارة الانسان .

    (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(الحجرات: من الآية12)

    حيث يمسك العقل القاريء للقرءان ان فرصة التعرف على العقل تكوينيا يمكن ان ينطلق من القرءان بصفته دستور علمي يضع للانسان خارطة خلق يجب ان تقرأ ليخرج من الضلال الذي يعتري الفكر الانساني وخصوصا منه هو الفكر المتحضر في حضارة معاصرة جدا ..

    يمكن ان نرصد قناة الكراهية في الانسان من خلال رقابة انشطة انسانية زرعت فيها الكراهية مثل الغائط الذي يكره من قبل الانسان لانه وعاء يصلح للانتاج الجرثومي وبالتالي فان كره شكله ورائحته تبرز عند الانسان في سن التمييز لحمايته (خيرا لهم) والحماية من أي تداخل جرثومي ضار ولغرض فرزه عن الصفة الغريزية فان الكراهية من البراز لا تظهر مع الطفل لغاية بديء سن التمييز ومثلها كراهية البول وقبل سن التمييز تكون حضانة الاهل هي الفعالة في تأمين مستلزمات الطفل فتكون كراهيتهم للغائط دافعا لأدامة تنظيفه من علقات التبول والغائط ... الكراهية ترصد في العقل حتى وان كنا نرصدها بصيرورتها المادية الا ان مستقرها العقلاني غير مادي مثل كراهة منظر النزف الدموي وتصل كراهيته عند بعض الاشخاص الى فقدان الوعي عند النظر الى منظر النزف الدموي وذلك (خيرا لهم) فهي كراهية ايجابية ليحافظ الانسان على اوعيته الدموية وعدم التفريط بها ... مثلها كراهية منظر القيء بسبب الغثيان لانه وعاء صالح للانبات الجرثومي وفيه ضرر مؤكد .

    عندما تكون الكراهة فطرة في الخلق فان استخدامها من قبل الانسان يخضع الى معيار الصلاح واللاصلاح بموجب تكوينة الخلق (هديناه النجدين) ولكن الحيود عن الفطرة وتطبيقها في النجد السيء يحيق باهله السوء مثلها مثل الحاجة الجنسية فان استخدمت في الصلاح كان البيت والاسرة والعيش الهنيء وان استخدمت سفاحا كان الضياع والتشرد وهي هي حاجة انسانية عقلانية غير غريزية فالغريزة في التطبيق والعقلانية في الاختيار لان الحيوان يمارس الجنس لاغراض الانجاب (غريزة) اما الانسان فيمارسها في غير ذلك كحاجة انسانية ..! فكراهة الجنس الحرام هي سنة الخلق (فطرة) اما ممارسة الجنس (الحرام) فهو مكروه عقليا حتى بين مروجيه ومريديه وهم يكرهون ما يقومون به من خلال اعترافات كثيرة تصدر منهم اثناء ممارستهم البغاء او بعد توبة ..!!

    (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)(الحجرات: من الآية7)

    كما تؤكد النصوص الشريفة ان الكراهة ومنها الاكراه هو جزء من سنن التكوين المستمرة عند الانسان

    (وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً )(الاحقاف: من الآية15)

    نستخلص من تلك الاثارات الحرجة ان ركوب مركب الكراهة الفطرية بالتمرد عليها يدفع الانسان الى مهالك وضلال مؤذي لان الكراهة الفطرية فطرت في الانسان لمنفعته والغرض منها ترك المكروه اما اذا ركبها الانسان وتمرد على فطرته التي فطرها الله فيه فقد منع منه النفع وحاز الاذى فيكون قد ظلم نفسه بلا ظالم ...

    عندما تكون الكراهية فطرة ... تذكرها فطنة لها ... وعندما نتذكرها ... نتحصن من ضررها ... ونستفيد من منافعها ... ونتجنب ركوب المكاره ... والقرءان ذي الذكر معنا يذكرنا ... فهو اللاريب الذي نحتاجه في زمن زحمة اللايقين والشك بكل شيء وضياع الحكمة لان صناعة الحكمة اصبحت خارج كيان المسلمين في وقاية من مرض او في رشاد فكر او صناعة الغد ...

    فرعون زماننا وكيانه المهيمن دخل على تلك الصفة العقلانية لزراعة الكراهية بين البشر واستطاع المنظرون للدولة الحديثة ان يقيموا صفات تفعيلية للكراهية معتمدين على سنة تكوينية في عقل الانسان فزرعت الكراهية بين (الرجل والمرأة) تحت افكار (حرية المرأة) كما روجت افكار (الوطنية) واستخدامها مفعلات كراهية بين الشعوب واستخدمت مفاعلات للكراهية في العرق والمعتقد والاقتصاد وفي كل مفصل من مفاصل النشاط الانساني تم انبات نبتة الكراهية في ارض عقلية غير محصنة مما تسبب في قيام الكراهية بين البشر بشكل واسع ينذر بكثير من الازمات ولعل كثافة صناعة السلاح التقني في الزمن المعاصر تصلح لتكون مؤشر واضح في فاعلية الكراهية بين الانسان فالسلاح الكثيف والمتطور لم يصنع من اجل رفاهية الانسان بل لقتل الانسان في اكبر عملية استغلال وقرصنة تمارسها الفئة الباغية التي تتحكم بالارض (ام الحكومات) والتي تستطيع بموجبها ان تزيد من هيمنتها على البشرية واستعبادها للبشر جميعا في ممارسة لشعار معروف (فرق تسد) ومن تلك المعالجة الفكرية يستطيع عاشق الحقيقة ان يمسك بمضامين الحقيقة عندما يتم قرصنتها من الطبائع البشرية التي خلقها الله رحمة للناس الا انها انقلبت الى ضديدها في علة قيامها في سنن التكوين

    (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الحج:72)


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X