دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقلة المادة العقائدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقلة المادة العقائدية

    مناقلة المادة العقائدية


    العقل الانساني هو وعاء فعال تبادليا أي ان العقل الآدمي يتبادل المعارف وتلك الصفة تختلف جوهريا عن عقل الحيوان او النبات فلو تم تدريب كلب او قرد على عمل ما او تصرف ما فان الكلب لا يمتلك قدرة تبادلية مع فصيلته وسوف لن يكون قادرا على ان يعلـّم احدا من فصيلته اوغيرها كما لا يستطيع عقل احد الحيوانات أن يتعلم من ذلك الكلب المدرب فالحيوانات لا تمتلك تبادلية الصفة المكتسبة فيما بينها بل تمتلك مساحة ضيقة من الغرائز يستطيع الانسان ترويض الحيوان على خدمته من خلالها كما نراه في فرق السيرك . الانسان هو المخلوق الوحيد بين المخلوقات القادر على تبادلية المادة العقلانية بين عقل وآخر .

    تلك الصفة الانسانية هي صفة شاملة عند الانسان تشمل تبادلية النشاط المادي وتبادلية النشاط الفكري ولا يمكن التفريق بينهما ففي النشاط المادي يتم تبادل الحرف المهنية والخبرات ونظم الزراعة والنسج والمعلومات المادية ... المناقلة الفكرية ومنها العقائدية تنحى نفس المنحى كسنة في عقل الآدميين بحيث يتم نقل الفكر العقائدي من انسان لآخر ومن ثم من جيل لآخر وقد انتقلت العقائد عبر ذلك النظام بين الناس وفق النظام التبادلي وبنفس المنهجية تم نقل ارشيف الخبرات المادية والفكرية غير العقائدية .

    اتسم ماضي الانسان قبل عصر النهضة بسمة قلة الممارسات للحاجات اليومية والتي اتصفت اضافة لقلتها بانها كانت ذات مرابط فطرية محدودة في سلعياته وتنقلاته ومأكله وملبسه ومنها بساطة الحاجة العقائدية فكان الانسان على مر العصور يتناقل المادة العقائدية ويتناقل الانشطة المادية الاخرى بصيغة التعلم من الاخر دون ان يكون للتطور حضورا في النشاط الانساني .. أي ان الانسان لم يكن في ماضيه يمتلك في قاموسه متجدد يومي من الاختراعات والابتكارات بل كل شيء متواضع والاجيال تتوارث يومياتها كما هي مع اضافات متواضعة لا يمكن وصفها بالتطور الكبير الخارق بل يمكن ان توصف بالبساطة وقلة الطموح مثل اكتشاف الورق او الزجاج وفي زمن حضاري قديم كانت العربة تعتبراكتشاف ...!

    عندما انفجر النشاط المادي صاحبه تطور عقلاني كبير لم يكن موجودا بالامس واختص بعملية النشاط المادي فالانسان لم يكن ليعرف اسماء كل العناصر المادية وخصائصها الكيميائية بل يتعامل مع صفات بعضها عند الاستخدام كالنحاس والذهب وغيره ولكن ضخامة اختراق صفات المادة في الحقائق الفيزيائية والكيميائية استطاع الانسان ان يبني منهجية تطورية لمعارفه المادية ويستخدم وسيلة المناقلة العقلانية لتلك المعارف الجديدة الا إن المناقلة العقائدية عزلت وانحسرت في منهجها القديم الخالي من الصفة التطورية (عقلانية العقيدة) بل تحولت العقيدة الى فرض مفروض من الآباء دون حصول منهج التطور لغرض عقلها وفهمها علما ان الانشطة المادية والمعارف الحاوية لها كانت ايضا ارثا مفروضا من الآباء على الابناء على مر الدهور ... الحديد او الذهب او النحاس جاء استخدامه ارثا من الاباء ايضا الا ان التطور العلمي وما صاحبه من تطور تقني وسع مساحة الاستخدام للحديد مثلا بعد فهم صفاته التكوينية وهذا الرصد يشمل كل شيء في ماضينا المنقلب الى حاضرنا وفيه ما يزيد اثارة عندما نرى ان العلم استطاع ان يرى ما لم يكن مرئيا في المادة كالنفط ومشتقاته والالمنيوم وحجم استخدامه الهائل فما غفل عنه الاجداد اصبح مرئيا بين يدي جيل معاصر للعلم ... عدا المادة العقائدية فانها لم تخضع لنفس منهجية التطور المادي وبقيت حبيسة منهجها القديم فاصبح هنلك شرخ كبير في العقل الانساني بين ماضيه وحاضره فاصبحت العقيدة مجردة من محاولات الفهم العقلاني لمواردها وكأن المادة العقائدية لا يمكن ان تكون مفهومة الا عند السابقين دون المعاصرين مما فوت الفرصة على الاجيال القريبة السابقة في جعل عجلة التطور شاملة في المناقلة العقلانية لتشمل الجانبين (المادي + الفكر العقائدي) وبما ان العقيدة تقع في الجانب المادي والفكري معا من خلال ماديات المناسك فان شمولها بالنشاط التطوري يمكن ان يكون مرادفا للتطور المادي ولكن القفل الفكري العقائدي اقفل مناقلة العقيدة حصرا في مفاهيم السابقين خوفا على الكيان العقائدي مما جعل حملة العقيدة غير قادرين على مواكبة التطورات في دائرة العقيدة نفسها فاصبحت المناسك العقائدية غير مفهومة في زمن علمي يبحث عن سبب كل شيء ويفتح ملفات الحقيقة العلمية بعناد فكري معهود مشهور بين العلماء .

    مخاوف العقائديين من تمزق العقيدة عند القبول بالتطور مخاوف غير مبررة فلو عرفت كينونة الصلاة كما عرفت كينونة الفلزات فان تلك المخاوف سوف توصف بالغفلة لان التطور العقائدي ضرورة تفرضها طبيعة التطور المادي وهما صنوان لا يفترقان لان الانسان يعيش يومياته ماديا وليس خياليا محض . مخاوف العقائديين تحولت الى كارثة عقائدية بحيث اصبح التطور المادي سببا مباشرا في نفور حملة العقيدة من مفاهيم عقائدية مغلقة الفهم ..

    هنا دعوة لتفعيل سنة خلق في الانسان الا وهي تبادلية البيان المعرفي العقائدي بين الانسان والانسان بصيغته التطويرية وليس بصيغة الارث المجمد في التاريخ . ذلك ممكن بشكل مؤكد مجرب فلو رصدنا فنون الصياغة (صناعة المصوغات الذهبية) فهي قد تطورت كثيرا كثيرا الا ان عنصر الذهب هو هو لم يتغير ولم يستطع الانسان تغييره فالذهب ذهب ولكن حرفة الصياغة تطورت ضمن سياقات تطورية مفقودة في العقيدة رغم وجودها في حواشي العقيدة في استخدام التطور المادي في بناء الجوامع وقراءة القرءان او بناء الكنائس والمعابد وطباعة الكتب السماوية

    الفكر الانساني بمجمله خضع للنظم التطورية المعاصرة وتم تمحيص كثير من الافكار غير العقائدية فألغي ما ألغي منها وطور ما طور منها ففي السحر وتفسير الاحلام والتعامل مع الاساطير وعلوم التاريخ جميعها خضعت للتطور والتعديل او الالغاء عدا الوعاء العقائدي فهو يتعرض للإلغاء في الفكر التطوري تحت ناصية (الالحاد) اما المادة العقائدية فهي خارج منهجية التطور يقينا ... الخوف من تطويرها يدفع الى هلاكها ..

    هلاك المادة العقائدية تحت منهجية التطوير محتمل عالي الاحتمالية ولكن أي مادة عقائدية ستكون مرشحة للهلاك الفكري ..؟؟ انها العقائد الباطلة يقينا او المواد العقائدية التي ما انزل الله بها من سلطان فهي ليس لها سلطان ثابت وبالتالي ستكون مرشحة للهلاك والاندثار عند تشغيل مشغل التطوير العقائدي اما المادة العقائدية التي ترتبط بثوابت حقيقية فانها ستكون مرشحة للتطور وليس الهلاك وهو يقع حصرا في (عقل العقيدة) وتمحيص مفرداتها بعقلانية معاصرة تعرف حقائق اليوم ولن تستند الى حقائق الامس التي لا يمتلك العقل معايير تقويمها وتعييرها علميا وفق منطق المصادقة العقلانية عليها من خلال مرابط حية تعيش مع يومنا وليس الامس ...

    موضوع مرشح للحوار على نفس جدار الخوف على العقيدة من الضياع فالخائفين على العقيدة من التطور هزموا حين انفلت العقائديون في ميدان التطور فاصبحت العقيدة مجرد رمز لا يمتلك فاعلية الا في استراحة الكهولة اوالشيخوخة او عند استراحة النفس من مصيبة تحل باحدهم فيرى في الدين محطة ...

    الخوف على العقيدة الان ينقلب على عقبيه فتكون الاقفال التاريخية للمادة العقائدية مصدرا من مصادر ضياع المعتقد

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تحية اجلال واكرام للجرأة والشجاعة في كل طروحات وبحوث

    أستاذنا الفاضل العارف الحاج عبود الخالدي المحترم

    التي لم تاتي من فراغ بل متأتية من متانة ورصانة علمه وفكره وطرحه المتجدد
    وأن أهم ما أمتاز به قلمه الشريف بالولاية لله تعالى
    لأنه ينهل من قرءان ربه
    متحرر من أسر التاريخ
    متانة عقل .. وعقلانية الطرح
    المستمد من قرءان الله الذي بدونه لا يعرف العقل

    مؤكدا هيمنة العلم القرءاني في زمن العلم
    أذا استطاع الفكر البشري ان يمسك بالحق

    فانه سيرى أن القرءان خارطة خلق خطها الخالق واول المرشحين للتصدي لذلك الحق

    هم حملة القرءان ليوقظوا الفطرة ، ويحطموا ما تكدس عليها من حجب ، فيتحرر العقل

    من أغلاله ويطل على الواقع من جديد ، لينطلق في رحلة ممتده بأمتداد هذا العالم

    من آيات الأنفس والآفاق لرسم مشروع بناء العقيدة ، وتجديد فاعلية الأيمان

    ويقول القرءان كلمته الحق ومنه سينبثق النور الالهي .

    شكرا لكم ....السلام عليكم
    التعديل الأخير تم بواسطة ; الساعة 10-03-2011, 07:23 AM.

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X