دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بسط بساط الدين في دوحة اليقين

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسط بساط الدين في دوحة اليقين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من الحوارات الهامة التي أديرت معنا هذه الحوارية في بيان بعض الايات من الذكر الحكيم ، ننقلها الى (ابواب المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة )لتعميم الفائدة ،مع الشكر الجزيل للمتحاورين ولمتابعتكم الكريمة .
    السلام عليكم


    بسط بساط الدين في دوحة اليقين



    وردتنا من اخت فاضلة مطلبا تطلب فيه البيان وكان مطلبها مسطورا في السطور التالية :

    السلام عليكم
    كيف الحال أستاذي الفاضل أسأل الله أن تكون بخير
    لدي استفسارات صغيرة حول التفسير أحببتُ أَن تُطلعني على رأيك بها
    لأنني أُقيم نقاشا مع بعض الأخوة عن أساليب التفسير و البحث في القرآن
    فليتك تُساعدنا مع جزيل الشكر:

    ــ قال تعالى ( والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه )
    الصوره واضحه وغرض التشبيه والمُشبه والمشبه به ..
    لفظ باسط كفيه هنا يعطي تصوراً لطريقة البسط وما ينتج عن هذا البسط من خروج الماء من بين الأصابع ..
    مالفائدة التي نستفيدها من ذكر المثل الحسي في القضية المعنوية ؟

    ــ وقال تعالى ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )
    والبسط هنا .. يقع موقعاً لو قلنا أنه نفس المعنى السابق لفسد المعنى ؟!
    فكيف نفرّق بينهما ؟
    يعني هل يجوز تفسيرهما من خلال اداة اللغة أم اننا نحتاج معها إلى فهم السياق ؟
    هل هذا دائماً ؟ أم أننا هنا فقط بالإضافة إلى بعض المواضع نحتاج لكليهما ، أي اللغة ومعنى الآية من السياق ؟
    وهل السياق يكفى ؟ وحده .. اذكر أمثله ؟

    ــ قال تعالى ( وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة:115)

    وقال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة:261)

    وقال تعالى ( يؤتي مُلكهُ من يشآء والله واسع عليم ) البقرة 247

    وقال تعالى ( واللهُ يعدُكم مغفرة منهٌ وفضلاً والله واسع عليم ) البقرة 268
    في الآيات السابقة وهي من سورة البقرة خُتمت الآيات بلفظ ( واسعٌ عليم ) مع أن السياق مختلف ، فما الرابط بينها ليختار الله هاتين الصفتين لذاته العليّة في تيك المواضع ؟
    مع العلم أن صفتي الواسع والعليم وردت في مواضعُ أُخر
    من كتاب الله ..
    والذي نفسي بيده إن هذا لبحث جدير بالتأمل فلو أن كل فرد إختار صفة لله تعالى وبحث عنها في كتابه وأفاد بها عباده لوجد من الخير ما لا ينكر ومن اراد معرفته فليخلص في نيّته كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلّم ، وليخرج من نَظَرِ الخلق إلى نَظرِ الخالق / والله الموفق.
    و جزاك ربي خير الجزاء

    ..............................
    الجواب :
    ..............................



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بدءا نؤكد ان اثاراتنا لا تحمل صفة (التفسير) بل تحمل صفة (التذكرة) فهي (تقيم الذكرى) وتفتح بوابة العقل ليمارس المتلقي دوره العقلاني في (التفكر) ليصل الى مبتغاه الفكري وحاجته من قرءانه

    والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه

    كباسط يده الى الماء ... بسط اليد ... اليد هي وسيلة لقلب سريان حيازه فايدينا التي نعرفها نستوظفها لقلب سريان حيازة الاشياء من ايادي الناس او من حيازة شجرة او من حفنة ماء هي في حيازة النهر فتنقلب في (يدنا) الى (حيازتنا) ...

    البسط ... هو من بناء (بسط . . يبسط ... بسيط ... بساط ... باسط ... مبسوط ... بسطة ..) ... لفظ (بسط) يعني (نفاذية قبض الفاعلية) فاي فاعلية في (الحيازة) لها (هدف) عندما يريد (صاحب اليد) ان يحوز الشيء لغرض معين (يبلغ فاه) فتكون (نفاذية القبض) غير فعالة عندما يكون داعية من دون الله كما في المثل القرءاني ... تلك هي اساسيات (اوليات) معنى الاية بشكل عام مطلق ونسوق مثلا

    والذين يدعون من دون الله نجد مثلهم (العلماء) الذين احتشدوا في اكبر حشد اممي في سويسرا مؤخرا لغرض (تعجيل المادة) في اكبر مختبر للارض لحد الان وهو اضخم تجربة لحد الان وهو اخطر تجربة لحد الان والتجربة امتلكت اكبر ميزانية علمية لحد الان ...!! وكانت الصفة فيهم (كباسط كفيه الى الماء) والماء في علوم القرءان يعني (مشغل وعاء الحياة تكويني) فمنه كل شيء حي كالماء الذي نعرفه وهو ايضا سر تشغيل الكون بمجمله فيكون اسمه ماء ايضا فكانت التجربة لغرض (عبور سقف سرعة الضوء) وصولا لـ (الانفجار) الكبير للمادة الا ان (أكفهم) لم تصل الى (افواههم العلمية) فتشتت التجربة ولم يحققوا هدفهم

    حاورني احد المشاركين على هامش تلك التجربة وهو من جنسية مغربية يبرر الفشل انه (مرحلي) فقلت له (انكم تدعون دعوتكم ـ من دون الله) فقال كيف قلت لانكم تريدون ان تعبروا سنن الخلق في (سرعة الضوء) قال وما المانع من ذلك قلت له (لامانع) في (وسعة الكفر) لان الله (لا يـُقتحم) لانه (صمد) بل انتم ستفشلون ..!! قال (هات برهانك) ... قلت له هنلك سنة خلق ابسط بكثير من سرعة الضوء ... لو استطعتم عبورها فانكم ستعبرون سرعة الضوء .. قال هاتها ... قلت له لو استطعتم ان تجعلوا الحمار ناطقا بجملة مفيدة واحدة فانكم سوف تعبرون سرعة الصوت ...!! فقال وما يربط هذه بتلك ..؟ قلت له كليهما (سنة خلق) لا يمكن عبورها ... انتم ماديون ولا تعترفون بالله علميا فان كنت انت عالما مسلما فانت مسلم تعرف الله في الجامع او عند الصلاة اما الله فهو مشطوب في المختبر وفي صفات العلم ..!! وفي مادياتكم نلزمكم فكريا فالحمار يمتلك لسانا وشفتين وحنجرة صوتية وله دماغ من فصين وجملة عصبية متطورة فهو متطابق ماديا مع البشر الناطق الا انه لا ينطق فان انطقتموه فانتم ستعبرون سقف سنن الخلق ومثلها سنة خلق في سقف سرعة الصوت الا ان انكم ( تدعون من دون الله) ... انقطعت مراسلته ولم نعرف قراره ..!! فهو قد مد كفيه مع اكف زملاؤه الا انه لم يبلغ (فاه) فكان من المخسرين ..!!

    لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين

    تلك متطابقة مع ما قبلها (نفاذية قبض) حيث يؤكد النص ان من يكون مع خالقه (ربه) فانه لا (ينفذ قابضته) في ما لا يرضي الله

    وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

    الوجه في (اوليات المقاصد العقلية) يعني (مجسات العقل) فوجوهنا هي (حاوية) جمعت (مجسات العقل) ففي الوجه (الذوق والشم والسمع والبصر واللمس) وجميعها مجسات عقلية يحتويها الوجه مع ما ندركه في قسمات الوجه عندما تكون دليل (مجس) عقلانية حامل العقل في غضب او فرح او خوف او خبث او احتيال او حاجة فوجه الانسان هو شاشة عقله وهو الوجه (مجسات عقل) فيكون القصد الشريف في (فاينما تولون ايها البشر ستجدون مجسات عقلية إلهية المنشأ) فاينما يكون الانسان يرى (خلق الله) ولن يجد غيره فالخلق هو (وجه الله) وفيه يكون مجس عقل نرى فيه الخالق في (مشرق او مغرب)

    مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

    ذلك المثل يقيم (علم) عظيم الا ان المسلمين يهجرون تلك العلوم ويهيمون في هيمان فكري وكأن الله (امبراطور) يكون سعيدا حين يرى رعيته يتواددون فيما بينهم ...!! هنلك مؤشرات علمية مادية الا انها لا تزال (عقيمة) وهي تحت عنوان (الرنين البايولوجي) وهو وصال غير مرئي بين وعائين بايولوجيين الا انه يترك اثرا ماديا مرئيا في مختبر العلماء فحين وجد العلماء (الاثر) بايولوجيا عجزوا عن معرفة (المؤثر) لانهم لا يرون (رحم العقل) وما يجري في ذلك الرحم من تفاعليات فعندما تطعمين احد الناس طعاما فان ذلك الطعام (المملوك من قبلك) هو ما موصوف بما (ملكت يمينك) فعندما يكون الطعام (المنفق في سبيل الله) في بطن المطعوم فانه يقيم (وصلة رنين بايولوجي) بين جسد الطاعم وجسد المطعوم وذلك الرنين سوف ينفع (الطاعم) من خلال عملية (تأهيل) ستجري لجسد (الطاعم) على قدر ما يمتلك (المطعوم) من قدرات فان كان كبده نشيطا (مثلا) وكبد الطاعم ضعيفا واهنا فان (الرنين البايولوجي) بين وعائيين بايولوجيين (الطاعم والمطعوم) يجري تكوينيا لتحسين كبد الطاعم الواهن (فينال البر)

    (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (آل عمران:92)

    فان اطعمت من مأكل انت تحبينه وهو في ملك يمينك سيكون في جسد المطعوم (وصلة بايولوجية) تنفعك في أي وهن من اعضاء الجسد وان كانت غير مرئية ... الاطعام مما نأكل يعمل عمل (البر) فالبر هو (وسيلة قبض) فنحن في البر (البرية) نستطيع ان نقبض وسائلنا في المشي والتنفس والكلام والنشاط كالمشي والمأكل والنوم الا اننا نفقد (قابضة تلك الوسائل) في البحر فالبر يعني (وسيلة قبض) فلن ينال الانسان (البر) حتى (ينفق) مما يحب ويأكل ليقيم (وصلة بايولوجية) بينه وبين المطعومين فيحصل على قابضات وسيلة تحسن اليه مثل حبة تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ...

    الانفاق هو من (نفق) ونفق تعني (قناة) أي مسرب كما في (الانفاق) التي تسير فيها السيارات والقطارات فمن يصنع نفقا (ينفق امواله) يكون قد اقام (وصلات) ومسارب نافعة وهي تقع في ما قلناه (رنين بايولوجي) فـ (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فهي (وسيلة قبض) مثلها مثل (لن يعمل الحاسوب في النت الا حين يقيم المستخدم اشتراكا مع شركات النت) فهي ليست في (هيمان فكري) في (امبراطورية الهية) بل هي (معادلة علمية)

    وقال تعالى ( يؤتي مُلكهُ من يشآء والله واسع عليم ) البقرة 247

    المشيئة الالهية ليست (تعسفا في الاختيار) كما يفهم الناس بل هي (مشيئة العبد) وليس مشيئة الله فالعبد (ان شاء) إتيان ملك الله له فعليه ان يتطهر في تربيته الربوبية فيحصل على ما يشاء هو فيكون الله مستجيبا ونرى صفة الاوج في تلك المشيئة عند العبد

    (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35)

    تقدمت المغفرة على مشيئة سليمان (قال ربي اغفر لي) فتطهر في تربيته وهو ليس (قول) كما هو الكلام بل هو (ربط) فالقول في اوليات المقاصد يعني (ربط منقول) فعندما نقول كلاما انما (ننقل مقاصدنا لعقل السامع) فعندما (قال سليمان) رب اغفر لي يعني ان سليمان ربط رباط المغفرة عند ربه (قال) ومن خلال نفاذ رابط المغفرة باصوله (التطهر) اصبح مؤهلا لإعلان مشيئته ونوعيتها فطلبها في الاوج الطموح للملكية (ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي) وقام بربط طلبه بصفة الهية وهي (انك انت الوهاب) وذلك يعني ان مشيئة العبد يجب ان ترتبط بصفة الهية والا فان المشيئة لن تكون نافذة فمن قطعت يده بسبب خطأ فادح منه او بسبب ظلم قام به فان طلبه من ربه باعادة يده المقطوعة لن تجزي الطلب لان الله سبحانه حين (أذن) بقطع يده فهو يعني ان المذنب (مقطوع اليد) قد وصل الى مرحلة نفاذ العذاب فيه ومنظومة الخلق الالهية صممت بنفاذية العقاب

    (قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:108)

    فمشيئة العبد يجب ان ترتبط بصفة الهية ناجزة والا فان ما كل من شاء من ملك ربه حصل على ما يريد الا ان يكون في مقعد نافذ بين يدي ربه وهنلك نص قرءاني واضح يدعم هذه التذكرة ويؤكدها

    (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام:158)

    وقال تعالى ( واللهُ يعدُكم مغفرة منهٌ وفضلاً والله واسع عليم ) البقرة 268

    الناس يتصورون ان المغفرة هي ترنيمة عقائدية فمن يردد (استغفر الله) فالله سيغفر له الا ان المغفرة لها فاعلية نافذة في برنامج اصلاحي يجب ان يقوم به المستغفر المذنب وهو يعرفه جيدا وهو يعرف ذنبه ومخالفاته فيكون ناشطا في اصلاح ما عبث به ليكون مستغفرا

    (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (لأنفال:19)

    وكثيرا ما يقول طالب الاستغفار انه قد فعل اشياء واشياء كثيرة طوتها السنين وابتلعتها الذاكرة الا ان ما يقوله له مفتاح لو كان صادقا فالذي يجهد نفسه (يجاهد) من اجل ارضاء ربه فان الله سيفتح عليه مسارب الاقتراب من مطلبه (المغفرة)

    (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)

    وفي هذه الاية سيجد العبد التواب ان توفيقا الهيا سيتحصل بين يديه لانه (صادق في رغبة الاستغفار) فيفتح الله عليه (فقد جائكم الفتح) لانه يذكر الله في توبة من ذنوبه

    (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة:152)

    ذلك هو الله ربنا ما ترك طريقا مغلقا وما كان متعسفا وما كان (سوبرمان) كما يصوره الهيمان الفكري العقائدي بل الله سبحانه فطر الخلق على منظومة خاضعة لادارته وبيده ملكوت كل شيء ولم يستثن وقد كتب على نفسه الرحمة

    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)

    الانضباط التربوي بين يدي الرب لا يقع في الهيمان الفكري والكلام المنبري بل نظم الخلق لها حاكمية منتظمة كما هي الكيمياء والفيزياء في منظومة التكوين وعلى المسلمين ان يعصرنوا وسيلتهم في بناء الرابطة مع خالقهم في زمن مليء بكل جديد متسارع يحتاج المسلم فيه الى وضوح رؤيا عقائدية تمتلك ثقلا يقينيا كما تمتلك العلوم مسارب واضحة

    نأمل ان تكون جوابيتنا (التذكيرية) مالئة لحاجاتك الفكرية
    سلام عليك


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وردتنا من اختنا الفاضلة تساؤلات اخرى نطرحها بشكل متسلسل على هذا البساط الكريم باذن الله

    ...................................


    اقتباس

    قال الله عز وجل : ( سبَّح لله مافي السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم )
    فما سبب ورود هاتين الصفتين ؟ وما سبب ورودهما جميعا فكثيرا ما يردان جميعا في آي القرآن ؟ ..


    ..........................
    الجواب
    .........................


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عزيز لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (مفعل وسيلة نتاج الفاعلية في حيز مفعل وسيلة النتاج) رغم ان مثل هذا الوصف صعب الادراك الا انه يمثل اول اوليات الفهم لوظيفة اللفظ في العقل ويمكن هظم المعنى فكريا لو اخضعنا تلك الصفة الموصوفة الى ناظور تطبيقي فلسوف نجدها في السيناريو التالي :

    نحن نتنفس الاوكسجين وهو (مفعل وسيلة نتاج) وهي صفة حيوية المخلوق فالنتاج هو (حياة المخلوق) ومفعل الوسيلة هو (الاوكسجين) والفاعلية هي (عملية التنفس) ... الغذاء هو شيء وهو (حيز) وهو مفعل وسيلة (الحياة) فالغذاء والاوكسجين يقيمان مفعل وسيلة (الحياة) فيقوم الاوكسجين باكسدة الكربون من المادة الغذائية ويطرحه على شكل (ثاني اوكسيد الكربون) منطلقا على شكل غاز في عملية التنفس نفسها (شهيق ومن ثم زفير) فيذهب ثاني (اوكسيد الكربون) الى الغذاء وهو (حي ايضا) في مخلوق (النبات) في عملية تنفس النبات ليمنح الغذاء النباتي عنصر (الكربون) من ثاني اوكسيد الكربون ويحرر (الاوكسجين) فيكون الخالق (عزيز) الصفة مشغل للفاعلية التي سبح فيها من هو (في السماوات والارض) فالسباحة في معارفنا عندما يكون السابح مطبقا لفيزياء الاجسام الطافية أي ان السابح الذي يسبح في الماء انما يستخدم نظم خلق فطرت في الاجسام الطافية والقوى الفيزيائية التي تحتوي تلك النظم ففي صفة (العزيز) نرى التنفس التبادلي بين النبات والحيوان فهي تسبح في تلك النظم بصفتها (نتاج فاعلية خلق) فهي مخلوقات الله في السماوات والارض سابحة في نظم اقامها الله (العزيز) ... ذلك لا يعني ان لفظ (عزيز) يقع حصرا في عملية التنفس التبادلي بين النبات والحيوان الساخن بل جئنا بعملية التنفس كمفصل من مفاصل الخلق لتوضيح الصفة التي يحتويها بيان (العزيز) الا ان لفظ (عزيز) في صفة الخالق تنطبق على مجمل سنن الخلق فدوران الارض حول الشمس يتبادل العزوم مع دوران القمر حول الارض فلو تدهور القمر تدهورت الارض ومثلها تبادلية الفاعلية بين الذكر والانثى فلو تدهور الذكر لتدهورت الانثى والعكس صحيح فلو لم تتنفس المخلوقات (اوكسجين) فان النباتات سوف تتدهور وتموت ... (عزيز) هي صفة علمية في الخالق فيكثر تكرارها مع مفاصل متعددة في خارطة الخلق .

    حكيم ... هو من لفظ (حكم) وعندما يكون الحكم في (حيز) يكون (حكيم) ... حكم هو لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (مشغل فائق الماسكة) وهو في معارفنا ينحى نفس المنحى في العقل فيكون (الحكم) مشغلا لفائقية ماسكة كما يكون حكم المحكمة من خلال بيانات امسكت بحيثيات الحكم فتتصف بصفة الفائقية فيكون حكيم (مشغل فائق حيز الماسكة) وهو ايضا في معارفنا عندما يكون شخص ما حكيما فذلك يعني انه يشغل فائقية حيز عقله لمسك (الحكمة) .... !!!

    نرى تلك الصفة التشغيلية الفائقة في حيازة الماسكة عند الله فالله لا يفوته فوت لانه الخالق فهو ليس كشرطي المرور عندما يرى المخالف في السير يعاقبه وعندما يفلت المخالف من ناظور الشرطي تسقط العقوبة الا ان الله (حكيم) يمتلك مشغل فائق المسك (قوانين منظومته) الدقيقة جدا تحوز كل ماسكة في الشيء وهو (الحيز المخلوق) فخارج الخلق يعني العدم وهو (لا شيء) فكل شيء يعني مخلوق والله خالقه فالشيء هو (حيز تكويني فعال) خلقه الله الوحيد في صفة وتر (خالق كل شيء)

    تلك الصفة هي من كينونة الخالق (الله) فلا ينفلت منه منفلت بفاعلية (فائقة) منتظمة في نظم فعالة وهي صفة علمية من صفات الله المشطوب في العلم تماما فكان ويكون العلماء المعاصرين كفارا لانهم شطبوا الله في الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا وتصورا ان تلك النظم هي (مسببات) ما نحن فيه من مظاهر مخلوقة نرى انسيابية فعلها وتناغميتها وكأنها خلقت نفسها وانتظمت لانها منتظمة كما يراها العلماء الا ان مفعل وسيلة نتاجها الله (عزيز) والماسك بحيثياتها هو الله (حكيم)

    تلك الصفات المعرفية لو تفعلت بين يدي حملة الاسلام فانهم سيسخرون من علماء العصر وهم يطغون كثيرا في ما اكتشفوا من حقائق التكوين وكأن (نيوتن) خلق الجاذبية او ارخميدس خلق نظم الفيزياء او مختبراتهم العلمية تتحكم بنظم الحياة ..!!
    سيكون لكل سؤال اثارة منفردة في رسالة منفردة باذن الله
    سلام عليك
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      سؤال مضاف
      ...
      ............................

      اقتباس:
      (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا
      تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

      أفتتحت هذه الآية بالوزن المضارع من كلمة سبح .. أي أن السموات والأرض ومن فيهن تسبح لله الآن أي ليس قبل الخلق في الوزن الماضي ولا بعد فناء الكون ..
      ولكن ( وَمَنْ فِيهِنَّ ) تشير الى العاقل أي الناس أجمعين المؤمن فيهم والكافر .. ومن هذه النقطة بالتحديد أعتقد هو سبب ورود صفتي الحلم والغفران في آخر الآية ..
      أي أن كل شيء يسبح لله ومن لم يسبح فالله حليم غفور ..
      وهناك أمر أخر أعتقد أنه سبب لورود هاتين الصفتين .. فالوزن المضارع يستدعي الدوام على الأمر ..
      أي أن كل شيء يسبح لله دائما .. كما قال ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) .. وكوننا نسبح لله ولكن ليس دائما كان سببا لورود صفتي الحلم والغفران في آخر الآية ..
      ومن ذلك يتجلى لي عظم ملكوت الله وسعة حلمه وغفرانه سبحانه .. وأنا ارجح أن هذا السبب هو الصواب .. والله أعلم

      ولكن مايحيرني ورود حليما غفورا بهذا الوزن .. على وزن فعيلا فعولا .. فمالدلالة البلاغية فيه وما الدلالة أيضا لو ورد عكسا .. فعولا فعيلا .. ؟؟
      فبعد تفكري في الوزنين .. فوزن (فعيل) يدل على حدوث الفعل على المفعول به بدون فاعل وهو من المبالغة حيث حدث الفعل بدون فاعل .. وأيضا العرب قد صنفته من أوزان المفعول به كقتيل و جميع .. حيث وقع الفعل على المفعول به
      فهذا الوزن يعطي دلالة المفعول به إذا كان الفعل متعدي لأن التعدي يستلزم فاعل ومفعول به ..
      ويعطي دلالة صيغة مبالغة إذا كان الفعل لازم ..
      وهذا ماتوصلت إليه بالنسبة لهذا الوزن .. أما الوزن الآخر (فعول) يدل على فعل الفعل مرارا وتكرارا بدون قيود على المفعول به لذلك هو من صيغ المبالغة .. وهذا الوزن يعطي معنى كاملا إذا كان الفعل لازما .. لأنه إذا كان الفعل متعديا يلزم وجود مفعول به ومن الصعب أن تفعل فعلا مرارا وتكرار وبدون قيود على شخص غيرك أو أمر لا يخصك ..

      وسؤالي هو كما أسلفت سابقا .. ما دلالة ورود صفتي الحلم والغفران بهذا الوزنين ؟؟ وما دلالة الوزنين إذا كان تفسيري للوزنين خاطئا ؟؟ ..
      و هناك بقية سنزعجك بها لاحقاً
      أرجو أَن يتسع صدرك لنا أستاذنا الفاضل فنحن في بداية المسير
      وفقك الله


      ..................
      الجواب
      .................


      قواعد اللغة العربية تقيم انضباط القول ولا تقيم البيان الا نادرا وبالتالي فان المعالجة اللغوية لم تستطع حل كثير من مفاصل القرءان بل بالعكس فان القرءان اصبح دكانا لعرض الاراء وسرى في نصوصه الرأي والراي الاخر مما تسبب في تمزيق لحمة حملة القرءان ...

      في علم الحرف القرءاني يكون حرف (الواو) دليل مقاصد العقل الناطق على (رابط صفة) كما نقول (مهندسون) فالواو دليل ربط صفة الهندسة اما حرف الياء فهو دليل مقاصد العقل الناطق في (حيز او حيازة) فنقول (المهندسون يجتمعون في نقابة المهندسين) فالمهندسون وبدلالة حرف الواو يربطهم رابط (صفة الهندسة) اما عندما يكونون في نقابتهم فتكون صفتهم في حيز النقابة فيظهر حرف الياء في جمعهم (مهندسين) ويمكن ان نفهم (ان المهندسين ناجحون) تفيد ان علم الهندسة في (حيازتهم) لوجود حرف الياء في لفظ (مهندسين) دون ان يجتمعوا في حيز ... تلك المعالجة تختلف عن معالجات اهل اللغة حيث اللغة العربية عندهم تقوم في عقلانية (السامع) اما العربية الام والتي تمثل خامة الخطاب القرءاني (لسان عربي مبين) فهي لغة عربية في (نشأة العقل) وهي من خلق الهي خلق النطق في فطرة الانسان الناطق وبين المنهجين فرق واضح حيث عربية السامعين تمتلك وسعة من القواعد لا تقيم البيان فالمنصوب والمرفوع والمجرور وجمع السالم وجمع التكسير تقيم قواعد لغوية لا ترتبط بالبيان الذي يمثل مقاصد منشيء الكلمة اما اللسان العربي المبين فهو كلام يحمل بيانه معه بصفة تكوينية وفق منهجية خلق تتوضح في (علم الحرف القرءاني) الذي نروج لنتائجه دون تفاصيله لان تفاصيله تحتاج الى عشاق حقيقة يهجرون كل بناء قديم الا ان مناورتنا في مشروعنا الفكري هو طرح النتائج دون التفاصيل فالنتائج كثيرا ما تتوائم مع العقل الفطري ومنها يتم الترقي صعودا الى مفاصل العلم كما حاولنا توأمة لفظي (المهندسون والمهندسين) مع طرح البيان في مقاصد العقل لحرفي الواو والياء ...

      غفور ... هو رابط صفة يربط صفة المغفرة في صفات الله الغفور فيكون (غفارا) أي مفعلا للمغفرة بعد ان تقوم من العبد المذنب ... ذلك لان الله لا يغفر لمن لا يستغفر ..!!

      حليم ... ظهور الياء يدل على حصول رابط حيز او حيازة وقد نرى تلك المعالجة الفكرية عندما يرى احدنا رؤيا في المنام فيسمى (حلم) لانه لا يمتلك حيز (خيال) ولا نسمي من يحلم بانه (حليم) لان الحيز مفقود في الحلم ولكننا نستطيع ان نقول (فعل .. فعيل) او (فصل .. فصيل) عندما يكون للصفة (حيز) اما اذا لا تمتلك الصفة (حيز) فان حرف الياء لا يظهر في اللفظ العربي المبين ولكن فطرتنا تقول (حلم ... حالم) ولا تقول (حليم) فالحليم صفة تختص بالخالق بشكل مطلق وقد تختص ببعض الناس بشكل نسبي مثل صفة (الكريم) فهي صفة مطلقة في الله وهي صفة نسبية في العباد

      حليم ... لفظ في علم الحرف القرءاني (مشغل فائق الحيازة المنقولة) وهي صفة إلهية كبرى نراها في مثل تطبيقي :

      السارق حين يسرق فالله لا يبعث له ملائكة تقطع يده فورا لان الله (حليم) فيأخذ السارق المال المسروق الا ان قوانين الله لن تجعل ذلك المال (ملك يمين السارق) فيكون السارق قد حمل معه مادة (مسروقة) لا تملأ يمين السارق بل تديم الضرر بالسارق وبحائز المال المسروق ورغم (بطيء) فاعلية الضرر الذي يصيب السارق فلا يظهر الضرر عند فعل السرقة او بعدها بقليل الا ان السارق قد وقع وقعة يتضرر بها في حيازته للمال المسروق في (مشغل فائق منقول) قد يكون الضرر في انجاب الاولاد او صحة الجسد اوفي كل ناشطة ينشط بها لان المال المسروق قد اخرجه من صراط الله المستقيم والخروج في (حيازة السارق للمسروق) وحتى ان باع المسروق واستلم ثمنه تبقى العقلة في (حيز الثمن) تضر السارق وحتى وان قام السارق بشراء متاع اخر من الثمن المأتي من مال مسروق فان السلعة المشتراة رغم انها لم تكن مسروقة الا ان حيازتها (حيز) لا يتنطبق عليه احكام صلاح (ملك اليمين) وحتى ان اشترى السارق بثمن المسروق طعاما فاكله هو وعياله الا ان مركبات الغذاء التي دخلت في بناء جسده تقيم الضرر في جسده وجساد عياله ولها اثر ضار طول حياته الا حين (يستغفر) فيتوقف (العذاب) وهو من (وما كنا معذبين وهم يستغفرون) ... فالسارق يسرق الا ان الله (يشغل) حيازته للمسروق بما يضر السارق فيكون الله (حليم) والناس يعرفون تلك الحقيقة فالحرامي لا توفيق له في وجدان الناس والناس يرون ما يحل بالسارق بعد حين ...!! والناس يعرفون ان الشيء المسروق منحوس ..!!

      تلك الصفة معروفة في الفكر العقائدي فيقولون (الله يمهل ولا يهمل) الا ان حقيقة الوصف العلمي لصفة الخالق ان (مشغل مخلوق من الله) يتصف بصفة (فائقية التشغيل) لكل حيازة منقولة ... تلك ليست حصرا في مثلنا التوضيحي في السرقة فهي تشمل كل شيء سواء كان حلالا او حراما ففي الحلال ربنا (حليم) يشغل كل منقول في انشطتنا وفي الحرام ربنا (حليم) فمن يتصدق بدرهم لفقير فان الله الحليم سوف يضع لذلك الدرهم المنقول من الغني للفقير منظومة صالحة تصلح حال من اعطى الدرهم ومن اخذه اما ان يكون الدرهم من طاولة قمار فان الضرر سيصيب من ربح ومن خسر في القمار والضرر هو بموجب منظومة خلق (صفة من صفات برامجية الخالق) ولا يمكن ان نتصورها كما تلتصق الصفات بنا فالله غني وهي صفة لا تشبه صفة الغنى عند احدنا ... السبح لكل خلق الله وكامل منظومته في الخلق (السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) ولم يستثن الله صفة في فيزياء او كيمياء او فلك او (من شيء) أي (بعض خلق) الا ويسبح لله في منظومته المخلوقة من قبل الله وقد ندرك ان (السبح) هو (توازن قوى) كما يسبح السابح في الماء ليوازن قواه الجسدية (وزنه) مع قانون الاجسام الطافية

      تلك هي (البلاغة) التي قدرني ربي عليها وهي لا تشبه البلاغة اللغوية لان البلاغة اللغوية لا تمنحنا (البيان العلمي) لمنظومة الخلق وسنن التكوين بل تمنحنا فهما محدودا لا يغني حاجاتنا الفكرية في معرفة اسلامنا وقرءاننا
      سلام عليك

      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        سؤالا مضاف ....

        .....................


        فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...}
        البلاغة في حرف ما عند قوله ( فبما رحمة ) الآية
        كيف ؟!
        كيف حرف (ما) حوى البلاغة ، لأن بعض أهل اللغة قالوا ان ( ما زائدة )


        ..................
        الجواب
        ...................

        السلام عليكم ورحمة الله
        أهل اللغة لا يتعاملون مع صفة (المبين) في (اللسان العربي المبين) الذي يمثل خامة رسالة الله للبشر (قرءان) .... الكلمة هي (رسول العقل) في ثوابت بحوثنا ومن فطرة في بداهة عقل ان تكون الكلمة (اللفظ) هي رسالة تحملها الكلمة بصفتها رسول يطلقه العقل الناطق لعقل ناطق اخر وبالتالي فان الكلمة في تكوينة (خلق النطق) لا بد ان تكون حاملة لبيانها معها ومن تلك الثابتة البديهية في العقل فان العقل يرفض ان يكون بيان الكلمة مودعا عند الاموات مفقود عند الاحياء ...!! وليس من السهل ان يكون واجبا على الاحياء ان يبحثوا في وسيلة لتمسك البيان من اثر الاموات وما نقل عنهم ... تلك لن تكون في عدالة الهية (مطلقة) فكيف يرسل لنا رسالة ليس لها مفاتيح للفهم ..؟؟!! الا ان عدالة الله لا بد ان تكون مطلقة ويكون العوج في ما اتخذناه من وسيلة لفهم الرسالة الالهية باستخدام مفاتيح لا ترتبط بالقرءان بل من خارجه معتمدين على تنقيب اثار من نعتقد انهم الوحيدون قدرة على حمل بيان اللفظ العربي وتم بموجب ذلك العوج في الوسيلة شطب صفة المبين في اللسان العربي المبين في خامة الخطاب القرءاني

        ما ... هو لفظ يستخدمه الناس كثيرا واهل اللغة وضعوا له مسميات في الاستخدام فقيل على سبيل المثال (ما النافية) مثل ما جاء في القرءان (ما كنت بدعا من الرسل) او ان تكون مصدرية مثل ما جاء في القرءان (ونذر ما كان يعبد اباؤنا) او ان تكون سببية (ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك) وهنالك مسميات اخرى في استخدام لفظ (ما)

        لفظ (ما) في علم الحرف القرءاني تعني (فاعلية مشغل) فاذا كانت مصدرية او سببية او موصولة انما هي (فاعلية مشغل) تؤدي دورها في المفصل الذي استخدمت لاجله سواء في اظهار السبب او اظهار المصدر او غيره اما ان تكون (زائدة) فذلك تجني على النص القرءاني فهو محفوظ من الزيادة والنقصان بامر الهي (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) فالقرءان هو (حاوية الذكر) بموجب نص قرءاني (ص والقرءان ذي الذكر)

        فبما ... تعني (فاعلية تبادلية مشغل قابض) وهو يعني في النص الشريف اعلاه ان (الليونة) في صفة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام كانت (فاعلية) تمتلك صفة (تبادلية) تتبادل (مشغل قابض) يقبض اسلام الكافرين فيحولهم من قابضة كافرة الى قابضة اسلامية فبالامس كانوا كفار (فلنت لهم) فاصبحوا اليوم في قبضة الاسلام وبما ان الاسلام كمنظومة عقلانية البثق فتكون تحت صفة (مشغل ايماني) فانهم ايضا قبضوا الاسلام في تبادلية قابضة مع صفة (اللين في الرسول) ومنه قبضوا بوسيلة الايمان بالخالق الواحد فتكون وظيفة (فبما) متصلة بصفة (لين الرسول) فهي تمتلك تبادلية فعل مشغل قابض مزدوج عند الكفار قبضوا الاسلام اما التبادلية وعند الرسول حين قبضهم الاسلام في كيانه الفتي ... النص الشريف يمنحنا صورة معاكسة (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ومن حوله كانوا مسلمين ومن فظاظة قلب الرسول (لو كانت فيه) لخرجوا من الاسلام ...

        في زمننا يحدث كثيرا من تلك الصفة مع الدعاة الى الاسلام (السنة الرسالية) فنراهم قساة قلوب لا تستهوي الناس دعواتهم الا قلة فلا تقوم (فاعلية تبادلية تشغيل قابض) يقبض الناس للاسلام وفي نفس الوقت يهرب من الاسلام من كان مسلما لقساوتهم ونرى مثل ذلك الوصف في انشطة جمعيات (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) فهم لم يكسبوا مسلما واحدا لان قلوبهم قاسية (لا لين فيها) بل بالعكس طفش الشباب من فظاظة قلوبهم وضاع الاسلام في دول مارست سلطوية (ولاية الفقيه) او سلطوية (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر)

        ذلك ما يقرح القلب حين يكون الاسلام على اهواء من ظنوا انهم ملسمين الا انهم يبتعدون عن الاسلام كثيرا بل هم اعداء الاسلام وكأنهم لا يقرأون نصوص القرءان وفيها ايات بينات مفصلات ..!!

        شكرا لدوام زخم اثاراتك التي تزيد من مساحة الذكرى في قرءان

        سلام عليك
        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: بسط بساط الدين في دوحة اليقين



          بسم الله الرحمان الرحيم

          نذكر الاخوة الباحثين بهذا المجلس الحواري ، لما حمل بيانات قرءاتية رفيعة .


          تريح العقل وتغني الذاكرة.

          افادة طيبة .
          sigpic

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X