المحب والبذل

[قاسم حمادي حبيب]

حكى ان رجلا اجتاز على حجرة نخاس
فرأى فيها جارية مستحسنه

فتعلقت بقلبه فلم يقدر ان يتجاوز الموضع
وكان تحته فرس يساوي

مائة دينار وعليه أثواب جميلة
وهو مقلد بسيف محلى بالذهب
وبين

يديه مملوك أسود يحمل الغاشية
فتقدم الى صاحبها وطلب منه بيعها

فقال له لا شك أنك أحببت جاريتي
والمحب يبذل كل ما يملك في طلب

محبوبه
ولا أبيعها الا بجميع ما تملك يدك في هذه الساعة فنزل من فرسه

وخلع جميع ما عليه من الثياب
واستعار قميصا من النخاس
وسلم الجميع

اليه مع المملوك الذي كان بين يديه
وأخذ الجارية ومضى الى بيته حافيا

مكشوف الرأس .

لما بذل الثمن أخذ الثمن
عرف ما طلب فهان عليه ما يبذل الصادق المحبة

لا يقف مع غير محبوبه .

اذا قال الواحد من الخلق
قد سمعت بخبر الجنة وما فيها من نعيم

بقوله عز وجل :

(وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ )الزخرف 71

فما ثمنها ؟ قلنا له قال الله عز وجل :

(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ) التوبة 111

[أيمن الحاج عبود الخالدي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
السيد الغالي قاسم الحبيب،

قصة معبرة حملت بين ثناياها معاني كبيرة في ضرورة التنزه عن كثير من المغريات تجاه ما وعد الله بما أعده للمتقين.

أثابكم الله خير الثواب.

سلام عليكم،