دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرُّوح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرُّوح

    بسم الله الرحمن الرجيم

    طالما اثارت مسامعي لفظة ( الروح ) وكنت ابحث فيها كثيرا ولا اجد سوى العجز في البيان وتفسيبره من قبل المفسرين فبعد بحث في اقوال المفسرين وجدت الاتي:

    ا
    - الروح المدبر للبدن في حياته.
    2
    - ملك عظيم من الملائكة.
    3
    - القرآن والوحي.
    4
    - الراحة من الدنيا.
    5
    - الرحمة.
    6
    - النصر.
    7
    - القدرة الالهية على الخلق.
    8
    - جبريل.

    وامام هذا العجز الواضح والتخبط من قبل المفسرين والذين لم يستطع احدهم ان يفسر او يقترب من معناها الحقيقي, فكيف تكون للفظة في لسان اطلق عليه الحق جل وعلا وصف البيان كل هذه المعاني, اليس من الفصاحة والبيان ان يكون للكلمة معنى ودلالة واضحة وهذا ما لانجده في جميع هذه الاقوال ولذلك علينا ان نبحث في كتاب الله تبارك وتعالى لنعرف المعنى الحقيقي للفظة (
    الروح
    ).

    قال تعالى (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
    الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ
    مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) - الاسراء )).

    فهذه
    الاية هي التي اعتمدها اكثر اهل التفسير في اقوالهم السابقة. وما يهمني الان هو البحث عن حقيقة ماتعنيه الروح من معنى ومدلول وسأبدأ من حيث بدأ اهل التفسير من سورة الاسراء الاية رقم 85 التي اوردتها سابقا.

    ولو تدبرنا المعنى العام للاية لوجدناه سوأل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن ماهية الروح فيكون الجواب من الله تبارك وتعالى هي (( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) وهنا يجب علينا ان نبحث في لفظ (( مِنْ أَمْرِ رَبِّي )).

    قال الحق عز وجل في وصف ( امره ) بقوله تعالى (( إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون ) ومن هنا يتضح لنا ان الروح هي خلق من خلق الله تبارك وتعالى خلقها الحق جل وعلا بقوله ( كن ) كباقي خلقه ولكن يبقى قصور الفهم فيها , فنتسائل هل هي جماد في خلقها او مخلوقات حية او نبات او غير ذلك وهنا علينا البحث اكثر لنصل الى الفهم الحق فيها فنبدأ من لفظ ( ربي ) وما يعنيه لفظ ( الربوبية ) بالنسبة للمخلوق ولماذا لم يذكر الحق جل وعلا امره بلفظ ( الالوهية ) وذلك للدلالة على ان ( الروح ) مخلوق حي عاقل وينطبق عليه لفظ الربوبية الذي ينطبق على قائلها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وبذلك يكون الروح خلق من خلق الله تبارك وتعالى خلقها لتأتمر بأمره في تنفيذ جميع اوامره الخاصة بأنفس البشر وغيرهم من حيث بعثهم في الحياة الدنيا وتسجيل اعمالهم وحفظهم ورزقهم وايصال اوامر الله تعالى اليهم, وغير ذلك من الاعمال الغيبية الخاصة بكل نفس والتي يأمرهم الله تبارك وتعالى بها وصولا الى اخر عمل يقومون به لكل نفس في الحياة الدنيا هو اماتتها بعد ان يقع كتاب الله تبارك وتعالى عليها ثم بعد ذلك يوفي الحق جل وعلا النفس حسابها على اعمالها في الحياة الدنيا ثم بعد ذلك يوكل خلق اخرين بها وهم الملائكة, ولمعرفة حقيقة ماذهبت اليه فعلينا تدبر الايات التي ورد فيها لفظ ( الروح ).


    قال تعالى (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا (52) - الشورى )).

    وهذه الاية تبين ماذهبت اليه من ان الارواح هي مخلوقات حية خلقها الحق جل وعلا لتنفيذ اوامره في النفس البشرية وارسالها اليهم بصيغة رسل ليوحي لهم مايشاء تبارك وتعالى.

    وقوله تعالى (( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (2) - النحل )).

    وفي هذه الاية يبين لنا الحق جل وعلا ان الروح لاتنزل على النفس لوحدها بل نزولها يكون مقرونا بالملائكة اي ان دور الملائكة هو مرافقة الروح وايصالها الى النفس التي امرها الله تبارك وتعالى بايصال امره تبارك وتعالى اليها.

    وقوله تعالى (( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) - القدر )).

    وهنا النزول متلازم كما بين الحق تعالى فيما اسلفت وهنا نزول جماعي للملائكة والروح معا لتنفيذ اوامر الله تعالى المختلفه التي اوكلها اليهم.

    وقال تعالى (( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )).

    ولو تمعنا في هذه الاية لوجدنا ان الملائكة وضيفتها انزال الارواح ومن ثم الصعود بها مرة اخرى وهذا يعني ان الروح مخلوقات حية تختلف عن الملائكة ولذلك فصلهما بحرف الواو لتبيان ان الروح تعرج مع الملائكة في ذلك اليوم الذي قدر الله تعالى مقداره من الدهر.

    وقال تعالى (( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) - النبأ )).

    وهذه الاية تثبت بما لايقبل الشك ان الروح خلق حي يختلف عن الملائكة فلذلك جاء لفظها في هذه الاية مختلف في الترتيب مع الايتين السابقتين فقد وردت في هذه الاية بلفظ (( الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ )) أما في الاية السابقة فجاءت بلفظ (( الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ )) وهذا للفصل بينهما لكي لايتأول احدهم فيقول ان الروح معطوفة على الملائكة او العكس.

    وقوله تعالى (( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) - الحجر )).

    وهنا نجد ان الحق تبارك وتعالى ذكر خلقه بلفظ ( روحي ) وهو للدلالة على ان الروح خلق من خلقه مثل ( ملائكتي ) و( رسلي ) و ( عبادي ) وغير ذلك للدلة على عبوديتهم كخلق هو خالقهم ومعناه اي انه تعالى قد امر الروح ان تنفخ فيه من علمه تعالى فاصبح ادم نفس حية.


    قال تعالى (( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (171) - النساء )).
    وقال تعالى (( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) - مريم )).
    وقال تعالى (( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) - التحريم ))


    لو تمعنا في هذه الايات لوجدناها تفسر بعضها البعض, ففي الاية ( 17 ) من سورة مريم تبيان لقدرة الروح على تقمص الاشكال والتمثل بها فبين لنا الحق جل وعلا بأن الروح خلق من خلقه تعالى يرسلهم كرسل على من يشاء من عباده لتنفيذ الامر الموكل اليهم تنفيذه من الله تعالى والذي يخص احد من خلقه, وقد بين لنا الحق جل وعلا الحوار الذي دار بين الروح ومريم عليها السلام في سورة مريم وهو ماورد في الاية (171) من سورة النساء بقوله تعالى ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) وهنا اشارة للحديث الذي جرى بين مريم والروح في سورة مريم, ثم يبين الحق جل وعلا بان رسوله من الارواح الى مريم قد نفخ فيها بالامر الموكل من الله تبارك وتعالى وهو ( كن ) بقوله تعالى (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) - ال عمران )) وفي هذه الايات من سورة ال عمران نجد ان الحديث دار بين الملائكة المرافقين للروح مع مريم بقوله تعالى ( اذ قالت الملائكة ) ثم يختم الاخبار بحديث الروح مع مريم عليهما السلام بقوله تعالى (( قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )).

    قال تعالى(( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (253) - البقرة ))
    وقال تعالى (( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) - النحل)).

    وفي هاتين الايتين يبين لنا الله سبحانه وتعالى عمل احد الارواح وهو روح القدس واعطائه الامر من الحق جل وعلا بتثبيت المؤمنين وعمل المعجزات لعيسى عليه السلام بامر الله تعالى مثل احياء الموتى وشفاء المرضى والانباء بالغيب وغير ذلك.

    بعد البحث والتدبر في الروح بقي اشكال اثاره اهل التفسير وهو ان جبريل هو ملك وهو روح القدس لنبحث في كتاب الله تعالى لنعرف الحق .

    قال تعالى (( قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين (97) - البقرة ) ).
    وقال تعالى ((من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين (98) - البقرة ).
    وقال تعالى (( ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير (4) - التحريم)).

    بعد بحث في كتاب الله تعالى وجدت ذكر جبريل قد ورد في ثلاث مواضع, وخلصت الى ان جبريل عليه السلام هو روح وليس ملك وكذلك ميكال لانهما وردا بافراد عن الملائكة والرسل, وكذلك ورد جبريل عليه السلام في الاية (4) من سورة التحريم بافراد ومتقدم على الملائكة لكي لايؤول المتأولون بأن جبريل معطوف على الملائكة وبذلك يكون ملكا.

    ومن هذا البحث نخلص الى ان الارواح خلق من خلق الله تبارك وتعالى يختلف كليا عن الملائكة وان جبريل لم يكن ملكا على الاطلاق بل هو اسم احد الارواح التي يرسلها الله تبارك وتعالى لتنفيذ اوامره في خلقه والله تعالى اعلى واعلم.



    .....................................

  • #2
    رد: الرُّوح

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ان التعبير الدقيق عن كل نصر وتأييد الهي للبشر في مجال توفيق العبد هو (روح القدس) أي التأييد بروح القدس
    ان كلمة الروح تعني ذلك الأفق الذي هو أعلى واسمى من أفق المادة والقرءان الكريم يطلق كلمة (الروح) على حقيقة الايمان
    فالانسان لا يكون مؤمنا الا بتوفيق الله تعالى
    لأن الايمان روح منه تعالى تعطى للانسان
    {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }القدر4
    { أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا }المجادلة22
    سرنا حضورك المبارك
    شكرا لك على كريم مشاركتك الطيبة
    سلام عليكم .


    تعليق


    • #3
      رد: الرُّوح

      اخي الكريم قاسم حمادي حبيب جزاك الله عنا خيرالجزاء, فلقد قرأت رأيك في الروح وهو كلام فيه نظر ولكن لايصلح لتبيان جميع ماورد في كتاب الله تعالى من ذكر للروح وتقبل تحياتي.

      تعليق


      • #4
        رد: الرُّوح

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        في البديء وجب علينا الترحيب بالاخ الفاضل اسامه الراوي محملة بالتهنئة لكريم رغبته في الابراهيمية والتي تعني البراءة من قول البشر الموصل الى القرءان فالقرءان رسالة مباشرة من الله الخالق الى عقل المخلوق (البشر) ولا يصح فرض مستحيل في الوساطة بين الخالق والمخلوق في قرءان موصوف بوصف (قرءان مبين) وهو بلسان عربي مبين ... ضياع البيان القرءاني جاء بسبب ما راج في ربيع الفقه الاسلامي في منتصف القرن الثاني الهجري حيث راجت مدارس التفسير بائمة من غير العرب كتبوا التفسير فدخولهم العربي لم يكن دخولا فطريا بل كان مبنيا على (ما قال العرب) وتلك هي اصل مسرب الترجمة بين فطرة الناطق واي لغة يريد تعلمها فاصبح القرءان على قول العرب والعرب يختلفون بلسانهم بين قبيلة وقبيلة واقليم واقليم ءاخر ويختلفون بعربيتهم بين جيل وجيل والعرب انفسهم ومنهم عرب قريش الذين نزل القرءان بلسانهم كما يقولون اختلفوا في كثير من الفاظ القرءان مثل لفظ (مصيطر) ولفظ (صراط) فهي ليست من عربيتهم يضاف اليها الحروف المقطعة في القرءان والتي لم تكن من سننهم الكلامية اساسا فهي نزلت فيهم غريبة وبقيت غريبة على اجيال حملة القرءان ليومنا المعاصر ومن تلك الحروف ءايات منفصلات مثل (ك هـ ي ع ص) وغيرها وهي لا بد ان تكون ءاية تحمل البيان وهو تاكيد الهي لو تدبره حامل العقل والقرءان لعرف ان اصل النطق هو (حرف) وللحرف (مقاصد) في العقل الذي فطرة الله في الناطقين بالحرف (الكلام) ومن خلال مقاصد الحرف تقوم مقاصد الالفاظ ورغم ان العرب في ربيع الفقه ادركوها رغم انهم كانوا من غير العرب فقالوا في الميزان الصرفي اللفظي (فعل .. فعول .. فعيل .. فاعل .. مفعول .. مفعل .. و .. و ..) وهو رابط يربط العقل بالحرف فيتغير القصد بتغيير الخارطة الحرفية في اللفظ مثل (رب .. بر ... نحس .. حسن ... بحر ... حرب) الا ان ارادة الله ذهبت الى اقفال القلوب حين ارادوا تدبر القرءان فذهبوا بمذاهبهم المختلفة الى الرواية وفيها ريب والى ما قاله العرب رغم ان اول قاموس مكتوب تم فيه توثيق تاريخ لغة العرب هو كتاب (العين) للخليل احمد الفراهيدي وهو عاش في منتصف القرن الثامن الهجري وتاريخ الفاظ العرب خارج النظم التي الزموا بها انفسهم في (التواتر) فجاء تاريخ الالفاظ مرسلا دون ذكر نقلته وذلك يعني انه مشوب بالريب والقرءان لا ريب فيه فاصبح اختلاط جنسين مختلفين في مدرسة التفسير سببا في الاختلاف الفقهي مما ادى الى هالة ضبابية من الاراء ففي (وعلى الاعراف رجال) احصينا اكثر من 18 قول (رأي) وفي (والفجر وليال عشر) احصينا واحصى غيرنا اكثر من 35 قول وبالتالي فان زمننا المتصف بانحسار الامية فالكثرة المتكاثرة تقرأ وتكتب فاصبح الانسان بشكل عام يدور على كل المذاهب الاسلامية ولا يكتفي برأي مذهبي واحد فيجد الباحث حزمة من المتضادات المختلفات التي لا تغني حاجتنا في زمن العلم فالبشرية اليوم في حاجة ماسة للقرءان بسبب الغزو الحضاري الذي لم يتم تعييره قرءانيا (دستوريا) فاصبح كل شيء مباح الا ما حرم بنص فاصبحت الحضارة الحديثة مباحة للناس خصوصا في المأكل والعلاج فهي لا وجود لها في سنن الاولين سواء كانوا صحابة الرسول او رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام فحين يقول القرءان حرمة (النطيحة) مثلا فان المفسرين ومن ورائهم جيل مسلمي اليوم يذهبون الى ما قيل في النطيحة وهو ذلك الحيوان المتناطح مع حيوان غيره والمتصف بصفة (خائرالقوى) والذي لا يجوز ذبحه الا بعد ان يسترد قوته ويعود لنشاطه الا ان مسلمي اليوم يأكلون النطيحة تحت اسم ءاخر وممارسة اخرى فالمسالخ الحديثة تصعق الحيوان قبل ذبحه صعقة كهربائية فيتصف بنفس الصفة (خائر القوى) فيكون من المحرم اكله الا ان حملة القرءان حين اعتمدوا على المفسرين والمفتين الذين قالوا بان اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص وصعق الحيوان كهربائيا لا يمتلك نص في الاحكام الشرعية فضاع القرءان بين حملته من خلال غفلة جماعية فاصبحت على القلوب اقفالها فلا يتدبرون القرءان

        اللسان العربي المبين هو خامة الخطاب القرءاني الشريف وبموجب نص

        {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }الشعراء193

        {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ }الشعراء194

        {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195

        فاذا كان (قلبك) مقفل فكيف يتم تنزيل القرءان في العقل ..؟؟ سواء كان الخطاب الشريف للرسول عليه افضل الصلاة والسلام فهو ينتقل الى حملة القرءان بموجب انتقال نظم السنة الشريفة واذا كان الخطاب مباشرا للعقل البشري فان اللسان العربي المبين يحتاج الى التدبر على ان يتم فتح الاقفال بمفاتيح عصرية وليس بمفاتيح صدأت في التاريخ

        {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24

        فاذا كان القرءان لينذر من كان حيا فان مفاتيح الاقفال لا بد ان تكون في زمن معاصر ولا تنفع مفاتيح الزمن القديم وتلك (فطرة عقل) موجودة عند كل حامل عقل فمن يريد ان يلج مهنة النسيج فان مهنية النسج القديمة لا تنفع نشاط اليوم في صناعة الانسجة ورغم بقاء سنة النسيج كما هي في الخلق (خيوط طولية وخيوط عرضية محبوكة) الا ان الوسيلة مختلفة بين الامس واليوم

        {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُّبِينٌ }يس69

        {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ }يس70

        الا ان كثير من التفاسير هي (مشاعر) نسميها اراء تفسيرية قال بها ائمة التفسير والله يقول ما علمناه الشعر فهو (مذكر) يذكر من كان حيا لينذره بسوء استخدام اي مستحدثة تحدث للانسان في مسار حياته لان القرءان دستور عظيم

        من تلك الموجزة الفكرية ندعوكم لمزيد من الغلة في رغبتكم الكريمة وقد يقيم مشروعنا التذكيري المنشور في هذا المعهد لديكم ذكرى لاننا نذكر فقط ولا نمتلك الحق في اقناع الاخر فمهمتنا التذكير والذكرى لن تقوم الا بامر الهي

        {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }المدثر56

        لذلك ندعوكم لمراجعة القسم الذي يعالج اللفظ عموما والمنطق القرءاني خصوصا في الروابط

        http://www.islamicforumarab.com/vb/f30/

        لفظ روح في علم الحرف القرءاني يعني (فائقية رابط وسيله) فالرابط يتصف بصفة (فائق) وهو يرتبط بوسيلة خلق سواء كانت حياة او ممات في حيوان او نبات او في جماد

        نزل به الروح الامين ... نزل به الـ (الرابط الفائق) والوسيلة هي وسيلة التذكير في القرءان ... الله حفظ الذكر ومن حافظات الذكر ما هو محمول في عقل الانسان لان الله هو الذي فطر العقل في البشر وهو الذي علمهم النطق من خلال قانون مودع في عقولهم ونرى مثالا من حافظات الذكر تلك حين نقوم بتنزيل برنامج الكتروني من النت الى الحاسوب فهو يمر عبر صفة موصوفة بـ (فائقية ربط وسيله) فلو لم يكن الرابط بين النت والحاسوب فائق فلن يتم تنزيل البرنامج اما الوسيلة فهي في النت والحاسوب وبينهما رابط فائق

        يعرج اليه الملائكة والروح ... الملائكة هي مخلوقات خلقها الله لبنية خلقه فهي (مكائن الله) اما المرابط الفائقة للوسيلة فهي تعرج الى الله مع مكائن الخلق من جاذبية وذرات فلا شيء يعزب عن ملكوت الله فكل رابط فائق خصوصا في زمننا كاجهزة الاتصال واجهزة التفجير عن بعد او النت او الصواريخ او مركبات الفضاء فهي تعرج الى الله مع مكائن الله التي تم بها تشغيل المرابط الفائقة فالعلم الحديث وجبروته لم يخلق شيء بل يقيم (مرابط فائقة) في خلق الله المسخر للبشرية وهي مكائن الله التي سجدت لادم ومن مؤشرات سجودها نجد ان الانسان يستغل (مكائن الله) اي الملائكة فيعمل ما يشاء كما نراه في زمننا المعاصر جدا

        الروح لفظ من جذر (رح) وهو في بناء عربي فطري (رح .. راح .. روح .. رواح ... ريح .. رياح .. روائح .. مروحة .. مريح ... و .. و .. و )

        مشاركتنا موجزة تحمل محفزات تذكيرية وللوسعة مقام يقوم حين تقوم الرغبة في الوسعة

        سلام عليكم

        ....................................
        نضيف الى المحاور الآخ الكريم ( أسامة الراوي ) ضرورة الاطلاع على مبحث : ( الروح بين اللفظ والتطبيق ) ..الرابط أدناه .
        الروح بين اللفظ والتطبيق

        مع التقدير .. ( الادارة )
        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X