دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قرابين لا تقبل التقريب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قرابين لا تقبل التقريب

    قرابين لا تقبل التقريب


    من أجل صيحة معاصرة في الدين


    (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ) (الانبياء:94)


    لا يخفى على المسلمين أن نافذية اسلام المسلم تقع في (الواجبات والمستحبات والمكروهات) وقد وردت قواميس إسلامية كبيرة في المستحبات وضديدها وتوسيعات كبيرة في الواجبات وكلها انحسرت في أنشطة الناس في الزمن الماضي ... في الزمن المعاصر حين تضاعف النشاط الانساني الى ملايين الاضعاف المضاعفة فإن قاموس المستحبات والمكروهات من الاعمال لم يتطور بسبب شبه الاغلاق الذي اعتمد في ربيع الفقه الاسلامي في بدايات الربع الاول من العهد العباسي

    لا تزال كثير من الانشطة الانسانية سائبة في زماننا بعد التطور الحضاري والتقني ذلك لأن فقه الاسلام المعاصر لم يضع للعمل الصالح (المستحب) ورديفه العمل (المكروه) معايير ترفع العمل والنشاط الاعتيادي الى مصاف المستحبات او تقوم بتنزيل العمل الى مصاف المكروهات من الاعمال وبقيت قائمة المستحبات والمكروهات في الغسول والولادات والملبس ودفن الموتى وفي كثير من حيثيات يوميات المسلم في المأكل والمشرب والمشي في الطرقات حيث شمل كتاب الاداب الكثير من تلك الانشطة في اداب المأكل والملبس واداب الصلاة وغيرها وفيها بيانات المكروه والمستحب .... قيام الحاجة الى كشف معايير العمل الصالح المستحب أو كراهته من حياتنا المعاصرة ضرورة كبيرة يحتاجها المسلمون في تقربهم الى خالقهم وفق منهجية مستحلبة من الفقه القويم الذي يمكن ان يولد في زمن معاصر ذلك لان الماضي ما كان يمتلك انشطة اليوم وذلك يقين مطلق .

    لغرض اثارة الموضوع في جانبه التطبيقي يتسائل عقل المسلم الباحث عن مستحبات الاعمال في زمن معاصر جدا ولغرض الاثارة نضع هذه التساؤلات :

    هل يمكن ان نكشف معايير العمل الصالح او ضديده في لبس النظارات الطبية او الشمسية .. ركوب السيارات ... الطائرات ... اجهزة الكهرباء ... خاتم الزوجية .. أنسجة الالياف التركيبية .. المشروبات الغازية ... العمليات الجراحية .. الادوية ... المعلبات ... مستلزمات التنظيف ..و ..و . و كثير متكاثر من الاستخدامات التي لا تملك موقفا اسلاميا نابع من مستقرات المسلمين بل تخضع لرأي صناعها ومعايير حضارية لا ترتبط بالنظم الاسلامية من بعيد او قريب ...

    كافة الاستخدامات المعاصرة ذات الحجم الهائل تقابل بالصمت الاسلامي عموما وعندما يتناول البعض اليسير منها على طاولة الفقهاء المعاصرين والمفتين فأن عناصر الرأي الشخصي تظهر على ناصية المفتي دون ظهور معيار حاسم يحسم الموقف المتضارب كما حصل في عقود التأمين على الحياة او العمل المصرفي وكما حصل مع حبوب منع الحمل التي كثر اللغط الفقهي فيها قبل نصف قرن بشكل وضع للمسلمين فرقة مضافة في تحديد حرمة او كراهة او استحباب المستجدات من الانشطة الحضارية .

    ناصية الفقه المعاصر مرتبطة ارتباطا وثيقا بناصية الفقه في الزمن الماضي ولعل وسعة الانشطة الحضارية قد وضعت الفقهاء المعاصرين في زاوية حرجة اثخنت صفات القوقعة التاريخية للفقه والرباط القاسي بين فقيه اليوم وفقيه الامس حيث ظهر ما لا يمكن قبوله في تحميل السابقين مسؤولية الافتاء ليومنا المعاصر تحت ناصية (اليوم اكملت لكم دينكم)

    حرمة الرضاع في الفقه الاسلامي القديم اختفت في زمننا المعاصر بسبب توفر الحليب المجفف وعدم الحاجة للمرضعات ولكن فقهاء اليوم يلوكون علة الحكم التي قال بها فقهاء الامس عندما تكون الاخوة في الرضاع سببا في نشأة (الدم واللحم والعظم) من مصدر واحد فتختلط الانساب وجاء يوم العلم حيث يتم تبادل الدم البشري بين الناس فهل من يمنح زوجته شيئا من دمه ستكون محرمة عليه فهو قد منحها الدم يقينا فهل تختلط الانساب بينهما ... فقهاء زماننا أمسكوا بناصية الامس من ماسكة اخرى وقالوا قولا فقهيا راسخا عند الاولين (لا حرمة الا بنص) وإن صدقوا وصدق السابقون الا ان معيار (المكروه والمستحب) يغيب عن منظومة الاسلام مما جعل المسلمين يخضعون (يطيعون) المادة العلمية التي تحدد (الصالح وغير الصالح) وهو نفسه يقع في مساحة كبيرة منه في ( الحلال والحرام والمكروه والمستحب) فاصبح المسلمون يطيعون ائمة العلم وهم لا يستطيعون بناء شخصية اسلامية متحررة من خلال تبني معيار اسلامي يحدد محرمات الانشطة الحديثة او مستحبها ومكروهها ..!! تلك وإن وصفت بواصفة فقهية فانها تعني في مضامين الفكر (تبعية المسلم لغير المسلم) وفيها (ولاية غير المسلم على المسلم) فما الذي يبقى من الاسلام في زمن معاصر غير مناسك المسلمين التي تعتصر من زحمة اعمالهم وتسارع الزمن بين ايديهم حتى اصبح الاسلام وامسى المسلمون في ظلمة حالكة لا يعرف فجر صبحها الا الله ...

    عندما يبتلع المسلم قرص الاسبرين ... دينه صامت في قرص الاسبرين ... فقهاء هذا الزمن يقولون لا حرمة الا بنص ... هل عملية ابتلاع قرص الاسبرين توصف بغير صفة طاعة علماء العصر ..!! اين طاعة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ..!! لقد غرقت تلك الطاعة في التاريخ ... في زي اسلامي ... ومنهجية اسلامية في بناء الجوامع واقامة المناسك والاعياد وتلحين القرءان باصوات رخيمة ... ولكن مجمل الانشطة المعاصرة غرقت في طاعة رجال العلم ورجال الصناعة واباطرة التقنيات فضاع الاسلام حضاريا بشكل تطبيقي ولم يبق منه سوى ترانيم ومراسيم يقترب بها المسلم الى الله في عشر معشار نشاطه اليومي طائعا لله ولرسوله اما الحجم الاكبر من النشاط الانساني والذي يزيد كثيرا عن 90% من النشاط البشري تغرق في طاعة رواد الحضارة وفلسفتهم التشغيلية لصنوف التطبيقات البشرية في المأكل والمشرب والملبس والسكن وبناء المدن والزراعة والصناعة وتربية الحيوان وما أن يقتني المسلم جهازا حتى ولو كان بسيطا فانه يطالع بشغف كاتولوك المنتج الخالق لذلك الجهاز اما تعليمات الخالق العظيم فيه فهي هواء غير منظور بسبب صمت مقيت يمارسه فقهاء هذا الزمان فاستدار المسلمون الى طاعة اولياء الشأن من العلماء والمصنعين وكأن الصناعيين آلهة تشارك الله في الخلق ومن الواجب الحضاري ان تقرأ تعليماتهم قبل الاستخدام اما تعليمات الله فهي في ظلام اسلامي واضح .

    الذهول يصاحب الناس عندما يعلن العلم سقوط كثير من الانشطة بعد تطبيقات زادت عن خمسين عاما مثل حبوب منع الحمل واقراص الاسبرين المسرطنة ومثل المشروبات الغازية وهشاشة العظام وتاج تلك التراجعات العلمية السيئة هو التدهور البيئي الخطير الذي يسهب الاعلام العلمي في مخاطره ... اين هم فقهاء المسلمين وقد سربت على مقاعدهم سنن المكروه والمستحب في انشطة الناس وهم يتقمصون الماضي بادق تفاصيله ويغمضون عيونهم في يومهم المعاصر ويفتحون حدقات العيون في الامس الماضي حتى اثخنوا الاسلام صراعا مستوردا من ماضيه وهم عاجزون عن ترشيد فقه اليوم في هجمة خطرة خطيرة يتعرض لها المسلمون في طاعتهم الجماعية لائمة العلم المعاصرين ..!!

    معيار المكروه والمستحب وصولا الى الحرمة موصوف في القرءان وصفا حكيما رائعا الا ان غفلة الفقه عنه ضيعت على المسلمين فرصة التمسك بدينهم وقيام اسلامهم في زمن الحاجة اليه ... انه معيار الشيطان ايها الناس ... الشيطان الذي عجز فقهاء الامس عن فهمه لان الخروج عن سنن الخلق في زمنهم كان بسيطا مرئيا لان الانسان لم يتدخل بالطبيعة وسننها في زمنهم فلا نلوم فقهاء الامس في عدم معرفة حقيقة الشيطان ونلوم انفسنا المعاصرة اليوم حين يعجز فقهاء اليوم وهم فيه عن فهمه .. انه معيار (الصالح والمكروه) ومنه يقوم (الحلال والحرام) لكل ناشطة من أنشطة الناس ... انها الشيطنة ... الخروج عن تطبيقات سنن الخلق ... وما اكثرها في زمننا المعاصر وما أكثر الالهة التي تعبد في هذا الزمان فقد فاقت الهة كل الاديان لكل الازمان وما كان لنا ان نطالب فقهاء الرعيل الاول ان يعلمونا سنن الخلق لنحذر الخروج منها ... فقهاء الامس ما كانوا يعرفون ان الغازات لها نسب ثابتة في الكون وان التلاعب في النسب في المشروبات الغازية يعني الشيطنة والخروج عن سنن الخلق فعلام هذه الر غبة الجامحة في تحميل فقهاء الامس موصوفات يومنا المعاصر ..؟؟ اليس هو الضلال بعينه ..

    (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يّـس:60)

    انه عهد الهي للمخلوق القادر على البناء (بني) من مشغل تكويني منقلب المسار (ءأدم) كما روجنا لذلك الفهم في ادراجات سابقة متعددة ... عهد في التكوين ... يبنيه الانسان بما يختلف عن الحيوان فلو أن أزمة المشروبات الغازية تقع في الحيوان فان الحيوان لا يستطيع ان يقلب مسار الفهم في عقله ليربط بين هشاشة العظام وزيادة نسبة غاز ثاني اوكسيد الكاربون في مشاربه ... ذلك عهد الهي الى بني ءأدم لانه خليفة في خلقه ومنحه عقل قادر على التمييز ..!! ولكن الانسان يعبد الشيطان .. وتحلو له عملية الخروج على سنن الخلق في غفلة من امره وبعدها ينال وبال امره في فساد متزايد بما كسبت يداه

    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (البقرة:168)

    الا يعقل العاقل في الربط الرابط بين (كلوا مما في الارض) حلالا طيبا (صالح مستحب) مع تحذير بعدم اتباع خطوات الشيطان ... ؟؟؟ وهنا يتحدى القرءان صمت الفقهاء ... وهل عرفوا خطوات الشيطان ...!! عزلتهم عن يومنا في الدين احرقت اسلامنا في يومياته وهم ناشطون ليخطوا للمسلمين شروط يوميات الامس الذي كان بسيطا متواضعا غير غارق بالتقنيات وبهرج اليوم فيمارسون فقه الدين في دنيا ذهبت ويهجرون الدين في يوم مزدحم ... تلك ليس اقالة لفقهاء العصر عن مناصبهم بل تلك صيحة منهج عسى أن تقلب عقولهم من امسهم الى يومهم بكل ما هو موجود في يومنا وليس لما كان موجود في الامس ... انه حق مسلم متواضع ان ينادي كل من يمارس الفقه ...

    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)

    انها تذكرة لمن شاء ذكر



    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: قرابين لا تقبل التقريب


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    انها فعلاً .. قرابين لا تقبل التقريب ؟


    تعويم ( الدين ) في ظل ( حضارة ) لم توزن بميزان اسلامي !!

    تعويم ( الدين ) في ظل ( حضارة ) لم توزن بميزان اسلامي !!( الحاج عبود الخالدي )


    السلام عليكم
    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X