عندما نبكي على من يبكي

[الحاج عبود الخالدي]

عندما نبكي على من يبكي

يوم ارى المظلوم ابحث عن الظالم ... حين اجده اتمنى ان اقطع عنه الاوكسجين .. اتمنى أن اقطع رقبته ... تتشنج الاعصاب لاشفي غضبتي فيه ..!! في بلدي كان المظلومون كثيرون .. وكانوا يبكون ويتباكون .. وكنا نبكي معهم على مظلوميتهم ... ودار الزمن ... جلس المظلوم مكان الظالم ... وشعرنا بفرحة لكنها لم تطول .. فاحضرنا ميزان من عقل يزن الظلم ... فوجدنا مظلوم الامس قد استنفذ كل معايير الوزن ... امسى مظلوما ... فأصبح ظالما ... وذهبت دموعنا عليه هدرا مخجلا .. هذا الذي ابكاني بالامس ..؟؟ أم اني كنت في غفلة من قرءان ربي

(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)

فانتفض العقل .. وحطم الميزان ... وبدأ يصنع مقياسا جديدا في المظلوم ... يفحص المظلوم قبل الظالم ... فالجهاز الجديد المبتكر يكشف الحقيقة التي اوقعت المظلوم تحت يد الظالم ...

تلك حكاية من ألف ليلة إلا ليله ... قرأت في بغداد الرشيد ... ليس في عصر خلافته .. بل في عصر فندقه الشهير في بغداد ... فهو ذو الف نجمة الا نجمة ... وفيه حكاية الف ليلة الا ليلة من سنين بغداد ذات الشوارع الحمراء ..!!

استذكرت قومي قبل اكثر من 14 قرن .. كانوا يغزون بعضهم ... يقتلون بعضهم ... يسرقون بعضهم .. ظالمهم مذنب .. مظلومهم مذنب .. داء فيهم بلا دواء ... انتفض العقل فيهم ... على لسان رجل منهم ... يعلمهم الكتاب والحكمة .. فدارت عجلتهم بعكس ما كانت تدور ... فقام فيهم الامل ... تآلفوا بعد ان كانوا على شفا حفرة من نار ... كما نضع اليوم السمك المسكوف .. على شفا حفرة من نار ... فهل يحتاج اهلنا الى رسول جديد ... وكتاب جديد ... وكيف ورسولنا قد ختم الرسالات .. وقرءاننا قد ختم الصحف المنزلة ... لا محيص ... ففي رسولنا الكريم حكمة قائمة ... وقرءان ربنا محمول على أكفنا ... لكننا منقلبون على اعقابنا ..!!


الحاج عبود الخالدي

[قاسم حمادي حبيب]

رد: عندما نبكي على من يبكي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك الا الدعاء
فانك فعال لما يشاء يا من اسمه دواء
وذكره شفاء وطاعته غنى
ارحم من رأس ماله الرجاء
وسلاحه البكاء
وانا عبدك الضعيف الذليل
لأي الأمور اليك أشكو
ولما منها
أضج وأبكي لأليم العذاب وشدته
أم لطول البلاء ومدته
لئن تركتني ناطقا
لأضجن اليك ضجيج الآملين
ولأصرخن اليك
صراخ المستصرخين
ولأبكين عليك بكاء الفاقدين .
بل ان تبقى الغايةرضا الله
وتحقيق العدل والتوحيد
وحماية المظلوم والدفاع عن الضعيف
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ}القصص4
يهيمن حكم الفساد والفسق والفجور
على رقاب الناس وتشيع الفاحشة والمنكر
والفساد والأستبداد
قيام ابراهيم عليه السلام وحده
بوجه تلك القوة العظيمة النمرودية
ذهاب موسى الى فرعون
ما دام لم يكن معه أحد سوى أخيه هارون
ورفع الظلم عن كاهل البشرية
وتلبية نزعة الانسان الى الحرية
لتبشر بطلوع صبح سعيد للبشرية
سلام عليكم.

[سوران رسول]

رد: عندما نبكي على من يبكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله .. وأسعد أوقاتكم.. ... بعد قرائتنا لحكيم أسطركم..تذكرنا حكاية..نحكيها لكم ..والله من وراء القصد..!!
يحكى أن..
كان هناك شابين يربطهما رابط متين من صداقة حقيقية وكان يتسامران معا بأحاديث شتى ..وفيما هما يسيران تجاه عاصمة المملكة التي ينتمون اليها .. قال أحدهم للثاني:لو شاء وان قدر الله وجعلني ملكا للبلاد لأفشيت العدل بين الناس ولسعيت بكل ما أملك من سلطة في تسخير ثروات البلاد في سبيل تحقيق ملتزمات الرفاهية من سبل العيش واحقاق العدل بين الناس وسعادة الشعب الذي احكمهم ضمن مملكتي..
قال الثاني: ولو شاء أن قدر القدير واصبحت أنا الملك لعلقت على كل عمود من أعمدة المدينة مشانق من حبل الإعدام ترهيبا لكل من يسول له نفسه على انتزاع كرسي السلطة مني..!!

دخلا بوابة المدينة ووصلا الى مركز العاصمة وفوجئا بتجمهر حشد كبير من المواطنين .. وحين سؤالهما مستفسرين عن سبب ذلك التجمع الكبير ؟؟!!
أجيب عليهما بأن الملك قد وافاه الأجل ولم يخلف بعده من ولي للعهد وإن من قانون المملكة في هذه الحالة بأن يتم رمي طائر الباز فوق رؤوس المتجمعين ..وإن الذي يحط الطائر على رأسه لثلاث مرات متتالية ..يكون هو الملك الجديد للبلاد..؟؟!!

بدأت اللعبة..وطار الطائر محلقا فوق رؤوس العباد..وحط على رأس أحد الصديقين(الثاني) ولمرات ثلاث..فأصبح الملك الذي لايرد من بعد أمره أمرا في البلاد..!!

بعد اتمام مراسيم التتويج واستلام كرسي السلطة وجعله الحاكم الأوحد للبلاد.. جعل من صديقه وزير يده الأيمن..ومستشاره الأمين..
نفذ الملك كل ماكان ينويه من تحطيم وتدمير لركائز البنية التحتية للبلاد وقتل وسجن وتعذيب وتشريد واغتصاب وتفريق للعباد..!!
قال له صديقه الأمين ناصحا: اتق الله فيما تفعله من ظلم ؟؟!!
فأجابه الملك بكل ثقة : ألم أفصح لك جهرا عن نيتي ..؟
فأجابه الصديق بــ نعم
فقال الملك: اليس الله هو السميع العليم؟
فأجاب نعم
فقال: ألم يسمعك أيضا ؟؟
فأجاب :نعم
فقال: الست مؤمنا بأن الله هو القدير ؟؟
فأجاب نعم
فقال: لو شاء الله خيرا بأهل هذه المملكة..لأختارك أنت ملكا عليها !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ(8)}
[التين: 7-8]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشكر الجميع على حسن استماعهم.. أدام الله حضوركم بكل خير


سلام عليكم