دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أساليب الحوار في النص القرءاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أساليب الحوار في النص القرءاني

    {اذْهَبَا إِلَىى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
    هل يتناقضُ هذا الأُسلوب اللَّيِّن مع الأُسلوب المُتشدِّد والعنيف الذي استخدمهُ نبيَّ الله إِبراهيم (ع)
    في حوارهِ مع قومهِ عندما بادرَ الى تدميرِ أَصنامهم وتحطيمها كما يحدِّثنا القرآن الكريم عن ذلك بقولهِ
    {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}؟!.
    أَبداً ليس هناك أَيُّ تُناقضٍ فالأُسلوبُ يعتمدُ على الظُّروف من جانبٍ وعلى المتلقِّي من جانبٍ آخر!
    وعلى طريقةِ تعاملهِ وردودِ فعلهِ من جانبٍ ثالثٍ!
    ويعتمد كذلك على مادَّةِ الحوارِ من جانبٍ رابعٍ!
    فمثلاً بعد ذلك الأُسلوب اللَّيِّن إِنتقل الى أُسلوبٍ آخر يبيِّنهُ قول الله تعالى على لسانِ نبيِّ الله موسى عليه السَّلام
    {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا
    فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ
    وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.

    ولذلكَ نلاحظُ أَنَّ القرآن الكريم يحتوي على مُختلفِ الأَساليب في الحواراتِ
    التي يذكرها في طيِّ القَصص التي يسردها لنا
    على العكسِ من الطَّاغوت فأُسلوبهُ واحِدٌ في الحوارِ لا غيرَ هوَ أُسلوب التَّهديد والوعيد والارهاب والعُنف!
    يعتمدُ القتلَ والذَّبح والصَّلب والطَّرد والأبعاد وغير ذلك من الأَساليب العُنفيَّة الارهابيَّة
    التي إِن دلَّت على شيءٍ فانَّما تدلُّ على عدم إِمتلاك الطَّاغوت لللمنطقِ الذي يُحاجج بهِ
    وعدم قدرتهِ على الاقناع عندما يحاورُ الآخر!.
    فمثلاً كان ردُّ فعل فرعَون على تسليم السَّحرة بربِّ موسى وهارون عليهِما السَّلام قوله
    {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
    فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
    وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى}.

    وكذا حال بقيَّة الملأ مع أَنبياء الله تعالى، فمثلاً
    {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}
    و {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}
    و {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}.

    وكلُّ هذا على الرَّغمِ من أَنَّ الأَنبياء عليهِم السَّلام لم يتسلَّحوا في دعوتهِم الى الله إِلّا بالمنطق والحُجَّة البالغة
    فهم لم يحمِلوا سلاحاً ولم يرموا قذيفةً ولم يفجِّروا سيَّارةً ملغومةً ولم يلبِسوا حزاماً ناسفاً!
    ومع كلِّ هذا ترى الطَّاغوت يخشى حتَّى من الكلمةِ!
    نعم من الكلمةِ التي وصفها القرآن الكريم بقولهِ
    {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.


الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X