دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عزيز .. يموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عزيز .. يموت

    عزيز .. يموت
    من اجل حضارة اسلامية معاصرة


    لاشك ان التطور التقني افرز افرازات مجتمعية ادت الى تغييرات جوهرية في سلوكية المجتمعات منها ما اتصف بالتغيير الايجابي كوسيلة النقل والاتصال ومنها ما اتصف بصفات سالبة مثل التحلل العقائدي .

    وسيلة كسب المعرفة كانت من السلوكيات التي تعرضت الى التغيير بين الناس فبعد الانقلاب الاكاديمي الذي الغى المدارس الخاصة وحلقات الدرس القديمة على يد علماء ثنيت لهم الوسادة العلمية اصبحت المسالك الدراسية الاكاديمية هي المسالك المعترف بها رسميا.

    تحول ذلك الاعتراف الى منهجية مجتمعية بحيث اصبح المجتمع متناغما مع الموقف الرسمي في سحب اعترافه عن الكسب المعرفي وفق النظم القديمة كالمشايخ وحلقات الدرس واصبح المجتمع يدفع ابنائه نحو المسالك الاكاديمية وكان الوازع الوظيفي هو المحرك والمشغل لمثل ذلك التغيير .

    بعد انتشار واسع لاستخدامات الشبكة الدولية للاتصالات بدأ الكتاب يعاني من مرض الهزال وهو في طريقه الى موت مبرمج بصفته وسيلة الاكتساب المعرفي الام ...

    الكتاب كان وسيلة ( أم) في مناقلة المعرفة الا ان الوسيلة الالكترونية الاكثر تنوعا والاسرع انتشارا كانت بمثابة انشطة حادة اصابت الكتاب المطبوع بنكسة بصفته وسيلة انتشار معرفي ثابتة فاصبح الهجر المجتمعي له حبلا خانقا وهجره صانعوا الكتاب فهجر الكتَّاب الكتاب لانه مريض بمرض الموت. وتناثرت وسيلة كسب المعرفة في فضاء الشبكة الدولية .

    لا يزال الكتاب يقاوم صرعة الانترنيت واذا ما ثبت الانترنيت ديمومته فان الكتاب لا بد ان ينتحر في احضان حائزيه ومن ثم تتعرض الارحام التي يولد فيها الكتاب الى الضمور والتحلل .

    ولكن تجربتنا مع الحاسب الالكتروني عموما لم تكن وردية اللون فقد تعرض ذلك الجهاز الى ضربة الكترونية عامة اطلق عليها (فايروس تشرنوبيل) ادى الى ضياع معلوماتي خطير خصوصا في الشؤون المحاسبية مما اوقع المؤسسات التي تعتمد على الحاسب الالكتروني في ازمات حادة ...

    بعد الصحوة من كارثة تشرنوبيل الالكترونية عمدت المؤسسات الى توثيق وثائقها وفق الطرق القديمة (السجلات) لانعدام الثقة بالمعلوماتية التي يكتنزها الحاسب الالكتروني .

    يضاف الى تلك المخاوف هي الضربات الفايروسية الخاصة التي تتعرض لها الحاسبات الالكترونية مما يجعل الحيازة المعلوماتية في اجهزة الكومبيوتر معرضة للتخريب او الضياع .

    مع تلك المساحة الفكرية الخالية من اللون الوردي يصاحبها صفات الكتاب الودودة التي تختلف عن اللاود في الحاسب الالكتروني حيث الكتاب ودود عزيز في الاحضان ولكن الكومبيوتر يريد من صاحبه ليعطيه واحيانا يجن جنونه فيصيب الجنون مالكه ايضا .. في حين الكتاب يعطي ولا يريد شيئا سوى الاحتضان .

    الكتاب عزيز بموضوعه فكلما كان موضوعه عزيزا عزَ في يد حائزه ... والحاسب بقيمته في السوق فقط وسرعان ما تسقط قيمته مع تقنية اكثر تطورا فهو يغدر بصاحبه ..

    يبقى الكتاب يتنفس على سرير الاحتضار

    يموت ببطيء

    وربما يموت الكومبيوتر بالسكتة القاضية يوما ما !!

    يوم يموت النت في احتباس حراري ورياح شمسية

    يبحث الانسان عن عزيز دفنه بنفسه

    الا هو ... الكتاب

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله كل خير ...فضيلة العالم الجليل الحاج عبود الخالدي
    الكتاب ..ذلك عزيز لن نراه سيكون أبدا من الآموات ...فمهما أُغرقت الآسواق بتقنيات معاصرة الا ان المكتبة والمكاتب تقف برفوفها الكتبية كخلية نحل متراصة ...تلهب أفئدة عشاق الكلمة لكي ينهلوا من علومها دون شبع او كل او ملل ؟
    ان في الكتاب سر خاص ..فهو حي مع صاحبه ..أما التقنيات فهي جماد متحرك
    ..
    كل الشكر والتقدير

    السلام عليكم
    .................................................
    سقوط ألآلـِهـَه
    من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

    سقوط ألآلـِهـَه

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X