دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تَساؤل قادني لِمتاهة ..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تَساؤل قادني لِمتاهة ..!

    .


    .
    بسمِ الله
    وَالحمدُ لله
    وَالصلاة وَالسلام عَلَى خيرِ الخَلقِ محمد رسول الله
    .
    .

    " كُلٌّ مِنّا نَشأ فِي بيئة تَختلفُ عَنْ بيئةِ الآخر نسبياً
    وأيضا مُنح صفاتٌ جَسدية تَختلف عَنْ مُنحة الآخر
    وَكذلك تَفاوتتْ مُستوايات التَعليم وَالقدرات العلقية مِن فردٍ لآخر
    بَعضُنا لايعرف كَيف يُنفق آمواله والآخر يجهل كيف يُطعم أهل بيته
    هَذا نَشأ في كَنف بيت طاهر وَذاك ألف الرذيلة فِي مهده
    وَلكننا جَميعاً مُطالبون " كمسلمين " بواجباتٍ واحدة
    بَعضنا ورِثها كعادة وعبادة والآخر يُجاهد لأعتيادها وَغيره لا يعرفها
    السؤال ..!
    ماهي الحكمة الإلهية مِن ذلك ؟
    نَحن نؤمن بأَن الله لا يظلمنا _ سبحانه عَزَّ وجلّ _ ولكن
    لماذا خُلقنا طبقات ودرجات متفاوتة ؟ "
    .
    .
    مُلاحظـة ..!
    قُبيل إتمام النقاش فِي هذا الأمر الشائك عَلينا توضيح بعض النقاط
    نَحنُ هُنا لـ تَدّبر الحكمة الإلهية وَليسَ مِن أَجل أَمر آخر كالافتاء وَالتقول بغيرِ عِلم
    وَكذلك لِسنا نملكُ العِلم الكافي لِذلك أجتمعنا للتفقه وَالتحاور وَتطوير مخزوننا المَعرفي
    والأهم نَحن نَستعينُ بالله كَي نَصل إلى جادة الصّواب الّتي تَقودنا إلى اليقين وَالطُمأنينة
    .
    .
    .
    فِيما يَخّص السّؤال
    قُبيل الولوج فِي إيضاح مَا شَاق عَلينا فهمه الأجدر بنا تَوضيح مفهوم العدل
    وكذلك تَبيان مَا هية المُساواة
    العدل :هُو وضع الأُمور في مواضعها وإتيان كُلّ ذي حَقٍّ حقّه
    فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل
    لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته،
    ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم.
    .
    .
    المُسّاواة : هي التوزيع بالتساوي ,تَقترن المُسّاواة بالعدل مَتى ما وُضِعَتْ الأُمور في مواضعها
    وَتَنقلب ظلماً حَينَ تأتي بغير موضعها
    فمثلاً لو مَنح أَحد المُعلمين كُلّ تلاميذه درجة واحدة لكان ذلك ظلماً بيّناً للمُجتهد والكسول
    عَلى حَدٍ سواء فقد بخس حقّ الآول وَمُنح الآخر ما لا يستحق .!
    .
    .
    إذن ليسَ شَرطاً أَن يقومَ العدل بالمُسّاواة ,,,, وَهُنا مَدخلاً عَظيماً للطُمأنينة .!




    تَبقى نَظرتُنا العقلية قَاصرة عَنْ فَهم الحكمة الإلهية مِن وراء مَا نراهُ شراً وَقع علينا
    تَبايننا الخُلقي وتَفاوتنا فِي القُدرات والماديات هُوَ عدل مُطلق أَو على أقل تَقدير ضرر آني
    عَاقبته خير كبير
    .
    .
    سأضرب لَكم مَثلاً بسيطاً
    لو كان لديك وَلدين أَحدهما يَتمرد وَيفجر إِن مَنعتَ عَنه المصروف
    والآخر يَفسد إن اعتاد عَلَى البذخ
    وَجاءتْ هَذه الأحكام كَونكَ أباً لهما وتُدرك نفوسهما مِن خلال رعايتك لهما
    كَيف سيكون تَصرفك وأَنت أَب لهما وَتهمك مصلحتهما جداً ؟
    بالتأكيد سَتحرص عَلى تَوفير مَا يسد ذريعة الفساد عَلَى الآول
    بِملأ حاجاته المادية كَي لا تعينه على إفسادِ نفسه
    وَكذلك سَتُقتر عَلى الآخر كَي تَدفع عَنه مفسدة البطر.!
    وأنتَ بهذا الفعل عادل فأنتَ تَسعى لصلاحهما سوياً ولم تُفضل أحدهما على الآخر
    ولكنهما بالتأكيد لَنْ يَفهما _ يقينا _ سبب عَدم مُساواتك لهما في العطاء المادي
    فَكيف بالخالق الذي يعلمُ ما تخفي الصّدور هو أعلم مِنّا بأنفسنا لِذلك والله أعلم وأحلم
    اختار لنا مِن هبات جسدية ومادية وَووو بما يُساعدُنا عَلى صلاح نفوسنا



    .
    .
    قَرأتُ في مكان ما قديما ولم تسعفني الذّاكرة عَلى أَن أُخبركم بموضع تلك القراءة
    قَرأتُ بما مَعناه أَن بعض العباد يُفسدهم الغِنى فَوهبهم الله الفقر درءا للمفسدة
    وَبعضهم يُفسده الفقر فتلطف الله به بالغِنى
    وَبعضهم لو كان مُنح حُسنا وَجمالا فاتنا لكان تجبر وطغى ووو ألخ
    .
    .
    قَد يَسأل أَحدهم سَائلاً مَا ذنب مَنْ وُلِدَ مُشوها مُعاقاً ؟
    فيما يرتبط بولادة البشر المشوهين فهذا ظلم لهم قطعاً، ولكنه ظلم ناشئ من عمل الوالدين غالباً أو من عمل المجتمع ككل،
    فلو كانت الأم مثلاً مدمنة على الخمر أو المخدرات أو عاشت في بيئة ملوثة وغير صحية فسيترك كل ذلك أثره على الجنين.
    وهناك ذنوب وخطايا تفسد النطفة قد تخفى على الكثيرين هي المسبب الأهم لما يحصل في عالم الرحم
    أَنتَ لو أَعطيتَ لخادمتك عَجينا لتخبزه فَهي لَيستْ مَسؤولة إن كَان الخُبز فَاسداً جَراء مَا
    مَنحتها مِن عَجينتك الفاسدة .!
    إِذن الأبن السيء هُو نِتاج عَمل والديه _ ولو كان فِيه خيراً _ ما كانَ نَتيجة لأعمال هذين الأبوين .!
    .
    .



    ثم إن وجود البلايا والأمراض يفيد البشر من جهات أخرى، مثل أن يعرفهم نعمة الأمن والسلامة والصحة،
    ويذكرهم بالخالق العظيم القادر على إهلاك العصاة ويدفعهم إلى الرجوع إليه للاستعانة بقدرته العظيمة. قال تعالى:
    "فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون".



    ليس في هذا الوجود مما هو من فعل الله سوى ما هو عدل وحكمة،
    أي على الأقل خيره أكثر من شره، وقد نجهل اليوم وجه الخير فيه،
    ولكننا ربما نعرفه غداً. وما فيه من ظلم وشر فهو صادر عن البشر باختيارهم
    "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
    .
    .
    .
    يتبع ..!

  • #2
    .

    .


    .
    تَابعوا مَعي هذا الاقتباس اللطيف
    ومما ينبغي أَن يُعلم :أَن الرّحمة صِفة تَقتضي إيصال المَنافع والمصالح إلى العَبد
    وإن كَرهها , وَشقتْ عَليه فَهذه هي الرّحمة الحَقّيقية . فأرحمُ النّاس بِك هو مَنْ شَق عَليك
    في إيصال مَصالحك, ودفع المضار عنك
    .
    .
    فَمن رحمة الوالد بولده أَن يُكرهه عَلى التأدّب بالعلم والعمل
    وَيشقُّ عليه بالضّرب وغيره ويمنعه شَهواته الّتي تَعود عَليه بضرره
    وَمتى أهمل ذلك مِن ولده كان لقلة رحمته به, وإنْ ظنَّ أَنَّهُ يرحمه ويرفهه ويُريحه
    فهذه رحمةٌ مَقرونة بجهل ,كرحمةِ الأُمّ .
    .
    .
    ولهذا كَان مِن تَمام رحمة أرحم الرّاحمين :تسليط أنواع البلاء عَلى العبد
    فإنَّه أعلم بمصلحته فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه مِن كثير مِن شهواته وأغراضه
    مِن رحمته به ولكن العبد لجهله وظلمه يتَّهم ربّه بابتلائه
    ولا يعلمُ إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه
    .
    .
    وَقد جاء في الأثر " أَن المُبتلى إذا دُعي له : اللهمّ ارحمه , يقول الله سُبحانه وتعالى
    كَيف أرحمهُ مِن شيءٍ به أرحمه ؟ "
    وَفي أثر آخر
    " إِن الله إذا أَحبَ عبده حماه الدُّنيا وطيباتها وشهواتها , كما يَحمي أحدُكم مريضه "
    فهذا مِن تمام رحمته به لا مِن بخله عليه
    كيف , وهو الجواد الماجد الذي له الجود كله وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل مِن ذرَّة في جبال الدُّنيا ورمالها
    .
    .
    وَمِن رحمته : أَن نَغَّصَ عليهم الدُّنيا وَكدَّرها لئلا يسكنوا إليها
    ولا يطمئنوا إليها ويرغبوا في النَّعيم المُقيم في داره وجواره
    فَساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان
    فَمنعهم ليُعطيعم
    وابتلاهم ليُعافيهم
    وأماتهم ليُحيهم
    وَمن رَحمته بهم : أَن حذرهم نَفسه, لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لايحسن معاملته به
    كما قال تعالى
    ( ويُحَذّرُكُمْ اللهُ نَفْسَه وَاللهُ رءوفٌ بالعِبَاد ) آل عمران 30
    قَالَ غير واحد من السلف : مِن رحمته بالعباد : حذرهم مِن نفسه لئلا يغتروا به
    .
    .
    .
    الكلام مُقتبس مِن كتاب " إغاثة اللهفان مِن مصائد الشّيطان " الجزء الثاني
    الباب الثالث عشر _ في مكايد الشيطان التي يكيد يها ابن آدم _
    ص 142
    .
    .
    في الحقّيقة هُناك الكثير مِن الفوائد واللطائف التي تغني هذا الجانب الذي تَناقشنا فيه
    وفي قراءتها وَتأملها فائدة كبيرة تُشعرُك بالرّضا والطُمأنينة
    ويتعاظمُ مَعها حُبنا لله عَزَّ وَجلّ
    .
    .
    .



    كَي نُعمق فَهمنا لهذا الأمر وبالمُحصلة لِنزدادَ يقينا وإيماناً بأَنَّ الله اختار لنا الأنسب
    وَالأفضل لإعانة نَفوسنا عَلَى الصلاح
    عَلينا مَعرفة مَتى يكون الإنسان مُسيّرّاً وَمتى يكون مُخيّرّاً ..!
    وَبهذه المَعرفة سَنُدركُ تَماماً بأَنْ الظُلم نِتاجٌ إنساني بحت
    وأقترح أَن يَكون مَوضوع التخيير وَالتَسيير هُو مَحور تَساؤلاتنا وإجاباتنا القادمة
    .
    .
    يَتبع ..!

    تعليق


    • #3
      قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم :
      في الصحيحين عن عليِّ بن أبي طالب ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال : (( ما مِنْ نفسٍ منفوسةٍ إلاَّ وقد كتب الله مكانَها من الجنَّة أو النار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة )) ، فقال رجل : يا رسولَ الله ، أفلا نمكُثُ على كتابنا ، وندعُ العمل ؟ فقالَ : (( اعملوا ، فكلٌّ ميسَّر لما خُلِقَ لهُ ، أمَّا أهلُ السَّعادة ، فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهلُ الشقاوة ، فييسرون لعمل أهل الشَّقاوة )) ، ثم قرأ
      : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } (سورة الليل) .

      ففي هذا الحديث أنَّ السعادة والشقاوة قد سبقَ الكتابُ بهما ، وأنَّ ذلك مُقدَّرٌ بحسب الأعمال ، وأنَّ كلاًّ ميسر لما خُلق له من الأعمال التي هي سببٌ للسعادة أو الشقاوة .
      وقد روي هذا المعنى عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من وجوهٍ كثيرةٍ ، وحديث ابن مسعود فيه أنَّ السعادة والشقاوة بحسب خواتيم الأعمال .

      وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ الرجلَ ليعملُ عملَ أهلِ الجنَّةِ فيما يبدو للنَّاس وهو منْ أهلِ النار ، وإنَّ الرجلَ ليعملُ عملَ أهلِ النارِ فيما يبدو للناس ، وهو منْ أهلِ الجنةِ )) زاد البخاري في رواية له : (( إنَّما الأعمالُ بالخواتيم )) .


      كثيرٌ من الناس إن دعوتهم إلى الإصلاح قال محتجاً باستشهاد في غير محله حديث النبي صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها رواه البخاري ومسلم)


      ويقول ديدنه وإجابته الحاضره دوماً " إن الله قد كتب علي الشقاء "
      أو " الله كتب علي الخطايا " محتجاً بما سبق !



      أحبتي في الله إن كل مافي الكون مكتوب ومسجل و ما كتبه الله عز وجل على الإنسان قبل وقوعه من باب علمه الواسع جل في علاه فهو قوة كاشفة ، لا مـُكرِهة وكتابة علم لا كتابة إجبار!
      قال الله :{ إن الله بكل شيء عليم }


      فالله عزوجل وجل من أسمائه "العليم " فهو يعلم ما كان وما يكون وما سيكون ومالم يكن لو كان كيف كان يكون "

      لو افترضنا أن "فلان" وٌلد أعمى لا يرى شيئا من الدنيا لمدة 50 عاماً ثم أبصر بفضل من الله فنقول أن الله اعلم بماذا سيرى لو كان بصيراً طيلة تلك الأعوام وهذا علم الله الوسع


      فقد علم الله عزوجل أن " فلان " سيؤمن و سيعمل صالحاً فكتب أنه من السعداء .. وعلم أن " فلان " سيكفر أو يعمل سوءاً فكتب أنه من الأشقياء ..ومثال ذلك - ولله المثل الأعلى - حينما يعرف المعلم طالباً مجتهداً طيلة العام ، فيخبره بأنه سينجح .. و يعرف طالباً آخر كسول ومهمل فيخبره بأنه سيخفق .. فهل يقع اللوم على المعلم أم على الطالب ..؟!

      إن كتابة الأشياء قبل وقوعها لا ينافي العمل والاجتهاد لأنها كتابة علم بما سيكون لا كتابة إجبار .. لأن الله عز وجل يقدر الأسباب والمسببات معاً ، والنتائج و المقدمات معاً وذلك لأنه هو العليم , ,فلو جاء شخص وقال : إذا كتب الله لي ولد فسيأتيني الولد ، فلا داعي للزواج .. هل سنقبل كلامه ..؟! .. بالطبع لا .. لأنه لم يأخذ بالأسباب ..

      قال ابن تيمية - رحمه الله - : " وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين ، وسائر أهل الملل ، وسائر العقلاء ، فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال ، وسائر أنواع الفساد في الأرض ، ويحتج بالقدر.. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه ، بل يتناقض ، وتناقض القول يدل على فساده ، فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بدائه العقول " ..


      .
      .
      يتبع ..!

      تعليق


      • #4
        نحن صَنيعة الله وهذا أمرٌ مؤكد لا جِدال فيه
        ولكننا ننمو بالقوت الذي نختاره والقوت هنا كِناية عَنْ خياراتنا وقرارتنا والسُّبل
        التي نرتضيها لأنفسنا
        فالأخيار يتبعون ما أمر الله به ويَتجنبون ما نهى عنه
        وغيرهم يقلبون المُعادلة ويختارون بإرادتهم ما يخالف الفطرة السّليمة
        لذا فالإنسان السيء الخلق والمُعتقد هو صنيعة خياراته وما كسب
        فـ ( وما ربُّك بظّلام للعبيد )
        وأيضا ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم .. )
        ثُمّ علينا تأمل متى يكون المرء مُسيراً ومتى يكون مخيراً
        الإنسان مُخير أَكثر مِن كونه مُسير فهو مُسير بصفاته الجسدية وما إلى ذلك
        ولكنه مُخير بمعتقداته وصفاته الروحية
        والدليل الخطاب القرآني
        ( ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين )
        ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )
        إذن الإنسان هو مَن يٌشكل طريق الخلود لنفسه فإما شاكراً وإما كَفورا
        فلو تأملت هذا الأمر لأدركت بأَنْ الإنسان يصنع مِن نفسه مسخاً بسوء خياراته
        ثُمّ يجد شماعة القدر أيسر وسيلة لتعليق أخطاؤه عليها
        وَهذا ما وصل إليه فهمي القاصر فيما يخص الآية الكريمة " وكل نفس بما كسبتْ رهينة .. "
        المُربك والمُحير في الأمر والذي حاصرني في زاوية ضيقة هو الحديث أدناه
        روى هذا الحديث البخاري، ومسلم، من حديث الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي نحوه.
        وقال الإمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي قال:
        « احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة.
        قال: فقال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، تلومني على عمل أعمله كتبه الله علي، قبل أن يخلق السموات والأرض.
        قال: فحج آدم موسى ».



        انتهى
        أرجو الرّد عاجلاً لتبديد غبش الرؤية
        مع فائق التقدير

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          حياك الله ابنتنا الغالية ترتيل ... مباركة ثورتك الفكرية ... ومباركة ايضا متاهتك العقلية فابراهيم عليه السلام وجه وجهه للذي فطر السماوات والارض بعد (متاهة عقل) حين رأى الكوكب فقال هذا ربي ومن متاهته قال للقمر ايضا انه ربي ومن متاهته العقلية قال للشمس ايضا هذا ربي هذا اكبر وبعد تلك المتاهة الابراهيمية ءامن ابراهيم ووجه وجهه للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما كان من المشركين

          المشكلة الكبيرة بين العقيدة واهلها ان العقيدة المنقولة تعيش في الخيال العقائدي فلا شيئ يقيني في ما نقل عن العقيدة سواء في دوحة التكاليف او في حواشي عقائدية تصل احيانا الى امهات في المادة العقائدية فعلى سبيل المثال نقل الينا من تراثنا العقائدي ان صلاة ركعتين في بيت الله الحرام تساوي مائة الف ركعة في مكان اخر ولا احد من المسلمين يعرف يقينا كم هي وحدة قياس الصلاة فهل هي بالركعات ام ان للصلاة وحدة قياس لكي نستطيع ان نزن ركعتين في بيت الله الحرام مع مائة الف ركعة في غير بيت الله الحرام ... قد يقول قائل ان صلاة ركعتين في بيت الله الحرام تمكن المصلي ان لا يصلي بعدها طول حياته وحين يموت يكون دائنا لحجم كبير من الصلوات وليس مدينا لربه ..!!

          متسعات اثاراتك الكريمة بمفاصلها المتعددة تجعلنا مضطرين لانتقاء خط بداية للحديث في ذلك الحراك العقلي المتسائل وان احتوت سطورك الكريمة بعض التساؤلات الا ان تساؤلات العقل في العقيدة لا تنتهي ازاء ضبابية عقائدية كبيرة في زمن معاصر تزداد فيه المعرفة وتتسع فيه البيانات فما كان الاباء يعلمون اننا نستنشق الهواء لغرض ان نحصل على الاوكسجين منه فقط وما كانوا يعرفون لماذا نتنفس وبالتالي ما كانوا مسؤولين عن تساؤلات زماننا المتكاثرة ولا نستطيع ان نحملهم مسؤولية ترشيد عقولنا نحو العقيدة بل لا يمكن ان نتوقع اننا سوف نحصل على جواب لتساؤل واحد يثور في عقولنا المعاصرة فان كان الناس في زمن الاباء يتنفسون ولا يعلمون لماذا يتنفسون فهم سوف لا يسألون لماذا مكة ولماذا الحج الى بطن الصحراء والله عنده بساتين خضراء في الشام ولماذا لم يكن بيت الله الحرام في غوطة دمشق بدلا من صحراء قاسية ..!!! ؟؟؟

          وسعت لك دائرة التساؤلات لكي ابدأ من حيث قامت تساؤلاتك الكريمة في منهجية البحث عن جواب لها فلن نجد جوابا عند السابقين بل لا بد ان نجد الجواب في (قرءان مبين) جعله الله مبين وهو رسالة من الله للبشر ولا توجد رسالة بعد القرءان ابدا ولا يوجد رسول بعد محمد ابدا ولو استمرت البشرية على الارض ملايين ملايين السنين من الدهور فالقرءان يبقى رسالة الله الاخيرة للبشرية

          قبل ان نسأل عن المادة العقائدية لكشف مكنوناتها في الخلق لنتسائل سؤلا مفترضا يثور العقل ... من علم نيوتن الجاذبية ... من علم ارخميدس نظم الطفو الفيزيائية ... من علم اديسون الكهرباء ... انهم لم يخلقوا تلك الحقائق بل هم اكتشفوا نظم خلق كانت مكنونة في ما كتبه الله في الخليقة اجمالا ونقرأ القرءان
          انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه الا المطهرون ـ من سورة يس
          تدبر القرءان والتبصر في نصوصه الشريفة وعقل المثل القرءاني يدفع الباحث عن الحقيقة (التائه عنها) الى رؤية مكنونات الكتاب الذي كتبه الله في الخلق ونستطيع ان نمسك بالتفاوت بين هذا الانسان وذلك الانسان ونستطيع ان نعلم لماذا هذا الشخص زاهدا عابدا وذلك الشخص سارقا معتديا ونعلم ما هي (حصيلة الشر) و (ما هي حصيلة الخير) في برنامج الهي مبين

          هذه المناورة حملت لك منهجية الخروج من التيه لغرض التبرهم (البراءة من ضبابية ما وردنا عقائديا) وحين يكون الانسان بريء من مستقرات لا تفي العقل رغبته الحق فان ابراهيم هو المتطهر الذي يستطيع ان يمس القرءان ليراه في الكتاب المكنون وهو ما كتبه الله في الخلق في وعاء نافذ والله سبحانه هو القائل (ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه) ـ البقرة .. والله هو القائل (قل صدق الله فاتبعوا ملة ابرهيم حنيفا وما كان من المشركين ـ البقرة) والله القائل (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا ـ النساء) ..

          سوف لن ندعوك لقراءة مشروعنا الفكري بمجمله لكي تبحثي عن تساؤلاتك الكريمة بل سنكون على عتبة منهج يعلمنا كيف نمسك بالحقيقة واهم حقيقة يبحث عنها عقل الانسان هي (حقيقة الخالق) وكل الحقائق التي تلي تلك الحقيقة هي اقل مراسا واسهل وسيلة وحقيقة الخالق في العقل لا تؤتى من خيال موروث بل من فاعلية عقل باحث فحين تؤتى من خيال موروث يضطرب المتسائل فيعرف الله وكأنه امبراطور ويخضع الخالق الى تصورات نعيش مضامينها فالله يزعل والله يعطي ويأخذ كما تفعل الملوك ولكن حقيقة الخالق تظهر من خلال فاعلية نظم الخلق ونفاذيتها امام نواظرنا فالله حين يكون عظيما ليس كما هي عظمة الملوك كما في خيال حملة العقيدة بل الله عظيم حين يستكمل وسيلته بصفته خالق ونرى تلك العظمة في نفاذية نظم وليس في قصيدة شاعر

          قوانين الله نافذة رغم محاولات العبد في الافلات منها فحين نرى الخير في زيد من الناس انما علينا ان نفهم الخير موضوعيا لنعرف مدى تطابق صفات الخير في عقولنا مع صفات الخير في منظومة خلق الله ... الله سبحانه كتب للمرأة الحامل وهنا على وهن ... هل هو خير ام شر حين تتعذب المرأة الحامل ... عندما تلد الحامل فهي تعاني من العذاب اشده فهل المرأة في الولادة في عقوبة الهية ... الطفل حين تنبت اسنانه يعاني كثيرا من الالم فهل ذلك عقاب الهي لطفل لم يذنب بعد ... تلك هي تثويرات عقل لنعرف موضوعية الخير والشر في منظومة خلق الله ومن تلك الموضوعية نرصد ما كتبه الله في برامجية البشر وعندها نستطيع ان نفرز الخير والشر وفق مفاهيم مستقرة ويقينية خالية من الخيال في وصف الجنة والنار وكأن الجنة بستان جميل والنار فرن يحمص المجرمين ...

          سنكون حيث تكونين في تثويرة مقابلة لنعالج ما طلبت معالجته

          سلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            حضرة الأخت الفاضلة ..ترتيل ..المحترمة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..تحية طيبة يرجى تقبلها من أخ محب لكم ولكل صاحب قلم صادق يفكر وينطق بالحق..
            أسعدنا تواجدكم من بعد طول غيابكم على صفحات معهدكم الموقر بأقلام أصحابه الكرام..فمرحبا بعودتكم من خلال كريم تساؤلاتكم..
            ولعلني لا أخفي عنكم مشاركتي لكم بأستفساراتكم المشروعة من خلال ما أبتدأتم به هنا..
            (اقتباس)

            " كُلٌّ مِنّا نَشأ فِي بيئة تَختلفُ عَنْ بيئةِ الآخر نسبياً
            وأيضا مُنح صفاتٌ جَسدية تَختلف عَنْ مُنحة الآخر
            وَكذلك تَفاوتتْ مُستوايات التَعليم وَالقدرات العلقية مِن فردٍ لآخر
            بَعضُنا لايعرف كَيف يُنفق آمواله والآخر يجهل كيف يُطعم أهل بيته
            هَذا نَشأ في كَنف بيت طاهر وَذاك ألف الرذيلة فِي مهده
            وَلكننا جَميعاً مُطالبون " كمسلمين " بواجباتٍ واحدة
            بَعضنا ورِثها كعادة وعبادة والآخر يُجاهد لأعتيادها وَغيره لا يعرفها
            السؤال ..!
            ماهي الحكمة الإلهية مِن ذلك ؟
            نَحن نؤمن بأَن الله لا يظلمنا _ سبحانه عَزَّ وجلّ _ ولكن
            لماذا خُلقنا طبقات ودرجات متفاوتة ؟ "
            (نهاية الاقتباس)

            نتابع معكم وبكل شوق موضوعكم الحواري المثار والمثير.. وحبا للوصول الى سقف الحقيقة التي طالما أنهكت من سنين عمرنا في البحث عنها..!!

            معكم بإنتظار الإجابة من قبل مفكر أمتنا المعاصر فضيلة الحاج الخالدي الموقر.. على كريم تساؤلاتكم.. ولنا عودة بإذن الله لمتابعة ماينجم عنه الحوار..مع جميع المتابعين من المتحاورين الأفاضل..وحبا لوجه الله خالصا

            شكرا على تساؤلاتكم العميقة..

            دمتم بكل خير


            سلام عليكم


            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختنا العزيزة ترتيل ، كم أسعدنا حضورك
              وأطربتنا مشاركتك ببهاء حروفها وجميل نظمها ..وحكمة بيانها .. فسبحان الذي
              سخر القلم .. ليعلم الانسان ما لا يعلم ..
              عن تساؤلاتك .. قد أستطيع ان أضيف القليل لجزئية منها :
              ففي هذا المقتبس الطيب من حروفكم البهية اجابات جميلة على الكثير مما حيرك وحيرنا !!
              أضرب لَكم مَثلاً بسيطاً
              لو كان لديك وَلدين أَحدهما يَتمرد وَيفجر إِن مَنعتَ عَنه المصروف
              والآخر يَفسد إن اعتاد عَلَى البذخ
              وَجاءتْ هَذه الأحكام كَونكَ أباً لهما وتُدرك نفوسهما مِن خلال رعايتك لهما
              كَيف سيكون تَصرفك وأَنت أَب لهما وَتهمك مصلحتهما جداً ؟
              بالتأكيد سَتحرص عَلى تَوفير مَا يسد ذريعة الفساد عَلَى الآول
              بِملأ حاجاته المادية كَي لا تعينه على إفسادِ نفسه
              وَكذلك سَتُقتر عَلى الآخر كَي تَدفع عَنه مفسدة البطر.!
              وأنتَ بهذا الفعل عادل فأنتَ تَسعى لصلاحهما سوياً ولم تُفضل أحدهما على الآخر
              ولكنهما بالتأكيد لَنْ يَفهما _ يقينا _ سبب عَدم مُساواتك لهما في العطاء المادي
              فَكيف بالخالق الذي يعلمُ ما تخفي الصّدور هو أعلم مِنّا بأنفسنا لِذلك والله أعلم وأحلم
              اختار لنا مِن هبات جسدية ومادية وَووو بما يُساعدُنا عَلى صلاح نفوسنا
              اما في هذا المقتبس
              إِذن الأبن السيء هُو نِتاج عَمل والديه _ ولو كان فِيه خيراً _ ما كانَ نَتيجة لأعمال هذين الأبوين
              لا ارى أن الابناء هو دائما ثمرة صلاح الاباء او العكس .. فكم من اب صالح ولده سيء وكم من ولد صالح أبوه ضال .. وهكذا !!..
              نقرا تلك الحقيقة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع ( سيدنا الخضر ) يقول الحق تعالى (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) سورة الكهف : 80 ـ81 )

              اما لماذا يولد اطفال مرضى ومعاقين ومشوهين ..!! حقيقة .. تلك الحقائق ما زلنا لا نستطيع ادراك العديد من خيوطها وحكمها ؟؟ ما ذنب طفل اذ يولد مشوها ؟
              لا نستطيع ان نجزم ان الآمر يتعلق ( بمظلمة ) ؟ هناك العديد من الاستثناءات ؟
              نجهلها .. فلنبحث جميعاً عن سرها ..وسنقول مثلاً :
              هل كان الابن العاق سيرهق ابويه ضلالا .. فكان تلك الاعاقة ( قتل ) لبؤرة ذلك الضلال ؟ ..
              هل ذلك الابن معاق هو ( حسنة ) يغترف من بركتها الإباء بصبرهم على ذاك الابتلاء ؟
              هل تلك الإعاقات في حد ذاتها مطية .. تؤهل ذوي الاختصاصات للبحث في طرق علاجها .. فيتأهلون بذلك في معرفة بعض سنن الخلق .. فلقد زكى الحق تعالى أهل العلم والمعرفة .. وللعلم شعب كثيرة .. ومنا أحقية البحوث الطبية والطب ..وغيرها .
              تلك بعض الخيوط حاولنا حبكها ,, لنوضح قليلا من نسيج تلك الحيرة !!
              وشكرا جزيلاً لكل من مساهمات اخي الفاضل الحاج عبود الخالدي .. المعلم القدير فردوده وشروحاته تذكر وتعلم الاخر دون ملل او كلل ..
              ولقيمة متابعه الاخ الكريم المحترم الاستاذ سوران
              بوركتم ...والسلام عليكم ورحمة الله
              sigpic

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الحاج عبود الخالدي مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                حياك الله ابنتنا الغالية ترتيل ... مباركة ثورتك الفكرية ... ومباركة ايضا متاهتك العقلية فابراهيم عليه السلام وجه وجهه للذي فطر السماوات والارض بعد (متاهة عقل) حين رأى الكوكب فقال هذا ربي ومن متاهته قال للقمر ايضا انه ربي ومن متاهته العقلية قال للشمس ايضا هذا ربي هذا اكبر وبعد تلك المتاهة الابراهيمية ءامن ابراهيم ووجه وجهه للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما كان من المشركين

                المشكلة الكبيرة بين العقيدة واهلها ان العقيدة المنقولة تعيش في الخيال العقائدي فلا شيئ يقيني في ما نقل عن العقيدة سواء في دوحة التكاليف او في حواشي عقائدية تصل احيانا الى امهات في المادة العقائدية فعلى سبيل المثال نقل الينا من تراثنا العقائدي ان صلاة ركعتين في بيت الله الحرام تساوي مائة الف ركعة في مكان اخر ولا احد من المسلمين يعرف يقينا كم هي وحدة قياس الصلاة فهل هي بالركعات ام ان للصلاة وحدة قياس لكي نستطيع ان نزن ركعتين في بيت الله الحرام مع مائة الف ركعة في غير بيت الله الحرام ... قد يقول قائل ان صلاة ركعتين في بيت الله الحرام تمكن المصلي ان لا يصلي بعدها طول حياته وحين يموت يكون دائنا لحجم كبير من الصلوات وليس مدينا لربه ..!!

                متسعات اثاراتك الكريمة بمفاصلها المتعددة تجعلنا مضطرين لانتقاء خط بداية للحديث في ذلك الحراك العقلي المتسائل وان احتوت سطورك الكريمة بعض التساؤلات الا ان تساؤلات العقل في العقيدة لا تنتهي ازاء ضبابية عقائدية كبيرة في زمن معاصر تزداد فيه المعرفة وتتسع فيه البيانات فما كان الاباء يعلمون اننا نستنشق الهواء لغرض ان نحصل على الاوكسجين منه فقط وما كانوا يعرفون لماذا نتنفس وبالتالي ما كانوا مسؤولين عن تساؤلات زماننا المتكاثرة ولا نستطيع ان نحملهم مسؤولية ترشيد عقولنا نحو العقيدة بل لا يمكن ان نتوقع اننا سوف نحصل على جواب لتساؤل واحد يثور في عقولنا المعاصرة فان كان الناس في زمن الاباء يتنفسون ولا يعلمون لماذا يتنفسون فهم سوف لا يسألون لماذا مكة ولماذا الحج الى بطن الصحراء والله عنده بساتين خضراء في الشام ولماذا لم يكن بيت الله الحرام في غوطة دمشق بدلا من صحراء قاسية ..!!! ؟؟؟

                وسعت لك دائرة التساؤلات لكي ابدأ من حيث قامت تساؤلاتك الكريمة في منهجية البحث عن جواب لها فلن نجد جوابا عند السابقين بل لا بد ان نجد الجواب في (قرءان مبين) جعله الله مبين وهو رسالة من الله للبشر ولا توجد رسالة بعد القرءان ابدا ولا يوجد رسول بعد محمد ابدا ولو استمرت البشرية على الارض ملايين ملايين السنين من الدهور فالقرءان يبقى رسالة الله الاخيرة للبشرية

                قبل ان نسأل عن المادة العقائدية لكشف مكنوناتها في الخلق لنتسائل سؤلا مفترضا يثور العقل ... من علم نيوتن الجاذبية ... من علم ارخميدس نظم الطفو الفيزيائية ... من علم اديسون الكهرباء ... انهم لم يخلقوا تلك الحقائق بل هم اكتشفوا نظم خلق كانت مكنونة في ما كتبه الله في الخليقة اجمالا ونقرأ القرءان
                انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه الا المطهرون ـ من سورة يس
                تدبر القرءان والتبصر في نصوصه الشريفة وعقل المثل القرءاني يدفع الباحث عن الحقيقة (التائه عنها) الى رؤية مكنونات الكتاب الذي كتبه الله في الخلق ونستطيع ان نمسك بالتفاوت بين هذا الانسان وذلك الانسان ونستطيع ان نعلم لماذا هذا الشخص زاهدا عابدا وذلك الشخص سارقا معتديا ونعلم ما هي (حصيلة الشر) و (ما هي حصيلة الخير) في برنامج الهي مبين

                هذه المناورة حملت لك منهجية الخروج من التيه لغرض التبرهم (البراءة من ضبابية ما وردنا عقائديا) وحين يكون الانسان بريء من مستقرات لا تفي العقل رغبته الحق فان ابراهيم هو المتطهر الذي يستطيع ان يمس القرءان ليراه في الكتاب المكنون وهو ما كتبه الله في الخلق في وعاء نافذ والله سبحانه هو القائل (ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه) ـ البقرة .. والله هو القائل (قل صدق الله فاتبعوا ملة ابرهيم حنيفا وما كان من المشركين ـ البقرة) والله القائل (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا ـ النساء) ..

                سوف لن ندعوك لقراءة مشروعنا الفكري بمجمله لكي تبحثي عن تساؤلاتك الكريمة بل سنكون على عتبة منهج يعلمنا كيف نمسك بالحقيقة واهم حقيقة يبحث عنها عقل الانسان هي (حقيقة الخالق) وكل الحقائق التي تلي تلك الحقيقة هي اقل مراسا واسهل وسيلة وحقيقة الخالق في العقل لا تؤتى من خيال موروث بل من فاعلية عقل باحث فحين تؤتى من خيال موروث يضطرب المتسائل فيعرف الله وكأنه امبراطور ويخضع الخالق الى تصورات نعيش مضامينها فالله يزعل والله يعطي ويأخذ كما تفعل الملوك ولكن حقيقة الخالق تظهر من خلال فاعلية نظم الخلق ونفاذيتها امام نواظرنا فالله حين يكون عظيما ليس كما هي عظمة الملوك كما في خيال حملة العقيدة بل الله عظيم حين يستكمل وسيلته بصفته خالق ونرى تلك العظمة في نفاذية نظم وليس في قصيدة شاعر

                قوانين الله نافذة رغم محاولات العبد في الافلات منها فحين نرى الخير في زيد من الناس انما علينا ان نفهم الخير موضوعيا لنعرف مدى تطابق صفات الخير في عقولنا مع صفات الخير في منظومة خلق الله ... الله سبحانه كتب للمرأة الحامل وهنا على وهن ... هل هو خير ام شر حين تتعذب المرأة الحامل ... عندما تلد الحامل فهي تعاني من العذاب اشده فهل المرأة في الولادة في عقوبة الهية ... الطفل حين تنبت اسنانه يعاني كثيرا من الالم فهل ذلك عقاب الهي لطفل لم يذنب بعد ... تلك هي تثويرات عقل لنعرف موضوعية الخير والشر في منظومة خلق الله ومن تلك الموضوعية نرصد ما كتبه الله في برامجية البشر وعندها نستطيع ان نفرز الخير والشر وفق مفاهيم مستقرة ويقينية خالية من الخيال في وصف الجنة والنار وكأن الجنة بستان جميل والنار فرن يحمص المجرمين ...

                سنكون حيث تكونين في تثويرة مقابلة لنعالج ما طلبت معالجته

                سلام عليكم
                .
                .
                .
                سلام الله
                مرحى بكم فضيلة الحاج
                أَنا مؤمنة حقاً بأَنَّ معرفة الله معرفة حقّة تقود العارف حُبّاً ورغبة لطاعته
                راضياً بقضاءه وَفرحاًبمشيئة الله التي مما لاشك بأَنَّها تودي به للنجاة
                هذا الأمر لاجدال فيه ولكن يبقى استيعابي قاصراً أَمام الكثير من المقدرات الإلهية لعباده
                الذي أربكني حقاً مسألة التسيّر والتخيّر
                وأرجو أَن تتسع صدروكم لفائق تخلفي في هذا الأمر
                أنا أتصور الأمر بأَنَّ الله يعلم منذ لحظة خلقنا ماذا ستكون خياراتنا بكيفية أجهلها
                ولو لم يكن الأمر هكذا فكيف كَتب الله علينا مسيرة حياتنا قُبيل أَن نُعاصر الحياة ونختار سلوكنا
                المكتوب في لوحه المحفوظ
                أَنا أعلم بأَني أخوض في مسائل أكبر من سعة عقلي وأوسع من مدى رؤيتي ولكني إِن أمسكتُ بحقّيقة هذا الأمر
                وسأفعل بمشيئة الله سيكون الرّّضا حليفي وَهذا مكسب عظيم لستُ في غنى عنه ولا أَظنُّ غيري في غنى عنه
                فهو ركيزة النجاة ومفاتيح الفوز
                أنا أسعى حقاً لمعرفة الله بهذه التساؤلات ولكننا لا نملك الوقت للتأني لذلك اباغت العمر القصير بسؤالكم أنتم
                كي أفهم وأستفيد بوقتٍ أقل وفائدة أكبر
                وأناعلى أُهبة الأستعداد لأن ترشدوني إلى أيّ بحث أَو كتاب لكم يقودني لإجابة شافية فأنا أشعر بأَني أكاد أُمسك بخيط الحقيقة
                وسأكتب في الوقت القادم بإذن الله خلاصة ما وصلت إليه
                وفقكم الله وبارك بأعماركم
                .
                .
                .

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سوران رسول مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  حضرة الأخت الفاضلة ..ترتيل ..المحترمة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..تحية طيبة يرجى تقبلها من أخ محب لكم ولكل صاحب قلم صادق يفكر وينطق بالحق..
                  أسعدنا تواجدكم من بعد طول غيابكم على صفحات معهدكم الموقر بأقلام أصحابه الكرام..فمرحبا بعودتكم من خلال كريم تساؤلاتكم..
                  ولعلني لا أخفي عنكم مشاركتي لكم بأستفساراتكم المشروعة من خلال ما أبتدأتم به هنا..
                  (اقتباس)

                  " كُلٌّ مِنّا نَشأ فِي بيئة تَختلفُ عَنْ بيئةِ الآخر نسبياً
                  وأيضا مُنح صفاتٌ جَسدية تَختلف عَنْ مُنحة الآخر
                  وَكذلك تَفاوتتْ مُستوايات التَعليم وَالقدرات العلقية مِن فردٍ لآخر
                  بَعضُنا لايعرف كَيف يُنفق آمواله والآخر يجهل كيف يُطعم أهل بيته
                  هَذا نَشأ في كَنف بيت طاهر وَذاك ألف الرذيلة فِي مهده
                  وَلكننا جَميعاً مُطالبون " كمسلمين " بواجباتٍ واحدة
                  بَعضنا ورِثها كعادة وعبادة والآخر يُجاهد لأعتيادها وَغيره لا يعرفها
                  السؤال ..!
                  ماهي الحكمة الإلهية مِن ذلك ؟
                  نَحن نؤمن بأَن الله لا يظلمنا _ سبحانه عَزَّ وجلّ _ ولكن
                  لماذا خُلقنا طبقات ودرجات متفاوتة ؟ "
                  (نهاية الاقتباس)

                  نتابع معكم وبكل شوق موضوعكم الحواري المثار والمثير.. وحبا للوصول الى سقف الحقيقة التي طالما أنهكت من سنين عمرنا في البحث عنها..!!

                  معكم بإنتظار الإجابة من قبل مفكر أمتنا المعاصر فضيلة الحاج الخالدي الموقر.. على كريم تساؤلاتكم.. ولنا عودة بإذن الله لمتابعة ماينجم عنه الحوار..مع جميع المتابعين من المتحاورين الأفاضل..وحبا لوجه الله خالصا

                  شكرا على تساؤلاتكم العميقة..

                  دمتم بكل خير


                  سلام عليكم


                  .
                  .
                  .
                  سلام الله يغشاكم
                  حياكم الله أستاذنا القدير سوران رسول
                  سعيدة جداً بترحيبكم الباذخ وَمُتابعتكم المُشجعة
                  وأسأل الله أَن يقودنا إلى إجابة يرتضيها لنا لتزدان بها عقولنا
                  وتطمئن بها قلوبنا
                  ننتظر وإياكم
                  .
                  .
                  .
                  مودتي وتقديري

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الباحثة وديعة عمراني مشاهدة المشاركة
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختنا العزيزة ترتيل ، كم أسعدنا حضورك
                    وأطربتنا مشاركتك ببهاء حروفها وجميل نظمها ..وحكمة بيانها .. فسبحان الذي
                    سخر القلم .. ليعلم الانسان ما لا يعلم ..
                    عن تساؤلاتك .. قد أستطيع ان أضيف القليل لجزئية منها :
                    ففي هذا المقتبس الطيب من حروفكم البهية اجابات جميلة على الكثير مما حيرك وحيرنا !!
                    اما في هذا المقتبس
                    لا ارى أن الابناء هو دائما ثمرة صلاح الاباء او العكس .. فكم من اب صالح ولده سيء وكم من ولد صالح أبوه ضال .. وهكذا !!..
                    نقرا تلك الحقيقة في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع ( سيدنا الخضر ) يقول الحق تعالى (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) سورة الكهف : 80 ـ81 )

                    اما لماذا يولد اطفال مرضى ومعاقين ومشوهين ..!! حقيقة .. تلك الحقائق ما زلنا لا نستطيع ادراك العديد من خيوطها وحكمها ؟؟ ما ذنب طفل اذ يولد مشوها ؟
                    لا نستطيع ان نجزم ان الآمر يتعلق ( بمظلمة ) ؟ هناك العديد من الاستثناءات ؟
                    نجهلها .. فلنبحث جميعاً عن سرها ..وسنقول مثلاً :
                    هل كان الابن العاق سيرهق ابويه ضلالا .. فكان تلك الاعاقة ( قتل ) لبؤرة ذلك الضلال ؟ ..
                    هل ذلك الابن معاق هو ( حسنة ) يغترف من بركتها الإباء بصبرهم على ذاك الابتلاء ؟
                    هل تلك الإعاقات في حد ذاتها مطية .. تؤهل ذوي الاختصاصات للبحث في طرق علاجها .. فيتأهلون بذلك في معرفة بعض سنن الخلق .. فلقد زكى الحق تعالى أهل العلم والمعرفة .. وللعلم شعب كثيرة .. ومنا أحقية البحوث الطبية والطب ..وغيرها .
                    تلك بعض الخيوط حاولنا حبكها ,, لنوضح قليلا من نسيج تلك الحيرة !!
                    وشكرا جزيلاً لكل من مساهمات اخي الفاضل الحاج عبود الخالدي .. المعلم القدير فردوده وشروحاته تذكر وتعلم الاخر دون ملل او كلل ..
                    ولقيمة متابعه الاخ الكريم المحترم الاستاذ سوران
                    بوركتم ...والسلام عليكم ورحمة الله
                    .
                    .
                    سلام الله
                    وحيّاكِ الله أُخيتي الكريمة النبيلة وديعة
                    أغبط نفسي على وجودكِ هنا في هذا المتصفح الذي بورك بأقلامكم وفكركم النير
                    رائع جداً حيز فكرك المتسع وسعة أفق رؤيتك
                    وهذا التكامل في رؤانا يُبشر بقادم يثلج الصدر من التباحث
                    وفقنا الله وإياكم لكل خير
                    وزادكم الله علماً وفضلاً
                    كبير مودتي
                    .
                    .
                    .

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      مباركة تثويراتك ابنتنا الغالية ترتيل وتساؤلك مشروع بكل مقاييس الشرعية ذلك لان المادة العقائدية التي بين ايدينا مبنية على خيال ايماني كان نافعا في زمن مضى لان فطرة الانسان على الارض قبل الحضارة المعاصرة كانت الاقرب الى يوميات الناس ايام زمان اما اليوم فان الفطرة العقلية عند الانسان المعاصر مغلفة بممارسات كثيرة بعيدة عن المادة العقائدية كالفكر الوطني والخطاب السياسي والتقنيات المذهلة مع تراجع كبير في سعادة الفرد خصوصا في المجتمعات المغلوبة على امرها

                      تساؤلاتك الكريمة تحتويها معضلة فقهية كبيرة في الفقه العقائدي وهي تحت عنوان (الجبر والتفويض) وعلى ضوء ذلك العنوان احتدم الصراع الفكري في ربيع الفقه الاسلامي في الربع الاول من الحكم العباسي في ثلاث مذاهب
                      الاول : قال بالتفويض وان الانسان مفوض بكل ما يقوم به وهو مسؤول مسؤولية مباشرة وذلك المذهب تم تبنيه من اغلبية مذاهب المسلمين
                      الثاني قال بالجبر وان الانسان مجبر على كل عمل يقوم به وهم قلة من المذاهب التي تبنت تلك الافكار
                      الثالث : وهم القائلين بالجبر والتفويض وان التفويض لن يكون مطلقا كذلك الجبر لن يكون مطلقا فانها منزلة بين منزلتين (لا جبر ولا تفويض)

                      صاحب المصنع يعلم كيف سيكون حال معداته ومواد العمل لانه متمكن من مصنعه فالنجار يعلم كم سيعمر كرسيه وكم يتحمل من الوزن ويعلم ان الكرسي الذي صنعه كيف سيكون الا ان النجار لا يخطط لكرسيه ان يكون على مائدة قمار او على مائدة اطعام الفقراء لان من يشتري الكرسي (يحوزه) سيكون صاحب خيار لنجدين اما ان يستخدمه على مائدة خمر او على منضدة لقراءة القرءان ...
                      الله سبحانه يعلم غيب السماوات والارض لانه صانع كل شيء ومدبر لكل شيء وبيده ملكوت كل شيء الا ان الله هو نفسه منح الانسان خيار الرضا في (الرفض او القبول) وجعله خليفته في الارض ومن خلال تلك الخلافة يستطيع الانسان ان يكون شاربا للخمر او شاربا للكوثر (وللانسان ما سعى) ... عندما يكون الانسان في سوء فان الله سبحانه قد اوضح لنا مصدرية السوء
                      (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
                      فظهور الفساد بسبب ما كسبت ايدي الناس والله جعل (ظاهر) الفساد لحكمة يريدها في ان يذيق الفاسدين (بعض الذي عملوا) وليس كله فكل ما عملوا سيكون في وعاء الموت اما في الدنيا فالناس يرون شيئا من العذاب ولتلك المنهجية حكمة الهية من رحمة الهية (لعلهم يرجعون) فهي منهجية كما نراها في مؤشرات المكائن المعاصرة حين يظهر السوء المكنني في مقاييس حرارية او كهربائية لكي (يرجع) مشغل الماكنة الى الماكنة ليرى الخلل الذي اصابها (الفساد) وتلك هي (ماكنة الدنيا) ايضا فحين يظهر الفساد فهو دليل ان هنلك خلل يستوجب فيه الرجوع الى تلك الماكنة الدنيوية ومنها تصرفات الانسان نفسه بصفته جزء من تلك الماكنة ليرى اين يكمن الخلل الذي اظهر الفساد الذي يستوجب الرجوع اليه
                      نحن نرى كثيرا من الاشياء بموجب عواطفنا الفطرية فحين نرى طفلا معاقا نتصور ان الله قد كتب لذلك الطفل ما هو قاسي الا ان نظم الخلق ترينا اشياء كثيرة ومؤلمة ويمكن ان نمسكها بالفطرة واليك الممارسة التالية فهي تبين لنا حقائق عن البرنامج الالهي :
                      قبل سنين وفي بدايات الحصار على العراق كان لنا دورا مهما مع عائلة هشمها الحصار وهي من ارحامنا فاغدقنا عليها بما افاء الله علينا وكان الانفاق على الصغار وذويهم لا يحمل هدفا سوى القربى لله سبحانه ...كبر الصغار وقمنا بمزيد من الدعم على قدر ما كبروا وما ينفقون من مصاريف دراسية في الجامعه وبعدها وسعنا الدار وزوجنا الكبار منهم حتى جاء يوم فصل نكتشف فيه ان اولئك الصغار الذين شملتهم رعايتنا كانوا في اسوأ وصف من موصوفات اللااخلاق وانهم يمارسون الموبقات خفاءا ويرتكبون المحرمات بخفاء كبير وحين تكشف امرهم ما كان منا الا الصبر والسجود لله سبحانه على ما رتبه في الخلق من ترتيبات لا نفقه نتائجها لاننا لانملك معايير (عاقبة الامور) ونقرأ في القرءان ما هو مذهل حقا
                      (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الاَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح:26)
                      (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِراً كَفَّاراً) (نوح:27)
                      فاجر يلد فاجر في نص قرءاني مهجور ...!!
                      الفاجر بالولادة لن يكون الفجور حكما قهريا بحقه ويستطيع ان يخرج من دائرة الفجور الى دائرة التأمين الالهي وتلك أحجية الله وحجة الله البالغة في عباده
                      (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (لأنفال:19)
                      فالله سبحانه قد جعل لكل شأن من شؤون عباده قانون فعال الا ان العباد حين يركبون الغي فلا يرعوون وحين يتكاثر السوء ويتحول الى حق في اعراف الناس فان غضبة الهية تحل بالناس حين يكونون بمنأى عن قوانين الله عمدا متعمدا وباصرار وعند تلك النقطة الحرجة في قوانين الله فان التوبة سوف لن تنفع وان الفتح قد اغلق
                      (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (الأنعام:158)
                      وحين يرى احدنا ظلما او جورا نتصور ان الله غافل عن ذلك الظلم او الجور ونسمع رسالة الله
                      (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
                      لكلا طرفي الظلم (الظالم والمظلوم) ذنوبا اركستهم في المظلومية وبنص دستوري قرءاني فالظالم صاحبه التكويني المظلوم فلو لم يكن هنلك مظلوم فلا يكون هنا ظالما والمظلوم صاحبه التكويني هو الظالم فلو لم يكن الظالم موجودا ما كان مظلوم بيننا فكلاهما متلازمان تلازما تكوينيا ويربطهما رابط الذنوب فكل منهما يدفع ثمن ذنبه الذي اذنب وتلك الراشدة موجودة في فطرة الناس جميعا الا انهم بعيدون عن فطرتهم جدا جدا رغم بقايا فطرة ناطقة فيها ففي العراق حين نرى سيارة حديثة مدمرة بحادث سير نقول (حرامات) وهي من فطرة تنطق بـ (حرمات) فالحادث (فساد) هو من (حرمات) سبقته وحين نرى مظلوما او شخصا يضرب اخر او يعتدى عليه نقول (خطية) بل هي في فطرة نطق (خطيئة) يدفع ثمنها المعتدى عليه لانه لو كان مؤمنا فلن يستطيع احد ان يعتدي عليه ابدا ... تلك الفطرة الناطقة موجودة عند الناس في مختلف الاقاليم (يا حرام ) حين يرون الناس مفسدة اضرت بحائزها ...

                      (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
                      (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112)

                      ونصوص دستورية كثيرة تؤكد ان الله قد سخر الدنيا بمجمل ما خلق للمؤمنين الذي يقومون بتأمين انشطتهم في منظومة خلق الهية وحيدة التأليه ولا يشركون مع الله اله اخر كما هو الوطن او الحزب او المذهب ولعل العراقيين يعرفون تلك الحقائق بفطرتهم والله سوف يحاسب من لا يعترف بتلك الفطرة التي فطرها الله في العقل البشري فبالامس كان ظالما جبارا في العراق ومن ورائه مظلومين كثيرون وكنا نبكي عليهم بدموع دامية من شدة الظلم الذي استخدمه الطاغية فيهم ... حصل المنقلب واعتلى المظلومون ناصية الظالم وورثوا مركزه الطاغي فصدر من مظلومي الامس ظلما فاق حدود التصورات وجفت من هوله الاقلام كما ترين يومنا فعلينا ان نرى الامس ونفهم كيف تبادل الظالم والمظلوم مراكزهم في برنامج الهي فائق الحبك (فلا يستعجلون ..!!)

                      الشهداء والمجاهدين في سبيل الله انما يتعاقدون مع الله عقدا رضائيا في ما يرونه من قهر من الظالمين ونسمع يوسف عليه السلام يقول رب ان السجن احب الي ونسمع كثيرا من الشهداء يقولون كلاما مماثلا في سجن او قتل او سبي لانهم في عقد رضائي (راضية مرضية) مع خالقهم من اجل برامجية الهية في التبليغ الرسالي لتمامية حجة الله على عباده
                      ما نراه من (حبك) محبوك لاحوالنا يجري بموجب نظم الهية التفعيل والله يعلم مصير كل انسان من خلال نشاط الانسان نفسه فالله يعلم ما توسوس نفسية الانسان وما يدور في خلده ومن خلال تلك الوسوسة العقلية يكون الفعل والنشاط فيعلم الله مصير العبد قبل ان يكون لانه العالم بعاقبة الامور جميعا ... مثل ذلك نراه في خبير المكائن في اي مصنع فهو يعرف الخلل الذي سيصيب الماكنه من خلال صوتها او اخلاف بسيط في ازيزها وكثيرا ما كان يخبرني مشغل الماكنة ان ماكنتة سوف تتعرض الى كذا عطل فاسأله كيف عرفت فيقول ان مؤشرات من نوع كذا ظهرت في الماكنة ومن خبرته يعرف كيف سيكون العطل ومثل تلك الصفة يستطيع سائق السيارة ان يعرف (عاقبة الامر) لسيارته من خلال مؤشرات بسيطة تظهر على السيارة فكيف الله اذن وهو (خبير بالعباد) ... الله لا يزرع نبتة الفساد ولا نبتة الشر الا المنظومة الالهية تمتلك قوانين عقابية يكون فيها السوء ظاهرا .. مثلها مثل الدولة الحديثة حين تعلن في دستورها حرية المواطن الا ان السجن تبنيه الدولة نفسها لعقاب المواطن وتقيم مؤسسات للشرطة ومؤسسات اخر للقضاء .. ذلك يعني ان دستور الدولة لا يزرع السوء بل يزرعه المواطن الخارج على قوانين الدولة
                      ذلك الطرح يبقى في دائرة الايجاز الشديد بسبب كبر حجم المعالجة لتتسع سعة رؤية قوانين الله ومعرفتها يقينا الا ان الطرح يحمل محاولة التذكير فالانسان بفطرته البريئة يتذكر ويحتاج الى مذكر يذكره خصوصا حين يشتد الخطب وتكثر المحن فيكون للذكرى الرحمانية مورد الضرورات ليستطيع الناس ان يستفيدوا من برنامج الهي (ان تستفتحوا فقد جائكم الفتح وان تعودوا نعد ...) ذلك لان المتورطين بالسوء والفساد سواء فاعلي السوء او المتضررين من السوء لا يرجعون الى مصادر السوء لاصلاحه ويحتاجون لمن يذكرهم عسى ان تنفعهم الذكرى ... حتى ثائرة العقل فهي تحتاج للذكرى لترى حقائق التكوين كما سطرها الله في رسالته لتهدأ النفس وتستريح الصدور حين تعلم النفس الثائرة ان كل ملكوت في الارض هو بيد الله وما نراه من خراب ديار وقتل انفس وضياع مستقر انما هو برنامج الهي محض دون ان يكون لعناصر الشر إلوهية في ذلك الشأن بل هم مطايا برنامج الله كما هو (الظالم) فالظالم من سوء ما هو عليه ومن ذنوبه كان في برنامج الله مصاحبا للمظلوم الذي هو من جنسه (حمال ذنوب) والله يقول فلا تستعجلون فلو كان الظالم مؤهلا للايمان لما صار ظالما فاختارته نظم الله ليكون ظالما فيزداد اثما فوق اثمه
                      سلام عليكم
                      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                      يعمل...
                      X