دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذاكرة عراقية (4)

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذاكرة عراقية (4)

    ذاكرة عراقية (4)


    من اجل حضارة اسلامية معاصرة


    استمر الثوار الجدد في الثورة البيضاء مهمتهم المركزية في تلك المرحلة في دائرة حشد الشعب العراقي في قبضة حكومية من خلال الاتفاق العراقي الكردي (11 اذار) فكانت اهزوجة وطنية أراحت الجماهير من قتال طويل ادمى العراقيين جميعا بعربهم واكرادهم وفي حين فرحت الجماهير فرحا لا مثيل له وهي تتصور ان القيادة الثورية قد غادرت العنف الى حياة مدنية وتطور زراعي وصناعي الا ان الذاكرة التي تربط الحدث بالحدث الذي أتى بعده مع التصرفات السابقة تتجلى الصورة التي كانت تشير الى اعداد برنامج اسود ترسمه الفئة الباغية للعراقيين على ايدي الثوار حيث ترسانة الاسلحة تتكدس وتعبئة المقاتلين تتواصل بشكل لم يسبق له في العراق مثيل تحت شعارات تحرير فلسطين واعادتها الى اهلها وانهاء الوجود اليهودي فيها وقد تم تسجيل توافقية ثورية بين قيادات المقاومة الفلسطينية وثوار العراق الجدد مع طموح جماهيري كبير بتحقيق الاحلام الوردية ويظهر سواد التصرفات الوردية بعد زمن قصير حين ينهار الوفاق الحكومي الكردي بشكل كارتوني كما تم بشكله الكاريكارتيري الاول ...

    هشاشة اتفاق 11 اذار ظهرت في البداية ومن ثم ظهرت بعد اربع سنوات حين قام العصيان الكردي تارة اخرى .. اين كان المتعاقدون من تلك الهشاشة التي ظهرت بعد اربع سنين ... ؟؟؟ مسرحية يتلقفها الجمهور وكأنها حقائق ميدان وما هي الا مؤامرة ميدان لا تظهر في يومها الاول بل حين تجمع الذاكرة متراكماتها فتظهر مقاعد الاخراج المسرحي خلف ستائر المسرح ...

    سارعت الحكومة الثورية الجديدة الى نشاط ثوري صناعي في ضخ العشرات من المصانع الثقيلة الى البلد وعلى مساحات جغرافية متباعدة تحت حجة موازنة التوزيع السكاني بنظم اقتصادية وقد شملت عملية استقطاب العمالة اليها في اسفاف متعمد وتم تعيين اعداد لا منطقية من العمال في تلك المشاريع وعندما يتم وضع تلك الشريحة من الذاكرة تحت المجهر الفكري يتضح ان الخطة السوداء تستنفذ كامل طاقتها في تجنيد الشعب العراقي وتقييده بالقيود الرسمية من خلال انتمائه الى مؤسسات الدولة ... من افلت من التطوع العسكري بسبب عدم رغبته او بسبب تقدم سنه عن شروط التطوع او بسبب ضعف قدراته البدنية تم استقطابه في تلك المصانع مع وعود ذهبية في حياة آمنة رغيدة ومستقبل عظيم وقد ساهمت عمليات توسيع الانتاج النفطي في انشاء مؤسسات عملاقة استقطبت مئات الالاف من العمال والمهنيين واعلنت ثورة الانتاج النفطي الواسع في مجمل حقول النفط واصبح النفط ممول لتلك الخطط الانفجارية كما كانوا يسمونها والعراقيون لا يعلمون ان اجسادهم هي المستهدفة وان ما يجري كان عبارة عن ادوات لخطة طويلة الاجل الغت وبشكل فعال قدرات الجماهير على صناعة قدرها الآتي وما هو الا عقد من الزمن حتى وجد العراقيون انفسهم في وحل لزج نتيجة تلك الخطة في حرب شرقية مدمرة واقتصاد يتراجع ولا بديل وطني يعوض النقص المتزايد في مجهضات الاقتصاد الوطني الداخلي بسبب تسويق شعب كامل في خطة مترامية الاهداف وقد ظهر مدلول تلك الخطة عندما تم غزو الشارع العراقي من العمالة الاجنبية وخصوصا المصرية لغرض تأمين الخدمة اللوجستية للعراقين الراقصين في ميادين القتال في اكبر جريمة ارتكبت بحق الانسان العراقي عندما يفقد المجتمع مهنيته بشكل شبه تام ولا تزال الذاكرة تحمل اقسى صور تلك المرحلة عندما كان دفن الموتى العراقيين يتم بواسطة ايدي مصرية لاختفاء اليد العراقية المهنية في كل ميدان حتى حرفية دفن الموتى ...!!!

    شعب يأكل النفط ... ذلك كان العراق الذي تم حشده في الجهد الحكومي حتى في المهن الشفافة كالموسيقى والغناء والرقص فقد تحول الفن الى جزء من الجهد الحربي في انتاج الاناشيد والمارشات العسكرية وقد شهد العراقيون فترات عصيبة ابان اشتداد الصراع على الجبهة الشرقية الطويلة جدا والتي خصصت لاستهلاك شعب عبر ثمان سنين وفق انشودة وطنية عقيمة لا يختلف اثنان على عقمها عندما اعلن ثوار العراق بعد دخول الكويت العودة الى ما كانت عليه الاحوال قبل 1980 من حيث الحدود الوطنية التي شربت كثيرا من الدم العراقي ..!!

    شفافية الثوار تألقت في اقامة جبهة وطنية تضم الاحزاب المعارضة للحكم البعثي خصوصا الشيوعيون الذين يلتقون مع البعثيين في عدائهم الامبريالي ويختلفون معهم في ايدلوجية الواجهة السياسية فكان النصر الكبير لتلك الاتفاقية المشبوهة التي لم تعيش سوى بضعة اشهر ولعل الذاكرة تسعف مشغل البحث عن ايدلوجية تلك الوحدة الديمقراطية الغريبة والتي كانت سببا في لملمة الشمل الشيوعي المتفرق والمذاب وسط الجماهير فما ان اعلنت الجبهة الوطنية حتى سارع الشيوعيون المنفلتون من شيوعيتهم الى التحشد من جديد تحت راية حزبهم المنكوب وتعالت بهجتهم وكأنهم في نصر لوجستي عظيم وهم لا يعلمون ان الجزار انما يطعم خرافه لكي لا تهزل لان وزنها عنصر مهم في تجارته ..!!

    واجهات الشيوعيين في المجتمع ظهرت بعد خفاء والسنتهم الشيوعية تحركت بعد صمت وتحمل ذاكرتي من تلك الحقبة ان اتصل بي اكثر من شخص يدعوني للشيوعية ومنهم من يدعوني الى احتفاليات ذات شعارات شيوعية وعاد اللون الشيوعي يظهر بين الجماهير بصيغة وديعة تختلف عن صيغته المسلحة الضاربة (المقاومة الشعبية) ابان بدايات الحكم القاسمي ... كنت اسمع من جيل الاباء ابتسامة ساخرة تقول ان الوفاق الشيوعي البعثي معجزة صنعها ساحر عليم لان الصراع بينهم دامي لحد ادمى مجتمع العراقيين في تاريخهم المعاصر بشكل مزري فكيف اجتمعوا على طاولة شفافة ..؟؟ وما هي الا اشهر حتى تم افتعال ازمة بين الشيوعين والبعثيين ما ان سمعنا بها اليوم حتى استعرت حمى اعتقال الشيوعيين في اليوم التالي وسرعان ما تفرق جمعهم واختفت شخوصهم من الساحة وانقلبت اعداد كبيرة منهم الى شمال العراق ليتم تسريبهم الى اوربا الشرقية وفق خطة ممنهجة ساهمت بها تركيا التي سمحت بامرارهم من اراضيها وفق سياسة (غض الطرف) عن ما يجري في القرى الحدودية واصبحت وثيقة الجواز العراقي وثيقة قابلة للبيع في تلك البقاع فخرج جيل كبير من الشباب الى اوربا وغيرها فمنهم من نجى ومنهم من غرق في السياسة او حواشي السياسة وهم اليوم في مقاعد نضالية ويملكون من الذاكرة اقسى صنوفها ومن الحرمان اقسى انواعه فاصبح العراق بالنسبة لهم (كيكة شهية) لا تشبع جوعهم ..!! تلك ذاكرة عاشت قبل الحدث ب 30 عاما لترى نتائج الخطة كيف رسمت من جذورها الاولى بزمن طويل غير مرئي زاد عن ربع قرن ...

    لم يعيش الوفاق الكردي العربي في اروقة الحكومة الثورية فسرعان ما تهرء الاتفاق وعاد العصاة الى قمم الجبال والكهوف وكانوا يشكلون في تلك الحقبة الوسط المثالي لتسرب الشباب العراقي الى خارج الحدود للخلاص من الفتك البعثي ولاكثر من فئة فبعد عام 1974 كان الشيوعيون هم الصنف الذي يعبر الحدود عبر متمردي الشمال وفي عام 1977 ظهرت فئة جديدة بعد الاحداث الدامية في منطقة الحيدرية بين محافظتي النجف وكربلاء والتي تسببت في اعدامات سريعة مما دفع باعداد كبيرة من الشباب الشيعي الشرس والتي تمت صناعة شراسته في الحكم القاسمي والعارفي الى عبور الحدود عبر المنافذ الشمالية بمباركة ومساعدة المتمردين الاكراد ..!! ولم يكون ذلك هو الصنف الاخير بل شملت اصناف كثيرة من الطيف العراقي بعد ان نزع ثوار الثورة البيضاء اقنعة الود التي لبسوها اثناء بدايات الثورة فقد اختلف شأن الود الحكومي في عام 1974 بعد ان استنفذت عملية تسويق الجماهير في زرائب معدة في جيش او صناعة او زراعة فكانت مظاهر الود قد ادت دورها فانقلب الود الى عنف ضد (اعداء الثورة) لدفعهم الى خارج الحدود لتنظيف ساحة العراق من أي خروقات محتملة ولضمان سلوكية رتيبة للجماهير ومن لا يعجبه الوضع فهنلك مسارب للخروج عبر شمال العراق وعبر سوريا التي كانت تقبل العراقيين بدون جواز سفر ..!! في تصرف غريب جدا باعتماد البطاقة الشخصية ولغاية الهزيع الاول من عمر الحرب المشرقية .. كذلك هنلك اهوار في الجنوب تم اعتمادها كنوادي للمتمردين الرافضين للمنهج البعثي الجديد وكان المعارضون والمتمردون يلجأون الى تلك المناطق النائية مع وهن حكومي مقصود في مطاردتهم لكي تكون مرتعا لسحب الاشخاص الذين يشكلون كابحات الخطة من المعارضين لها ... كان ذلك (نهاية الود) فقد شهدت تلك الفترة اعدامات سريعة لمؤامرة مفتعلة هزيلة كان الهدف منها اعلان نزع قناع الود واعلان العداء ضد شاه ايران بصفته المنسق والمنظم لتلك المؤامرة الانقلابية التي ضمت مجموعة من المثقفين رجالا ونساءا وقد برز في حينها اسم الطبيبة فاطمة الخرسان ...

    كانت احداث 1973 على الجبهة السورية اعلان رسمي كبير لهوية الجيش العراقي في تحرير فلسطين وتمحورت الشعارات التحررية لذلك الجيش من خلال مشاركته الفعالة في الجبهة السورية والتضخيم الاعلامي لوحدات من المدفعية العراقية كان كافيا لاعلان هوية جيش العراق وقد ساعد في ذلك تصريحات المسؤولين اليهود (كلما دمرنا وحدة عراقية جيء بغيرها) حيث ساعدت تلك التصريحات ثوار العراق بالصاق الهوية التحررية العربية لجيش العراق في حين لم تسعفنا الذاكرة عن اعداد تذكر من الشهداء لان عين المجتمع ترى نعوشهم في شوارع المدن وتقرأ لوحات النعي لمجالس عزائهم الا ان ذلك لم يظهر بشكل يتناغم مع تصريح اليهود في ابادة وحدات عراقية متلاحقة وهنا يبرز على طاولة البحث ادوات المصمم الاممية التي يكون الاعداء التاريخيين ادوات متناغمة مع الوطنيين من اجل الهدف ..!!

    تم اعلان هوية الجيش العراقي في التحرر العربي ابان الحشود الضخمة التي حشر فيها الجيش العراقي على الحدود السورية تحت شعار (الساحة العربية) وقد تم خلالها استدعاء اكثر من جيل من الجنود المكلفين الاحتياط وتعود بنا الذاكرة الى تلك الحقبة لربطها بالتطورات التنظيمية للجيش المعد لمرحلة لاحقة حيث تم تدشين قيادات تنظيمة ثلاث لم يكن لها وجود قديم وتاريخ تجريبي وهي قيادة الفيالق الثلاث ذات التشكيلات الفتية فكانت تحتاج الى ممارسة ميدان (تمارين) فكانت الساحة العربية ذات هدف مزدوج ولا يمكن ان يوصف هذا التخريج وصف سوء الظنون لان مسلسل الاحداث يثبت ان جيش العراق دخل الحرب الايرانية بتنظيم عالي الدقة وكان عدد التشكيلات المضافة يزيد على اصول الجيش العراقي العارفي بمعدل عشرات المرات بل اكثر وكانت حجوم المكننة فيه تمثل ترسانة جديدة فكان لا بد من تجارب ميدان ينضبط من خلالها ذلك الكم العسكري الكبير المتحرك ومن وسائل الثوار وقيادة الجيش ان تم تفعيل منهج سنوي اطلق عليه (التدريب الاجمالي) حيث اصبحت المناوارات العسكرية جزء من المنهج العسكري خلال اربع سنوات سبقت حرب الحدود الشرقية ...

    ذاكرتنا التي تربط كل شيء بالمؤامرة وتصفها بالاممية كانت فعالة في الجانب الايراني كما كانت فعالة في الابعاد الفكرية العقائدية في المجتمع العربي فما ان انطلقت الثورة الايرانية ذات التطرف العقائدي ظهر في تصريحات ثوار الاسلام هوس تصدير الثورة الاسلامية وهو يعني فأس ضد كراسي الحكام لا محال مما منح القادة العرب الحق في التصدي لتلك الشعارات من خلال تبني واحتضان الابن البار في العراق والذي سيحمي الشعب العربي في جبهته الشرقية وبشكل يجافي المنطق في الاستراتيجية البعثية التي جعلت من دول الجوار حكام امبرياليين اعداء للثورة العراقية ولكن ذاكرة الجماهير هشة ولا تربط اليوم بالبارحة دائما فقد تم في وضح النهار تجيير الهوية العربية التحررية لجيش العراق الى جبهة شرقية وليس جبهة فلسطينية كما كان نشيد جيش العراق واهله وثواره ... الثورة الايرانية الفتية التي كانت في بداياتها والتي لا تمتلك مقومات قوتها تحركت بلا منطق في شعارات تصدير الثورة وكانت تلك الشعارات اداة من ادوات المصمم الذي استطاع ان يدير دفة السلاح العراقي والحشد التطوعي الهائل الى سهام مصوبة نحو شرق العراق وليس غربه فكانت خيوط المؤامرة تتضح من تحت مقاعد الحكام على مختلف الوانها ..!! وشعب يغفو على نشيد وطني هنا وشعب يغفو على نشيد عقائدي هناك ومؤامرة ذات خيوط غير مرئية ..

    الله هو اكبر حقيقة يبحث عنها عقل الانسان .... وهو سبحانه خارج المادة ... ولا يمكن الامساك بحقيقة الخالق الا من خلال العقل ... هكذا علمنا القرءان كيف نمسك الحقيقة الضائعة رغم غياب عنصرها المادي وذلك مثل ابراهيم عليه السلام الباحث عن حقيقة الخالق ... ونحن نبحث عن خطة خفية ... ولا وسيلة الا العقل ... فهل من مدكر للعقل يرى معي ما ارى

    الى لقاء في ذاكرة عراقية خامسة


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    السادة القراء الأكارم..السلام عليكم جميعا وتحية طيبة اهديها لكم ولكل من سما بالله عقله وفاض بالأحسان زهده واستنار بالصالحات دربه

    على خطى واكمالا لنهج المسيرة الفكرية التي ابتدأها المفكر العراقي المبدع (الحاج عبود الخالدي ) من خلال رصده التأريخي لواقع حال دولة العراق من خلال نظرته العقلانية وتحليلاته الفكرية وبحيادية تامة ضمن مقالاته العميقة بمضموناتها التأريخية , والمنشورة ضمن صفحات المعهد الموقر بعنوان (ذاكرة عراقية 1,2,3,4) ..شجعني على اضافة لبنة فكرية مستقلة لي على لبنات بناء الصرح العمراني الفكري الشامخ له.. من خلال رصدي الواقعي لحال الجزء الشمالي من دولة العراق..وشموله بالمخططات الدولية وبخطى متسلسلة ومدروسة يدل على دهاء وعبقرية المصمم من جهة..وعلى سذاجة وبساطة منفذيها من جهة اخرى..!!؟؟


    فأسمحوا لي وعلى نفس الدرب.. وبما اوصىانا الخالق به (العقل).. ان اوضح من خلال رصد الجزء الشمالي الجغرافي للعراق وبحدقات عين واسعة كـ باحث عن الحقيقة بعض من خفايا الأمور.. لكوني من سكان المنطقة الأصليين .. من خلال ربط رباط الخيل للعقل .. بين الماضي والحاضر بعضها ببعض.. وبقوة..!!

    قد يجول في فكر القارئ الكريم علامة استفهام حول مقصدنا من كلمة الأصليين ؟؟!!


    واليكم التوضيح ..


    لايخفى عن العراقيين عامة والاكراد منهم خاصة ..نهج سياسة التعريب (من خلال كيد مبرمج من قبل المصمم) التي اتبعتها الحكومات العراقية المتتالية بعد سقوط الحكومة الملكية وعقب ثورة السابع عشر من تموز 1968 لبعض المناطق التي غالبية سكانها من الأكراد ومنذ عمق التأريخ.. ونخص بالذكر مدينة كركوك الغنية بالنفط..!!

    لقد سعت الحكومة (في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي) ومن خلال اغراء المواطنين بكافة الوسائل الى زج اكبر عدد ممكن من المواطنين من عرب اللسان من باقي المحافظات وتشجيعهم الى الهجرة للعيش والاقامة في مدينة كركوك وذلك بمنح كل من يرغب منهم بقطعة ارض سكنية ومبلغ كبير نسبيا من المال يكفي لتشيد دار سكني عليه وتوفير فرص عمل لهم.. ومن جهة اخرى قامت الحكومة انذاك بتقليص اعداد الاداريين من الموظفين من القومية الكردية وتبديلهم بالعرب من القوم .. فأقامت كذلك بتشيد أحياء سكنية جديدة داخل المدينة بحيث يتماشى اسمائها مع خطط المصمم ..مثل حي الحرية وحي الوحدة وحي العروبة وحي التحرير ... وغير ذلك من الأسماء الرنانة والمستفزة لمشاعر المقيمين من أهل المنطقة .. بما يكفي لتهيئة ارض خصبة لزرع بذرة الحقد القومي بين افراد الوطن الواحد..تدريجيا.. واستراتيجيا.. !!
    نفس الحال يمكن ملاحظته في نيويورك(نفس التصميم لنفس المصمم)..حيث تم اقرار مشروع بناء مسجد ومركز اسلامي على ركام ارض البرجين التجاريين المدمرين من قبل المتطرفين الاسلاميين (بما روج له اعلاميا) ..!!

    بعد مرور عقود من الزمن..ترعرع الجيل الثاني من المواليد الحديثة للمهاجرين العرب على ارض كركوك..ومنحوا على اساسها شهادات ميلاد صادرة من مسقط الرأس (كركوك) واصبحوا من السكان الأصليين للمنطقة ..!!
    بالمقابل..صعدت الحكومة من العزف على وتيرة التفريق بين القوميات التي تشكل فسيفساء المكون العراقي..من عرب واكراد وتركمان واشور وكلدان , و... و... و .. و باقي شرائح المجتمع العراقي المتآخي منذ قرون قوميا وعقائديا.. وذلك بأتباع نهج سياسة فرعون الأزلية ..بجعل اهلها شيعا متفرقة.. بحيث يعز من قدر قوم ويذل من شأن قوم آخر ..!!

    ومن جهة أخرى برزت شعارات ثورية جديدة رفعها قادة الثورة الكردية المشتعلة آنذاك تحت اسم (كركوك قلب كردستان) وماتبعها بعد ذلك من شعار (كركوك قدس كردستان)..!! ولايخفى عن عين الراصد الباحث عن الحقيقة (ساطر السطور) من خلال معايشتي ومقارنتي بين احداث الحاضر وصفحات الماضي ..غفلة الجماهير وانقيادها وبكل سذاجة الى مسالخ الذبح ..فرحين بما يعتقدون .. قاتلين ومقتولين بيد بعضهم البعض..وبأمرة قاداتهم من الوطنيين القوميين..!!

    ناضل الكرد..(بما زرع في عقولهم) لسنوات طوال ضد سياسة التعريب الانفة الذكر بغية اعادتهم للمناطق الكردية الاستراتيجية (كركوك) الى ألأحظان (حسب مايعلن للجماهير الغافلة).. وحتى بعد سنة 2003 لم تزل تلك القضية عالقة..على صفحات الدستور العراقي الجديد..تحت فقرة مادة140..وبدون اي بارقة امل لحلها..!! ؟؟

    عزيزي القارئ ومتابعي الكريم ..الأسطر أعلاه كان تمهيد لتوضيح أمر خطير نحن على مشارفها..وعلى شفى حفرة من نار..سوف تحرق أعداد هائلة من اجساد العراقيين وتحصد من ارواحهم..وبمختلف شرائحهم ..بأختلاف السنتهم وألوانهم..إن لم نعتصم بحبل الله جميعا..!!

    وذلك بأيعاز من قبل المصمم (الداهية) الراسم لخططه الجهنمية التي تخص رقعتنا الجغرافية (العراق) بحيث يمر على عقول العامة من المواطنين مرور الكرام ويعبر سميك جدارغفلتهم بكل يسر !!


    واليكم التوضيح لمقاصد الكلمات.. عسى ان يكون فيه مايهدينا ربنا الى اقرب من هذا رشدا..!!
    لايخفى عن كل ذي عقل بأن المتضرر من عمل حدث ما..لايعيد قطعا من ذلك العمل الضار.. وعلى رأي المثل العراقي الدارج الذي يقول..(الي قرضتة الحية بيدة يخاف من جرة الحبل ).. !!

    السؤال الذي انطلق منه شعلة ثورتي العقلية هو..
    1-لماذا يتم تشجيع العرب من العراقيين (وبتسهيل من قادة حكومة الأقليم الكردية) السكن والأقامة داخل مدن محافظات الأقليم.. حاليا..والسماح لهم بتمليك الاراضي والعقارات السكنية.. وتوفير فرص العمل لهم..في حين يمنع وبالقانون تمليك بعض المناطق من احياء المدينة لأهلها من سكان المنطقة !!؟؟
    2- ولماذا يعاد ..وبعد عقود من الزمن.. تجربة كركوك التي اصبحت عقدة المنشار الغير قابل للنشر .. ولكافة مناطق الأقليم .. وبرضى ومباركة نفس رموز القادة الذين كانوا يرفعون منذ الامس القريب شعارات طنانة اطرشت الاذان من علوها وقادت الكثيرين من المغفلين الى نار المحرقة..طوعا ؟؟

    نؤكد للقارئ الكريم..بأن ساطر السطور لايتكلم من منطلق فكر قومي مفرق تجاه قوم آخر.. بل على العكس من ذلك .. فأن الذي نراه بعيننا الباحث عن الحقيقة وبحياد تام وبفكر مستقل نابع من وجدان جريح يتألم مما يراه يوميا من هدر لثروات الوطن ومن نهب لجيوب المواطنين بدهاء مستتر وتصميم مستقر يبهرالشيطان نفسه ويرجعه الى مقاعد الدراسة في مدارسهم ليتعلم من دهاء علومهم المسخرلتنفيذ مخططاتهم بلوغا الى اهدافهم المرسومة لهم لما يخص المنطقة عموما و العراق خصوصا...!!!؟؟


    ..نقول:
    العراق (شعبا) على شفى ..لعبة..حرب اهلية .. بحيث تم مزج الاقوام المتضادة بخطط مسبقة(خفية)..وبتنفيذ من ممثلي قادة المصممين في المنطقة لكي يتم حرق بعضهم للبعض الآخر بنار التفرقة التي سيتم تأجيجها اعلاميا قبل الضغط على زر التنفيذ .. ولمختلف شرائح الشعب الغافل.. المغلوب على أمره ..!!

    نرجوا من الله مخلصا ..وحبا لوجهه الكريم..أن أكون على خطأ فيما ذهبت اليه عقولنا من خلال رؤيانا.. من خلال ربط احداث الماضي بمجريات يومنا الحاضر..وحرصا على المشاعر الطاهرة لكل من يسعى معنا للتذكير بما قد يساهم في وقف اراقة الدماء لبني ءا دم .. !!

    ختاما نقول

    ونعيد على مسامعكم الكريم القول الرشيد لحضرة المفكر الكبير الحاج عبود الخالدي الفاضل


    الله هو اكبر حقيقة يبحث عنها عقل الانسان .... وهو سبحانه خارج المادة ... ولا يمكن الامساك بحقيقة الخالق الا من خلال العقل ... هكذا علمنا القرءان كيف نمسك الحقيقة الضائعة رغم غياب عنصرها المادي وذلك مثل ابراهيم عليه السلام الباحث عن حقيقة الخالق ... ونحن نبحث عن خطة خفية ... ولا وسيلة الا العقل ... فهل من مدكر للعقل يرى معي ما ارى



    سلام عليكم




    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أحيا الله ذاكرتكم بخير الذكرى اخي الفاضل سوران ... من يكون الله مذكرا له فقد فاز باليقين وكان من الموقنين وسرى في مسارب المتقين ونجا من سوء البشر المنتشر

      غفلة الناس هي التي جعلت الفئة الباغية في ذكاء مفرط ... الناس لا يبحثون عن الحقيقة بل يتعاملون مع الحدث وكأن المحدث صادق فاصبحوا يصدقون كل ما يروج لهم مثل ما روج للثورة والثوار في كل مكان وما كان الثوار وامثالهم الا ادوات صنعتها ام الحكومات صناعة سوء وجعلت من تلك الادوات الثورية راعية للغوييم ترعى بشرية تساق كما تساق القطعان في اراضي الاوطان ...

      لو امعن العقل البشري في شاردة فكر واحدة يمكن مسكها الا وهي (العرقية) فهي مهما بلغ وصفها فهي لن تضيف للعقل البشري مضافة ممدوحة ... والعرقية مهما بلغ وصفها علوا فهي لن تنتقص من العقل البشري منقصة مقدوحة ... فالعرقية صفة انتماء لغوي او نسب او اقليم وما كان للفكر البشري ان يضع للعرقية فاعلية مسماة باسمها بل هي صفة لصيقة بكل البشر ولنأخذ التجربة العقلية التالية على طاولة بحث مستقل (بريء)

      هل يمكن ان يكون احد الناس على كوكب الارض يحمل صفة (اللاعرق) ...!! فمن اين اتى ..؟؟ فالناس بطبيعتهم يتوالدون والمولود يتبع الوالد فيقوم العرق تكوينيا في نشأة الناس فيكون هذا عربي وذلك فارسي واخر كردي ... تلك صفة تولد مع الانسان يوم يولد ولا يمكن ان تكون لها حقوق فوق حقوق بقية الاعراق لان كل عرق يمتلك نفس الصفة وبنفس الدرجة من الوجود على كوكب الارض ... ولا يمكن ان تكون العرقية ذات منقصة لان النقص سيصيب كل الاعراق في صفة لصيقة بكل البشر .. من فطرة عقل مستقلة يستطيع الباحث عن الحقيقة وطالبها ان يدرك العرقية صفة لا يمكن ابدا ابدا وباصرار :
      استبدالها ....!!
      الاضافة اليها ...!!
      الانتقاص منها ...!!

      من تلك الرجرجة العقلية يتضح ان العرقية (غفلة) تغلف عقول البشر حيث استطاع الماسون العالمي ان يجعلها (غفلة مستثمرة) فقام بتسخيرها في كل دول العالم وزرعها وسقاها في كل الدول الحديثة التي نثر نظريتها من تحت غطاء الحداثة والناس شربوا رحيق الاقلمة والعرقية وكأن الاقاليم تصنع (اعراق البشر) ... بل وكأن العرقية تصنع (موصوفات البشر) فكانت الاقاليم الهة والاعراق الهة

      العرب يمجدون بتاريخهم وكأنه إله العرب ...!!
      الفرس يمجدون بتاريخهم وكأنه إله ... !!
      الهنود يمجدون بتاريخهم وكأنه إله ... !!!

      امريكا ... خليط مختلط بلا عرقية (موحدة) يمكن (استثمارها) فاقاموا بديلها عرقية غير تكوينية بل عرقية مفترضة على غفلة الناس فاسموها (الامة الامريكية) وهي بلا مجد سابق ولملموم من بشر من اقاليم شتى واعراق شتى فاصبحت أمة مسماة باقليم والناس غافلون فهي بلا مجد سابق بل رعاة بقر وهمج بلا وقار الا انها امتلكت هيمنة معاصرة فمجد الامريكان هو يومهم وليس امسهم فاصبحوا (شرطة الماسون العالمي ..!!)

      في الذاكرة العراقية نجد ان المصممين البغاة جعلوا من العرب والاكراد وكأنهم مخلوقات خلقت مختلفة فالواحدة تبغي على الاخرى باسم العرق في صراع بدأ فكريا وتحول الى صراع يمر عبر فوهات البنادق ....
      بين الانسان والانسان ملايين المرابط (الحق) في تكوينة البشر (اختلاف السنتكم والوانكم) والتي خلقت ان تكون مرابط (صالحة) الا ان فرعون زماننا جعل من العرقية والاقليمية مرابط شيطانية تنفث سموما في تهشيم كل مربط حق بين الانسان والانسان

      لو استطاع احد المفكرين او احدى المؤسسات العلمية ان يضع فوارق علمية بين ابتسامة انكليزي وابتسامة هندي فان العرقية ستكون (حق) ...!! الا ان كل المفكرين الذي روجوا للعرقية ركبوا في سفينة واحدة بنيت من باطل مبين

      في موسم الحج كنت ارقب الناس في حوض مكة وهم من اجناس واعراق شتى فلم اجد فيهم ما يمكن ان اجعله الها للعرق بل وجدت اختلاف السنتكم واختلاف الوانكم ...!! وهو اختلاف تكويني كما تختلف اليد اليمنى عن اليد اليسرى في وظيفتها

      وقفة تقدير وانحناءة احترام لسمو ذاكرتكم فيما افاضت من ذكرى

      سلام عليكم
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        رد: ذاكرة عراقية (4)

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أشكرك أخي السيد الجليل الحاج الخالدي ، وأتقدم بالشكرالجزيل كذلك للأستاذ المحترم سوران رسول

        حسرات على أعراق لم تراعي هويتها ؟ والهوية تصفها لنا هذه الاية الحق - يقول الحق تعالى :
        ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم [الحجرات:13]

        السلام عليكم ورحمة الله

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
        يعمل...
        X