دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تهوى النفوس مشاربها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تهوى النفوس مشاربها

    تهوى النفوس مشاربها


    من اجل حضارة عقائدية معاصرة


    كثير من الناس يتسائلون عن سر ارسال الرسل والانبياء للانسان وانزال الكتب السماوية ويتصور العقل البشري عموما ان هنلك منقصة تكوينية في الانسان استوجب استكمالها بالرسالات السماوية الا ان حقيقة ما يراه الباحث المستقل ان الرسل والانبياء ورسالاتهم هي انما تعالج منهج الانسان المعوج والمنحرف عن نظم الخلق التكوينية وليس لاستكمال منقوص فيها (مبشرين ومنذرين) ... هنلك تساؤل عام مطروح في العقل وهو يظهر احيانا على بعض الالسن مفاده في رصد عدالة الله في شخص ما وهو مشرك او عابد وثن وهو يعيش في بقعة ارض يسكنها ناس من عباد الاوثان ومن ابوين وثنيين وهو لايعرف نظم الدين الحق ولا تتوفر لديه الفرصة الميدانية للتعرف عليها ويكون مصيره النار بموجب الثوابت العقائدية في حين اننا نرى أن لم يبلغه احد من الرسل ..!! ولم يصله الاسلام ..!! فكيف تكون لله الحجة البالغة فيه ..؟؟ وكيف تكون عدالة الله في زجه بالنار وهو لم يبلغ برسالات الله ..؟ ولا يعرف شيئا عنها ..!!

    (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164)

    فهم مؤمنين وفيهم تم بعث الرسول ( من أنفسهم ) ... وفيها وقفة تأمل وتقليب فكر حتى حين ..!!

    (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الاسراء: من الآية15)

    فاي رسول وصل الى اولئك العابدون للاوثان ..؟؟ وهل الله قد عفاهم من العذاب بموجب النص الشريف اعلاه ..!! وفيها وقفة تأمل وتقليب فكر حتى حين .. !!

    عندما يلج العقل قرءان الله يقول له الله ان هذا القرءان يهدي للتي هي اقوم وذلك المشرك الوثني لا يمتلك قرءان يهديه للتي هي اقوم فكيف تكون موازنة الفكر الذي يختنق كثيرا ليرى عدالة الله في الخلق وهل من العدالة ان يرمي الله مليارات من البشر الذين نراهم في دورتنا الحياتية هذه في نار السعير وهم لا يمتلكون وسيلة معرفة الحق من الضلال ..!! عجبا ايها العقل حين تختنق قنوات الادراك فيك ..!!

    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)

    في هذه الآية الشريفة يرسم لنا ربنا حقيقة حق في نفوسنا وبالتالي تكون الفطرة التي حدثنا عنها الله خلقا منتظما والا كيف يؤكدها الله وهي متميعة المضامين خفية البيان ..!! ويوجب أقامة الوجه لها لغرض ديني ..!! عند هذه النقطة نفهم ان الله يدعونا الى اقامة الدين من خلال منظومة موجودة في نفوسنا فطرنا هو عليها خلقا تكوينيا ( في انفسهم ) وان الانبياء والرسل لا يستكملون خلقا ناقصا وانما مبلغين بالانحراف عنها لتقويمها ومنذرين عند الخروج عليها (مبشرين ومنذرين) وداعين الى تطبيقات نظم الخلق التي فطر الله عليها مخلوق الانسان والتي تمثل الحد الأدنى لآدمية الآدمي .. ويقوم الانبياء والرسل بنشر رسالات سماوية تزيد من محاسن الانسان وتعلمه الحكمة وضرورتها (الكتاب) في اروع رحمة الهية لزيادة بسطة العقل والخير بمنهجية رسالات الله وانبيائه فهي للتبليغ وليس للاستكمال ...

    ولو اردنا ان نمسك بنظم الاستكمال في الخلق سنجد ان الله هو الذي يتولى موضوعية الهداية ولن يمنح صلاحياتها للرسل لانها كاملة في الخلق غير منقوصة والله مهمين عليها

    (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(البقرة: من الآية272)

    (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام:149)

    في تجربة ميدان وجدنا الفطرة في مختبر عقل ميداني وهي قصة حقيقية حصلت قبل زمن قصير تخص احد زملائنا في العمل يستورد بضائعه من الصين ويستخدم وسيلة الحوالة المصرفية الاعتيادية الحرة (غير المشروطة) لتسهيل سرعة تجارته ... ارسل حوالة بمبلغ نصف مليون دولار تحت اسم صحيح وخطأ رقمي في احد مراتب رقم الحساب المصرفي واسم المصرف وفرعه صحيح ايضا فحدث ان افرغت الحوالة في حساب شخص اخر في نفس الفرع تحت اسم مطابق ورقم حساب مصرفي يتطابق صدفة مع الخطأ الرقمي فحصلت عند زميلي كارثة مالية ولم يكن لاحد على ذلك الرجل الصيني سلطان باعادتها لصاحبها..ّ!! تحرك وكيل زميلنا في الصين الى المصرف المستفيد من الحوالة ليحصل على هاتف الرجل الذي حاز المال بالخطأ عسى ان ينفع معه الرجاء باعادة المبلغ ... فكانت المفاجئة ان وجده مستعدا لاعادة المبلغ دون رجاء ..!! وتطوع من ذاته فبذل جهدا من عنده لاتمام تحويل المبلغ بشكله الصحيح دون مقابل ..!!

    انها الفطرة التي فطرها الله في ذلك الانسان الذي اتضح فيما بعد انه غير متدين ولا يعرف الدين ..!! نفسه ما شربت الهوى باسراف ..!! وما كان هواها (ملكية مبلغ كبير من المال) سببا في الشرب بل تفعلت فطرته في الدين المفطور فيه فاقام وجهه ازائها ...

    القطة ... مخلوق نألفه بيننا فعندما نرمي لها قطعة لحم تأكلها امامنا وعيونها شاكرة لنا ولكنها حين تختطف قطعة اللحم منا تهرب مسرعة لانها تعلم انها تشرب على هواها فقد اسرفت ...! ويرى العقل بعين واسعة تصرفها ذلك وفعلها موصوف بصفة خلق تكويني فيها وفيها رسالة لنا وليس الفعل للقطة بل لنا فهي تذكير يذكرنا بالفطرة المفطورة فينا (آية نراها في أفق) والتي يجب ان ندرك مضامينها العقلانية الا ان النفس تشرب على الهوى باسراف لا يتوقف فتغترف من ملذات الدنيا غرفا لا يتوقف ..

    (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31)

    تلك هي مشارب الناس المجازة حتى غير المؤمنين في مساجد لله (طاعة الله) فطرية النشيء (بني ءأدم) وهم المخاطبون في البناء (بني) الآدمي .. ولا تسرفوا ... فالله لا يحب من اسرف في مشاربه ومأكله فمن لا يحبه الله سوف لن يهديه ويمنحه فرصة الثواب ... والنص لا يقصد حصرا الطعام والماء فهي دلائل بيان وليس حصرية الامر الالهي في الطعام والماء كما نراها في قرءان ربنا

    (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) (النساء:10)

    فالنار تؤكل وهي ليست بطعام ... فما اطلقه الله للادميين من زينة في مساجد نراها في مجمل خلقه من تفاح ذكي الطعم والعطر وبنانة تفوح ما ينعش النفس .. فيها مساجد يسجد الانسان لها فتفرز غدده اللعابية افرازات طاعة فيمتليء فمه لعابا ... يشتهيها .. يعشقها .. يعني يخضع لها فيسجد سجود فطري (خذوا زينتكم) في طعام يجذب النفس وماء عذب سائغ شرابه !! فتلك هي مساجد الله التكوينية ولا يمكن ان ندعو فيها غير الله (إلاها اخر) .. وليس كما يفعل علماء عصرنا في تأليه الهرمونات او الانزيمات لتك الساجدة التكوينية ... فهي لله حصرا ..!! فطرة الله التي فطر الناس عليها ...

    (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس:8)

    هنا دستور (ألهمها) وهي فطرة خلق لا تتصل بمنشور ديني او تعليم سماوي لانها مع خلق الانسان مبرمجة في عقله وهو لا يزال في رحم امه وهي فطرة خلقت معه ولكنه حين يدرك الدنيا يدركها من خلال أهله وقومه فينحرف عن فطرته وتبدأ جدران الغفلة حول فطرته تزداد سمكا كلما تقدمت به علائقه مع قومه فتتوائم مستقراته العقلية مع مستقرات قومه فيكون بوذيا لان اباه بوذي ويكون كما نرى الدنيا بوضوح بالغ حتى نرى ذلك في اسلامنا في انتقال المذهبية نقلا أبويا في اشهر ما نراه عدا بعض الاستثناءات ..

    مشارب النفس جعلها الله في الانسان كواحدة من ضرورات الخلق رحمة بالانسان (كلوا واشربوا) الا ان الانسان استخدم مشاربه لهواه واسرف فيها وليس لضرورات الخلق التي احكمها الله سبحانه ... وعندما نرصد خلق الله في مشارب النفس ونقرأ خارطة الخالق في انفسنا (فطرتنا) سنجد الكثير الكثير من النظم التي تجعلنا قريبين من الله وكأننا نقرأ قرءان الهي مفطور في انفسنا (رسالة في انفسنا) .. ونرى ...

    برتقالة مخلوقة لنا لنأكلها فالبرتقال لا يأكله الحيوان بل ارسله الله للأنسان حصرا في آية تقرأ في فطرتنا فنجد ان ربنا الرحيم بنا قد احاط بتلك البرتقالة غلاف عجيب (قشرتها) فيها استرات عطرية ذات طعم مر يرفضه الحيوان ... والحيوان لا يمتلك مستوى عقلي خامس لينزع الغلاف ذو الطعم المر فاصبحت حصرا قد خلقت للانسان ... الله يستهوي الانسان اليها برحمته فمنحها لونا رائعا وعطرا جذابا يجذب الانسان اليها وطعما يسيل اللعاب له قبل ان يمسها او يتذوقها , وجعل من نفس العطر مرارة ينفر منها الحيوان ورفعها في شجر مرتفع ولا ينالها الحيوان ليعبث بها لتصل الى الآدمي الكفور الذي لا يشكر ... وفيما يلي معالجة فطرية في عقل آدمي :

    دخلت سوق الخضار والفاكهة وكان مزدحما بالناس فوجدت شابا ينادي على سلعته وكانت جميعها من الفواكه وهو ينادي باسماء تلك الفاكهة ويمتدح طعمها ظنا منه انه سيزيد مبيعاته .. قلت له ... لماذا تجهد نفسك بالنداء يا ولدي .. قال لابيع سلعتي على عجل قبل حلول الظهيرة وذهاب الناس من السوق .. فقلت له الا ترى أن الوانها واشكالها تنادي الناس افضل منك ..؟؟ قال كيف ..؟؟ قلت من يراها بهذه الالوان وبعطرها الشذي والناس يعرفون طعمها فكل واحد يشتهيها ... وفي فم كل واحد منا جعل الله له غدد تفرز افرازات مشهية فور رؤيتها (يسيل اللعاب) وذلك خلق الله وعظيم حكمته ... قال بلى ذلك صحيح ... قلت اذن ان ربك هو الذي ينادي لشرائها ... قال والله ان ذلك عجيب .. قلت الست من المصلين .. قال الحمد لله ... قلت هل تقول في صلاتك (الله اكبر) ... قال مؤكد ... قلت له انت كاذب على نفسك ... لانك تصورت ان ندائك اكبر من نداء الله فبح صوتك من النداء والله قد احكم نداءه ولن يبح صوته لانه في فطرة كل انسان خلقه الله ..!!

    لو كان كل الناس مثل ذلك الصيني في قصتنا الواقعية وعملوا بما فطر الله في عقولهم من فطرة حق فلن يكونوا وقودا لنار جهنم ...!! لانهم سيرون الله من خلال رسائل في نفوسهم ... فطرة الله التي فطرها فيهم ..!!

    (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام:149)

    إثارة في دعوة عقل لعقل في نفوس تهوى مشاربها باسراف بالغ


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: تهوى النفوس مشاربها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تشهد أيامنا هذه مسرحا للصراعات
    والدعوات المختلفة والأتجاهات المتباينة

    ومعرضا للشعارات البراقة والوعود المغرية
    والأماني الكاذبة من أجل جذب

    أكبر عدد ممكن الناس
    خصوصا الشباب ذي النشاط والفعاليات
    حيث تسعى كل فئة لأحتوائه وأستغلاله
    لصالحها
    فعلى العاقل الراشد
    أن ينتبه الى أيام عمره رصيده الثمين
    الذي يستطيع أن يحصل به على أفضل المكاسب
    ويبلغ به أسنى المراتب
    فلا يحسن منه التفريط به
    والعمل بل عليه المزيد من التثبث والتروي
    وعدم اتخاذ المواقف الا بعد احراز رضا الله تعالى
    وعدم الخروج بها عن تعاليم دينه القويم .
    فالعامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق
    فلا يزيده سرعة السير الا بعدا .
    وعلينا أن نواجه كل ما حولنا بطريقة التأمل
    والتدبر والتفكير .
    شكرا كبيرا لأثارتكم الكريمة . سلام عليكم.

    تعليق


    • #3
      رد: تهوى النفوس مشاربها

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      ما اروع الحكمه التي هي من فطرة الانسان ولكن كفر وظلم الانسان لنفسه حرم نفسه منه , وما اطهر مال صديقك ايها المعلم جعل من ليس عنده دين متطوع في خدمته واعاد النقود اليه ,,, سلمت يداك ولسانك وامدك الله باوفر النعمه والصحه وعسى ربنا يجمعنا !

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X