دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المحراب .. بين التسمية والتطبيق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المحراب .. بين التسمية والتطبيق

    المحراب .. بين التسمية والتطبيق

    من أجل قيام المادة العلمية في الدين



    ورد لفظ المحراب في خمس ءايات في القرءان وفي واحدة منها فقط تم ربط الصلاة بالمحراب في مثل زكريا الذي نادته الملائكة وهو قائم يصلي في (المحراب) فاذا اردنا ان نقيم البيان القرءاني على لسان العرب فان (المحراب) في لسانهم هو (موقع قيام الصلاة) وهذا ما استقر عليه الفكر الاسلامي في تعاقب اجيال المسلمين .. واذا اردنا ان نتمسك بـ (اللسان العربي المبين) الذي يمثل خامة الخطاب القرءاني دستوريا فان المستقر الفكري الموروث من الفكر الاسلامي سوف يترجرج عسى ان يكون في تلك الرجرجة (مطلب حق) يحتاجه مسلم اليوم


    { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } (سورة الشعراء 192 - 195)

    { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } (سورة النحل 102 - 103)

    والباحثين عن الهدى في القرءان فهو يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين (طالبي الامان)

    { إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)

    وبذلك يكون لـ (اللسان العربي المبين) حضورا دستوريا بين يدي الباحث في القرءان والباحث عن الهدي القرءاني القويم وعندما نقوم بتفعيل منهج اللسان العربي المبين سنجد ان لفظ (المحراب) جاء من جذر (حرب) وهو جذر عربي له بنية لفظية يمكن استحضارها بفطرة النطق فهو في البناء العربي البسيط (حرب .. يحارب .. حارب .. حراب .. محراب .. حربي .. حروب .. أحارب .. تحارب .. حربة .. حربية .. محاريب .. و .. و .. و ) وما يقع في حاجتنا في هذا المطلب البحثي هو في (حراب .. محراب) مثله في المنطق العربي (برق .. براق .. مبراق .. صدق .. صداق .. مصداق .. بذر .. بذار .. مبذار .. سمر .. سمار .. مسمار .. و .. و )

    لفظ (محراب) في علم الحرف القرءاني يعني (قبض مشغل) لـ (فاعلية فائقة الوسيلة) والقبض هنا (قبض حيازة) مثل لفظ (مبذار) وهو اسم ءالة تقبض وسيلة البذر (قبض حيازة) لا قبض ايقاف واذا اردنا تدبر اللسان العربي المبين من وجهة فطرية اخرى فان (محراب) يعني (مشغل الحراب) والحراب هو تفعيل صفة الحرب فالمحراب يحمل (صفة تشغيلية) يقبض حيازتها التشغيلية من يكون في (المحراب) فلا بد لـ (المحراب) ان يكون هنلك من يشغله حائزا (قابضا) بـ وسيلته التشغيلية واذا اردنا معرفة تكوينة (المحراب) من البيان القرءاني سنجد في المحراب الصفات التالية :

    (اولا) ان للمحراب (مدخل) :

    { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (سورة آل عمران 37)

    وضوح بالغ في النص ان لـ المحراب (مدخل) دخل منه زكريا والذي كان يقبض حيازة المحراب هو (مريم) وليس زكريا

    (ثانيا) ان لـ المحراب مخرج :

    { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } (سورة مريم 11)

    بيان قرءاني واضح ان لـ المحراب (مخرج) خرج منه زكريا على قومه

    (ثالثا) ان لـ المحراب (سور) :

    { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ } (سورة ص 21)

    وجاء ذلك البيان في مثل داوود والذي يوضح ان لـ المحراب سور

    (رابعا) ان في المحراب (قيمومة صلاة)

    { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة آل عمران 39)

    (خامسا) ان المحراب يمتلك صفة الجمع (محاريب) وقد حمل صفة جمع المحراب (محاريب) مثل سليمان في القرءان

    { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سورة سبأ 13)

    خمس صفات لـ المحراب فصلها القرءان في ءايات بينات منفصلات واذا ربطت الصفات الخمس في صفات محراب صلاتنا فان (المحراب) الذي نصلي فيه واسميناه نحن وءابائنا بـ (المحراب) انما يحتاج الى اعادة بناء فكري فـ (المحراب) الذي نصلي فيه ظاهر مرئي لا يمتلك (مدخل) او (مخرج) او (سور) ولا يمكن جمعه في الحيازة ليكون (محاريب) فالمصلي صلاة المنسك انما يصلي في محراب واحد في ميقات صلاته .. يمكن تطبيق صفات القرءان لـ ما نسميه بمحراب صلاتنا المنسكية في اقامة الصلاة وبناء ذلك المحراب سهل متيسر فهو يجب ان تكون وجهة المصلي شطر المسجد الحرام على ارض طهور وهنلك ادوات بناء اخرى تحتاج الى بيان مستقل واذا اردنا ان نوسع دائرة (تدبر القرءان) فنقرأ

    { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (سورة البقرة 125)

    فـ (مشغل الصلاة) ورد وصفه اللفظي في القرءان باسم (مقام) وليس بمحراب اما المحراب الذي كان زكريا فيه (قائما يصلي) حين نادته الملائكة فذلك يمنحنا تدبر قرءاني ان لـ المحراب (بنية) و (وظائف) منها (اقامة صلاة) كوظيفة من عدة وظائف له سيكون لها مقام بحث منفصل إن أذن الله بذلك اما هذه المعالجة فهي مخصصة لمعرفة تكوينة المحراب ورابطها (الحربي) !

    عندما نقول (محارب) فهو يعني شخص (يحارب) وعقولنا حصرت (فعل الحرب) في القتال بين (بشر وبشر) والانسان بعقله المتميز يدرك ان الحرب هي فاعلية درء العدوان ورده فلا تقوم حرب ما لم تقوم صفة (العدوان) واذا زحفت عقولنا بفطرتها التي تستخدم النطق الذي فطره الله في مخلوق ناطق نمسك في فطرتنا لفظ (العدوى) وهو لفظ يستخدم في انتقال المرض من شخص لـ شخص ءاخر ولفظ العدوى من (العدوان) ويحتاج الى (حرب) والحرب تحتاج الى (محارب) والمحارب يحتاج الى (محراب) وهنا تقوم في العقل ذكرى قرءانية مفادها ان هنلك عدوان جرثومي أو فايروسي او عدوان بيئي او اي (خطيئة) تنتشر او اي (ممارسة غير أمينة) تنتشر انما تمثل (عدوان) على العنصر البشري سواء في صحته او في أمنه وأمانه في كل شيء في سفر او في مأكل او مشرب او ملبس او مسكن او حضر او انجاب .. و .. و .. وكل ذلك عدوان يستوجب رده ومنعه من تنفيذ عدوانيته فهي اذن (حرب) تحتاج الى (محارب) والمحارب يحتاج الى (محراب) وفي ذلك قيمومة صلة يجب ان تقوم في نظم الله وهو (رضوان الله) وصراطه المستقيم الذي جعله الله طريقا لـ النجاة من (عاديات) الانسان وغير الانسان

    من تلك السطور الموجزة التي اعتمدت على (تدبر القرءان ) والتبصرة في نصوصه بمنهج (لسان عربي مبين) تقوم قائمة فكرية لبناء (ثقافة تطبيقية) لـ بناء (المحراب) وتلك الثقافة ضرورة لان لـ المحراب (شكل وصورة وفاعلية) تختلف من حال عداوني الى حال عدواني ءاخر لا حدود لاحصاء عدده فـعند رد عدوان المرض نحتاج الى (محراب) تخصصي مبني بناءا تكوينيا لـ الوقاية من المرض أو لـ ازالة (المؤثر) المرضي ان نفذ عدوانه ولكل (مرض) محراب يختلف عن غيره من الامراض فليس محراب موحد الصفة يكفي لنجاة من مرض وكل مرض بل لا بد من (منهج) يبين بناء المحراب حسب خصوصية العدوان فاذا كانت (الصلاة المنسكية) لوقف عدوانية الجسيمات النووية (الغبار النووي) الضار والذي يعمل الفحشاء في جسد الانسان فان لكل شكل من اشكال العدوان يستوجب بناء محارب تخصصي لذلك جاء في بيان مثل سليمان (سلامة الفعل + سلامة اداة الفعل) فتكون الحاجة الى (محاريب) وليس محراب واحد كما هو في الفكر التقليدي لـ المسلمين !!

    الثقافة التطبيقية لـ (المحراب) هو عنوان تستحدثه علوم الله المثلى ليس لغرض بيانه بل لغرض الحاجة اليه في زمن حضاري مليء بالعدوان على البشرية سواء في ما هو (ظاهر) من فساد حضاري في امراض عصرية عصية في الشفاء او سوء بيئي كبير او مياه شرب حملت اضافات ضارة او استخدام سيارة سريعة تعلن العدوان على راكبيها وعلى من يقترب منها .. ومن تلك الثقافة التطبيقية التي تستدعيها ضرورة علوم القرءان فان (المحراب) لـ التخلص من عدوانية السيارة (مثلا) يحتاج الى بناء (عقلي) ينتقل الى (بنية تنفيذية) في تحديد سرعة السيارة وهو كامن في (محاربة العجالة عقلا) فينقلب الى وعاء تطبيقي تنفيذي مادي في تخفيف سرعة السيارة وترك الزمن (خادم يخدم) المسافر لغرض درء عدوان السيارة عندما تتزايد سرعتها في طغيان بشري حاد مستجيبا لطبيعته

    { وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } (سورة الإسراء 11)

    المثل المساق بالنص اعلاه في (الثقافة التطبيقية لـ المحراب) يكون القرءان دليلا ومنذرا وهاديا ومذكرا لـ الانسان فدعاء الانسان بالشر ليستدعي الخير شأن خاطيء حين يكون عجولا فالسرعة (شر) والخير هو (الوصول الى حاجته في السفر) مثلا فلا يمكن ان يكون الاستعجال لـ الخير بظاهرة عدوانية هي شر وكيان الانسان في كل مكون يكونه هو (العجالة) وذلك من (وكان عجولا) فلفظ (كان) لا يعني (ظرف زمان) كما قيل فيها بل هو من (الكيان) و (المكون) الذي يتبناه الانسان في العجالة بطبيعته غير الامينة .

    من مثل تلك المعالجة يقوم منهج (ثقافي) يخص التطبيقات التي يحتاجها الانسان في بناء محاريب مختلفة الوظيفة مختلفة التكوين حسب الصفة العدوانية التي يريد الانسان ان يبني المحراب ليحارب العدوان المقترب منه فيفوز بالامان في كل شيء وهي صفة سليمانية سليمة أمينة الفعل وأمينة في اداة الفعل حمل القرءان مضمامينها على شكل ذكرى (لينذر من كان حيا)

    من المعالجات التذكيرية اعلاه يتضح ان (المحراب) هو (وسيلة خلق) منحها الله سبحانه لـ بني ءادم حيث استثمر المحراب في مثل كل من زكريا ومريم وداوود وسليمان ولكل صفة من تلك الصفات التي بينها القرءان رابط يختص بـ بناء المحراب حيث بين القرءان ان صفة زكريا تستخدم محرابا فيه مدخل ومخرج وفيه قيمومة صلاة و لصفة داوود ولمحرابه (سور) دون ان يكون له مدخل ومخرج لذلك تسوروا المحراب ولسليمان صفة حيازة اكثر من محراب في (محاريب) ولتلك الحيازة شأن وظيفي كما نرى مثلا (للتوضيح) مصنع فيه (مكائن متعددة) وليس ماكنة واحدة فقط ومن تلك المنطلقات الفكرية يستطيع الباحث عن (محراب) يحارب فيه العدوان المنتشر بمنهج قرءاني متين يمثل دستور الاتصال بنظم الله

    الحرب على العدوان يتنوع بتنوع نوع العدوان موضوعا وشدة وخطرا وتلك الصفات بخصوصيتها تنتقل الى (ءالة الحرب) وهو (المحراب) فيتنوع بنوع العدوان وما يعلق به من صفات خاصة فعلى سبيل المثال التوضيحي فان محراب عدوان الجراثيم يختلف جوهريا عن محراب عدوان الفايروسات ويتقلب المحراب حسب خصوصيته وخصوصية صفاته الاخرى الملتصقة به تكوينيا الى نوعين من المحاريب

    النوع الاول : المحاريب الوقائية وهي لا بد ان تكون حزمة محاريب تقي الانسان عدوان المخاطر قبل ان تقع مثل الامراض العصرية كالذبحة الصدرية والجلطة الدماغية وارتفاع ضغط الدم و .. و .. وكل تلك الصفات العدوانية تحتاج وقاية قبل قيامها في جسد (المعتدى عليه) وقد ورد ذلك المنهج في القرءان تحت لفظ (التقوى) الذي جاء ذكره في القرءان قرابة 94 مرة في تخريجات لفظ التقوى (يتق .. متق .. تقوى) وكل تقوى تحتاج الى (محراب) وكل صفات تلك المحاريب تقيم صلة (صلاة) بنظم الله سبحانه (تقوى الله) وفيها حرب (القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار)

    النوع الثاني : المحاريب بعد العدوان وهي الاصعب في البناء من النوع الاول والاكثر نوعا والاشد وطأة على المحارب فان نفذ العدوان وصار ربيعا منتجا فالاصلاح والتوبة عصيان على المصاب باصابة عدوانية معدة اعدادا ارتداديا من نظم الله (حتى اذا بلغ الاربعين) اما اذا كان بناء المحراب في بدايات العدوان وقبل ربيعه التبادلي (الاربعين) فان الامر يختلف لان المكلف بكينونته قادر على استثمار رحمة الله

    { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } (سورة الزمر 53 - 54)

    { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (سورة البقرة 186)

    فنظم الله أمينة وهي ميسرة في رحمة الخالق لكل طالب لها (اني قريب) وتحتاج الى (حرب ومحارب ومحراب) يبني محرابه من ادوات أمينة يسرها الله له وعليه ان يستدعيها لنفسه .. وقد حمل مثل زكريا صفة (العقم) فهو شيخ وامرأته عاقرا ومثله مثل (ايوب) الذي مسه الضر فكان اوابا الى نظم ربه ومثله مثل سحرة فرعون حين ءامنوا وتابوا وءامنوا بإله موسى فنجو من فرعون وكثيرة هي الامثلة القرءانية تنتقل الى ما كتبه الله في الخلق ليبني المكلف (محراب) يحارب فيه اي تصدع ويصلح اي خطيئة ويتوب على ان ينيب امره الى الله اي الى (نظم الله) لان الله سبحانه لا يشخصن بشخصية بل سبحانه ملأ اركان كل شيء خلقه دون ان نشرك ادوات المحراب بادوات من دون الله وذلك هو الذي يحتاج الى (ثقافة تطبيقية) لبناء المحراب من اجل الحرب على العدوان ويمكن ان تقوم مقومات المحراب جميعا بموجب ما اودع بفطرة الانسان لان فطرة العقل البشري عموما فطرة خلقها الله (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله) وبذلك يأمن المكلف الباحث عن الامان المحارب لـ العدوان ان يتسلح بفطرته ويهجر كل اداة او (لبنة بناء) مأتي بها من غير الله او من دون الله ليستخدم نظم الله النقية كما استخدمها الاولون قبل ان تدنسها نظم الحضارة المعاصرة .. مثال :

    قبل اشهر كان لاحد ارحامنا مشكلة في الدم وتم تشخيصها ان هنلك تناقص وضمور (قلة في الحجم) لـ كريات الدم الحمراء وطلب منا العون لان الادوية الحديثة لم تنفعه !! كان توجيهنا له ان يتعرض لمواجهة القمر بلا حجاب من سقف او جدار ولفترات طويلة وذلك (المحراب) كان في سنة الاولين محرابا (وقائيا) فهم كانوا يبنون منازلهم بشكل مفتوح وليس مثلنا فلكل منزل باحة (حوش) تطل عليه حجر المنزل كما كانوا ينامون تحت السماء في فصل الصيف لانهم لم يمتلكوا اجهزة تبريد وحتى في المناطق الباردة والتي كانت منازلهم مقفلة الا انهم يضعون في مقدمة منازلهم (باحة) يجلسون فيها تحت السماء وفيها (القمر) حيث كانت فطرتهم العقلية قد قادتهم الى تلك الممارسة ونحن اليوم بحاجة اليها لينتظم بناء الدم في اجسادنا فهو (محراب) لان الخروج من المنزل من اجل ذلك السبب هو لوحده (حرب) لان المؤسسة الصحية المعاصرة ومعها الناس جميعا لا يعترفون بمثل تلك الوسيلة لعلاج امراض الدم فمن يخرج من منزله لاجل القمر فهو (محارب) في زمننا ومتهم باتهامات غير حميدة الا ان محرابه مبني على صلة بـ نظم الخلق وفيها (صلة) وصلاة تربطه بقمر مسخر سخره الله لـ الارض ومن عليها وما فيها من (رضا) وفيها (سبح) يقع (بكرة وعشيا) وفي الصباح الباكر (قمر) وفي العشي (قمر) دون تاثير من اشعة الشمس (وسبحوا بكرة وعشيا) وقد استكبر الناس في الرضا فجعلوه اكبر من رضوان الله والمؤسسة الصحية المعاصرة التي يركع لها الناس اجمعين فـ حملوا صفة الاستكبار على رضا الله وتصوروا ان المؤسسة الدوائية اكبر من خلق الله

    { اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا } (سورة فاطر 43)

    نؤكد لمتابعينا الافاضل ان السطور اعلاه لا تفي الحاجة استحقاقها فهي سطور موجزة هدفها اقامة الذكرى في قرءان ربنا والذكرى تحتاج الى استحقاق يرتبط بمشيئة الله والذكرى تنفع المؤمنين (طالبي الامان)

    { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: المحراب .. بين التسمية والتطبيق

    بسم الله الرحمان الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحاج عبود الخالدي الفاضل

    نظرة الى لفظ ( محراب ) في التطبيق : هل حضور هذا اللفظ في هذه الامثال الخاصة ( محاريب سليمان ، محراب مريم وزكريا ، محراب داوود ) خصوصية وظيفية .

    ولما غالبا ( المحراب ) ياتي مقرونا بالصمت ؟!

    اما محاريب سليمان فكانت لها خصوصية جد خاصة ، فاللفظ جاء عند مقدمة اشياء تخص الوظيفية السليمانية فلفظ ( محاريب ) جاء قبل ( تماثيل ، جفان .....) الاية :

    { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (سورة سبأ 13).

    وجزاكم الله بكل خير .

    السلام عليكم

    sigpic

    تعليق


    • #3
      رد: المحراب .. بين التسمية والتطبيق

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      لم نعالج الوظيفة التكوينية لـ المحراب وتم ارجاء ذلك الى توفيق الله واذنه .. اما ان يكون الصمت جزءا من تكوينة المحراب فهو لم يتحقق في مراشدنا حيث كان صمت زكريا خارج المحراب ايضا

      { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } (سورة مريم 11)

      فكان الصمت ملازما لزكريا وهو خارج المحراب .. اما مثل مريم فلم يظهر فيه الصمت كركن من اركانه

      { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا
      قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (سورة آل عمران 37)

      اما مريم فهي نذرت الصوم ولم يشير النص انها كانت في محراب الا انها امتنعت عن (الاعلام) عن امرها الا انها قالت لهم (اني نذرت للرحمن صوما) وواضح من النص انه صوم (الصمت) عند الجدال

      { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا } (سورة مريم 25 - 26)

      حيازة محاريب متعددة لها هدف السلامة في الفعل واداة الفعل لان لـ الفعل عدة محاريب لتأمينه ولاداة الفعل عدة محاريب لتأمينه فالتيار الكهربائي كأداة تشغيل مثلا يحتاج لتأمينه عدة محاريب من عزل ومن دورة قطع طاقوية عند التماس واحكام مرابطه الداخلية القريبة من مستخدميه و .. و .. و(فعل) استخدام الكهرباء يحتاج الى عدة مفاصل تأمينية كاستخدام العوازل واحكام الربط و حساب القدرة وهي افعال تصاحب فعل استخدام الكهرباء

      السلام عليكم
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X