المشاركة الأصلية بواسطة اسعد مبارك
مشاهدة المشاركة
مثل هذه الاثارات الكريمة كانت بالنسبه لنا المحرك الفكري الذي فرض علينا بامتياز عالي ضرورة الوصول الى اصول المقاصد الحرفية وكان ذلك الفكر قد شكل حزمة كبيرة من الاشكاليات مثل (اليهود والنصارى والصابئة والمجوس) من ءامن بالله منهم واليوم الاخر لهم مغفرة واجر كريم !! ومن حراك الفكر قامت الحاجة لمعرفة حقيقة المقاصد الشريفة لتلك المسميات واتضح انها لا تخص ذوي الديانات بل هي صفات من يهدي نفسه ومن ينصر نفسه ومن يستخدم المجسات مثل المجسات الطبية ومن يصيب الصواب بفعله وهو الصابئي الا انها مسميات لا ترتبط بذوي الديانات التي سماها الناس في التاريخ ومثلها ما جاء في اثاراتكم
{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } (سورة الملك 3)
مكمن الرشاد في تلك الاثارة اللفظية (فطور) يكمن في مقاصد الحرف (ف) حيث ظهر راسخا في بحوثنا ان حرف الفاء له وظيفتان في منطق النطق (الاولى) قصد الفعل التبادلي مثل لفظ (فعل) فهو لا بد ان يكون (تبادلي) بين (الفاعل) و (ادوات الفعل) فلا فعل بلا ادوات فحراك الفعل يتبادل الفاعليه مع ادوات الفعل عند الفاعل (الثاني) ان يكون حرف الفاء في قصد (الفعل البديل) مثله مثل ما نجد في (فطر) يظهر في الجدارمثلا فهو (فعل بديل) لوظيفة الجدار فبناء الجدار بني على المتانه في (تبادلية فعل فيزيائي) بين مرابط البناء وكافة اجزاء الجدار من اسسه لغاية اعلى نقطة فيه فان ظهر فيه (فطر) فذلك يعني ان الفاعلية الفيزيائية هي بديله عن نظم متانة البناء والدليل القرءاني جاء في نص (مِنْ تَفَاوُتٍ) فلفظ (تفاوت) حمل حرف (ف) الذي يقيم القصد ان وظيفة الحرف (استبدال) وليس (تبادليه) .. السطور اعلاه تمثل جذور بيانات علوم الله المثلى ورغم صعوبتها (فكريا) الا ان الباحث في القرءان يصل الى مقومات الرسوخ حين يجمع المزيد من البيانات القرءانية بدءا من كينونة الحرف في المقاصد وصولا الى عقلانية النص وتدبر القرءان عقلا لانه للذين يعقلون كذلك الامثال القرءانية جاء وصفها في القرءان (وما يعقلها الا العالمون) ليقوم لدى الباحث علم قرءاني راسخ لا يدانيه الشك ولا يخرجه عن الحقيقة الكبرى التي حملها القرءان لـ فطرة السماوات والارض فهي ليس فيها من تفاوت او فطور اي لا يوجد فيها فعل بديل عن اسس ما فطرت عليه
{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ } (سورة الرحمن 37)
انشقاق السماء لا يعني تمزقها كما هي مقاصدنا بل هي بلسان عربي مبين من مقاصد (الاشتقاق) مثلما (اشتق نيوتن قوانين الجاذبية)
فـ إشتقاق القوانين يعني اكتشافها او معرفتها ولا يعني تمزيقها وتلك هي ضرورة حضور اللسان العربي المبين في تدبر نصوص القرءان فـ عقولنا الناطقة والتي تدرك عربة اللسان لان حافظات الذكر الذي جعلها الله في النطق مرتبط بفطرة السماوات والارض فنعرف ان التشقق هو تمزيق الشيء ونعرف ان اشتقاق القوانين جيء بها من نفس جذر (شق)
{ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } (سورة الذاريات 23)
يتفطرن ... لفظ في علم الحرف يعني (تبادلية حيز) لـ (وسيلة محتوى) لـ (نفاذ فاعلية تبادلية) وذلك الوصف الشريف يجري بين مستويات العقل السبع بدءا من المادة بفيزيائها في تبادلية نافذة في الخلية ومن ثم في العضو في المخلوق الى المستوى العقلي الرابع (عقلانية الجسد) صعودا الى عقلانية المستوى الخامس (هرون) ثم الى المستوى العقلي السادس (موسى) ارتفاعا للمستوى العقلاني السابع (الطور الشريف) في تناغمية (تبادلية) عالية النفاذ (حاكمة) فهي (حكومة الله) سبحانه ولا ينفلت منها امر مهما طغى الانسان بفاعلياته او بتقنيات حضارته !!
{ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } (سورة المزمل 16 - 19)
(السماء منفطر به) هو فرعون وليس نوح وتظهر تارة اخرى وظيفة (الاستبدل) للحرف (ف) فالسماء تستبدل مرابطها بـ فرعون (به) لان فرعون (عصى الرسول) ويمكن تصريف المثل الشريف في زمننا حيث يواجه فرعون زماننا رسول البيئة المتدهورة ورسم المثل الشريف (معامل تصريف) ظاهر في زمننا (يجعل الولدان شيبا) وهذا ما تدركه البشرية اليوم في تناقص مستمر في متوسط عمر الانسان والذي يصعب فيه التقوية (فكيف تتقون إن كفرتم) اي ان نظم التقوية تتوقف والناس يشيبون قبل اوانهم بمعدلات متصاعدة لان (السماء منفطر به) بفاعلية بديلة في لفظ (منفطر)
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا
السلام عليكم
اترك تعليق: