دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاختلاف في معرفة الله دليل ضياع الحق على البشر جميعا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاختلاف في معرفة الله دليل ضياع الحق على البشر جميعا

    السلام عليكم

    هنلك موضوع شائك جدا يشترك به مجمل العقل الانساني وعلى مر عصوره السابقه الا هو الاختلاف في الدين وهو كما يقولون مبني على الاعتراف بالخالق وذلك يعني معرفة الخالق ليقوم العقل بالاعتراف به الا اننا حين نرى الاختلاف الشديد جدا في تحديد الاله الخالق فلكل امة إله موصوف بمواصفات يحددها عقلاء تلك الامه ليقوم الدين استنادا الى ما يريده الإله منهم وان اتحدت موصوفات الاله عند امة من الناس فانهم سيختلفون في ما يريده الاله منهم كما في مذاهب المسلمين والمسيحيين حتى في الاديان الاخرى جميعا مذاهب شتى في كل مذهب تنبيء باختلاف مفكريهم في تحديد ما يريده الرب منهم

    اليس ذلك دليل على وجود خلل كبير في العقل البشري الذي نراه متفق في علوم الماده ومختلف في علوم الدين والسؤال الذي ارتأينا طرحه في هذه المشاركة :

    هل يمكن ان يكون للدين علوم تشبه علوم الماده الراسخه عند كل البشر ؟

    اذا كان للدين علوم فهل ذلك يعني ان البشريه يجب ان تعبد الله بشكل موحد وبمنسك موحد ؟ وهل مثل ذلك يمكن ان يكون ؟ واذا لم نسمع في التاريخ دين موحد للبشريه فهل يمكن ان يكون في المستقبل دين موحد لكل البشر كما هم اليوم متفقين على علوم الماده

    السلام عليكم

  • #2
    رد: الاختلاف في معرفة الله دليل ضياع الحق على البشر جميعا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نعم انه خلل موجود في عقول البشر يدركه بعض الناس !!

    الا انه غير موجود في حكمة الخالق حين خلق الانسان والله القائل

    { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } (سورة ق 16)

    وقد جاءت ذكرى ذلك الخلل المفترض في عقولنا (الذي نراه) في عدة نصوص قرءانيه ومنها

    { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } (سورة عبس 17)

    { وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } (سورة الأحزاب 72)

    { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } (سورة العاديات 6)

    { وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } (سورة الإسراء 11)

    وحين نقرأ بعض صفات الانسان في الخلق وبقراءة قرءانيه سنجده :

    اولا : شديد الكفر (ما اكفره)

    ثانيا : ظلوما جهولا

    ثالثا : عجولا

    رابعا : لربه كنود

    لفظ (كنود) من جذر (كند) وهو جذر عربي قليل الاستخدام وتخريجاته اللفظيه في منطق البشر قليله ونادره مثل ما سمعنا في التاريخ عن قبيلة في العراق اسمها قبيلة (كنده) .. لفظ (كند) في علم الحرف القرءاني يعني (منقلب مسار ماسكة بديله) وعندما يكون اللفظ (كنود) فيكون اللفظ على معني حرفي (منقلب مسار ماكسة لـ رابط بديل) ومنه يكون لفظ (لـ كنود) يعني (منقلب مسار فاعليه) لـ (رابط ماسكه بديله) فافعال الانسان لـ ربه ينقلب مسارها لـ رابط ماسكه بديله فعلى سبيل المثال نجد ان المسلمين يقومون بتفعيل الدين من خلال ماسكة روائية تاريخيه فهم لا يقيمون الدين فطرة كما طلب الله (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله) الا انهم يتمسكون برواية مشايخ السابقين وهي ماسكة بديله في قيمومة الدين وكذلك هجروا القرءان بنص قرءاني عظيم واستبدلوه بأراء مذهبية بشرية المنشأ والنفاذ ونسمع القرءان وننصت فنرى تلك الحقيقة جاءت على لسان عربي مبين في قرءان مبين

    { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
    انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ } (سورة آل عمران 144)

    وكذلك جاء استبدال ماسكة الدين في بيان قرءاني عظيم

    { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُورًا } (سورة الفرقان 30)

    اما غير المسلمين فكانوا في فاعليات الدين قد قلبوا مسار رابطهم الديني بماسكة بديلة متميزة الوضوح مثل عبدة النار او الاصنام او امثالهم

    العقل البشري عموما وبما منحه الخالق من صفات عقلية في مستويين عقليين رفيعي المستوى وهما (المستوى العقلي الخامس) و (المستوى العقلي السادس) يدرك يقينا بوجود خالق خلقه وخلق جسده وقدراته كبشر متميز الا انه استبدل ماسكته العقلية الفطرية التي تربطه بربه فانحرف عن المسار وهو قدر مقدور بل هو (استحقاق خلق) كما نراه (مثلا) في طبيعة خلق الذئب الذي يفترس الارانب او كما نرى في طبيعة الخلق ايضا ان حيامن الذكوره بالملايين التي قد لا تعد الا ان بضعة حيامن فقط من تلك الملايين الضخمه تقوم بتأمين وسيلة التناسل سواء في الانسان او الحيوان او النبات !! لذلك يقوم التساؤل الكبير في عقل الانسان خصوصا الباحث في سنن الخلق (لماذا هذا) !! هل هو هدر في الخلق ؟؟ او هو حكمة خالق ؟؟ الا ان العقل الماسك بعرى وثقى مع ربه سيدرك يسير اليسير من حكمة الخالق خصوصا حكمة الخالق في بعض موصوفات خلق الانسان الذي قال فيه ربنا

    { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (سورة الذاريات 56)

    الا اننا لا ندرك بشكل يرضي الطموح الفكري من حكمة العبادة الا اننا قد نرى شيئا بسيطا يصلح للرؤيا الفكرية عند انسان متدين يخضع لما خلقه الله فقط ولا يرضى لشيء جاء من غير الله او من دون الله في مجمل تصرفاته وافعاله بلا استثناء ويتم الرصد الفكري لشخص غير متدين يتلقف كل بدعه وكل مستحدث في الفعل والنظم ونراه هو ايضا عبدا لله رغم انفه فان اعتدى كافر على شخص ما فان فعله سيكون ضمن عبوديته لـ الله ايضا وهو لا يدري لان كل امريء له استحقاقه في الشر والخير بموجب نظم الهية صارمة

    { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة يونس 107)

    فالله من خلال نظمه النافذة يصيب برحمته من يشاء (من عباده) ويصيب غيرهم بالضر حين يخرجهم من رحمته وفي ذلك نص دستوري مبين

    { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (سورة آل عمران 74)

    من ذلك الحراك الفكري التذكيري نقرأ في القرءان ما هو حسم فكري مبين

    { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَـ ءامَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } (سورة يونس 99)

    والسؤال الكبير (لماذا لن يشاء الله ان يؤمن من في الارض جميعا ؟؟) وهو القائل ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون !!

    عندها يتضح لنا ان الله سبحانه خلق البشر وجعله خليفة في الارض وفي الارض مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى فاستعبد الله اولئك البشر كل حسب استحقاقه كيف يكون عندما هداه السبيل

    { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } (سورة الإِنْسان 3)

    فلو لم يكن هنلك شارب للخمر فلن نجد لـ الخمر صانعا

    ولو لم يكن كافرا برزق ربه فلن نجد مرابي يقرض المال ليكون رأس ماله إله رزقه

    ولو لم نجد زاني فلن نجد زانية

    وعلى هذا المنحى الفكري قد نحصل على بصيص فكري محدد يرينا شيئا بسيطا من حكمة الخالق في خلقه اما الوصول الى اصول تلك الحكمة فلم ينالها بشر ابدا لان الله القائل

    { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا } (سورة المدثر 11)

    { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } (سورة يونس 100)

    شكرا لاثارتكم

    السلام عليكم

    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

    تعليق


    • #3
      رد: الاختلاف في معرفة الله دليل ضياع الحق على البشر جميعا

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

      (لماذا لن يشاء الله ان يؤمن من في الارض جميعا ؟؟) وهو القائل ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون !!

      قيل ان اول الدين معرفة الله ,و قيل من عرف نفسه فقد عرف ربه وقيل رأس الحكمة مخافة الله... لكن لم يقل احدا أن الحكمة في مخافة من لا نعرفه ، وفي حديث مشهور( يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت) . وهكذا ظن الكثير أن المحال أن تدرك وأن تعرف الله حتى تكون نبي أو وصي ، وطالما علمونا أننا يقينا لا يمكن أن نكون محمدا أو عليا ولو لمرة واحدة، هكذا أغلق الباب علينا من لا يريدنا أن نعرف الله، وسد في وجهنا كل المخارج لنكون أمة فيها روح محمد وعقل علي وإدراكهما لمعنى الألوهية المطلقة، ومن ثم نستمر عبوديتنا لما هو مستحيل حتى يتحول الفشل إلى قانون للحياة، وننقاد كالنعاج حيث يريد الجزار لنا مستقبلا، ينتهي المقال فينا في أحسن الأحوال إلى وصف (بل هم كالأنعام بل أضل سبيلا).

      ، ماذا أراد الله لنا ؟؟؟ وهل يعتز الله بغيابه عن عقولنا وعدم معرفتنا به؟؟؟

      انها الرشوة التي توارثناها في فهمنا لمن هو الله، بل علينا أن نؤمن بأنه هو الذي دعانا لنكون الأقرب له وعليه من أنفسنا، ومن أراد القرب عليه أن يعرف أولا حدود ووجود وجهة من يراد له المقربة، وإلا أصبحنا نسير إلى الوهم الذي نخلقه في عقولنا ونراود أنفسنا على ذلك ، فنقع في المحظور ونصبح عبيدا جدد لمعاني أستعبدتنا كثيرا ولا خلاص .

      امامنا طريقان :

      الطريق الاول الذي يبدأ من معرفة الطريق فرديا أولا ومن ثم تحديد وجهته (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأتي بكم الله جميعا) لما نريد من الحق والحقيقة .
      الطريق الثاني هو الوثوق بما قاله ابائنا عن الله وعن الصراط المستقيم ،

      أعتقد أن كل الذين تصدروا مشهد المعرفة بالله لم يكونوا أكثر من بشر تخلصوا من عقدة المحال ، وحرروا العقل قبل أن يحرروا معرفتهم فصاروا به أكثر معرفة وأقرب من تحديد الهدف ، وإلا لا يصح أن يكون داعيا إلى الله وهو من تختلط عليه المعاني بتعدد الأسماء ، فيخرج من وهم إلى وهم وصار في فهمنا أنه أكثر من واحد فيضيع ويضيع الحق بدلا أن نمسك الحقيقة من أقرب أطرافها العقلية واصبح الله تعالى المجهول الذي لا نعرفه ... هل هو الله الذي قالوا لنا عنه ووصفوه ورسموا لنا صورته ، وهل هو الله الثالث الذي أختلفنا حوله وفيه وعليه ، ام هو الله الذي قالوا عنه سيكون أقرب لنا ومنا يوم الملاقاة والحساب ، وهناك الله الذي نتقاتل من أجل عجزه أن يفعل ما يريد فأخذنا زمام المبادرة عنه وكنا عليه أوصياء ، فهل الله بعد ذلك واحد موحد أحد كما يدع المتفيقهون علينا به ، أظن أن الذي نحن فيه أننا في كل ما نعرفه مشركون ومتشاركون في الجهل ، ولا ينفعنا أننا نعبد ما لا نعرف ولا نعرف ما نعبد ، وتلك المصيبة أننا نصر أن يبقى الحال على ما هو عليه حتى يأذن الله أن يكون ما يريد.

      قالوا لنا أنه ما من مانع ان تتسور بمذهب من المذاهب من أجل أن لا يأتيك الشيطان فتزل قدم بعد ثبوتها ، ولكن لماذا نخاف من الشيطان انه ليس له علينا سلطان ولمَ لا نكون ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ولمَ لا ندع عنا أغراء الخوف المصطنع ونمضي حيث تؤمر ستجد الله أمامك وخلفك وبعدك وقبلك وفيك هو .

      قبل العزم لا بد أن نتخلى عن كل الألهة التي عرفناها أو اللائي عرفونا بها ، وأتجه للفراغ الذي لن تملئه الا من يبلغ رشد العلم حتى يكون وصيا لرسول في درجة نبي أو ولي بالمعروف .لا بد أن أعرف ذلك الذي لا تدركه الأبصار لكن تعرفه فهما وتتبع ما يلقيه من أثر وآيات في الوجود ، فنكون على أقل تقدير في أقرب نقطة يمكننا فيها أن نعرفه إجمالا ، كما تحدث عن نفسه واحدا بلا عدديه وأحدا بلا تثنية . لنثبت أو ننفي ونحن أمام حاجة لأن نثبت ما تقدم.

      ومعرفة الله والدين القيم ليس سوى فكرة للعقل وصل اليها الواصلون بطريق خاص وعليه أن يتعامل معها كتجربة {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}سبأ 24 . ( وعلينا ان نصل على من وصل ) لا ان يكون معرفة الله والدين القيم مجرد نقل معلومات وتجارب الاخرين وخزنها في العقل وترديدها كأنشودة وغناء ولا يجوز ان نتكئ على ما نقل الينا عن الله والدين القيم ، حيث إن الله يخاطب العقلاء ، لأن غير العقلاء غير مخاطبين بالتكاليف إجماعاً ، ولذلك فإنه لا مجال لفهم الله والدين إلّا عن طريق العقل ، ولا مجال لتطبيق النص إلّا من خلال العقل ، ولا عمل للنص إلّا في دائرة العقل ولا إعمال له خارج دائرة العقل والفهم والاستيعاب).

      دور النقل والخطاب الديني هو انه يخاطب الناس أي تذكرة الناسين ويقوم بايقاظ العقل من حالة النسيان لحقائق التي لا بد له أن يعرفها بموجب وظيفة العقل الطبيعية ، مما يعني أن الحكم الديني أو الأمر الديني والقصص والأمثال والتنبيهات وما أراد الله في أن يكون من النقل، هي أو هو جزء من المنظومة العقلانية الطبيعية ، ولكن تخلف العقل عنها هو الذي جعل النقل يعيد طرحها ليذكره أن ما يريد الله منا هو عين ما يعلمه العقل أو يجب أن يعلمه العقل بالضرورة ...

      فلو كان مضمون ما ذكر عن الله والدين غير قابل أن يكون بذاته معقولا لما كان للعقل أن يقبله .

      لذلك وصف الذين لا يؤمنون بالذكر على أنه حقيقة يعود لمسألة الكفر بالعقل أولا والجهل بقضية العقل من قبل {مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} المائدة103.

      جائت الايات لقوم يعقلون و (أمثالها) وما يعقلها الا العالمون

      الله صنع وخلق الإنسان مستويا قابلا لأن يفهم ما يدور حوله ومستعد لأن يتبنى الموضوعات الطبيعية بما فيها الحقيقة ، ودور النقل والمعارف المكتسبة فقط تذكير بها وجعلها حجة على من تناسى أو تجاهلها او غفل عنها عن عمد أو غفلة أو عجز، فمن ليس لديه الأستعداد الطبيعي لذلك فهو لا يعقل ما يصله من نقل عن الله والدين القيم حتى لو وصله كاملا وواضحا وجليا من خلال المحمول الفكري الديني :

      {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ}يونس42.
      {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}القصص51.
      {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}الزمر27.
      {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}الدخان58.

      هل يعني ذلك أن التجربة النبوية الشريفة وتجربة الوصي في معرفة الله بما حملت من فرادة وأبداع أنتهت ولم يعد بالإمكان تكرارها ؟؟، لو تخلصنا من كل القشور والأفكار التي لا تنتمي للرسالة ، وحاولنا أن نستكشف الدين من جديد كانه ينزل علينا الآن ، وأتبعنا منهج الإنسان الرسول في التعامل مع الأخر المماثل والمختلف على أنه نسخه ثانية منا ، يمكن وبأقل التكلفة أن ننجح في أعادة أحياء التجربة المحمدية ، أما لو بقينا نتمسك بالإرث التاريخي والروائي ونحاول أن نفتش عن إبرة الحقيقة في كوم قش الباطل ، فقد نحتاج إلى آلاف السنين الأضافية ولم ولن ننجح لأننا ما زلنا نتمسك بأن ما أضيف وتراكم وتجذر من أعتباطيات وأجتهادات الساسة المتدينون والمتدينون الساحة إلى الوعاء الفكري الإسلامي هو من جنس الصح والحقيقة.

      فليس للاخرين من حولنا سوى التذكير والنذر ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) الاحقاف . ( قل يا ايها الناس انما انا لكم نذير مبين)

      ( فذكر انما انت مذكر * لست عليهم بمصيطر)

      فالمعرفة المنقولة الينا عن الله من المذكر و الكاهن والمفتي والخطيب واهل الذكر لا يتعدى حدود التذكرة, وعلى العقل الحضور ليقيم الذكرى والذكرى لا تقوم الا لمستحقيها

      { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)

      فليس كل ذكرى يؤهلها اهلها تسري في عقول الاخرين ذلك لان لـ الذكرى مرشحة ترشح الذكرى وفق منظومة الهية التكوين والنفاذ تخص بنية العقل البشري وكينونته

      { وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ } (سورة الصافات 13) وسوف يلاقي الانسان وحده مصيره ( عليكم انفسكم ) فمسك العلة يجب ان يكون من نفسك .. لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة..(ذرني ومن خلقت وحيدا )

      الاشكالية ممكن حلها بالاية الكريمة

      { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة الروم 30)

      الفطرة تقول اذا كنت جاهلا ولا تعلم فاتبع العالم في كل شيء وعليك ان تطيعه (واطيعوا اولي الامر منكم) فالتابع هو الذي يولي المتبوع امره كما في بناء المنزل او في الدين او في غيره

      المشكله الحقيقيه والاكثر تعقيدا هو (سلامة الفطرة) فـ بيئة الناس المجتمعية تكون سببا مباشرا لتدهور الفطرة وانقطاعها عن حاملها فهي فطرة لا تتحرك ايجابيا بل يمكن ان تتحرك سلبا كما في فكر الالحاد مثلا او في الفكر الاباحي او الافكار المستحدثه التي تطفو على مسطحات مجتمعيه تؤدي الى تدهور الفطرة السليمه ويمكن ان نرى مثالا ماديا لمثل هذه الحاله فمن يشتري حاسب الكتروني جديد فهو سيقتني حاسبة مفطوره من قبل صانعها وهي وان حملت فيضا كبيرا من البرمجيات الا انها فطرة خام سرعان ما تمتليء بالحسن او بالسيء او بكليهما فلن تبقى فطرة الحاسبه كما صنعها الصانع وهذا حال ينطبق على فطرة العقل الانساني عموما

      تلك الاشكاليه تم حلها دستوريا بموجب النص التالي

      { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (سورة النحل 43)

      واذا كان الخطاب للرسول عليه افضل الصلاة والسلام فانه منقول لكل المتصلين بالعلة المحمدية الشريفة كما انتقلت الصلاة منه الينا وهي من مصدرية (علمه شديد القوى) فـ العلة المحمديه في النظام الكوني يحملها كل من شهد ويشهد ان محمدا رسول الله

      ولا تعجل بالقرءان من قبل ان يقضى اليك وحيه

      أمر الدين بيد الله واهل الذكر لا يتعدى تذكرة الاخرين والتذكرة لا تقوم الا لمستحقيها فللتذكرة مرشحة ترشح كل ذكرى الا لمستحقيها تخص بنية العقل

      { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } (سورة يونس 100)

      فمن (يعقل يؤمن) ومن يتخلى عن عقله (لا يعقلون) فيكون (الرجس) مجعولا في بنيته العقلية فلا يهتدي ولا يذكر لانه خاضع الى منظومة خلق متينه لا تخضع لرغبات المؤمنين ولا رغبات الكافرين بل لها مسار حكيم يتحكم بمصير كل شي حتى في رطب ويابس او في ورقة تسقط لذلك فان امر الهداية للدين لا يمكن ان يتصدى له بشر مثلنا وما كان لسيد الخلق محمد الامين قدرة على هدي الناس الى شؤون دينهم بالقدر المحدود الذي يكلفه بالتبليغ وعدم كتمان ءايات الله

      { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)

      لم يبقى امامنا الا التعقل ... كيف نتعقل؟؟؟

      ملاحظة الكلام باللون الاحمر مقتبس من كلام الحاج الفاضل عبود الخالدي

      السلام عليكم

      تعليق


      • #4
        رد: الاختلاف في معرفة الله دليل ضياع الحق على البشر جميعا

        المشاركة الأصلية بواسطة اسعد مبارك مشاهدة المشاركة


        لم يبقى امامنا الا التعقل ... كيف نتعقل؟؟؟


        السلام عليكم

        شكرا لبهاء حضوركم اخي الكريم

        قلمكم الحر مدعاة للامل فالحرية اليوم هي في التحرر من ملصقات الماضي والحاضر والافلات من قبضة الفكر المتقهقر في عقولنا لـنتعقل كما خطه قلمك الحر اما كيف ؟؟؟؟ فقد بانت الكيفيه على صفحات هذا المعهد الفريد بطرحه المتحرر من قيود الماضي الرافض لقيود الحاضر ليقرأ القرءان كما يجب ان يقرأ (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) لننذر به قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون

        اكرر اخي الكريم ان في قلمك امل ترتجيه عقولنا

        وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ـ سورة التوبة الاية 122

        سلام عليك

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
        يعمل...
        X