دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دراسة في انتشار محاصيل جديدة في الأيام الأولى للعالم الإسلامي ( د.أندريه م.واطسون)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة في انتشار محاصيل جديدة في الأيام الأولى للعالم الإسلامي ( د.أندريه م.واطسون)

    دراسة في انتشار محاصيل جديدة

    في الأيام الأولى للعالم الإسلامي
    الجزء الاول




    منقول ( تحريرا من دراسات قديمة لموسوعة العربي )
    للدكتور أندريه م.واطسون
    عرض وتلخيص: الدكتور محمد نذير سنكري
    أستاذ بكلية الزراعة – جامعة حلب

    مقدمة هذا الكتاب تقول عن الجغرافيين وكتاب الزراعة والكتاب الآخرين يذكرون جميعا أن الأراضي في العالم الإسلامي وزراعتها قد تغيرت بشكل معنوي خلال الفترة الإسلامية الأولى بالمقارنة مع الأزمان السالفة،وخاصة بالنسبة لزراعة أنواع وأصناف ما كانت معروفة سابقا في معظم أجزاء ذلك العالم، أو كانت معروفة قليلا ما قبل فترة الإسلام.وقد كانت لعمليات الإدخال النباتي تلك أهمية كبيرة في نقل المحاصيل النباتية الى آفاق
    جديدة ,
    وهذه المحاصيل الجديدة كانت عبارة عن أشجار فاكهة وخضار ومحاصيل وحبوب.

    وتشير مراجع تلك الفترة التاريخية إلى ظهور أنواع جديدة إستعملت كمصادر للألياف أخرى للتوابل والمشروبات أو للأغراض الطبية التخديرية أو التسميمية، وأخرى للعطور،الأذهان وغيرها للمحسنات (الماكياج)، أخرى كمطيبات لماء الشرب بالإضافة إلى المكسرات الجديدة.

    ظهر في نفس الفترة كثير من الأزهار
    ونباتات مزينة بالإضافة إلى عديد من الأعشاب الجديدة،كما ربيت أيضا كثير من الأصناف السلالات التي تعطي مذاقات أو طعوما مختلفة.وقد حاول الكاتب إعطاء أمثلة عن تلك من كتابات الجاحظ في القرن التاسع والتي نذكر فيها أنها 370 صنفا من البلح كان يوجد في أسواق البصرة، ومن كتابات ابن وحشية في القرن العاشر، والذي ذكر أن أصناف التمر والبلح في العراق لا تعد.

    وتبع لابن الرستة
    rustaالذي عاش في أوائل القرن العاشر ،، فإن حول صنعاء فقط كان هناك حوالي (78) صنفا من العنب وكذلك كتب الأنصاري عن قرية صغيرة في الشمال الإفريقي في 1400 للميلاد ذاكرا أنها تنتج (65) صنفا من العنب و(37) صنفا من الكمثرى و(28) صنفا من التين و(17) صنفا من المشمش، إلخ.... كما ذكر البدري أن (21) صنفا من المشمش و(50) صنفا من أصناف الزبيب وستة أصناف من الورد تزرع حول دمشق.

    وقد كتب عبد اللطيف البغدادي في أوائل القرن الثالث عشر واصفا الأصناف المختلفة من الحمضيات الموجودة في مصر، ذاكرا أن هذه كانت (تهجن) مع بعضها لإنتاج ما لانهاية له من أصناف.

    وقد أدخلت هذه الأنواع والأصناف النباتية الجديدة طرقا جديدة في الاستهلال واستغلال الأرض،وطورت زراعة الحمضيات وقصب السكر والقطن، إلخ...
    وقد استعرض الكتاب آراء ولمحات عن نشأة وانتقال وانتشار ثمانية عشر نوعا (18) منها غذائي ،وواحد ليفي من مناطق مدارية أساسا إلى مناطق شرق أوسطية أو متوسطية.وقد جاءت هذه الحقائق لتملأ فراغات عملية لم تشر إليها دراسات مستشرقين آخرين بنفس الطريقة النظامية العلمية من المعالجة.أي أن الكاتب قد وضح الدور الكبير الذي قام به العرب في عمليات الأقلمة النباتية، وقد أشار إلى أنه قد طورت خلال الفترة الإسلامية مثلا أصناف جديدة منالذرة Sorghumوالحمضيات كانت أكثر ملاءمة للظروف الشرق أوسطية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ


    المؤلف والكتاب
    يعتبر هذا الكتاب من الكتب المرجعية الحديثة الفريدة من نوعها والتي كتبت حتى الآن في موضوع دور الحضارة العربية في الثورة الزراعية التي تحققت في القرون الأولى للتحرير العربي. ومؤلف الكتاب هذا أستاذ جامعي كندي ومؤرخ ومحقق واقتصادي تاريخي، وقد استطاع الكاتب واطسون سبر أغوار كثير من الموسوعات والمراجع والمصادر العربية التراثية والتي تعتبر مجهولة بالنسبة لغالبية المثقفين الزراعيين والاقتصاديين اليوم،وقد توصل إلى نتائج علمية دقيقة تظهر عظمة الدور الحضاري الزراعي للعرب والمسلمين، كما تظهر نتائج إدخال النباتات والأنواع الجديدة في النمو الاقتصادي للمنطقة، كما تظهر نتائج الوحدة السياسية والأمن بالتفاعل مع مبادئ الإصلاح الزراعي وتحذير الإنسان التي جاءت بها هذه الحضارة.



    sigpic

  • #2
    كما أشار في مقدمته أيضا إلى أهمية العرب اليمنيين في نقل التقاليد الزراعية وتطوير الزراعة في مناطق شاسعة بعد أن انتشروا عبر العالم الإسلامي، وسكنوا أسبانيا وأذربيجان وسورية والعراق ومصر.كما تحدث عن أهمية المغاربة في تطوير الزراعة في أسبانيا، حيث كان لكل من العرب اليمنيين والمغاربة تقاليد زراعية متأصلة.

    كما أشار إلى أهمية التفكير العربي في تطوير الزراعة، وقد وجه الانتباه إلى ما كتبه ابن عبدون في أن الأمير يجب أن يوجه العناية الكاملة لزراعة الأرض والحفاظ على التربة والمعاملة الجيدة للفلاح.
    كما وأشار إلى ما ذكرهLambtonالذي استعرض التعليمات التي أعطيت إلى مالك بن الأشتر من أجل توجيه العناية إلى الأرض ومن بعد ذلك إلى الخراج، لأن الخراج لا يمكن أن ينمو إلا عن طريق تنمية الزراعة نفسها.

    وكذلك إلى ما كتبه المسعودي عن الخليفة المعتصم الذي تكلم عن فوائد الزراعة ذاكرا أنها تغذي الحيوانات وتخفض من أسعار المواد الزراعية وتعدد المصادر التجارية وتساهم في رفاهية الناس.

    وقد اقترحت في تقريري المتقدم إلى معهد التراث العملي العربي بجامعة حلب 1987 وفي لقاءات شخصية مع الكاتب أن يتوسع في:
    - استعراض الأسس الفكرية للتطوير الزراعي ودوافعه عند العرب والمسلمين والتي أدت إلى حركة المحاصيل تلك وإلى الامتداد الزراعي الأفقي والرأسي.
    - استعراض دور العرب والمسلمين في نشأة المراكز الثانوية للتطور Secondary Evolution Centersوذلك للنباتات المزروعة وخاصة بالنسبة لمراكز اسبانيا وشرق أفريقيا وأفغانستان وتركيا والساحل المتوسطي.


    المحاصيل الجديدة:
    وبعد المقدمة قام الكاتب في القسم الأول من الكتاب بدراسة التقويم الزمني أو الترتيب الزمني لانتشار وزراعة المحاصيل الجديدة وأصنافها الجديدة، وقد قام بإلقاء الأضواء حول انتشار محاصيل الذرة والأرز والقمح، والذي يعود للعرب فضل نقله للشمال الأفريقي وقصب السكر وقطن العالم القديم والبرتقال الحامض والليمون واللومياء (ليمون البنزهير) والليم (اليوسفي) والأترج والموز وجوز الهند والبطيخ الحمر والسبانخ والخرشوف (الأرضي شوكي) والقلقاس والأنب (الباذنجان) والأنبج (المانغو).والفقرات المختصرة التالية تعطي لمحات حول انتقال هذه المحاصيل:

    الذرة ( الجاروس ) :
    لقد أعطى الكاتب لمحات وإشارات هامة حول الحركة الانتقالية لهذا المحصول ما بين أفريقيا وآسيا ( الهند)في التاريخ العربي ،ودور العرب والمسلمين في تطوير الأصناف الجديدة المقاومة للجفاف والتي لاءمت الظروف الزراعية البعلية في المناطق المتوسطية التي تنعدم فيها الأمطار الصيفية .
    وأحب أن أبين أن عددا من الباحثين المختصين في الذرة يحاولون تطوير الأصناف الجديدة عن طريق جمع تراكيب وراثية هامة من طرز وأصناف شرق أفريقيا مع تلك الآسيوية ,
    لم تكن معروفة ( Sorghum) ولكنني لا اتفق مع الدكتور واطسن في ان الذرة
    في جزيرة العرب قبل الإسلام وذلك لعدة أسباب :
    أن الحركة التاريخية لانتقال المحاصيل ما بين ( اليمن ) و( أثيوبية ) كانت حركة وثيقة،وذلك منذ بدأت الهجرات العربية إلى شرق افريقيا لتكون


    الشعب الأثيوبي والشعب الارثيري والشعب الصومالي عن طريق التزاوج مع شعوب شرق أفريقيا ، ثم الهجرات المعاكس أو عمليات الغزو اللاحقة .
    إن السبئيين حكموا شطري الأرض على جانب البحر الأحمر من مأرب ,وزراعة مأرب التي كانت أساسا تعتمد على الري الحياضي من سد مأرب التوزيعي ، كانت لا شك تعتمد على محصول حبوب أساسيين مقاومين للجفاف هما الدخن والذرة .
    هناك إشارات لاستعمال الذرة في الخبز عند العرب القدامى حيث كان يطلق على الذرة اسم ( الثم ) وجذر ( الثم ) واسم ( الثمام ) والتي تعني
    Panicumهي من الجذور والكلمات القديمة في اللغة العربية .

    كان العرب العدنانيون يقومون برحلات الشتاء الى اليمن ، كما كان القحطانيون يقومون
    برحلات مستمرة إلى شرق أفريقيا للاتجار ،وكانوا لا شك يجلبون معهم الذرة التي مارسوا زراعتها كمحصول شتوي مابين تهامة وتعز ،وصيفي في المرتفعات على أقل من 2200م تقريبا .
    sigpic

    تعليق


    • #3
      القمح :
      لقد درس الكاتب الحركة الانتشارية للقمح ودور العرب والمسلمين في انتقال أصنافه وتطوير أصناف جديدة منه ، وقد ذكر ان الشمال الافريقي لم يعرف القمح الصلب الا بعد الفتح العربي ، وان الطبق المغربي الشهير ( الكسكسي ) كان نتاجا لزراعة القمح الصب هناك ، كما عرف العرب الخصائص التخزينية للقمح بشكل جيد وارتباط ذلك بالعوامل البيئية ، فالأقماح المخزنة في المناطق الساحلية تفقد حيويتها في وقت أقصر بالمقارنة مع الأقماح المخزنة في المدن الجافة .
      كما ولم اتفق مع الكاتب الذي أشار إلا أن العرب لم يميزوا ما بين الحنطة والبر،
      فالحنطة ومن الفعل الذي اشتقت منه ، حنط ، ترتبط بالقمح الصلبTriticum durum
      في حين أن كلمة البر والتي ترتبط أساسا بالخبز تشير الى القمح الطري(Triticum aestivum


      قصب السكر :
      على قصب السكر قامت صناعة السكر في المشرق العربي ،ومن المشرق انتقل القصب عبر الشمال الآفريقي الى الآندلس والى جزر البحر الآبيض المتوسط ,وقد سبي ملوك قبرص مزارعين عرب لضمان استزراعه هناك ,ولو ان الكاتب لم يعلق على ما ذكره ابن وحشية حول زراعة قصب السكر في وادي دجلة في القرن العاشر الميلادي ، الا ان ذلك يدل دلالة قاطعة على انتاج العرب لآصناف من طرز تميزت بالتاقلم المسبق للبرودة النسبية في وادي دجلة ,
      الا انه قد يشك في بعض الكتابات التي أشارت الى زراعة القصب حول حلب هو سهل العمق والشاطئ الممتد ما بين اسكندرية واللاذقية , واذا ثبتت زراعة القصب من قبل العرب حول حلب فان ذلك يعني قطعا حصول زراع حلب على صنف شديد المقاومة للبرودة ،ومثل هته المقاومة لا تتوفر في كثير من قصب السكر المعروفة اليوم.

      القطن :
      ولقد وصل الكاتب الى نتيجة هامة في هذا الفصل وهي نظرا لوجود الكثير من الآسماء العربية للقطن في جزيرة العرب والتي تختلف عن الآسماء الهندية فان ذلك يعني قدم استعمال القطن في جزيرة العرب .ولكن هل تعني تلك النتيجة ايضا ان العرب قد عرفوا نوعا ينتمي لغير القطن الشجرياGossypium argorium او القطن العشبي Her baceum
      استطاعوا انتاجه من الطرز البرية للنوع البري الذي يشير بعض
      في انواع القطن اى وجوده في اليمن وجنوب الجزيرة وشرق افريقيا .

      الموز:
      اميل الى دعم راي حميد الله في ان اصطلاح القمح ، وكما جاء في القرءان الكريم بالعبارة المزدوجة (( وطلح منضود )) هو احد أصناف الموز الجيدة ، أما اصطلاح الطلح اليوم في جزيرة العرب والشمال الأفريقي فيدل على نوع او أكثر من أنواع Acacia الجنس
      من المحتمل أن الموز ينمو في بعض الوديان ذات الغطاء النباتي الكثيف في الشريط العماني اليمني قبل ظهور الإسلام ،خاصة وان هذا الشريط مازال
      يوجد فيه أنواعRelicsأثرية لآنواع قريبة تنمو في الحزام الهندي ـ
      الماليزي.

      يتبع ...باذن الله تعالى بـ ( الجزء الثاني من الملف ) ...





      sigpic

      تعليق


      • #4
        الآصول العربية
        في القسم الثاني قام الدكتور واطسون بدراسة طرق الانتشار الخاصة بتلك المحاصيل . وقد اشتمل هذا القسم على آراء حول طرق الانتشار تلك . ويؤكد الكاتب ان انتشار هذه النباتات قد ثم مع انتشار الاسلام أو اكتسب حركة مع الاسلام ، على عكس الحركة الانتشارية المحدودة جدا خلال الفترة البيزنطية .وقد اشار الباحث الى ان الكثير من النباتات الجديدة هذه لم تكن معروفة عند البيزنطيين ، كما لا يوجد لهذه النباتات أسماء في اللغة اليونانية حتى القرون الوسطى ، وكان الكتاب الزراعيون البيزنطيون يرددون الكتابات الزراعية القديمة للفترة (259ـ 260 ) حتى القرن العاشر الميلادي .

        كما اكد انه لم يكن للصليبيين دور في انتشار المحاصيل الا على نطاق ضيق جدا .وقال الباحث أيضا ان من العوامل الهامة التي ادت الى ذلك الانتشار هو الوحدة السياسية لاقطار العالم الاسلامي تحت حكم واحد ولغة واحدة ودين واحد ونظام قانوني واحد .

        وفي
        Glosarioالاسباني ثم ذكر 726 نوعا نباتيا أعطيت فيها أسماء لاتينية جديدة
        بعد أن نقلت عن اللغة العربية ولكن واحدا منها فقط كان من أصل لا تيني ، في حين
        أن أصول كل الأنواع الباقية عربية .

        وفي القسم الثالث قام الكاتب بدراسة آليات الانتشار ، وقد تساءل في هذا القسم عن الذين نقلوا هذه المحاصيل إلى العالم الإسلامي وعن الذين نقلوها من جزء إلى آخر .

        والواقع ان الذين قاموا بهذا الدور هم كثر .ولا اوافق على الرايالذي طرح في ( الصفحة 268) في ان الذين قاموا بالدور الآساسي في عملية النقل هم الفلاحون انفسهم أثناء هجراتهم ، وهذا الراي يقلل لا شك من دور العلميين الزراعيين العرب والحكام الذين احبوا الزراعة وحرصوا على ادارة الآراضي الخراجية ( ملك الامة ) وزيادة انتاجها وتنويعه . كما ان هذا الراي يناقض في بعض جوانبه ما ورد في الصفحات ( 39 ،391،392،393) من دور الخلفاء في ارسال البعثات وانشاء الحدائق النباتية ( وزير الخليفة المهدي ، عبد الله بن طاهر امير مصر ، خمارويه ، عبد الرحمن الداخل ، الخليفة المامون ، الخليفة القاهر ، ملوك الطوائف من الاندلس ، السلطان المملوكي قلاوون ، سلاطنة اليمن ، المرابطين الموحدين في المغرب ) ، وكذلك يناقضه ماذكره الكاتب بعد ذلك في قيام العلماء الزراعيين والنباتيين العرب بالجولات المختلفة ( ابن بصل الاندلسي ، ابن البيطار ) ونتيجة لحركة العلميين العرب فقد وسعوا المعرفة النباتية للاعشاب الطبية المنتشرة عبر معظم اقطار ذلك العالم .
        مثلا ذكر ان ابن البيطار وصف (200) نبات جديد يستعمل طبيا لم يشر اليها ديسقوريدوس Discoridos


        sigpic

        تعليق


        • #5
          البيئة والنبات :
          وقد اوضح الكاتب ما كان للاهتمام بالري ونشر الزراعة المروية من اهمية في تطور الزراعة في العالم الاسلامي . ولكن هناك افكار تحتاج الى المزيد من المناقشة والتوضيح خاصة بالنسبة للراي القائل بان مساهمة المسلمين في ميدان الري ووسائله الجديدة كانت اقل من نشر الوسائل التي كانت قبل الاسلام ولكن على نطاق اوسع بعد ان كانت تلك الوسائل تستعمل على نطاق ضيق ( ص336 ) .

          وحبذا لو تمت الاشارة في نفس الوقت الى الاكتشافات في ميدان الري والتي درسها الدكتور احمد يوسف الحسن مثلا .

          وقد أشار الباحث في نفس الوقت الى دور المسلمين في نشر نظام القنوات من بلاد فارس الى الشام فمصر والمغرب . وفي هذا الصدد يوجد تساؤل هام وهو عن مكتشف نظام الافلاج الذي تطور في عمان وجنوب الجزيرة العربية والذي يختلف قليلا عن نظام القنوات ؟

          وقد ادى الاهتمام المتزايد بالري والزراعة الى مد الزراعة المروية ما بين البصرة وبغداد حتى كان صياح الديكة في الصباح الباكر يسمع من بيت الى بيت ما بين هتين المدينتين ( الاصطخري ).كما أشار الكاتب الى بعض الدراسات الاخرى الخاصة باراضي السواد مثل تلك الخاصة بـ(Susa)
          والتي ذكر ان مساحة اراضي السواد التي كانتخاضعة للخراج تساوي 125 ألف كيلو ميترا مربع ، كما ادى ذلك الاهتمام الى نشاةكثير من المدن في اوائل العهد الاسلامي والى زيادة عدد سكان المدن .

          ويستدل الكاتب من ذلك على مدى التطور الزراعي وزيادة الانتاجية الزراعية التي مكنت
          من دعم ذلك المجموع السكاني الكبير على عكس الوضع في اوروبا في القرون الوسطى حيث لم تكن هذه العوامل فعالة . كما ذكر الكاتب ان الري وانتشاره كان أساسيا في انتشار المحاصيل الجديدة ، وخاصة الآرز وقصب السكر ومحاصيل الخضار الجديدة .

          ومن الافكار الهامة التي أشار اليها الكاتب وتحتاج الى أمثلة هي ان المسلمين قد استعملوا للري أنظمة متكاملة .
          sigpic

          تعليق


          • #6
            الاصلاح الزراعي :

            لم يتوسع الكاتب في موضوعات الارض وحيازتها ، الا انه اشار اشارات هامة الى الاصلاح الزراعي عندما طبق في عدد من الاقطار ، ذاكرا ان تقسيم الارض الى حيازاتصغيرة كان له دور في الابداع الزراعي وزراعة المحاصيل المنافسة الاقتصادية ، كما اشار الكاتب الى انخفاض الضرائب الزراعية في العصور العربية بالمقارنة مع ما كان يدفع أيام الساسانيين او الرومان او البيزنطيين . الامر الذي ادى الى النمو الزراعي .

            وذكر أن العشور أو أنصاف العشور لم تكن مفروضة على المحاصيل الصيفية أو ان القطن أو الذرة لم تكن من المحاصيل التي تؤخذ عليها العشور .خاصة وان هذا الموضوع كان مثار خلاف بين الفقهاء ( يمكن مراجعة الدراسات التي نشرتها تحت عنوان مطالعات في الاقتصاد الزراعي عند العرب
            المسلمين ) .

            من الافكار الهامة المشجعة والتي أشار اليها الباحث أيضا ما يلي :
            ـ ان تخفيض الضريبة الزراعية الى نصف العشر على المزروعات ( بالآلة ) شجع على الري غير ( مسيحي )
            ـ أن اعادة الاراضي التي تهمل زراعتها الى الدولة ادت الى تشجيع الزراعة .
            ـ يذكر الكاتب ان الفاتحين العرب حرروا المناطق الزراعية من كثير من الطرائق التي كانت متخلفة اقتصاديا .
            ـ يذكر الكاتب أن الآساليب الزراعية الجديدة ادت الى ادخال المزيد من الآراضي والعمل في الزراعة ، كما جلبت مزيدا من الانتاج الى السوق ، وأطلقت قوى التنافس عن طريق القوانين التي تكافئ المجددين والمطورين للزراعة .

            يتبع ...باذن الله تعالى :::..
            sigpic

            تعليق


            • #7
              وقد ناقش الكاتب بعض الشبهات التي يوردها بعض المستشرقين وأظهر النظام الإسلامي لم يربط الفلاح بالأرض على عكس النظام الروماني أو الساساني . كما بين الكاتب ظهور العمل الزراعي المأجور الذي لم يكن معروفا قبل الإسلام .

              إلا أنني لا أوافق الدكتور واطسون على الحاشية التي جاءت من حيث أن الملكية الجماعية للأرض جاءت بناءا على الأفكار التي طرحها الخليفة عمر بن الخطاب في حديثه الشهير والمعروف في كل كتب الخراج والتي أمم بموجبها الأرض المفتوحة لمنع تمركزها بأيدي قلة من الناس (تراجع الدراسة التي كتبتها عن ملكية الأرض في الإسلام) .


              أما القسم الرابع فقد درس فيه الدكتور واطسون النباتات الجديدة في الاقتصاد. وقد ناقش واطسون في هدا القسم الثورة الزراعية في العالم الإسلامي وأسبابها ورأى أن بعضا من ،هده الأسباب هو:

              - دخول الزراعات الصيفية إلى شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط بعد أن كانت غير معروفة في المنطقة .
              - إلغاء التبوير أي زراعة الأرض سنويا بدلا من التقليد الروماني أو اليهودي القديم وهو زراعة الأرض مرة كل سنتين. بل وحتى مصر البيزنطية ورغم طمى النيل كانت تزرع مرة كل عامين.
              - إدخال المسلمين مبدأ التكثيف الزراعي بمعنى زراعة الأرض المروية مرتين أو ثلاث مرات كل عام.
              - استعمال الأسمدة العضوية من المصادر الحيوانية المختلفة واستعمال الدم أو البول أو العظام المسحوقة والقرون أو الرماد، أو المخلفات النباتية ، أو مخلفات الزيتون كأسمدة (هل استعمال مخلفات الزيتون أو بعض مخلفات الأشجار المثمرة عند المسلمين يعني معرفتهم ولو معرفة غامضة بموضوع الهرمونات النباتية الحاثات)؟
              - مد الزراعة البعلية لبعض المحاصيل الصيفية كالبطيخ الأحمر والذرة.
              - مد زراعة القمح الصلب الى مناطق اجف من التي كان يزرع فيها.
              - إحياء الموات وتجفيف البطائح وإدخال حيوانات جديدة مثل الجاموس.
              - الزراعة حتى في الأرض السيئة والري بالمياه المالحة.
              - استعمال الدورات الزراعية التي دخلت فيها النباتات القرنية.

              وقد احتوت مخطوطة أبي الخير الاشبيلي على التسلسل التالي للمحاصيل
              الزراعية في دورة زراعية: لفت ـ كتان ـ شعيرـ قمح.وأميل للاعتقاد أن ترجمة كتب أبي الخير الاشبيلي إلى اللاتينية جعل مبادئنا الزراعية تنتشر في أوربا حيث انتشرت الدورة الزراعية الرباعية في شمال أوربا المشتملة على زراعة: اللفت ـ الشعيرـ البرسيم ـ القمح ، وهده الدورة انتقلت بعد دلك إلى أمريكا (سنكري، 1975)
              sigpic

              تعليق


              • #8
                تطوير الصناعات الزراعية
                -ويصل واطسون إلى خلاصة هامة وهي أن الكتب الزراعية العربية تعطي الانطباع عن مجتمع يدفع بشكل قوي إلى استغلال الحواف الزراعية متطلعا كي يضع الزراعة في أراضي كانت في أوقات مضت غير مزروعة (أي الانتقال إلى زراعة الأراضي الهامشية وحواف البوادي) كما أدت هذه الثورة الزراعية إلى تطوير الصناعات التالية في المجتمعات العربية والإسلامية:
                -صناعة السكر والحلويات.
                -قشر الأرز.
                -القطن وحلجه وغزله ونسجه وصبغه.
                -صناعة الورق.
                -صناعة الجلود.
                -الأدوية.
                -العطور ( بما في دلك الدهان العطرية والطبية المختلفة ).
                -مواد التجميل.
                كما تكلم واطسون عن وسائل نقل التكنولوجيا الزراعية الإسلامية إلى الغرب ذاكرا منها:
                - المستعبدون من المسلمين، ومن الأمثلة على دلك ما قام به قراصنة قبرص في 1400 ـ 1415 من أسر 1500 من المسلمين من سفن سلطان مصر وقد جعلوهم عبيدا. ثم رفض حاكم قبرص تحريرهم على أساس أنهم ضروريون لزراعة قصب السكر.
                - العمال المسلمون.
                - المتحولون إلى الدين المسيحي نتيجة الاضطهاد ( في اسبانيا مثلا).
                - ولكن لم يناقش واطسون إمكانية الاستفادة التي تكون قد تمت على أيدي العلميين الزراعيين والنباتيين المسلمين والكتب الزراعية والنباتية الأندلسية التي ترجمت إلى اللغة اللاتينية في العصور الوسطى .
                - ولكن، نظرا لأن الغزاة الأوربيين، كما يعتقد واطسون، جاءوا من مناطق زراعية غير مكثفة فأنهم لم يتعاطفوا مع الزراعة المكثفة التي عرفتها الأيام الإسلامية الأولى فعاد هؤلاء الغزاة الجدد يشجعون زراعة الحبوب والرعى.
                sigpic

                تعليق


                • #9
                  وفي القسم الخامس ناقش واطسون الزراعة وتراجعها في العالم الإسلامي.

                  ولذلك بعد أن وصلت الزراعة إلى حدودها القصوى وتم استغلال الإمكانيات المتوفرة،بدأت بعض المشاكل الزراعية مثل نقص الخصوبة والتمليح أو انخفاض منسوب الماء الأرضي للري،كما وزادت الضرائب.ثم يذكر الباحث المذكور أن الامتداد الزراعي الإسلامي كان حرجا وقابلا للتحطم وكان يمكن المحافظة على إنتاجيته لو أن عددا من العوامل تمت المحافظة عليها.
                  ولكن كثيرا من المشاكل
                  تراكمت في نفس الوقت وقد لخصها فيما يلي:

                  الضغوط الصليبية على المزراعين وإحباط انتفاضات الفلاحين المسلمين،واستمرار عمليات الغزو بعد ذلك،ولقد كان العالم الإسلامي متكاملا ولكن مع التمزق لم يعد بالإمكان الاستمرار في عمليات التخصص في الإنتاج الزراعي.ونقص الأمن للمراكز السكنية الصغيرة وكذلك لطرق القوافل.
                  وافتقاد الحكم القوى الرحيم.وكذلك زيادة الضرائب التي لم تعد تشجع على الإنفاق والإنتاج.ثم نشأة الأنظمة الفاسدة من الإقطاع والالتزام حيث منع الإقطاع من الإبداع الزراعي. ونشأة الملكيات الكبيرة نتيجة الظلم وعدم قدرة السلطة على حماية الضعيف.ونقص الانتاجية العمالية،كما أن الأوبئة التي كانت تأتي من أوروبا أدت إلى القضاء على نسبة عالية من السكان وهذا أدى بالتالي إلى نقص العمل الزراعي، وأخيرا فإن إدخال زراعة النباتات الصناعية مثل قصب السكر خارج العالم الإسلامي، ثم في العالم الجديد أثر على صناعة السكر والقطن في أقطار البحر الأبيض المتوسط الشرقية والجنوبية.ولم يكن هذا التأثير مقصورا عللى قفل الأسواق الأوربية في وجه صناعات أمام تلك المنتجات الواردة من خارجه.وفي القرن السابع عشر اختفت زراعة القصب السكرى والأرز والموز والقطن إلى حد كبير من أقطار الشرق الأوسط.

                  ولا أوافق الكاتب عندما تكلم عن موجات الغزاة التي اجتاحت العالم الإسلامي في دمجه غير الطبيعي عبر ذلك الاصطلاح للصلبيين والأيوبيين معا والسلاجقة والمماليك والتيمورلنكيين والعثمانيين ودمج الإسبان والنورمانديين وبني هلال والمرابطين والموحدين في المغرب، فالأيوبيون والمرابطون مثلا أقاموا أنظمة هامة في المشرق والمغرب،ويضاف إلى ذلك، وهو أمر معروف بشكل جيد لدى الباحث أن أنظمة الأيوبيين والسلاجقة والمرابطين والموحدين هي عبارة عن أنظمة حاكمة ضمن الحضارة العربية الإسلامية وليست أنظمة غازية.

                  وبصفة عامة فإن هذه الدراسة يمكن أن تعتبر دراسة استقرائية تاريخية هامة لكثير من المراجع العربية في التراث الزراعي وهي تشكل قاعدة هامة لدراسات قادمة حول التاريخ الزراعي وتطوره في الوطن العربي والعالم الإسلامي، ومن المهم نشرها باللغة العربية سريعا.كما أن قراءة كتاب واطسون تحفز إلى ضرورة نشر المخطوطات الزراعية العربية وذلك لإظهار الدور الكبير الذي كان للعرب والمسلمين في تطوير الزراعة وإيصال مبادئها الخاصة بنقل الأصول الوراثية والتكثيف الزراعي إلى درجة المبادئ المعروفة اليوم. بل وأعتقد أن هناك بعض الحقائق العلمية التي تحتاج إلى إعادة اكتشاف عبر المراجع، والتي قد تساعد على تطوير الزراعة اليوم، ثم أن هناك كثيرا من الأفكار التي تستحق إعادة التجربة والتي يمكن أن تكون برامج لأبحاث دكتوراه تراثية - علمية – تطبيقية.

                  وهي في الوقت ذاته تدعو إلى الحذر من استعمال أسلوب الاسم المحلي للنبات لمعرفة الموطن الذي جاء منه النوع أو الصنف.أضف إلى ذلك ضرورة التوسع في إظهار دور العلميين الزراعيين العرب والإشارة إلى أساليبهم التجريبية وإيراد الأمثلة عن الأصناف التي طورت ضمن المحاصيل الهامة،وكذلك إلى أهمية عمليات الاستيراد المختلفة للأصول الوراثية في نشأة المراكز الثانوية للتطور.كما نرى أنه من المفيد جدا عند كتابة الكلمات العربية بالأحرف اللاتينية عبر الكتاب أن بشار بالأحرف العربية أيضا.

                  إنها بعد ذلك دراسة هامة ويجن أن تنشر باللغة العربية، علها تكون حافزا لنشر التراث العربي في الزراعة والنبات .
                  انتهى .. بفضل الله

                  sigpic

                  تعليق


                  • #10
                    رد: دراسة في انتشار محاصيل جديدة في الأيام الأولى للعالم الإسلامي ( د.أندريه م.واطسون

                    السلام عليكم ورحمة الله ، شكرا لك أختي الفاضلة الباحثة وديعة عمراني ، انها دراسة غنية بالبيانات والمعلومات .
                    فجزاك الله كل خير على النقل الهام والموضوعي .

                    السلام عليكم ورحمة الله

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      نعيد رفع هذه الدراسة التاريخية للواجهة لغناها بالمعلومات العلمية الهامة ، والدور الرائد للمسلمين سابقا في التطوير والاختراع وإصلاح الارض.

                      تاريخ زاهر نتشرف به .

                      السلام عليكم
                      sigpic

                      تعليق

                      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                      يعمل...
                      X