دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقيدة والعلوم المكتسبة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العقيدة والعلوم المكتسبة

    العقيدة والعلوم المكتسبة


    من أجل تنظيم الذات مع العقيدة


    من رواسخ الفكر العقائدي التي فطرنا عليها ان الدعوة لله تمتلك مساحة عرفانية يتصدى لها الدعاة لله وتتحول الى مادة معرفية ينقلها الدعاة الى مريدي العقيدة الدينية وقد نجد كلام منتشر ان الشيخ فلان قرأ على مشايخه فلان وفلان وان تلك المشايخ والصفات العقائدية ذات اسماء تمتلك شهرة كبيرة سرت عن طرقها المادة العقائدية وانتقلت على شكل علوم معرفية مكتسبة وبها ومن خلالها قامت المسارب المذهبية في ربيع الفقه الاسلامي بعد حوالي اكثر من قرن من قبض المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وما بعدها من حقب زمنية وجميعها نشأت وفق منظومة الكسب المعرفي للمادة العقائدية وتمحورت في شخصية الداعية لله وشخصية المكتسب منه فقامت النظم المذهبية كما يحدثنا تاريخ نشوئها وكما نراها في يومنا المعاصر في مسلسل معرفي مكتسب سواء عن طريق الدرس الوجاهي بين الباثق والمكتسب (محاضرات) او من خلال الكتب الفقهية المتخصصة بعائديتها المذهبية وتسري حيثياتها الحاملة للمادة العقائدية في مسارب مجتمعية واسرية على نطاق واسع فقامت التكتلات الجماهيرية المذهبية بشكل واضح قديما وحديثا ولا تزال المصادر القديمة دستورية الوصف في نظم هداية الناس حسب انتمائهم المذهبي .

    الابحار الفكري في القرءان بصفته التذكيرية كخارطة خلق مع ما نراه من نفاذية للمادة العقائدية في عقول حملتها مع مراقبة الوعد الالهي المسطور في القرءان لحملة العقيدة يتضح لنا ويذكر غيرنا ان القرءان (المذكر) يذكر حملته ان صلاحيات الهداية تقع حصرا بيد الله ولا يمتلك شخص ما فاعلية نفاذ الهداية وبنصوص كثيرة منها :

    (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56)

    (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(البقرة: من الآية272)

    (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر:18)

    نستذكر من النصوص الشريفة مادة عقائدية تمتلك وضوح بالغ في وصف فكري مؤكد أن فاعلية تحميل المادة العقائدية في العقل البشري تمتلك رابط الهي حيث يمكن ان يكتسب الانسان فيضا معرفيا مكتسبا واسعا الا ان منظومة الهداية في فاعلية تحميل العقل للمادة العقائدية مرهونة بتدخل الهي مبين مما يجعل من العلوم العقائدية المكتسبة في موضع فكري حرج ويحتاج الانسان الحامل للعقيدة المكتسبة ان يطمئن (عقلا) الى ان المادة العقائدية المستقرة عنده قد تم تفعيلها وتمريرها من قناة التحميل الألهي والا فان ما يحمله العقل من معارف عقائدية مكتسبة تبقى في طور غير الطور الذي يرسمه القرءان المسطور بين ايدينا .

    من تلك الرجرجة الفكرية الحرجة نفهم نصا قرءانيا من الصعب استقراره في العقل الا من خلال فهم قناة فعالية التحميل الالهية للعقيدة في عقل حاملها

    (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:14)

    وان اعتبرنا ان المعالجة القرءانية هي في حزمة تاريخية تخص زمن الرسالة الشريفة الا ان سطرها في خارطة الخالق تؤكد حتميتها المستمرة والتي تفرز فرزا يقينا بين الاسلام كمنهج ودخول الايمان الى القلوب ... وهنا نقرأ قناة فاعلية التحميل الالهي للمادة العقائدية في العقل .. يردفها نص قرءاني يستكمل التذكرة

    (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الحجرات:17)

    رغم ان المعالجة القرءانية تفلق العقل الى نصفين الا اننا نمسك بمكملات التذكرة من خلالها

    النصف الاول من العقل ... في الاية 14 من الحجرات ..قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا .. ولما يدخل الايمان قلوبكم ..

    النصف الثاني من العقل ... في الاية 17 من الحجرات لا تمنوا علي اسلامكم .. بل الله يمن عليكم ان هداكم الله للايمان ..!!

    في النصف الاول من العقل .. الاسلام (لا يساوي) ايمان

    في النصف الثاني من العقل .. الاسلام (يساوي) فرصة ايمان (هداكم للايمان)

    عندما يجتمع نصفا العقل في حاوية واحدة تكون النتيجة أن الاسلام هو المدخل الى الايمان بشرط مسطور في النص (ان كنتم صادقين) فيكون النظر اليه

    في الايمان تقوم حتمية الاسلام

    في الاسلام لا تقوم حتمية الايمان

    عندما يكون الاسلام علما مكتسبا كما هي بقية المعارف فان القناة الالهية لا يشترط ان تكون فعالة في تفعيل الايمان وبالتالي فان الاسلام هو وعاء الايمان مثله مثل كلية الطب او الهندسة فمن دخل في كلية الهندسة لا يشترط ان يكون مهندسا ومن دخل كلية الطب لا يشترط ان يكون طبيبا ... الا اذا كانوا صادقين مع انفسهم

    من تلك الرجرجة العقلية الحادة يقوم الشك في ايمان المسلمين الذين حصلوا على الاسلام بالعلم المكتسب وبما ان دفع الشك باليقين من مقومات الحكمة في العقل الانساني كما تؤكد النظم العقائدية بضرورة (قطع الشك باليقين) فيكون لزاما على كل مسلم ان يراجع اسلامه ويرى فاعليته في قلبه وهل هو قريب جدا من الله ..؟؟ وهنا عليه ان يتجرد من مكتسباته العلمية التي حمل بها الاسلام من اسرته او بيئته او مشايخه وتلك هي اول سلمة من سلالم الابراهيمية ..

    الشك بالعلم المكتسب ... البحث عن اليقين الايماني ذلك لان الهداية مرتبطة بالله دون غيره فمن علمني الاسلام لا يستطيع ان يهديني ولن يهديني الا ربي فاصبحت اشك في نتيجة العلم المكتسب في الدين حتى اتيقن من ربي بشكل مباشر فيكون اول حرف من حروف ابراهيم ...

    (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (البقرة:130)


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم
    الحاج عبود الخالدي المحترم
    تذهلنا كما هي العادة بالاثارات الفكرية المدعومة بالنصوص القرانية الشريفة
    اتمنى من الله سبحانه ان يعيننا على استيعاب ما تطرحون لكونه فكر يتجرد من كل موروث ويدعو الى اعمال العقل
    وما اصعب ذلك على البسطاء فكريا امثالي
    مع التقدير

    تعليق


    • #3
      رد: العقيدة والعلوم المكتسبة

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الفكر العقائدي أضحى يكرر نفسه
      في عصور لاحقة عبر الشروح والتعليقات
      والحواشي على المتون العقائدية
      ولم يستطيع الأفلات من قبضة رؤيته التقليدية
      التي تشكلت في فضاء ذلك الواقع
      وظلت مشاغل المعنيين بهذا الفكر ساكنة
      لا يتجدد فيها شيء
      ولم تتقدم خطوة الى الامام بمواكبة
      تطور الحياة وتغاير الأزمان والأحوال
      وصارت علاقة العقيدة بالحياة تتلاشى
      مع تطور الحياة ونمو خبرات الانسان
      وازدهار العلوم الطبيعية
      لأن الفكر العقائدي بقي ساكنا
      يحاكي تلك الظروف التاريخية
      التي تمت صياغته فيها
      بينما كل ما في الحياة يتجدد ويتغير .
      سلام عليكم .

      تعليق


      • #4
        رد: العقيدة والعلوم المكتسبة

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بورك حضوركم اخي الكريم علي أياد كاظم
        دوما الفكر الثقيل والدراسات الكبيرة تحتاج زمنا للقراءة والتدبر والدراسة
        ونحن مثلكم ..نتدارسها على مكث ، ودراسات المعهد هنا هي دراسات قرءانية تحتاج طبعا الى تاني ووقت
        فهي علوم قرءانية عظبمة .
        فوفقنا الله واياكم لخدمة كتاب الله
        السلام عليكم
        .................................................
        سقوط ألآلـِهـَه
        من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

        سقوط ألآلـِهـَه

        تعليق


        • #5
          رد: العقيدة والعلوم المكتسبة

          بسم الله

          هل العيب في المسارب المذهبية ، فالمسارب المذهبية تمخضت عن جيل من المجتهدين في القرآن على ما أظن ، حيت كان كل جيل يحاول استخراج من القرآن حقائق وحلول تناسب زمن ومكان ذلك الجيل .

          أم العيب في الارتكان الدائم الى تلك الاجتهادات وما تمخضت عنها من مذاهب ؟

          شكرا أستاذي الحاج " الخالدي "

          السلام عليكم ورحمة الله

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X