دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

    أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

    من أجل نهضة إسلامية معاصرة




    (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99)


    الثقافة الإسلامية النافذة قديما طغت في زماننا حيث اظهرت ظاهرة قاسية على الاسلام ونظمه فاصبح كل فريق مؤمن أو يتصور إنه مؤمن يسعى لإكراه الناس على الايمان وكأن المؤمنون أوصياء على أمر الله في الارض والناس ..!!


    تلك الظاهرة هي الوقود الذي غذى نار الفتنة المذهبية قديما وحديثا وهي حديثا تعتبر الوقود الذي يغذي الجماعات المتطرفة في الاسلام حتى أصبح الاسلام في نظر كثير من أعداء الاسلام انه دين عدواني يدعوا الى القتل والتفجير وتدمير حياة الآخر لكونه غير مؤمن كما يؤمن المسلمون ..!!


    تلك مأساة ثقافة ايمانية لا بد أن تبرمج جذريا مع نصوص قرءانية غاية في الدستورية الملزمة وغاية في الوضوح الملزم للعقل الايماني فإن كان مؤمنا حقا بالله وهو يعتضد القرءان دستورا للحكم الشرعي او دستورا للمنهجية الفكرية الاسلامية الحق فإن النص المسطور اعلاه سوف لن يسمح لعقلانية المؤمن أن يفكر في ومضة عقل أن يكره أحدا على الايمان حتى لو كان ابنه فكيف وإذا به يسعى لإكراه الناس على أن يكونوا مؤمنين ..!! ومثل ابن نوح ليس علينا بغريب ..


    نعم ... كل مؤمن يرغب أن يكون كل الناس مؤمنين ولكن لا يحق له أن يكره الناس على الايمان وفق منهج الهي محض (لو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا) وعجب قيامة العقل الايماني فيقوم مقام الخالق فيكون العقل المؤمن فردا كان او جماعة (يشاء) بديلا عن الله ويكره الآخرين على أن يؤمنوا جميعا (من في الارض كلهم جميعا) .. وذلك العجب ليس بتعجب مجتمعي أو فلسفلي بل تساؤل عقلي يضيق في زاوية حرجة جدا فلو كان من يكره الناس على الايمان مؤمنا ما كان له أن يمارس صلاحيات الهية محض ... ذلك لأنه يجب أن يخاف الله على نفسه ويتقي غضبة الله فيه قبل أن يتصور غضبة الله في الآخرين ... لا يمكن أن يكون الايمان خلفية فكرية لا تستند الى مضامين ايمانية ملزمة والحذر شديد من عصبية فكرية ومزاجية ثورية مجتثة من أحلام مرضت في عقل فظهرت على شكل داء في التصرفات بعيدة كل البعد عن حكم الله المسطور في القرءان ..!!


    (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56)


    وأي هداية يمكن أن تقوم تحت نظم الإكراه .. كيف تكون .. ؟؟ وهل من تصور إنه مؤمن هو (أعلم بالمهتدين) كما يعلمهم الله .. ؟ .. وهل استطاع أن يتبادل موقعه مع الخالق ..!! بل يجب أن يدفعه ايمانه الى مخافة الله ولا يتغافل فإنه انما يخالف أمر ربه في إكراه الناس على الايمان ..!!


    (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(البقرة: من الآية272)


    إن كانت الاية تخص المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام فهو خاتم النبيين وهو هنا لا يمتلك صلاحية الهدي (ليس عليك هداهم) فهل يمتلك المؤمن الذي يكره الناس على الايمان موقعا يفوق موقع خاتم النبيين ..!! ... قد يسميها البعض غفلة ايمانية الا انها لوثة إسلامية خطيرة تمزق صفة الاسلام وتحطم صورته الرائعة ليس أمام غير المسلمين بل بين المسلمين انفسهم وما الصراع المذهبي الا صورة من تلك اللوثة الاسلامية المزمنة ..!! ونرى في الفطرة العقلية لو كان المؤمن (نجارا) فهل يسعى لأن يكون الناس كلهم نجارون ..!! ... لا بل ستراه يسعى الى تقليل عدد النجارين لكي يكون اوفر كسبا ..!! ولو أراد مؤمنا آخر أن ينتزع منه موقعه (الجهادي ..!!) فترى بعين واضحة أن حاوية الايمان تندلك كما اندلكت على ارض افغانستان بعد رحيل الشيوعية منها وكما اندلكت الحاوية الايمانية في العراق وفلسطين ... !! ولو نزلنا عمقا في تاريخ الاسلام لوجدنا كيف كان النزاع بين المسلمين بالسيف ولرأينا بعين باحثة كيف اندلكت حاوية الايمان في واقعة كربلاء (واقعة الطف) وكيف اندلكت تلك الحاوية في (واقعة الحرة) في مدينة الرسول وكيف اندلكت حاوية الايمان بين الامويين والعباسيين ..!! ذلك يعني انها مطالب زعامة لا مطالب ايمان ..!! مطالب هيمنة لا مطالب هدي ...


    ضيق الصدر من انتشار الفسق والفجور والعداء المعلن للاسلام هي سنة شريفة ولكنها لا تمنح من يضيق صدره سلطوية إكراه الناس على الدين وقد وردت معالجة حكيمة لضيق الصدر عند المؤمن


    (وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (لأعراف:87)


    وهل الصبر كأمر الهي يتحول الى إكراه الاخر ...؟ ويصف الله سبحانه سبب ضيق الصدر في مكر الاخر ويضع منهجا الهيا ملزما له .. بالصبر ..


    (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (النحل:127)


    وهنا يظهر الله قانونه الحكيم (وما صبرك الا بالله) فإن فقد الصبر فهو دليل انقطاع العلاقة مع الله وذلك واضح في تركيبة النص الشريف عندما يلج العقل دون الحاجة الى عربية أو تاريخ تفسيري ..!!


    والله سبحانه يصف حال الصابر في موقع قاسي عليه من قبل الاخر (الاستخفاف به) ويضع الصبر الزاما في عنق المؤمن


    (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)


    الذين لا يوقنون يدفعون المؤمن الى تخفيف أثقاله في الصبر فيستفزونه (يستخفونه) ومع قساوة الموقف يأتي الامر الالهي بالصبر .. ربنا يصف لنا نتيجة الصبر في إحتمالين


    الاول : أن نرى فعل الله في غير المؤمنين


    الثاني : أن يموت الانسان قبل أن يرى وعد الله فيهم وهنا يطمئن الله عبده أن موتك ايها المؤمن دليل رجعتهم الى الله فهم سيموتون


    (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) (غافر:77)


    (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)


    تلك مداليل الهية تضع المؤمن في صومعته الايمانية صابرا (بالله) لأنه مؤمن بالله فإن فقد صبره ... ضاع إيمانه ... ومن اراد أن يكره الناس على أن يكونوا مؤمنين فقد خرج من صومعة الايمان ... تلك ذكرى في قرءان ذي ذكر


    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)


    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

    شيخنا الكريم الاخ المحترم الاشراف العام, لقد من الله تعالى علينا بنعمة التوحيد ولا اقول اكثر من ذلك وقد حفظ لنا وللذين من قبلنا وللذين من بعدنا كتابه الكريم ليكون حجة علينا فننهل منه مانحتاج اليه من الاعتقاد والاحكام والتشريع والعبادات وغير ذلك فهل يوجد نص صريح في كتاب الله تعالى يجوز قتل الكافر الغير محارب ولو نص واحد وفي جميع سور القرآن الكريم, اقول لم اقرأ ولا اخبار واحد من الحق جل وعلا يأمرنا فيه بقتال الكفار الغير محاربين والدليل على ذلك قوله تعالى (( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )).

    ومن هذا الاخبار نجد بأن المؤمنين لايحق لهم قتل الكفار ولا تحت اي ذريعة مالم يكونوا محاربين ومهددين لحياض المسلمين ولكن الحساب والعقاب هو حق الخالق عليهم فقط وليس لاحد من خلقه حق في ذلك الا ماشرع الخالق من احكام واوامر في كتابه الكريم بحقهم.

    وتقبلا تحياتي.

    تعليق


    • #3
      رد: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

      المشاركة الأصلية بواسطة أسامة ألراوي مشاهدة المشاركة
      شيخنا الكريم الاخ المحترم الاشراف العام, لقد من الله تعالى علينا بنعمة التوحيد ولا اقول اكثر من ذلك وقد حفظ لنا وللذين من قبلنا وللذين من بعدنا كتابه الكريم ليكون حجة علينا فننهل منه مانحتاج اليه من الاعتقاد والاحكام والتشريع والعبادات وغير ذلك فهل يوجد نص صريح في كتاب الله تعالى يجوز قتل الكافر الغير محارب ولو نص واحد وفي جميع سور القرآن الكريم, اقول لم اقرأ ولا اخبار واحد من الحق جل وعلا يأمرنا فيه بقتال الكفار الغير محاربين والدليل على ذلك قوله تعالى (( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )).

      ومن هذا الاخبار نجد بأن المؤمنين لايحق لهم قتل الكفار ولا تحت اي ذريعة مالم يكونوا محاربين ومهددين لحياض المسلمين ولكن الحساب والعقاب هو حق الخالق عليهم فقط وليس لاحد من خلقه حق في ذلك الا ماشرع الخالق من احكام واوامر في كتابه الكريم بحقهم.

      وتقبلا تحياتي.
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      اخي الفاضل تسرني افاضتكم لانها ابراهيمية النشيء ولعلي لا اتجاوز على الاشراف العام حين اجيب واستجيب لمشاركتكم الجليلة

      لا يجوز قتل الانسان الا ن يكون على نية قاتلة في عدوان مبين فاحسنتم الوفاض فيما فاضت ابراهيميتكم

      المسلمون والعرب والاعاجم يعتبرون (القتل) هو حصرا سفك دم الانسان او الحيوان واعدامه الحياة الا ان لفظ القتل في اللسان العربي المبين مختلف تماما عن ما ذهب اليه الناس فالقتل هو (وقف فاعلية لوقف فاعلية اخرى) فحين نقتل الذباب او الاسد ليس لنا في جسده حاجه بل لوقف ايذاء ذلك الحيوان وحين يتم قتل المعتدي فهو ليس للاستفادة من جثمانه بعد ان يموت بل لوقف عدوانه لذلك فان الصياد لا يقال له قتل صيده لان الصياد يستهدف صيده للاكل كما لا تقول الفطرة الناطقة ان هذا الرذاذ لاصطياد الحشرات بل (لقتل الحشرات) لان اللسان العربي المبين مودع في فطرة عقل كل حامل عقل بشري

      القرءان قال واقتلوهم حيث ثقفتموهم الا انها ليست قتلا بالسيف او بالمتفجرات بل (اوقفوا فاعلياتهم اينما وجدتم ثقافة عدوانهم) فالنص الشريف يدعو الى وقف النشاط الثقافي المعادي لهم كما هي ثقافة الوطنية (مثلا) ذلك لان الوطن يقوم باخراج الفرد من ولاية الله الى ولاية من دون الله

      المؤمنون لا يمتلكون الحق بقتل الكافر بل اكثر من ذلك فلا يحق للمؤمن ان يعادي الكافر الا في الشأن الالهي فلو اشترى احد الكافرين منزلا مجاورا لمنزلي مثلا فلا يحق لي ان ارفض تلك الجيرة واقوم باجبار المالك السابق ان ينقض بيعه للكافر او ان ابيع منزلي لان جاري كافر لان القرءان قالها صريحة (قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ... وما انا عابد ما عبدتم ... لكم دينكم ولي دين ..!!)

      سلام عليكم
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        رد: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

        السلام عليكم

        الإسلام أمانة استودعها الله فينا ولا بد أن تصل إلى جميع البشر لا من باب هدايتهم وإنما من باب تبليغهم وهذا لا يعنى بأي حال السيطرة والجبروت والوكالة وإنما يعني الدعوة التي هي وسيلة للتبليغ .

        والجهاد أيضا هو وسيلة للتبليغ ومنه القتال ، والقتال لا يعني حصرا إراقة دماء الناس وإنما هو كما تفضلتم وقف فاعلية لوقف فاعلية أخرى ، ولا شك أن الدنيا مليئة بالفاعليات التي تصد عن سبيل الله وتقف حاجزا أمام الناس من اجل فهم الإسلام وهذه الحواجز لا بد من إزالتها حتي يخلى بين الناس وبين الهداية طواعية ، وإلا سوف لن تنفع جهود الدعوة أبدا مهما طال الزمن . لذلك فان القتال هو لوقف فاعلية هذه الحواجز التي تقف أمام تبليغ الإسلام ومن هنا كانت وصاية النبي عليه السلام بعدم قتل غير المقاتله فلا يقتل المدنيون ولا النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ ولا الرهبان ولا أي إنسان ليس له دور في وجه الدعوة .

        وهناك نقطة مهمة وهي أن المسلمين لا ينتظرون ظهور عداوة حتى يقاتلوا وإنما شرع القتال للتبليغ وإقامة الشهادة على الناس وهو امر يطلبه المسلمون ويبدؤون به ولا يتعاملون معه كردة فعل بل الأصل فيهم أن يصنعوا الأحداث ولا يكونوا مجرد جزء منها .

        أما بالنسبة للهداية والضلال فمما لا شك فيه أن الإنسان هو الذي يهتدي وهو الذي يضل . فإذا اهتدى فإنما توصل للهداية بنفسه في عقله وتفكيره وفي سعيه وعمله ، فهو يهتدي مختارا ويضل مختارا دون أي إجبار كأي فعل من أفعاله الداخلية ضمن الدائرة التي يسيطر عليها ، فالهداية والضلال هي كالأكل والشرب والسفر والمشي ولهذا كان الهدى والضلال من الإنسان نفسه فهو فعل من أفعاله كسائر أفعاله الاختيارية .

        هذا هو واقع الهدى والضلال على أن كثيرا من آيات القرآن جاءت صريحة في أن الهدى والضلال من أفعال الإنسان وصريحة في نسبة الهدى وضلال إلى العبد قال تعالى : فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها . وقال تعالى : فمن اهتدى فلنفسه . وقال أيضا : إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد .. فإن ضللت فإنما أضل على نفسي .. لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ... وأولئك هم المهتدون ... ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل ... فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ

        هذه الآيات صريحة في نسبة الهداية إلى العبد وإنه هو الذي يهتدي وهو الذي يضل . وإن الله تعالى يحاسب الناس فيثيب المهتدي ويعذب الضال ورتب الحساب على أعمال الإنسان قال تعالى : من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ... وقال تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ... هذه الآيات صريحة في الدلالة على أن الله يحاسب على الهداية والضلال ، فإذا كان الله هو الذي يهدي الإنسان وهو الذي يضله وليس الإنسان نفسه فإن حساب الله الناس وتعذيبهم على الضلال يكون ظلما لأنه حاسبهم على شيء لم يفعلوه هم وتعالى الله عن ذلك .

        وأما ما ورد من آيات تدل على نسبة الهداية والضلال إلى الله فإن ذلك يعني أن الله هو خالق الهداية والضلال وليس معناها أن الله هو الذي باشر فعل الهداية وقوله تعالى : قل الله يهدي إلى الحق ... وقالوا الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ... من يهد الله فهوا المهتدِ ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدا ... وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ... وغير ذلك من الآيات لا تعني أن الله بَاشَرَ الهداية وإنما تعني أن الله خلق الهداية ، ولا يقال أن الهداية أسندت إلى الله في هذه الآيات فهي إسناد فعل فيكون الله هو فاعل الهداية . لا يقال ذلك لأن هناك قرينة تصرف الإسناد من الفعل إلى الخلق وهذه القرينة هي الآيات التي تسند الهداية إلي الإنسان نفسه من مثل قوله تعالى : فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه .. والآيات التي تسند الضلال إلي الإنسان وإلى الجان وإلى الشيطان . قال تعالى : ربنا أرنا الذين أضلانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين .. وقال تعالى : فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ... وما أضلنا إلا المجرمون ... إلى غير ذلك من الآيات فإنها كلها تنسب الهداية والضلال لغير الله فإذا قورنت بالآيات التي تنسب الهداية والضلال إلى الله كانت قرينة على أن المراد بتلك الآيات هي أن الله خالق الهداية

        مثال على الهدى و الضلال :

        لو مثلنا الهدى بالعسل ، والضلال بالخمر، ووضعنا إنساناً عاقلاً في غرفة وأغلقناها عليه، وطلبنا منه أن يشرب عسلاً أو يشرب خمراً وهو في الغرفة المغلقة الخالية من العسل و الخمر، فأنه لا يستطيع أن يتناول أحد المشروبين ، لعدم توفرهما. فإذا وضعنا كأسين : إحداهما من عسل والأخر من خمر وطلبنا منه أن يشرب العسل ونهيناه عن شرب الخمر، وأعلمناه بأن العسل نافع ، وأن الخمر ضار، وتركنا له الاختيار في تناول ما شاء منهما . فأنه يستطيع أن يشرب أحدهما . فإن تناول العسل كان باختياره ووفق نصحنا له ، وان تناول الخمر كان باختياره وعلى خلاف نصحنا له ، ولكنه في الحالتين ما استطاع تناول أحدهما إلا بعد أن جعلناها متوفرين له وميسرين ، فيكون دورنا في الموضوع هو توفيرهما وتيسير الحصول عليهما ، ويكون دوره هو في مباشرة الفعل واختياره ما شاء أن يشرب منهما. فتناوله العسل بمثابة اختياره الهدى وتناوله الخمر بمثابة اختياره الضلال . والله تعالى خلق الهدى والضلال وجعلهما ميسرين لمن أرادهما . وأمرنا باتباع الهدى ونهانا عن اتباع الضلال . وجعل لنا القدرة على فهم الخطاب . والحرية في الاختيار ، ولم يجبرنا على الهدى أو الضلال ، ولم يمنعنا من الهدى ولا الضلال ، لكنه حذرنا من مخالفة أوامره ، فإن اختار أحدنا ما يخالف أوامره عذبه ، وكان عذابه حقاً وعدلاً ، وان اختار ما يوافق أوامره أثابه وكان ثوابه حقاً وعدلاً . فيكون واحدنا هو الذي اختار الهدى أو الضلال بمباشرته الفعل بنفسه دون أي تأثير.

        تعليق


        • #5
          رد: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ


          تحية واحترام

          شكرا لكم اخي الفاضل على هذا التفصيل الجميل الذي قلما ينادي به منادي لله فكل متمذهب يتصور انه الحق وغيره على ضلال كلي او جزئي لذلك اختلفوا اختلافا ادى الى صراع اسلامي اسلامي ولكن حين تنظر اليهم وهم يلبسون الساعات اليدوية تراهم جميعا يلبسونها في معصم اليد اليسرى ولا ندري لماذا يلبسونها في اليسار ولا ندري لماذا لم يختلفوا

          يستخدمون الانظمة الحضارية ولا يختلفون عليها ولكن مع الانظمة الدينية يختلفون ويا ليتهم يختلفون فقط بل يكفرون بعضهم ويقتلون بعضهم وهم من جلدة واحدة ويبدو ان ذلك قدرهم فهم لا يجتمعون على هدى واحد وفي التحضر اجتمعوا على هدى اهل الكفر واختلفوا في هدى الله

          وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (سورة الأَنعام)

          احترامي


          sigpic

          من لا أمان منه ـ لا إيمان له

          تعليق


          • #6
            رد: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            من أجل رقي منهج الدعوة الى الله تعالى ، قدوة بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، نرفع من هذا البلاغ القرءاني ، ونامل من الاخوة الاطلاع على الادراج أدناه


            (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)

            اللهم لا عصمة لنا الا بك ...السلام عليكم
            .................................................
            سقوط ألآلـِهـَه
            من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

            سقوط ألآلـِهـَه

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 3 زوار)
            يعمل...
            X