دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروح بين اللفظ والتطبيق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروح بين اللفظ والتطبيق

    الروح بين اللفظ والتطبيق

    من اجل حضارة اسلامية معاصرة



    من مستقرات الناس الفكرية أن الروح هي الطاقة الحياتية التي يملكها الانسان وكل مخلوق يتصف بصفة حياتية وتستقر هذه الثابتة الفكرية كلما زاد الفكر الانساني غورا في الصفة الحياتية وصولا الى الاحماض الامينية التي تمتلك الحياة كاضافة مضافة على تركيبتها المادية

    ورد لفظ الروح قاطعا في نص قرءاني

    (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الاسراء:85)


    وقد جاء ذكر الروح كلفظ قرءاني لا يتوائم مع ما استقر في الفكر الانساني للروح بصفتها صفة حياتية حصريا حيث نجد في مواقع متعددة من القرءان ان مضمون الخطاب القرءاني يبتعد عن الصفة الحياتية التي استقر عليها الفكر الانساني عموما

    (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ) (الشعراء:193)

    ففي هذا النص الشريف لا وجود للقصد الحياتي في مفهوم الروح بين الناس فاذا كان المقصود هو جبريل عليه السلام فان جبريل ككائن حي يمتلك روح حسب مفاهيمنا فلن يكون هو الروح بل هو المخلوق الملك جبريل وله روح ونزوله هو روح امين ..

    (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)(البقرة: من الآية87)

    فاذا كانت الروح في عيسى فان تأييده بروح قدس جاء بعد امتلاكه الروح الحياتية فتكون عملية التأييد بروح القدس موضع اثارة عقلية (تفكر)

    (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)(النساء: من الآية171)

    في هذا النص اثارة عقل اكبر من الاولى فكل خلق فيه روح وهي من (امر ربي) بنص قرءاني وهنا يظهر لفظ (روح) ومنه تثور ثائرة فكر عقلاني مضاف لخلق عيسى عليه السلام

    (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:87)

    وهل لله روح كما هي مخلوقاته ..!! وهو تثوير اعمق من سابقاته ويحتاج الى تفكر اعمق ..

    (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)

    وفي هذا النص الشريف بيان ان هنلك روح الهية تم منها النفخ في ءادم وهي انعطافة فكر ترتبط بـ (ولا تيأسوا من روح الله)

    (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل:2)

    (على من يشاء من عباده) فكل واحد منهم يمتلك روح فما هي الروح التي تنزلها الملائكة من امر الله ..؟

    (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52)

    في هذا النص الشريف يشرح الله سبحانه في قرءانه مواصفات الروح التي وردت من امر الله على المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وحصر فاعلية تلك الروح في (ما الكتاب) و (ما الايمان) وبالروح (جعلناه) نورا نهدي به من نشاء ... فتكون المواصفة المقروءة للروح في هذا النص هي ان الروح تتحول الى نور هدايه . فكان ما كان من امر المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام (وانك لتهدي الى صراط مستقيم) من اصل (علمه شديد القوى)

    القرءان يؤكد ان مثل تلك المواصفة تتكرر في اولئك الذين كتب في قلوبهم الايمان

    (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(المجادلة: من الآية22)

    التأييد بالروح يشمل المؤمنين في ماسكة قرءانية مهمة بل فائقة الاهمية لانها تخص خصوصيات ايمانية تتعلق بالمؤمن في يومياته

    (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (النبأ:38)

    في هذا النص تتخذ الاثارة الفكرية مع مفهوم الروح منعطفا فكريا قاسيا مستقراتنا الفهمية فهي (الروح) ليست في حساب وعقاب بل في موقف مختلف وهو موصوف بـ (صفا لا يتكلمون) مع الملائكة ولا يقوم أي ربط بين لفظ الروح ولفظ الملائكة (كلام) الا باذن وصفة القول بـ (صواب) فهي (الروح) ليست في صفة حياتية بل في صفة اخرى تستوجب الفهم في عقل حامل القرءان ..

    (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (القدر:4)

    الروح في هذا النص الشريف تتنزل في معزل عن الملائكة فيكون نفس الثنائي (الروح والملائكة) كما في سورة النبأ ايه 38 (يوم يقوم الروح والملائكة) وفي الاية تنزيل (الروح والملائكة) ومنها تكون رابطة (الروح والملائكة) في اثارة فكرية متقدة يقينا تحفز عقل الباحث لاستدراج فهم لفظ (الروح) في الخطاب القرءاني الشريف

    اذا استعصى البيان فيكون (اللسان العربي المبين) مفتاحا للعقل في قراءة البيان من اللفظ لانه بلسان عربي مبين يقينا وبنصوص قرءانية ثابتة ...

    فنرى في عربية اللسان المبين

    سر ... سور ... سير ... جد .. جود .. جيد ... سد ... سود ... سيد ... رح ... روح ... ريح ...

    الريح هو الفعل الفائق في حيز لمسارات الهواء التي نعرفها ومنها الرياح ومنها الرحى ذات الفعل الفائق في طحن الحبوب ... فالروح هي الرابط بين الوسيلة والفعل الفائق (الغالب)

    وهي الصفة الفعالة التي منحت لسليمان عليه السلام

    (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) (الانبياء:81)

    فذلك الريح لسليمان ذو الفعل الفائق في حيازة سليمان الذي تفرد به سليمان عليه السلام

    اما عيسى عليه السلام فقد امتلك الرابط (روح) وبذلك الرابط القدسي استطاع ان يصنع من الطين كهيئة الطير فيكون طيرا باذن الله

    الروح وسيلة ربط فائق الفعل ... وهذا الترشيد الفكري المولود من علم قرءاني في (قرءان + عقل + لسان عربي مبين) حيث نعرف الروح في مقاصد شريفة سطرت في القرءان تشكل محاولة جدية لفهم القرءان ونظم الخلق وهي تخضع لتجربة عقلانية في القرءان يستطيع حامل القرءان ان يستخدمها بما يختلف تماما عن منهجية التفسير فالتفسير فكر مغلق وهنا فكر مفتوح يمارسه قاريء القرءان في كل مفصل يرى فيه لفظ الروح في القرءان كذلك لفظ الرياح

    روح الله هي وسيلته سبحانه في الربط للفعل الفائق ومنها الخلق اجمالا .. وقل الروح من امر ربي فهي في اساسية من اساسيات الخلق فالله هو الذي ربط الفعل الفائق ليكون الخلق من مادة وخلية وعضو ومخلوق وعقل وكون وافلاك فالربط بين الوسيلة في الخلق والفعل الغالب الفائق هي من امر الله فمثلما خلق الله الانسان خلق له الاوكسجين ليتنفس فالرابط بين وسيلة الخلق الانساني والاوكسجين تمتلك فعل فائق .. ذلك الرابط لوسيلة الفعل الفائق من امر الله وليس (صدفة) او (طبيعة مجردة من الامر) كما يقول الكافرون ...

    فالروح هي ليست تلك الوسيلة الرابطة للفعل الفائق في الجسد لوصف عنصر الـ (حياة) فقط فهي اجمالية في الخلق سواء في حياة المخلوق او في مماته فالمخلوقات النافقة تموت اجسادها فتذهب منها الروح حسب مفاهيمنا ولكنها تبدأ فيها حياة ثانية ليتفسخ الجسد وتعود مكوناته الى وعاء الارض تارة اخرى فكما كانت في جسد المخلوق روح (وسيلة ربط الفعل الفائق) فان في موته ايضا روح في حياة بكتيرية تفسخ جسده وان لم تلك الروح لحصل اختلال خطير في موازين كثيرة واضطربت الارض بمن فيها ..!!

    الروح في الفهم القرءاني الدقيق لا تعني الصفة الحياتية في مفصل واحد نعرفه عندما تموت الاجساد بل الروح تشمل كل نظم الخلق المتفاعلة حتى قوانين الفيزياء والكيمياء والروابط الحياتية البايولوجية ففي تفاعلها جميعا (وسيلة ربط الفعل الفائق) وهي الروح وهي من امر الله حصرا وكذب كل من قال كفرا في غير ذلك ووضع لمليارات السنين فعلا في التكوين وكأن مليارات السنين تقيم فاعلية الربط الفائق او ان يضع لتصورات الماديين مرابط حكيمة في خلق الكون فالله لن يستقيل من منصبه كخالق ومضة زمن ولن تأخذه سنة ولا نوم ولا يغادر منصبه كخالق كما في بعض الديانات التي لا تعرف الحق والحقيقة ..!!

    تلك هي الروح والقرءان يقيم الذكرى في حملته لانه (مذكر) عسى ان تنفع الذكرى

    الحاج عبود الخالدي
    التعديل الأخير تم بواسطة الحاج عبود الخالدي; الساعة 12-23-2010, 01:58 PM.
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فضيلة العالم الجليل الحاج عبود الخالدي

    نقف عند كلماتكم المسطورة في محاولة فهم وتأويل آية ( الروح ) في القرءان ..موقف شكر وتقدير كبيرين .

    لكن موضوع الروح ما زال يحمل الكثيرمن الغموض والضبابية عند الكثير من الآشخاص
    فكما قرءانا في مبحثكم القيم ..انّ ما من مخلوق خلقه الله من – ( شجر وصخر ونبات وحيوان وانسان ) الا وبه روح ..فالروح هي وعاء الحياة لجل المخلوقات وهي كما وصفتم من بيان علم الحرف القرءاني (الروح وسيلة ربط فائق الفعل ...)

    وسؤالنا ...هل الروح نوع واحد أو تختلف باختلاف عنصر المخلوق التي تحتويه !!
    هل الروح بالنبات هي نفسها الروح لدى الصخر والحجر وهي نفسها الروح لذا الجن ولذا الانسان!!

    أم الروح التي أودعها الحق تعالى في الانسان هي روح ( مختلفة ) بدليل تاكيد الآية القرءانية التالية

    (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)


    لفظ ( من روحي ) هل تقيم حقائق أخرى نجهلها عن الروح التي اودعها الله تعالى في مخلوق الانسان ؟!
    ولاسيما اذا عرفنا ان الانسان والجن هما المخلوقين الوحيدين اللذان سيبعثان للحساب والعقاب ...روح النبات او الشجر او الحيوان لا بعث معها ؟

    اسئلة كثيرة وعلامات استفهام متعددة تدور في محور هذه الاية العظيمة ...آية ( الروح ) في المخلوقات عامة ولدى الانسان خاصة!!

    نطرحها لتوسعة مجال الفكر والتفكر في آيات الخلق ..والقرءان

    فجزاكم الله بكل خير
    سلام عليك
    sigpic

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الـ (روح) هي (وسيلة ربط فائقة) كما ثبت لدينا من التذكرة القرءانية الكريمة في الادراج المنشور وكل مخلوق يمتلك وسيلة ربط فائقة مع منظومة الخلق وذلك من فطرة عقل وان لم تكن المخلوقات مرتبطة بوسيلة ربط فائقة مع منظومة التكوين لساخ كل شيء وتدهور الخلق

      لكل مخلوق رابط متخصص به وليس كل المخلوقات يمتلكون (رابط موحد) فعناصر المادة الكونية ترتبط برابط تكويني فائق مع نظم الجاذبية فلولا الجاذبية لانفجرت المادة وساخت ولم يبق الاوكسجين اوكسجين ولا الحديد حديد

      الخلية لها وسيلة ربط فائقة (روح) فان (هلكت الخلية) فالمادة تبقى ولا تهلك لانها ذات (وسيلة ربط فائقة) أولية اي (اساسية) في منظومة الخلق فذرة الحديد مثلا يمكن ان تنتقل من جسد حيوان نافق الى نبتة اوشجرة ومن ثم تنتقل الى الانسان وتعود الى الارض لتدور في بنية الخلق فهي اساسية في الخلق لذلك تمتلك وسيلة ربط (روح) مختلفة عن الخلية

      النبات يمتلك ثلاث مستويات للعقل اعلاها المستوى الثالث (عقلانية العضو) فان اقتطع جزء من شجرة او نبتة فان عقلانية المستوى الثالث هي التي تفكك مرابطها (تهلك) اما الخلية في الجزء المقطوع كان تكون تفاحة تبقى مع وسيلتها الرابطة (روحها) وتستمر خلايا الجزء المقطوع من النبتة بالايض فينضج ما لم ينضج منها قالبرتقالة ان اقتطعت خضراء غير ناضجة الا انها تنضج بعد حين ويتغير لونها لان خلاياها مستمرة في فائقية وسيلة ربطها بمنظومة الخلق حتى تتفسخ وتبدأ فيها منظومة خلوية اخرى ومن ثم تتحلل الى المادة وهي اساس بنية المخلوقات

      الحيوان يمتلك اربع مستويات عقلانية فان فقد المستوى الرابع وسيلة ربطه (روحه) فان اعضاء المخلوق تبقى في رابطها لبعض الوقت ونرى كيف تتحرك عضلات واعصاب قطع اللحم للحيوانات بعد ذبحها وسلخها الا انها تفقد وسيلة ربطها هي الاخرى لتبقى لحوم المخلوق تحيا حياة خلوية لحين من الزمن وقد لاحظ علماء الاختصاص ان بعض الانزيمات تفرز بعد ذبح الحيوانات كذلك تستمر بعض وضائف الايض الخلوي حتى تهلك خلايا الذبيحة وتبدأ وسائل روابط متعددة (جديدة) لتفسيخ البروتينات واعادتها الى اولياتها بما يطلق عليها علماء اليوم بـ (دورة النايتروجين في الطبيعة)

      نصل الى الانسان فالانسان لا يتصف بصفة (نفوق) كما هو الحيوان بل يتصف بصفة (موت) والموت هو رابط ايضا في حياة اخرى

      (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2)

      وهنا يتصور الناس ان الانسان يفقد (روحه) عند الموت كما يحصل للحيوانات او غيرها من المخلوقات وتلك هي ازمة عقائدية كبرى عندما يتصور حملة القرءان ان الموت هو خروج الروح من جسد الانسان الا ان الحقيقة هو تغير في وسيلة الربط بين وعائيين (حيوة) و (موت) ومن يتصور ان الموت نهاية الانسان فهو تصور خاطيء بل وباطل

      (وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (الأنعام:29)

      ورغم ان (البعث) هو ركن من اركان الايمان في دين الاسلام الا ان مراشد الناس مضطربة في فهم الموت واكثر الناس يضعون تصوراتهم للموت من خلال تصوراتهم للحيوة ... نؤكد (الحيوة) في رسمها الحرفي (حيوة) كما ورد في القرءان والناس يلفظونها (حياة)

      الله سبحانه يقول لنا في رسالته ان (خلق الموت والحيوة) فكان وعاء الموت متقدما على وعاء الحياة وفي تلك التذكرة فارقة عقل كبيرة الا ان حملة القرءان يمرون عليها مرورا عابرا لا يقيم عندهم اي ذكرى

      الذي يحصل عند بديء الروح لـ ءأدم ان تتلاقح بنيته الذكورية والانثوية وبالتالي فانه يمتلك (وسيلة ربط فائقة) مع عنصر الزمن (تلقيح البيضة) (واذا نفخت عليه من روحي) وحين تغادر روح الانسان كما يتصورون انما ينقلب في وسيلته الرابطة مع الزمن فيخرج من زمن الفلك الى زمن من نوع اخر (زمن الموت) الذي ورد بخصوصه تذكرة قرءانية فيه

      (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (المعارج:4)

      القرءان يذكرنا ان زمن الحياة هو (يوم او بعض يوم) ويذكرنا ان هنلك فارق في (مرابط الزمن) بين الحياة والموت الا ان حملة القرءان لا يذكرون تلك البيانات بل يتمسكون باقاويل وتفسيرات تحمل الريب ولا تغني الحقيقة شيئا

      موضوع الزمن لم نفتح ملفاته القرءانية بعد وذلك بسبب ضعف شديد في السمع والانصات لنداءنا القرءاني المتحرر من قيود الكهانة المذهبية في الدين الاسلامي ... واذا ذكرت ربك في (القرءان وحده) ولو على ادبارهم نفورا)

      لكل المخلوقات (روح) بما فيها المادة الا ان تلك المخلوقات مختلفة الوسيلة ولو ضربنا مثلا للتوضيح فان كل مشترك على النت له رابط فائق مع الشبكة الدولية الا ان مرابط الشبكة الدولية مختلفة وليس كل المشتركين مع الشبكة الدولية يمتلكون رابطا موحدا في مرابطه ...

      الجوابية كانت موجزة لحدود قصوى بسبب وسعة موضوعية الاثارة خصوصا وانها ترتبط بكينونة (الزمن) حيث موت الانسان (خروج روحه) هو عملية تغيير في مربطه مع الزمن وذلك الشأن له موسوعة علمية قرءانية محض

      (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)

      ان في ذلك لايات لقوم (يتفكرون ...!!) الا ان حملة القرءان لا يتفكرون بل يقرأون ما سطره الاولون ... ونحن في زمن كشف الغطاء عن سنن الخلق (زمن العلم) ... الاولون كان عندهم العلم (شعوذة) فمن يعمل في الكيمياء او غيرها كان يتهم بالشعوذة ويسمى (مشاق) اي الباحث عن المشقة اما في زمننا فالعلم هو سيد الموقف والقرءان مهجور

      سلام عليك
      قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

      قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

      تعليق


      • #4
        رد: الروح بين اللفظ والتطبيق


        وعليكم السلام
        سأحاول قدر الإمكان أن أبين وجهة نظري نزولاً عند رغبتك في عدم تشتيت الموضوع الذي تحاورنا فيه في
        (
        سر القرءان المفقود (3 ـ ب ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني).رغم أني أفهم الصورة العامة ولكن صياغة هذا الفهم لغيري بكلمت الكتب أراه صعب .. ولكن لحين العودة والتوضيح ...أرى أننا متفقين بشكل كبير عن معنى الروح بما سطرته في هذا الموضوع،ولكن أن تتساوي الروح والفطرة من حيث المعنى فهنا يبرز الإختلاف .

        فلم أرفض الفطرة لكونها فطرة ... بل أرفض الوقوف عند الفطرة وجعلها إله يتحكم في كل شىء ويدل عليه وننسى الفاطر..
        الروح تبحث التكوين أثناء الخلق...الفطرة تبحث التكوين بعد الخلق والأمر...وكلاهما عالم واحد ومتداخل ولكن الأولوية لعالم علّة الخلق والتكوين .. ولم أفتري شىء من عندي فهذا هو مطلب الكتب ... إتبع ما يوحى إليك .. والوحي هو من عالم الأمر ... وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ..
        كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون .
        والهدف لن يضيع ويتشتت .. فإذا فُهمت الروح فهم الحرف وتكوينه وإدراكه .لأنه من عالم الأمر ... أليس فهم طريقة إدراك الشىء هي مطلب الجميع؟! .

        وللحديث بقية ودمت بعافية....

        تعليق


        • #5
          رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

          المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة

          وعليكم السلام
          سأحاول قدر الإمكان أن أبين وجهة نظري نزولاً عند رغبتك في عدم تشتيت الموضوع الذي تحاورنا فيه في
          (
          سر القرءان المفقود (3 ـ ب ) مشغل البحث القرءاني سبع مثاني).رغم أني أفهم الصورة العامة ولكن صياغة هذا الفهم لغيري بكلمت الكتب أراه صعب .. ولكن لحين العودة والتوضيح ...أرى أننا متفقين بشكل كبير عن معنى الروح بما سطرته في هذا الموضوع،ولكن أن تتساوي الروح والفطرة من حيث المعنى فهنا يبرز الإختلاف .

          فلم أرفض الفطرة لكونها فطرة ... بل أرفض الوقوف عند الفطرة وجعلها إله يتحكم في كل شىء ويدل عليه وننسى الفاطر..
          الروح تبحث التكوين أثناء الخلق...الفطرة تبحث التكوين بعد الخلق والأمر...وكلاهما عالم واحد ومتداخل ولكن الأولوية لعالم علّة الخلق والتكوين .. ولم أفتري شىء من عندي فهذا هو مطلب الكتب ... إتبع ما يوحى إليك .. والوحي هو من عالم الأمر ... وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ..
          كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون .
          والهدف لن يضيع ويتشتت .. فإذا فُهمت الروح فهم الحرف وتكوينه وإدراكه .لأنه من عالم الأمر ... أليس فهم طريقة إدراك الشىء هي مطلب الجميع؟! .

          وللحديث بقية ودمت بعافية....
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أحسن الله اليكم كما تحسنون للحوار سقيا فكرية فالحوار ضعيف متهالك بسبب قلة الـ (حواريون) فالناس قد غرقوا في معارف مكتسبة بعيدة جدا عن الحقيقة

          لغرض تكوين طاولة بحث متعددة الادوات فاننا نردف وظيفة الروح ووظيفة الفطرة ببعض البيانات المتوفرة لدينا

          من خلال رقابتنا الدقيقة لوظيفة لفظ (الروح) وارتباطها بمنظومة الخلق (روح الله) و (امر الله) و (ملائكة الله) و (روح القدس) يتضح ان (الرابط) الذي تحويه الروح بصفتها (وسيلة فائقة) يتفعل مع (مستوى السماء السابعة) وهي (اعلى مستوى) عقلي يخص منظومة الخلق بمجملها وحين نسمع من القرءان (ورفعنا فوقكم الطور) والطور في بحر علوم الله المثلى هو السماء السابعة فان فائقية وسيلة الرابط مع الطور تؤتى في (العقل) ذلك لان العقل البشري لا يتصل بالطور ماديا بل (عقلانيا)

          اذا اردنا ان نفهم الفطرة بموجب نفس البيانات فنرى ان (فاطر السماوات والارض) جعل في (خليفته) لبنة من بناء الفطرة لذلك كان الانسان خليفة في الارض فالفطرة ليست (إله) بل هي (وعاء نافذ في الخلق) وعودا الى معنى لفظ (فطرة) في علم الحرف نراه يعني (حاوية فعل يتبادل وسيلة نافذة) فالوسيلة نافذة بموجب نظم خلق الله فاذا استخدم الانسان نفاذية وسيلة خارج تلك النظم فهو فعل يقع تحت صفة (الشيطان) اما الفطرة فان الانسان (يستخلف) (الوسيلة النافذة) ولا يخلقها فالانسان (مثلا) يشرب الماء وعصائر الفاكهة وفيه نسبة ثابتة للغازات الذائبة (وسيلة نافذة بموجب نظم الخلق) وحين جاء الانسان المعاصر وعبث بتلك الوسيلة النافذة في نسبة الغازات وصنع المشروبات الغازية انما تشيطن الانسان ولم يكن خليفة مستخلف في وسائل نافذة اصلا في نظم الخلق لذلك جاء النص الشريف (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر عليها الناس) .. الـ (فطرة) هي (حاوية فعل تبادلي للوسيلة النافذة) وفي الترجمة الحرفية تلك تم ربط مقاصد الحروف (ة ف) (رط) فاذا اردنا ان نبدأ من اليمين نحو اليسار بتسلسل ما يخطه القلم بيميننا فان الترجمة الحرفية ستكون ( فعل تبادلي نافذ وسيلة الحاوية) او نافذ وسيلة الاحتواء ويكون فهم القصد وفق الاقرب للتداول في المنطق (فعل تبادلي ينفذ في وسيلة احتواء) عندها ستكون الترجمة الحرفية لا ترتبط بنظم الخلق فحين يتم حقن الغازات في المشروبات الغازية فهي فعل تبادلي لوسيلة حقن غازات في محتوى المشروب (قناني المشروبات الغازية) فهي ليست فطرة وانما شيطنه لذلك فان مساربنا الفكرية التي نفذت في استخدام (اليسار من اللفظ مرتبطا باليمين) جاء من تجارب سنين طويلة ارتطمت بشكل سلس بما كتبه الله في نظم النطق واثمرت بشكل فعال كما في المثل السابق فلو ترجمنا لفظ (فطرة) من اليمين نحو اليسار فان كل الممارسات الحضارية ستكون من (فطرة خلق) وليست (شيطنة) ...!! لانها جميعا انما هي نتيجة لـ (فعل تبادلي) (نافذ الوسيلة) في (الحاوية) ومنها التفجيرات النووية او الاسلحة الفتاكة او اي شيء الا ان الفطرة في الترجمة (الحق) المبنية على استخدام (يسار يمين) تمنحنا فهما ادق للتعامل مع (وسيلة نافذة) التي تحويها (حاوية الفعل التبادلي) وهي الفطرة ... الترجمة الحق لا تمنح الانسان الحق في التلاعب بالوسيلة النافذة في جينات المخلوقات مثلا فيكون الـ (تحريم) في التعديل الوراثي الا ان الترجمة الثانية التي لم يستخدم فيها نظام اليسار ثم اليمين تسمح للانسان ان يستبدل فعل الجينات في وسيلة حاوية تلك الجينات

          الروح هي الصفة التي تربط المخلوق البشري او غيره بالمستوى العقلي السابع اما الفطرة فهي التي تجعل الانسان (خليفة) (يستخلف) نظم خلق الله ومن فهمنا للصفتين اعلاه فان الروح ان كانت مؤيدة بنظام قدسي فان الفطرة ستكون في نظام سليم يزود المخلوق البشري بنظم (سليمة) ليكون (خليفة) في الارض اما اذا كانت الروح غير فعاله الربط (من الذين يضلهم الله) فان المخلوق البشري سيكون في ضلال دائم ولا يحصد سوى الخسران المبين كما هو حاصل اليوم بشكل مبين ... من تلك البيانات الموجزة يستطيع الباحث (ان رسخ البيان عنده) ان يزكي نفسه حين يستخدم الفطرة (وسائل الله النافذة في الخلق) ... في واحدة من وظائف (الروح) ان يعرف العقل البشري (ما الكتاب) وهو يعني (فاعلية مشغل الكتاب) وحين تقوم تلك العرفانية فان (فطرة السماوات والارض) ستكون كتابا مقرءا في العقل البشري الباحث عن الحق وحين يكون القرءان بنصوصه الشريفة مقرونا بعقل الانسان فان (الروح) ستكون (وسيلة فائقة الربط بمشغل الكتاب) ذلك من (انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون)

          السلام عليكم
          قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

          قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

          تعليق


          • #6
            رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

            بسم الله الرحمان الرحيم

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الحاج عبود الخالدي

            لي تساؤل بخصوص لفظ (الروح ) اطرحه عليكم في عجالة لما لديكم من أشغال ومتابعات اخرى

            ذكرتم عن الروح انها :

            (وسيلة ربط الفعل الفائق)

            روح الله هي وسيلته سبحانه في الربط للفعل الفائق


            وربما لم تسعفني الذاكرة الفكرية الان لهذه الرؤيا التدبرية لانني حين حاولت طرح لفظ ( روح ) على قراءة خريطة اللفظ من اليسار الى اليمين كان نتاج ما حاولت القيام به هو :

            الفعل الفائق (الوسيلة ) للربط

            فحرف ( الحاء ) من شمال اللفظ ثم تليها في القراءة حرف ( ر ) ثم حرف ( الواو ) في الاخير أي ( ح/ر- و )

            روح الله هي كما حاولت تدبره من تلك القراءة اللفظية ان كانت صائبة : هي الفعل الفائق (الوسيلة ) للربط

            فالانسان قد يمتلك بعض الوسائل لكنه يفتقد حتما الفعل الفائق الخاص بتلك الوسيلة التي تساعده على ( الربط ).. الا بروح من الله

            نرجو التوجيه والتصحيح لنا ان لم يحالفنا الصواب في هذا التخريج ... ففوق كل ذي علم عليم ، وجزاكم الله كل خير

            السلام عليكم
            sigpic

            تعليق


            • #7
              رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

              الروح وسيلة ربط فائق الفعل
              الروح في الفهم القرءاني الدقيق لا تعني الصفة الحياتية في مفصل واحد نعرفه عندما تموت الاجساد بل الروح تشمل كل نظم الخلق المتفاعلة حتى قوانين الفيزياء والكيمياء والروابط الحياتية البايولوجية ففي تفاعلها جميعا (وسيلة ربط الفعل الفائق)وهي الروح وهي من امر الله حصرا وكذب كل من قال كفرا في غير ذلك ووضع لمليارات السنين فعلا في التكوين وكأن مليارات السنين تقيم فاعلية الربط الفائق او ان يضع لتصورات الماديين مرابط حكيمة في خلق الكون فالله لن يستقيل من منصبه كخالق ومضة زمن ولن تأخذه سنة ولا نوم ولا يغادر منصبه كخالق كما في بعض الديانات التي لا تعرف الحق والحقيقة ..!!


              ماهو النفخ بناءا على هذا الفهم ؟ وهل علاقة ما بين الروح والصور تحياتى القلبيه

              تعليق


              • #8
                رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

                المشاركة الأصلية بواسطة عصام الشريف مشاهدة المشاركة
                الروح وسيلة ربط فائق الفعل
                الروح في الفهم القرءاني الدقيق لا تعني الصفة الحياتية في مفصل واحد نعرفه عندما تموت الاجساد بل الروح تشمل كل نظم الخلق المتفاعلة حتى قوانين الفيزياء والكيمياء والروابط الحياتية البايولوجية ففي تفاعلها جميعا (وسيلة ربط الفعل الفائق)وهي الروح وهي من امر الله حصرا وكذب كل من قال كفرا في غير ذلك ووضع لمليارات السنين فعلا في التكوين وكأن مليارات السنين تقيم فاعلية الربط الفائق او ان يضع لتصورات الماديين مرابط حكيمة في خلق الكون فالله لن يستقيل من منصبه كخالق ومضة زمن ولن تأخذه سنة ولا نوم ولا يغادر منصبه كخالق كما في بعض الديانات التي لا تعرف الحق والحقيقة ..!!


                ماهو النفخ بناءا على هذا الفهم ؟ وهل علاقة ما بين الروح والصور تحياتى القلبيه
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان يسعدني التحاور معكم على شكل بياني متقطع الا ان الازمة الصحية لا تزال تحول بيني وبين الحاسبة ... ندعوكم لمراجعة مطلبكم البياني في الرابط ادناه

                من الاجداث ينسلون ... فما هي الاجداث .؟ وما هو النفخ في الصور .؟

                السلام عليكم
                قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                تعليق


                • #9
                  رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

                  وعليكم السلام..

                  بارك الله فيك أخي الكبير... وممتن لك على بسط الجناح وتقبلك لي بقبول حسن.وبتكوين تلك الطاولة سأطمع بالمزيد من الإحسان... والله يحب المحسنين...

                  لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗوَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿93

                  لقد سألتني من قبل ما هو تعريفك للروح؟ ..وكأنك تسأل ما هو الكتب؟وكيف نزل؟ولماذا نزل؟.أو تريد أن تعلم ما الذي يحدث خلال لمح البصر؟...فهو سؤال بطبيعة الحال موجه من قبلنا للكتب وماهيته وليس لي... يسألونك عن الروح؟... والجواب...قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ...وقل هو سيرورة الكتب نفسه في إنزاله وتنزيله وليس "قل" الموجهة للقارىء. فالسؤال إذاً... من هو الرب وأمره؟ ...فإذا علم الرب وأمره علمنا ماهية كتابنا...وتلك الأسئلة لا يمكن أن تغطى أجوبتها ببضعة أسطر من قارىء واحد، ولكن سنكتفي بالقليل من التذكر، علّه يساعدنا بوضع العلامات.

                  لو نظرنا إلى حال الإنسن اليوم في سعيه بين السموت والأرض،نراه يُحلل بُنية التكوين لشىء ما أفضل مما يُركّبه.فالعلماء المعجلون في سبر العالم الميت والعالم الحي يقومون بتفكيك بُنية المادة إلى العناصر المكونة لها،لكنهم ليسوا قادرين حتى الآن على التتبع الكامل للروابط أو بشكل أدق (للأواصر) بين الجزيئات الدقيقة وبين الحقائق الكبيرة التي يلتقون بها يوماً بعد يوم .
                  وللننظر كمثال..متى بدأ يفهم الجينوم كلبنة أساس في بُنية الخلق؟..عندما بدأت تُبحث مكوناته الجزيئية،وعندما بُحثت أصبح لا بد من صياغة قواعد للتجميع كي يدرك نظامها الكلي ضمن أُطرتجمعها.ولكن متى ظهر التيه والضلال عندما فشلوا في إدراك أو تعليم عمل هذه المنظومة بشكل كامل.وأرى أننا بالمثل من حيث جهلنا التام بماهية وبنية الكتب الذي بين أيدينا رغم ما نلقيه من أقلام تتكفل إلى الآن بالقليل من بناءه الجزيئي.
                  فنحن ككائنات روحية واعية نستطيع معرفة تفاصيل التركيب الكيميائي للعناصر بصورة دقيقة ووضع نماذج لتلك المكونات وخصائصها(الجدول الدوري كمثال) ، لكننا لا نستطيع أن ندرك بصورة كاملة علّة إرتباط الوظيفة بالبُنية أثناء الخلق والإنشاء والتصوير...أي طريقة التجميع .ونحن بتلك المعرفة ما زلنا في عالم الظلمت ولم ندخل عالم النور بعد.
                  فتفكيرنا بالتصميم من القمة نزولاً هو أكثر تلاؤماً من أفكارنا الحالية عن التنظيم والتخطيط،وذلك بتحديد بُنية الوظيفة ثم بتخطيط طرق تنفيذها.ونجاحنا في بناء الحواسيب يبرهن عن كوننا ماهرين وقادرين في تصميم وتخطيط منظومة معقدة تدار وتوجه من الأعلى بنظام الأمر. ولكن للأسف ما زال ما نخلقه ونصنعه يعتبر نظام ميت ومظلم... وهذا هو صلب الموضوع ولبه في حديثنا عن ماهية الروح وأمر الرب والذي أنزل ونزل بالحق في كتب (كصوت وصورة).
                  ولأوضح أكثر...
                  إذا أردنا دراسة نموذج التنظيم لأي منظومة حية أو ميتة،سنلاحظ أنه بداية عبارة عن تشكيل من العلاقات تحكم مكوِّنات المنظومة ككل،والتي من خلالها تحدد الخصائص الأساسية لها... بكلمات أخرى،ينبغي أن توجد علاقات محددة في شيء ما كي نستطيع تمييزُه ومن ثم دراسته.
                  سأعطي مثالاً على منظومة ميتة وهو الحاسوب، لأن تطبيق الأمر على المنظومات الميتة بمنطقنا أيسر في الإدراك والقلب... فإذا أخذتُ أجزاء الحاسوب كلَّها – القرص الصلب والمعالج والذاكرة العشوائية واللوحة الأم والوصلات ..الخ – ووضعتُها مكوَّمة أمام شخص مثلي وقلت له خذ هذا الحاسوب..هنا سوف يقول لي على الفور...هذا ليس بحاسوب بل أجزاءه...فإذا سألته كيف نحوِّله إلى حاسوب إذاً؟ سيقول بتجميع قطعه بعضها مع بعض وفق تركيب وربط معين...رغم أنه لا يعلم ماهية العلاقات التي تربط الأجزاء وبالتالي لا يستطيع تجميعه، ولكنه أدرك أهمية العلاقات الكامنة في الأجزاء كي تنتظم كبناء له معنى..
                  هذا النظام وهذا التشكيل من العلاقات بين الأجزاء،هو ما يدعى نموذج التنظيم...مع ملاحظة أن هذه الأجزاء وهي بتلك الحالة لا تعني شيئاً يذكر لكائن لا يمتلك ذاكرة عنها أو وعي خاص بصنف معين من الكائنات.
                  من أجل وصف نموذج تنظيم الحاسوب أستطيع أن أستعمل لغة العلاقات المجردة.ولا حاجة لي إذا كان القرص الصلب مصنوعًا من معدن ثقيل أو خفيف، وما هو نوع النحاس الداخل في تصنيع مسارات لوحة الأم والوصلات،.. إلخ. بعبارة أخرى،فإن المواد الفيزيائية ليست جزءًا من توصيف نموذج التنظيم،إذ هي جزء من توصيف البنية التي أُعرِّفها بها بوصفها التجسيد المادي لنموذج تنظيم المنظومة.
                  طيب، هذا سهل جدًا في حالة الحاسوب. يمكننا أن نتخيل نموذج تنظيمه ونرسم مخططًاً له، ويمكننا أن نحصل على المواد الفعلية ونبنيه وفق مخططنا التصميمي المدروس،وبعدها سيبقى الحاسوب منتصب أمامنا فحسب،لكنه لن يستطيع أن يفعل شيئًا يُذكَر من تلقاء ذاته حتى ولو وصلته بالتيار الكهربائي أي مصدر الطاقة..إذاً ما الذي ينقصه؟!..
                  أما في المنظومة الحية فتكون النظرة مختلفة تمامًا ومربكة...إذ تتضمن كل منظومة حية آلاف السيرورات الكيميائية المترابطة،ويكون ثمة تيار ودفق لا يتوقف من المادة والطاقة... فهناك خلق وربوا وحشر ونشوء وتصوير وتطور ثم موت وحشر وبدء من جديد. ومنذ بدايات علم البيولوجيا، كان فهم البنية الحية غير منفصل عن فهم سيرورات الأيض الخلوي وسيرورات النمو لأي كائن حي ...ولكن هذا الفهم دائماً وما زال جزئي وناقص رغم الفتوحات المنجزة..لذلك فالنتيجة هي الفساد والإفساد في الأرض الميتة دوماً..ولا أحد يعلم إلى الآن كيفية إحياء تلك الأرض وليس هناك إلا التخريص ومن ثم التخريص ..
                  وعلى ذلك فجميع الآيت التي تكون الكلمت والتي يحتويها الكتب لو بقيت مليون سنة أكررها لن أخرج منها بشىء.فالذي يعطيها أهميتها بالدرجة الأولى هو مصدرها وطريقة الرص والتجميع والترتيب وإيجاد الروابط المستقرة بينها كنسق حي متكامل له بُنية مرتبطة بذاك المصدر... وهذه هي الروح بشكل مختصر وإن كان التعريف مبطن وغير مباشر ...فمن من الكائنات يستطيع أن يقوم بهذا الفعل؟!.
                  هل أتى على الإنسن حين من الدهر لم يك شيئا مذكورا!
                  للنظر كمثال بسيط لما يحلم به الخليفة وهو ليس ببعيد..


                  ولعلي بذلك التوضيح أوكد على قضية مهمة وهي قضية التذكر وما الغاية منها... فالتذكر في حد ذاته لا يفيد بالكثير وسيبقى عشوائي ومميع إذا لم يوظف في فهم طريقة تنزيل ذاكرة الكتب كوحي وطريقة إدراك تجميعها من قبل القارىء عندما يتبع هذا الوحي. فلا يكفي أن نتذكر بل يجب أن نؤسس منهج للتذكر والقراءة بهذا الوحي الموحى من روح عالم الأمر عند دخولنا ذاكرة الكتب لسبرعلّة خلق تكوينه وعلاقاته الكاملة والتي تغطي جميع مفاصل التكوين.... وإنك لعلى خلق عظيم.

                  تحياتي...وللذاكرة بقية..

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

                    المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمود مشاهدة المشاركة
                    وعليكم السلام..

                    بارك الله فيك أخي الكبير... وممتن لك على بسط الجناح وتقبلك لي بقبول حسن.وبتكوين تلك الطاولة سأطمع بالمزيد من الإحسان... والله يحب المحسنين...

                    لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗوَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿93
                    .
                    .
                    .
                    .
                    فتفكيرنا بالتصميم من القمة نزولاً هو أكثر تلاؤماً من أفكارنا الحالية عن التنظيم والتخطيط،وذلك بتحديد بُنية الوظيفة ثم بتخطيط طرق تنفيذها.ونجاحنا في بناء الحواسيب يبرهن عن كوننا ماهرين وقادرين في تصميم وتخطيط منظومة معقدة تدار وتوجه من الأعلى بنظام الأمر. ولكن للأسف ما زال ما نخلقه ونصنعه يعتبر نظام ميت ومظلم... وهذا هو صلب الموضوع ولبه في حديثنا عن ماهية الروح وأمر الرب والذي أنزل ونزل بالحق في كتب (كصوت وصورة).
                    .
                    .
                    .
                    ولعلي بذلك التوضيح أوكد على قضية مهمة وهي قضية التذكر وما الغاية منها... فالتذكر في حد ذاته لا يفيد بالكثير وسيبقى عشوائي ومميع إذا لم يوظف في فهم طريقة تنزيل ذاكرة الكتب كوحي وطريقة إدراك تجميعها من قبل القارىء عندما يتبع هذا الوحي. فلا يكفي أن نتذكر بل يجب أن نؤسس منهج للتذكر والقراءة بهذا الوحي الموحى من روح عالم الأمر عند دخولنا ذاكرة الكتب لسبرعلّة خلق تكوينه وعلاقاته الكاملة والتي تغطي جميع مفاصل التكوين.... وإنك لعلى خلق عظيم.

                    تحياتي...وللذاكرة بقية..
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    مباركة تثويرتكم بمحاسن بيانها ونأمل منها خيرا فقد اوصلتنا اثارتكم الى مركز ثورتكم البحثية لنقول

                    الفكر البشري عموما لا يمتك جذور فكرية ثابتة فالضلال طغى على مجمل الحضارات الانسانية بقديمها وحديثها ونحن بما نحمل من متراكمات معرفية لا نمتلك ثوابت جذرية تربطنا بجذور الشجرة التي ذكرها القرءان

                    {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ
                    أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24

                    فحين يكون مطلبنا هو (ثابت) نتحرك بموجبه فاين سنجد ذلك الثابت لجذر تلك الشجرة (اصلها) لنتحرك بموجبه في (كينونة النطق) او في (الانشطة الحياتية عموما) ..؟ فهل نبتكر الثابت الجذري (أصلها) من عند انفسنا ...؟ فماذا فعلنا اذن ... !!! وكما جاء في مشاركتكم الكريمة (
                    فتفكيرنا بالتصميم من القمة نزولاً هو أكثر تلاؤماً من أفكارنا الحالية عن التنظيم والتخطيط،وذلك بتحديد بُنية الوظيفة ثم بتخطيط طرق تنفيذها) فان الابتكار او الاكتشاف لن يكون مرتبطا بجذور اساسية في نظم التكوين فالذي ابتكر المشروبات الغازية كان يظن انه قد احسن صنعا ونيوتن حين اكتشف الجاذبية ظن انه قد اكتشف جذور الحقيقة الا ان خلفاؤه ولغاية اليوم عاجزون عن فهم تكوينة الجاذبية ..!! وبسبب تلك المحنة كان اهتمامنا الاول ان نحصل على(ثابت) نحرك افكارنا بموجباته فلم نجد غير القرءان وحين اقتربنا من القرءان وجدنا ان (الافكار الجاهزة) قد غزت عقولنا ونظنها قد وصلت الى الجينات فهي ليست مستقرة في ادمغة الناس بل في جيناتهم ولا نبريء انفسنا من ذلك الوصف فاصبح القرءان (ثابت غير مثبت) ولكن بنعمة الهية ادركنا ان جذور الحقيقة التكوينية مودعة في القرءان وان (علاقة العقل بالقرءان) تبدأ بمنظومة النطق فالقرءان (حاوية حرف ناطق) وعلينا ان نمسك بالجذور من تلك الصفة القرءانية فبدأت رحلة فك الغاز الحرف في القرءان وكان ما كان من بدايات متعثرة (كالتي بين ايديكم) مع علم الحرف القرءاني الا ان الاصرار على عبادة الله من خلال تلك الظاهرة القرءانية اثمرت بما بين ايدينا حين ارتطم عقلنا بثوابت الحرف القرءاني

                    {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99

                    واذا عرفنا ان (ربك) يعني (كينونة الله معك) وعندما نعرف ان (ربي) يعني (كينونة الله معي كينونيا) فالعبادة موضوعية مرتبطة بنظم التكوين بموضوعها المتعلق بحاجة العبد حتى الوصول الى اليقين اي (القانون) ..... عندما يتصل العقل بالقرءان من خلال منظومة النطق فيه سيجد جذور الحقيقة فيه على شكل (خارطة) وتلك الخارطة تقيم فاعلية (التنفيذ) فلو ان الشخص الذي وضعت امامه اجزاء الحاسوب المفككة (كما جاء في مثلكم) وكان ذلك الشخص يمتلك (خارطة الحاسوب) التي رسمها مصمم الحاسوب فانه سيكون قادرا على ربط الحاسوب دون عناء ... اصل الشجرة في (كلمة طيبة) وفرعها في السماء (سماء المادة) فالمادة الكونية بمجمل مرابطها هي (صورة الخلق) المرئي ومن خلفها (العقل اللامرئي) ومن خلال الصورة يتم ربط العالمين (عالم العقل + عالم المادة) وذلك الوصف هو نفسه في اي صورة نشاهدها ومن خلال الصورة نعرف الكثير الكثير عن (موضوعية الصورة) وحصل مثل ذلك حين عرف العلماء تكوينة عناصر المادة او معرفة الجاذبية

                    فطرة التكوين اخي الفاضل هو نظام نافذ كما روجتم له في مشاركتكم الكريمة الا ان ثوابت تلك الفطرة لن تكون (اهواء) بل هنلك (روابط ادراكية) فطرية ثابتة تمثل قاعدة في نفاذية الخلق وهنلك مراشد فكرية لا حصر لها تؤكد ذلك فالاحساس بالحرارة والبرودة احساس فطري عقلاني ونشأة النطق عند الانسان هو منشأ فطري وليس تعليمي كما يتصور الناس فالناس لا يستطيعون ان يعلموا القرود لتنطق وقد فشلت تجارب طويلة قامت بها باحثة امريكية حين بدأت بتعليم النطق لابنتها وابنة قرد وكلاهما من عمر واحد ... اذن لا يمكننا ان نهمل الفطرة باعتبارها جزء من جذور نظم التكوين كما لا يمكننا الاعتماد المطلق على الفطرة واعتبارها إله كما فعل (الطبيعيون الوجوديون) او الذين اتبعوا افكار الفيلسوف سقراط بل نحن ندعو الى الفطرة التي تربط العقل بالقرءان ذلك لان القرءان يخاطب العقل الانساني خصوصا وهو (خطاب تذكيري) يفعل مثل فعل الخارطة التي تقوم بتذكير المهندس التنفيذي بمفاصل ومرابط المصمم وهنا سؤال حاكم (اذا كان القرءان مذكر ... فما هو موطن الذكرى وموضوعها ..؟؟) هل يمكننا ان نطلب من احد الاشخاص ان (يذكر لنا) اسم ابنه وهو لم يتزوج ولم ينجب ..؟؟!! فالذكرى يجب ان تمتلك (قيمومة في العقل) وهي لا بد ان تكون موجودة في العقل (والا كيف تقوم ..؟؟) وهي لا تمتلك (مقومات) وهنا يقوم تساؤل حاكم ايضا (اين تقبع مقومات الذكرى ..؟؟) وهنا تتحكم الفطرة بالعقل فتجيب ان (مقومات الذكرى تقع في فطرة الخلق اجمالا) لان الله (فطر السماوات والارض) فاذا عرفنا ان السماوات والارض هي برامجية تنفيذية نافذة في اجسادنا وعقولنا فان مفاتيح الفطرة موجودة فينا بصفتنا مخلوقين في (وعاء السماوات والارض) وهنا تقوم الترجمة العقلانية للارتباط بالجذور (اصلها ثابت وفرعها في السماء) ... انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون

                    العقل البشري عموما يستخدم اسلوب (التجريب) لثبات الحقيقة خصوصا العلماء المعاصرين وهم يسيرون على منهج الفيلسوف (ديكارت) الذي اسموه (ابو العلوم)

                    العقل القريب من القرءان لا يعتبر التجربة الا لاطمئنان القلب مثل تجربة ابراهيم (قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) فالعقل القريب من القرءان يعتبر الثبات هو وليد قرءاني وعند ولادة الثابت في العقل يخرج الباحث القرءاني من القرءان للتنفيذ وليس للتجربة كما يفعل الماديون الذين لا يتصلون بجذور حقيقة الخلق بل يتخبطون بين ثنايا مرابط الخلق فيقومون بتفكيك مرابط لا يحق لهم تفكيكها كما في الطاقة النووية او انهم يربطون مرابط لا يحق لهم ربطها كما في وسيلة السفر السريعة وغيرها كثير من التطبيقات الحضارية و (الحق هنا) هو حين يجانبون (الحقيقة) ولا يكونون في لبها والله يقول

                    {ء ل م }السجدة1

                    {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }السجدة2

                    {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }السجدة3

                    اذا عرفنا الكتاب (فطر السماوات والارض)

                    واذا عرفنا كينونة فعل (التنزيل)

                    واذا عرفنا انه لقرءان كريم * في كتاب مكنون

                    ستكون الفطرة (اداة) من (ادوات) الكتاب تمتلك رابط فائق الوسيله (روح)

                    السلام عليكم
                    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

                      السلام عليكم

                      يقول الله تعالى (ألا له الخلق والامر)

                      نجد ان لفظ الروح كثيرا يأتي مع لفظ أمر ... ما هو سر لفظ (أمر الله) حتى يكون الروح من امر الله ؟؟

                      (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ )

                      الروح من أمر الله .....

                      يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي( فهو ليس النهي عن السؤال عن الروح... بل هو جواب بان الروح من امر الله)

                      فما هو أمر الله ؟؟؟؟


                      (
                      أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)) سورة النحل

                      نجد هنا ايضا ان أمر الله مرتبط بالروح( ينزل الملائكة بالروح من امره)...

                      (
                      وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الشورى 52 .( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ )( القدر : 4 ) .. .من كل أمر؟؟؟

                      ألا له الخلق والامر!!!

                      هل هنالك عالمين عالم الخلق وعالم الامر ؟؟

                      وان الروح من عالم الامر وليس من عالم الخلق ؟؟؟ فما هو أمر الله .


                      والسلام عليكم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الروح بين اللفظ والتطبيق

                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسعد مبارك
                        ألا له الخلق والامر!!!
                        هل هنالك عالمين عالم الخلق وعالم الامر ؟؟
                        وان الروح من عالم الامر وليس من عالم الخلق ؟؟؟ فما هو أمر الله .
                        والسلام عليكم



                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        في منطقنا عرفنا لفظ الـ (أمر) بصفته طلب تسلطي يصدر من الاعلى صلاحية لـ الادنى صلاحية وكذلك عرفناه في منطقنا بصفته (مكون لـ صفة) مثلما نقول ان (ان النهضة الصناعية ضامرة ـ وان ذلك الامر ـ يحتاج الى معالجات سريعة) وكذلك يصف لساننا بعض المعطيات على انها (امر) مثلما نقول (ان فلان ــ اموره ـ حسنة) او (نقول ان فلان أمره معقد)

                        { وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ
                        بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (سورة الأَعراف من الاية 54)

                        الخلق والامر .. رديفان تكوينيان فلا خلق بلا امر ولا أمر بلا خلق كما سنرى بعد تحليل لفظ (أمر) وفق منهج علم الحرف القرءاني , لفظ (أمر) في علم الحرف يعني (وسيلة مكون تشغيلي) وذلك يعني (مثلا) ان الله خلق الجبال ولكن يجب ان يكون لها (وسيلة) مخصصة لخلقها (ذات مشغل تكويني) ونرى ذلك في القرءان ايضا

                        { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } (سورة النمل 88)

                        ان حسبنا الجبال جامدة (بلا حراك) الا انها (تمر مر السحاب) وقد ادرك المعاصرون ذلك حين عرفوا دوران الارض حول نفسها وعرفوا وظيفتها (سحاب) عند مرورها في (عزم الدوارن الارضي) فهي (تسحب) اي اختلال في ذلك العزم الدوار وتسمى في اعرافنا (توازن) اي (balance) وهو معنى لفظ الـ (أمر) في التطبيق وهو أمر يصاحب كل مخلوق في الخلق من (بعوضة خلق) ليس تحتها شيء الى اكبر كبيرة في الخلق ليس فوقها شيء فكل ذلك الخلق يمتلك (وسيلة مكون تشغيلي) يرتبط بمنظومة الخلق الاجمالي في تناسقية متقنه كيفما تصرفت المخلوقات (
                        صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)

                        لفظ (روح) في منطق الناس تعني في اكثر ما تعني انها (الحياة) فيقولون في النبات روح وفي الحيوان روح وفي الانسان روح وهي تعبيرات مجازية لنفي صفة (الموت) عندما يعلن صفة الحياة (فيها روح) الا ان نصوصا قرءانيه جاءت لا تدل على الحياة

                        { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
                        تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) } (سورة القدر 1 - 5)

                        ولا يمكن ان نتصور ان (الملائكة والروح) بمعنى (الحياة) يرتبطان بتنزيل (من كل امر) ولم يستثن النص شيئا فهو تصور غريب لا يمكن ان يلج العقل فروح البقر ليس كـ روح الانسان او النبات فلكل مخلوق (روح) متخصصة فيه ولها اجل زمني محدد وعناصر محددة لحياة الروح في المخلوق من خلال التناسل وليس من خلال الملائكة كما لا تستوعب عقولنا ان (كل أمر) سيكون جامعا لكل الامور الربانية في الخلق لان في الخلق مختلفات كثيرة ولا يمتلك الخلق نمطية موحده لكل المخلوقات بين فيزياء وكيمياء وبايولوجيا بشريه واخرى حيوانيه ونباتيه فلكل أمر خصوصيته (وسيلة مكون تشغيلي) يختلف عن بقية الخلق لذلك علينا ان نفهم لفظ (روح) حتى وان كانت ظاهرة (الحياة) متعلقه بذلك اللفظ خصوصا بعد ان عرفنا امر الجبال في وظيفتها فاذا عرفنا وظيفة لفظ (الروح) ادركنا بيان سور القدر

                        الـ (روح) لفظ ورد في القرءان حوالي 25 مره ارتبط به لفظ (أمر) في بضعة نصوص شريفة .. لفظ (روح) في علم الحرف يعني (فائقية وسيلة ربط) اي ان وسيلة الربط تمتلك فائقية نافذه اي (قانون خلق) لا خروج عليه ولا مناص منه مثل قوانين الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا فهي ذات (وسيله فائقة الربط) ولا يستطيع الانسان تدمير مرابطها وان استطاع استثمار تلك المرابط ولكن لتلك القوانين المسطورة في كتاب خلق مبين تمتلك (سقف مرفوع) لا يستطيع المخلوق تجاوزه والامثلة كثيرة ومنها ما يستفز عقولنا في ظاهرة (الشيخوخة) للمخلوقات الحية او سقف سرعة المادة او خلق الجينات لبناء خلية حية صناعية فهي ذات وسيلة فائقة الرابط لا يستطيع الانسان خلقها لان الانسان لا يمتلك قدرة (بناء قانون خلق) بل يستطيع ان يتعرف على قانون الخلق ويستثمر مرابطه ولا يخلقها !!

                        ليلة القدر في التكوين


                        يتضح من ذلك ان عالم الامر وعالم الخلق مكملان لبعضهما خلقيا فلا خلق بلا (وسيلة مكون تشغيلي) ولا (امر بلا مخلوق)

                        شكرا لكم على تثويرتكم العلمية

                        السلام عليكم
                        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                        تعليق

                        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                        يعمل...
                        X