دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السجن بين العقل والقضبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السجن بين العقل والقضبان

    السجن بين العقل والقضبان



    من أجل قيام الفكر المستقل



    كل الناس يعرفون مواصفات السجن ويعرفون ماذا تعني قضبان السجن ويعرف الناس جميعا ان السجناء هم الفئة المجرمة التي تستحق عقاب السجن مع استثناءات في السجن السياسي او سجن الابرياء العاجزين عن ابراء انفسهم فيما أتهموا فيه ويبقى السجن هو ذلك الحيز الذي يتم فيه تحييد تصرفات السجين الجسدية (حبس) وهو في الاعلان الحضاري (دار اصلاح الكبار) فالسجن حسبما تقول نظرية العقاب المعاصرة انه (مؤسسة اصلاحية) تصلح المتمرد على مجتمعه لفترة زمن يحددها المشرع القانوني ليعود الشخص الى مجتمعه سليما من العاهة التي حملها (المجرم) الذي اقترف بموجبها الجرم ... نظرية العقاب المعاصرة التي حيك نسيجها مع بدايات الدولة الحديثة على انقاض النظرية القديمة للعقاب التي كانت مبنية على الفكر الانتقامي (الانتقام من المجرم) فاستبدلت بنظرية (اصلاح المجرم) ..!!
    السجن لم يرد في سنن خلق الله والقرءان خالي تماما من أي عقوبة تتحدث عن السجن كما لم تسجل السنة النبوية الشريفة أي ناشطة في السجن بل جاء ضديدها
    (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67)
    كذلك لم تردنا عن العهد الراشد اشارات مؤكدة بنفاذية عقوبة السجن في حق المخالفين او المعتدين وبالتالي فان السجن هو بدعة الاباطرة والسلاطين وهو اكذوبة يكذب فيها بشر على البشر وما انزل الله بها من سلطان وسجون الارض اليوم هي عبارة عن مؤسسات تقوم بتخريج المجرمين لنثرهم في المجتمع يعيثون في الارض الفساد فالشاب المغتر عندما يتمرد على مجتمعه ويرتكب جنحة ما يتم سجنه وكأنما تكون جنحته الصغيرة هي مؤهل يؤهله للدخول الى كلية اكاديمية متخصصة بصناعة المجرمين وكأنها كلية للهندسة او الصيدلة وما ان يدخل الشاب وهو ذو جنحة يخرج من تلك الكلية (السجن) مجرم متمرس وقد درس فنون الاجرام من اساتذة مخضرمين بالاجرام (زملاء السجن) داخل السجن وهم جيل سابق تمرس في الاجرام شأنهم شأن اساتذة الكليات الذين يمثلون جيلا سابقا على تلاميذهم ...
    اذا رسخت في عقولنا كذبة السجون بصفتها الاصلاحية (اصلاح المجرم) فان انقلابا فكريا سيحصل من خلال دراسة السجون ذات القضبان الفولاذية والاسوار العالية وابراجها الراصدة وابوابها المتينة مع القوانين التي حبكت النظم من اجلها والمؤسسات القضائية الداعمة لها مع المؤسسات التشريعية التي منحتها الشرعية سنجد ان عقول البشر قد سجنت بنفس الاسلوب وان البشر الذي يتصور انه حر طليق الا ان عقول الناس في سجن له اسوار وله قضبان وابراج حراسة ... !!!
    سجن العقول مصطلح متميع لا نمتلك طموحا كبيرا في انه سيكون مسموعا من قبل متابعينا الافاضل او ان يكون مفهوما الا ان الواجب التكليفي يدفعنا اليه دفعا الزاميا لوضعه على ناصية يمكن ان تقرأ بين الناس
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) (البقرة:159)
    سجن المجرمين سيكون مرآة عاكسة نرى فيها سجن العقول وذلك ليس من بنات افكارنا بل لان السجن بدعة السلاطين في كل زمان عدا زمن الحكم النبوي وما تلاه في الحكم الراشد فهي دولة الارض الوحيدة في التاريخ البشري التي لم يكن فيها للسجن وجود فالسجن موجود من زمن يوسف حسب ما سطره قرءان الله الذي خلت سطوره من أي عقوبة تتحدث عن السجن ...
    سجن العقل اخطر بكثير من سجن الاجساد ولعل ما نراه في سجون الارض من سلطان جسدي وسلطان على نشاط المسجون وتصرفاته فيكون مرءاة سجن العقل بصورة واضحة في مرءاة فكرية ونرى كيف تم تحجيم العقل البشري في مسارب معرفية اكاديمية ولا يحق لاي منظومة فكرية ان تبثق نشاطا عقلانيا (فكريا) الا من خلال تراخيص قد تقبل وقد ترفض وفق معايير تم بنائها في نظم تشريعية عملاقة ملأت اركان كل نشاط من انشطة الانسان حتى وصلت الى خيارات الزواج وخيارات الانجاب والسكن والسفر والطعام والالبسة والنوم واليقظة ... قد يتهمنا البعض بصفتنا المبالغة في الوصف ذلك لان العقل السجين سيرى افقا محدودا من خلال قضبان السجن ولو اردنا ان نصاحب العقول الى بضعة امتار خارج قضبان سجن العقل سنرى بوضوح بالغ الصيحة الدولية المدعومة بالقوانين في تحريم التدخين في المحلات العامة حتى في الشوارع ,,!!! ولو تسائل العقل السجين خلف قضبان سجن العقل سيرى كرادلة السجن ومنظريه يزعمون ان دخان السكائر يسبب ضررا صحيا على غير المدخنين وعندما نخرج العقل السجين خارج القضبان سيرى التلوث البيئي الذي تصر الدول على استمراره وهو يقتل صحة الانسان وعافيته وعندما نضع الموازين الحق في تلك المعادلة سنرى كم هي قضبان سجن العقل متقاربة حتى افقدت العقل قدرة الرؤيا خارج تلك القضبان الا بقدر ضئيل سرعان ما يتحول الى مقاطع غير متوائمة الصورة فيفقد السجين قدرته على الرؤيا (غشاوة) فيعود الى زنزاته فهي ارحم من النظر خارج القضبان ...!!
    عقل بشري سجين في برامجية محكمة الاداء محكمة السيطرة فابراج رقابة العقول عالية ترى كل شيء بما فيها ادراجنا هذا ولولا ان ربنا وعد بحفظ الذكر وان الداعين الى سبيل الله بموجب البرنامج الرسالي يتمتعون بحماية تكوينية فان ما قلناه يكفي لتوجيه طعنة الاخراس
    السموم التي تطلقها سيارة في شارع لمدة دقائق تساوي سموم القطران لمدخن يدخن السجائر لعدة اعوام الا ان عوادم السيارات تنفث سمومها بلا حدود ودخان سكائر المدخنين تضر بالصحة وتلوث البيئة والدول نفسها تمتلك القدرة على سحب رخص الترخيص بصناعة السكائر او تجارتها او تحجيمها بفرض ضرائب كبيرة عليها الا ان عنفوان الفرعنة المعاصرة قالت كما قال فرعون
    (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)(القصص: من الآية38)
    وهو يقولها اليوم بسجن عقول البشر في حاضرته فهو يأمر والناس في طاعة عمياء لان عقولهم قد سجنت ولا احد يرى الحقيقة ..!! ... عندما درسنا اكاديميا (فقه القانون) على يد اساتذة كبار يمثلون رعيل نهضة ثقافة القانون وجدنا ان منظومة العلم القانوني تفتقد الى اساسية كبرى ولا تزال مفقودة وهو (النظام العام) ورديفها (المصلحة العامة) وعجز رجال القانون من وضع مجرد تعريف لها لانها اكذوبة كبرى يتم تمريرها على البشر مثلها مثل السجن (مؤسسة اصلاحية) فقام القانون على اسس واهية تم قبولها خارج صومعة الدين وقبلها المتدينون بصفتها المعاصرة ذات الصبغة التطورية فالعقيدة لا تتطور حسب رأي جهابذتها وكرادلتها فكل شيء يتطور الا العقيدة ومن تلك الاشياء التي تطورت هو فقه القانون فاصبح القانون مقبولا رغم انه لم يجب على مواصفات (النظام العام) ولم يجب على رديفه الفكري (المصلحة العامة) فاصبح سجناء العقل يؤمنون بالفكرة الاصلاحية لسجنهم كما يؤمن المجتمع بضرورة السجون لاصلاح المجتمع من خلال اصلاح المجرم ..!!
    الخروج على سنن الخلق شيطنة وقبول الشيطنة شيطنة ايضا وتلك بداهة عقل الا ان سجناء العقل لا يملكون نشاطا عقليا الا في سجنهم العقلاني مثلهم مثل سجناء السجن فهم يتصرفون وينشطون في مساحة يحددها السجان فقط ولا مزيد ولا حتى احلام خارج القضبان ..!!
    الارض تسير الى حتفها ... اسياد الارض يقودون الركب نحو الهاوية السحيقة ... الارض تعود الى القرون الوسطى وتستعر حمى حيازة الاسلحة الفتاكة وبتقنيات فائقة تذهل العقول غير السمجونة والمسجونة معا وتتألق تقنيات الاسلحة بفتكها بمعدلات لا تتناسب ولا تتضاهى مع تقنيات الطب والفيزياء والزراعة حيث تسجل تقنيات الفتك والقتل فائقية تنفيذية خطيرة مع ما يصاحبها من عودة الى زمن ما قبل الحضارة فالجيوش تتحرك لاحتلال الارض واذلال البشر والحضارة تتراجع وسجناء العقل يرضخون لساجنيهم وكأن العقول خلقت لتكون حبيسة في سجن يصنعه بشر مثلنا ما انزل الله به من سلطان ...
    الا من صحوة في قرءان ايها الناس لنرى بعين باحثة عن الحق والحقيقة كم هي اسوار سجن العقل عالية في زماننا .
    (كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (المطففين:10)
    اذا عرفنا ان الكتاب هو (الوعاء التفيذي) وكتاب الله هو برامجية تنفيذية لله في خلقه فيكون كتاب الفجار في صفة السجن (سجين) ولو اردنا ان نعرف سجين (وما ادراك ما سجين) فهو كتاب مرقوم ويعني في المقاصد الشريفة وعاء تنفيذي مرقوم .. وما هو مرقوم ... مرقوم هو صفة من رقم والدنيا المعاصرة كلها ارقام ... القوانين رقمية الصفة ... العلوم رقمية الصفة .. الفظ رقم في علم الحرف القرءاني هو (مشغل وسيلة ربط فاعلية متنحية) سنجده واضحا في رقم الهاتف فرقم الهاتف هو الذي يشغل رابط فاعلية متنحية فهي اساسا في بدالة الهاتف (متنحية) والرقم مشغلها ... حضارتنا كلها رقمية التشغيل حتى البشر له رقم في بطاقته الشخصية فلا شيء ولا شيء ولا شيء في زماننا الا كان مرقوما فهو في (كتاب سجين) ... وما ادراك ما سجين ... كتاب مرقوم ... وعاء تنفيذي مرقوم ... وفي زمننا واضح وضوح شمس النهار وبما يختلف تماما عن زمن ما قبل النهضة العلمية ...
    (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)

    الحاج عبود الخالدي
    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    سيدي واخي الفاضل

    لن أسهب ولن أطيل ، أقول :

    " السجن قبر الاحيـــــاء ، ومن ذاق عَـرف " !!!

    احفظها _أخي _ تكرما منكم عليّ ، والله يرعاكم ويحفظكم من كل سجن وســــــــوء ...

    تعليق


    • #3
      رد: السجن بين العقل والقضبان

      السلام عليكم ورحمة الله
      للرفع من موضوعية البيان فجزاكم الله كل خير
      السلام عليكم
      .................................................
      سقوط ألآلـِهـَه
      من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله

      سقوط ألآلـِهـَه

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X